عاقبة عدم الشك فيمن تستخدمهم

2023 يوليو 13

العام الماضي، كنت مشرفة على أعمال السقاية والإنجيل في الكنيسة. ولأنني كنت قد بدأت للتو، فلم أكن على دراية بمعظم تفاصيل العمل، فاعتمدت بشدة على قادة الفريق هؤلاء. اعتقدت أنهم بارعون في تلك المجالات وأفضل مني في كل شيء، فيجب أن أتعلم منهم، خاصة الأخت ليلي، التي تمتعت بمقدرة جيدة وكانت عاملة موهوبة. اعتادت رئاسة مناقشات العمل في الاجتماعات وكان عمل مجموعتها الإنجيلي أكثر إثمارًا من الآخرين. لذلك، قدرتها بشدة ووثقت بها. عادة ما كان لديَّ فهم بسيط لعملها ولم أتعمق في التفاصيل. كانت لديَّ ثقة كبيرة بها. في ذلك الوقت، ذكَّرني إخوتي وأخواتي بأن عليَّ تخصيص بعض الوقت أسبوعيًّا لتفقُّد عمل ليلي، ورغم موافقتي على ذلك، فكرت: "ربما تكون ليلي عنيدة أحيانًا، لكنها تبلي حسنًا في كل جوانب العمل، وهي الأكثر موهبة في هذا المجال، لذا، فربما لن تكون لديها مشكلات كبيرة. إن استفسرت دائمًا عن عملها، فسيبدو أنني لا أثق بها". لذا لم آخذ اقتراحاتهم على محمل الجد. ذات يوم، أخبرتني أختان أن ليلي لا تقوم بعمل عملي. قالتا إنها غالبًا لا تتابع عمل الفريق أو تشارك لحل مشكلات الإخوة والأخوات وصعوباتهم، وعندما كانت تَحضُر من حين لآخر، لم يكن ذلك مفيدًا جدًّا، فأصبح عمل الإنجيل للفريق أقل فعالية. صُدمت لسماع هذا. كيف يمكن ألا تقوم ليلي بعمل عملي؟ لقد أخبرتني أنها تتابع عمل الفريق، وفي كل مرة سألتها، كانت تنفي وجود مشكلات. فلماذا قال الآخرون إنها لا تتابع عملهم؟ لكن بعد ذلك فكرت: "كان أداء فريق ليلي جيدًا عمومًا، ربما لا تعرف هاتان الأختان القصة كاملة. لا يمكنني تصديق كلامهما فقط. بالإضافة إلى أن هاتين الأختين نفسيهما، لديهما بعض المشكلات – حتى لو كانت ليلي تواجه مشكلات في واجبها، فهذا طبيعي. لا أحد كامل!" لذلك لم أفكر كثيرًا في شكواهما، وذكَّرت ليلي سريعًا على انفراد، طالبة منها التركيز على متابعة عمل الفريق مستقبلًا، وهكذا انتهى الأمر. لدهشتي، بعد فترة قصيرة، ظهرت مشكلات رئيسية في عمل ليلي.

ذات يوم، قال أحد القادة إن ليلي أُبلغَ عنها مجددًا لعدم قيامها بعمل عملي. لم تكن تتابع عمل الإنجيل، حتى عندما لم تكن الأمور على ما يرام، ولم تكن لتستجيب لفريقها سريعًا حالما يواجهون مشكلات في مشاركة الإنجيل. كما أنها لم تتابع الأمور أبدًا عند تنفيذ العمل – فكانت تضع الخطط أثناء الاجتماعات، لكنها لم تتابعها لاحقًا، فلم يمكن تنفيذها، مما يؤثر مباشرة في نتائج مشاركة الإنجيل. عندما سمعت هذا، صُدمت مجددًا – كنت أعلم أن ليلي لديها بعض المشكلات في واجبها، لكنني لم أعلم أن المشكلات بهذه الخطورة. كانت تتمتع بمقدرة جيدة وكانت فعالة جدًّا في واجبها، فكيف لا تقوم بأي عمل عملي؟ لم أصدق أنه كان صحيحًا. لاحقًا، شاركتْ معها القائدة وأوضحت مشكلاتها. اعتقدت أنها ستتفكَّر في نفسها وتتعلَّم درسًا خلال هذا، لكن لدهشتي، لم تتفكَّر، وافتقرت تمامًا إلى موقف القبول والخضوع. قالت فحسب إنها لم تكن مناسبة لقيادة فريق وعرضت التنحي. لم تقم بعمل عملي، ولم تقبل حتى التعامل معها. في النهاية، اُعتبرتْ غير مناسبة كقائدة فريق بناءً على المبادئ وأعيد تكليفها. بعد ذلك، شعرتُ بالفزع. كيف فشلتُ في ملاحظة أن قائد فريق لا يقوم بعمل عملي؟ أتيت أمام الله للصلاة، وقلت: "إلهي، لقد كنت عمياء جدًّا. أرجو أن تنيرني وترشدني لأجد سبب فشلي".

ذات يوم، رأيت خلال عباداتي هذا المقطع من كلمات الله: يقول الله القدير، "لا يدقّق القادة الكذبة في المشرفين الذين لا يقومون بعمل فعلي، أو الذين يهملون مسؤولياتهم؛ فهم يظنون أنهم لا يحتاجون سوى أن يختاروا مشرفًا وسيكون كل شيء على ما يُرام، وبعد ذلك، يتولى المشرف التعامل مع جميع الأمور، وكل ما يحتاج إليه هو أن يعقد اجتماعًا بين فترة وأخرى، ولن يكون بحاجة إلى مراقبة العمل بعناية، أو إلى السؤال عن كيفية سير العمل، بل يمكنه أن يظل هكذا دون أن يتدخل. إنْ أبلغ أحد عن مشكلة مع أحد المشرفين، يقول القائد الكذاب: "ما هي إلّا مشكلة ثانوية، لا بأس. يمكنكم التعامل معها بأنفسكم. لا تسألوني". ويقول الشخص الذي يبلغ عن المشكلة: "ذلك المشرف شره وكسول؛ فهو لا يفعل شيئًا سوى الأكل والترفيه عن نفسه، وهو امرؤ كسلان. فهو لا يود أن يكلف نفسه حتى القليل من المشقة في أداء واجبه، ودائمًا ما يجد طرقًا للغش واصطناع الأعذار لتجنب عمله ومسؤولياته. إنه غير مؤهل ليكون مشرفًا". ويجيب القائد الكذاب: "كان رائعًا عندما تم اختياره مشرفًا. ما تقوله ليس صحيحًا، أو حتى إن كان صحيحًا فما هذا إلّا مظهر مؤقت". لا يحاول القائد الكاذب أن يتعرف على المزيد عن وضع المشرف، غير أنه يحكم على الأمر ويحدده بناءً على انطباعاته الماضية عن الشخص. وبغض النظر عمّن يُبلغ عن المشكلات مع المشرف، فإن القائد الكاذب يتجاهل الأمر. فالمشرف خارج عن نطاق فهمه، وليس مؤهلًا بما يكفي لإكمال عمله، وهو بالفعل على وشك العبث بكل شيء – لكن القائد الكاذب لا يهتم. من السيئ بما فيه الكفاية أنه عندما يبلغ شخص ما عن مشكلات مع المشرف، فإن القائد الكاذب يغض الطرف. ولكن ما هو الشيء الأكثر احتقارًا؟ عندما يخبر الناس القائد الكاذب عن المشكلات الخطيرة حقًا التي يواجهها المشرف، لا يحاول القائد الكاذب علاجها، بل يخرج بجميع أنواع الأعذار: "أعرف هذا المشرف، فهو يؤمن حقًا بالله ولن يواجه أي مشكلات أبدًا. وحتى إذا واجه مشكلات فإن الله سيحفظه ويؤدبه. إذا ارتكب أي أخطاء، فهذا بينه وبين الله ولا داعي للقلق". هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكذبة: وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم. إنهم يتظاهرون بأنهم يفهمون الحق ويملكون الإيمان مما يؤدي إلى إحداث فوضى في عمل الكنيسة بل وحتى إيقافه، بينما يتظاهرون بعدم المعرفة طوال الوقت. أليسوا مجرد بيروقراطيين؟ لا يستطيع القادة الكذبة أداء عمل فعلي، ولا يتعاملون مع عمل قادة المجموعة ومشرفيها بأي جدية. لا تستند نظرتهم إلى الناس سوى على انطباعاتهم وتصوراتهم. وعندما يرون شخصًا ما يبرئ نفسه جيدًا لبعض الوقت، يعتقدون أن هذا الشخص سيكون جيدًا إلى الأبد ولن يتغير؛ ولا يصدقون أي شخص يقول إن ثمَّة مشكلة مع هذا الشخص، بل ويتجاهلون الأمر عندما يشير أحدهم إلى شيء ما عن هذا الشخص. ... يعاني القادة الكذبة أيضًا عيبًا كبيرًا؛ فهم يتسرعون في الثقة بالأشخاص استنادًا إلى تصوراتهم، وسبب ذلك هو عدم فهمهم للحق، أليس كذلك؟ كيف تعرّي كلمة الله جوهر البشرية الفاسدة؟ لِمَ يا تُرى يثقون بالناس في الوقت الذي لا يفعل الله ذلك؟ فبدلًا من الحكم على الناس من مظاهرهم، يراقب الله قلوبهم بشكل دائم. فلِمَ، إذن، يكون القادة الكذبة لامبالين إلى هذه الدرجة عند إطلاقهم أحكامًا على الآخرين، ويُولونهم ثقتهم؟ إن القادة الكذبة مغرورون، أليسوا كذلك؟ ما يدور في تفكيرهم هو كما يلي: "لم أكن مخطئًا عندما وقع اختياري على هذا الشخص. لا يمكن أن يحيد عن مساره الصحيح؛ فهو ليس ممن يعبثون ويحبون التسلية ويكرهون العمل بجد. إنه موثوق تمامًا ويمكن الاعتماد عليه، ولن يتغير، وإنْ تغيَّر فذلك يعني أنني كنت على خطأ بشأنه، أليس كذلك؟" أي منطق هذا؟ هل أنت خبير من نوع ما؟ هل تملك إمكانية الرؤية بواسطة الأشعة السينية؟ هل هذه هي مهارتك الخاصة؟ استطعتَ أن تعيش مع هذا الشخص لمدة عام أو عامين، ولكن هل سيكون بإمكانك رؤية مَن هو في الحقيقة من دون بيئة مناسبة لتعرية طبيعته وجوهره تمامًا؟ إن لم يكشفه الله فقد تعيش معه جنبا إلى جنب لمدة ثلاثة، أو حتى خمسة أعوام، وستظل تكافح لترى بالضبط ما هي طبيعته وجوهره. وإلى أي مدى يكون هذا أكثر صحة في حين أنك لا تراه أو تكون معه إلا نادرًا؟ أنت تثق فيه بناء على انطباع عابر أو على تقييم إيجابي له من قبل شخص آخر، وتجرؤ على أن تعهد بعمل الكنيسة إلى مثل هؤلاء الأشخاص. ألست في هذا أعمى للغاية؟ ألستَ متهوّرًا؟ وعندما يعمل القادة الكذبة على هذه الشاكلة، أليسوا عديمي المسؤولية للغاية؟" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). بتأمل كلام الله، أدركت أن الناس لديهم شخصيات فاسدة، وقبل أن ينالوا الحق ويغيِّروا شخصياتهم، كلهم غير موثوقين، ولا يمكن الوثوق بأيهم. لكن القادة الزائفين لا يفهمون الحقَّ، ولا يمكنهم تمييز جوهر الناس، ويثقون بالآخرين اعتباطًا، فيفشلون في الإشراف على عملهم أو متابعته لفترات طويلة. إنهم متعجرفون وغير مسؤولين. هكذا كنت أتصرف. السبب الرئيسي لعدم الإشراف أو تفقُّد عمل ليلي، كان لأنني وثقت بها كثيرًا. لقد رأيت أنها تتمتع بمقدرة جيدة ولديها خبرة وفعالية في مشاركة الإنجيل، لذلك وثقت بها تمامًا، وقدَّرتها كثيرًا، ولم أهتم بالإشراف على عملها. عندما أبلغني الآخرون بمشكلاتها، لم أهتم، بل اعتقدت أنهم من يعانون المشكلات. نتيجة لذلك، ظهرت مشكلات كبيرة في العمل دون أن أدرك. لم أرَ الناس والأشياء من خلال كلام الله، بل وثقت بعينيَّ، كما لو كنت خبيرة تتمتع برؤية مذهلة. لقد كنت مغرورة جدًّا. في الواقع، لا يمكن الوثوق تمامًا بشخص فاسد – فلا أحد يعرف ما سيفعله في أي وقت. لمجرد أن شخصًا حقَّق نجاحًا مؤقتًا وقام ببعض الأعمال العملية، فهذا لا يعني أنه جدير بالثقة تمامًا. الناس لديهم شخصيات فاسدة، لذا قد يتصرفون عمدًا وينتهكون المبادئ في واجبهم، قد يتراخون ويكونون لا مبالين، ويسببون ضررًا للعمل. فوق ذلك، لم أعرف ليلي إلا لفترة قصيرة ولم أفهمها حقًّا، ومع ذلك وثقت بها كثيرًا، اعتقدت أنها كانت جيدة في كل شيء ولم تكن بحاجة للإشراف لتعمل جيدًا. كم كنت مغرورة وعمياء! لم يخطُر ببالي أبدًا أن ليلي كانت أنانية جدًّا. لقد كانت قائدة فريق، لكنها لم تهتم سوى بهداية المزيد من الأشخاص بنفسها، وتجاهلتْ عمل فريقها. عندما واجه الآخرون مشكلات في عملهم، لم تعقد شركة لحلها. لم تقم بأي عمل مطلوب من قائد الفريق. لطالما اعتقدتُ أنها عاملة موهوبة بمقدرة جيدة وقادرة على القيام بعمل عملي، لذلك احترمتها كثيرًا. عندئذ فقط أدركت أن هذا لم يكن صحيحًا. كانت ليلي أنانية بطبيعتها، لم تهتم إلا بعملها الخاص، ولم تحمِ المصالح العامة للكنيسة. كانت مناسبة فقط لنشر الإنجيل بنفسها، وليس كقائدة فريق. لأنني وثقت بليلي جزافًا، لم أتفقَّد عملها، ولم ألحظ سريعًا الانحرافات والخلل فيه. نتيجة لذلك، تعطل عمل الإنجيل. كمشرفة، كان هذا لا يُغتفر. كلما فكرت، زاد شعوري بالذنب، فصليت لله، برغبة حقيقية في عكس حالتي وآرائي الخاطئة وتغييرها.

لاحقًا، رأيت هذا المقطع من كلمات الله. "من المأمون القول إن معظم الناس يعتبرون العبارة القائلة "لا تشك في الأشخاص الذين تستخدمهم، ولا تستخدم الأشخاص الذين تشك فيهم" حقيقة، وهم منخدعون ومتقيدون بها. فهم يضطربون ويتأثرون بها عند اختيار الأشخاص أو تعيينهم، حتى إنهم يَدَعونها تُملي عليهم تصرفاتهم. ونتيجةً لذلك، يواجه العديد من القادة والعاملين دومًا صعوباتٍ وهواجسَ كلما دققوا في عمل الكنيسة وقاموا بترقية الأشخاص وتعيينهم. وفي نهاية المطاف، كل ما يستطيعون فعله هو طمأنة أنفسهم بالقول "لا تشك في الأشخاص الذين تستخدمهم، ولا تستخدم الأشخاص الذين تشك فيهم". وكلما فتشوا العمل أو استفسروا عنه، يفكرون في أنفسهم بالقول: "لا تشك في الأشخاص الذين تستخدمهم، ولا تستخدم الأشخاص الذين تشك فيهم". يجب أن أثق بإخوتي وأخواتي، وفي نهاية المطاف، فإن الروح القدس يراقب الناس، ولذلك يتعين عليّ ألّا أرتاب دومًا وأراقب الآخرين". لقد تأثروا بهذه العبارة، أليس كذلك؟ ما هي التَّبِعات المترتبة على تأثير هذه العبارة؟ أولًا، وقبل كل شيء، ما أنت مخلص له ليس كلمة الله، ولا تكليف الله لك، ولا الله، بل هي فلسفة شيطانية للعيش ومنطق شيطاني. أنت تؤمن بالله، في حين تخون الله وكلمته بشكل سافر. هذه مشكلة خطيرة، أليست كذلك؟ ثانيًا، هذا ليس مجرد إخفاق في الحفاظ على كلمة الله وعلى واجباتك، بل هو عيش بحسب خطط الشيطان وفلسفته كما لو كانتا تمثلان الحق، واتباعهما وممارستهما. أنت تطيع الشيطان وتعيش بحسب فلسفة شيطانية، أليس كذلك؟ وفعل هذا يعني أنك لست شخصًا يطيع الله، بل أنك لستَ شخصًا يلتزم بكلام الله. إنك وغد؛ فالتخلي عن كلام الله، والأخذ بعبارة شيطانية بدلًا منه وممارستها وكأنها الحق، إنما هو خيانة للحق والله! أنت تعمل في بيت الله، ومع ذلك تتصرف بناء على منطقٍ وفلسفةٍ شيطانيين للعيش، فأي نوع من الأشخاص أنت؟ هذا امرؤ يتمرد على الله، وشخص يجلب الخزي الشديد لله. ما جوهر هذا الفعل؟ إنه إدانة الله علنًا وإنكار الحق صراحةً. أليس هذا جوهره؟ وبالإضافة إلى عدم اتباع مشيئة الله، أنت تسمح لمغالطات الشيطان وفلسفات العيش الشيطانية بالانتشار في الكنيسة، وبفعلك هذا فإنك تصبح شريكًا للشيطان وتساعد أفعال الشيطان في الكنيسة، وجوهر هذه المشكلة خطير، أليس كذلك؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الأول). من كلام الله، أدركتُ أن عبارة "لا تشكَّ فيمن تستخدمهم" ليست إيجابية أو هي الحق. إنها فلسفة الشيطان. السبب الذي جعلني أثق في ليلي ولم أشرف على عملها، كان أساسه أنني عشت بحسب بهذه الفلسفة وعوَّلت عليها كثيرًا. حتى عندما كنت أرغب في تفقُّدها، أقلق أن أدقِّقَ كثيرًا فتعتقد أنني لا أثق بها. فرغم كل شيء، كانت تقوم بهذا الواجب لفترة طويلة ولديها الكثير من الخبرة، كانت أفضل مني من نواح كثيرة وكانت نتائجها مُرضية. ما القضايا الرئيسية التي يمكن أن يواجهها شخص مثلها؟ اعتقدت أنني لست بحاجة للنظر في أمور تافهة، وأنني إن كلفتها بالعمل، يجب أن أثق بها، ولن تكون هناك مشكلات. هيمنت عليَّ تلك الفلسفة الشيطانية للعيش، فلم أشرف على عملها أو نظرت فيه. حتى عندما أبلغَ الناس عن مشكلاتها، لم أصدقهم أو أحقِّق في الأمر. لذلك، عانى عمل الإنجيل، كان الضَرر الذي سبَّبتُه لا يمكن إصلاحه. في الواقع، يطالب الله القادة والعاملين بالإشراف على العمل ومتابعته، لنتمكن من اكتشاف المشكلات والانحرافات وحلها بسرعة. هذا مفيد لكل من واجبات الناس وعمل الكنيسة. لكن، بدلًا من ذلك، عشتُ وفق الفلسفة الشيطانية "لا تشكَّ فيمن تستخدمهم"، ولم أشرف أو أتفقد الأشخاص بعد تكليفهم بالعمل، ناهيك عن إرشادهم أو مساعدتهم. كنت أمارس واجبي بلا مبالاة ولا أقوم بعمل عملي – كان هذا سلوك قائدة زائفة. أبقيتُ قائدة فريق لم تقم بعمل عملي، على رأس فريق، هذا لم يساعد عمل الكنيسة، بل أيضًا أدى إلى تعطيله بشدة. كنت أفعل الشر! عندئذ فقط رأيت أن هذه النظرة الشيطانية "لا تشكَّ فيمن تستخدمهم" كانت ضارة جدًّا. إن عشنا دائمًا بهذه الفكرة، سنعرض عمل الكنيسة للتعطيل. كلما فكرت، شعرت بالندم، فصليت لله: "لا أريد بعد الآن أن أعامِل الناس وواجبي وفقًا لفلسفة الشيطان. أنا على استعداد للسعي لتتميم واجبي وفقًا لمطالب الله. لا أريد عمل أي شيء آخر أندم عليه".

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلمات الله ووجدتُ مسارًا للممارسة. يقول الله القدير، "هل تعتقدون بأن عبارة "لا تشك في الأشخاص الذين تستخدمهم، ولا تستخدم الأشخاص الذين تشك فيهم" صحيحة؟ هل هذه العبارة تمثل الحقيقة؟ لِمَ يستخدم شخصٌ ما هذه العبارة في عمل بيت الله وفي أداء واجبه؟ ما المشكلة هنا؟ من الواضح أن هذه هي كلماتُ غير المؤمنين، كلماتٌ مصدرها الشيطان؛ إذن، فلماذا يتعاملون معها وكأنها الحق؟ لماذا لا يعرفون إن كانت هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ من الواضح تمامًا أنها كلام الإنسان، كلام البشر الفاسدين، وهي ببساطة ليست الحق، إنها على النقيض تمامًا مع كلام الله، ويجب ألَّا تمثل معيارًا لأعمال الناس وسلوكهم وعبادتهم لله. إذن، كيف ينبغي مقاربة هذه العبارة؟ إن كنت قادرًا حقًّا على التمييز، فما هو نوع المعيار الذي يجب أن تستخدمه بدلًا منها ليكون بمثابة مبدئك للممارسة؟ يجب أن يكون المعيار هو: "أدِّ واجبك من صميم فؤادك ونفسك وعقلك". أن تتصرف من صميم فؤادك ونفسك وعقلك يعني ألا يُقيِّدك أحد؛ وأن يكون لك فؤاد وعقل واحد لا أكثر. هذه هي مسؤوليتك وهذا هو واجبك، وعليك أن تؤدي هذا جيدًا مثلما قدّرته السماء وأقرته الأرض. مهما كانت المشكلات التي تواجهها، ينبغي أن تتصرف وفقًا للمبادئ. تعامل معها كما ينبغي. إن دعت الحاجة إلى التهذيب والتعامل، فليكن، وإن دعت الحاجة للإعفاء، فليكن. تصرف بناءً على كلام الله وعلى الحق. أليس هذا هو المبدأ؟ أليس هذا هو النقيض تمامًا لعبارة "لا تشك في الأشخاص الذين تستخدمهم، ولا تستخدم الأشخاص الذين تشك فيهم"؟ ماذا يعني عدم الشك في الأشخاص الذين تستخدمهم وعدم استخدام الأشخاص الذين تشك فيهم؟ يعني أنه إذا استخدمت شخصًا، فينبغي ألا تشك فيه. إذا استخدمت شخصًا، فينبغي عليك أن تترك له الحبل على الغارب وألا تشرف عليه وأن تسمح له بفعل ما يريد؛ وإذا كنت تشك فيه، فينبغي ألا تستخدمه. أليس هذا ما يعنيه؟ هذا خطأ فادح. فقد أفسد الشيطان البشر بشدة. وكل شخص لديه شخصية شيطانية، ومن الممكن أن يتمرد على الله ويقاومه. ويمكن القول إنه لا يوجد أحد موثوق به. وحتى لو أقسم شخص دائمًا، فلا فائدة من ذلك لأن الناس مُقيَّدون بشخصياتهم الفاسدة ولا يمكنهم التحكم في أفعالهم. يجب أن يقبلوا دينونة الله وتوبيخه قبل أن يتمكنوا من حل مشكلة شخصيتهم الفاسدة، ويجب أن يتخلصوا تمامًا من مشكلة مقاومة الله وخيانته – أي يتخلصوا من جذر خطايا البشر. جميع أولئك الذين لم يخضعوا لدينونة الله وتطهيره ولم ينالوا الخلاص لا يمكن الاعتماد عليهم. إنهم لا يستحقون الثقة. ولذلك، عندما تستخدم شخصًا، يجب عليك الإشراف عليه وتوجيهه وتهذيبه والتعامل معه وتقديم شركة الحق من حين إلى آخر. فبهذه الطريقة وحدها سوف تتمكن من أن ترى بوضوح ما إذا كان بالإمكان مواصلة استخدامه. إن كان يوجد بعض الناس الذين يمكنهم قبول الحق وقبول التهذيب والتعامل معهم ويمكنهم أداء واجبهم بإخلاص ويحرزون تقدمًا مستمرًّا في حياتهم، فإن هؤلاء الناس هم مَن يمكن استخدامهم حقًّا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الأول). من خلال قراءة كلام الله، وجدت مسارًا للممارسة. يطلب الله أن نخلص في واجباتنا. في كل العمل الذي أشرف عليه، مهما كنت أعرف الشخص أم لا، أو ما أعتقده بشأنه، عليَّ تأدية واجبي على أساس المبادئ التي وضعها الله للقادة والعاملين، وأفعل كل ما هو متوقع مني، وأشرِف على عمل الجميع، وأفهمه بدقة، وأجد المشكلات وأحلها فورًا، وأتعامل مع مَن لديهم من مشكلات خطيرة وأهذبهم. تلك هي مبادئ واجبي، والطريقة الوحيدة لأقوم بواجبي جيدًا. بعد إدراكي هذا، شعرت بوضوح أكبر، وكان لدي مسار للتقدُّم في واجبي.

بعد ذلك، كلَّفت الكنيسة ليلي بسقاية المؤمنين الجدد، وكانت سعيدة بذلك. قلت لنفسي: ربما يمكنها التعلم من إعفائها وتقوم بواجبها جيدًا هذه المرة. ولكن بعد فترة وجيزة، لم يكن كثير من المؤمنين الجدد الذين روتهم يجتمعون بشكل طبيعي. بدا هذا غريبًا بالنسبة لي، لذلك سألتها مزيدًا من التفاصيل حول سبب ذلك. لدهشتي، احتجَّت بعدم توفر الوقت لمتابعتهم. استأتُ حقًّا لسماع هذا. ظننت أنها بعد إعفائها، ستتفكَّر في نفسها وتقوم بعمل عملي، لكن اتضح أنني كنت مخطئة. علمت أنني لا أستطيع الاستمرار في رؤية الناس حسب مفاهيمي الخاصة. كمشرفة، كان عليَّ الإشراف على العمل والتحقق منه وتوجيهه، والوفاء بمسؤولياتي. حينئذٍ، فكرت في كلمات الله: "أن تتصرف من صميم فؤادك ونفسك وعقلك يعني ألا يُقيِّدك أحد؛ وأن يكون لك فؤاد وعقل واحد لا أكثر. هذه هي مسؤوليتك وهذا هو واجبك، وعليك أن تؤدي هذا جيدًا مثلما قدّرته السماء وأقرته الأرض. مهما كانت المشكلات التي تواجهها، ينبغي أن تتصرف وفقًا للمبادئ. تعامل معها كما ينبغي. إن دعت الحاجة إلى التهذيب والتعامل، فليكن، وإن دعت الحاجة للإعفاء، فليكن. تصرف بناءً على كلام الله وعلى الحق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الأول). هذا صحيح. كان عليَّ تأدية واجبي بحسب كلام الله ومتطلباته. بعد ذلك، أوضحت مشكلات ليلي وكشفتها وشاركت معها، وحللت موقفها اللا مبالي في واجبها وعواقبه الخطيرة. عندئذ فقط أدركت ليلي أخيرًا مشكلاتها. لاحقًا، كنت أستفسر دوريًّا عن عمل ليلي وأتفقده، وإن لاحظتُ مشكلة، كنت أشارك معها لتصحيحها. بعدئذ، جنت ليلي نتائجَ أفضل بكثير في سقاية المؤمنين الجدد. كنت متحمسة جدًّا لرؤية هذا، وصار لديَّ حقًّا إحساس بأن رؤية الأشياء والتصرُّف وفقًا لكلام الله يجني أفضل النتائج في واجبي. شعرت أيضًا براحة وسلام أكبر.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تُوجَد طريقة لعلاج الكبرياء

بقلم تشاوتشين – مقاطعة خنان كنتُ أتَّسم بطبيعة متغطرسة، وكنت غالبًا ما أكشف عن شخصيتي المتكبّرة الفاسدة؛ حيث كنت أظن دائمًا أنني أفضل من...

لمَ يصعب الاعتراف بالأخطاء؟

أنا مسؤولة عن أعمال الفيديو في كنيستي. ذات يوم، اتصلت بي إحدى أخواتي على عَجَل. لم تفحص مقطع فيديو بالشكل الصحيح وكان يجب إعادة العمل عليه،...