3. الكشف عن سر الدينونة
اسمي إينوي، وعمري ستة وأربعون عامًا. أعيش في ماليزيا، وأنا مؤمنة بالرب منذ سبعة وعشرين عامًا. في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، انتقلت للعيش في مدينة أخرى للعمل في وظيفة جديدة. كان جميع زملائي الجدد مهتمِّين بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكانوا يستخدمونه للدردشة والعثور على أصدقاء جدد وكتابة منشورات. وبعد أن اكتشفوا أنني لا أملك حسابًا على موقع فيسوك، أنشأوا لي حسابًا خاصًّا، وتعلَّمتُ تدريجيًّا كيفية الاتصال بشبكة الإنترنت واستخدامه. وعندما كان يتاح لي الوقت، كنتُ ألقي نظرة على منشوراتِ بعض الإخوة والأخوات في الرب وأقوم بإعادة نشرها والضغط على زر الإعجاب. وفي بعض الأحيان، كنتُ أكتب منشورات عن تسبيح الرب أو أُعيدُ نشرَ منشورات عن نعمة الرب مع الأشخاص الموجودين في مجموعة أصدقائي. كان كُلُّ يوم مليئًا حقًّا بالإنجاز بالنسبة لي.
في أحد أيام شهر شباط/فبراير عام 2016 وعندما كنتُ أتصفَّحُ الملف الشخصي لأحد أصدقائي على موقع فيسبوك، رأيت هذا المنشور: "لقد ناقشنا مسألة الدينونة اليوم في مجموعتنا. قُلنا جميعًا أشياء مختلفة ولكننا اتفقنا على النقاط الرئيسية. وقال أحدهم: "إذا لم أفهم شيئًا ما، فإنني لا أجرؤ على قول بعض الكلام القديم التافه – فهو شيء سيفعله الله في المستقبل وعلينا ألا نحاول الخروج بتخمينات غريبة". وقال شخص آخر: "يقول المزمور الخامس والسبعون: آية رقم اثنين: "لِأَنِّي أُعَيِّنُ مِيعَادًا. أَنَا بِٱلْمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي". الله يحيط علمًا بِكُلِّ ما يفعلُهُ كُلُّ شخص؛ لذلك عندما يعود الرب يسوع لِيُدِينَ البشر أجمعين سيَكشِفُ عن أفعالنا للجميع تمامًا كما نُشغِّلُ فيلمًا لِنُشاهِدَه. لذلك علينا أن نكون مستقيمين دائمًا في سلوكنا وألا نرتكب الأفعال الشريرة مُطلقًا حتى لا يُدينَنا اللهُ ومن ثم يُلقي بنا في الجحيم". وقال شخص آخر: "يقول الكتاب المقدس: "ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَٱلْجَالِسَ عَلَيْهِ، ٱلَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ ٱلْأَرْضُ وَٱلسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! وَرَأَيْتُ ٱلْأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱللهِ، وَٱنْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَٱنْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ ٱلْحَيَاةِ، وَدِينَ ٱلْأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ" (رؤيا 20: 11-12). يُمكِنُنا أن نُدرك من الكتاب المقدس أنه عندما يعود الرب يسوع في الأيام الأخيرة، سَوف يَنْصُبُ مَكتبًا عملاقًا في السماء ويجلس على كرسيٍّ خلفَهُ ويفتح الكتب. بعد ذلك، والبشر أجمعين راكعين على الأرض، سوف ينادي كُلَّ فردٍ باسمِهِ ويُدينُ كُلَّ واحدٍ منهم على حدة وفقًا لأفعالهم. وسيأخُذُ الرب الأخيارَ إلى ملكوت السماوات، في حين سيُلقى بالأشرار في الجحيم".
بعد قراءة هذا المنشور، ظللتُ جالسة على كرسيي، ورسمتُ صورة ذهنية للرب يسوع وهو يُدينُ البشرية: الرب يجلس على عرش، والناس أجمعون راكعون أمام مَكتبِهِ ويعترفون بصدقٍ بِكُلِّ خطاياهم ليُدينَهُم الله، والرب يُرسلُ كُلَّ واحد منهم إلى السماء أو إلى الجحيم حسب أفعالِه. فكَّرتُ في كيف أنني كنتُ تابعة مُخلِصة للرب لأكثر من عشرين عامًا بذلتُ خلالها قصارى جهدي لأقوم بممارسة تعاليمه. لقد اعتقدت أن الرب سيرى التقوى التي أتمتَّع بها وسيأخذني إلى ملكوت السماوات. ولكن بعد أن أمعنتُ التفكير في الأمر خطرت ببالي الفكرة التالية فجأة: الآن بعد أن عرفتُ كيفية استخدام الإنترنت، لماذا لا أجري بحثًا عن كلمة "الدينونة" وأرى ما النتائج التي سأحصل عليها؟ فتحت متصفِّحًا وكتبت الكلمة، ولا أذكُرُ الرابط الذي نقرت عليه، ولكن أثار ظهور الجملة التالية دهشتي: "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". لقد أثارت هذه الجملة اهتمامي على الفور، وهكذا دخلت إلى الموقع الإلكتروني لأقرأ المزيد. وأثناء تحميل الصفحة الشبكيَّة، سمعتُ هذه الترنيمة المُبهِجة والمحفِّزة للتفكير: "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". واشتملت الكلمات على ما يلي: "...إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان" (من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").
بعد أن انتهت الترنيمة، فكَّرتُ مليًّا في كلماتها ووجدتها مُؤثِّرَةً جدًّا. وبدأت أفكر قائلة لنفسي: "أحقًّا توبيخ الله ودينونته هما نور خلاصنا؟ هل هما أعظم حماية ونعمة للبشرية؟ كيف لنا أن نفهم هذا؟ إذا كان الناس يريدون أن يُطهَّرُوا وأن يعيشوا حياة ذات معنى، فهل يعني ذلك أن عليهم قبولُ توبيخ الله ودينونته؟" بينما كُنتُ أُفكِّرُ في كلمات الترنيمة تلك، كانت هناك أسئلة كثيرة تدور في رأسي. كما فكَّرتُ قائلة لنفسي أيضًا: "إذا كان الله سيُدينُ الإنسان، ألَنْ يُدان الإنسان إذن؟ فكيف يُعقَلُ أن تكون الدينونة نور الخلاص؟" انتابني الفضول والحماس في آنٍ معًا لأنني لم أسمع شيئًا كهذا من قبل. على الرغم من أن الدينونة التي تتحدَّثُ عنها الترنيمة لم تكُن متوافقة مع فَهمِيَ الخاصِّ للدينونة، فقد انتابني مع ذلك شعور غامضٌ بأنَّ الدينونة لها أهمية عميقة حقًّا، وأنَّ لها صلةً بمستقبل الشخصِ ومصيره. عندما راجعت مصدر الترنيمة اكتشفتُ أنها من كنيسة الله القدير، لذلك زُرتُ موقعها الإلكتروني ولم تَكُنْ الصفحة الرئيسية فيه بديعة وجذابة وجميلة فحسب، بل كان المحتوى أيضًا غنيًّا ومتنوعًا. كانت هناك مواد يمكن الاستماع إليها، ومواد للقراءة، وأغانٍ، ومناقشات، والكثير من الأشياء الأخرى. فكَّرتُ قائلة لنفسي: "كيف لم يخبرني أحد قطُّ عن هذا الموقع الإلكتروني؟ إنه رائع جدًّا، لكن هل من الممكن أن أحدًا لم يُعِد نشرهُ لأن أحدًا لم يعثر عليه بعد؟" نقرتُ على رابط "الكتب" وبينما كنتُ أتصفح القائمة التي رأيتها في هذا العنوان: شهادات من اختبارات الدخول إلى الحياة. وبالنقر عليها، وجدتُ أنها في معظمها شهادات حول دينونة الله، على سبيل المثال: "دينونة الله وتوبيخه خلَّصاني"، "دينونة الله وتوبيخه كانا خلاصًا عظيمًا لي"، "لقد رأيت محبة الله في دينونته وتوبيخه"، "دينونة الله وتوبيخه أيقظا قلبي الخاطئ"، "دينونة الله وتوبيخه وضعاني على الطريق الصحيح". كان الوقت قد حان للذهاب إلى العمل، لذلك لم يكن لدي سوى وقت يكفي لِتصفُّح عددٍ قليل من تلك الشهادات وبسرعة. لقد كانت كُلُّها مكتوبة بأقلام مؤمنين يصفون كيف طُهِّرَت شخصياتهم الفاسدة، ويتحدثون أيضًا عن أوجه قصورهم وفسادهم وآرائهم الخاطئة في الإيمان وما إلى ذلك، وكيفَ تغيَّر ذلك إلى حدٍّ ما من خلال كلام دينونة الله القدير. وقد جعلني ذلك أكثر فضولاً بشأن "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". أمِن المُحتمَلِ أن الدينونة لا تعني الإدانة؟ وأنها لا تتعلَّقُ بتحديد نهاية كُلِّ شخص؟ بدأتُ أشعرُ حقًّا بعدم الاستقرار، وعرفتُ أنه يجبُ عليَّ أن أعرف ما تتحدث عنه جملة: "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". واستَنتَجتُ أن كتاب "شهادات من اختبارات في الدخول إلى الحياة" هو كتاب مفيدٌ جدًّا للناس في إيمانهم، وأنني يجب أن أقرأه جيّدًا. لكن الوقت كان ينفد، فأغلقتُ جهاز الكمبيوتر وذهبت إلى العمل.
في تلك الليلة، كنتُ أتقلَّبُ في السرير عاجزةً عن النوم؛ فقد ظلَّت صُوَرُ موقع كنيسة الله القدير تتبادر إلى ذهني. ولم أتمكن من التوقف عن التفكير في جملة: "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان" تحديدًا. وأردتُ أن أعرف حقًّا معنى كلمة "الدينونة".
استيقظتُ في وقت مُبكِّرٍ من صباح اليوم التالي وزُرتُ موقع كنيسة الله القدير وبدأت أبحث عن كلمة "دينونة". ورأيت مقالاً بعنوان "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق،" ففتحتُهُ وقرأتُ الكلمات التالية: "الدينونة" التي تحدّثنا عنها من قبل – أي الدينونة التي ستبدأ ببيت الله – تشير إلى دينونة الله اليوم لمن يأتون أمام عرشه في الأيام الأخيرة. ربما يوجد أولئك الذين يؤمنون بهذه التخيُلاتٍ الغَيْبيَّة مثل أن الله في الأيام الأخيرة سيقيم مائدة كبيرة في السماوات مُغطَّاةٍ بغطاءٍ أبيض، ثم يجلس على عرشه العظيم وأمامه جميع البشر ساجدين على الأرض ليبدأ بكشف خطاياهم ويقرر بناءً عليه مَن يصعد إلى السماء ومن يُطرح في بحيرة النار والكبريت. مهما كانت التخيلات البشرية، لا يمكنها تغيير جوهر عمل الله. فتخيلات الإنسان ليست إلا من بنات أفكاره ووليدة عقله وزبدة ما استنتجه مما سمعه ورآه. لذلك أقول، مهما كانت تصّوراته رائعة فهي ليست أكثر من مجرد تصوير عاجز عن أن يكون بديلاً لخطة عمل الله؛ في نهاية الأمر، الشيطان قد أفسد الإنسان، فكيف يمكنه أن يفهم أفكار الله بصورة كاملة؟ فهو يتصوّر عمل الدينونة الإلهية على أنه أمرٌ رائعٌ، ويؤمن أنه طالما أن الله يتمّم عمل الدينونة بنفسه، إذًا فهو أمر خارج نطاق قياس البشر واستيعابهم، أمرٌ تضجُّ به السماوات وتهتزّ له الأرض، وإلا كيف يكون عملاً للدينونة يعمله الله؟ يؤمن الإنسان أنه طالما أن هذا هو عمل الدينونة، فلا بُدّ أن يتجلّى جلال الله ومهابته على نحوٍ خاصٍ أثناء عمله، وأن من ُيدانون لا بُدّ وأنهم ينوحون بالدموع جاثين على ركبهم يترجّون الرحمة. يبدو هذا مشهدًا مذهلاً ومثيرًا... فالكل يتصوّر أن دينونة الله هي دينونةٌ معجزة. ولكن هل تعلمون أنه في الوقت الذي بدأ الله فيه عمل الدينونة بين البشر منذ مدة طويلة ألا تزالون قابعين في سباتٍ خامل؟ هل تعلمون أن الوقت الذي تظنون أن الله قد بدأ فيه عمل الدينونة رسميًّا هو الوقت الذي يصنع فيه الله أرضًا جديدةً وسماءً جديدةً؟ في هذا الوقت ربما يمكنكم فقط فهم معنى الحياة، ولكن عمل العقاب الإلهي المجرد من الرحمة سيطرحكم، أنتم أيها النائمون في سُبات، في الجحيم. وقتها فقط ستدركون فجأةً أن عمل دينونة الله قد انتهى". لقد دُهشتُ حقًّا من تلك الكلمات. فقد كشفَتْ وبدقَّةٍ شديدةٍ عن أفكار الناس ووجهات نظرهم العميقة حول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة – كما كانت حقيقيةً وعملية أيضًا. وتساءلت قائلة: "هل يمكنُ أن تكون فكرة إقامة الدينونة في السماء التي كنت مُتمسكةً بها من صُنعِ خيالي؟ يوضح هذا المقطع أن جميع الناس يتخيلون أن عمل دينونة الله غامضٌ وخارقٌ للطبيعة. كما يشير إلى أن عمل الدينونة قد بدأ منذ زمن طويل وسيُختَتَمُ قريبًا، ويحُثُّ الناس على عدم إضاعة الوقت في البحث عن تجلِّياتِ الله. هل يُمكنُ أن يكون ذلك صوت الله؟" لقد جعلَتْني هذه الفكرة أشعر بعدم الاستقرار وأردتُ في الواقع التوصُّل إلى توضيح فوريٍّ لحقيقة معنى دينونة الله. لكن كان هناك الكثير من المحتوى على موقع كنيسة الله القدير الإلكتروني، وكنتُ لا أعرف في ذلك الوقت من أين أبدأ بالبحث؛ لذلك قرَّرتُ البحثَ عن أعضاءِ الكنيسة ومعرفة ما إذا كان يمكنهم مساعدتي في فهم الأمور.
باستخدام خاصيَةِ الدردشة عبر الإنترنت على موقع كنيسة الله القدير، أرسلتُ رسالة أخبرهم فيها أنني مهتمَّةٌ بمعرفة المزيد عن الدينونة. فأجابني أحدهم بسرعة شديدة، وعرَّفني إلى شقيقتين من كنيسة الله القدير تواصلتا معي هما: ليو هوي ولي ماي. وخلال تبادلنا الحديث، اكتشفتُ أنَّ لِهاتين الأختين طريقة كلام صريحة ونزيهة وأنهما صادقتان للغاية؛ فرغبتُ في إجراء دردشة من القلب إلى القلب معهما. وقلت لهما: "أنا حقًّا أحبُّ موقع كنيسة الله القدير الإلكتروني. فهو يَحوِي كُلَّ أنواعِ الكتُبِ الروحية، وترانيم التسبيح، والفيديوهات الموسيقية، وأفلام الإنجيل، وتلاوات كلام الله وأكثر من ذلك. يوجد بالفعل محتوى غزير، لكنني لا أفهم ما المقصود بدينونة الله. لقد قرأت للتو جزء "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق" الذي يبدو أنه يقول إن عمل دينونة الله قد بدأ بالفعل وإن فكرة إقامة الدينونة في السماء ما هي إلا نتاج مفاهيم الإنسان وخياله. هذا مختلفٌ تمامًا عن فَهمِيَ المألوف للدينونة. هل يُمكنكما مُشاركتي فهمَكُما لهذا الأمر؟"
أجابتني الأخت ليو هوي قائلة: "سبّحي الله! دعينا نسعى ونقوم بالشركة معًا! لقد كُنتُ أُفكِّر في الأمر بهذه الطريقة أيضًا معتقدةً أن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة سيتم في السماء. لكن بعد أن قرأتُ كلام الله القدير وقمتُ بالشركة مع الإخوة والأخوات، أدركتُ أنَّ ذلك لم يكن في الحقيقة سوى مفهومي وتخيُّلي الخاصَّين. وقد ذُكر وبشكل واضح جدًّا في بعض النبوءات في الكتاب المقدس ما إذا كان عمل دينونة الله سيتِمُّ في السماء أو على الأرض. على سبيل المثال، يقول سفر الرؤيا الإصحاح الرابع عشر: الآيتين السادة والسابعة: "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:"خَافُوا ٱللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَٱسْجُدُوا لِصَانِعِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ ٱلْمِيَاهِ". ويقول المزمور السادس والتسعون: الآية الثالثة عشر: "أَمَامَ ٱلرَّبِّ، لِأَنَّهُ جَاءَ. جَاءَ لِيَدِينَ ٱلْأَرْضَ. يَدِينُ ٱلْمَسْكُونَةَ بِٱلْعَدْلِ وَٱلشُّعُوبَ بِأَمَانَتِهِ". ويقول إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع: الآية التاسعة والثلاثون: "لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ". تقول تلك الآيات من الكتاب المقدس: "مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ"، "جَاءَ لِيَدِينَ ٱلْأَرْضَ". و"لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ". يُمكننا أن نرى من ذلك أنه يجب أن يأتي الله شخصياً إلى العالم في الأيام الأخيرة، وسيأتي إلى الأرض للقيام بعمل الدينونة لِيُدِينَ جميع الشعوب وجميع الأمم. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال قراءة الكتاب المقدس نعرفُ أنه قبل أن يخلِقَ الله الجنس البشري، خلقَ السماء والأرض وكُلَّ الأشياء من أجل تهيئة بيئة معيشية مناسبة لنا. ثم خلق الله الجنس البشري ووضعَ ترتيباته لكي نعيش على الأرض وليس في السماء. فكيف يمكننا أن نصعدَ إلى السماء؟ ليس لدى البشر الفاسدين خيارٌ سوى قبول دينونة الله هنا على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإنه مُدوَّنٌ في سفر الرؤيا أن يوحنا قد رأى عرشًا عظيمًا أبيضَ في السماوات في جزيرة باتموس. في الواقع، كانت هذه مجرد واحدة من رؤى يوحنا، ولكن بعض الناس قد فسروا ذلك حرفيًّا على أنه يعني أن الله عندما يعود الله في الأيام الأخيرة سيُدينُ الناس في السماء. هذا ليس سوى مفاهيمنا وخيالنا الخاصَّين، وهو تفسير خاطئ للنبوءات – وليس واقع عمل الله على الإطلاق".
ذُهِلتُ مما سمعتُ وقلتُ لنفسي: لقد قرأتُ كُلَّ آيات الكتاب المقدس التي كانت الأختُ تقرأها لي، فكيفَ لَمْ ألحَظ المعنى الحقيقي لتلك الكلمات؟ نعم! لقد خلق الله الجنس البشري ليعيش على الأرض، فكيف يُمكن أن نصعد إلى السماء؟ لقد كان إيماني مليئًا حقًّا بالغموض والجهل!
ثم قامت الأخت لي ماي بالشركة معي حول ما يلي: "لَمْ يتجسَّد الله في الأيام الأخيرة لكي يؤدي عمل الدينونة على الأرض فحسب، بل إن عملَهُ قد بدأ منذ وقت طويل وسينتهي قريبًا. لا يتِمُّ عمل دينونة الله في السماء كما يتصور الناس، ولا يُدينُ الناس بشكل مباشر كما يعتقدون. بل في الحقيقة كُلُّ من يأتون أمام عرش الله قبل أن ينتهي عمل دينونتِهِ هم أولئك الذين يُمكن دينونتهم وتجربتهم وتطهيرهم بكلام الله. كُلُّ الذين يقبلون دينونة الله ويُطهَّرون سوف يأخذهم الله إلى ملكوته. لكن بالنسبة لأولئك الذين يرفضون قبول دينونة كلام الله وبما أن الله لم يُدِنْ طبيعتهم الخاطئة ويُطهِّرها، فإنهم سيستمرون في العيش في الخطية، وسيواصلون ارتكاب الخطايا باستمرار. سوف يكذبون ويخدعون ويثورون على الله ويقاومونه. وسيُهلَكون في الجحيم بسبب خطاياهم – وهذا تجلٍّ حقيقي لشخصية الله البارَّة. من اتَّبعوا الرب مِنَّا لسنوات عديدة قد اختبروا بعمق أنه على الرغم من أننا افتُدينا من خطايانا بسبب إيماننا، فإن مشكلة طبيعتنا الخاطئة لم تُحَل بعد. نحن نتَّبعُ الرب ولكن في الوقت نفسه غالبًا ما نخالف تعاليمه، وبدلاً من ذلك نُطلقُ العنان لرغباتنا الجسدية لارتكاب خطايا مثل الكذب والغش والانخراط في المؤامرات والنضال من أجل الحصول على الشهرة والثروة. نتعطش للتفاخر الزائف والفارغ ونسعى وراء اتجاهات العالم الماديِّ الشريرة وهلُمَّ جرًّا. خاصة عندما نواجه التجارب والحوادث والكوارث، نسيء فهم الله ونلومُهُ بل نخونه. يمكننا أن نقول إننا نعيش في حالة من الخطيئة المستمرة ومن ثم الاعتراف بخطايانا، ولكننا لا نتخلَّصُ من أغلال طبيعتنا الخاطئة. يقول الكتاب المقدس: "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (عبرانيين 12: 14). كيف يمكن لأشخاص فاسدين مثلنا دخول ملكوت الله؟ لقد قال الله القدير: "خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجسٌ وأنانيٌّ ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – أنّى لك أن تحظى بهذا الحظ الوفير! لقد فقدتَ خطوةً في إيمانك بالله: أنت مجرد شخصٍ نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوةً من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الألقاب والهوية). لذلك، يُنفِّذُ الله خطَّةَ تدبيرِهِ خلال الأيام الأخيرة حيث يُنفِّذُ مرحلة عمل دينونة الناس وتوبيخهم وتطهيرهم وفقًا لما يحتاج إليه البشر الفاسدون، والغرض من ذلك هو تخليصنا تمامًا من مُلكِ الشيطان، وإزالة أغلال طبيعتنا الخاطئة حتى نُطهَّرَ ونُخَلَّصَ. من هذا يمكننا أن نُدرِكَ أن عمل الله في الأيام الأخيرة هو مُتعلِّقٌ كُليًّا بالتطهير والخلاص وغير مُتعلِّقٍ بإدانتنا كما يتصور الناس".
استمرَّت الأخت ليو هوي في الشركة معي قائلة: "هذا صحيح يا أخت إنوي. دعينا نفكر في الأمر، لو كان عمل دينونة الله يهدف إلى إدانتنا ومعاقبتنا، فلن يُخلَّصَ أيُّ واحدٍ منا – نحن جميعًا الذين أفسَدَنا الشيطان بعمق – ولن يتمكن أبدًا من دخول ملكوت الله. إذا كان الأمر كذلك، فما الفائدة إذًا من عمل دينونة الله؟ كلام الله القدير يذكُرُ بوضوح سبب قيام الله بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة وما هي أهميته. دعينا نقرأ المقطعين التاليين من كلام الله القدير: "يعيش الإنسان حياته بأسرها تحت حُكم الشيطان، ولا يستطيع أحد أن يحرّر نفسه من تأثير الشيطان بمفرده. جميع البشر يعيشون في عالم دنس، في فساد وفراغ، دون أدنى معنى أو قيمة؛ إنهم يعيشون حياة هانئة من أجل الجسد والشهوة والشيطان. لا يوجد أدنى قيمة لوجودهم. فالإنسان غير قادر على إيجاد الحق الذي سيحرره من تأثير الشيطان. ومع أن الإنسان يؤمن بالله ويقرأ الكتاب المقدس، فهو لا يفهم كيفية تحرير نفسه من سيطرة تأثير الشيطان. اكتشف عدد قليل جدًا من الناس على مر العصور هذا السر، وتطرق عدد قليل منهم إليه. ... إذا لم يتطهر الإنسان، فإنه يبقى في الدنس؛ وإذا لم يحميه الله ويهتم به، فهو لا يزال أسيرًا للشيطان؛ وإذا لم يُوبَّخ ويُدان، فلن يكون لديه أي وسيلة للهروب من اضطهاد التأثير المظلم للشيطان. إن الشخصية الفاسدة التي تظهرها وسلوك العصيان الذي تحياه يكفيان لإثبات أنك ما زلت تعيش تحت مُلك الشيطان. إذا لم يتطهر عقلك وأفكارك، ولم تُدن شخصيتك وتُوبخ، فلا يزال وجودك بجملته خاضع لمُلك الشيطان، والشيطان يسيطر على عقلك، ويتلاعب بأفكارك، ويداه تتحكمان في وجودك بجملته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). "من خلال عمل الدينونة والتوبيخ هذا، سيعرف الإنسان الجوهر الفاسد والدنس الموجود بداخله معرفًة كاملة، وسيكون قادرًا على التغير تمامًا والتطهُّر. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يستحق العودة أمام عرش الله. الهدف من كل العمل الذي يتم في الوقت الحاضر هو أن يصير الإنسان نقيًّا ويتغير؛ من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة، وأيضًا التنقية، يمكن للإنسان أن يتخلص من فساده ويصير طاهرًا" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)]. إذن ما الذي يمكن أن نختبِرَهُ من كلمات الله؟ عند النظر إليها من زاوية واحدة يمكننا أن نرى أن كلمات الله عملية للغاية وتعكس وضعنا في الحياة الواقعية جيدًا، ومن زاوية أخرى، يمكننا أن نرى أننا يجب أولًا أن نختبر دينونة الله وتطهيره لتخليصِ أنفسنا من الفُحشِ والفساد، والتخلُّصِ من تأثير الشيطان المظلم. عندها فقط سوف نكون مؤهلين لكي يأخذنا الله إلى ملكوته. دون عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، لا يمكن أن نُطهَّرَ بشكل كافٍ لنصبح أشخاصًا يسعون وراء قلب الله، وبالتأكيد لن نكون قادرين على دخول ملكوت الله. لن نتوقف أبدًا عن ارتكاب الخطايا ومقاومة الله، وفي النهاية، سوف يُهلِكُنا الله في الجحيم. في الواقع، يمكننا أن نرى من شهادات الحياة الحقيقية للإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير أن دينونة الله وتوبيخه هما نور الخلاص للبشرية. لقد أفسد الشيطان كُلَّ واحد منا، ولكن لأنه يُمكننا أن نأتي أمام الله القدير ونتلقّى ِدينونة كلام الله وتوبيخه، تتغير شخصيتنا الحياتية تدريجيًّا، ونتحوَّلُ من التمرُّد والمقاومة إلى القبول والخضوع؛ نتحوَّلُ من الغطرسة وبِرِّ الذات وعدم الخضوعِ لأحدٍ إلى أن نكون مُستعدين لِوَضعِ غرورنا جانبًا والخضوع لما هو صواب، وهو الخضوع للحق. بالإضافة إلى ذلك، كُلُّ ما تم التعبير عنه في دينونة الله وتوبيخه هو الحقّ، وهما أيضًا تعبيرٌ عن شخصيةِ الله البارَّة والقدُّوسة، لذلك كُلَّما اختبَرنا دينونة الله وتوبيخه أكثر، ازدادت معرفتنا بالله. وكُلما عرفنا الله أكثر، ازداد وضوح رؤيتنا للناس والأشياء والأحداث في العالم. ووفقًا لذلك، تتغير وجهاتُ نظرنا وقِيَمُنا بدرجات متفاوتة، ونتَّقي الله ونخضعُ له أكثر، هذا ما تُحققه دينونة الله القدير وتوبيخه فينا. فدون دينونة نور الحق في كلام الله، سوف نعيش جميعًا في ظلام ونرتكب الخطايا ثم نعترف بها، ونعترف بها ثم نرتكبها مرة أخرى كل يوم، ولا نتخلص أبدًا من قيود الخطيئة. إذًا كيف يُمكن أن يأخذنا الله إلى ملكوته؟
بعد القيام بالشركة مع الأختين لي وليو، شعرت وكأن ضوءًا ساطعًا قد أُضيءَ في قلبي. ما قالتاهُ صحيح: لقد كان القس والشيوخ والإخوة والأخوات في كنيستي عاجزين عن تخليص أنفسهم من عبودية الخطيئة. أنا أيضًا كثيرًا ما أرتكبُ الخطايا رغمًا عنِّي ولم أتمكن من ممارسة كلام الرب. نحن جميعًا نعيش في حالة من ارتكاب الخطايا ومن ثم الاعتراف بها – ونحتاج حقًّا إلى أن يعود الله ويُنفِّذَ مرحلة عمل الدينونة والتطهير. لو لَمْ أبحثْ في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ما كنتُ لأفهم هذه الحقائق أبدًا. شعرتُ بالامتنان الشديد لله على توجيهه لي. ومن خلال قراءة كلمات الله القدير والاستماع إلى شركة الأختين، بالإضافة إلى قراءة الشهادات المكتوبة للإخوة والأخوات في كنيسة الله القدير والتي تصف كيف طُهِّرَت شخصياتهم الفاسدة من خلال دينونة كلام الله، اكتسبتُ بعض الفهم لعمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، وتبددت مفاهيمي الخاصة، وأصبحتُ أعرفُ الآن أن دينونة الله وتوبيخه ضروريان لنتمكَّنَ من التخلُّصِ من الخطيئة ونيلِ التطهير.
ثم قالت ليو هوي: "لنقرأ مقطعين آخرين من كلام الله القدير. قال الله القدير: "في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه، وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق). "أولئك الذين يرغبون في الحصول على الحياة من دون الاعتماد على الحق الذي نطق به المسيح هُم أسخف مَنْ على الأرض، وأولئك الذين لا يقبلون طريق الحياة الذي يقدّمه المسيح هم تائهون في الأوهام. لذلك أقول إن أولئك الذين لا يقبلون مسيح الأيام الأخيرة سوف يُرذَلون من الله إلى الأبد. المسيح هو بوابة الإنسان الوحيدة إلى الملكوت في الأيام الأخيرة، التي لا يستطيع أحد أن يتجنبها. لن يكمّل الله أحدًا إلا بالمسيح. إن كنت تؤمن بالله، عليك أن تقبل كلماته وتطيع طريقه. يجب ألّا ينحصر تفكيرك في نيل البركات من دون قبول الحق. أو قبول الحياة المُقدَّمَة إليك. يأتي المسيح في الأيام الأخيرة حتى ينال الحياة كل مَنْ يؤمن به إيمانًا حقيقيًا. إن عمله إنما هو من أجل وضع نهاية للعصرالقديم ودخول العصر الجديد، وعمله هو السبيل الوحيد الذي يجب أن يسلكه كل من يريد دخول العصر الجديد. إذا كنتَ غير قادر على الاعتراف به، لا بل من الرافضين له أو المجدّفين عليه أو حتى من الذين يضطهدونه، فأنت عتيدٌ أن تحرق بنار لا تُطفأ إلى الأبد، ولن تدخل ملكوت الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية). من كلام الله القدير، يمكنُ أن نرى أن الله صار جسدًا في الأيام الأخيرة للتعبير عن كُلِّ الحقائق من أجل تطهير البشر وتخليصهم وفقًا لاحتياجاتهم. إنه يكشفُ عن شخصية الله البارَّة التي لا تتحمَّلُ أي إثمٍ للبشر. كما يكشفُ الله من خلال كلامه عن طبيعة الناس وجوهرهم والحالة الحقيقية لفسادهم. فقط من خلال قبول كلام الدينونة الذي عبَّر عنه الله القدير يُمكننا أن نُدرِكَ غرورنا ومَكْرَنا وأنانيتنا وشرَّنا وما إلى ذلك والتي تُعتبر كلها جزءًا من طبيعتنا الشيطانية وشخصيَّاتنا الفاسدة. فقط من خلال قبول دينونة الله وتوبيخه يُمكنُ أن نعرف شخصية الله البارَّة وأن تُصبح لدينا قلوب تتقي الله وتتوب توبة حقيقية. وبالتالي يمكننا تحقيق التحوُّل في شخصياتنا الفاسدة وتطهيرها. هذه هي أهمية دينونة الله، وهي أيضًا طريقنا الوحيد للخلاص. أخت إنوي، ما دُمنا نقرأ بجديةٍ أكبر قدرٍ ممكن من كلام الله القدير، فإن أهمية عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة ستتضحُ لنا، بل أكثر من ذلك، سنرى أن مسيح الأيام الأخيرة وحده مَن يمكنه أن يمنح الناس طريق الحياة الأبدية".
سبِّحوا الرب! لقد اكتسبتُ كمًّا هائلاً من المعلومات من خلال التواصل مع الأختَين. وعلى الرغم من أنني لم أختبر بعدُ دينونة الله وتوبيخه، فإنني ومن خلال الشركة معهما وقراءة شهادات من اختبارات الدخول إلى الحياة، شعَرتُ أن دينونة الله القدير وتوبيخه يُمكِنُهما تغييرُ الناس حقًّا. كما أشعر أيضًا أنني في حاجة فعلًا إلى أن يؤدي الله مرحلة عمل الدينونة والتوبيخ لكي يُحوِّلني ويُطهِّرَني حتى أكون مؤهلة للرَّفعِ إلى ملكوت السماوات. في وقت لاحق، وبعد بضعة أيام أخرى من الشركة، أدركتُ أكثر أهمية عمل دينونة الله والحقيقة المتعلقة بأسماء الله. وتعلَّمتُ أيضًا الحقائق التي تساعدني في تمييز المسيح الحقيقي من المسحاء المُزيَّفين، والكنائس الحقيقية من المُزيَّفة. لقد تعلَّمتُ حقائق عن تجسد الله، والفرق بين عمل الله وعمل الإنسان، وكيف يُفسِدُ الشيطانُ الجنس البشريّ، وكيف يُخلِّصُنا الله وأكثر من ذلك. وتوصلت إلى استنتاج قاطع بأن الله القدير هو حقًّا الرب يسوع العائد، وقبِلتُ بقلبٍ سعيدٍ عملَ الله القدير في الأيام الأخيرة. سبِّحوا الله! منذ ذلك الحين، شعرتُ بتعطُّشٍ شديد لقراءة كلام الله. ومن خلال عيش حياة الكنيسة، والشركة حول الحقائق مع الإخوة والأخوات، وقبول سقاية كلام الله وتغذيته، أشعر أن روحي تكتسب قدرًا كبيرًا من القوت. وقد سمَحَ لي هذا بأن أشهد التحقيق الكامل لهذه النبوءة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس والتي تقول: "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). لقد شعرتُ أيضًا بِتَحقُّقِها في داخلي. لقد فتحَ كلام الله القدير باب قلبي وسمح لي بسماعِ صوت الله، ومعرفة عمل دينونة الله، والعودة أمامه. الشكر لله!