39. عيش شَبَه الإنسان في نهاية المطاف

عندما أصبحت قائدة كنيسة في عام 2018، وجدت أن هناك أختًا اسمها يانغ تتمتع بخامة جيدة وتتقصى الحق. فكرت في نفسي "إذا استطعت أن أدرّبها جيدًا، سيجعل ذلك أموري أكثر يسرًا، وسيتحسّن عملنا، وستُطري عليّ قائدتي، أيضًا." وعليه، انهمكت في تدريبها. كنت أتشارك معها عندما تقع في أية مشكلة، وأوكلت إليها أن تكون قائدة الفريق. حققت تقدّمًا سريعًا وكانت متنبّهة في واجبها. وبعد فترة وجيزة، تحسّن عمل فريقنا. فكّرت: "لو أن في فريقي بضعة أشخاص آخرين مثل الأخت يانغ، سيتحسّن كل عمل كنيستنا بشكل ملحوظ. وسأكون قادرة على الاسترخاء قليلًا وسنرى نتائج أفضل، وسيقول الجميع إنني أُحسن العمل." ذات يوم، احتجنا بشكل طارئ إلى شخص يقوم بتجميع الوثائق عن تطهير أضداد المسيح وفاعلي الشر واستبعادهم. اتفقنا جميعًا على أن الأخت يانغ ينبغي أن تتولى هذا العمل. وكم دهشت أنها استطاعت استيعاب المبادئ بسرعة وأنتجت وثائق تتسم بالموضوعية والدقة على حد سواء. كانت قائدتي تسأل غالبًا عما إذا كان في فريق عملنا شخص يجيد تجميع الوثائق وكنت أعلم أن الأخت يانغ تستطيع ذلك. لكن عندما فكّرت في أنها ستُنقل وفي التأثير الحتمي لذلك على عملنا، لم أشأ أن أسمح لها بالذهاب، ولم أقترحها أمام القائدة.

في أحد الاجتماعات، قالت القائدة إنهم يحتاجون شخصًا يقوم بتجميع الوثائق عن تطهير أضداد المسيح وفاعلي الشر واستبعادهم، وسألتنا ما إذا كنّا نستطيع تزويدهم بالشخص المناسب لهذا العمل. فكّرت: "إن الأخت يانغ تجيد القيام بذلك، لكن إن سمحت لها بالرحيل، سيتعيّن عليّ تدريب شخص آخر ليحلّ مكانها. وسيتطلّب الأمر الكثير من الجهد. ما الذي ستظنّه قائدتي بي إذا بدأ عملنا في التذبذب؟ إن الأخت تانغ ماهرة بدورها في تجميع الوثائق، لكنها خاملة قليلًا في واجبها وتميل إلى احتياج الكثير من المساعدة. سأقترحها كخيار بديل. وبهذه الطريقة، أكون قد قدّمت أحدهم لأداء المهمة ويكون باستطاعة الأخت يانغ أن تبقى في مكانها. ولن يتأثّر عملُنا." وعليه، زكّيت الأخت تانغ وتحدثت أمام الآخرين عن نقاط قوتها وتعمّدت أن أجعل الأخت يانغ تبدو أقل شأنًا منها. وبعد عدة أيام، اختيرت الأخت تانغ لأداء المهمة. وجدت لاحقًا أن الأخت تانغ غير قادرة على إنجاز العمل من تلقاء نفسها. فكّرت "لا شكّ أن الأخت يانغ قادرة على أداء هذا العمل. لكنني لا أريدها أن تذهب. إنها تجيد القيام بواجبها، فما الذي سيحدث لعملنا إذا رحلت؟" وعليه اخترت مرة أخرى ألا أزكّي الأخت يانغ. بعد بضعة أيام، طلبت قائدتي الأخت يانغ تحديدًا وأبلغتنا بضرورة إيجاد شخص ليحل مكانها في أسرع وقت ممكن. كنت حقًّا معارضة لهذه الفكرة. وفكّرت "إذا رحلت الأخت يانغ، من سيقوم بتجميع وثائق كنيستنا؟ وحتى إن استطعنا العثور على الشخص المناسب للحلول مكانها، فسيكون مجرّد مبتدئ ولن يعرف المبادئ. وسيحتاج للتدريب. ولن يعاني عملنا فحسب، بل سيكون العمل شاقًّا وسيتطلب مني بذل الكثير من الجهد." كنت أعرف أنني مخطئة في تفكيري بهذه الطريقة، لكنني استمررت في إيجاد الأعذار لنفسي: "لقد درّبت الأخت يانغ بنفسي. فإذا رحلت، لن يكون لدينا أحد في فريقنا يستطيع القيام بوظيفتها. كيف سيؤدّى العمل عندئذ؟ كلا، ينبغي عليّ مناقشة الأمر مع شريكتي عملي ومراسلة القائدة للطلب منها أن تسمح للأخت يانغ بالبقاء لبضعة أشهر إضافية إلى أن نكون قد درّبنا شخصًا آخر." عندما شاركت ذلك مع شريكتي عملي، وبّختاني قائلتين: "نحن ندرّب الناس ليقوموا بعمل بيت الله. إذا رحلت الأخت يانغ، يمكننا تدريب شخص آخر. ألا تتصرفين بأنانية بمحاولتك منع الأخت يانع من الرحيل؟" لكنني لم أتفكّر بنفسي، بل فكّرت: "أنتما سخيّتان جدًا. هل تعتقدان أنه من السهل تدريب الناس؟" كنت أشعر بأنني أصبح أكثر استياء ومقاومة وامتعضت من شريكتي عملي لأنهما غير قادرتين على رؤية ضفّتي. وما هي إلا برهة وجيزة، حتى بدأت أشعر وكأنني أحترق، وكأن نارًا تشتعل بداخلي، وشعرت بالضعف في كل أنحاء جسمي. فكّرت: "الطقس جيّد، ولست مصابة بنزلة برد. هذا غريب حقًّا." أدركت أن ذلك كان تزكية الله وتأديبه لي. فكّرت في كلمات الله: "والآن عندما أعمل بينكم فإنكم تتصرفون بهذه الطريقة؛ فإذا جاء يوم لا يوجد فيه مَنْ يرعاكم، ألن تصبحوا مثل قطّاع الطرق الذين أعلنوا أنفسهم ملوكًا على جبالهم الصغيرة؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)]. صُعقت إذ أدركت أن كلمات الله تكشف بالضبط حالتي الشخصية. كنت أعامل الأخت يانغ وكأنها من ممتلكاتي الخاصة. اعتقدت أنني بما أنني درّبتها، فلا بد أن تكون خاصتي وأنها ينبغي أن تظل في كنيستي لتضعني في صورة مناسبة. ولن أسمح لأحد بالحصول عليها. في الواقع، يقوم جميع الإخوة والأخوات بواجبهم في بيت الله وإرسالياتهم تأتي جميعها من الله. إنهم يقومون بواجباتهم في الوقت والزمان المناسبين اللذين يحتاجهما بيت الله وبحسب ما يرتّبه الله. ومع ذلك كنت مخادعة وغششت الآخرين في سبيل وجاهتي ومكانتي، وقمت بما أستطيع للحفاظ على الأخت يانغ لنفسي. ألم أكن واحدة من "قطاع الطرق الذين أعلنوا أنفسهم ملوكًا؟" حاولت أن أتحكّم بالأخت يانغ وأن أنتزعها من الله. كان هذا مماثلًا لما يفعله أضداد المسيح وكان طريقًا للدمار. عند إدراك ذلك، شعرت بأنني نادمة حقًّا. كنت متغطرسة جدًا وأنانية.

ثم قرأت كلمات الله هذه: "ما المعيار الذي يُحْكَمُ به على أفعال الشخص على أنها أفعالٌ خيِّرةٌ أو شرِّيرة؟ يعتمد ذلك على ما إذا كنت في أفكارك وتعبيراتك وأفعالك تملك شهادة وضع الحقّ موضع التنفيذ وعيشِ واقعِ الحقّ. إذا لم يكن لديك هذا الواقع أو لم تَعِشْهُ، فأنت شرِّيرٌ بلا شكٍّ" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة")." إذا كان المرء يؤمن بالله ولكن لا يراعي كلامه، أو يقبل الحق، أو يخضع لترتيباته وتنظيماته؛ وإذا أظهر فقط بعض السلوكيات الجيدة، ولكنه لم يكن قادرًا على التخلي عن الجسد، أو التخلي عن أي شيء من كبريائه أو اهتماماته؛ ومع أنه يؤدي واجبه ظاهريًا، فهو ما زال يعيش وفقًا لشخصياته الشيطانية، ولم يتخل بأي شكل عن فلسفات وجود الشيطان وأنماطه، ولا يتغير، فكيف يمكنه إذًا أن يؤمن بالله؟ هذا إيمان بالدين. هؤلاء الناس يتخلون عن الأشياء ويبذلون أنفسهم بشكل سطحي، لكن لا يتأسَّس الطريق الذي يسلكونه ومصدر كل شيء يفعلونه والدافع له على كلام الله أو الحق؛ بل يستمرون في التصرف وفقًا لتخيلاتهم ورغباتهم وافتراضاتهم الذاتية، ولا تزال فلسفات الشيطان وشخصياته أساس وجودهم وأفعالهم. إنهم لا يطلبون الأمور التي لا يفهمون حقيقتها؛ والأمور التي يفهمون حقيقتها لا يمارسونها، أو يمجدون الله لأنه عظيم، أو يقدِّرون الحق. مع أنهم أتباع الله اسميًا، إلا أنه مجرد كلام؛ إن جوهر أفعالهم ليس إلا تعبيرًا عن شخصياتهم الفاسدة. لا يوجد ما يدل على أن دافعهم وقصدهم هو ممارسة الحق والتصرف وفقًا لكلام الله. هل الأشخاص الذين يفكرون في مصالحهم الشخصية قبل أي شيء آخر، والذين يشبعون رغباتهم ومقاصدهم أولاً هم من يتبعون الله؟ (كلا). وهل يمكن للأشخاص الذين لا يتبعون الله إحداث تغيير في شخصياتهم؟ (كلا) وإذا لم يتمكنوا من تغيير شخصياتهم، أفلا يكونون مثيرين للشفقة؟ "(من "الإيمان بالدين لن يؤدي قط إلى الخلاص" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). تأملت في كلمات الله وتفكّرت في سلوكي. بدوت وكأنني أقدّم التضحيات لله، ولكن حافزي في واجبي كان إرضاء مصالحي الشخصية. عندما طلبت قائدتي شخصًا قادرًا على تجميع الوثائق، كنت أعلم أن الأخت يانغ هي الشخص الأمثل للقيام بهذا العمل. لكنني كذبت وخدعت لحماية مصالحي الخاصة، واقترحت الأخت تانغ بدلًا منها. وحتى عندما رأيت الأخت تانغ تعاني أثناء قيامها بتلك المهمة، وعلمت أنها ستتسبب بتأخير العمل، لم أقم بتزكية الأخت يانغ. لم أفكّر ببيت الله أو أولي أي اهتمام لمشيئة الله. اكتفيت باستخدام الإخوة والأخوات كأدوات لحماية وجاهتي ومكانتي. كنت شريرة وأنانية وحقيرة جدًا. لقد آمنت بالله لسنوات، ومع ذلك فإن جميع أفكاري ووجهات نظري كانت تستند إلى شخصياتي الشيطانية وإلى تكتيكات النجاة التي يتبعها الشيطان . لم ألتزم بكلمات الله أو أمارس الحقّ. كنت غير مؤمنة، تمامًا حسب ما توصّفه كلمات الله. لم يعد في استطاعتي أن أكون أنانية. كان عليّ أن أقدّم شخصًا موهوبًا وأن أقوم بعدها بتدريب المزيد من الأشخاص لكنيستنا. أجرينا ترتيبات بحيث يتولى شخص آخر مهمات الأخت يانغ في فريقنا وتم نقلها على هذا الأساس. لاحقًا، علمت أن الأخت يانغ عملت باستعجال على تجميع الوثائق عن تطهير الناس واستبعادهم. شعرت بالسوء عندما سمعت ذلك. لو أنني اقترحتها قبل ذلك ووضعت مصالحي الشخصية جانبًا، لما كان تم إرجاء هذا العمل لمثل هذا الوقت الطويل. حدث ذلك بسبب أنانيتي. لقد عصيت وارتكبت الشر. اعتبرت هذا بمثابة إنذار كي لا أعود إلى تفضيل مصالحي على مصالح بيت الله.

اعتقدت أن هذه التجربة غيّرتني قليلًا، لكن المشكلة القديمة نفسها كانت تنتظر الظروف المناسبة فحسب لتطل برأسها القبيح من جديد. بعد ذلك بوقت قصير، سألتني قائدتي عن الأخت ليو. أرادت منها أن تذهب للمساعدة في سقاية المؤمنين الجدد في كنيسة مجاورة. شعرت ببعض الممانعة، لكنني اعتبرت أنني لا ينبغي أن أكون أنانية، وأنه ينبغي عليّ مساندة عمل الكنيسة، وباستطاعتي دائمًا أن أدرّب شخصًا آخر. وافقت على السماح للأخت ليو بالرحيل. ولكنها بعدئذ قالت إنه يتعيّن ترقية الأخت لي التي كانت مسؤولة عن تصنيف الوثائق وطلبت مني كتابة تقييم عنها. كان ذلك أشد مما أستطيع تحمّله. إذا رحلت الأخت لي، من سيتولى مسؤولية تصنيف الوثائق؟ لم أكن أريد للأخت لي أن ترحل لذا أرجأت كتابة التقييم عنها. أردت تأخير رحيلها لبضعة أيام كي يُتاح في هذه الأثناء لقائدتي أن تجد شخصًا آخر وتسمح للأخت لي بالبقاء. لاحظت شريكتي في العمل أنني لم أكتب التقييم وضغطت علي للقيام بذلك. اكتفيت بتقديم بعض المبررات وقلت إنني سأباشر العمل عليه، لكنني ظللت أؤجل كتابته. بعد حوالي 10 أيام، قالت شريكتي في العمل: "إن قائدتنا قامت بنقل الأخت لي من دون التقييم." استغرق الأمر مني وقتًا لاستيعاب ذلك. كانت الأمور تحدث بسرعة كبيرة! تم انتزاع جميع الأعضاء الجيدين في فريقي. ولن نعود قادرين على إنجاز أيّ عمل في الكنيسة. كانت هذه الأفكار تملأ ذهني حتى ليكاد ينفجر. شعرت وكأن حملًا ثقيلًا جثم على قلبي. فقدت كل شهية لتناول الطعام خلال الأيام القليلة المقبلة. لم أكن أفكر سوى كيف أنه يتعيّن علي إيجاد أشخاص جدد وحجم الضغط الذي يشكّله ذلك عليّ. كان كل ذلك سيتطلب جهدًا كبيرًا. كلما كنت أفكر في الأمر أكثر، كلما كان القلق يحكم سيطرته عليّ، وكلما كنت أشعر بمزيد من الإرهاق.

ذات يوم، زلّت قدمي عندما كنت أنزل على الدرج. سمعت فرقعة في قدمي، أشبه بصوت عظم ينكسر. فكّرت: "لقد فعلتها الآن. لا يمكنني أداء واجبي بسبب قدمي المكسورة." كنت أعلم أن هذا كان تأديب الله لي. فكّرت كيف أنني شاهدت الناس يُنقلون الواحد تلو الآخر وكيف تحاججت مع الله في قلبي وقاومت كل ذلك. لا شك أن موقفي تجاه واجبي أثار اشمئزاز الله، ولذا انتزع واجبي مني. شعرت بالخوف الشديد عند تفكيري بذلك. كانت قدمي تؤلمني بشدّة أيضًا. ظللت أصلي إلى الله، راغبة في التوبة حقًا. وكم دهشت عندما توقف ألم قدمي فجأة بعد غداء ذلك اليوم، وكأنني لم أُصب فيها على الإطلاق. عرفت في قلبي أن ذلك كان بمثابة تحذير من الله كي أتفكر في نفسي وأعرفها. وتساءلت: "لماذا أضع دائمًا مصالحي الخاصة في المرتبة الأولى؟"

شاهدت لاحقًا مقطع فيديو عن قراءة لكلمات الله. يقول الله القدير، "في الماضي، قبل أن يصبح كلام الله حياة الناس، كانت طبيعة الشيطان هي التي تولّت القيادة وسادت في داخلهم. ما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه العواطف القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحبّ تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أنّ هذا يعود بالدرجة الأولى إلى سمّ الشيطان الموجود داخلكم. يمكن للكلمات أن تعبّر خير تعبير عن ماهية سمّ الشيطان. على سبيل المثال، إذا سألت بعض الأشرار لمَاذا اقترفوا الشر، فسوف يُجيبون: لأن "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبح منطق الشيطان حياة الناس. قد يفعلون أمورًا لهذا الغرض أو ذاك، لكنهم لا يفعلونها إلاّ من أجل أنفسهم. ويعتقد الجميع أنه بما أن كل إنسان تعنيه نفسه، فينبغي للناس أن يعيشوا لأجل أنفسهم ويفعلوا ما يقدرون عليه لضمان منصب جيد، من أجل خاطر المأكل والملبس الراقي. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي حياة الإنسان وفلسفته، وهي تمثّل طبيعته أيضًا. إن كلمات الشيطان هذه هي بالضبط سُمُّ الشيطان، وعندما يعتمده الإنسان يصبح من طبيعته. وتنكشف طبيعة الشيطان من خلال هذا التصريح، فهو يمثّلها تمامًا. ويصبح هذا السُمّ حياة الإنسان وأساس وجوده. ولطالما ساد هذا السمُّ على البشرية الفاسدة منذ آلاف السنين" (من "كيف تسلك طريق بطرس؟" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة").

تقول كلمات الله إنه بعد أن أفسد الشيطان الجنس البشري، تم غرس جميع أنواع السموم الشيطانية في قلوبنا، وأصبحت هذه السموم في طبيعتنا. وعلى مثال "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط." يعيش الجميع بموجب هذا السم الشيطاني، فَكُلّ ما نقوم به يهدف إلى تحقيق مصلحتنا الخاصة، ونعتقد أن ذلك صحيح وسليم، ولذا نصبح أكثر أنانية وخداعًا. تفكرت في نفسي. عندما قامت القائدة بنقل أشخاص من كنيستي، قاومت الأمر وحاولت عرقلته، ولم أتورّع حتى عن استخدام الخداع. لعاملت الناس كما لو أنهم من ممتلكاتي، ورفضت السماح لبيت الله بالحصول عليهم. كنت أنانية وحقيرة جدًا، وغير عقلانية على الإطلاق. كنت أعترض طريق عمل بيت الله! عندما جاء الرب يسوع للعمل، حاول الفريسيون حماية مكانتهم ومصادر رزقهم من خلال منع الناس من اتباعه. لقد عاملوا المؤمنين بوصفهم ملكيتهم الخاصة، وتنافسوا مع الرب عليهم. في النهاية، أغضبوا الله وعاقبهم. بِمَ كان تصرّفي يختلف عن الفريسيين؟ إن الإخوة والأخوات هم خراف الله، ومن حق بيت الله أن يخصّصهم كيفما شاء. لم يكن لدي الحق في التدخل. بوصفي قائدة للكنيسة، ينبغي عليّ أن أقوم بواجبي كما يتطلبه بيت الله وبما يتماشى مع المبادئ، وأن أتشارك عن الحقّ لحل المشاكل وتدريب الناس. كان هذا واجبي، ومسؤوليتي. لكنني لم أراعِ مشيئة الله ولم أُخصص الأشخاص بحسب المبادئ. لم أكن مستعدّة لبذل الجهد لتدريب أشخاص آخرين. لم أتبرّع بمن أعرف أنهم مقتدرون، بل حاولت إبقاءهم تحت سيطرتي، وجعلتهم يعملون ويخدمون لوجاهتي. ألم أكن أسعى لتحقيق مصلحتي الخاص بما يتعارض مع بيت الله؟ كنت أتحدى الله وأسير في طريق أضداد المسيح. شعرت بالخوف عند تفكيري بذلك وشكرت الله على تأديبه لي عندما فعل ومنعي من ارتكاب المزيد من الشر.

لاحقًا، شاهدت مقطع فيديو آخر عن قراءة لكلمات الله. يقول الله القدير، "إن مشاعر البشر أنانية وتنتمي إلى عالم الظلام. لا توجد هذه المشاعر لأجل مشيئة الله، ولا توجد لأجل خطته، وهكذا لا يمكن أبدًا التحدث عن الإنسان والله في السياق نفسه. إن الله هو العَليّ إلى الأبد والمُبَجّل دائمًا، بينما الإنسان وضيع دائمًا، ولا قيمة له أبدًا. هذا لأن الله يقدم التضحيات دائمًا ويكرّس نفسه للبشرية؛ إنما الإنسان دائمًا ما يأخذ لنفسه ويسعى لأجل نفسه فقط. يتحمل الله دائمًا آلامًا من أجل بقاء الإنسان، ولكن لا يعطي الإنسان أي شيء أبدًا من أجل النور أو من أجل البر. وحتى لو بذل الإنسان جهدًا لبعض الوقت، فلا يمكن لهذا الجهد أن يتحمل ضربة واحدة، لأن جهد الإنسان هو دائمًا من أجل ذاته وليس من أجل الآخرين. إن الإنسان دائمًا أناني، بينما الله دائمًا إِيثارِيّ. إن الله هو مصدر كل ما هو عادلٌ وصالحٌ وجميلٌ، في حين أن الإنسان هو الذي يتبع كل القبح والشر ويظهرهما بوضوح. لن يغيِّر الله أبدًا جوهره من البر والجمال، لكن الإنسان قادرٌ تمامًا في أي وقت وفي أي وضع على خيانة البر والانحراف بعيدًا عن الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله). بيّنت لي كلمات الله أن الله غير أناني. إن كل ما يفعله هو لتخليصنا، ويهدف بمجمله إلى إفادتنا. إنّ بيت الله يعزّز الناس ويدرّبهم ويتيح للباحثين عن الحقّ ممن لديهم خامة جيّدة الحصول على المزيد من الممارسة والاضطلاع بإرساليات الله في نهاية المطاف. وهذا يفيد الإخوة والأخوات وعمل بيت الله. بالنسبة لي، تلقيت مجّانًا سقاية كلمات الله ومساندتها، والتدريب من بيت الله، ولكنني لم أفكر في القيام بواجبي لمجازاة محبة الله. كنت أفكر فقط في كيفية إبقاء الآخرين تحت سيطرتي. ومن أجل هيبتي ومكانتي، لم أتردد في اعتراض طريق تدريب الأشخاص لبيت الله، ما أدى إلى عرقلة عمله. لقد كنت أنانية وخبيثة جدًا، وغير أهل للعيش أمام الله. عرفت أنني لا أستطيع المضي قدمًا في هذه الطريقة. كان علي أن أزوّد بيت الله بالأشخاص الموهوبين لكي يتمكن المزيد من الإخوة والأخوات من أن يقوموا بالواجب الذي ينبغي عليهم القيام به في المكان المناسب. ما إن عدت إلى صوابي، حتى وجدت بسرعة شخصًا يتولى عمل الأخت لي وقدمت شكري لله. رغم أن الشخص الجديد لم يكن يعرف المبادئ، ورغم أنه تعيّن عليّ العمل بجدّ أكبر، شعرت بالسلام والراحة. كنت على استعداد لتقديم تضحيات لأفعل كل ما يمكنني فعله، والصلاة مع إخوتي وأخواتي للقيام بعمل كنيستنا بشكل جيد.

بعد مضيّ أسبوعين، قالت قائدتي ، "نحتاج أن تذهب الأخت تشاو لتحرير مسوّدات المقالات في كنيسة أخرى." عند سماع ذلك، فكّرت، "عليّ مراعاة مجمل عمل بيت الله. ولا يمكنني أن أكون أنانيّة بعد الآن. لكن من جديد، لقد بدأنا للتوّ في تدريب أخت أخرى على القيام بهذا العمل وهي لا تعرف المبادئ. إن عملنا لا بد أن يعاني. لذا من الأفضل أن تبقى الأخت تشاو في مكانها." أدركت أنني كنت أفكر في مصالحي الخاصة من جديد. فكّرت كيف سرت في طريق أضداد المسيح، وعطّلت عمل الكنيسة مرارًا وتكرارًا، وأغضبت شخصية الله. شعرت بالخوف الشديد. عندها فقط، خطرت في بالي كلمات الله: "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو مكانتك أو سُمعتك. لا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا بذلت ما في وسعك لتكون مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. عندما تكون مكانتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو لا تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. عندما لا تفكر في رغباتك الأنانية أو تفكر في مصالحك الخاصة في الأشياء التي تفعلها، وبدلاً من ذلك تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل بيت الله، مع مراعاة مصالحه وأداء واجبك جيدًا، ستجمع الأعمال الصالحة أمام الله. الأشخاص الذين يؤدون هذه الأعمال الصالحة هم الذين يمتلكون واقع الحق؛ على هذا النحو، فقد قدموا الشهادة" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أعطتني كلمات الله الطريق إلى الممارسة. كان علي أن أراعي مشيئة الله وعمل الكنيسة. لا يمكنني أن أكون أنانية وأن أحاول الاحتفاظ بالأفراد الموهوبين لنفسي. لذا صلّيت إلى الله قائلة: "عزيزي الله، لقد كنت أنانية جدًا وحقيرة، وسعيت دائمًا إلى منع بيت الله من تعزيز الناس والتأثير على عمل الكنيسة. لا أريد أن أقاومك بعد الآن. أرجوك أن ترشدني لأهمل جسدي وأمارس الحق ..." بعد الصلاة ، توجّهت إلى الأخت تشاو وتحدّثت معها حول نقلها. رغم أنها نُقلت، لم أشعر بالانزعاج كما كنت أشعر به سابقًا. بدلًا من ذلك، شعرت أن لطف الله وبركاته أتاحا لي تزويد بيت الله بمثل هذه الموهبة. استطعت أيضًا أن أقوم بواجبي وامتلأ قلبي بالسلام والفرح. شكرًا لله القدير!

السابق: 38. التحرّر من المكانة

التالي: 40. علاج الغيرة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

16. كلمة الله قوّتي

بقلم جينغنيان – كندالقد اتبعت إيمان أسرتي بالرَّب منذ طفولتي، وكنت كثيرًا ما أقرأ في الكتاب المقدَّس وأحضر الخدمات. شاركت إنجيل الرَّب يسوع...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب