تأملات بعد مقاومة الإشراف

2023 فبراير 5

في 2021، توليت مسؤولية السقاية في الكنيسة. عندئذ، كان قائدنا يسأل غالبًا عن تقدم عملنا للإشراف عليه ومعرفة المستجدات. وقد يسألني أيضًا عن أي مشكلات بالعمل. في البداية، كنت أجيب بحماس، لكن بعد فترة، بدأ صبري ينفد. فكرت: "إنه لمزعج أن أستمر في إطلاع القائد على تقدمنا، وهذا يضيع وقتًا كثيرًا. ألا يتأثر أدائي؟ إن ضَعُف أدائي، ألن يطردني القائد؟" بإدراك ذلك، قاومت بشدة إشراف القائد على عملنا.

ذات مرة، راسلني يسألني عن كيفية سير العمل. سأل عن عدد مَن قبلوا الإنجيل ذلك الشهر، وعن عدد الأعضاء الذين لم يجتمعوا بانتظام ولماذا، وعن المفاهيم الدينية التي تبنوها، وكيف حللناها بالشركة. أمام كل هذه الأسئلة، شعرت بعدم الارتياح. فهناك محتوى هائل يجب تغطيته وعليَّ مناقشته ومراجعته مع عمال السقاية. وهذا قد يؤخر عملنا كثيرًا، وشعرت بالمقاومة: "إنك تطلب تفاصيل هائلة بهذه الأسئلة – إلى متى سيؤخرنا هذا؟ إن لم نحقق نتائج في أعمال السقاية، هل ستقول إنني لا أقوم بعمل حقيقي ولست كفؤًا؟" عندما لاحظت أن أخواتي الشريكات لديهن هواجس أيضًا، قلت لنفسي: "إن كانوا يعتقدون أيضًا أن هذا سيؤدي للتأخير، يمكننا تقديم اقتراح، وهكذا فلن يطرح القائد هذه الأسئلة التفصيلية عند متابعة العمل. ولن تُفضح أوجه القصور في عملي". فقلت شبه مازحة: "يجب أن يشفق علينا القائد من الأسئلة التفصيلية التي يطرحها". بقول ذلك، وافقت أخت قائلة: "إنه مثل الاستجواب!" بمجرد أن سمعت اتفاقها معي، أجبت ضاحكة: "نحن مشغولون بما فيه الكفاية. واضطرارنا للإجابة عن هذه الأسئلة التفصيلية محض عناء. ألن يؤثر ذلك على نتائج أعمال السقاية؟" أومأت الأخوات الأخريات بالموافقة. ابتهجت سرًّا: "يبدو أنني لست الوحيدة مَن يعارض ذلك. يمكننا تقديم اقتراحاتنا للقائد معًا، وبهذا، فلن يطلب تحديثات عن عملنا". بتحريضي، كلما جاء القائد ليطلع على عملنا، كان شركائي يعبسون وحتى في ردودهم، يكتفون ببعض التعليقات الروتينية. لم يقدموا تقارير مفصلة عن مشكلات عملنا ونتيجة لذلك، لم يستطع القائد فهم المشكلات التي نواجهها ولم تتحسن أعمال السقاية.

مرة أخرى، لاحظ القائد أننا لا نركز على تنمية عمال السقاية، فأرسل إلينا رسالة شركة حول أهمية هذا الجانب من العمل وأعطانا بعض مسارات الممارسة. وأشار إلى أننا لم نتحمل مسؤولية هذا المشروع، وأننا نتلكأ وبلا جدوى. نتيجة لذلك، لم يتدرب الوافدون الجدد مما أثر مباشرة على أعمال السقاية. فطلب منا البدء في التركيز على هذه المسألة، وتدريب بعض الوافدين الجدد على السقاية بسرعة. شعرت بالمقاومة عندما رأيت الرسالة: "هذا صعب جدًّا. فهؤلاء الوافدون الجدد بدأوا واجباتهم للتو – ومن الصعب تنميتهم! لديك خبرة كبيرة في التنمية، ولا يمكنك إلزامنا بمعاييرك!" لكن عندئذ فكرت: "إذا اشتكيتُ مباشرة، ألن يعتقد أنني لست كفؤًا؟ هذا لن يفيد! يجب أن أوضح له أن فريقنا بأكمله عاجز عن تلبية هذه المطالب، وبهذه الطريقة لن يكون أمامه سوى التراجع ولن أتحمل المسؤولية بمفردي". فعبست وقلت بقلق: "مطالب القائد صعبة جدًّا. وليست لدينا خبرته الكبيرة". أومأت الأخوات الأخريات موافقات فورًا. قالت إحداهن: "القائد ذو مقدرة جيدة وكفاءة عالية في عمله، فكيف نُقارَن به؟" قالت أخرى: "القائد يبالغ في طلباته. كيف يفترض بنا إنجاز هذا العمل؟" سعدت كثيرًا لاتفاق الجميع معي. فلن يجد القائد خيارًا سوى التراجع. ورغم كل شيء، فلن يطرد الفريق بأكمله! في اليوم التالي، أجبت على رسالة القائد ووصفت المشكلات التي واجهتنا في عملنا محاولة إعطاءه فكرة عن وضعنا الحالي. في النهاية، أضفت سطرًا يقول: "هذا هو إنتاجنا الأمثل حاليًا. وسيكون من الصعب زيادته عن ذلك"، وحرصت على التأكيد على صيغة الجمع حتى يعرف أن هذا هو رأينا الجماعي. وهكذا، فلن يتوقع منا هذا المستوى العالي. ولكن، لدهشتي، في الاجتماع التالي، تعامل معي القائد وفضحني، قائلًا إنني لم أتحمل عبء واجبي، ولم أتحمس للتحسن، ونشرت الأفكار السلبية بين الإخوة، وشكلت زُمرًا وحرضت الآخرين لمقاومة القائد. قال أيضًا إنني كنت أتلكأ في تنمية الوافدين الجدد، وأعطل عمل الكنيسة ولا أؤدي أي دور في عمل الفريق. وفي النهاية أُعفيت من منصبي.

عندئذ، شعرت بالذنب والانزعاج. وعلمت أنني أحدثت المتاعب، وفعلت الشر وأغضبت الله. لم أسع للحقيقة عندما ظهرت المشكلات، بل نشرت مفاهيم أدت إلى عيش كل شخص بسلبية. لقد أعقت عمل الكنيسة حقًّا. لاحقًا، أثناء تأملي، وجدت هذا المقطع من كلام الله: "نظرًا لأن أضداد المسيح يشككون دائمًا في قلوبهم في الجوهر الإلهي للمسيح، ولديهم دائمًا شخصية غير مطيعة، فإنهم عندما يأتمنهم المسيح على فعل أشياء، يقومون دائمًا بفحصها ومناقشتها ويطلبون من الناس تحديد ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة. وهذه مشكلة جسيمة، أليست كذلك؟ (بلى). إنهم لا يتعاملون مع هذه الأشياء من منظور طاعة الحق؛ ولكنهم بدلًا من ذلك يتعاملون معها بمعارضة الله. هذه هي شخصية أضداد المسيح. عندما يسمعون وصايا المسيح وترتيبات عمله، فإنهم لا يقبلونها أو يطيعونها، لكنهم يبدأون في النقاش. وما الذي يناقشونه؟ يناقشون ما إذا كانت وصايا المسيح وأوامره صحيحة أم خاطئة، ويفحصون ما إذا كان ينبغي تنفيذها أم لا. هل موقفهم هو الرغبة بالفعل في تنفيذ هذه الأشياء؟ لا، فهم يريدون تشجيع المزيد من الناس ليكونوا مثلهم، ولعدم فعل هذه الأشياء. وهل عدم فعلها هو ممارسة حقيقة الطاعة؟ بالطبع لا. ماذا يفعلون إذًا؟ (إنهم يتمردون). إنهم لا يتمردون على الله بأنفسهم فحسب، بل يبحثون عن التمرد الجماعي أيضًا. هذه هي طبيعة أفعالهم، أليست كذلك؟ التمرد الجماعي: أن يجعلوا الجميع مثلهم، ويجعلوا الجميع يفكرون مثلهم ويقولون مثلهم ويقررون مثلهم ويعارضون بشكل جماعي قرار المسيح ووصاياه. هذه هي طريقة عمل أضداد المسيح. فاعتقاد أضداد المسيح هو أنها "ليست جريمة إذا فعلها الجميع"، ولذلك يحثون الآخرين على التمرد على الله، معتقدين أنه في ظل هذه الحالة لن يكون هناك شيء يمكن أن يفعله بيت الله بهم. أليس هذا غباءً؟ إن قدرة أضداد المسيح على محاربة الله محدودة للغاية، فهم وحدهم تمامًا؛ ولذلك، فإنهم يحاولون تجنيد الناس لمعارضة الله بشكل جماعي، مفكرين في قلوبهم: "سوف أخدع مجموعة من الناس وأجعلهم يفكرون ويتصرفون بالطريقة نفسها التي أفكر وأتصرف بها. ومعًا، سوف نرفض كلام المسيح ونعيق كلام الله ونمنعه من أن يؤتي ثماره. وعندما يأتي شخص للتحقق من عملي، سوف أقول إن الجميع قرر فعله بهذه الطريقة. وبعد ذلك سوف نرى كيف تتعامل مع ذلك. لن أفعل ذلك من أجلك ولن أقوم به، وسوف نرى ما ستفعله بي!" ... أليست هذه الأشياء التي تظهر في أضداد المسيح بغيضة؟ (إنها بغيضة للغاية). وما الذي يجعلها بغيضة؟ يرغب أضداد المسيح هؤلاء في الاستيلاء على السلطة في بيت الله، وكلام المسيح لا يُنفَّذ حيث يكونون، فهم لا يُنفِّذونه. وبالطبع، من الممكن أن يوجد نوع آخر من المواقف عندما لا يتمكن الناس من إطاعة كلام المسيح. بعض الناس ذوو مقدرة ضئيلة، ولا يمكنهم فهم كلام الله عندما يسمعونه، ولا يعرفون كيفية تنفيذه. وحتى لو علمتهم كيفية عمل ذلك، فإنهم لا يزالون غير قادرين. وهذه مسألة مختلفة. إن الموضوع الذي نقيم شركة بخصوصه الآن هو جوهر أضداد المسيح، وهو لا يرتبط بما إذا كان بإمكان الناس فعل الأشياء أو بصفة مقدرتهم، بل يرتبط بشخصية أضداد المسيح وجوهرهم. إنهم يعارضون المسيح تمامًا، ويعارضون ترتيبات عمل بيت الله ومبادئ الحق. وهم يفتقرون إلى الطاعة وليس لديهم إلا المعارضة. هذا هو الحال مع ضد المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء الرابع)). بعد قراءة كلام الله أدركت أن ما ارتكبته كان تعدٍ خطيرٍ. وصُدمت من كشف الله لتبني أضداد المسيح لشخصية متمردة، وليس لديهم قبول أو رغبة في الخضوع مطلقًا لطلبات الله وترتيبات عمل بيت الله، ويقاومون ويحتجون بل ويضللون الآخرين للمقاومة معهم. بتأمل ما حدث، وجدت أنني أظهرت هذا السلوك أيضًا. عندما أراد القائد مراجعة تقدمنا بالتفصيل، انزعجت وقلقت من أن يؤخرني ذلك في واجبي ويؤثر على نتائجي، فلم أستطع قبول ذلك ونشرت أفكارًا متحيزة ضد القائد، وحشدت الأخوات الأخريات للعصيان والتمرد معي. وعندما أوضح القائد أن تقدمنا بطيء جدًّا ولم نحقق نتائج، وشاركنا كيفية تحسين كفاءتنا، قاومتُ وجادلتُ ولم أستسلم. اعتقدت أن القائد يبالغ في توقعاته منا ولم يفهم قضايانا الفعلية. وعندما قدم شركة حول طرق تحسين كفاءتنا، لم أستمع. لجعل القائد يلين ويخفض توقعاته منا، وللتأكد من معرفته بأن النتائج السيئة في عملنا لم تكن بسببي أنا فقط، نشرت بين الآخرين فكرة أن مطالب القائد مبالغة جدًّا، ودفعتهم للاعتقاد بأن القائد يسيء معاملتنا وحرضتهم على المقاومة معي حتى لا أُحاسَب وحدي. كنت متواطئة وتحدثت بدوافع خفية ومكر شيطاني. كل ما فكرت فيه هو كيفية استخدام الآخرين لتحقيق دوافعي. طلب القائد تفاصيل عملنا لاكتشاف المشكلات التي نواجهها وتصحيحها في الوقت المناسب، ولمساعدتنا على تحسين كفاءتنا وتدريب الوافدين الجدد على القيام بواجبهم بأسرع ما يمكن. كان يعمل وفق مطالب الله وترتيبات الكنيسة، لكنني قاومت ولم أستسلم. لم يكن هذا خلافًا مع قائدي، بل مقاومة لعمل الكنيسة ومطالب الله. تصرفت بمعارضة تامة لله. وخدعت الجميع وحرضتهم على تأييدي، حتى نتبنى جميعًا نفس المعتقدات والسيناريو في معارضتنا لترتيبات الكنيسة. لقد أظهرت شخصية ضد المسيح وتصرفت كخادم للشيطان. تكلمت بسلبيية لخداع الإخوة والأخوات، وجعلتهم يفقدون الدافع للتحسن، ويركنون إلى الاطمئنان لمستواهم الحالي وشوشت عليهم بطيش في عملهم. ونتيجة لذلك، فشل عمل السقاية باستمرار في تحقيق النتائج. كانت هذه العرقلة والإزعاج لتدريب الوافدين عملاً شريرًا. بإدراك ذلك، شعرت بالخوف. فإن واصلت هكذا، فسأرتكب المزيد من الشر وسأصبح في النهاية ضد المسيح وأُفضَح وأُطرَد. كان طرد الكنيسة لي علامة على بر الله وحمايته. فوقفت أمام الله في الصلاة: "إلهي الحبيب، إن طردي علامة على برك. وبفضحي ودينونتي بكلامك، أدركت شخصية ضد المسيح لديَّ. لقد حميتني وأنقذتني بهذا الطرد، وأشكرك!"

بعد ذلك، وجدت مقطعين آخرين من كلام الله يكشفان هذه الشخصية الفاسدة: "غالبًا ما ينشر أضداد المسيح نظريات لخداع الناس. بصرف النظر عن العمل الذي يُنفِّذه أضداد المسيح، ينبغي أن تكون لهم الكلمة الأخيرة دائمًا. إنهم يعارضون مبادئ الحق تمامًا. ما هي شخصية أضداد المسيح إذًا بالحكم على ما يظهر فيهم؟ هل يحبون الأشياء الإيجابية؟ هل يحبون الحق؟ هل لديهم طاعة حقيقية لله؟ (لا). إن جوهرهم هو السأم من الحق وكراهيته. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم متكبرون للغاية لدرجة أنهم فقدوا كل منطق، ويفتقرون حتى إلى الحد الأدنى من الضمير والحس، ولا يصلحون لأن يُسمّوا بشرًا. وكل ما يمكن قوله هو إنهم على شاكلة الشيطان – فهم شياطين. وجميع من لا يقبلون الحق هم شياطين، وهذا أمر لا شك فيه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء الرابع)). "ما موقف أضداد المسيح في قلوبهم من ممارسة الحق وطاعة المسيح؟ كلمة واحدة: المعارضة. إنهم يواصلون المعارضة. وما هي الشخصية المتضمنة في هذه المعارضة؟ ما الذي يؤدي إلى ظهورها؟ العصيان هو الذي يؤدي إلى ظهورها. فمن ناحية الشخصية، هذه عبارة عن سأم من الحق، ووجود عصيان في قلوبهم، وعدم رغبتهم في الطاعة. إذًا، ما الذي يعتقده أضداد المسيح في قلوبهم عندما يطلب بيت الله أن يتعلم القادة والعاملون العمل معًا في وئام، بدلًا من أن يكون شخص واحد هو الآمر الناهي، وأن يتعلموا كيفية مناقشة الأمور؟ "من المتعب للغاية مناقشة كل شيء مع الناس! يمكنني اتخاذ القرارات بشأن هذه الأشياء. يا له من غباء وإحراجٍ العمل مع الآخرين ومناقشة الأمور معهم وفعل الأشياء وفقًا للمبدأ!" يعتقد أضداد المسيح أنهم يفهمون الحق وأن كل شيء واضح لهم وأن لديهم رؤاهم الخاصة وطرقهم في فعل الأشياء، ولذلك لا يمكنهم العمل مع الآخرين، ولا يناقشون أي شيء مع الناس، بل يفعلون كل شيء بطريقتهم الخاصة، ولا يستمعون إلى أي شخص آخر! على الرغم من أن أضداد المسيح يقولون بأفواههم إنهم على استعداد للطاعة والعمل مع الآخرين، فمهما كانت دماثة ردودهم من الخارج ومدى كياسة كلامهم، فإنهم غير قادرين على تغيير حالتهم المتمردة ولا يمكنهم تغيير شخصياتهم الشيطانية. أمّا في الداخل فهم متمردون بشدة – إلى أي مدى؟ إذا شُرِحَ هذا بلغة المعرفة، فهذه ظاهرة تحدث عند الجمع بين شيئين من طبيعتين مختلفتين: الرفض، الذي يمكننا تفسيره على أنه "المقاومة". هذه هي بالضبط شخصية أضداد المسيح: معارضة الأعلى. إنهم يحبون معارضة الأعلى ولا يطيعون أحدًا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء الرابع)). يقول الله إن طبيعة وجوهر أعداء المسيح تكره الحقيقة وتقاوم الله. فأدركت أن تصرفي هو تصرف ضد المسيح. وانزعجت من إشراف القائد وقاومته، معتقدة أنه سيعطل عملي واعتقدت أنه بالغ في توقعاته بمطالبتنا بزيادة إنتاجنا، لذلك لم أستسلم وتذمرت واعترضت باستمرار. في الواقع، كان يجب أن أتقبل القائد موضحًا مشكلات عملنا وأن أفكر بإخلاص في سبب فشلنا في تحقيق النتائج، سواء أكان ذلك بسبب اللامبالاة في أداء واجبنا، أو افتقارنا إلى البصيرة وعجزنا عن استخدام الحق لحل مشكلات الإخوة والأخوات. بعد تحديد المشكلة، كان يجب أن أتصرف بسرعة لتصحيحها وتحسينها. لكنني لم أقبل الحقيقة أو أتأملها قط، كما أنني لم ألم نفسي أو أشعر بالذنب لأنني لم أؤدِ واجبي جيدًا. لتجنب الطرد، بذلت جهودًا حثيثة لإقناع الآخرين بمقاومة القائد معي. كان شيئاً إيجابيّاً وطلب الله من القائد متابعة العمل والإشراف عليه، لكنني قاومت واعترضت. ظاهريًّا، كنت أناطح القائد، لكن في الجوهر، سئمت الحق وكرهت الإيجابيات. لقد أربكت عمل الكنيسة وعطلته. عندما رأيت كيف سئمت الحق وتمردت حتى على الله، ارتعبت من شخصيتي الشيطانية. وتذكرت بعض أضداد المسيح الذين طُردوا من الكنيسة. عندما ينتقدهم الناس ويساعدونهم ويهذبونهم ويتعاملون معهم، لا يقبلون الحقيقة أبدًا أو يتأملون أنفسهم. وإذا أشرف الناس على عملهم أو قدموا لهم اقتراحات، تظاهروا بالغضب واتخذوهم أعداء لهم. واحتجوا بعناد ويجهروا بالمقاومة حتى النهاية. حتى عندما يرتكبون شرورًا تسبب أضرارًا جسيمة لعمل الكنيسة، فإنهم لا يتوبون ويطردون في النهاية من الكنيسة. هذا كله بسبب شخصية عدو المسيح التي سئمت الحق وكرهته. أليست النزعة التي أظهرتها تشبه نزعة عدو المسيح؟ لو لم أتب، لكُشفت في النهاية واستُبعدت.

لاحقًا، تأملت لماذا حرضت الآخرين على مقاومة القائد. ما السبب الجذري وراء كل هذا؟ أثناء سعيي، صادفت هذا المقطع من كلام الله. يقول الله القدير، "كانت طبيعة الشيطان هي التي تتولى القيادة وتسيطر علي الناس من داخلهم، حتى اختبروا عمل الله وفهموا الحق، فما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه العواطف القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحبّ تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أنّ هذه الأمور تعود بالدرجة الأولى إلى سمّ الشيطان الموجود داخل الإنسان. ما هو إذًا سُمُّ الشيطان؟ وكيف يمكن التعبير عنه؟ على سبيل المثال، إذا سألت قائلًا: "كيف يجب أن يعيش الناس؟ ما الذي يجب أن يعيش الناس من أجله؟" سيجيب الناس: "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبحت فلسفة الشيطان ومنطقه حياة الناس. بغض النظر عما يسعى إليه الناس، فإنهم يفعلون ذلك من أجل أنفسهم، ومن ثَمَّ يعيشون من أجل أنفسهم فحسب. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي فلسفة حياة الإنسان، وهي تمثّل الطبيعة البشرية أيضًا. لقد أصبحت تلك الكلمات بالفعل طبيعة البشرية الفاسدة، والصورة الحقيقية لطبيعة البشرية الشيطانية الفاسدة، وقد أصبحت هذه الطبيعة الشيطانية أساس وجود البشرية الفاسدة. عاشت البشرية الفاسدة عدة آلاف من السنين على سُمِّ الشيطان هذا، وحتى يومنا الحاضر. وكل ما يقوم به الشيطان هو لأجل شهوته وطموحاته وأهدافه؛ فهو يرغب في تجاوز الله، والتحرر من الله، والسيطرة على جميع الأشياء التي خلقها الله. واليوم، هذا هو مدى إفساد الشيطان للناس: فجميعهم لديهم طبائع شيطانية، ويحاولون جميعًا إنكار الله ومعارضته، ويريدون التحكم في مصائرهم، ويحاولون معارضة تنظيمات الله وترتيباته – فطموحاتهم ونزعاتهم هي نفسها تمامًا طموحات الشيطان ونزعاته. ولذلك، فإن طبيعة الإنسان هي طبيعة الشيطان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟). بعد قراءة كلام الله أدركت أن قدرتي على ارتكاب هذا التصرف الخطير المقاوم لله لم تكن مجرد إظهار لشخصيتي الفاسدة، بل بسبب طبيعتي وشخصيتي الشيطانية. نتيجة لذلك، تجرأت على مقاومة الله في أي وقت. أدركت كيف أفسدني الشيطان بشدة. عشت بالفلسفة الشيطانية "اللهم نفسي، وليبحث كل امرئ عن مصلحته فقط" وأصبحت أنانية ومخادعة بشكل لا يصدق. كل ما فعلته وقلته كان من أجل حماية نفسي ومصالحي. عندما اكتشف القائد مشكلات في عملي أثناء الإشراف، ولأنني قلقت من أن يراني غير كفؤ ويطردني، تواطؤت وتآمرت، ونشرت السخط تجاه القائد وأقنعت الآخرين وحرضتهم على الوقوف معي في مواجهة موحدة، للاحتجاج على إشراف القائد وأخبره بأنني لست وحدي مَن يعمل بلا فعالية، وأن هذه مشكلة جماعية. للحفاظ على مكانتي، ابتكرت مخططًا مفصلاً لمهاجمة القائد وحماية نفسي. وسبب هذا أضرارًا جسيمة لعمل الكنيسة. كلما تأملت، أدركت كم كنت أنانية وحقيرة ووقحة. بتجرؤي على فعل الشر – من الواضح أنني كنت أفتقر تمامًا للإنسانية! شعرت بالندم الشديد وصليت لله: "إلهي الحبيب، لقد ارتكبت الشر وأعقت عمل الكنيسة. أنا مستعدة تمامًا للتوبة، وقبول إشراف قائدي وتوجيهه، وأداء واجبي بجدية كمخلوق".

بعد ذلك، قرأت مقطعين من كلام الله أظهرا لي التوجه الصحيح إزاء إشراف القائد وتوجيهه. يقول الله القدير، "على الرغم من أن العديد من الناس يؤدون واجبًا اليوم، فإن قلة قليلة فقط تطلب الحق. نادرًا ما يطلب الناس الحق ويدخلون إلى حقيقة الحق أثناء أداء واجبهم. يرى معظم الناس أنه لا توجد حتى الآن مبادئ للطريقة التي يؤدون بها الأشياء، فهم إلى الآن ليسوا أناسًا يطيعون الله حقًا. تقول أفواههم فقط إنهم يحبون الحق، وإنهم مستعدون لطلب الحق ومستعدون للجهاد من أجل الحق، ومع ذلك لا يزال من غير المعروف إلى متى ستستمر عزيمتهم. إن الناس الذين لا يطلبون الحق عُرضةٌ لتدفقات الشخصية الفاسدة في أي وقت أو مكان. والناس الذين لا يطلبون الحق يخلون من أي شعور بالمسؤولية تجاه واجبهم، وغالبًا ما يكونون روتينيين ولا مبالين، ويتصرفون كما يحلو لهم، بل ويكونون غير قادرين على قبول التهذيب والتعامل. وبمجرد أن يصبح الناس الذين لا يطلبون الحق سلبيين وضعفاء، فإنهم يكونون عُرضةً للاستسلام. وهذا يحدث غالبًا، بل هو الأمر الأكثر شيوعًا. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها جميع من لا يطلبون الحق. وهكذا، عندما لا يكون الناس قد ربحوا الحق بعد، فإنهم غير موثوقين وغير جديرين بالثقة. ما معنى أنهم غير جديرين بالثقة؟ يعني أنه عندما يواجهون صعوبات أو انتكاسات، من المحتمل أن يسقطوا ويصبحوا سلبيين وضعفاء. هل الشخص الذي غالبًا ما يكون سلبيًا وضعيفًا هو شخص جدير بالثقة؟ بالطبع لا. لكن الناس الذين يفهمون الحق مختلفون. فالناس الذين يفهمون الحق بالفعل لديهم قلب يتقي الله ويطيعه، والناس الذين لديهم قلب يتقي الله يكونون وحدهم جديرين بالثقة؛ والناس الذين بلا قلب يتقي الله ليسوا جديرين بالثقة. كيف يمكن التعامل مع الناس الذين بلا قلب يتقي الله؟ يجب بالطبع منحهم المساعدة والدعم بمحبة. ويجب فحصهم أكثر أثناء أدائهم لواجبهم، وتقديم المزيد من المساعدة والإرشاد لهم؛ وعندها فقط يمكن ضمان أدائهم لواجبهم بفعالية. وما الهدف من فعل هذا؟ الهدف الرئيسي هو دعم عمل بيت الله، والهدف الثانوي هو تحديد المشكلات بسرعة، وإعالتهم بسرعة، والتعامل معهم، وتهذيبهم، وتصحيح انحرافاتهم، وتعويض عيوبهم ونقائصهم. هذا مفيد للناس ولا ينطوي على شيء خبيث. إن الهدف من الإشراف على الناس، ومراقبتهم، ومعرفة المزيد عما يفعلونه هو مساعدتهم على الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، وتمكينهم من أداء واجبهم كما يطلب الله ووفقًا للمبدأ، بحيث لا يسببون أي إزعاج أو تعطيل، وبحيث لا يُضيعون الوقت. ينبع الهدف من فعل ذلك بالكامل من المسؤولية تجاههم وتجاه عمل بيت الله؛ وهذا لا ينطوي على الحقد" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "يشرف بيت الله على من يؤدون الواجب ويراقبهم ويفحصهم. هل تقدرون على قبول مبدأ بيت الله هذا؟ (نعم). من الرائع أن تسمح لبيت الله بالإشراف عليك وملاحظتك وفحصك؛ فهذا مفيدٌ لك في أداء واجبك، وفي المجيء لأداء واجبك بصورةٍ مُرضية وإرضاء مشيئة الله. وهو يفيد الناس ويساعدهم دون أيّ سلبيَّاتٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن يفهم شخصٌ ما المبادئ في هذا الصدد، هل ينبغي بالتالي أن تكون لديه أيّ مشاعر مقاومةٍ أو دفاع ضدّ إشراف القادة والعاملين وشعب الله المختار أم لا؟ من الممكن فحصك وملاحظتك أحيانًا، ومن الممكن مراقبة عملك، ولكن يجب ألَّا تأخذ هذا على المحمل الشخصيّ. ولم ذلك؟ لأن المهام التي هي الآن مهامك، والواجب الذي تُؤدِّيه، وأيّ عملٍ تعمله ليس شؤونًا خاصَّة أو مُهمِّة شخصيَّة لأيّ شخصٍ واحد؛ بل يتطرَّق إلى عمل بيت الله ويرتبط بجزءٍ واحد من عمل الله. وبالتالي، عندما يقضي أي شخص بعض الوقت في مراقبتك أو ملاحظتك، أو يسألك أسئلةً مُتعمِّقة في محاولةٍ منه للتحدُّث إليك بصدقٍ ولمعرفة ما كانت عليه حالتك خلال هذا الوقت، وحتَّى أحيانًا عندما يكون موقفه أقسى قليلًا ويتعامل معك ويُهذِّبك قليلًا ويُؤدِّبك ويُوبِّخك، فإن السبب في هذا كلّه هو أن لديه موقفًا ضميريًّا ومسؤولًا تجاه عمل بيت الله. يجب ألَّا تكون لديك أفكارٌ أو مشاعر سلبيَّة تجاه هذا. ما يعني هذا، هو أنك إن استطعت قبول إشراف الآخرين وملاحظتهم وسؤالهم، فهذا يعني أنك تقبل تمحيص الله في قلبك. وإذا كنت لا تقبل إشراف الناس وملاحظتهم وسؤالهم – إذا كنت تقاوم هذا كلّه – فهل أنت قادرٌ على قبول تمحيص الله؟ إن تمحيص الله أكثر تفصيلًا وعمقًا ودِقَّة من مساءلة الناس؛ فما يطلبه الله أكثر تحديدًا ودقَّةً وعمقًا من هذا. ولذلك، إذا كنت لا تستطيع قبول أن يراقبك مختارو الله، أفلا تكون ادّعاءاتك بأنك يمكن أن تقبل تمحيص الله كلمات فارغة؟ لكي تتمكَّن من قبول تمحيص الله وفحصه، ينبغي أن تكون أوَّلًا قادرًا على قبول المراقبة من بيت الله والقادة والعاملين والإخوة والأخوات" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). من كلام الله أدركت أنه بسبب وجود شخصيات فاسدة شيطانية بداخلنا، غالبًا ما نتصرف بعناد في عملنا. علاوة على ذلك، بسبب طبيعتنا الخبيثة والكسولة، غالبًا ما نتعامل بلامبالاة في واجباتنا ولا نسعى لتحقيق نتائج طيبة. كما أننا نخالف المبدأ من عدة نواحٍ، لذلك، فنحن بحاجة إلى قادة وعمال للإشراف والمراجعة لضمان سير عمل الكنيسة بسلاسة. هذا ما يطلبه الله من القادة والعاملين وهو جانب مهم من عملهم. لذا يجب أن أقبل وأخضع لإشراف وتوجيه القادة والعاملين. علاوة على ذلك، أضمرت مفهومًا خطأ، معتقدة أن إشراف القائد ومراجعته ستعطلني في واجبي وتؤثر على أدائي. لكن في الواقع، يفحص القادة تفاصيل عملنا لاكتشاف المشكلات، ومساعدتنا على حلها وتصحيحها. وهذا في الواقع يحسن أداءنا – ولا يعوق تقدمنا. على سبيل المثال، ذات مرة عندما كان القائد يتحقق من عملنا، لاحظ أننا لم نسقِ الوافدين الجدد بالحب والصبر وأن مطالبنا منهم مبالغة جدًّا. فأدى هذا ببعض الوافدين الجدد إلى السلبية وإهمال واجباتهم. وبشركة القائد فقط، تمكنا من إدراك المشكلات الموجودة في عملنا. بعد ذلك، أقمنا شركة مع الوافدين الجدد مستخدمين كلام الله لمعالجة مشكلاتهم، وثقَّفناهم بمعنى أداء واجباتهم وخصصنا العمل للوافدين الجدد حسب مكانتهم الفعلية. بعد ذلك، تحسنت حالتهم وتمكنوا من أداء واجباتهم بشكل طبيعي. أدركت أن إشراف القائد وتوجيهه لا يؤثر إيجابيًّا فقط على عملنا، بل سيمنحني فهمًا أفضل للمبادئ في واجبي. وهذه جميعًا مزايا قبول إشراف القائد وتوجيهه لعملنا. ففهمت أن قبول إشراف القائد هو موقف مسؤول تجاه عمل الكنيسة وهو مبدأ ممارسة يجب على المرء اتباعه في واجبه.

بعد فترة، كلفني القائد بمواصلة سقاية الوافدين الجدد وشعرت بالامتنان الشديد لله. بعد ذلك، عندما قام القائد بمراجعة عملنا وتوجيهنا، لم أشعر بالمقاومة وتمكنت من تدوين المشكلات التي وجدها القائد وتناقشت بحماس مع شركائي حول مشكلات واجباتنا وقمنا بتلخيصها. نظرًا لأننا أصبحنا أفضل فهمًا لمشكلات عملنا، بدأ أداؤنا يتحول تدريجيًّا. وشعرت بحق بأنه فقط بقبول إشراف القادة وتوجيههم لنا في واجباتنا، وتبني موقف الرضا تجاه الحقيقة والقيام بالعمل وفقًا للمبادئ، يمكننا تحقيق نتائج طيبة في واجباتنا. الشكر لله!

السابق: قصة جوي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

شغفي بالراحة كاد يهلكني

كنت مسؤولة عن أعمال الفيديو الخاصة بالكنيسة في 2019 بينما كنت أيضًا قائدة كنيسة. حينئذ، أقسمت بأن أحسن القيام بواجبي. بعد ذلك، أديت واجبي...

في خضم تجربة الموت

يقول الله القدير، "لقد جاء الله للعمل على الأرض ليخلِّص البشرية الفاسدة، لا زيف في هذا؛ إن لم يكن الأمر هكذا لما أتى بكل تأكيد ليقوم بعمله...

لماذا سِرتُ في طريق الفريسيين؟

بقلم سوشينغ – إقليم شانشيإنني إنسانة مغرورة ومُتكبِّرة، ولطالما كان المنصب هو نقطة ضعفي. وقد كنت لسنوات عديدة في إيماني مُقيدةً بأغلال...