27. لم الشمل مع الله

بقلم جياندنغ – الولايات المتحدة

ولدتُ لأسرة كاثوليكية، وعلمتني أمي قراءة الكتاب المقدَّس منذ نعومة أظافري. كان هذا خلال الوقت الذي كان يبني فيه الحزب الشيوعي الصيني الأمة بعد الحرب الأهلية، وبما أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني تقمع كل الأديان، بلغت العشرين من عمري قبل أن أتمكّن أخيرًا من الذهاب للكنيسة والاستماع للعظات. كان القس كثيرًا ما يقول لنا: "علينا نحن الكاثوليك أن نعترف بخطايانا بشكل سليم وأن نتوب. علينا أن نفعل الخير وليس الشر، ونذهب دائمًا للقدّاس. سيأتي الرب خلال الأيام الأخيرة، ويدين الجميع، ويرسِل الناس إلى السماء أو الجحيم، بناءً على سلوكهم. أكبر الخطاة سيعانون العقاب الأبدي في الجحيم، أما أولئك الذين يرتكبون خطايا صغيرة، فسيظل بمقدورهم الذهاب للسماء، ما داموا يعترفون بخطاياهم للرب ويتوبون. وأي أحد لا يؤمن بالرب لن يدخل الملكوت أبدًا، مهما كان صالحًا". عندما سمعت ذلك، ابتهجت بأنني أتمتع بحسن الحظ لأنني ولدت في العقيدة الكاثوليكية. وطّدتُ نفسي على أن أكون جادًا في سعيي وأن أحضر القداسات أكثر، وأمارس التوبة والاعتراف بخطاياي للرب أكثر، حتى يتسنى لي الذهاب إلى السماء، وعدم المعاناة في الجحيم. كان هذا عندما عقدت العزم على الذهاب للكنيسة والمشاركة في القداس بانتظام. أخبرنا القس في ذلك الوقت أن الرب سيعود في عام 2000، وشعرنا جميعًا بالغبطة لسماع ذلك، وصرنا جميعًا جادين جدًا في سعينا، انتظارًا لعودة الرب. لكن جاء عام 2000 وانتهى ولم نر أي علامة على مجيء الرب. فَقَدَ كثيرون من الرعية إيمانهم، وظل عدد من يحضرون القداس يتناقص. وأنا أيضًا شعرت بخيبة الأمل، لكنني ظللت أشعر أن إيماني بالرب لن يهتز، مهما فعل الآخرون. ذلك لأن الرب كان يحميني في مرات عديدة، كنت فيها في خطر، ونجوت بسلام. فلولا حماية الرب لكنت مت قبل ذلك بوقت طويل، لذلك لن أكون ناكرًا للجميل وأفقد الإيمان بالرب.

في السنوات التالية، سمعت من أناس حولي أن الولايات المتحدة هي "السماء على الأرض" ولذك راودتني رغبة عارمة في المجيء إلى هنا. هاجَرَت عائلتي بأسرها إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2014، ولكن حقيقة الحياة هنا لم تشبه أبدًا الصورة الجميلة التي رسمتها في مخيلتي. في البداية، بدا كل شيء في الولايات المتحدة غير مألوف. كنّا غرباء في بلد غريبة؛ كانت البيئة والمناخ مختلفين عما اعتدت عليه في الصين، وسرعان ما بدأت أعاني من بعض الشكاوى الجسدية. كنت كثيرًا ما أشعر بالضعف والإرهاق، وفقدان كامل للطاقة، ولكن عندما ذهبت للأطباء لم يتمكنوا من العثور على أي سبب مَرَضي لدي. كنت في أسوأ حالاتي، لذا بدأت في الصلاة بإخلاص أكثر إلى الرب، على أمل أن أربح حمايته. بينما كنت أواصل صلواتي بدأت في البحث عن كنيسة حيث يمكنني أن أحضر قداسًا، ووجدت أخيرًا كنيسة للمسيحيين الصينيين. لكن بعد الذهاب للكنيسة عدة مرات، اكتشفت أن الأمر لم يختلف كثيرًا عما كان يحدث في المجتمع يوميًا: كان أعضاء الرعية ودودين ظاهريًا، لكن كان المال والسلطة يحكمان تفاعلاتهم. خيَّبت مشاهدة هذا الوضع في الكنيسة آمالي، وفكرت في نفسي: "يا رب، متى ستعود؟ عندما تعود ستفصل الصالحين عن الأشرار وسيتطهر العالم". على الرغم من أنني ظللت أواظب على الذهاب للقداس، فإنني لم أقدر أبدًا على الشعور بحضور الله في الكنيسة، وتركني هذا أشعر بالإحباط والاكتئاب باستمرار، كما أثَّر على إيماني.

ذات يوم في يوليو 2015، تلقيت مكالمة هاتفية من زوجتي، بينما كنت أعمل خارج الولاية. قالت لي بحماس: "لقد عاد الرب. لقد نطق بكلام ويؤدي عمل الدينونة في الأيام الأخيرة! أسرع بالعودة حتى نتمكن من قبول عمل الله الجديد معًا". عندما سمعت هذا، لم يكن بوسعي إلا أن أشعر بالريبة بعض الشيء. فكرت: "لقد عاد الرب؟ كيف يعقل ذلك؟ عندما يعود الرب سيكون ذلك ليدين العالم، وفصل الصالحين عن الأشرار. لكن الآن ما زال الخير والشر يمتزجان معًا، فلماذا تقول زوجتي إن الرب قد عاد؟ هل لديها مُعْتقَد مختلف الآن؟ لقد كنا كاثوليكيين طوال معظم حياتنا، ومن غير الممكن أن نضل عن هذا الطريق الآن!" لذا انتهيت من عملي بأسرع ما يمكن وعدت إلى المنزل.

سألت زوجتي لدى عودتي: "كيف عرفتِ أن الرب قد عاد؟ لم تضلّي عن الطريق، أليس كذلك؟ أنتِ تقولين إن الرب قد عاد لأداء عمل الدينونة، ولكن في الوقت الحالي ما زال الخير والشر يمتزجان معًا، فكيف يمكن أن يكون الرب قد عاد بالفعل؟ قد نتوق إلى عودة الرب، لكننا لا نستطيع أن نكون غير مخلصين له!" سمعتني إلى أن انتهيت ثم أجابت بصبر: "لا بأس، لا تقلق. أنا فقط اكتشفت بنفسي عن عودة الرب. كنيسة الله القدير تشهد الآن عن عودة الرب، ويعبّر الله القدير عن حقائق لأداء عمل الدينونة بداية من بيت الله. التفاصيل ليست واضحة لي، لكنني قرأت على الإنترنت الكثير من الكلمات التي عبَّر عنها الله القدير، وأنا متأكدة من أنها كلها صوت الله. قال الرب ذات مرة: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). يمكننا معرفة ما إذا كان الله القدير هو الرب العائد من خلال الذهاب إلى كنيسة الله القدير للبحث معًا في ذلك، أليس كذلك؟" بدا ما قالته زوجتي معقولًا، وأن عودة الرب لأداء عمل الدينونة تتوافق مع النبوّات الكتابية، لذلك اعتقدت أنه لم يكن هناك أي ضرر في ذهابي معها إلى الكنيسة لألقي نظرة، وبعد ذلك يمكنني أن أحسم أمري.

وهكذا ذهبت أنا وزوجتي إلى منزل الأخ تشانغ، أحد أعضاء كنيسة الله القدير. وحضر كذلك الأخ وانغ والأخت لي وبعض الزملاء الكاثوليك الآخرين. اطمئن قلبي كثيرًا عندما وجدت أن لديَّ الكثير من الصُحبة. وبعد قليل من الدردشة المهذبة، جلسنا جميعًا وسألت الإخوة والأخوات: "إن فهمي لعودة الرب هو هذا: عندما يعود لأداء عمل الدينونة، سيتم فصل الصالحين عن الأشرار، وعندها سيقبَل الرب الصالحين في السماء ويلتقي بهم، في حين يرسِل الأشرار إلى الجحيم لينالوا عقابهم. أنتم تقولون إن الرب قد عاد وأنه يؤدي عمل الدينونة، فكيف لم نرَ أيًا من هذه الأشياء يحدث؟" أجاب الأخ وانغ: "أخي، اعتدت أن أفكر في الأمر نفسه. اعتقدت أيضًا أن عودة الرب تعني فصل الصالحين عن الأشرار، وأن الصالحين سيعيشون في السماء إلى الأبد بينما يُعاقَب الأشرار، وإذا لم نرَ هذا يحدث، فهذا يثبِت أن الرب لم يعُد بعد. لكن بعد قراءة كلام الله القدير أدركت أنها ليست سوى مفاهيمنا وتصوارتنا، وهذه ليست حقيقة عمل الله. طريقة الله في تنفيذ عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، هي شيء يخطِط له الله وحده وينظمه. حكمة الله تفوق السموات، وحجم البشر في عيني الله مثل ذرّة من الغبار، فكيف يمكننا أن نفهم عمل الله؟ مكتوب في الكتاب المقدس: "مَنْ قَاسَ رُوحَ ٱلرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟" (إشعياء 40: 13). "هُوَذَا ٱلْأُمَمُ كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ ٱلْمِيزَانِ تُحْسَبُ. هُوَذَا ٱلْجَزَائِرُ يَرْفَعُهَا كَدُقَّةٍ!" (إشعياء 40: 15). كل واحد منّا لديه أفكار في رأسه، لذا، يمكننا التكهن بعمل الله كما يحلو لنا، لكن الله لا يؤدي عمله وفقًا لما نتصوره. إذا استخدمنا تصوراتنا لنحدّ عمل الله، أليست هذه غطرسة شديدة؟ كيف يؤدي الله إذًا عمله في الدينونة؟ كيف يفصل الصالحين عن الأشرار؟ دعونا نقرأ عدة مقاطع من كلمات الله القدير لمساعدتنا على الفهم. قال الله القدير: "إن الدينونة هي عمل الله، لذلك من الطبيعي أن يقوم بها الله بنفسه، إذ لا يمكن لإنسان أن ينوب عنه في هذا العمل. وحيث أن الدينونة هي إخضاع الجنس البشري بواسطة الحق، فلا شك أن الله لا يزال يظهر في الصورة المُتجسِّدة ليتمم هذا العمل بين البشر. أي إنه في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيحُ الحقَّ ليُعلّم البشر الموجودين على الأرض ويجعلهم يدركون كافة الحقائق. وهذا هو عمل دينونة الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق). "لقد حلّت الأيام الأخيرة بالفعل. سيتم فصل جميع الأشياء في الخليقة وفقًا لنوعها، ومن ثم توزيعها إلى فئات مختلفة بناءً على طبيعتها. هذا هو الوقت الذي يكشف الله فيه عن مصير الناس وغايتهم. إذا لم يخضع الناس للتوبيخ والدينونة، فلن تكون هناك طريقة لكشف عصيانهم وعدم برهم. فقط من خلال التوبيخ والدينونة يمكن أن يُعلن بوضوح مصير الخليقة كلها. يُظهِر الإنسان فقط طِباعه الحقيقية عندما يُوبَّخ ويُدان. الشرير سيُوضعُ مع الأشرار، والصالح مع الصالحين، ويُفصَل جميع البشر بحسب نوعهم. من خلال التوبيخ والدينونة، ستُعلن نهاية كل الخليقة، حتى يُعاقب الشرير ويُكافأ الصالح، ويصير جميع الناس خاضعين لسيادة الله. يجب أن يتحقق كل هذا العمل من خلال التوبيخ والدينونة البارَّين. ولأن فساد الإنسان قد بلغ ذروته، وصار عصيانه شديدًا على نحو متزايد، فلن تستطيع أن تُحدِث تحولاً كاملاً في الإنسان وتمنحه الكمال سوى شخصية الله البارة، التي تشمل التوبيخ والدينونة، والتي ستُستعلن أثناء الأيام الأخيرة. لا يمكن إلا لهذه الشخصية وحدها تعرية الشر ومن ثمّ معاقبة كل الأشرار بشدة" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (3)]. "ليس غرضي من عمل الإخضاع هو مجرد الإخضاع، وإنما الإخضاع حتى يتبيّن البر من الإثم، ولإقامة الحُجّة على عقوبة الإنسان ولإدانة الأشرار، بل وأبعد من ذلك، لإخضاع من يطيعون بإرادتهم لأجل بلوغ الكمال. في النهاية، سيُفصل بين الجميع وفق ما يتصف كلٌ منهم به، وينال أهل الكمال ما يجول بأفكارهم وخواطرهم بالطاعة. هذا هو العمل الذي يتعيّن إنجازه في النهاية. أما أولئك الذين سلكوا سبل التمرد فسينالهم العقاب ويُحرَقون في النار حتى تصيبهم اللعنة الأبدية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد). لدينا مفهوم أن قدوم الله لأداء عمل الدينونة يعني مباشرة أن يفصل القمح عن الزوان، والخراف عن الجداء، والعباد الصالحين عن العباد الأشرار، وبعبارة أخرى، هو تصنيف لجميع الناس حسب نوعهم. لكن إذا فكَّرنا في الأمر، فهناك أكثر من ملياري مسيحي في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر، وكلهم يقولون إن لديهم إيمانًا حقيقيًا بالله وإنهم يحبون الله؛ فكيف لنا أن نميّز الصالح من الرديء والبار من الشرير؟ إذا قرَّر الله أنك صالح وأنني شرير، فسوف أواجه بالتأكيد مشكلة مع ذلك، لأنني سأشعر أنني أيضًا شخص صالح. وإذا قرر الله أنني صالح وأن شخصًا آخرَ شريرٌ، فسيواجه الآخر مشكلة أيضًا. فكيف بحق السماء من المفترض أن نعرف مَن هو الصالح ومن هو الشرير؟ لا يمكننا ذلك، لأننا– نحن البشر– لا نملك المبادئ أو المعايير لقياس ذلك. إذا كان الله يحدّد الأشياء بهذه الطريقة، فبالتأكيد لن نخضع وسيكون لدينا مفاهيم حول هذا الموضوع، معتقدين أن الله مُجحِف وظالم. كيف يمكن إذًا أن يسير عمل تصنيف كل واحد حسب نوعه؟ الرب الذي عاد في الأيام الأخيرة، الذي هو مسيح الأيام الأخيرة (الله القدير) يستخدم الحقائق لأداء عمل الدينونة. بالنسبة لجميع المسيحيين، فإن الحق يكشف مع كلمات الله من هم القمح ومن هم الزوان، ومن هم الخراف ومن هم الجداء، ومن هم العباد الصالحون ومن هم العباد الأشرار، ومن يمثلون العذارى الحكيمات ومن يمثلون العذارى الجاهلات. "العذارى الحكيمات" يمثلون أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله ويحبون الحق. عندما يسمعون أن شخصًا ما يشهد عن مجيء الله، يخرجون للترحيب به والتحقيق بنشاط في كلمات الله وعمله. إنهم يعرفون صوت الله ويقبلون عمله في الأيام الأخيرة، وسيربحون في النهاية التطهير والخلاص الكامل من خلال دينونة الله. سيتمتعون بحماية الله خلال الكوارث الكبرى وسينجون، وفي النهاية سيدخلون ملكوت الله. على النقيض من ذلك، من يمثلون "العذارى الجاهلات" لا يحبون الحق، ويصرون على التمسك بمفاهيمهم وتصوراتهم أو تصديق الشائعات. إنهم لا يسعون أو يحققون في عمل الله في الأيام الأخيرة، وحتى بعضهم يتبع القادة الدينيين في مقاومة الله وإدانته، وحتى رفض خلاص الله في الأيام الأخيرة. لكل هذه الأسباب، سيكشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة كأشرار، وسيتم محوهم. سيكون مصيرهم معاناة العقوبات خلال الكوارث الكبرى. يمكننا أن نرى من هذا أن عمل الله في وضع كل واحد مع نوعه خلال الأيام الأخيرة لا يتم وفقًا لمفاهيمنا وتصوراتنا. بدلًا من ذلك، يستخدم الله طريقة الدينونة لتنفيذ عمل كشف الأشخاص، والنتيجة النهائية هي أن كل شخص يتم كشفه وتصنيفه بالكامل وفقًا لنوعه الخاص، بناءً على ما إذا كان يقبل الحق أو يقاومه. أليست هذه بالضبط حكمة الله، وعدالة الله، وبرَّ الله؟".

بعد الاستماع إلى كلمات الله القدير وإلى شركة الأخ وانغ، تذكرت ما قاله القس في كنيستنا عن "عندما يأتي الرب، سيتم فصل الصالح عن الرديء" وأدركت أن هذه الفكرة غامضة جدًا وغير عملية للغاية، ولا تطابق حقيقة عمل الله على الإطلاق. كلنا نعيش في الخطية، ونستمر في ارتكاب الخطايا ومن ثمَّ الاعتراف، ولكن لا يمكننا الهروب من هذه الدائرة، فمَن هم الأشخاص الطيبون حقًا؟ عندما يعود الرب، إذا لم نتطهر من خطايانا، فهل سيسمح لنا بدخول ملكوت السموات؟ كان التفكير في ذلك أشبه بنور يُشع في قلبي، وشكرت الرب على قيادته. لم يضع ذهابي إلى هذا الاجتماع سُدى؛ لأنني فهمت بعد ذلك أن الله يميز الخير عن الشر وفقًا لطريقة تعامل الناس مع الحق. بعبارة أخرى؛ كون الناس صالحين أو أشرارًا يعتمد على ما إذا كانوا يقبلون دينونة له وتوبيخ كلمات الله، ويطيعون ذلك أم لا، وهذا هو برَّ الله الذي يتجلّى بالكامل. يفصل الله القمح عن الزوان، والخراف عن الجداء، والعذارى الحكيمات عن العذارى الجاهلات، والمؤمنين الحقيقيين عن المؤمنين الزائفين، ومن يحبون الحق عمن يكرهون الحق، من خلال كلماته وعمله. الله حكيم بشكل مذهل! ومع ذلك، تذكرت أيضًا قول القس إنه عندما يعود الرب ليدين الناس، فإنه يفعل ذلك مع واحدٍ تلو الآخر، كما أن خطايا كل فرد مُدْرَجَة أيضًا وتُدان واحدةً تلو الأخرى، قبل أن يقرر الله ما إذا كان ذلك الشخص سيذهب إلى السماء أم الجحيم. لكن يقول الله القدير الآن إن عمل الله للدينونة في الأيام الأخيرة يتم من خلال كلماته، فكيف إذًا تُستخدم هذه الكلمات في الحكم على الناس؟

ثم سألتُ هذا السؤال وأجابني عنه الأخ تشانغ بقراءة مقطعين من كلمات الله القدير لي: "يؤمن البعض أن الله قد يأتي للأرض ويظهر للإنسان في وقتٍ ما، ووقتها سيدين بنفسه البشرية كافة، ويختبرها واحدًا واحدًا دون إغفال أي فردٍ. أولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة لا يعرفون هذه المرحلة من عمل التجسُّد. إن الله لا يدين الإنسان واحدًا بواحد، ولا يختبر الإنسان فردًا فردًا؛ لأن القيام بهذا ليس هو عمل الدينونة. أليس فساد البشرية كلّها واحدًا؟ أوليس جوهر الإنسان واحدًا؟ ما يُدان هو جوهر البشرية الفاسد، جوهر الإنسان الذي أفسده الشيطان، وكافة خطايا الإنسان. لا يدين الله زلاّت الإنسان التافهة عديمة الأهمية. إن لعمل الدينونة دلالة تمثيلية، ولا يُنفَّذ على شخص محدد على وجه الخصوص؛ بل إنه عمل تُدان فيه جماعة من الناس لتمثّل دينونة البشرية كلّها. من خلال تنفيذ عمله بنفسه على مجموعة من الناس، يستخدم الله في الجسد عمله لتمثيل عمل البشرية جمعاء، بعدها ينتشر العمل تدريجيًّا. كذلك عمل الدينونة. لا يدين الله نوعًا معينًا من الأشخاص أو جماعة محددة من الناس، بل يدين إثم البشرية كلّها – مقاومة الإنسان لله، على سبيل المثال، أو عدم مخافة الإنسان لله، أو التشويش على عمل الله، وخلافه. ما يُدان هو جوهر البشرية الذي يقاوم الله، وهذا العمل هو عمل الإخضاع في الأيام الأخيرة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد). "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه، وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق).

ثم بدأ الأخ تشانغ شركة معي: "لدينا المفهوم أن الله سيدعو كل فرد ليقف أمام عرشه الأبيض ليدينه، خلال عمله للدينونة في الأيام الأخيرة. وسيكون على كل شخص أن يجثو على الأرض ثم يعترف بكل خطاياه التي ارتكبها طوال حياته، ثم يقرّر الله ما إذا كان سيرسله إلى السماء أم الجحيم بناءً على شدة خطاياه. إننا نعتقد أن الله يدين الناس وفقًا لخطاياهم، مثل الخطايا الجسدية أو الإساءة اللفظية للآخرين، أو عدم إكرام الوالدين، أو السطو والسرقة. لكن في الواقع لا يهتم عمل الله للدينونة في الأيام الأخيرة بهذه السلوكيات أو الأخطاء التي نرتكبها، لكنه يهدف بدلًا من ذلك إلى إدانة الطبيعة الإنسانية الفاسدة المقاوِمة لله، وإدانة كل واحدة من شخصياتنا الفاسدة. وهذا يتضمن غطرستنا واعتدادنا بأنفسنا ودناءتنا ومكرنا وأنانيتنا وحقارتنا وجشعنا وشرّنا، وهكذا. لدينا أيضًا العديد من وجهات النظر غير المتوافقة مع الله، والعديد من المفاهيم الدينية العتيقة والأفكار الإقطاعية. هذه الأمور هي أصل مقاومتنا لله، وهي أصل المشكلات التي يشترك فيها كل البشر الفاسدين، وكذلك الأشياء التي يهدف عمل الله للدينونة إلى تطهيرها وتحويلها. لذا، فإن الكلمات التي يعبِّر الله عنها تكشف طبيعة البشرية وجوهرها، وكل عضو فاسد من البشرية على الأرض هو جزء من هذا، دون استثناء. أو بعبارة أخرى، فإن كلمات الله للدينونة موجهة للبشرية جمعاء، وبالتالي ليست هناك حاجة لدينونة الناس بشكل فردي. من خلال قراءة كلام الله القدير، وقبول دينونة كلمات الله وتوبيخها، يمكننا أن نفهم العديد من الحقائق، ونرى بوضوح جوهر إفساد الشيطان لنا وطبيعته وحقيقته. سيسمح لنا أيضًا تنفيذ ذلك بالتعرف على شخصية الله البارة، واكتساب قلبٍ يخاف الله، ويمكننا أن نبدأ باحتقار أنفسنا، حتى نصبح على استعداد لخيانة جسدنا وممارسة الحق. وبهذه الطريقة، ستتطهّر شخصيتنا الشيطانية الفاسدة تدريجيًا، وتتغير وجهات نظرنا وتوقعاتنا للحياة. عندما نبدأ في العيش بكلمات الله، وعندما نتوقف عن معارضة الله ومقاومته، وبدلًا من ذلك نطيعه ونتقيه ونحيد عن الشر، فإننا سنربح خلاص الله ونصبح أشخاصًا متوافقين مع مشيئة الله. هذا هو الواقع والغرض من تعبير الله عن الحقائق، لأداء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة".

منحني الاستماع إلى شركة الأخ تشانغ إحساسًا بإلى أي مدى عمل الله للدينونة عملي وواقعي! تمكنت من قبول ما قاله، حيث كان له صدى في أعماق قلبي. نعم، الناس متعجرفون، يسعون للشهرة والثروة والمكانة، ويعيشون غارقين في شخصياتهم الفاسدة المختلفة. يستخدم الله دينونة كلماته لتخليصنا من كل القذارة والفساد داخلنا. وبالتالي يمكن معالجة طبيعتنا المقاومة الله، وتحويل شخصياتنا الفاسدة، ومن ثمَّ يمكننا أن نصبح أناسًا صالحين حقًا. بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، يمكن أن أرى أنه عندما تحدث القس عن دينونة الناس واحدًا تلو الآخر، وأن كل واحدة من خطاياهم تُدان عندما يعود الرب ليدين الجنس البشري، ليست سوى مفاهيمَ بشرية وتصورات، لا علاقة له بالطريقة التي يؤدي بها الله عمله. يحتوي كلام الله القدير حقًا على حقائق، وهو صوت الله حقًا! ثم قررت أن أفحص بدقة عمل الله القدير.

بينما كنتُ أدرس هذا، شاهدتُ عددًا من أفلام الإنجيل التي أنتجتها كنيسة الله القدير، وتشمل: "عادت أيام نوح ثانية"، "سرّ التقوى"، و"لحقتُ بالقطار الأخير"، وكذلك بعض ترانيم الفيديو لكلمة الله مثل "أهمية حب الله للإنسان"، وقرأت كذلك الكثير من كلام الله، واستمعت إلى شركات الإخوة والأخوات حول عددٍ من جوانب الحق. ساعدني هذا على تقرير أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، وأن الله القدير هو الإله الوحيد الحقيقي، وهو الرب العائد الذي كنا ننتظره! وقبلت بسعادة شديدة عمل الله القدير في الأيام الأخيرة.

منذ إيماني بالله القدير وأنا أحضر الاجتماعات باستمرار مع بقية الإخوة والأخوات، أو أستمع إلى العظات معهم. صارت كل أيامي مملوءة بالفرح وأشعر أنني أربح قوتًا روحيًا. أستمتع بالطمأنينة التي تأتي من عمل الروح القدس، وبدأت أفهم حقائق أكثر فأكثر. جميع الإخوة والأخوات ودودون جدًا وصادقون بعضهم مع البعض الآخر في كنيسة الله القدير، ولا أحد يحاول خداع أي شخص آخر أو التحفظ ضده. الجميع بسطاء وصرحاء وأمناء، وحتى عندما يُظهرون شخصياتهم الفاسدة، فكل واحدٍ منهم قادر على معرفة نفسه من خلال كلام الله، وعلى أن يسعى للحق ليعالج شخصيته الفاسدة. أشعر أن هذا هو النمط الوحيد للأُخوّة الحقيقية في المسيح. أنا منبهر على وجه الخصوص بترانيم الفيديو والمقاطع الموسيقية وفيديوهات الترانيم والرقص، وأفلام الإنجيل من إنتاج كنيسة الله القدير، وجميعها يتمسَّكون بالحق ويحترمونه ويشهدون لله وعمله في الأيام الأخيرة. كل هذا ليتمكّن الناس من الخضوع لله وعبادته، وتبدو الكنيسة حقًا كمكان يعمل الله فيه عمله! بعد أن سمعت ورأيت واختبرت كل هذا، ثبت في قلبي أن كنيسة الله القدير كنيسة حقيقية، حيث يغذي الله ويرعى رعيته بنفسه. حقيقة أنني كنت قادرًا على دخول بيت الله، وأن أعيش وجهًا لوجه مع الله، هي مسألة يقدّرها الله بشكل استثنائي. أنا حقًا محظوظ جدًا! الشكر لك يا الله القدير!

السابق: 26. فتحت باب قلبي ورحَّبْتُ بعودةِ الرَّبِ

التالي: 28. إزالة الضباب لرؤية النور

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

33. الحظ والبَليّة

بقلم دوجوان – اليابانولدتُ لأسرة فقيرة في قرية بمنطقة ريفية في الصين. وبسبب صعوبات أسرتي الاقتصادية كنت أضطر للخروج أحيانًا دون أن أتناول...

12. كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيالقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

6. اسمعوا! من هذا الذي يتكلم؟

بقلم تشو لي – الصينبصفتي واعظة في الكنيسة، ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من الفقر الروحي ومن ألا يكون لديَّ شيء أُبشِّرُ به. كنت أشعرُ بالعجزِ...

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب