ما يخسره المرء عندما لا يجرؤ على الإشراف على العمل

2023 فبراير 5

في شهر مايو من العام الماضي، كُلفت بواجب سقاية الوافدين الجدد. كنت أعتقد أنها مهمة سهلة نسبيًّا – فكل ما يجب عليك فعله هو أن تقيم شركة معهم حول حقائق الرؤى وتشجيعهم على حضور الاجتماعات بانتظام. لكن بمجرد أن بدأت، أدركت أن سقاية الوافدين الجدد تتطلب في الواقع الكثير من العمل. وبعيدًا عن الشركة التي تساعدهم على إرساء أساس متين على الطريق الصحيح، كان يجب عليَّ تنمية القادة والعاملين وجميع أنواع المواهب من بين صفوفهم، لكي يستطيعوا العمل بشكل مستقل. أصر قائدي على أن أشرف على القائمين على السقاية وأتابع عملهم، لأننا إذا تأخرنا أو إذا واجهتنا مشكلات، فسوف يؤثر هذا على سير العمل بشكل عام. فأدركت أهمية الإشراف، وبدأت أراجع تقدم الآخرين بانتظام.

وعندما حددت معهم المواعيد لأول مرة لمناقشة العمل، مر الكثير من الوقت، ولم يستجب أحد، وحتى عندنا استجابوا، استمروا في التأجيل. ذات مرة، رتبت لقاء مع إحدى الأخوات لمناقشة مشروع. في البداية، غيَّرت الموعد من الصباح إلى بعد الظهيرة، ثم أجلته إلى الليل. ومر يومان ولم نلتق قط. فكرت في نفسي: هل يتجنبونني عمدًا، لأنهم يستخفون بي إليَّ باستهانة، ويعتقدون أنني لا أستطيع حل مشكلاتهم؟ أعلم أنهم مشغولون، لكن ألا يملكون بالفعل وقتًا للتواصل؟ إذا استمر الأمر هكذا، فكيف أستطيع أداء واجبي؟ لاحقًا، رتبت بعض الاجتماعات معهم، لكن عندما سألتهم عن التفاصيل ومدى تقدمهم، قدم بعضهم ردودًا فظة تمامًا، وأبدوا شيئًا من التمرد. فقلت لنفسي: لو أنني أراجع عملهم باستمرار، فهل سيعتقدون أنني أحاول تصعيب الأمور عليهم ولا أراعي مشاكلهم؟ وإذا سألت عن تقدمهم بعد تكليفهم بالمهمة مباشرة، فهل سيظن الاخوة والأخوات أنني أعاملهم مثل الآلات وأفتقر إلى اللمسة الإنسانية؟ وبعد التفكير في هذا، توقفت عن سؤالهم عن مدى تقدمهم. وذات مرة، رأيت العديد من الوافدين الجدد، وإحدى الأخوات قامت بسقايتهم، لم يحضروا الاجتماعات. سألتها: "هل تقيمين شركات معهم وتقومين بحل مشكلاتهم؟" أجابت الأخت: "قالوا جميعًا إنهم مشغولون. ولا أستطيع إجبارهم على الحضور". فخشيت أن تظن الأخت أنني لا أراعيها ولا أهتم بمشكلاتها، ولذلك لم أتحدث في الأمر مطلقًا. وهذا ليس كل شيء، ف بعضهم أصبح سلبيًّا حتى بعد لقائنا لمناقشة عملهم. فرغم أنهم يعملون طوال الوقت، ظنوا أنه لايزال هناك مشكلات عديدة، وأنهم لم يحرزوا أي تقدم، وأنهم غير مناسبين للمهمة. عندئذ أردت أن أقول: إن تهربوا من واجبهم عند ظهور المشكلات، فهذا يعني أنهم لم يواجهوا مشكلاتهم بشكل مباشر، وأنهم لم يستطيعوا قبول الحق. لكني خشيت أيضًا أن يظنوا أنني لا أراعي مشاعرهم وأنني أنتقدهم فقط. لذلك أمسكت عليَّ لساني، ولم أقل شيئًا. بعد ذلك، أصبحت أكثر ترددًا، ولم أرغب في الإشراف على أي عمل. فكرت: "إنهم مؤمنون لسنوات عديدة، وسوف يؤدون واجباتهم بضمير. بعضهم مشغول للغاية لدرجة أنهم لا يجدواوقتًا للتعبّد، هم بالتأكيد لن يتهاونوا بعملهم. كل ما أحتاج إليه هو أن أشاركهم بوضوح مبادئ العمل، وأفوض المهام. لا ينبغي أن أحوم فوقهم، وإلا سيشعرون بأنهم مقيدون". بعد ذلك، توقفت عن إجراء عمليات المراجعة التفصيلية لأعمال الآخرين، وبدلًا من ذلك، أصبحت أراجع تقدم العمل في نهاية كل شهر. لكنني أدركت لاحقًا أنه رغم انهماك الجميع في أداء أعمالهم، عندما سألت عن التفاصيل، لم يستطع معظمهم الإجابة بشكل مباشر، ولم يقدم العديد من الأشخاص التفاصيل بشكل صحيح. وهكذا، أخبرت الجميع عن المشكلات التي لاحظتها، لكن لم يرد عليَّ أحد. فخشيت إن واصلت الضغط عليهم، أن يلجأوا إلى المقاومة والسلبية، لذلك لخصت المشكلات بطريقة عرضية، وطلبت منهم إجراء تغييرات، قبل أن أذكر كلام الله، وأقيم شركة حسب فهمي.

بعد فترة وجيزة، بدأت مشكلات العمل تظهر. ولم يتحمل بعض القائمين بالسقاية مسؤوليتهم تجاه مساعدة الوافدين الجدد. ولم يتفقدوا الذين لم ينضموا إلى الاجتماعات. وعندما تحدث أحد الأشخاص عن هذا الأمر، شعر القائمون بالسقاية بالإهانة، ولم ينصتوا. ونتيجة لذلك، ترك بعض الوافدين الجدد الكنيسة. وذات مرة في أحد الاجتماعات، سأل قائد أعلى عن حالة أعمال سقاية الوافدين الجدد. لقد أراد أن يعرف عدد الوافدين الجدد الذين لا يحضرون الاجتماعات، وأسباب ذلك. فقال بضع أخوات إنهن لا يعرفن. فتعامل معنا القائد، وقال: "كيف أمكنكم أن تصبحتوا على هذا القدر من عدم المسؤولية؟ إنكم لم تحسنوا أعمال السقاية معهم، فتركوا الكنيسة. أنتم تستخفون بواجباتكم!" كانت كلمات القائد حادة حقًا. وكان محقًا. لقد عمل الإخوة والأخوات بجد لجلب هؤلاء الوافدين الجدد. وعندما لم يحضروا الاجتماعات، لم يفهم القائمون بالسقاية أوضاعهم، ناهيك عن أنهم لم يبذلوا أي جهد لدعمهم، ولذلك تركوا الكنيسة. كانت حالة إهمال واضحة. أدركت أيضًا أن كل هذه المشكلات، التي ظهرت على السطح، كشفت مشكلاتي الخاصة. فلم أكن أتابع أعمال الإخوة والأخوات، ولم أفهم مشكلاتهم، ناهيك عن الإشراف على عملهم. نتيجة لذلك، لم يلخصوا مشكلاتهم. لقد كان إهمالي هو السبب الذي جعل الأمور تؤول إلى ما آلت إليه. فصليت إلى الله، وطلبت منه مساعدتي على معرفة نفسي.

وخلال عبادتي، صادفت مقطعًا من كلام الله ساعدني على فهم وضعي الحالي. تقول كلمات الله، "نظرًا لأن القادة الكذبة لا يفهمون حالة تقدُّم العمل، فإنهم عاجزون عن تحديد المشكلات على الفور، فضلًا عن حل المشكلات التي تظهر فيه؛ الأمر الذي يؤدي غالبًا إلى تأخيراتٍ مُتكِّررة. ونظرًا لأن الناس لا يستوعبون المبادئ عند أدائهم عملًا معينًا، ولا يوجد شخصٌ مناسب للإشراف عليه، فإن الذين يُؤدِّون العمل كثيرًا ما يكونون في حالةٍ من السلبيَّة والهمود والانتظار، ممَّا يؤثِّر في تقدُّم العمل تأثيرًا كبيرًا. إن كان القائد قد أتمّ مسؤوليَّاته – إن أشرف على العمل، ودفعه للأمام، واستعجل الناس، ووجد شخصًا يفهم ذلك المجال ليوجه المشروع، فإن العمل عندئذ يتقدَّم بسرعةٍ أكبر بدلًا من أن يعاني التأخير على نحو متكرر. بالنسبة للقادة إذًا أنه من الضروريّ فهم الوضع الفعليّ للعمل واستيعابه. وبالطبع من الضروريّ للغاية للقادة أيضًا فهم واستيعاب كيفيَّة تقدُّم العمل؛ لأن التقدُّم يتعلَّق بكفاءة العمل والنتائج التي من المفترض أن يحققها. إن كان القائد حتَّى لا يستوعب كيفيَّة تقدُّم وتيرة العمل، ولا يتابعه أو يشرف عليه، فإن معظم الأشخاص الذين يؤدون واجبًا ما سيتخذون موقفًا سلبيًا وغير نشط، وسيكونون لا مبالين ومهملين وروتينيين بشدة، ولا إحساس لديهم بالعبء؛ وبالتالي من المحتَّم أن يسير العمل بوتيرة بطيئة. إذا لم يكن ثمة امرؤ لديه شعور بالعبء، وبالخبرة في العمل، ليوفر الإرشاد والإشراف، ويؤدب الناس ويتعامل معهم، فستكون كفاءة العمل وفاعليته عندئذٍ متدنية جدًا بالطبع. وإذا لم يستطع القادة والعاملون حتى رؤية هذا بوضوح، فهم حمقى وعُمْيٌ. ولذا فإن من الأهمية بمكان أن يسارع القادة والعاملون إلى النظر في تقدم سير العمل، ومتابعته، والاطلاع عليه؛ فالناس كسالى؛ وبالتالي إن لم يكن ثمة قادة وعاملون يوجهونهم ويحثونهم ويتابعونهم، وإذا لم يكن هناك من يتمتعون بفهم مُحدَّث لتقدُّم العمل، فسيكونون عرضةً للتراخي والكسل والروتينية. وإذا كان هذا هو سلوكهم تجاه عملهم، فسوف يتأثَّر تقدم العمل وفاعليته بشدَّةٍ. في ظلّ هذه الظروف، يجب على القادة والعاملين المؤهلين أن يسارعوا على الفور إلى تتبُّع كلّ مشروع من مشاريع العمل، والبقاء على اطّلاعٍ على الموقف فيما يخصّ المُوظَّفين والعمل. يجب ألا يكونوا أبدًا كالقادة الكذبة. القادة الكذبة مهملون وغير مبالين في عملهم؛ فهم لا يملكون أي شعور بالمسؤوليَّة، ولا يحلون المشاكل حين تظهر، ومهما كان العمل الذي يقومون به، فإنهم إنما "يُلقون نظرة سريعة عليه دون التمعن فيه"؛ فهم غير مبالين، ويتحدثون بكلام جيد، ولكنه أجوف، ويتكلمون عن التعاليم ويفتقرون إلى الحماسة في عملهم. هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكذبة عمومًا. وعلى الرغم من أنهم عند مقارنتهم بأضداد المسيح، لا يفعلون شيئًا شرِّيرًا علانيةً ولا يتعمَّدون فعل الشر، فمن الإنصاف تعريفهم، عندما تنطر إلى فاعلية عملهم، بأنهم لا مبالون وروتينيون، ويفتقرون إلى أيّ حسٍّ بالعبء أو المسؤولية أو التفاني في عملهم" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). يكشف كلام الله كيف يعمل القادة الزائفون ب لامبالاة، فيقولون عبارات رنانة وتعاليم، لكنهم لا يشرفون ولا يتحققون من مدى تقدم العمل. فيظهر الكثير من المشكلات في العمل، ولا تجد حلًا في الوقت المناسب، مما يتسبب في تعطيل سير العمل. عند تطبيق كلام الله على حالتي، اكتشفت أنني اعتمدت على اعتقادي بأن الآخرين مؤمنون منذ زمن طويل، وأنهم مشغولون للغاية حتى عن التعبد، لذلك سيقومون بواجباتهم بشكل صحيح. ونتيجة لذلك، تركتهم وشأنهم، ولم أراجع عملهم. فلم أعرف ما إذا كانوا يتبعون المبادئ، أم يواجهون مشكلات في العمل. ولم أعرف أسباب عدم تحقيق بعض الأعمال للنتائج المرجوة. ولم أفهم أيًّا من هذه الأمور فهمًا جيدًا. وحتى لو اكتشفت بعض المشكلات، فإنني لا أساعدهم على تلخيص مشكلاتهم أو البحث عن الحق لحل المشكلات، ناهيك عن التعامل معهم أو توجيههم بطريقة تراعي عامل الوقت. لقد تصرفت ب لامبالاة وتحدثت عن التعاليم، ولم أحل مشكلاتهم أبدًا. وبسبب هذا، لم ينل بعض الوافدين السقاية جيدًا، وتركوا الكنيسة. لقد كنت أقوم بأعمال شريرة. وأدركت أنه بصرف النظر عن تنفيذ ترتيبات العمل، أن أهم واجب يقوم به القائد هو الإشراف على العمل، ومتابعة موقف العمل مع الجميع، وإقامة شركة الحق على الفور لحل المشكلات. لكنني فشلت في أداء المهام التي يجب أن يؤديها القائد، وكنت مهملة للغاية!

من خلال التأمل، أدركت أن لديَّ معتقدات حمقاء للغاية. كنت أعتقد أن الذين آمنوا لفترة طويلة لا يحتاجون إلى إشراف. كنت أعتقد بما أنهم مشغولون، أنهم يعملون بجد، لذلك، تركتهم وشأنهم، ولم أهتم لأمرهم، معتقدة أنني لا أريد تقييدهم. في الواقع، كانت هذه مجرد خيالات فحسب. لاحقًا، قرأت بعض كلام الله الذي ساعدني على فهم معنى الإشراف: يقول الله، "على الرغم من أن العديد من الناس يؤدون واجبًا اليوم، فإن قلة قليلة فقط تطلب الحق. نادرًا ما يطلب الناس الحق ويدخلون إلى حقيقة الحق أثناء أداء واجبهم. يرى معظم الناس أنه لا توجد حتى الآن مبادئ للطريقة التي يؤدون بها الأشياء، فهم إلى الآن ليسوا أناسًا يطيعون الله حقًا. تقول أفواههم فقط إنهم يحبون الحق، وإنهم مستعدون لطلب الحق ومستعدون للجهاد من أجل الحق، ومع ذلك لا يزال من غير المعروف إلى متى ستستمر عزيمتهم. إن الناس الذين لا يطلبون الحق عُرضةٌ لتدفقات الشخصية الفاسدة في أي وقت أو مكان. والناس الذين لا يطلبون الحق يخلون من أي شعور بالمسؤولية تجاه واجبهم، وغالبًا ما يكونون روتينيين ولا مبالين، ويتصرفون كما يحلو لهم، بل ويكونون غير قادرين على قبول التهذيب والتعامل. وبمجرد أن يصبح الناس الذين لا يطلبون الحق سلبيين وضعفاء، فإنهم يكونون عُرضةً للاستسلام. وهذا يحدث غالبًا، بل هو الأمر الأكثر شيوعًا. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها جميع من لا يطلبون الحق. وهكذا، عندما لا يكون الناس قد ربحوا الحق بعد، فإنهم غير موثوقين وغير جديرين بالثقة. ما معنى أنهم غير جديرين بالثقة؟ يعني أنه عندما يواجهون صعوبات أو انتكاسات، من المحتمل أن يسقطوا ويصبحوا سلبيين وضعفاء. هل الشخص الذي غالبًا ما يكون سلبيًا وضعيفًا هو شخص جدير بالثقة؟ بالطبع لا. لكن الناس الذين يفهمون الحق مختلفون. فالناس الذين يفهمون الحق بالفعل لديهم قلب يتقي الله ويطيعه، والناس الذين لديهم قلب يتقي الله يكونون وحدهم جديرين بالثقة؛ والناس الذين بلا قلب يتقي الله ليسوا جديرين بالثقة. كيف يمكن التعامل مع الناس الذين بلا قلب يتقي الله؟ يجب بالطبع منحهم المساعدة والدعم بمحبة. ويجب فحصهم أكثر أثناء أدائهم لواجبهم، وتقديم المزيد من المساعدة والإرشاد لهم؛ وعندها فقط يمكن ضمان أدائهم لواجبهم بفعالية. وما الهدف من فعل هذا؟ الهدف الرئيسي هو دعم عمل بيت الله، والهدف الثانوي هو تحديد المشكلات بسرعة، وإعالتهم بسرعة، والتعامل معهم، وتهذيبهم، وتصحيح انحرافاتهم، وتعويض عيوبهم ونقائصهم. هذا مفيد للناس ولا ينطوي على شيء خبيث. إن الهدف من الإشراف على الناس، ومراقبتهم، ومعرفة المزيد عما يفعلونه هو مساعدتهم على الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، وتمكينهم من أداء واجبهم كما يطلب الله ووفقًا للمبدأ، بحيث لا يسببون أي إزعاج أو تعطيل، وبحيث لا يُضيعون الوقت. ينبع الهدف من فعل ذلك بالكامل من المسؤولية تجاههم وتجاه عمل بيت الله؛ وهذا لا ينطوي على الحقد" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). كلام الله واضح جدًّا. الجميع فاسدون، ولا يمكن الاعتماد على أحد قبل أن يصبح كاملًا. قد يكون لدينا بعض الاستعداد لأداء واجباتنا، لكن شخصياتنا الفاسدة لم تتغير بالكامل، وما زلنا خاملين للغاية. إذا لم يشرف علينا أحد، أو يتعامل معنا، أو يهذبنا، فقد نستسلم لشخصياتنا الفاسدة في أي وقت، ونتصرف بلامبالاة وإهمال، أو نعطل العمل دون قصد، متسببين في الضرر بعمل الكنيسة. الإشراف على العمل التعرف على مدى تقدمه، واكتشاف أي انحراف في عمل أي شخص، وإقامة شركة معه لتصحيحه، لكيلا يتأثر عمل الكنيسة. فالإشراف لا يعني تصيد الأخطاء، بل يعني أن تكرس نفسك بإخلاص لأداء واجبك، وتتحمل مسؤولية دخول شخص ما إلى الحياة، وتراعي إرادة الله، وتدعم عمل الكنيسة. إذا واجه الإخوة والأخوات مشكلات في عملهم، وغض المرء الطرف عنها، ولم يقم شركة معهم، ولم يتعامل معهم أو يهذبهم، فهذا إهمال جسيم وتخلٍ عن المسؤولية. لاحقًا، مارست بوعي وفقًا لكلام الله. ومع أختي الشريكة، قمنا بتلخيص المشكلات الحالية في عملنا، وبعد تصنيفهم، استدعينا إخوتنا وأخواتنا لنقيم شركة معهم. ومن خلال الشركة أدركوا أن توجههم في أداء واجباتهم كان خاطئًا، وفهموا أهمية الإشراف. بعد ذلك، تحسن موقف الجميع وحالتهم قليلًا، وبذلت جهدًا أكبر لأكون أكثر اطلاعًا على حالة عملهم، ولأقدم لهم الإشراف والمتابعة عن كثب. وساعدتهم أيضًا على مواجهة الصعوبات وأوجه القصور. وبعد فترة من الزمن، اكتشفت أننا نحقق نتائج أفضل، وأن الجميع أحرزوا تقدمًا في واجباتهم.

في وقت لاحق، واصلت التأمل: لماذا لم أعط أهمية للإشراف؟ ما التصرفات الفاسدة الأخرى التي قد تكون لديَّ؟ ثم قرأت هذا المقطع من كلام الله: "عندما يرى بعض قادة الكنيسة الإخوة أو الأخوات يؤدُّون واجبهم بلا مبالاة وبطريقةٍ روتينيَّة لا يُوبِّخونهم، رغم أنه يجب عليهم توبيخهم. عندما يرون شيئًا من الواضح أنه يضرّ بمصالح بيت الله يغضّون الطرف ولا يجرون أيَّة استفساراتٍ لئلا يتسبَّبوا في أدنى إساءةٍ للآخرين. إنهم في الواقع لا يراعون نقاط ضعف الآخرين، بل غرضهم الحقيقيّ هو كسب الناس في صفهم، وهذا ما يعونه جيدًا. "إذا واصلتُ هذا ولم أتسبَّب في الإساءة لأيّ شخصٍ، فسيظنون أنني قائدٌ جيِّد. سوف يُكوِّنون رأيًا جيِّدًا عني. سيمنحونني التقدير ويحبّونني". بصرف النظر عن مقدار الضرر الذي يلحق بمصالح بيت الله، وبصرف النظر عن مدى إعاقة شعب الله المختار عن دخول حياتهم، أو مدى اضطراب حياتهم الكنسيَّة، فإن أمثال هؤلاء القادة يصرّون على فلسفتهم الشيطانيَّة ولا يتسببون في أيَّة إساءة لأحد. لا يوجد شعورٌ بتوبيخ الذات في قلوبهم مطلقًا؛ فعندما يرون شخصًا يتسبب في تعطيل وإزعاج، على الأكثر، قد يشيرون إشارةً عابرة إلى هذا الأمر بصفةٍ عرضيَّة ثم ينتهون منه. إنهم لا يقدمون شركة حول الحقّ، ولا يبرزون جوهر المشكلة لذلك الشخص، وبالأكثر لا يشرّحون حالاتهم. إنهم لا يُبلِغون أبدًا مشيئة الله للآخرين. لا يكشف القادة الكذبة أبدًا نوع الأخطاء التي يرتكبها الناس كثيرًا، أو الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها الناس في كثير من الأحيان، أو يُشرِّحوها، فهم لا يحلون أي مشاكل حقيقية، ولكن بدلًا من ذلك يتسامحون دائمًا مع سوء سلوك الناس والفساد المستشري، ويظلون غير مبالين مهما كانت سلبية الناس أو ضعفهم، ويعظون فقط ببعض الكلام من التعاليم، ويقدمون بعض النصائح الروتينية، محاولين تجنب الصراع. ونتيجة لذلك، لا يتفكَّر مختارو الله أو يحاولون معرفة أنفسهم، فهم لا يحصلون على حل لاستشراء مختلف أنواع الفساد، ويعيشون وسط الكلمات والعبارات والمفاهيم والتصورات، دون أي دخول في الحياة، بل إنهم يؤمنون في قلوبهم قائلين لأنفسهم: "قائدنا يفهم نقاط ضعفنا أكثر مما يفهمها الله. قد تكون قامتنا أصغر من أن ترقى إلى مستوى متطلبات الله، لكننا نحتاج فقط إلى تلبية متطلبات قائدنا؛ فنحن نطيع الله من خلال طاعة قائدنا. إذا جاء يوم يحلُّ فيه الأعلى محل قائدنا، فسنجعل صوتنا مسموعًا؛ ولنحافظ على قائدن، سنفاوض الأعلى كيلا يحل محله، ونجبره على الموافقة على مطالبنا. هكذا نعطي قائدنا حقه". عندما يكون لدى الناس مثل هذه الأفكار في قلوبهم، وعندما تكون لديهم مثل هذه العلاقة مع القائد، وفي قلوبهم، يشعرون بالتبعية والإعجاب والتبجيل تجاه قائدهم، عندها سيزداد إيمانهم بهذا القائد، فلا يرغبون في سماع كلمات سوى كلمات القائد، ويتوقفون عن البحث عن الحق في كلام الله. لقد كاد مثل هذا القائد أن يحل محل الله في قلوب الناس. إذا كان أحد القادة عازمًا على الحفاظ على مثل هذه العلاقة مع شعب الله المختار، وإذا كان يستمد منها شعورًا بالبهجة في قلبه، وكان يؤمن بأن مختاري الله يجب أن يعاملوه بهذه الطريقة، فلا فرق بينه وبين بولس، وقد وضع قدمه بالفعل على أول طريق أضداد المسيح. ... لا يقوم أضداد المسيح بعمل حقيقي، ولا يقدمون شركة حول الحق أو يحلون المشاكل، ولا يرشدون الناس في أكل كلام الله وشُربه والدخول إلى حقيقة الحق، إنهم يعملون فقط من أجل المكانة والشهرة، ولا يهتمون سوى بصنع مكانة لأنفسهم، وحماية المكانة التي يحتلونها في قلوب الناس، بحيث يجعلون الجميع يعبدونهم، ويبجلونهم، ويتبعونهم. هذه هي الأهداف التي يريدون تحقيقها. هكذا يحاول أضداد المسيح كسب الناس في صفهم والسيطرة على مختاري الله. أليست هذه الطريقة في العمل شريرة؟ إنها مقيتة!" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الأول). لدى أضداد المسيح شخصيات شريرة، ويعملون من أجل كسب المكانة فحسب، ولا يكشفون مشاكل الآخرين، ولا يصححونها، بل يتعاطفون معهم دائمًا، لكي ينالوا استحسانهم، ويوقعونهم في شباكهم، ويجعلون الجميع يعجبون بهم، ويبجلونهم، ويعبدونهم. وحينما تأملت كلام الله، في ضوء سلوكي الأخير في واجبي، علمت أن الله كشفني: حفاظًا على مكانتي في قلوب الآخرين، كنت كلما أشرفت أو استفسرت عن العمل، وتذمر الآخرون أو اعترضوا، أتوقف عن الاستفسار، ولا أتعامل معهم. كنت أخشى أن يعتقدوا أنني أفتقر إلى اللمسة الإنسانية، وأنني لا أراعي مشاعرهم، ولا أهتم بالمشكلات التي يواجهونها، لذلك كنت أتناول مشكلاتهم بسطحية، دون أن أخوض في جوهر مشكلاتهم. وأحيانًا، كنت ألاحظ أيضًا أنه لا يوجد تقدم، رغم أن الجميع يعملون بجد. لذا، لابد أن هناك مشكلة ما. لكن عندما رأيت أن الجميع ظلوا صامتين بعد أن توليت تقويمهم، شعرت بأني مقيدة، وأوقفت الشركة. ونتيجة لذلك، توقفنا عن إحراز أي تقدم، لم يكن لديهم أي وعي بجوهر لامبالاتهم، ولم يحرزوا أي تقدم في الدخول إلى الحياة. كنت أعيش وفقًا للفلسفة الشيطانية: "لا تضرب الآخرين تحت الحزام"، وأحافظ على علاقاتي الجيدة مع الآخرين، وأجعلهم يعتقدون أنني أراعي مشكلاتهم وأنني قائدة متعاطفة، لكي أحصل على مكان في قلوبهم. لكن لأنني لم أمارس الحق، وتساهلت مع مشكلاتهم، لم يدركوا أبدًا مدى خطورة مشكلاتهم، وأضر هذا بعمل الكنيسة. لقد كنت أنانية وحقيرة! يتطلب بيت الله من القادة والعاملين الإشراف على سير العمل ومتابعته، وحماية عمل الكنيسة، وتحديد الانحرافات في العمل، وحلها بسرعة، والقيام بعمل فعلي. وبالنسبة لي، فقد حافظت على مكانتي فحسب، وتجاهلت مصالح الكنيسة، وسمحت للآخرين بالتصرف وفق شخصياتهم الفاسدة. قمت بواجبي بلامبالاة، وعطلت العمل. لقد فشلت في تحقيق توقعات الله. عندما أدركت هذا، شعرت بالندم، لذلك صليت إلى الله، وأبديت استعدادي للتوبة والتغيير.

بعد فترة وجيزة، عندما جاء أحد القادة لمراجعة عملنا، ورأى أن بعض المشاريع لا تزال متأخرة، ولم تحقق النتائج المرجوة، طلب منا أن نتابع عن كثب تقدم الجميع، وأن نحل أية مشكلة بسرعة. فكرت: "لقد كلفنا بهذه الأعمال مؤخرًا فقط. وإن سألت عن مدى التقدم، فقد يظن الآخرون أنني أتصرف بقسوة وبلا إنسانية". فأدركت أنني كنت مقيدة بالغرور، ولا أمارس الحق. وتذكرت كلام الله الذي يقول: "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في تقديرك لذاتك أو سُمعتك أو وضعك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل الكنيسة. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). أدركت أن الذين يراعون إرادة الله حقًا، ويتجاهلون مصالحهم الشخصية، ويفكرون في مصالح الكنيسة أولًا. يفكرون: أي المسارات سيكون أفضل لعمل الكنيسة وحياة الآخرين؟ هكذا نتصرف حسب مشيئة الله. عندما أدركت ذلك، سألت عن مستوى تقدم عمل الجميع في اليوم التالي، واكتشفت أنهم يعانون من جميع أنواع المشاكل، لذلك أقمنا شركة حول بعض المبادئ، وبحثنا عن مسار، ووضعنا خطط لحل المشكلات. بعد أسبوعين، تحسنت نتائجنا عن ذي قبل. الحمد لله! من خلال التجارب التي مررت بها في الأشهر الماضية، أدركت أهمية الإشراف. في المستقبل، سأقبل تمحيص الله، وأقوم بواجبي بشكل جيد.

التالي: قصة جوي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

من دون الغيرة تتحرر أنفاسي

في يناير عام 2017، كُلفت بواجب السقاية داخل الكنيسة. كنت ممتنة جدًا لله على إتاحة الفرصة لي للتدرُّب على هذا الواجب، وعزمت على القيام بذلك...