98. ما وراء كواليس اضطهاد أسرة
شاركت أمي وأختي إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة معي في أكتوبر 2009. وبعد قبولي له، أصبحت أقرأ كلام الله كل يوم، وأحضر الاجتماعات وأشارك مع الإخوة والأخوات. بدأت أفهم شيئًا فشيئًا بعض الحقائق من كلام الله. عرفت أصل الظلام والشر في العالم، وما يجب أن نسعى إليه في حياتنا، وكيف نعيش حياة ذات معنى. أسعدني العثور على الطريق الصحيح في الحياة للغاية، وجعلني مستريحة ولا أعول همًا. لاحظ زوجي وابنتي أنه بعد أن أصبحت مؤمنة كنت عادةً في حالة مزاجية أفضل، لذلك لم يعارضا إيماني. لاحقًا، تعيّن على زوجي مغادرة المكان الذي كان يعيش فيه من أجل العمل، لذلك كنت أعتني بأبنائنا أثناء نشر الإنجيل أيضًا.
ذات مساء في ربيع 2013، اتصل بي زوجي هاتفيًا فجأة وقال بنبرة آمرة حقًّا: "من الآن فصاعدًا، افعلي ما يجب عليكِ القيام به وابقي في المنزل؛ لا مزيد من الإيمان بالله. يقولون عبر الإنترنت وعلى الأخبار التلفزيونية إن أولئك المؤمنين بالله القدير يتخلون عن أسرهم. لا تصلي إلى درجة التخلي عن أسرتنا. وكذلك، التحلّي بالإيمان مخالف للقانون في الصين وستُعتقلين إذا اكتشفت السلطات ذلك. كيف يمكن أن يقف العاديون مثلنا أمام الحزب الشيوعي؟ إذا قالت الحكومة إنه لا يمكنكِ أن تكوني متدينة، فلا تفعلي ذلك! لا تثيري المتاعب من العدم!". كنت أخشى أن يكون هاتفي الخلوي ربما مُراقب من الشرطة، لم أتركه يواصل الحديث. كنت مستاءة للغاية بعد أن أغلقت الخط. كيف يعقل أن يستمع إلى أكاذيب الحزب الشيوعي بشكل أعمى فحسب؟ كان يعلم أن الإيمان بالله أمر جيد وكان يدعم إيماني، فلماذا يحاول الوقوف في طريقي بمجرد سماعه لأكاذيبهم؟ من الواضح أن اتباع الله هو الطريق الصحيح في الحياة؛ فلماذا لا يسمح الحزب الشيوعي للناس بالتحلّي بالإيمان؟ نحن لا نفعل أي شيء مخالف للقانون بصفتنا مؤمنين، فلماذا يصرون على اعتقالنا واضطهادنا؟ أخبرت أخت في أحد الاجتماعات عن حيرتي بعد ذلك، وشاركتني مقطعًا من كلمات الله. قال الله: "إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد... ولأنه يتم في أرضٍ تُعارضه، فإن عمل الله كله يواجه عقبات هائلة، كما أن تحقيق الكثير من كلماته يستغرق وقتًا، ومن ثمَّ تتم تنقية الناس كنتيجة لكلمات الله، وهذا أيضًا أحد جوانب المعاناة. إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ يقوم الله بتنفيذ عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمَ من خلال هذه المعاناة مرحلةً واحدةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس. ويقوم الله بعمله في التطهير والإخضاع من خلال معاناة الناس ومقدرتهم، ومن خلال كل الشخصيات الشيطانية التي لدى الناس في هذه الأرض النجسة، لينال المجد من هذا الأمر ويكسب أولئك الذين يشهدون لأعماله. هذا هو المغزى الكامل لكل التضحيات التي قدمها الله لهذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). بعد قراءة هذا، تشاركت معي قائلة: "الحزب الشيوعي ملحد؛ إنه شيطان يقف ضد الله ولا يمكن أن يتسامح مطلقًا مع أي شخص يتحلّى بالإيمان أو يعبد الله. لقد كانوا يعتقلون المسيحيين ويضطهدونهم منذ وصوله إلى السلطة. الآن وقد ظهر الله القدير ويعمل في الأيام الأخيرة، ويعبّر عن الحقائق لخلاص البشرية، يخشى الحزب الشيوعي أن الناس سيقرؤون كلام الله القدير ويربحون التمييز. ثم سيرون وجهه الشرير بحقّ ولا يعودوا ينخدعوا به، ولن يتبعه الناس بعد اليوم. لهذا السبب كثف من معارضته الوحشية وإدانته لله، واضطهاده للمؤمنين. كما أنه كان ينشر كل أنواع الشائعات والأكاذيب لتضليل أصدقائنا غير المؤمنين وأسرتنا وتحريضهم على إزعاجنا وعرقلتنا عن اتباع الله. يريد الحزب الشيوعي حَمْل الجميع على إنكار الله وخيانته حتى نفقد خلاص الله وينتهي بنا المطاف إلى أن نُعاقب في الجحيم معه. إذا كبحت أسرنا جماحنا ولا نجرؤ على اتباع الله أو أداء الواجب، فهذا يعني أننا سقطنا في حيل الشيطان وفقدنا فرصتنا في الخلاص. الله يسمح لنا أن نعاني من قمع الحزب الشيوعي واعتقالاته، ويستخدمه كعامل خدمة حتى نرى بوضوح جوهره الشيطاني، ونربح التمييز حوله، ونرفضه. في نفس الوقت، من خلال هذا، يمكن لله أن يُكمِّل إيماننا ويجعلنا غالبين. يحتوي هذا الأمر على مشيئة الله الحسنة!" بعد الاستماع إلى شركة هذه الأخت، أصبح واضحًا لي أن الله يسمح بقمع الحزب الشيوعي وإزعاج أسرتي لي حتى يمكنني من الرؤية بشكل كامل أن الحزب هو الشيطان إبليس، عدو الله. هذه حكمة في عمل الله. ينشر الحزب الشيوعي الأكاذيب لتضليل الناس حتى يسايروه في مقاومة الله واضطهاد المؤمنين، وتعطيل عمل الله وتخريبه. هذه هي نية الحزب الشيوعي الشريرة، وعلمت أنني لم أستطع الانخداع بحيل الشيطان.
قرأت الأخت لي مقطعًا آخر من كلمات الله بعدئذ: "يجب على كل واحد منكم كمؤمنين بالله أن يُقدِّرَ كيف ربح حقًّا أقصى درجات الرفع والخلاص من خلال تلقيه لعمل الله في الأيام الأخيرة وعمل خطته التي ينفذها فيك اليوم. لقد صنع الله هذه المجموعة من الناس التي تعتبر التركيز الوحيد لعمله في كل الكون. لقد ضحَّى لأجلكم بدم قلبه كله، وقد استعاد عمل الروح في كل أرجاء الكون وأعطاكم إياه. لذلك أنتم المحظوظين. بالإضافة إلى ذلك، حوّل اللهُ مجدَهُ من شعبه المختار، إسرائيل، إليكم أنتم يا أفراد هذه الجماعة، ليكشف عن هدف خطته كشفًا تامًّا من خلالكم. ولهذا أنتم هم أولئك الذين سيحصلون على ميراث الله، بل وأكثر من ذلك، أنتم ورثة مجده" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). أشعرني قراءة هذا بشرف لا يُصَدَّق. من أجل خلاصنا، نحن الذين أفسدهم الشيطان بشدة، لقد تجسد الله وأتى إلى الأرض للعمل لمرة ثانية، معانيًا من معارضة الحزب الشيوعي والعالم الديني وإدانتهما بل وتجديفهما. لقد تحمَّل إهانات هائلة، مُعبِّرًا عن الحق، ومؤديًا لعمله ليُخلّص البشرية، باذلًا كل دمه وعرقه ودموعه. هذه هي محبة الله الفائقة! عمل الله على وشك الانتهاء. فرصة الخلاص هذه هي فرصة تأتي مرة واحدة في العمر ولا يمكنني تفويتها، مهما كان قمع الحزب الشيوعي أو كيف قد يعترض زوجي طريقي، كنت أعلم أنه يجب أن أتحلّى بالإيمان وأن أتبع الله. بعد ذلك ظل زوجي يتصل بي أكثر من مرة ليحاول منعي من الإيمان بالله، بل كان يصرخ في وجهي. كان الأمر مؤلمًا نوعًا ما، لكنني علمت أن التحلّي بالإيمان أمر صحيح وسليم، لذلك لم يعوقني قطُّ وتابعت أداء واجبي.
ثم في مايو2014، عندما رأى زوجي أنني ما زلت لم أتخل عن إيماني، عاد إلى مدينتنا من حيث كان يعمل، وقال لي بشراسة شديدة: "لقد أخبرتكِ مرارًا وتكرارًا أنه يجب عليكِ التخلّي عن إيمانكِ، لكنكِ لن تستمعي فحسب. الجميع على الإنترنت وعلى شاشات التلفاز يقولون إن الناس يهجرون عائلاتهم بعد أن يصيروا مؤمنين، لكنكِ ما زلتِ في ذلك الأمر؟ قلت في نفسي إن اتهام الحزب الشيوعي للمؤمنين بالتخلّي عن عائلاتهم ما هو إلا إلقاء اللوم على الضحية. إنه لا يسمح للناس بالتحلّي بالإيمان وسَلْك الطريق الصحيح، لذا فهو يعتقل المسيحيين ويضطهدهم بجنون، ويجبر الكثير من الإخوة والأخوات على الفرار من ديارهم والتجول من مكان إلى آخر. من الواضح أن الإخوة والأخوات عاجزين عن العودة إلى ديارهم بسبب اضطهاد الحزب الشيوعي، لكنهم يقولون إننا نتخلى عن أسرنا بعد أن صرنا مؤمنين. أليس هذا تحريفًا للحق؟ فقلت لزوجي: "كل شيء يقوله الناس على الإنترنت كاذب. هذه مجرد أكاذيب الحزب الشيوعي التي تدين كنيسة الله القدير وتشوهها..." لكنه لم يستمع إليّ على الإطلاق. لقد قال فحسب: "على أي حال، هذا ما يقولونه على شبكة الإنترنت، لذلك إذا واصلتِ الإيمان بالله واكتشفت الحكومة ذلك، ستُعتقلين ويُزجّ بكِ في السجن. الحزب الشيوعي قادر على أي شيء. إذا قالوا إنه لا يجب أن تؤمني، فلتتوقفي عن الإيمان. كيف يمكن لبيضة أن تكسر صخرة؟ سأبقى في المنزل وأراقبكِ. إذا أصررتِ على إيمانكِ، سنتطلق!" كنت أفكر: ماذا لو تطلّقنا ولم يجد طفلانا أحدًا ليعتني بهما هل سينتهي بهما الأمر في الطريق الخطأ؟ إن فقدان محبة أمهم في مثل هذه السن المبكرة ستؤلمهما بشكل لا يُصدق! التفكير في مدى ضرر وظلم ذلك الأمر على أطفالنا كان مؤلمًا بكلّ معنى الكلمة. وسرعان ما مَثُلت أمام الله للصلاة: "يا إلهي! زوجي يريد أن يطلقني، وأنا في غاية القلق على طفلييّ. أرجوك احمني واسمح لي بالصمود". فكرت في شيء قاله الله بعد صلاتي: "إن يديّ الله تتحكمان في مصير الإنسان. فلا يمكنك التحكم في نفسك: ومع أن الإنسان يهرع وينشغل دائمًا من أجل نفسه، إلا أنه يبقى غير قادر على السيطرة على نفسه. إذا كنت تستطيع معرفة تطلعاتك الخاصة، وإن كان بإمكانك التحكم في مصيرك، فهل كنت ستبقى كائنًا مخلوقًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة). أبهجت كلمات الله قلبي حقًا وأرتني أن أقدار الناس كلها بيد الله. أكثر ما أمكنني فعله كان الاعتناء قليلًا بحياتهما بشكل أفضل؛ لم أستطع تقرير نوع المصير الذي سيلاقيانه، أو مقدار ما قد يعانونه. كان يجب عليّ تركهما بين يدي الله وأن أخضع لتنظيماته وترتيباته. سمح لي هذا الفكر بتنفس الصُّعَداء ولم أعد أشعر بألم شديد بعد اليوم. أدركت أيضًا أن تضليل زوجي بأكاذيب الحزب الشيوعي، ومحاولته لمنعي من اتباع الله وتهديده لي بالطلاق كانت كلها من حيل الشيطان، ولا يمكن أن أنخدع بذلك. فقلت له: "لن أتخلى عن إيماني أبدًا. الإيمان بالله وقراءة كلام الله هما أن تكون شخصًا صالحًا وتسلك الطريق القويم. لماذا تساير الحزب دائمًا وتقف في طريقي؟" ثم دفعني فجأة لأسقط على السرير وصرخ غاضبًا: "حكومتنا مناهضة للأديان. إذا لا يريدكِ الحزب الشيوعي أن تؤمني، فلا تؤمني! مَن يستطيع هزيمتهم بأية حال؟" لقد شهدت ابنتنا هذا المشهد بأكمله وارتعبت بشدة لدرجة أنها جرت نحونا وقالت: "أبي، ماذا تفعل؟ أصبحت أمي أكثر سعادة منذ أن بدأت في الإيمان بالله. الإيمان شيء جيد! لا تتدخل فيه!" ودون حتى الاستماع إليها ولو قليلًا، صفعها زوجي على وجهها. فغضبتُ بشدة! لقد ضرب ابنتنا لمجرد أنها قالت شيئًا دفاعًا عني. رأيت أن زوجي كان يتبع الحزب الشيوعي ويحاول كالمجنون ثنيي عن إيماني، لقد فقد عقله بالفعل. لم أرغب في قول أي شيء آخر له وأخذت ابنتنا إلى غرفتها. في صباح اليوم التالي ذهبنا إلى ديوان الأحوال المدنية. وقبل أن نشرع في إجراءات طلاقنا، ظهر عم زوجي وبفضل نصيحته قرر زوجي عدم إكمال الطلاق.
واصل زوجي قمعه والوقوف حجر عَثرة في طريق إيماني بعد ذلك. كان يسخر مني بشكل دائم ويُقطِّب وجهه كلما رآني أعود من اجتماع. كما ازداد سلوكه معي سوءًا. في إحدى الليالي في العاشرة مساءً تقريبًا، عاد زوجي إلى المنزل وهو في حالة سُكر شديد. وسحبني من السرير كالمجنون، قائلًا بقوة: "أما وأنكِ تؤمنين بالله، ليس لديّ أي كرامة أمام العالم الخارجي إطلاقًا. الجميع يتحدث عن دينكِ. ماذا سيظن بي أصدقاؤنا الآن؟ إذا واصلت متابعة هذه الأشياء الإلهية، ستُعتقلين وتتعامل معكِ الحكومة. في النهاية، لن يتمكن أي فرد من أفراد أسرتنا من رفع رأسه عاليًا. عليكِ أن تتوقفي عن الإيمان!" أميل إلى الخجل، لذلك شعرت بالخوف عندما رأيت كيف بدا شرسًا. كان في نوبة غضب وكان قد شرب الكثير، ولم أكن أعرف ماذا يمكن أن يفعل. ظللت أدعو الله أن يحميني وتمكنت من الهدوء رويدًا رويدًا. عندما رأى زوجي أنني مازلت لم أتخل عن إيماني، اشتد غضبه. حملني من على السرير وألقاني على الأرض، ثم لكمني في وجهي عدة مرات، مما جعل عيناي تتورمان. فقلت له: "ليس هناك ما يعيب إيماني، فلماذا تضربني؟ لماذا تأخذ دائمًا جانب الحزب الشيوعي وتقمعني؟" لم يأبه لأي شيء قلته لكنه حملني فحسب وسار بي نحو النافذة وتصرّف وكأنه مجنون تمامًا. كنت أصلي إلى الله في قلبي مرارًا وتكرارًا. حملني إلى حافة النافذة، وأمسك بي من كاحليّ، وترك رأسي يتدلى، وجسدي كله يتدلى خارج النافذة. ثم صرخ: "قوليها! قولي أنكِ ستتخلين عن إيمانكِ! إذا لم تفعلي، فسأرميك من هنا فورًا!" كنا نعيش في الطابق الخامس، لذا إذا ألقى بي، فستكون نهايتي. شعرت بالخوف الشديد وظللت أصلي إلى الله: "يا الله! أرجو أن تحفظني وتمنحني الإيمان. حتى لو مت اليوم، فلن أستسلم للشيطان!" في تلك اللحظة فكرت فجأة في اختبار أيوب. طوال تجاربه، كان الله يراقبه، كما كان الشيطان يراقبه. في النهاية، تمسّك أيوب بشهادته لله، وأُخْزِي الشيطان وتراجع. لذلك دعوت في قلبي الشيطان: "أيها الشيطان، لا يهمني أي تخطيط شرير تستخدمه ضدي، فأنا لن أخون الله أبدًا. سأظل أؤمن بالله وأتبعه، حتى لو يعني هلاكي!" بمجرد أن عزمت على ذلك، شعرت وكأن جسدي أصبح خفيفًا حقًا، وعلى الرغم من أنني كنت مقلوبة، لم أشعر بالدم وهو يندفع إلى رأسي. شعرت وكأن هناك قوة ما ترفع جسدي. كنت أعرف بوضوح أن زوجي لم يكن لديه القوة الكافية ليحملني. كانت هذه حماية الله، وشكرت الله مرارًا وتكرارًا في قلبي. حينها فقط، رأى طفلانا ما كان يحدث من شرفتنا الأخرى، هرعا وبدآ يطرقان الباب. كانا يبكيان ويصرخان، لكن زوجي كان قد أوصده من الداخل، لذا لم يتمكنا من الدخول. ذهبت ابنتنا إلى الشرفة الأخرى وصرخت: "أبي، ماذا تظن نفسك فاعلًا؟" كانت تبكي بصوت عالٍ جدًا، وواصلت الصراخ فيه حتى لا يلقيني. ثم بدا وكأنه أفاق فجأة وسحبني للداخل. شعرت بالامتنان الشديد لله. لولا حماية الله، لكنت فقدت حياتي بالتأكيد.
لم أستطع النوم طوال ذلك المساء. كنت أفكر في الأيام التي عملت أنا وزوجي فيها بجد معًا. كنا نتعامل دائمًا بشكل جيد جدًا، وعندما ربحت إيماني أولًا، لم يقف حجر عَثرة في طريقي إطلاقًا. لكنه الآن كان يصدق أكاذيب الحزب الشيوعي ويضطهدني المرة تلو المرة. مهما شرحت له الأمور، لم يكن يصغي فحسب، بل كان يهددني بالطلاق ليحملني على التخلي عن إيماني. كما أنه ضربني، وكاد أن يرميني من نافذة الطابق الخامس. بدا وكأنه شخص مختلف تمامًا. كان الأمر مفجعًا جدًا، ومزعجًا للغاية. لم أفهم كيف يمكن أن يتغيّر زوجي هكذا. عندها فقط، فكرت في هذه الكلمات من الله: "لا ينسجم المؤمنون وغير المؤمنين، بل بالأحرى يعارضون بعضهم بعضًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). "كل مَنْ لا يؤمن بالله المُتجسِّد هو شيطاني؛ وكذلك سوف يهلك. ... مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الشياطين، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). أدركت أن زوجي لم يتغير كشخص، بل انكشف جوهره. كان يعلم جيدًا أن الإيمان بالله أمر جيد، لكنه كان لا يزال إلى جانب الحزب الشيوعي ويعارضني. في جوهره، كان يكره الله ويعارضه. لهذا السبب تمكن من معاملتي بهذه الشراسة، بل كاد يقتلني، وفقد عقله تمامًا، لقد كان تجسيدًا لشيطان! كنت أعيش مع شيطان كان يعارض الله تمامًا؛ كنا على مسارين مختلفين فكيف يمكن أن نسعد معًا؟ لقد كان طيبًا معي في البداية، لكن كان ذلك بسبب أنني أنجبت طفليه فحسب وكنت أتولى كلّ الشؤون المنزلية. ولكن الآن بعد أن أصبح إيماني يمس مصالحه الخاصة، بدأ وجهه الحقيقي يظهر. ساعدني إدراك هذا على ربح تمييز جوهر زوجي الحقيقي، وتمكنت من التخلّي عنه قليلاً في قلبي. في وقت لاحق، قرأت هذا في كلمات الله: "يعمل الله، ويهتم بالشخص، ويراعي الشخص، ولكن الشيطان يتعقبه في كل خطوة. مَنْ يسانده الله، يراقبه الشيطان أيضًا، لاهثًا وراءه؛ فإذا أراد الله هذا الشخص، فسيفعل الشيطان كل ما في وسعه لعرقلة الله، مستخدمًا طرق شريرة مختلفة لإغواء العمل الذي يقوم به الله وعرقلته وتحطيمه، وذلك من أجل تحقيق هدفه الخفي. وما هدفه؟ إنه لا يريد أن يقتني اللهُ أحدًا، ويريد كل أولئك الذين يريدهم الله، يريد أن يمتلكهم، ويسيطر عليهم، ويتولى أمرهم حتى يعبدوه، وبذلك يرتكبون الأفعال الشريرة إلى جانبه. أليس هذا هو الدافع الشرير للشيطان؟" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (د)). فكرت في كلام الله، وأدركت أن الشيطان كان يستخدم كل أنواع التخطيط الشرير لتخريب إيمان الناس، ولا يمنعه أي شيء في سبيل منافسة الله على الناس. بهذه الطريقة سيعبد الجميع الشيطان ويخونون الله، ثم يفقدون فرصتهم في الخلاص. الثبات في إيمانك بالله والاستمرار في طاعته والتمسك بشهادتك أمامه هي الطريقة الوحيدة لمقاومة حيل الشيطان وإخزائه بحقّ. فكرت في اختبار أيوب: اتقى أيوب الله وابتعد عن الشر، فاحتقر الشيطان أيوب وهاجمه وامتحنه. تسبب الشيطان في فقد أيوب لكل ممتلكاته وأولاده، ولكن بالإضافة إلى أن أيوب لم يلم الله، فقد مدح اسم الله أيضًا. ثم جعل الشيطان الدمامل تنمو في كل جسد أيوب، وجعل زوجته تهاجمه، وحاول أن يجعله يتخلى عن الله. لم يكتف أيوب بعدم موافقته على ذلك، بل وبخ زوجته لأنها امرأة حمقاء. في النهاية، شهد أيوب شهادة مدوية لله، وخزي الشيطان تمامًا. فكرت مرة أخرى فيما اختبرته، والأكاذيب التي اختلقها الحزب الشيوعي وكيف استغل زوجي المرة تلو الأخرى لمعارضة إيماني، محاولًا جعلي أخون الله وأهوي معه وأُعاقب في الجحيم. علمت أنه كان عليّ أن أحذو حذو أيوب. مهما كان نوع التخطيط الشرير الذي استخدمه الشيطان ضدي، فلا يمكنني الاستسلام له. كان عليّ أن أؤمن بالله، وأتكل عليه وأصمد بقوة في شهادتي. جعلتني هذه الفكرة أكثر استرخاءً، وشعرت بالحرية بطريقة لم أشعر بها من قبل. بعد هذا، رأى زوجي أنني ما زلت عاقدة العزم على الاستمرار في الإيمان بالله ومشاركة الإنجيل، فلم يشغل نفسه كثيرًا بإيماني.
بعدئذ، قُبلَت ابنتي في الجامعة، لكن ابني لم يُقبل. لذلك، أراد زوجي بذل كل ما في وسعه لتجنيده بالجيش. ذات يوم رجع زوجي وقال لي بغضب "أنتِ وأمكِ أفسدتما حياتي حقًا! حاولت تجنيد ابننا في الجيش، لكنهم اكتشفوا أن أمكِ متدينة، لذا اضطررت لقول كل ما بوسعي لإقناعهم، إضافة إلى إنفاق المال ومنحتهم هدايا لإبرام الاتفاق. لا تظني أن كل شيء على ما يرام الآن! إذا حافظتِ على إيمانكِ واكتشفت الحكومة بشأن ذلك، لن يلتحق ابننا بالجيش ولن تلتحق ابنتنا بالجامعة. لن يكون لديهما مستقبل بعد الآن. لماذا لا تفكرين في بيتنا وفي ابنينا؟ إذا كنت تصرين على التمسك بإيمانك، فمن المستحيل الاستمرار معًا. سيتعين علينا أن نتطلق. فكّري بالأمر مليًّا!" استشطت غضبًا عندما قال ذلك. الحزب الشيوعي شرير حقًا إلى أقصى درجة، فقد كان يهدد مستقبل أطفالي لحَمْلي على خيانة الله. لقد كرهته من أعماق قلبي! ولكن عندما فكرت في تأثير إيماني على مستقبل أطفالي، وأنهما بالتأكيد سيلوماني ويكرهاني، انزعجت للغاية وشعرت أنني مدينة لهما. ثم فكرت في كلمات الله هذه: "المهنة التي يمتهنها المرء، وما يفعله لكسب قوته، ومقدار الثروة التي يجمعها في الحياة لا يُحدّدها والداه أو مواهبه أو جهوده أو طموحاته، ولكن الخالق سبق فحدّدها" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ج)). إنها الحقيقة. أقدار الناس كلها بيد الله، وأقدار أطفالي بيد الله كذلك. لقد حدد الله منذ أمد بعيد نوع المهنة التي سيعملان بها ونوع المستقبل الذي سينتظرهما. إنهما ليسا شيئًا يمكنني التلاعب به، وليسا شيئًا للحزب الشيوعي الكلمة الفصل فيه. وأيضًا، حتى لو تأكد الحزب الشيوعي من عدم إمكانية التحاق ابنتي بالجامعة وبالتالي لا يمكنها إيجاد وظيفة لائقة فهذا سيعني أن سياساتهم كانت شريرة للغاية وليس ذنبي. عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، تخليت عن مخاوفي رويدًا رويدًا، وقلت لزوجي: "لقد فكرت في الأمر. ليس ثمة ما يعيب إيماني، ولكن إذا كنت تخشى التورط وتريد أن نتطلّق حقًّا، دعنا نذهب لإتمام الإجراءات". فقال: "إذا تطلقنا، فلن تحصلي على نصيب من ممتلكات الأسرة!" غضبت حقًا لدى سماعي ذلك. كنا متزوجين منذ 20 عامًا، لكنه أراد الحصول على الطلاق لمجرد أنني آمنت بالله، ولن يعطيني بنسًا واحدًا من أصول أسرتنا التي تزيد عن مليون يوان. لقد أراد أن يجعلني خالية الوِفاض. كان تصرفًا شديد القسوة! لقد رأيت بوضوح ما يسمى بـ "النعيم الزوجي" وتطلّقت من زوجي دون تردد.
شعرت بالطمأنينة الشديدة والحرية حقًّا عندما خرجنا من مكتب الشؤون المدنية. لقد كان الله يرشدني خطوة بخطوة، والاستنارة من كلماته، مما سمح لي بالتغلب على اختبارات الشيطان وهجماته. كنت ممتنة جدًا لرحمة الله وحمايته! في الصين، الإيمان يعني التعرض للكثير من الاضطهاد والمشقة، ولكن مهما اختبرت في المستقبل، فإني واثقة تمامًا من أنني سأتبع الله حتى النهاية!