2. ما يكمن وراء الصمت

كنت أهتم بكبريائي بشدة وكنت منشغلة على الدوام بنظرة الآخرين إليَّ. ومتى حضرت اجتماعًا، كنت أشعر بتوتر شديد، إذ كنت أخشى دائمًا أن يحتقرني الآخرون إن لم أُحسن الصلاة أو عقد الشركة. قبل كل صلاة، كنت أستعد مسبقًا، وأفكر في الكلمات المحددة التي سأستخدمها. عندما كنت أعقد الشركة حول كلام الله، لم أكن أقلق بالقدر نفسه إذا كان لديَّ بعض الفهم الاختباري. لكن إن كنت أفتقر إلى الفهم ولم أدرِ ما الذي يجب أن أعقد الشركة حوله، كان قلبي يتسارع ويسيطر عليَّ توتر شديد، وكانت راحتا يديَّ تتصببان عرقًا. في الحياة اليومية، كنت إذا انتبه الآخرون إلى نقائصي، كنت أشعر بحرج شديد، ولا أجرؤ على النظر في أعينهم، وأصبح كل تصرف أقوم به مقيدًا للغاية. كان العيش في مثل هذه الحالة كثيرًا ما يُشعرني بكبتٍ وألمٍ شديدين.

أتذكر أنني حينما بدأت أتدرب على القيام بالعمل النصي، جاءت المشرفة ذات مرة لتعقد اجتماعًا معنا. لاحظتُ أن شريكتي، الأخت "يانغ مين"، تقدم الشركة بشكل محدد للغاية، وفكرت بيني وبين نفسي: "ألا يمكنكِ أن تقصِّري شركتك؟ لقد غطيتِ بالفعل ما أعرفه، لذا إذا قدمتُ شركة لاحقًا، فستكون مكررة. حينها ستعتقد المشرفة بالتأكيد أنني لا أملك فهمًا جديدًا. إذا عقدتُ شركة حول أجزاء أخرى ولم أكن دقيقة فيها، فهل ستعتقد المشرفة أن فهمي للحق سيئ وأن شركتي لا تتناول صُلْب الموضوع؟" كلما أمعنت التفكير، صرت أكثر قلقًا. راجعتُ فقرةً من كلمات الله ثم أخرى، ورحت أفكر من أيهما أستطيع أن أستخلص قدرًا من الفهم لأشاركه مع الآخرين. كان ذهني مضطربًا للغاية في ذلك الوقت لدرجة أنني لم أستطع أن أهدأ لأتفكر في الأمر بجدية. بعد أن قرأت طويلًا، ظللت لا أعرف من أين أبدأ. كنت آمل حقًّا أن تواصل المشرفة عقد الشركة بعد أن تنتهي "يانغ مين" من المشاركة، حتى لا أضطر أنا إلى تقديم الشركة. لكنني فوجئت بأن المشرفة طلبت مني أن أعقد الشركة بعدما انتهت "يانغ مين". كنت قلقة من أن يحتقرني الآخرون إذا صرَّحتُ بأنني لا أفهم شيئًا، لذلك انتهى بي الأمر إلى التزام الصمت. كنت أعلم أن الجميع ينتظرون أن أقدم الشركة، لكنني ببساطة شعرت بأنني مكبوتة للغاية. ذكَّرتني إحدى الأخوات دون تجمُّل: "ينبغي أن تقدمي الشركة بقدر ما تفهمين. إذا كنتِ تخافين من ألا تُحسني عقد الشركة وأن يحتقركِ الآخرون، ولا تتوقفين عن التفكير في كيفية تقديم شركة أفضل أو تتجنبين الشركة تمامًا، فأنتِ تحمين صورتك فحسب. إنَّ نيَّتكِ أن تجعلي الناس يعلون من قدرك وأن تحتلي مكانًا في قلوبهم". تلك الكلمات القليلة قد صعقت قلبي مباشرة. لم أجرؤ على رفع رأسي لأنظر إلى الإخوة والأخوات، كان وجهي يشتعل خجلًا، وشعرت بمقاومة في داخلي، إذ كنت أفكر: "أنا أيضًا أعلم أنه لا ينبغي لي أن أتصرف على هذا النحو، لكنني ببساطة لا أستطيع التغلّب على ذلك!" ولمَّا رآني الجميع قد بقيت صامتة تمامًا، لم يُضف الآخرون شيئًا آخر. كانت الأجواء في ذلك الوقت محرجة للغاية. بعد الاجتماع، شعرت بضيق مستمر ولم أستطع الانخراط بالكامل في واجباتي. في مرة أخرى، طلبت الأخت "تشانغ شين" من "يانغ مين" ومني أن نقدم ملاحظاتنا على سيناريو كانت قد كتبته. ولم تلبث "يانغ مين" أن أشارت إلى المشكلات التي لاحظتها. بعد أن انتهت، سألتني الأخت "تشانغ شين" عن المشكلات التي رصدتُها. فكرت: "يبدو أن تسلسل الأفكار ليس واضحًا تمامًا، لكني لا أعرف على وجه اليقين أين توجد المشكلات. ماذا ينبغي أن أقول؟ إذا قلت شيئًا خطأً، فسيكون الأمر محرجًا للغاية". بقيت صامتة لأتجنب أن يُنظر إليَّ باحتقار. سألتني "تشانغ مين" مجددًا، ومع أنني بدوت هادئة في الظاهر، فإنني كنت قلقة في داخلي: "لم أتوصل إلى المشكلات بعد. ماذا ينبغي أن أقول؟ إن ذكرتُ المشكلات الطفيفة التي لاحظتها، فسيسير الأمر على ما يرام إذا كنت على صواب، لكن إذا كنت مخطئة، فهل ستعتقد "تشانغ شين" أنني غير قادرة حتى على تحديد المشكلات بعد أن عملت على السيناريو لبعض الوقت، وأنني سيئة للغاية بالفعل؟" في تلك اللحظة، نفد صبر "تشانغ شين" وقالت: "لا تلتزمي الصمت فحسب. إذا كنتِ قد لاحظتِ شيئًا، فقولي ما رأيتِه. وإذا لم تلاحظي شيئًا، فقولي ذلك". نظر الجميع إليَّ بهدوء. في تلك اللحظة، شعرت بحرج شديد، وتمنيت لو كان بإمكاني أن أغوص في الأرض. قلتُ بتردد: "دعينا لا نناقش الأمر الآن؛ اتركي النص كما كتبتِه في الوقت الراهن". لم يكن أمام الجميع خيار سوى أن يعود كل منهم إلى مهمته. جلست هناك وأنا أشعر بحرج شديد وضيق عميق. وإذ رحت أفكر في المشهد السابق، لم أستطع منع نفسي من التكهن بما ستكون عليه نظرة الأختين تجاهي. كلما أمعنت التفكير في الأمر، أصبحت أكثر انزعاجًا، ولم أكن في حالة مزاجية تسمح لي بالقيام بواجباتي، إذ كنت أشعر كما لو أن حجرًا ثقيلًا يضغط على قلبي. عندما فكرت في كيف أنني كثيرًا ما كنت أعيش في مثل هذه الحالة، شعرت بألم شديد ولم أعرف ما الدرس الذي ينبغي لي أن أتعلمه. لذا صليت إلى الله، طالبةً منه أن ينيرني ويرشدني لأفهم حالتي الحقيقية.

لاحقًا، قرأت فقرتين من كلمات الله واكتسبت قدرًا من الفهم لحالتي. يقول الله: "إذا كنت كثيرًا ما تعاني شعورًا بالاتهام في حياتك، وإذا لم يكن قلبك يستطيع أن يجد الراحة، وإذا كنت لا تنعم بالسلام أو الفرح، وغالبًا ما تعاني القلق والتوتر في كل الأمور، فما الذي يظهره ذلك؟ يُظهر بكل بساطة أنك لا تمارس الحق، ولا تثبت في شهادتك لله. عندما تحيا حياتك بشخصية الشيطان، غالبًا ما تصبح عرضة للفشل في ممارسة الحق، وخيانة الحق، وتصبح أنانيًا وحقيرًا؛ ولا تُعلي إلا من شأن اسمك، ومكانتك، ومصالحك. العيش لنفسك وحدها على الدوام سيجلب لك ألمًا عظيمًا؛ فأنت تمتلك الكثير من الرغبات الأنانية، والتعقيدات، والقيود، والشكوك، ومسببات الضيق التي تمنعك من أن تنعم بأقل قدر من السلام أو الفرح. إن العيش من أجل جسد فاسد هو أقصى درجات المعاناة. أما أولئك الذين يسعون إلى الحق فإنهم مختلفون، فكلما زاد فهمهم للحق، أصبحوا أكثر حرية وانطلاقًا؛ وكلما زادت ممارستهم للحق، زاد سلامهم وفرحهم. وعندما ينالون الحق، سيعيشون تمامًا في النور، ويتمتعون ببركات الله، ولن يشعروا بأي ألم على الإطلاق" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يبدأ دخول الحياة بأداء الواجب). "بعض الناس قلما يتكلمون بسبب ضعف مستوى قدراتهم، أو سذاجتهم، أو افتقارهم إلى الأفكار المعقدة، ولكن عندما يتكلم أضداد المسيح على فترات متباعدة، فهذا ليس للسبب نفسه؛ بل يكون السبب مشكلة في الشخصية. إنهم نادرًا ما يتحدثون عند مقابلة الآخرين ولا يعبرون بسهولة عن آرائهم في الأمور. لماذا لا يعبرون عن آرائهم؟ أولًا، هم بالتأكيد يفتقرون إلى الحق ولا يستطيعون إدراك حقيقة الأمور. إذا تكلموا، فقد يخطئون في الكلام، وقد تُعرف حقيقتهم، فيخافون من أن ينظر إليهم الآخرون بازدراء، فيتظاهرون بالصمت ويتصنعون العمق، فيصعب على الآخرين أن يتبينوا أمرهم، فيظهرون بمظهر الحكماء والمتميزين. وبهذا المظهر الخارجي، لا يجرؤ الناس على التقليل من شأن أضداد المسيح، وعندما يرون مظهرهم الخارجي الذي يبدو هادئًا ومتزنًا، فإنهم ينظرون إليهم بتقدير أكبر ولا يجرؤون على الاستخفاف بهم. هذا هو الجانب المراوغ والخبيث لأضداد المسيح. إنهم لا يعبرون عن آرائهم بسهولة لأن معظم آرائهم لا تتماشى مع الحق، بل هي مجرد أفكار وتصورات بشرية، لا تستحق أن تُطرح علنًا. لذا فإنهم يلزمون الصمت. إنهم يأملون في داخلهم أن يستمدوا بعض النور الذي يمكنهم نشره ليحظوا بالإعجاب، ولكن بما أنهم يفتقرون إلى ذلك، فإنهم يظلون هادئين ومتخفيين أثناء عقد شركة عن الحق، يختبئون في الظلال مثل شبح يتحين الفرصة. وعندما يجدون الآخرين يتحدثون وينشرون النور، فإنهم يكتشفون طرقًا لجعله خاصًا بهم، ويعبرون عنه بطريقة أخرى للتباهي. هكذا هم أضداد المسيح الماكرون. بغض النظر عما يفعلونه، فإنهم يسعون جاهدين للتميز والتفوق، لأنهم حينها فقط يشعرون بالسعادة. وإذا لم تسنح لهم الفرصة، فإنهم يتوارون عن الأنظار أولًا، ويحتفظون بآرائهم لأنفسهم. هذا هو مكر أضداد المسيح. على سبيل المثال، عندما تصدر عظة من بيت الله، يقول بعض الناس إنها تبدو وكأنها كلام الله، والبعض الآخر يعتقد أنها تبدو وكأنها شركة من الأعلى. الأشخاص أنقياء القلب نسبيًا يتكلمون بما يجول في خاطرهم، لكن أضداد المسيح، وإن كان لهم رأي في هذا الأمر، فإنهم يخفونه. إنهم يراقبون وجهة نظر الأغلبية وهم مستعدون لاتباعها، لكنهم في الواقع لا يستطيعون استيعابها تمامًا بأنفسهم. هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الماكرين والمخادعين أن يستوعبوا الحق أو أن يتمتعوا بتمييز حقيقي؟ ما الذي يمكن لشخص لا يفهم الحق أن يُدرك حقيقته؟ لا يمكنه إدراك حقيقة أي شيء. بعض الأشخاص لا يمكنهم إدراك حقيقة الأشياء، ومع ذلك يتظاهرون بالعمق، وهم في الواقع يفتقرون إلى التمييز ويخشون أن يدرك الآخرون حقيقتهم. الموقف الصحيح في مثل هذه الحالات هو: "لا يمكننا أن ندرك حقيقة هذا الأمر. وبما أننا لا نعلم، فلا ينبغي لنا أن نتحدث بلا مبالاة. قد يكون للتحدث بشكل غير صحيح تأثير سلبي. سوف أنتظر وأرى ما سيقوله الأعلى". أليس هذا كلامًا صادقًا؟ إنها لغة بسيطة، ومع ذلك لماذا لا ينطق بها أضداد المسيح؟ إنهم لا يريدون أن تُدرك حقيقتهم، فهم يعرفون حدودهم، لكن وراء ذلك هناك أيضًا نية حقيرة؛ ألا وهي أن يكونوا محط الإعجاب. أليس هذا هو أكثر ما يثير الاشمئزاز؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السادس). كشفت كلمات الله عن حالتي وتصرفي. كنت بالضبط كما وصفني الله: لم يحدث قط أن عبرت بسهولة عن آرائي أو كشفت عن أفكاري الحقيقية. عندما كنت أعقد الشركة حول كلام الله خلال الاجتماعات أو عند مناقشة المشكلات، لم أكن أعقد الشركة بالقدر الذي أفهمه أيًا كان، ولم أكن صريحة بشكل نقي وأفصح عن كل ما أفكر فيه. بدلًا من ذلك، كنت أخشى دائمًا من قول شيء خطأ، أو ألا أُحسِن الكلام، أو ألا أتناول صُلْب الموضوع، وبذلك أجعل الآخرين يحتقرونني. كنت دائمًا أخشى من كشف قامتي الحقيقية، ومن أن ينفذ الآخرون إلى حقيقتي، ويقولون إنني لا شيء. لذلك، كنت أحرص دائمًا على أن أتحدث آخرًا، تاركةً الآخرين يقدمون الشركة أولًا، أو حتى أظل صامتة طوال الاجتماع بأكمله، ودائمًا ما كنت أتظاهر أمام الإخوة والأخوات بالتحفظ والعمق. وحينما كانت تُكشف نقائصي أو مشكلاتي، كنت أشعر بحرج شديد، ولا أرغب في القيام بواجباتي، مختبرةً في داخلي ألمًا وعذابًا شديدين. الآن أدركتُ أنني كنتُ أعاني كل هذا الألم لأنني بالغتُ في حماية ماء وجهي ومكانتي، وأيضًا صورتي في أذهان الناس، ونتيجة لذلك كنت أبذل دائمًا جهدًا كبيرًا في التنكر وإخفاء ذاتي، وكنت لا أجرؤ حتى على قول كلمة واحدة صادقة من القلب. تمامًا كما قال الله، كنت مثل شبح، أختبئ دائمًا في الزوايا المظلمة، وأخشى الخروج إلى النور. فكرت في كيف أنني أؤمن منذ فترة قصيرة فحسب، أنني أمتلك مستوى قدرات متوسط، لذا كان عدم فهمي للكثير من الحقائق أو إدراكي لحقيقة الكثير من الأشياء، أمرًا طبيعيًّا للغاية. إذا لم أفهم شيئًا، فينبغي لي أن أقول ذلك ببساطة. لقد كان من المفترض أن يكون هذا أمرًا بسيطًا، لكن بالنسبة إليَّ، فقد كان صعبًا للغاية. ولأتجنب أن ينفذ الآخرون إلى حقيقتي أو أن أُحتقر، ولأحمي ماء وجهي ومكانتي، لجأت إلى شتى الوسائل لإخفاء ذاتي وخداع الإخوة والأخوات. كنت حقًّا مخادعة للغاية! فقط من خلال كشف كلمة الله، أدركت أن هذه كانت شخصية خبيثة. كلما قارنت نفسي بكلام الله، ازداد شعوري بأنني كنت قبيحة ومثيرة للاشمئزاز، وأفتقر إلى أي شبه بالإنسان، وأنني مخزية. ولهذا، كنت أرغب في عكس هذه الحالة وألا أعود أعيش على هذا النحو.

لاحقًا، قرأت فقرة من كلمات الله: "عليك أنْ تكون قادرًا على التخلي عن كبريائك وغرورك، بصرف النظر عما يحلُّ لك، إذا كنت تريد أنْ تقول الحق وتكون شخصًا صادقًا. عندما لا تفهم شيئًا، قل إنك لا تفهم؛ عندما يكون شيء ما غير واضح لك، فقل ذلك. لا تخشى أنْ يزدريك الآخرون أو يقللوا من قدْرك. من خلال التحدُّث باستمرار من القلب وقول الحق بهذه الطريقة، ستجِد في قلبك فرَح وسلام وشعور بالحرية والتحرر، ولن يعود الغرور والكبرياء يقيدانك. بصرف النظر عمن تتفاعل معه، إذا كان بإمكانك التعبير عما تفكِّر فيه حقًّا، وفتح قلبك للآخرين، وعدم التظاهر بمعرفة أشياء لا تعرفها، فذلك موقف صادق. قد يزدريك الناس أحيانًا ويصفونك بالأحمق لأنك تقول الحقَّ دائمًا. ماذا ينبغي أن تفعل في مثل هذه الحالة؟ ينبغي أنْ تقول: "حتى لو وصفني الجميع بالأحمق، فأنا مصمِّم على أنْ أكون شخصًا صادقًا وليس مخادعًا. سأتحدث بصدق وحسب الوقائع. رغم أنني نجس وفاسد وبلا قيمة أمام الله، فإنني سأظل أقول الحقَّ دون ادعاء أو تنكر". إذا تكلَّمت بهذه الطريقة، فسيكون قلبك راسخًا وفي سلام. لكي تكون شخصًا صادقًا، لا بد أن تتخلى عن غرورك؛ ولكي تقول الحقَّ وتعبِّر عن مشاعرك الحقيقية عليك ألا تخشى سخرية الآخرين واحتقارهم. حتى لو عاملك الآخرون كأحمق، فلا ينبغي أنْ تجادِل أو تدافع عن نفسك. إذا كان بوسعك ممارسة الحق هكذا، فيمكنك أنْ تصير شخصًا صادقًا" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. فقط من خلال كون المرء شخصًا صادقًا يمكنه أن يعيش شبه الإنسان الحقيقي). بعد قراءة كلمات الله، بات لديَّ طريق للممارسة. ولأحرر نفسي من قيود الغرور والكبرياء وأغلالهما، كان عليَّ أن أمارس أن أكون إنسانة صادقة. كان عليّ أن أتعلم التخلي عن كبريائي وأن أكون صريحة بنقاء. إذا كنت لا أعرف أمرًا ما، فما كان عليَّ إلا أن أقول إنني لا أعرف؛ وإذا لم أفهم، فيمكنني ببساطة أن أقول ذلك. حتى وإن احتقرني الآخرون لأنني قلت شيئًا خطأً أو لأنني اعترفت بافتقاري إلى الفهم، فحينها أكون قد مارست الحق، وصرتُ إنسانة أمينة ولو لمرة أمام الله، وهو ما سيجعلني أشعر بالراحة والتحرر. هذا ذو معنى بدرجة أكبر من كسب مديح الآخرين وإعجابهم. حينما فكرت على هذا النحو، لم يعد لديَّ الكثير من المخاوف، وصرتُ أرغب في ممارسة الحق وتغيير ذاتي. لاحقًا، سواء كان ذلك في عقد الشركة حول كلام الله أثناء الاجتماعات أو في مناقشة المشكلات، كنت كلما أردت أن أتظاهر بشيء ما أو أخفي نفسي، أصلي إلى الله وأتمرد بوعي على نواياي الخاطئة. كنت أشارك بقدر ما أفهم، وإن لم أفهم شيئًا، كنت أصرح بذلك وأكشف عن أفكاري الحقيقية. ومع ممارستي على هذا النحو، بدأت أشعر تدريجيًّا بتحرر أكبر في قلبي.

لاحقًا، لم أستطع القيام بواجباتي لمدة ستة أشهر بسبب اعتقالي من قِبَل الحزب الشيوعي. وبعد أن أُخلي سبيلي، رتبت لي القائدة أن أستمر في القيام بواجب نصي. وبما أن الإخوة والأخوات في الفريق كانوا جميعًا جُددًا في التدريب على العمل النصي، اقترحت القائدة أن أتولى مؤقتًا دور قائدة الفريق. نظرًا لأنه كان قد مر وقت طويل منذ أن قمت بهذا الواجب، شعرت بأنني فقدت لياقتي في كتابة النصوص، وفي فترة الظهيرة بأكملها، لم أكتب سوى القليل. وبينما كنت أشعر بالقلق، طلبت مني أختٌ المساعدة لأنها لم تتمكن من رؤية المشكلات بوضوح في نصها. في ذلك الوقت، لم أستطع تهدئة قلبي، وبعد أن قرأت النص، لم أستطع أن أكتشف أي مشكلات. عندما سألتني عن المشكلات الموجودة، تلعثمتُ ولم أستطع الإجابة، وهو ما أشعرني على الفور بحرج شديد. فكرت: "إنني قائدة الفريق رغم كل شيء؛ عليَّ أن أساعد في حل المشكلات التي لا يستطيع أعضاء الفريق رؤيتها بوضوح. والآن بما أنني لا أستطيع تقديم إجابة واضحة، هل ستقول: "أنتِ قائدة الفريق؛ هل هذا مستواك حقًا؟" شعرتُ بخجل شديد. في تلك الأمسية، بينما كنت أنظر إلى النص الذي تعثرت في منتصف كتابته ولم أستطع أن أكملها، رغبتُ أن تطلع عليه الأخوات الأخريات، لكنني خشيت أن يقلن إن مستواي لا يمكن أن يكون بهذه الروعة، إذا كنت قد أفسدت هذا النص بهذا الشكل. شعرت بتردد شديد، ولم أجرؤ لفترة طويلة على عرضه على الأخوات. في ذلك الوقت، أدركت أن حالتي لم تكن على ما يرام – وكنت أخشى أن يرى الآخرون أوجه القصور لديَّ وكنت أحمي كرامتي ومكانتي. لذا، صليت إلى الله وعكست هذه الحالة بوعي مني. ثم عرضت النص على الأخوات. وفي ظل شركتهن ومساعدتهن، اكتسبت فكرة واضحة إلى حد ما عن كيفية مواصلة كتابته.

لاحقًا، أدركت أنني كنت مقيدة باستمرار بسبب كبريائي. أحيانًا، كنت أستطيع – من خلال الصلاة – أن أعكس هذه الحالة قليلًا، لكن مشكلتي لم تُعالج كليًا بالتأكيد. فكرتُ: "مع أنني كنت أعلم أن التظاهر والتنكر كانا مؤلمين ومنهكين للغاية، لماذا كنت كثيرًا ما أعيش في مثل هذه الحالة رغم ذلك؟" في طلبي، قرأت فقرة من كلام الله: "أي نوع من الشخصية تلك عندما يتصنع الناس، ويموهون أنفسهم ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: مهما قاتلوا أو خاصموا أو قتلوا في الخفاء، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عنهم أو فضحهم. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومَجيدون ومعصومون من الخطأ. هذه هي طبيعة الشيطان. أبرز سمة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. قد يفتقر الأشخاص العاديون إلى مثل هذا النفوذ والمكانة، لكنهم يرغبون أيضًا في جعل الآخرين يحملون فكرة إيجابية عنهم، وفي أن يُحسنوا تقديرهم، ويرفعوهم إلى مكانة عالية في قلوبهم. هذه شخصية فاسدة...يعمل الناس دائمًا على إخفاء حقيقة أنفسهم، والتباهي أمام الآخرين، والتحلي بالمظاهر، والتنكر، وتجميل أنفسهم لجعل الآخرين يعتقدون أنهم مثاليون، وهدفهم من وراء ذلك هو ربح المكانة لكي يتمتعوا بمزايا المكانة. إن لم تصدق هذا ففكر بالأمر بعناية: لماذا تريد دائمًا من الناس أن يجلوك؟ إنك تود أن تجعلهم يقدسونك ويتطلعون إليك بتقدير، لكي تستطيع في نهاية المطاف تولي السلطة والتمتع بمزايا المكانة" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن توجّه السلوك الذاتي للمرء). من خلال كشف كلمات الله، رأيت أن تظاهر المرء باستمرار وتنكره هما من مظاهر شخصيات الشيطان المتكبرة والخبيثة والمخادعة. تحت هيمنة هذه الشخصيات الشيطانية، كنتُ دائمًا ما أرغب في أن يعلي الآخرون من قدري، وأن أحافظ على مكانتي وصورتي في أذهانهم. على الرغم من علمي بأنني كنت لا أفهم العديد من مبادئ الحق، وأن لديَّ نقائص كثيرة، ظللت لا أرغب في أن يرى الآخرون نقائصي، وأن يظنوا أنني عديمة الفائدة. ولذا، سواء في الشركة حول كلام الله خلال الاجتماعات أو في مناقشة المشكلات، إذا كان الأمر قد يُشعرني بالإحراج أو الخجل، أو يمسُّ كبريائي، بذلتُ قصارى جهدي في التنكر وإخفاء ذاتي، مغطِّيةً نفسي بإحكام، وأخفي جانبي السيئ، وأُظهر محاسني أمام الآخرين لأبني لنفسي صورة طيبة في أذهانهم. أدركتُ أن الشيطان قد أفسدني بعمق، وأنني متكبرة إلى حد الافتقار إلى أي عقل. كان من الجلي أنني إنسانة عادية وفاسدة لا أملك شيئًا على الإطلاق، وفقيرة ومثيرة للشفقة، ومع ذلك كنتُ أرغب دائمًا في التظاهر أمام الآخرين وكسب إعجابهم. كنت وقحة حقًّا وأفتقر إلى أي وعي بالذات. فكرت في كيف أن جميع الناس الفاسدين – سواء كانوا ذوي مكانة أم لا – يرغبون في أن يصنعوا لأنفسهم اسمًا، وأن يحظوا بثناء الآخرين وإعجابهم، ويتمنون أن يعبدهم الجميع. لقد كان النظام الشيطاني للحزب الشيوعي الصيني، على وجه الخصوص، يتحدث دائمًا بكلمات لطيفة بينما يرتكب أفعالًا شنيعة. يزعم في الظاهر أن كل شيء يسير على ما يرام ويعزز "صورته العظيمة والمجيدة والصحيحة"، مستخدمًا المظاهر الكاذبة ليحتال على سكان العالم ويخدعهم، لكنه في السر يقمع المعتقدات الدينية ويضطهدها، ويسلب حقوق الإنسان، ويذبح عددًا لا يحصى من الناس ويؤذيهم بوحشية. وبغض النظر عن كم الأشياء السيئة التي فعلها أو كم الأعمال الشريرة التي نفذها، فإنه لا يجرؤ أبدًا على كشف هذه الأشياء أمام العامة وبذلك يُظهر للناس وجهه الحقيقي الخبيث والوحشي. أدركت أن الاحتيال والخداع هما من الأساليب المعتادة للشيطان. تأملت في أفعالي: كانت لديَّ أوجه قصور ومشكلات، لكنني لم أرغب في أن يراها الآخرون ويتحدثوا عني بشكل سلبي؛ فضَّلتُ أن أظهر بمظهر مزيف وأخفي نفسي، حتى لو كلَّفني ذلك تحمُّل العذاب الداخلي؛ وسواء في الحديث أو الشركة أو التصرف أو السلوك، كنتُ أقدِّم للآخرين صورة زائفة، مانعةً إيَّاهم من رؤية جانبي الحقيقي. كلما أمعنت التفكير في الأمر، ازداد شعوري بأنني كنت حقًا مزيفة للغاية، ومثل الشيطان تمامًا، كنت مليئة بالحيل والخداع، وقبيحة وحقيرة إلى أقصى حدٍّ. في السابق، كنت أشعر دائمًا أن السماح للآخرين برؤية نقائصي وأوجه قصوري أمر مُخزٍ، لكني أدركت حينها أن العيش بشخصيات الشيطان المتكبرة والخبيثة والمخادعة، والاستمرار في التنكر وخداع الآخرين، والعيش دون أي شبه بالإنسان، هو في الواقع الأمر المخزي والمشين. لا يقتصر الأمر على أنَّ الله يمقت هذا ويكرهه، بل إن الإخوة والأخوات أيضًا سيشعرون بالاشمئزاز والنفور منه ما إن يدركوا حقيقته. إن لم أتب، فلن تكون العاقبة إلا أن يستبعدني الله. حينما فكرت في هذا، أصبحت أشعر بشيء من البغض لشخصياتي الفاسدة ولم أعد راغبة في العيش على هذا النحو.

ذات يوم، أرسلت القائدة رسالة تفيد بأنها ستأتي إلى فريقنا لحضور اجتماع في اليوم التالي. فكرت: "عندما تصل القائدة، ستسأل بالتأكيد عن حالاتنا مؤخرًا. أي أجزاء ينبغي أن أتحدث عنها؟ لقد أدركت مؤخرًا أنني أحب المكانة وأرغب في أن أصبح مشرفةً، لكن سيكون من المُحرج جدًّا قول ذلك! إنَّ فهمي للحق سطحي، ولم أخض الكثير من الاختبارات الحقيقية، ومع ذلك أرغب في تولي دور المشرفة. إذا تحدثت عن ذلك، فهل سيقول الإخوة والأخوات إنني لا أعرف قدري في الكون وإنني أبالغ في تقدير ذاتي؟" كلما فكرت في الأمر أكثر، بدا لي الأمر أكثر إحراجًا، ولم أجد الشجاعة للتحدث، إذ فكرت: "ربما ينبغي لي فحسب أن أتكلم قليلًا عن اختباراتي في الدخول الإيجابي. لكن القائدة ستأتي إلى الاجتماع لتساعدنا على علاج حالاتنا الخاطئة وصعوباتنا. إنْ لم أتحدث بصراحة، فإنني لا أمارس كوني إنسانة صادقة، ولن تُعالَج مشكلاتي". كان عقلي يدور ويدور. كنت قلقة من أن أعطي القائدة انطباعًا بأنني مفرطة في الاهتمام بالمكانة ومفتقرة إلى الوعي بالذات، لذا لم أجد الشجاعة لأن أفصح عما بي. خلال الاجتماع، وبعد أن شارك الإخوة والأخوات الآخرون حالاتهم، وجدتْ القائدة بعض كلمات الله وطلبت مني قراءتها، وصادف أن قرأت فقرة: "أي نوع من الشخصية تلك عندما يتصنع الناس، ويموهون أنفسهم ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن توجّه السلوك الذاتي للمرء). حين قرأت هذه الفقرة من كلمات الله عن الدينونة مجددًا، أحسست بشعور من لوم الذات وعدم الارتياح. كنت لا أزال أرغب في التنكر وإظهار مظهرٍ زائفٍ، آملةً في ترك انطباع جيد لدى القائدة؛ كنت بذلك أخدع نفسي والآخرين. من خلال كلمات الله، فهمت أيضًا أن التصنُّع والنفاق يبغضهما الله. لقد طلب الله منا دائمًا أن نكون أناسًا صادقين. إنَّ الشخص الصادق يستطيع أن يكون صريحًا على نحوٍ نقي لا يخدع الله ولا الآخرين – هذا ما يحبه الله. عندما فكرت في هذا، استجمعت شجاعتي لأعقد شركة عن حالتي الخاصة في ضوء كلام الله. بعد الشركة، شعرت براحة كبيرة، ومن خلال شركة القائدة، اكتسبت فهمًا أوضح لحالتي ووجدت طريقًا للممارسة والدخول. خلال ذلك الاجتماع، قمت ببساطة بتقديم الشركة بقدر ما أفهم وعبَّرتُ عن كل ما جال في قلبي. شعرت بوضوح بإرشاد الله واكتسبت أيضًا فهمًا أعمق لبعض الحقائق. ذقتُ حلاوة ممارسة الحق.

لاحقًا، قرأت كلمات الله هذه: "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو دخول الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور. إن تعلُّم كيف تفتح قلبك عندما تعطي شركة هو الخطوة الأولى لدخول الحياة. بعد ذلك، يجب أن تتعلّم كيفية تمييز أفكارك وأعمالك لترى ما الأمور الخاطئة التي تقوم بها وما التصرفات التي لا يحبّها الله، وسيكون عليك أن تعكسها وتصححها على الفور. ما الغرض من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، والتخلص من الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. قبلًا، كنت تفعل كل شيء بحسب شخصيتك المخادعة، التي هي كاذبة وخادعة، وشعرت أنك لا تستطيع إنجاز أي شيء دون كذب. والآن، وقد صرت تفهم الحق وتحتقر سُبل الشيطان في القيام بالأمور، لم تعد تتصرف على هذا النحو. تتصرف بعقلية صادقة وطاهرة وخاضعة. إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو قمت بالتغطية على الأمور، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بيَّنت لي كلمات الله طريق الممارسة: أن أتعلم أن أكون صريحةً بشأن أوجه قصوري ونقائصي وألا أتنكر أو أتصنَّع، وألا أُبقي على غروري وكبريائي، وأن أمارس الحق وأكون إنسانة صادقة. هذه هي الخطوة الأولى في الدخول إلى الحق. بعد ذلك، لم أعد أستخدم الصمت لإخفاء ذاتي. إذا واجهتني مشكلات لم أستطع أن أفهمها بوضوح، قلت إنني لا أفهمها بوضوح ولا أعرف كيفية حلها، ونَشِطتُ في أن أسأل الإخوة والأخوات الآخرين عنها. حين كنا نقدم الشركة معًا لمناقشة المشكلات، كنت أشارك بالقدر الذي أفهمه وأقول ما أفكر فيه بالضبط، بصراحة وبدون تظاهر. بعد أن مارستُ بهذه الطريقة لبعض الوقت، وجدتُ أن المصارحة بشكل نقي دون تصنُّع أو تنكر تصبح أسهل على نحوٍ متزايد، ولم أعد أشعر بأن هذا مخزٍ. وسواء في الاجتماعات أو الصلوات أو الشركات، أو في تفاعلي مع الإخوة والأخوات، لم أعد أهتم بكبريائي أو صورتي، ولم أعد أشعر بالقدر نفسه الذي كنت أشعر به في الماضي من القلق أو التوتر أو الضيق. أشعر بأن التحرر من شخصياتي الفاسدة قد جعل حياتي أخف كثيرًا، وأكثر تحررًا وأبسط! ومع أنني لم أُحرز حتى الآن سوى تغيير بسيط، فإنني على استعداد لمواصلة السعي إلى الحق والكفاح من أجل الارتقاء.

السابق: 1. يمكن دخول الحياة من خلال الأمور الكبيرة والصغيرة

التالي: 7. هل يصح الحكم على الأمور من منظور الحظ؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

37. الله بجانبي

بقلم جوـ زي – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة مسيحية، وعندما كان عمري عامًا واحدًا قبلت أمي العمل الجديد للرب يسوع العائد (الله القدير)، على...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب