كِدتُ أنْحَازُ إلى جانب ضدٍّ للمسيح

2023 يوليو 13

في أغسطس 2021، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بعد ثلاثة أشهر، انتُخِبتُ أنا ومارجوري قائدتين في الكنيسة. قَبِلتْ مارجوري عمل الله في الأيام الأخيرة قبلي بثلاثة أشهر، وعلى الرغم من عدم وجودها في نفس الكنيسة، إلّا أننا كنا نحضر اجتماعات زملاء العمل معًا ونناقش عمل الكنيسة. ذات مرة خلال اجتماع، تحدّثت مارجوري عن تجربة كانت تمرّ بها. قالت إنها أصيبت بالمرض، لكنها واصلت أداء واجبها. ومع أن زوجها كان يضطهدها، إلّا أنها لم تصبح سلبية أو تَجْفل. لقد أُعجِبتُ بها بحقّ وظننتها تتمتع بقامة جيدة. إن كنتُ في نفس الموقف، لكان من الممكن أن يؤثر ذلك على قدرتي في أداء واجبي. لقد تركتْ لديّ انطباعًا طيبًا. تحمّلتْ عبئًا في واجبها ولم تستسلم حتى عندما كان زوجها يضطهدها. ظننتُ أن هذا يُبيّن أنها كانت ذلك النوع من الأشخاص الذين يمارسون الحقّ وأثنى عليهم الله. في وقت لاحق، شُكِّلت كنيسة جديدة وافترقت أنا ومارجوري.

ذات يوم، بعد خمسة أشهر، أرسلت مشرفتنا، ماريا، رسالة إلى تطبيق المحادثة الجماعية خاصتنا، وقالت إننا سنناقش في اجتماعنا لتلك الليلة كيفية تمييز أضداد المسيح، ثم أرسلت رابطًا إلى صفحة مارجوري على الفيسبوك وأكّدت علينا ألّا نتفاعل معها لأنها ضد للمسيح. أُصِبتُ بصدمةٍ. لم أصدّق أن مارجوري كانت ضد للمسيح. فكّرت في مدى شغفها بواجبها، وكيف تمكّنت من تقديم تضحيات وبَذْل نفسها وتحمُّل المعاناة. حتى عندما واجهتْ المرض واضطهاد عائلتها، كانت قادرة على مواصلة أداء واجبها – تُرى أيمكن لأحد كان يسعى إلى الحقّ هكذا أن يكون ضدًّا للمسيح؟ لا بُدَّ أن ماريا قد أخطأت! لم أصدّق أن هذا كان حقيقيًّا. أرسلت المشرفة رسالة أخرى تقول إنها تأمل أن أحظر مارجوري على الفيسبوك حتى لا تُعطّلني أو تخدعني. كان هذا صعبًا بعض الشيء بالنسبة لي لقبوله. بدا من الظلم معاملة مارجوري بهذه الطريقة. لقد كانت شغوفة ومتحمِّسة في أدائها لواجبها وحتى أنها شجّعتني ومدّت لي يد العون مسبقًا. لم أدرِ ماذا حلّ بها أو لماذا اعتُبِرت ضدًّا للمسيح. تملّكني شعور بالحَيْرة والحزن ولم أرغب في حظرها. لذا قلتُ: "مارجوري ليست ضدًّا للمسيح، إن لديها تصوّرات بعينها فحسب. ليس من الضروري أن أحظرها. أحاول أن أرى الأمور من وجهة نظرها وأتخيّل شعورها". آنذاك، تشاركت معي المشرفة، لكنني لم أكن أتقبل ذلك. كما أرسلت إليَّ مقطع فيديو عن شهادة اختبار حول تمييز أضداد المسيح وأخبرتني بأن ألقي نظرة عليه، وقالت إن الفيديو سيكون مفيدًا بالنسبة لي. لكني تجاهلت الأمر فحسب. بعدئذ، أرسلت رسالة إلى مارجوري لأستعلم منها عمّا حدث. قالت مارجوري: "كنتُ أنشر تصوّرات بعينها، لذلك استُبْعِدتُ من المحادثة الجماعية وحظرني الجميع. كان هذا مؤلمًا للغاية بالنسبة لي. لستُ بحاجة إلى شرح الأمر بنفسي؛ سيمحّص الله أفعالي. هل تُميّزنني أيضًا، أيتها الرفيقات؟ أشعر بالإحباط الشديد. كُلُكُنّ تميّزنني وتتخلين عني". كما أسْهَبتْ في الحديث عن مدى استيائها من المشرفة. لقد أكننتُ أيضًا تحيّزًا تجاه المشرفة بعد الاستماع إليها. ظننتُ أنها لم تكن تتعامل مع الأمور بإنصافٍ. إذا كان لدي مارجوري تصوّرات أو مشكلات بعينها، كان يجب أن تؤازرها وتتشارك معها، لا أن تستنتج على الفور أنها ضدّ للمسيح. وفيما يتعلّق باجتماع تلك الليلة حول تمييز أضداد المسيح، لم أحضره وخَلدْتُ إلى النوم بدلًا من ذلك. شعرتُ بالإحباط الشديد ولم أدرِ كيف أتعامل مع الوضع. فصلّيت قبل خلودي إلى النوم، ولم أرغب في الابتعاد عن الله والعيش في هذا النوع من الحالة. طلبت من الله أن يمنحني الاستنارة حتى يمكنني فهم مشيئته في كل هذا.

في صباح اليوم التالي، شعرتُ بطمأنينة أكثر. راجعتُ محتوى المشاركة من الليلة السابقة ووجدت مصادفةً لقطة شاشة من محادثة بين المشرفة ومارجوري. قالت مارجوري: "من المستحيل أن يتجسّد الله في الجسد. مَنْ مِن إخوتنا وأخواتنا رأى الله؟ لا يتوافق كلام الله القدير مع الكتاب المقدس، بل يتجاوز الكتاب المقدس". صُدِمتُ لرؤية مارجوري تقول مثل هذه الأشياء. لقد كانت تنشر تصوّراتها عمدًا ولم تؤمن حتى بعمل الله القدير. حينها فقط أدركتُ أنني لم أفهم حقًا السبب في اعتبار مارجوري ضدًّا للمسيح ولم أنظر حقًا في سلوكياتها. بناءً على انطباعي الخاص، توصّلت إلى استنتاج مفاده أنها من المستحيل أن تكون ضدًّا للمسيح. كنت عمياء ومُتكبّرة للغاية! رأيتُ مقطعًا من كلام الله يقول: "هناك بعض الناس الذين يمكنهم تحمل المشقات؛ يمكنهم دفع الثمن، وسلوكهم الخارجي جيد جدًّا، وهم محترمون، وينالون إعجاب الآخرين. ماذا تعتقدون: هل يمكن لهذا السلوك الخارجي أن يُعدَّ ممارسة للحق؟ هل يمكنكم أن تقولوا إن هذا الشخص يلبي مقاصد الله؟ لماذا ينظر الناس لهذا النوع من الأفراد مرارًا وتكرارًا ويظنون أنهم يرضون الله، ويعتقدون أنهم يسيرون في طريق ممارسة الحق، ويسيرون في طريق الله؟ لماذا يفكر بعض الناس بهذه الطريقة؟ هناك تفسير واحد فقط لهذا. وما هو ذلك التفسير؟ التفسير هو أن عدداً ضخماً من الناس يرون أن ثمة أسئلة غير واضحة جداً لهم، مثل: ما معنى ممارسة الحق، وما هو إرضاء الله، وما هو معنى أن يكون لديك واقعية الحق. لذلك هناك بعض الناس الذين غالبًا ما يُخدعون بأولئك الذين يبدون ظاهريًا روحانيين ونبلاء ولهم صورة رفيعة. أما بالنسبة إلى أولئك الناس الذين بإمكانهم التحدث عن الحروف والتعاليم، ويبدو كلامهم وتصرفاتهم جديرة بالإعجاب، فإن المنخدعين بهم لم ينظروا مطلقًا لجوهر أفعالهم والمبادئ الكامنة وراء أعمالهم، وماهية أهدافهم، ولم ينظروا أبدًا إلى ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يطيعون الله حقًّا أم لا، وإذا ما كانوا أشخاصًا يتقون الله حقًّا ويحيدون عن الشر أم لا. لم يميزوا أبدًا جوهر الطبيعة البشرية لهؤلاء الناس. بل إنهم منذ الخطوة الأولى لتعارفهم، صاروا رويدًا رويدًا معجبين بهؤلاء الناس ويبجلونهم، وفي النهاية يصير هؤلاء الناس أصنامًا لهم، إضافةً إلى أن بعض الناس يرون أن الأصنام التي يعبدونها، ويؤمنون أنهم من الممكن أن يهجروا أسرهم ووظائفهم من أجلها ويدفعوا الثمن في المقابل، هي تلك التي يمكنها حقًّا إرضاء الله، ونيل عاقبة وغاية جيدتين. في رأيهم أن هذه الأصنام هي أناس يمدحهم الله. ما الذي يجعل الناس يعتنقون هذا النوع من المعتقدات؟ ما هو جوهر هذه المسألة؟ ما هي العواقب التي يمكن أن تؤدي إليها؟ ... العاقبة المباشرة لهذا هو استخدام الناس للسلوك الإنساني الجيد كبديل عن ممارسة الحق، وهو أيضًا ما يشبع شهوة الإنسان ليتملق الله، وهذا يعطي الناس رأس مال يجادلون به الحق، ويحاججون به الله وينافسونه. في الوقت ذاته، ينحّي الناس الله جانبًا بلا ضمير، ويضعون صنم قلبهم مكان الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). بعد قراءة كلام الله، بدأت في التأمل. لطالما كنتُ أحكم على الناس من خلال سلوكهم الخارجيّ، وظننتُ أنّ مَن يُضَحّون ويتحمّلون المعاناة ويدفعون الثمن هم باحثون عن الحقّ ومحبّون لله. لكن معيار الحكم هذا لم يتوافق مع الحقّ وقادني إلى الانخداع بسلوك الناس الخارجيّ. فكّرتُ كيف أن الفريسيين كثيرًا ما يفسرون الكتب المقدسة للناس في المعابد اليهودية. لقد بدوا أتقياء في الظاهر وبدا أنهم يتحمّلون المعاناة ويقدمون التضحيات ويقومون بالأعمال الصالحة، ولكن عندما أتى الرب يسوع ليقوم بعمله، لم يسعوا إليه ويتحرّوا عنه، وبدلًا من ذلك قاوموه وأدانوه عن عمدٍ وأخيرًا سمّروه على الصليب. من هذا، أدركت أن الناس الذين يُبدون حُسن السلوك في الظاهر ليسوا بالضرورة أشخاصًا صالحين. فقط أولئك الذين يخضعون لله ويحبونه ويقبلون الحقّ هم الصالحون حقًا. أمّا أولئك الذين يكرهون الحقّ ويرفضون الحقّ إطلاقًا، حتى وإن قاموا بأعمال صالحة في الظاهر، فهم مجرد أتقياء زائفون. لقد تمكّنت مارجوري في الظاهر من تحمُّل المعاناة ودفع الثمن، لكنها في قرارة نفسها سئِمت الحقّ وكرهت الله. حتى أنها أدانت الله وأنكرته علانيةً. كانت واحدة من أمثال الشيطان. لكنني رأيت فقط مدى تحمُّلها الظاهريّ للمعاناة وتقديمها للتضحيات، ولذا اعتقدتُ، بناءً على تصوّراتي، أنها كانت تسعى إلى الحقّ وتؤدي واجبها بمسؤولية وتكريس ومن المستحيل أن تكون ضدًّا للمسيح. عندما طلبت منا المشرفة ممارسة التمييز وحظر مارجوري، صِرتُ مُتحيّزة ضدها ولم أرغب في أداء واجبي. لم يكن لديّ الحد الأدنى من التمييز حول مارجوري وبالتالي تعرضتُ للخداع. كنتُ حمقاء حقًا.

في اليوم التالي، رأيت أن مارجوري كانت تنشر الشائعات والأفكار الخاطئة على الفيسبوك، وادَّعت أن كنيستنا تتبع مجرد شخص وليس الله. عندما رأيت كيف افترت على الكنيسة، ندمتُ أشد الندم على عدم حظرها ورفضها وحتى محاولة الدفاع عنها. لذا راسلتها وسألتها عن سبب قيامها بتلك الأمور. ردّت مارجوري وافترت على كنيسة الله القدير بل واستحثتني على ترك الكنيسة. فتجاهلتها فحسب. بعد شهرين، علمتُ من المشرفة أن مارجوري قد أرسلت إليها رسائل تفتري وتدين الكنيسة وحتى قالت إنها سترسل مقاطع فيديو تشهيرية للوافدين الجُدُد. كما نشرت الكثير من أفكارها عن عمل الله في محادثة جماعية. كانت لدى عمّة مارجوري أيضًا تصوّراتها وتركت الكنيسة. من الواضح أن مارجوري التي تنشر التصوّرات لخداع الناس، كانت تقاوم رغم معرفتها بالطريق الحقّ. هذه إساءة خطيرة للغاية – لقد كانت ضدًّا للمسيح. يمكنني رؤية من خلال سلوك مارجوري أنه كانت لديها تصوّرات عن عمل الله، لكنها لم تحاول التخلص منها من خلال السعي إلى الحقّ. حتى أنها نشرت شائعات وأفكار خاطئة وجدّفت على الله وافترت على الكنيسة، وخدعت الإخوة والأخوات لينكروا الله ويبتعدوا عنه. اعتقدتُ أن مارجوري كانت بالفعل غادرة ومخادعة، مثل الثعلب الماكر الذي خدع الناس بالابتعاد عن الله وإنكاره. كانت تُشكِّل خطرًا بالغًا بالفعل على الإخوة والأخوات الآخرين. لاحقًا، صادف مروري هذا المقطع من كلام الله. "إن الإخوة والأخوات الذين يطلقون العنان لسلبيتهم هم خدام الشيطان، ويشوشون على الكنيسة. هؤلاء الناس يجب طردهم واستبعادهم يومًا ما. إذا لم يملك الناس في إيمانهم بالله قلبًا يتقيه، ولم يملكوا قلبًا يُطيعُ الله، فلن يكونوا غير قادرين على القيام بأي عمل لله فحسب، بل على النقيض سيصبحون أناسًا يعطلون عمله ويتحدَّونه. إن الإيمان بالله دون طاعته وتقواه هو أكبر خزي للمؤمن. إن كان المؤمنون طائشين وغير منضبطين دائمًا في كلامهم وسلوكهم مثلهم مثل غير المؤمنين، فهم أكثر شرًّا من غير المؤمنين؛ إنهم نموذج للشياطين. وأولئك الذين يبثون كلامهم المسموم والخبيث في الكنيسة، وينشرون الشائعات، ويثيرون الخلافات، ويصنعون التحزبات بين الإخوة والأخوات كان يجب طردهم من الكنيسة. ولكن لأن عصرنا الآن هو عصر مختلف من عمل الله، فأولئك الأشخاص مقيدون، لأنهم سيُستبعدون بالتأكيد. كل مَن أفسدهم الشيطان لديهم شخصيات فاسدة. البعض يملكون شخصيات فاسدة فحسب، لكن هناك آخرون ليسوا مثلهم، أي أنهم لا يملكون شخصيات شيطانية فاسدة فحسب، بل إن طبيعتهم أيضًا خبيثة إلى أقصى درجة؛ إذْ لا تكشف كلماتهم وأفعالهم عن شخصياتهم الشيطانية الفاسدة فحسب، بل هم فوق ذلك يمثلون الشيطان إبليس الحقيقي. سلوكهم يُعطل عمل الله ويُعيقه، ويعوقُ دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، ويُدمِّرُ حياة الكنيسة الطبيعية. عاجلًا أم آجلًا يجب أن تُطرَد تلك الذئاب المرتدية ثياب الخراف، ويجب على المرء أن يتبنى موقفًا قاسيًا قائمًا على الرفض تجاه خدام الشيطان هؤلاء. فقط من خلال هذا يمكن للمرء أن يقف في صفِّ الله، والذين يخفقون في فعل ذلك يتمرغون في الوحل مع الشيطان. الله دائمًا في قلوب من يؤمنون به بصدق، وهم يملكون بداخلهم قلبًا يتقي الله ويحبه. على أولئك الذين يؤمنون بالله أن يفعلوا الأشياء بحذرٍ وحكمة، ويجب أن يكون كل ما يفعلونه وفقًا لمتطلبات الله ويرضي قلبه. يجب ألا يكونوا أشخاصًا عنيدين يفعلون ما يحلو لهم؛ فهذا لا يلائم الاستقامة المقدسة. لا يجب أن يندفع الناس إلى الشوارع على غير هدى ملوحين بلواء الله فوق المكان، بينما يمارسون الخداع والتبجح في كل مكان؛ فهذا أكثر السلوكيات تمردًا. للعائلات قواعدها، وللأمم قوانينها، أليس الوضع أكثر حزمًا في بيت الله؟ أليست لجميعها معايير أكثر صرامة؟ أليست لجميعها مراسيم إدارية أكثر؟ الناس أحرار ليفعلوا ما يريدون، ولكن لا يمكن تعديل قوانين الله الإدارية وفقًا لرغبة كل شخص. الله إله لا يتسامح مع الإثم من البشر؛ فهو إله يميت الناس. ألا يعرف الناس هذا بالفعل؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). من خلال كلام الله، أدركتُ أن أولئك الذين ينشرون دائمًا تصوّراتهم ويزرعون السلبية ويعطّلون الكنيسة هم أتباع الشيطان. إنهم يكرهون الحقّ وليس في قلوبهم أدنى خوف من الله. أولئك الذين يُكوّنون عُصْباتٍ ويتسببون في الانقسامات، وأولئك الذين ينشرون التصوّرات والشائعات وينكرون ويُجدِّفون على الله، هم كلهم شياطين ولا بُدَّ أن يستبعدهم الله ويعاقبهم جميعًا. أولئك الذين تُضِلّهم الشائعات ويؤازرون الأشرار وأضداد المسيح سيُستَبْعَدون أيضًا ما لم يرفضوهم. لم تقرأ مارجوري كلام الله أو تسعى إلى الحقّ للتخلّص من تصوّراتها، ولم تسع مع الإخوة والأخوات الآخرين. بدلًا من ذلك، استجوبتْ الله وأنكرته، بل ونشرت تصوّرات تُدين الله جَهْرًا وتُجدِّف عليه. كما زرعت الشِّقاق وأغرت الإخوة والأخوات الآخرين وخدعتهم لمؤازرتها وشكّلت تحيّزات ضد المشرفة مما أدّى إلى تعطيل عمل الكنيسة. كانت مارجوري شريرة بحقٍّ. كان جوهرها هو ضد المسيح الذي يكره الحقّ ويكره الله. لولا الاستنارة وإرشاد كلام الله، كنتُ سأنخدع بمؤازرتها وأتخذ الله عدوِّي. أدركت أيضًا أن الغرض من قراءة كلام الله وعقد شركة عن تمييز أضداد المسيح هو مساعدة الإخوة والأخوات على فهم الحقّ وربح التمييز حتى لا يُزعجهم أضداد المسيح ويخدعونهم. يُطرَد أضداد المسيح من الكنيسة لحماية مُختاري الله. ومع أنني قائدة، كان ينقصني تمييز ضد المسيح هذه وصدّقت أكاذيبها. حتى أنني آزرتها ودافعت عنها. أدركت أنني قد أصبحت شريكة متواطئة للشيطان. تعاطفت مع ضدّ للمسيح وحميتها وأظهرت لها محبتي. كان هذا تصرّفًا يتَّسم بالقسوة ضد مُختاري الله. أدركت كم كنتُ حمقاء واحتقرتُ نفسي حقًا، فمَثُلتُ أمام الله في الصلاة لأتوب وأطلب مغفرته.

لاحقًا، قرأتُ هذه المقاطع من كلام الله: "المعيار الذي يحكم بموجبه البشر على غيرهم من البشر هو سلوكهم؛ فأولئك الذين يكون سلوكهم جيدًا هم أبرار، بينما أولئك الذين يكون سلوكهم بغيضًا هم أشرار. أما المعيار الذي يحكم بموجبه الله على البشر فيعتمد على ما إذا كان جوهرهم يخضع لله أم لا؛ الشخص الذي يخضع لله هو شخص بار، بينما الشخص الذي لا يخضع لله هو عدو وشرير، بغض النظر عمَّا إذا كان سلوك هذا الشخص جيدًا أو سيئًا، وبغض النظر عمَّا إذا كان كلامه صحيحًا أم خاطئًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). "حين يصير الله جسدًا ويأتي للعمل بين البشر، يرى الجميع الله ويسمعون كلماته، ويرون أعمال الله التي يعملها في جسده المادي. آنذاك تتلاشى كافة تصوّرات الإنسان فلا تكون سوى فقاعات هواء! أمَّا بالنسبة إلى هؤلاء الذين رأوا الله يظهر في الجسد، فلن يُدانوا إن كانوا يطيعونه عن طيب خاطر، بينما أولئك الذين يقفون ضدَّه عن عمدٍ يُعدّون أعداءً لله. هؤلاء الناس هم أضداد المسيح، وهم أعداء يقفون عن قصدٍ ضد الله. أمّا الذين لديهم تصوّرات عن الله، ولكنهم لا يزالون مستعدين لطاعته ويرغبون في ذلك، فلن يُدانوا. الله يدين الإنسان بناءً على نواياه وأفعاله، وليس بحسب خواطره وأفكاره. فلو أدان الإنسان على أساس خواطره وأفكاره، لما استطاع أي أحد أن يهرب من يدي الله الغاضبتين. أما أولئك الذين يقفون عمدًا ضد الإله المتجسِّد، فسينالون عقابًا على عصيانهم. أولئك الذين يقفون ضد الله عن عمدٍ، فمعارضتهم تنبع من حقيقة أنهم يضمرون تصوّرات عن الله، مما يقودهم إلى أفعال تتسبب في تعطيل عمل الله. هؤلاء الناس يقاومون عمل الله ويدمِّرونه عن قصدٍ؛ فهُم ليس لديهم مجرَّد تصورات عن الله فحسب، بل ينخرطون في أفعال تُربك عمله، ولهذا السبب يُدان الناس الذين ينتمون إلى هذه النوعية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). إنّ كلام الله في غاية الوضوح: يدين الله البشر بناءً على جوهرهم وموقفهم تجاه الحقّ. ربما يكون لدى بعض الناس تصوّرات عن عمل الله، لكن إن تمكّنوا من السعي إلى الحقّ ونحَّوا تصوّراتهم جانبًا، فلن يُدينهم الله. أولئك الذين لديهم دائمًا آراء عن الله المُتجسّد، يرفضون الحقّ بل يستجوبون الله وينكرونه هم جميعًا أعداء الله وأضداد للمسيح، بغض النظر عن مدى حُسْن سلوكهم الخارجي. يُدين الله مثل هؤلاء الناس ويستبعدهم. أدركتُ بعد قراءة كلام الله أنني لم أفكر إلا في سلوك الناس الخارجيّ. ظننتُ أن مارجوري لا بُدَّ أنها مُكرَّسة لله وباحثة عن الحقّ؛ لشغفها وتقديمها للتضحيات، وبذلت نفسها وكانت قائدة في الكنيسة، لكنني لم أفكر في جوهرها أو موقفها تجاه الله والحقّ. كانت لدى مارجوري تصوّرات بعينها حول عمل الله ولم تقبل مشاركة من الإخوة والأخوات الآخرين. كما نشرت تصوّراتها وأنكرت الله المُتجسّد علانية. كان جوهرها كارهًا لله والحقّ – لقد كانت ضدًّا للمسيح. أدّت أوهام مارجوري الخارجية إلى ضلالتي وخداعي وانحزتُ إلى ضد للمسيح. كان ينقصني التمييز حقًا. حينها فقط أدركتُ أننا لا بُدَّ أن نحكم على الناس والأمور من خلال كلام الله ومبادئ الحقّ، وليس من سلوكيات الناس الخارجية فحسب.

بعدئذ، رأيتُ مقطعًا آخر من كلام الله يقول: "يُطهِّر الله الكنيسة من المعطلين، والمزعجين، وأضداد المسيح، والأرواح الشريرة، والأشرار، وغير المؤمنين، وأولئك الذين لا يؤمنون به حقًا، وأولئك الذين لا يمكنهم حتى أداء الخدمة. وهذا يُسمَّى تطهير المجال ويُسمَّى الغربلة. ... يمكنك أن ترى الله يفعل كل شيء في أوانه. إنه لا يعمل عشوائيًا. فعمل تدبيره يتبع الخطة التي وضعها، وهو يفعل كل شيء بطريقة تدريجية وليس عشوائيًا. وماذا عن تلك الخطوات؟ يجب أن تكون كل خطوة من العمل الذي يُجريه الله في الناس نافذة المفعول، وعندما يرى أنها نَفَذَت فإنه يُجري الخطوة التالية من العمل. حسب الله لنفسه كيف يمكن أن يكون عمله فعالًا، وما يجب أن يقوله ويفعله. إنه يُجري عمله وفقًا لما يحتاجه الناس، وليس عشوائيًا. يُجري الله العمل الذي سيكون فعالًا للناس مهما كان، ولا يُجري بالتأكيد كل ما هو غير جوهري من حيث الفعالية. مثال ذلك، عندما توجد حاجة إلى دروس موضوعية سلبية يمكن لشعب الله المختار من خلالها توسيع قدرته على التمييز، سوف يظهر في الكنيسة مسحاء كذبة وأضداد المسيح وأرواح شريرة وأشرار ومزعجون ومعطلون، ومن الممكن أن تتسع قدرة الآخرين على تمييز أمثال هؤلاء. إذا كان شعب الله المختار يفهم الحق ويمكنه تحديد أمثال هؤلاء الناس، فإن أولئك الناس يكونون قد أدوا خدمتهم ولم تعد توجد قيمة في وجودهم. سوف ينهض شعب الله المختار في ذلك الوقت لكشفهم والإبلاغ عنهم، وسوف تزيلهم الكنيسة فورًا. فعمل الله كله له خطواته، وجميع تلك الخطوات مُرتَّبة من الله على أساس ما يحتاج إليه الإنسان في حياته وعلى أساس قامته" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينطلق في المسار الصحيح للإيمان بالله إلا من خلال معالجة مفاهيمه (3)). أدركتُ بعد قراءة كلام الله أنه رغم أن الكثيرين يؤدون واجبهم في الكنيسة، فليسوا جميعًا من مُختاري الله وليسوا جميعًا من خِرافه. لقد اختبأت الذئاب بين القطيع. يسمح الله لأضداد المسيح والأشرار وغير المؤمنين بدخول الكنيسة لمساعدتنا على ربح التمييز وتعلُّم الدروس والقدرة على التمييز بين الخير والشر. ومع أن مارجوري أدَّت واجبها الكنسيّ، إلّا أنها لم تؤمن حقًا بالله. لقد دخلت إلى الكنيسة لتُحلِّل عمل الله، بدلًا من السعي إلى الحق وفهمه. كانت ذئبًا في ثياب خروف وشريرة استبعدها الله. يُطهّر الله الآن الكنيسة ويكشف كل أنواع الناس. لا يمكن أن يبقى أضداد المسيح والأشرار وغير المؤمنين مختبئين في الكنيسة، لكن سيُكشف ويُستَبعد الجميع من خلال عمل الله. لن يبقى إلا أولئك الذين يؤمنون بالله حقًا ويحبون الحقّ ويسعون إليه، وهم فقط مَن سيُطهِّرهم ويُخلِّصهم الله.

لقد ربحت بعض التمييز وتعلّمت بعض الأمور من خلال هذا الاختبار. أولًا، لا يمكنني مجرد إلقاء نظرة على سلوكيات الناس الخارجية، ومقدار تحمُّلهم للمعاناة وبذلهم لأنفسهم، لأن الكثيرين بوسعهم القيام بتلك الأمور ولا سِيَّما الاحتيالات الدينية. ثانيًا، لا يجب أن أعبد البشر العاديين، لأن الله يبغض عبادة الناس. لا يجب أن يُعظِّم المرء ويعبد إلا الله. ثالثًا، بصفتي قائدة في الكنيسة، عليَّ أن أفكر في دخول إخوتي وأخواتي إلى الحياة، وتحديد أولويات الأمور المفيدة لهم. رابعًا، حينما أواجه المشكلات، يجب أن يكون لدي قلب تقيّ يخاف الله، وأتعلّم أن أسعى وأنتظر. لا يجب أن أحكم وأدين بتهوّرٍ بناءً على تصوّراتي الخاصة. هذا من شأنه أن يُسيء إلى شخصية الله. خامسًا، يجب أن أقرأ المزيد من كلام الله القدير لفهم الحقّ. لا يمكننا رؤية خطط الشيطان الشريرة والانحياز إلى الحقّ إلا بإرشاد كلام الله. أدركت أيضًا كم أن الحقّ ثمين. لا يمكننا استيعاب الأمور حقًا إلا من خلال فهم الحقّ وتمييز كل أنواع الأشرار وأضداد المسيح وغير المؤمنين. سأقرأ المزيد من كلام الله في المستقبل وسأبني أفعالي وأحكامي على الناس والأمور استنادًا على كلام الله، مُعتبرةً الحقّ كمبدأ. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

خلف الصمت

عندما بدأت في أداء واجبي لأول مرة، رأيت أن الإخوة والأخوات الذين عملت معهم في التحرير كانوا من ذوي الخبرة. ويفهمون المبادئ. كانوا يتمتعون...

اترك رد