قصة جوي
تُدعى بطلة قصة اليوم جوي. إنها أخت من الفلبين. في السابق، كانت دائمًا تعامل الناس وفقًا للعواطف. إذا تصرف أي شخص بلطف نحوها، تبادله اللطف. لم تميز بين الناس ولم تسر وفقًا لمبادئ. استمر ذلك حتى اختبرت شيئًا ما جعلها تدرك أن المبادئ التي من خلالها تتعايش مع الناس وترى الآخرين كانت غير صحيحة. جعلتها تجربة خاصة، وبعض الأمور الخاصة تفهم أننا يجب أن نرى الناس والأشياء وفقًا لكلمة الله حتى نعامل الآخرين بمبادئ. كان لدي جوي زميلة جامعية تدعى إيما، وكانتا صديقتين حميمتين. كلما واجهت جوي أي صعوبات، كانت تطلب مساعدة إيما، وكانت جوي تعتز بصداقتهما.
في فبراير 2021، دعت إيما جوي لحضور اجتماع بكنيسة الله القدير. عند قراءة كلام الله القدير والاستماع إلى الشركة في الاجتماعات، أقرت جوي أن الله القدير هو المجيء الثاني للرب يسوع وقبلت بسعادة عمل الله في الأيام الأخيرة. بعد بضعة أشهر، أُختيرت جوي شماسة سقاية للكنيسة.
لكن ذات يوم، لاحظت جوي فجأة أنه في فريق الاجتماع، كانت إيما تنشر مغالطات تشكك في الله وتهاجم الكنيسة، وكذلك تحيزات بشأن القادة والشمامسة. حملت كلماتها استياء وسخرية. قالت أيضًا إن هذه الأشياء لم تكن من أفكارها الخاصة، بل أفكار من آخرين، وإنها تأمل في أن يتمكن القادة من عقد اجتماع للرد على هذه الأسئلة. صُدمت جوي بعد أن شاهدت هراء إيما ومغالطاتها. في الوقت نفسه، شعرت بقلق شديد، لأن الجميع في فريق الاجتماع كانوا إخوة وأخوات قبلوا لتوهم عمل الله في الأيام الأخيرة. من المؤكد أن إرسال هذه الرسائل إلى الفريق سيسبب إزعاجًا، وقد يتسبب أيضًا في تعثر البعض ممن أساسهم ضحل وليس لديهم تمييز. لم تدرِ جوي لمَ فعلت إيما لذلك. إن كانت تريد حقًا إجابات لأسئلتها، كان باستطاعتها إرسال هذه الأسئلة مباشرة إلى القادة. لماذا تنشر هذه الأشياء بين المؤمنين الجدد؟ وقعت جوي في حيرة شديدة. وسرعان ما تسببت، تمامًا كما كانت جوي تخشى، تصريحات إيما في بعض الارتباك والتعطل في الكنيسة، وأثرت في بعض الإخوة والأخوات، مسببة لهم التحيز ضد القادة والشمامسة والشعور بالصراع. سأل أحد قادة الفريق جوي، "هل ما قالته إيما صحيح"؟ ولما رأت جوي هذا الموقف، صارت أكثر قلقًا. لذلك ذهبت سريعًا إلى إيما لتسأل عما يجري ولمَ قالت هذه الأشياء. "لقد رأيت تلك الشائعات التي كنت تنشرينها، وقد تسببت في بعض الفوضى في الكنيسة. حتى أن بعض الناس لديهم تحيزات ضد القادة والعمال. إيما، لماذا تدلين بهذه الملاحظات؟ من أين أتت هذه الكلمات؟" "لم أقل هذه الأشياء. أريد من القادة عقد اجتماع للرد على هذه الأسئلة". "إذن عليك إرسال هذه الأسئلة مباشرة إلى القادة ثم اجعليهم يقومون بشركة معك. إيما، هل حقًا لم تأتِ بهذه الملاحظات؟" "بالطبع لم أكن أنا! ليس لدي أي مفاهيم عن عمل الله". "إذن لماذا لا تقولين من طرح الأسئلة؟ إيما، أخبريني من أين جاءت هذه الشائعات". لم تحصل جوي على أي إجابة عندما سألت إيما عن الملاحظات. مهما سألت جوي، رفضت إيما الإجابة. أبلغت جوي إحدى القادة عن هذا الأمر، التي أرادت أيضًا معرفة من طرح هذه الأسئلة لحل المشكلة سريعًا من جذورها. لكن فم إيما ظل مغلقًا بإحكام، ولم تخبرهم ولاحقًا بعد التحقيق، لم يطرح أي من الإخوة والأخوات الآخرين هذه الأسئلة. كانت إيما نفسها هي من لديه مفاهيم حول عمل الله. لقد جمعت بعض الشائعات من الإنترنت وأعادت صياغتها في أسئلة، لكنها رفضت الاعتراف بذلك. بعد معرفة حقيقة الأمر، سارعت القائدة بتنظيم اجتماع، وقدمت شركة للرد على كل مغالطات إيما، حتى يتمكن الإخوة والأخوات من تمييز الأشياء التي قالتها إيما. ومع ذلك، لم تعِ إيما أفعالها أو لم تقدم توبة عنها.
بعد هذه الواقعة، سألت القائدة جوي "ماذا ستفعلين إن لم تكن إيما شخصًا جيدًا؟ هل ستستطيعين معاملتها وفقًا لمبادئ الحق؟" في مواجهة هذه الأسئلة من القائدة، لم تعرف جوي كيف تجيب. لاحقًا، قرأت القائدة وجوي مقطعًا من كلمة الله معًا، وابتهج قلب جوي. كانت تعرف كيف تعامل إيما، وكان لديها أيضًا اتجاه مبدئي. "بحسب أي مبدأ يطلب كلام الله من الناس التعامل مع الآخرين؟ أحْبِبْ ما يحبه الله، وأَبغِض ما يُبغضه الله: هذا هو المبدأ الذي ينبغي التمسك به. يحبّ الله الذين يسعون إلى الحق ويستطيعون اتّباع مشيئته. هؤلاء هم أيضًا الأشخاص الذين ينبغي أن نحبهم. أمّا غير القادرين على اتباع مشيئة الله، والذين يبغضون الله ويتمردون عليه، فهؤلاء يزدريهم الله، وعلينا أن نزدريهم أيضًا. هذا ما يطلبه الله من الإنسان. ... قال الرب يسوع في عصر النعمة: "مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟". "لِأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (متَّى 12: 48، 50). كان هذا القول موجودًا بالفعل في عصر النعمة، والآن أصبحت كلمات الله أكثر وضوحًا: "أحبوا ما يحبه الله، واكرهوا ما يكرهه الله". تدخل هذه الكلمات في صلب الموضوع، ومع ذلك لا يستطيع الناس غالبًا فهم معناها الحقيقي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة). بعد الاستماع إلى كلام الله، فهمت جوي القليل عن مشيئته. يطلب الله منا أن نعامل الناس وفق المبادئ، كما يقول كلام الله، "أحبوا ما يحبه الله، واكرهوا ما يكرهه الله". في أي مسألة مبدأ، وبغض النظر عمن يكون، يجب أن نتعامل معهم بناءً على قول الله، "أحبوا ما يحبه الله، واكرهوا ما يكرهه الله". تعمدت إيما نشر مغالطات لا معنى لها، كونت لدى الناس مفاهيمًا وسوء فهم عن الله، وتشوشًا بشأن عمل الله. أزعج هذا حياة الكنيسة، وهذا شر في طبيعته. يكره الله فاعلي الشر، لذلك يجب على الناس أن يتخذوا جانب الله، ويرفضوا فاعلي الشر، ويتوقفواعن أعمالهم الشريرة لمنع استمرار إزعاجهم لاجتماعات الآخرين وقراءة كلمة الله. بمجرد أن فهمت جوي هذا، أخبرت القائدة: "على الرغم من أنه من الصعب بالنسبة لي قبول حقيقة أن إيما فعلت الشر، إلا أنه واقع في النهاية. لن تزعجني ولن أتقيد بها، سوف أعاملها وفقًا للمبادئ التي أعطاها الله. إن عزلتها الكنيسة، سأتخلى أنا أيضًا عن مشاعري تجاهها ولن ألوم الله". أخبرت القائدة جوي، "الآن، لحماية الإخوة والأخوات من أن تخدعهم إيما، قررت الكنيسة ترتيب عزل ذاتي لإيما". على الرغم من أن جوي شعرت بالقلق بشأن وضع إيما، فقد أدركت أيضًا أن إيما تصرفت كخادمة للشيطان، مما أزعج حياة الكنيسة، وكان ترتيب القائدة لحماية الإخوة والأخوات من أن تخدعهم المغالطات أو تضايقهم لذلك لم تقل جوي أي شيء. ولكن في غضون أيام قليلة، وجدت إيما جوي مرة أخرى... "جوي، لقد رتبوا لي أن أعزل نفسي! لم تقصيني القائدة من فريق اجتماعنا، لكن لا يُسمح لي بالاجتماع مع آخرين. أشعر وكأنني مستبعدة". "لقد نشرت المغالطات والشائعات في فريق الاجتماع، وارتكبتِ خطئًا عليكِ مراجعة نفسك. بمجرد أن تتوبِي حقًا، يمكنك العودة إلى الاجتماعات". "أنا قلقة من أن القائدة ستقصيني من فريق الاجتماع. لكن حتى لو استبعدتني من الفريق، فلا بأس. سأستخدم حسابًا آخر للانضمام إلى كنيسة الله القدير في منطقة أخرى. ليس مرحبًا بي هنا على أي حال!" "هل ستنضمين إلى الكنيسة بهوية مزيفة؟ ألست بهذا تخدعين الإخوة والأخوات؟" "وماذا في ذلك؟" عند سماع كلمات إيما، فوجئت جوي. لم تضمر إيما نية للتوبة. حتى أنها أرادت إنشاء حساب وهمي للتسلل إلى الكنيسة لتعطيلها وتخريبها. ألم تكن مجرد خادمة للشيطان؟ وأظهرت كلمات إيما أيضًا أنها لم تكن شخصًا أمينًا. كانت تخطط لخداع إخوتها وأخواتها والكنيسة. في هذا الوقت، فكرت جوي في مسؤولية شماس السقاية، "عند اكتشاف مشكلة، ينبغي أن يتعاملوا معها على الفور من خلال طلب الحق؛ ويجب حل المشكلات الكبيرة بإقامة شركة مع قادة الكنيسة. يجب عدم مداراة الحقائق الفعلية" (170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق). شعرت جوي أنها كشماسة سقاية عليها أن تلتزم بمبادئ الحق وحماية إخوتها وأخواتها من الانزعاج والخداع. لذلك، أخبرت القائدة عن هذا. "تقولين إن إيما ستنشئ حسابًا وهميًا؟" "إليك لقطات الشاشة لدردشتنا، سأريها لكِ". "ستُطرد إيما لاستمرارها في إزعاج الكنيسة بهذا الشكل! لكنها صديقتي وقد بشرتني بالإنجيل. ماذا لو..." "أيتها الأخت، أتعتقدين أنه يمكننا إبقاءها في فريق الاجتماع؟ بهذه الطريقة، لن تتقدم بطلب للحصول على حساب مزيف لإزعاج الكنائس الأخرى". "إذا لم تفعل الشر أو تسبب اضطرابًا، يمكنها البقاء. لكنها في الوقت الحالي لا تفهم سبب أفعالها الشريرة والإزعاج الذي تتسبب فيه. ما زالت تريد الكذب، والخداع، والتسلل إلى كنيسة أخرى. هذا يدل على أنها لم تتب. إذا كانت حقاً تمتلك جوهر فاعل شر، لن تتوب، وتتغير، ولن تتوقف عن فعل الشر". ذكّر كلام القائدة جوي، وعندئذ فقط أدركت أنها كانت تتصرف من منطلق عاطفي من خلال رغبتها في إبقاء إيما في الكنيسة. لم يكن لدى إيما معرفة بنفسها. قد تفعل الشر وتزعج الكنيسة في وقت ما. إذا دافعت عن إيما مرة أخرى، فلن تحمل مثل هذه الكلمات أي مبدأ.
لاحقًا، حققت القائدة ووجدت أن إيما لديها مفاهيم ولم تطلب الحق لحل المشكلات. بل تعمدت الاستيلاء على الأشياء لمهاجمة الله، وخلطت بين الصواب والخطأ، ونشرت المغالطات، وخدعت إخوتها وأخواتها ليكوّنوا مفاهيم عن عمل الله. وكثيراً ما قالت في الاجتماعات إن قادة الفريق لم يكونوا بمستوى واجباتهم لتقويض إيجابيتهم، مما جعلهم سلبيين وأثر على نتائج واجباتهم. تسببت تصرفات إيما في تعطيل خطير في الكنيسة، ولم تتب، فكانت حقًا فاعلة للشر. في النهاية طردت الكنيسة إيما وفق مبادئ إقصاء الناس، وتوقفت جوي عن حماية إيما. لكن ما حدث بعد ذلك ترك جوي غارقة في الألم.
"لماذا ترسلين لقطات شاشة من محادثاتنا إلى أشخاص آخرين! لن أكلمك مرة أخرى. جوي، لم أتخيل مطلقًا أنكِ ستفعلين هذا. لقد خنتِ ثقتي بك. لقد جعلتِ كل شيء فظيعًا!" بكت جوي عدة مرات. شعرت أن صداقتها مع إيما على وشك الانتهاء بدأت تتذكر اللحظات التي قضتها مع إيما. ساعدتها إيما في التوصل إلى أفكار عندما واجهت صعوبات، وكثيرًا ما شاركتا أفكارهما مع بعضهما بعضًا... لكن الآن، لم تعرف جوي كيف تواجه إيما. مهما فعلت، لم يعرف قلبها الراحة. لم تستطع حتى التركيز لفترة كافية لاستضافة الاجتماعات. ظلت تلوم نفسها في فكرها، "هل جعلت كل شيء فظيعًا حقًا؟ ربما هناك طريقة أفضل لمنعها من الحصول على حساب مزيف وإزعاج الكنيسة..." بدأت جوي تتساءل عما إذا كان قرارها صائبًا. شعرت بالاستياء. حتى أنها أرادت إيقاف حسابها، وتجنب إخوانها وأخواتها، والهروب من كل شيء، لكنها عرفت في قلبها أنها لا تستطيع التخلي عن واجباتها، وأنه لا ينبغي لها تجنب المشكلات ويجب أن تبحث عن حلول استباقية. لذك أخبرت القائدة عن حالتها. أرسلت القائدة فقرةً من كلمة الله إلى جوي. "لا بُد أن تدخل من جانب الإيجابية، وأن تكون ذا همة وغير متقاعس. يجب ألا تهتز لأي شخصٍ أو أي شيءٍ في جميع المواقف، وألا تتأثر بكلام أي أحد. يجب أن تكون لديك شخصية مستقرة، وأن تمارس على الفور ما تعرف أنه الحق مهما قال الناس. يجب أن يكون كلامي عاملًا في داخلك على الدوام بغض النظر عمَّنْ تواجهه. يجب أن تكون قادرًا على الثبات في شهادتك من أجلي، وأن تُظهِر مراعاةً لأعبائي. لا يجب أن تتفق اتفاقًا أعمى مع الآخرين دون أن تكون لك آراؤك الخاصة، بل ينبغي – بدلًا من ذلك – أن تمتلك الشجاعة للمواجهة والاعتراض على ما لا يتوافق مع الحق. إذا كنتَ تعرف بوضوح أنَّ أمرًا ما خاطئ، ولكن تفتقر إلى الشجاعة لكشفه، فلستَ حينئذٍ شخصًا يسلك بالحق. إنك تريد أن تقول شيئًا ما لكنك لا تجرؤ على البوح به صراحة بل تلتف حوله، وتغيِّر الموضوع؛ فالشيطان في أعماقك ويمنعك، ويجعلك تتكلم دون أي تأثير وتعجز عن الاستمرار حتى النهاية. إنك ما زلتَ تحمل في قلبك خوفًا، أوليس هذا بسبب أنَّ قلبك ما زال مملوءًا بأفكار الشيطان؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني عشر). "كلام الله واضح للغاية. إذا اكتشفت شيئًا يضر بعمل بيت الله ويضر بإخوتك وأخواتك، أو إذا كان هناك إزعاج من الشيطان، يجب أن تنهض وتتحلى بالشجاعة لفضحه، ووقفه، والدفاع عن عمل الكنيسة. وحده هذا الشخص هو من يمارس الحق. إذا علمنا أن هناك شيئًا خاطئًا، ومع ذلك ما زلنا مقيدين بمشاعرنا، وخشينا قطع العلاقات مع الآخرين ولم نلتزم بمبادئ الحق، إذن فنحن في صف الشيطان، وهذا مخالف لمشيئة الله. لقد اكتشفت أن صديقتك تنشر المغالطات، وكشفتها وأوقفتها وحميتي إخوتك وأخواتك من الأذى. لقد اتخذت القرار الصحيح، ولا داعي لأن تلومي نفسك أو تحزني". "ما زالت قامتي صغيرة للغاية، وأفتقر إلى التمييز. لقد تصرفت بما يتماشى مع المبدأ، لكن عندما اشتكت إيما واتهمتني، اضطربت، واعتقدت أنني مخطئة. الآن أعلم أن اختياري وممارستي كانت صحيحة. في الأمور المتعلقة بعمل الكنيسة وحياة إخوتي وأخواتي، يجب أن أسلك وفق المبادئ وأن أصمد. يجب أن أتعلم التمييز بين الصواب والخطأ وألا تقيدني العواطف".
بعد فهم مشيئة الله، هدأت جوي نفسها وركزت على واجبها. لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد. إذ فجأة أرسلت إيما رسالة أخرى إلى جوي قائلة: "تم استبعادي من الفريق. هل أنتِ سعيدة الآن؟ وقع كل هذا بسببك". حملت تلك الكلمات سخرية وتهكم. لم تعرف جوي كيف ترد على إيما لبرهة. كانت تعلم أنه في تلك اللحظة انتهت صداقتهما، وشعرت بحزن عميق. فكرت جوي: "كانت علاقتنا على ما يرام، وكانت هي من بشرتني بالإنجيل. لكن الآن، أبلغت القائدة بمشكلتها. ألم أخنها؟ ماذا ستظن بي؟ ماذا عساي أفعل؟ أينبغي أن أعتذر لها؟ لقد هدمت ثقتها بي. هل فشلت في الحفاظ على صداقتنا؟ هل فعلت الصواب حقًا؟" عندما تاهت جوي في الارتباك والألم، قرأت مقطعًا من كلام الله. "يُعد السلوك الذي لا يطيعني طاعة مطلقة خيانة، والسلوك الذي لا يمكن أن يُظهر إخلاصًا لي هو خيانة أيضًا. إن خداعي واستخدام الأكاذيب لتضليلي هما خيانة. وإن إضمار مفاهيم كثيرة ونشرها في كل مكان هو خيانة، كما أن عدم حماية شهاداتي ومصالحي يعدّ خيانة، وإبداء المرء لابتسامات زائفة حين يكون قلبه بعيدًا عني هو خيانةٌ أيضًا. هذه كلُّها أعمال خيانة أنتم قادرون على القيام بها دائمًا، وهي شائعة بينكم. قد لا يرى أحد منكم أنها مشكلة، لكن هذا ليس ما أراه أنا. إنني لا أستطيع التعامل مع خيانتكم لي على أنها مسألة تافهة، ومن المؤكد أنه لا يمكنني تجاهلها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)). بعد قراءة كلمة الله، استنارت جوي. وفكرت "نعم، أفكر دائمًا فيما إذا خنت صديقتي. لماذا لا أفكر فيما إذا كانت آرائي وسلوكي تتماشى مع الحق أو تخون الله؟ لا يجب أن أقلق بشأن مشاعر صديقتي فحسب وأتجاهل موقف الله. كلام الله شديد الوضوح. "عدم حماية شهاداتي ومصالحي يعدّ خيانة". فكرت جوي: "نشرت إيما مفاهيم حول عمل الله، وخدعت الإخوة والأخوات، وسببت اضطرابًا في حياة الكنيسة. أرادت أيضًا إنشاء حساب وهمي لخداع الآخرين. هذه كلها أعمال الشيطان، وهي تهدم عمل الكنيسة. إن كنت قد اخترت الوقوف إلى جانب إيما وعدم ممارسة الحق، سيكون ذلك بمثابة اتخاذ جانب الشيطان وخيانة لله"! فكرت جوي أيضًا في كلام الله القائل: "أخْلِص مهما كان الوضع، وتحرك إلى الأمام بشجاعة؛ فأنا صخرة قوتك، لذا اعتمد عليَّ!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). شعرت جوي أن عليها الصلاة إلى الله بإخلاص والثقة به. لقد آمنت أن الله سيهديها لمعرفة الصواب من الخطأ، وستتعلم التمييز بين الناس، وسيحميها من فقدان مبادئها ومكانتها في هذا الأمر.
تساءلت جوي لاحقًا، "عندما اكتشفت أن إيما كانت تفعل شيئًا خاطئًا، أبلغت القائدة بذلك. من الواضح أن هذا لحماية عمل الكنيسة. لماذا أشعر دائمًا بالأسف تجاه إيما؟" منحتها كلمة الله إجابة لسؤالها. تقول كلمات الله، "إذا لم تكن لديك علاقة طبيعية مع الله، فسيكون الأمر متعلقًا بفلسفة العيش الإنسانية، بغض النظر عمّا تفعله للحفاظ على علاقاتك مع الآخرين، وبغض النظر عن مدى اجتهادك في العمل أو مقدار الطاقة التي تبذلها. إنك تحافظ على وضعك بين الناس من منظور إنساني وفلسفة إنسانية حتى يمدحوك، ولكنك لا تتبع كلمة الله لتقيم علاقات طبيعية مع الناس. إن لم تركّز على علاقاتك مع الناس بل حافظت على علاقة طبيعية مع الله، وإن كنت على استعداد لأن تهب قلبك إلى الله وتتعلم طاعته، فمن الطبيعي جدًا أن تصبح علاقاتك مع جميع الناس طبيعية. ... يبني الناس علاقات طبيعية فيما بينهم على أساس إعطاء قلبهم إلى الله، وليس من خلال الجهد البشري، فبدون وجود الله في قلوبهم، تكون العلاقات الشخصية بين الناس مجرد علاقات جسدية غير سليمة وتنازل للشهوة – إنها علاقات يمقتها الله ويكرهها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله). "في كل ما تفعل وكل ما تقول، كن قادرًا على وضع قلبك في الموضع الصحيح، وكن مستقيمًا في أفعالك، ولا تكن منقادًا بمشاعرك، أو تتصرّف وفقًا لإرادتك الشخصية. هذه هي المبادئ التي يجب على المؤمنين بالله أن يتصرَّفوا بموجبها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف هي علاقتك مع الله؟). أدركت جوي من كلمة الله أنها بالغت في اهتمامها بعلاقاتها مع الآخرين وحاولت جاهدة الحفاظ عليها. لقد أهملت علاقتها الطبيعية مع الله وعاشت في مشاعر جسدية. في الواقع، إن الحفاظ على العلاقات مع الآخرين ليس سوى لأجل حماية مصالح المرء، وصورته، ومكانته. إنه ينبع من احتياجات الجسد. كما أنه ملوث بالعواطف والنوايا الشخصية، ولا يتوافق مع مبادئ الحق. أدركت جوي أيضًا أنها تذبذبت في أمر إيما ولم تستقر على رأي لأن العواطف قيدتها، مما منعها من فعل الصواب. إنها لم تفكر سوى في الحفاظ على صداقتها وصورتها ومكانتها في قلوب الناس، وعليه، وقعت في شرك العاطفة. لذلك لم تستطع معاملة الناس بمبادئ الحق ولم تستطع اعتبار عمل الكنيسة. حتى أنها أرادت التخلي عن واجبها، والابتعاد عن الإخوة والأخوات، وخيانة الله. عندئذ فقط رأت جوي أن العواطف أنانية، يستخدم الشيطان العواطف للسيطرة على الناس، ويجعلهم يخونون الحق والله. أدركت جوي أيضًا أن في الواقع، عندما بشرتها إيما بالإنجيل ودعتها إلى الاجتماع، كانت هذه الترتيبات السيادية لله. استخدم الله إيما ليجلب جوي أمامه، وكان عليها أن تشعر بالامتنان لله وليس إيما. بمجرد أن فهمت هذه الأشياء، شعرت جوي بارتياح شديد وعذاب أقل.
ولاحقًا في أحد الاجتماعات، شاهدت جوي وعدة أخوات فيديو قراءة لكلمة الله، مما جعلها ترى طبيعة إيما بوضوح. تقول كلمات الله، "إن الإخوة والأخوات الذين يطلقون العنان لسلبيتهم هم خدام الشيطان، ويشوشون على الكنيسة. هؤلاء الناس يجب طردهم واستبعادهم يومًا ما. إذا لم يملك الناس في إيمانهم بالله قلبًا يتقيه، ولم يملكوا قلبًا يُطيعُ الله، فلن يكونوا غير قادرين على القيام بأي عمل لله فحسب، بل على النقيض سيصبحون أناسًا يعطلون عمله ويتحدَّونه. إن الإيمان بالله دون طاعته وتقواه هو أكبر خزي للمؤمن. إن كان المؤمنون طائشين وغير منضبطين دائمًا في كلامهم وسلوكهم مثلهم مثل غير المؤمنين، فهم أكثر شرًّا من غير المؤمنين؛ إنهم نموذج للشياطين. وأولئك الذين يبثون كلامهم المسموم والخبيث في الكنيسة، وينشرون الشائعات، ويثيرون الخلافات، ويصنعون التحزبات بين الإخوة والأخوات كان يجب طردهم من الكنيسة. ولكن لأن عصرنا الآن هو عصر مختلف من عمل الله، فأولئك الأشخاص مقيدون، لأنهم سيُستبعدون بالتأكيد. كل مَن أفسدهم الشيطان لديهم شخصيات فاسدة. البعض يملكون شخصيات فاسدة فحسب، لكن هناك آخرون ليسوا مثلهم، أي أنهم لا يملكون شخصيات شيطانية فاسدة فحسب، بل إن طبيعتهم أيضًا خبيثة إلى أقصى درجة؛ إذْ لا تكشف كلماتهم وأفعالهم عن شخصياتهم الشيطانية الفاسدة فحسب، بل هم فوق ذلك يمثلون الشيطان إبليس الحقيقي. سلوكهم يُعطل عمل الله ويُعيقه، ويعوقُ دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، ويُدمِّرُ حياة الكنيسة الطبيعية. عاجلًا أم آجلًا يجب أن تُطرَد تلك الذئاب المرتدية ثياب الخراف، ويجب على المرء أن يتبنى موقفًا قاسيًا قائمًا على الرفض تجاه خدام الشيطان هؤلاء. فقط من خلال هذا يمكن للمرء أن يقف في صفِّ الله، والذين يخفقون في فعل ذلك يتمرغون في الوحل مع الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). هذا المقطع هو تحذير الله. أنا أعي أن أولئك الذين لا يمارسون الحق، وينشرون الشائعات، ويزرعون الفتنة هم أناس يتمردون على الله ويقاومونه. ليس هؤلاء الناس شعب الله المختار، فهم خدام الشيطان وفاعلي الشر. كل ما يفعلونه يعادي الله، ووفقًا لقواعد الكنيسة، يجب طرد هؤلاء الأشخاص. حمدًا لله! الآن، قلبي مشرق، وأستطيع التمييز. بناءً على أداء إيما، أنا متأكدة من أنها فاعلة للشر. تذكرت جوي أن "مبادئ معاملة الآخرين حسب جوهرهم" تقول: "طالما ثبت بشكل أساسي أن شخصًا ما هو شخص شرير، أو روح شرير، أو ضد المسيح، أو غير مؤمن، يجب استبعاد هذا الشخص أو طرده، كما تقر الكنيسة؛ والأشخاص المخادعون الذين يكشفون عن آراء خاطئة باستمرار، الذين غالبًا ما يؤمنون بمفاهيم عن الله ويدافعون عن أنفسهم ضد الله، يحسبون بين غير المؤمنين. يجب استبعادهم أو طردهم" (170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق). وفقًا للمبادئ، يجب طرد فاعلي الشر من الكنيسة لمنعهم من إحداث اضطرابات في الكنيسة، حتى لا ينزعج الآخرون عندما يجتمعون أو يؤدون واجباتهم. لقد فهمت جوي أيضًا أن الله يسمح لفاعلي الشر بإزعاج الكنيسة حتى يتمكن مختاري الله من فهم الحق، وتعلم تمييز الناس، ومعاملة الناس وفقًا لكلمة الله. في الوقت نفسه، يسمح لنا بمعرفة قامتنا الحقيقية، وتعلم ممارسة الحق، والحفاظ على عمل الكنيسة. بعد أن أدركت جوي ذلك، شكرت الله. بدون حماية الله وإرشاد كلام الله، ستظل مقيدة بالعواطف، وتتحدث باسم فاعلة الشر، وتخدعها إيما. هذا شيء خطير جدًا! بمجرد أن أدركت هذا، لم تعد جوي منزعجة من هذا الأمر، وشعرت بقدر كبير من الانعتاق.
بعد ذلك، اقتربت إيما من جوي عدة مرات، لكن جوي لم تعد متأثرة بها أو منزعجة منها. بعد هذه التجربة، شعرت جوي بامتنان كبير لله. لقد كان الله هو الذي قادها إلى فهم بعض الحق، وربح بعض التمييز، وحررها من قيود العاطفة. لقد رأت أن الحق مهم جدًا للناس. عندما ننظر إلى الناس والأمور بناءً على الحق، عندئذ فقط نسلك وفق مبادئ ولا يخدعنا الشيطان أويستخدمنا. حمدًا لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.