مرارة أن تكون مُرضيًا للآخرين

2022 نوفمبر 8

في السنة الماضية، تم فصل الأخ تشِن، الذي كنت أسافر معه للتبشير بالإنجيل. عندما سألته عن الموضوع، أخبرني أنه، ولعدة سنوات، لم يكن يؤدي الواجب الذي كلّفته به الكنيسة بشكل جيد، وأنه فعل الأشياء بطريقته الخاصة، مما عطّل عمل الكنيسة بشكل كبير، ولذلك تم فصله. استأتُ لأجله، عندما رأيتُ ندمه الشديد وإحساسه بالضيق. في عملنا معًا، لاحظت أنه كان غير مبالٍ ويفعل الأشياء بطريقته الخاصة. أردت أن أنبهه إلى ذلك، لأساعده حتى يراجع نفسه ويعلم ما به، لكني ترددت عندما كنت على وشك فتح فمي. فهمت أن القائد قد تعامل معه كثيراً عندما فصله لذلك فقد كان بالفعل تعيسًا جدًا. إذا قلت أنا أيضًا شيئاً، أفلن يزيد هذا ألمه وحسرته؟ هل سيظن أني فاقدٌ للتعاطف؟ علاوةً على ذلك، لا بد وأن القائد قد ذكر المشكلات التي لاحظتها منذ زمن طويل قبل الآن، فقررت فقط أن أواسيه. قلت له، "أنا متأكدٌ أنك اكتسبت الكثير خلال تلك السنوات على الطريق مشاركًا الإنجيل، مما أعطاك الكثير من البصيرة، الكثير من الأخوة والأخوات في الكنيسة مستجدّون نوعاً ما، وليست لديهم أي خبرة في التبشير. ستكون قادرًا على مساعدتهم عندما تعود من رحلتك". فاجأني بأن كان رده، "أخي، يزعجني أن أسمعك تقول هذا. فكرت أنك ستقول أشياء لتساعدني حتى أستطيع أن أراجع نفسي وأعرفها بشكل أفضل، مما سيكون مفيدًا لحياتي. لكن بدلاً من ذلك، أنت تثني عليَّ بالرغم من أني قد وصلت إلى هذه النقطة، حتى أشعر أن فصلي لم يكن أمرًا كبيرًا وأني أكثر كفاءة من الآخرين. أنت تلعب دور الشيطان، دافعًا إياي تجاه الجحيم. ذكرني ذلك بالرب يسوع موبخًا بطرس: "ٱذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ!" (متى 16: 23). هذه الأشياء المهذبة لا تنوّر الناس ولا يجب عليك قولها بعد الآن. هذه ليست محبة، بل إنها أذى ودمار للآخرين". شعرت بالخجل حقًا في ذلك الوقت، وأردت فقط أن أجد حفرة وأزحف إلى داخلها. عرفت أن الأخ تشٍن لم يمر بتغيير شخصيةٍ كبير بعد سنوات من الإيمان وأنه لم يحقق الكثير في واجبه أبدًا – كان هذا وضعًا خطيرًا. لكنني كنت فقط أقول أشياء لطيفة. كنت غير صريح، بكوني مهذبًا ومادحًا بشكلٍ علماني. ألم يكن هذا فعلًا مخادعًا؟ كان فصل الأخ تشِن فرصة جيدة له حتى يراجع نفسه ويعرفها بشكل أفضل. إذا استطاع أن يسعى إلى الحق ويراجع نفسه ويتوب حقًا، فيمكن أن يكون هذا الفشل نقطة تحول في إيمانه. لكني كنت عثرة، بقولي ترهات مرائية لأتلاعب بمشاعره وأضلله. كنت أتصرف كتابع للشيطان. الله يفعل ما بوسعه ليخلّص الناس، لكن الشيطان يجرب كل شيء ليبعد الناس عن الله، ويجرّهم إلى الأسفل نحو الجحيم. كان هرائي ذلك مؤذيًا لأخي. شعرت بخوفٍ شديد في ذلك الوقت، فوجدت بعضًا من كلمات الله لتساعدني على التفكير بمشكلتي.

يقول الله، "إذا كانت لديك علاقةٌ جيِّدة مع أخٍ أو أختٍ، وطلب أحدهما منك إيضاح عيوبه، فكيف يجب أن تفعل ذلك؟ يرتبط هذا بالنهج الذي تتبعه في هذه المسألة. هل يستند نهجك إلى مبادئ الحقّ أم تستخدم الفلسفات للعيش؟ ماذا يحدث عندما يمكنك أن ترى بوضوحٍ أن شخصًا ما لديه مشكلة ولكنك لا تخبره صراحةً لتجنُّب المواجهة، بل وتختلق الأعذار قائلًا: "قامتي ضئيلة الآن ولا أفهم مشكلاتك فهمًا دقيقًا. وعندما أفهمها سأخبرك"؟ ينطوي هذا على فلسفة العيش. أليست هذه محاولة لخداع الآخرين؟ يجب أن تتحدَّث عن قدر ما تراه بوضوحٍ، وإذا لم يتَّضح شيءٌ لك، فعبِّر عن الأمر كذلك؛ فهذا هو التعبير عمَّا في قلبك. وإذا كانت لديك أفكارٌ وأشياء مُعيَّنة واضحة لك، لكنك تخشى الإساءة إلى الناس وتفزع من إيذاء مشاعرهم؛ فتختار عدم قول أيّ شيءٍ، فهذا يعني العيش وفقًا لفلسفةٍ دنيويَّة. إذا اكتشفت أن شخصًا ما لديه مشكلةٌ أو ضلّ طريقه، فحتَّى إن لم تتمكَّن من مساعدته بمحبَّةٍ، فعلى الأقلّ ينبغي أن تشير إلى المشكلة حتَّى يمكنه التأمُّل فيها. فإذا تجاهلتها، ألا يضرّه هذا؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يستطيع المرء التعامل مع مفاهيمه وسوء فهمه لله إلّا باتباع الحق). "إنهم لا يحبّون الأشياء الإيجابيَّة، ولا يتوقون إلى النور، ولا يحبّون طريق الله أو الحقّ. يحبّون اتّباع النزعات الدنيويَّة، ويُفتنون بالمكانة والهيبة، ويحبّون التفوُّق وسط الآخرين، ومن أنصار المكانة والهيبة. إنهم يبجلون العظماء والمشاهير، لكنهم في الحقيقة يبجلون الشياطين والأبالسة. في قلوبهم لا يطلبون الحقّ أو الأشياء الإيجابيَّة، بل يُؤيِّدون التعلُّم. وفي قلوبهم، لا يستحسنون أولئك الذين يطلبون الحقّ ويشهدون لله، وبدلًا من ذلك، يستحسنون الأشرار وذوي المواهب الخاصَّة ويُعجبون بهم. لا يسيرون في طريق الإيمان بالله وطلب الحقّ، بل يسعون وراء الشرّ والنفوذ، ويسعون جاهدين ليكونوا غامضين وماكرين، ويحاولون الاندماج في المستويات العليا من المجتمع، ليصبحوا شخصيَّات مهيبة ومشهورة. يريدون أن يتمكَّنوا بمنتهى السهولة من التسلُّل في أيّ حشدٍ، وممارسة جميع أنواع الحيل والخدع والتكتيكات ببراعةٍ فنيَّة تامَّة، وملاقاة الترحيب والحفاوة البالغين أينما ذهبوا، ويريدون أن يكونوا محبوبي الجماهير. ذلك هو نوع الأشخاص الذي يريدون أن يكونوه. أيّ نوع من الطرق هذا؟ هذا هو طريق الشياطين، أي طريق الشرّ. إنه ليس الطريق الذي يسلكه المؤمن. إنهم يستخدمون فلسفات الشيطان ومنطقه، ويستخدمون كلّ حيلةٍ من حيله وكلّ خدعةٍ من خدعه في جميع المواقف كي يخدعوا الناس للتخلي عن ثقتهم الشخصية، وكي يجعلوهم يعبدونهم ويتبعونهم. ليس هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه المؤمنون بالله. فأمثال هؤلاء الناس لن يخلصوا فحسب، بل سيواجهون أيضًا عقاب الله، ولا يمكن أن يوجد أدنى شكٍّ في هذا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء نيل الخلاص بالإيمان بالدين أو المشاركة في الطقوس الدينية).

كشفت كلمات الله دوافعي الشريرة وطبيعتي الفاسدة بشكل كامل. كان الأخ تشِن مهملًا في واجبه ومن ثم لم يضع قلبه في واجبه الجديد بعدما فُصِل. لم يكن مثابرًا في عمله ولم يكن ملتزمًا بالمبادئ، لكنه فعل كل ما يحلو له. كنت قد رأيت مسبقًا هذه التصرفات منه بشكل واضح، لكنني كنت شخصًا مُرضيًا للآخرين، خشيت أن أسيء إليه فلم أشر إليها أبدًا. فتم فصله مرة أخرى وصارحني في مشاركة عن إخفاقاته. كان ينبغي علي أن أتحدث عن مشاكله وأشاركه عن مشيئة الله لأساعده في مراجعة نفسه والتوبة إلى الله. لكان هذا في الحقيقة تصرفًا محبًا ومفيدًا ومنوّرًا له. لكني كنت الشخص اللطيف، بقولي بعض الهراء المضلّل. ألم أكن أحاول فقط خداعه ليحبني؟ أردته أن يشعر بأنه عندما اختبر الفشل، تعامل معه القائد على الفور وكشفه، لكني كنت دافئًا ومواسيًا له. حتى يكون ممتنًا ولديه انطباع جيد عني. كنت أستخدم فلسفات الملحدين الدنيوية، مثل "لا تضرب الآخرين تحت الحزام"، "تحدث بلطفٍ وبتوافقٍ مع مشاعر الآخرين، لأن الصراحة ستزعجهم فقط"، "لا تشارك كل شيء تراه لتحافظ على سعادة أصدقائك القريبين" وهكذا دواليك. إنها كلها كلمات شريرة دنيوية نعيش بها، وفلسفات شيطانية تمامًا. يتفاعل غير المؤمنين جميعهم بناءً على منطق شيطاني، دائمًا يكونون متملقين ومنافقين دون قول كلمة واحدة حقيقية صادقة. جميعهم يمثلون ويجربون الآخرين باستخدام الحيلة في كل شيء يقولونه. لكن رغم كوني مؤمن منذ زمن طويل، ورغم قراءتي الكثير من كلام الله، لم أستطع قول شيء واحد متوافقٍ مع الحق. بل كنت أستخدم فلسفات شيطانية تمامًا مثل الملحدين وكنت أداةً للشيطان، فأصبحت أكثر مراوغة وخداعًا. كان ذلك مثيرًا للشفقة! ذكّرني ذلك بكلمات الله: "إن كان المؤمنون طائشين وغير منضبطين دائمًا في كلامهم وسلوكهم مثلهم مثل غير المؤمنين، فهم أكثر شرًّا من غير المؤمنين؛ إنهم نموذج للشياطين" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). "كلما بقيت في حضرة الله، اكتسبت مزيدًا من الخبرات. إذا كنت لا تزال تحيا في العالم مثل بهيمة، أي أن فمك يعترف بالإيمان بالله ولكن قلبك في مكان آخر، وما زلت تدرس فلسفات الحياة الدنيوية للعيش، أفلن تكون كل أتعابك السابقة بلا جدوى؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عن الخبرة). على مدى سنوات من الإيمان، لم أكتسب الحق أو أصبح شخصًا بسيطًا صادقًا، لكني تعلقت بالأساليب العلمانية. رأيت أنني لست شخصًا يحب الحق أو يقبله. توجّهت إلى الله وصليت، "إلهي، ليست لدي أي طبيعة بشرية في كلماتي أو أفعالي. أنا شرير وماكر للغاية! أريد أن أتوب حقًا وأتوقف عن العيش وفق فلسفات دنيوية شيطانية".

من خلال تلك التجربة وذلك الدرس، في تفاعلاتي مع الآخرين وفي واجبي بعد ذلك، كان باستطاعتي أن أكون يقظًا وأمارس الكلام بطريقة قد تفيد الناس، ولا أكون شخصًا مخادعًا ومُرضيًا للآخرين فقط. ولكن الشيطان أفسدني بعمق لدرجة أنه عندما يكون الأمر مرتبطًا بمصالحي الشخصية، لم أستطع منع نفسي من تكرار الفعل ذاته.

بعد ذلك كنت أعمل مع الأخ تِشن على إنتاج فيديو. كان لديه آراء قوية بعض الشيء وكان يعرف أكثر مني عن العمل. شعرت أنه يجب أن أكون متواضعًا حتى لا يصله الانطباع أني كنت جاهلًا متعجرفًا. لذا، خلال القيام بواجباتنا حاولت الالتزام بحكمة "الانسجام كنز، والحِلمُ فضيلة". أحيانًا كنت أرى بعض المشكلات والأخطاء في الفيديوهات التي كان يعمل عليها وكنت أقترح إصلاحها، لكنه لم يظن أن هنالك مشكلة في الأشياء التي ذكرتها. كان يشارك بعض الأعذار والآراء فقط. على الرغم من أني لم أكن أتفق معه تمامًا، كنت أخشى أن يؤدي استمرار النقاش بيننا إلى حالة جمود أو خلاف، وحينها سيقول الجميع عني أني عنيد. كنت أتخلى عن الموضوع حين أفكر به بهذه الطريقة. لكن عوضًا عن الصلاة والتضرع، عملت معه بهذه الطريقة لأشهر عدة وبعدها تم نشر فيديوهاتنا وظهرت فيها مشكلات هنا وهناك. لاحقًا لاحظت أن تلك المشكلات هي نفسها التي أشرت إليها في المقام الأول، وكان علينا أن نعيد العمل على تلك الفيديوهات. انتهى الأمر بفصل الأخ تشِن لكونه مغرورًا وعنيدًا. على الرغم أن تلك الفيديوهات اكتملت في النهاية، إلا إني لم أشعر بارتياح أو سلام في قلبي تجاه ذلك. كنت غير مرتاح ومذنبًا. رأيت أني كنت دائمًا مُرضيًا للآخرين في واجبي حتى أحافظ على تناغم ظاهري، فلم ألتزم بالمبادئ خوفًا من الإساءة إلى الآخرين. لم أكن أتصرف كشريك حقيقي وكنت أعيق العمل على فيديوهات بيت الله. تملكني شعورٌ بالغ السوء. ثم جاء القائد للحديث معي وكشف القناع عني بقوله، "أنت لم تلتزم بمبادئ الحق في العمل مع الأخوة والأخوات. أنت تعرف بوضوح أن آراء شخص ما خاطئة، لكنك رغم ذلك تتبعه بشكل أعمى لتتجنب أي خصام ولتحمي صورتك عندهم. وكانت النتيجة أن أعيد العمل على الفيديوهات وأخّر ذلك سير العمل". ثم قالت، "أنت تميل إلى السير مع التيار، وينبغي عليك أن تسعى إلى الحق وتتخلّص من ذلك على الفور". كان صعبًا علي سماع هذا. كنت أصلي وأتأمل في هذا خلال الأيام القليلة التالية، وأبحث عن كلمات لله تساعدني في التأمل.

يقول الله القدير، "يبدو كلام أعداء المسيح في الظاهر لطيفًا ومُهذَّبًا ومُميَّزًا على نحوٍ خاصّ. وأيّ شخصٍ يخالف المبدأ ويتدخَّل في عمل الكنيسة مُتطفِّلًا لا ينكشف ولا يتعرَّض للنقد بصرف النظر عن هوّيته. فضدّ المسيح يتغاضى عن ذلك؛ بحيث يجعل الناس يعتقدون أنه رحب الصدر في جميع الأمور. فمجمل فساد الناس وعملهم البغيض يُقابَل بالرحمة والتسامح. إنه لا يغضب ولا يثور ولا يهتاج ولا يلوم الناس عندما يفعلون شيئًا خاطئًا ويضرّون بمصالح بيت الله. بصرف النظر عمَّن يرتكب الشرّ ويُعطِّل عمل الكنيسة، فإنه لا يأبه به وكأن هذا لا علاقة له به، ولن يسيء للناس بسببه أبدًا. ما هو أشدّ ما يهتمّ به عدو المسيح؟ يهتمّ بعدد الناس الذين يُبجِّلونه، وبعدد الناس الذين يرونه عندما يعاني فيُعجَبون به بسبب ذلك. يعتقد أعداء المسيح أن المعاناة ينبغي ألَّا تكون عبثًا على الإطلاق. وبصرف النظر عن المصاعب التي يتحمَّلونها، والثمن الذي يدفعونه، والأعمال الصالحة التي يعملونها، ومدى اهتمامهم بالآخرين ومراعاة مشاعرهم ومحبَّتهم لهم، فإن هذا كلّه ينبغي أن يجري أمام الآخرين، ويجب أن يراه المزيد من الناس. وما هدفهم من التصرُّف هكذا؟ كسب الناس، وجعل الناس يشعرون بالإعجاب والاستحسان تجاه أفعالهم وتجاه سلوكهم وتجاه شخصيَّتهم. بل ويوجد أعداء المسيح الذين يحاولون تكوين صورةٍ عن أنفسهم كأشخاصٍ صالحين من خلال هذا السلوك الجيِّد ظاهريًّا؛ بحيث يأتي المزيد من الناس إليهم بحثًا عن المساعدة. ... أفعالهم لا تلهم التبجيل في قلوب الناس فحسب، بل وتمنحهم أيضًا مكانًا هناك. يرغب أعداء المسيح في أن يأخذوا مكان الله. فهذا هو ما يهدفون إليه عندما يفعلون هذه الأشياء. من الواضح أن أفعالهم قد أسفرت بالفعل عن نتائج مُبكِّرة: ففي قلوب هؤلاء الناس الذين يفتقرون إلى التمييز أصبح لأعداء المسيح الآن مكان، ويوجد الآن أناسٌ يُبجِّلونهم ويُعجبون بهم، وهذا ما كان بالضبط هدف أعداء المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء العاشر)). يرينا الله أن أضداد المسيح أشرار حقًا وحقيرون، لدرجة أنهم يتصرفون بلطف ويقولون أشياء لطيفة حتى يُخفوا أنفسهم ويكسبوا قلوب الآخرين وحتى يظن الناس أنهم الأشخاص المتفهمون الوحيدون، ويلجؤوا إليهم بحثًا عن الطمأنينة. هذا يبعد الناس أكثر عن الله، ويأخذ أضداد المسيح مكان الله في قلوبهم. رأيت أني كنت أتصرف هكذا تمامًا. في واجباتنا، ينبغي على الأخوة والأخوات أن يطرحوا الأشياء للمناقشة ويساعدوا بعضهم البعض، لكني كنت أتجنب أي شيء مسئ حتى أحمي صورتي الشخصية. رأيت بعض المشكلات في إنتاج فيديو الأخ تشِن ولم ألتزم بمبادئ الحق، لكني سرت مع التيار، وكنت شخصًا لطيفًا دون أن أمارس الحق. أردت أن يظن الجميع أنني لست متعجرفًا، وأنني كنت متسامحًا ومتفهمًا، وأنني كنت متعاطفًا. أردت أن أجعل جميع الناس الذين أتعامل معهم سعداء حتى يحبوني ويكون لديهم انطباع طيّب عني. لتحقيق هذه الغاية الخسيسة، لم أحافظ حتى على عمل الكنيسة أثناء محاولتي الإبقاء على صورة إيجابية. كنت أنانيًا وشريرًا للغاية. من دينونة الله وإعلانه، رأيت أني أصبحت على درب أضداد المسيح من خلال كوني شخصًا لطيفًا. شعرت بالذنب الشديد عندما أدركت هذا. تابعت مراجعة نفسي بعد ذلك. في مراجعتي لكل لحظاتي كمؤمن، كنت دائمًا أضع قناع اللطف مع الآخرين. كلما رأيت شخصًا مؤدبًا ولطيفًا. حاولت أن أضاهيه. أردت أن أبدو مرنًا وودودًا لأحمي صورتي في أذهان الأخوة والأخوات. كنت بالكاد أتكلم عندما أرى مشكلات الآخرين أو عندما يظهرون فسادًا، خشية أن أسيء لهم. أذكر أني حين كنت شماسًا من قبل، كنت أحاول بشدة دائمًا ألا ألفت الأنظار وأتحدث بتواضع. عندما رأيت الآخرين يتصرفون بلا مبالاة في واجباتهم ويكونون عديمي المبدأ، كنت أخشى تقييدهم إذا فتحت الموضوع، وأن ينظر الآخرون إلي بازدراء، لذا، انطلاقًا مما يسمى محبة ورغبة بالمساعدة، كنت حذرًا في انتقاء كلماتي، ولطيفًا وغير مباشر. لم أكشف أحدًا أبدًا بشكل مباشر، ولم أساعدهم بأن يروا خطورة ما فعلوه. كنت فقط أعطيهم تلميحًا غير مباشر. عندما كان علي فصل أحد وتقديم مشاركة، شعرت أن ذلك كان مسيئًا ولم أعرف حتى ماذا يجب أن أقول. أردت دائمًا أن يقدم الآخرون المشاركة عوضًا عني، وأن أذهب أنا لأختبئ. فعلت ما بوسعي لأحمي مكانتي وصورتي بهذه الطريقة، وقال الأخوة والأخوات إني لا أتصرف بغرور أبدًا وإني أنسجم بسهولة مع الآخرين. حتى أنهم رشحوني لمنصب قيادي لهذا السبب، معتقدين أن لدي طبيعة طيبة وأنني لن أضطهد الآخرين. شعرت بكثير من الرضى عن نفسي. يستخدم أضداد المسيح سلوكًا طيبًا ظاهريًا ليخدعوا الناس ويوقعوهم في الفخ، محاولين أخذ مكان الله في قلوبهم. أدركت أن لدي الدوافع والأهداف نفسها في قلبي. لم أراجع أبدًا دوافعي الخسيسة وطبيعتي الفاسدة، وأحسست أنه لا يوجد خطأ في كوني شخص لطيف. كان من السهل اكتساب استحسان الآخرين ودعمهم، والحصول على التقديرات. بدت هذه طريقة رائعة للعيش. لكن الآن استطعت أن أرى أنني كنت أثبت نفسي بأكثر طريقة سرية وخفيّة، خادعًا الآخرين، ومغررًا بهم، وسائرًا على طريق ضد المسيح.

قرأت مقطعاً من كلمات الله في صلواتي أثار حقًا بعض المشاعر عندي. "عدم ممارسة الحقّ عندما يحدث شيءٌ لك هو إثمٌ. وإذا كنت لا تزال لا تمارس الحقّ عندما يحدث لك شيءٌ مرَّةً أخرى – أي إذا تخلَّيت عن الحقّ لحماية مصالحك الخاصَّة وغرورك وكبريائك – فما نوع هذا السلوك؟ هل هو فعل الشرّ؟ إذا لم تمارس الحقّ في أيّ وقتٍ وتزايدت آثامك أكثر من أيّ وقتٍ مضى، فعندئذٍ تكون نهايتك قد تحدَّدت بالفعل. من الواضح رؤية أنه في حال تجميع جميع آثامك وإضافتها إلى اختياراتك والأشياء التي تطلبها وإرادتك الذاتيَّة، بالإضافة إلى الاتّجاهات التي اتَّخذتها والمسارات التي اخترتها عند عمل الأشياء – في حال تجميع هذه كلّها معًا – من الممكن تحديد نهايتك: يجب أن تُطرَح في الجحيم، ممَّا يعني أنك سوف تُعاقَب. ماذا تقولون: هل هذا شيءٌ تافه؟ في حال تجميع جميع آثامك معًا، فإنها تكون خلاصة للأفعال الشرِّيرة ولذلك يجب أن تُعاقَب – وهذه هي العاقبة النهائيَّة عندما تؤمن بالله ولكنك لا تقبل الحقّ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهم شيء في الإيمان بالله هو ممارسة الحق). كنت دائمًا أتصرف كشخص لطيف ولا أمارس الحق. في تعاوني مع الآخرين كان ذلك دائمًا على حساب عمل الكنيسة. كان ذلك لأجل الدافع الشرير للفوز بقلوبهم. كان ذلك شريرًا بالكامل. لو استمررت في ذلك الطريق، لانتهى بي الأمر منبوذًا ومعاقبًا من الله. من كلمات الله، استطعت أن أشعر بشخصيته البارّة وكيف كان مشمئزًا من أولئك الذين لا يمارسون الحق. أردت أن أتوب مباشرة، وأن أسعى إلى الحق وأتخلص من شخصيتي المُرضية للناس.

يقول الله القدير، "عندما تصبح علاقتك مع الله طبيعية، سيكون لديك أيضًا علاقات طبيعية مع الناس. من أجل بناء علاقة طبيعية مع الله، على الجميع أن يبنون كلامهم على أساس كلام الله، وعليك أن تكون قادرًا على أداء واجبك بحسب لكلام الله وما يطلبه الله، ويجب أن تصحِّح وجهات نظرك، وأن تطلب الحق في كل شيء. ويجب أن تمارِس الحق عندما تفهمه، ومهما كان ما يحدث لك، يجب أن تصلِّي إلى الله وتطلب، بقلبٍ مطيع لله. بهذه الطريقة من الممارسة، ستكون قادرًا على الحفاظ على علاقة طبيعية مع الله. في الوقت نفسه الذي تؤدي فيه واجبك بشكل صحيح، عليك أيضًا التأكد من عدم القيام بأي شيء لا يفيد دخول الحياة لمختاري الله، وعدم قول أي شيء غير نافِع للإخوة والأخوات. على الأقل، يجب ألا تفعل شيئًا يتعارض مع ضميرك ويجب ألا تفعل أي شيء شائن على الإطلاق. إن ما التمرُّد ضد الله أو مقاومته، على وجه الخصوص، يجب ألا تفعله مطلقًا، ويجب ألا تفعل أي شيء يزعِج عمل الكنيسة أو حياتها. بل كن نزيهًا ومستقيمًا في كل ما تفعله وتأكَّد من أن كل فعل تقوم به مقبول أمام الله. مع أن الجسد قد يكون ضعيفًا في بعض الأحيان، يجب أن تكون قادرًا على إعطاء الأولوية لمصالح عائلة الله، دون الطمع في المنفعة الشخصية، دون عمل أي شيء أناني أو حقير، والتأمل المستمر في نفسك. بهذه الطريقة، فسيكون بوسعك الحياة كثيرًا أمام الله، وستصبح علاقتك مع الله طبيعية تمامًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف هي علاقتك مع الله؟). "لأن كل من يؤدي واجبه، بغض النظر عن مدى عمق فهمه للحق أو ضحالته، فإن أبسط طريقة للممارسة للدخول في واقع الحق هي التفكير في مصالح بيت الله في كل شيء، والتخلِّي عن الرغبات الأنانية، والنوايا الفردية، والدوافع، والسمعة، والمكانة. ضع مصالح بيت الله أولاً – هذا أقل ما يجب أن يفعله المرء. إذا كان الشخص الذي يقوم بواجبه لا يستطيع حتى القيام بهذا، فكيف يمكن أن يُقال إنه يؤدي واجبه؟ هذا لا يعني أداء الشخص لواجبه. عليك أن تراعي أولاً إرادة الله، وأن تنظر في مصالح الله الخاصة، وأن تضع عمل الكنيسة في الاعتبار، وأن تضع هذه الأمور في المقام الأول وفي الصدارة؛ فقط بعد ذلك يمكنك أن تفكِّر في استقرار مكانتك أو كيف يراك الآخرون. ألا تشعر أن الأمر يصبح أسهل قليلاً عند تقسيمه إلى هذه الخطوات وتقديم بعض التنازلات؟ إذا مارست بهذه الطريقة لفترة من الوقت، فستشعر بأن إرضاء الله ليس صعبًا. ينبغي أن تكون قادرًا على الاضطلاع بمسؤولياتك، وتأدية التزاماتك وواجباتك، ووضع رغباتك الأنانية جانبًا، ووضع نواياك وحوافزك جانبًا، ومراعاة إرادة الله، وإعطاء الأولوية لمصالح بيت الله، وعمل الكنيسة والواجب المفترض أن تؤديه. بعد اختبار هذا لفترةٍ من الوقت، ستشعر بأنّ هذه طريقة جيدة للتصرف: هذا عيش ببساطة وأمانة، من دون أن تكون شخصًا وضيعًا أو عديم الفائدة، فتعيش بإنصاف وشرف بدل أن تكون وضيعًا و سافلًا؛ ستشعر بأنّ الإنسان ينبغي أن يعيش ويتصرّف هكذا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). أولئك الذين يسعون إلى الحق ويقفون مع الله، ويتخلون عن رغباتهم الشخصية، ويلتزمون بمصالح بيت الله هم من يعيشون شبه البشر ويمكن أن تكون لديهم علاقة طبيعية مع الآخرين. بعد ذلك، بدأت الممارسة آخذًا بعين الاعتبار مصالح الكنيسة أولًا في كل موقف، وكنت أحاول إرضاء مشيئة الله في كل شيء. بعد فعل ذلك لمدة، رأيت أني قد حصلت على فرص عديدة لممارسة الحق في الحياة اليومية وفي واجبي. على سبيل المثال، في أحد الاجتماعات، لاحظت أن بعض الناس كانوا يتكلمون عن التعاليم وكانوا يخرجون عن الموضوع، أو أن أحدًا ما كان مشتتًا، ويطيل وقت اجتماعنا، مما سبب الضرر لحياتنا الكنسية، لكن قائد الفريق لم يحاول تصحيح ذلك. في البداية لم أرد أن أقول شيئًا، لكني شعرت ببعض الذنب وعرفت أني كنت أتصرف كمُرضٍ للناس مرة أخرى. ردّدت صلاةً بسرعة. عند نهاية الاجتماع طرحت المشكلات التي لاحظتها واقترحت حلولًا. شعرت أن نبذي لذاتي والتزامي بمصالح الكنيسة قد أعطياني بعض السلام حقًا. وأيضاً، تم فصل أخٍ أعرفه جيدًا، وأخبرني أن ذلك كان بسبب سعيه للراحة وكونه ماكرًا في واجبه، دون أن يكون كفؤًا. في البداية أردت أن أواسيه وأجعله يفكر أني شخص طيب، لكني أدركت حينها أنه يجب علي أن أمارس الحق. فتأملت بهدوء فيما يجب أن أقوله لأرضي الله وأساعد على تنوير هذا الأخ. فكرت في تعاملاتنا السابقة. رغبته بالراحة كانت واضحة جدًا في واجبه. دون أن أخفي أي كلمة، أخبرته عن المشكلات في سلوكه تجاه واجبه وأرسلت له بعض كلمات الله ذات الصلة. بعد ذلك، شكرني وقال أن كل هذا قد ساعده. بعد فعل ذلك، شعرت بهدوء وسلام كبيرين.

إن دينونة الله وإعلان كلماته أظهرت لي أنني لو عشت وفق فلسفات الشيطان الدنيوية، فسأصبح أكثر مكرًا وسأخسر أهم مقومات الإنسانية، حينها سأؤذي الآخرين ونفسي. تعلمت أيضًا أن العيش وفقًا لكلمات الله ومبادئ الحق هو الطريقة الوحيدة لتتمتع بالإنسانية وتكون شخصًا طيبًا.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الشهادة لله هي حقًا القيام بواجب

لقد شاهدت مؤخرًا بعض مقاطع الفيديو لشهادات اختبارات المؤمنين الجدد، وقد تأثرت كثيرًا. على الرغم من إيمانهم منذ سنتين أو ثلاث سنوات، كان...

في الأمانة سعادة عظيمة

جانإن – مدينة هيفئ – إقليم آنهوي كنت في حياتي أسلك دائماً نهج هذه المقولة في كل تعاملاتي الاجتماعية: " على المرء ألاّ يدع قلبه يسوقه إلى...

اترك رد