الخبرات المكتسبة في أوقات الشدائد
عند نهاية عام 2019، شارك معي أحد الأقرباء إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. رأيت أن كلمات الله القدير لها سلطان، وأنها كانت الحق. شعرت أن هذا هو صوت الله، ولذا قبلت عملت الله الجديد بسعادة. قرأت كلام الله كل يوم ولم أرد أن أفوّت أي اجتماع. كانت تظهر أحيانًا مشكلات في الإنترنت أو الطاقة الكهربائية حيث كنت ولم أستطع حضور الاجتماعات عبر الإنترنت. كنت أحزن، لكنني سرعان ما أقرأ تفاصيل الاجتماع بعد ذلك، وأرسل فهمي لكلام الله إلى المجموعة، وأتواصل مع الأخوة والأخوات، وأؤدي واجبي بأفضل ما يمكن.
بعد فترة، انتقيت لأكون رئيسًا للكنيسة. في البداية تشاركت مسؤوليات عمل الكنيسة مع رئيسين آخرين، فلم أكن أعاني من صعوبة أو توتر كبيرين. وقبل مرور وقت طويل، تم اختياري لأشرف على عمل عدة كنائس. في البداية لم أرد أن أؤدي هذا الواجب. لأنني شعرت أني لم أمارس دور الرئيس لمدة طويلة، وأنه كانت لدي الكثير من النواقص والأشياء التي لم أكن أفهمها، لذا كنت قلقًا جداً ألا أؤدي هذا الواجب بشكل جيد. لاحقًا، قرأت كلام الله. "لم يسمع نوح سوى بضع رسائل، وفي ذلك الوقت لم يكن الله يعبِّر بكثير من الكلمات، وبالتالي لا ريب في أن نوحًا لم يكن يفهم كثيرًا من الحقائق. لم يستوعب العلوم أو المعارف الحديثة. لقد كان رجلًا عاديًا للغاية، فردًا عاديًّا من أفراد الجنس البشري. لكنه كان في جانب واحدٍ مختلفاً عن أي شخص آخر: كان يعرف الإنصات إلى كلام الله، وعرف كيف يتبع كلام الله ويلتزم به، كما كان يعرف مكانة الإنسان، وكان قادرًا على تصديق كلام الله وطاعته حقًّا، لا أكثر. كانت هذه المبادئ البسيطة القليلة كافية للسماح لنوح بإنجاز كل ما أوكله الله إليه، وقد ثابر على ذلك، ليس فقط لبضعة أشهر، ولا لعدة سنوات، ولا لعدة عقود، بل لأكثر من قرنٍ من الزمان. أليس هذا الرقم مذهلًا؟ مَن كان يمكنه أن يفعل هذا غير نوح؟ (لا أحد). ولِمَ لا؟ يقول بعض الناس إن السبب وراء ذلك هو عدم فهم الحق، لكن هذا لا يتفق مع الواقع. كم عدد الحقائق التي فهمها نوح؟ لماذا كان نوح قادرًا على كل هذا؟ لقد قرأ مؤمنو هذه الأيام الكثير من كلام الله، وهم يفهمون بعض الحق، فلماذا هم غير قادرين على ذلك؟ يقول آخرون إن السبب في ذلك هو شخصية الناس الفاسدة، لكن ألم تكن شخصية نوح فاسدة؟ لماذا تمكَّن نوح من تحقيق ذلك، بينما لا يمكن ذلك للناس اليوم؟ (لأن الناس اليوم لا يؤمنون بكلام الله، فهم لا يتعاملون معه ولا يلتزمون به على أنه الحق). ولماذا لا يستطيعون التعامل مع كلام الله على أنه الحق؟ لماذا هم غير قادرين على الالتزام بكلام الله؟ (ليس لديهم مخافة الله). إذًا، عندما لا يفهم الناس الحق، ولم يكونوا قد سمعوا الكثير من الحقائق، فكيف تحْصل مخافة الله؟ لا بدّ أن يتجلَّى اثنان من أنفَس الأشياء في الطبيعة البشرية لدى الناس: الأول هو الضمير، والثاني هو الإحساس بالطبيعة البشرية. إن امتلاك الضمير والإحساس بالطبيعة البشرية هو أدنى مقياس لكون المرء إنسانًا؛ وهو أدنى معيار أساسي لقياس الكائن البشري. لكن هذا غائب عن الناس اليوم، ولذا، فمهما كان عدد الحقائق التي يسمعونها ويفهمونها، فإن مخافة الله بمنأى عنهم. ما هو إذًا الاختلاف في جوهر الناس اليوم مقارنةً بنوح؟ (إنهم يفتقرون إلى الطبيعة البشرية). وما حقيقة هذا الافتقار إلى الطبيعة البشرية؟ (وحوش وشياطين). لا يبدو وصفهم "بالوحوش والشياطين" لطيفًا تمامًا، لكنه يتماشى مع الحقائق؛ ثمة طريقة أكثر تهذيبًا للتعبير عن ذلك وهي أنهم يفتقرون إلى الطبيعة البشرية. فالناس بلا إنسانية ولا إحساس ليسوا بشرًا، بل هم أقل مستوىً حتى من الوحوش. كان نوح قادرًا على إكمال إرسالية الله؛ لأنه عندما سمِعَ كلام الله، صار قادرًا على حفظه في ذاكرته. بالنسبة إليه، كانت إرسالية الله مهمَّة تدوم مدى الحياة، وكان إيمانه راسخًا، وإرادته لم تتزعزع على مدى مئة عام. كان ذلك لأنه كان يملك قلبًا يخشى الله، وكان إنسانًا حقًّا، وكان يتمتع بأرقى درجات الإحساس حتى إن الله أوكل إليه بناء الفُلك. إنَّ الأشخاص الذين يتمتَّعون بقدرٍ من الإحساس مثل نوح نادرون جدًا، وسيكون من الصعب جدًا العثور على شخص آخر مثله" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الثاني: كيف استمع نوح وإبراهيم إلى كلام الله وأطاعاه (الجزء الأول)). لم يسبق لنوح أن سمع أي رسائل عميقة ولم يكن يفهم الكثير من الحقائق، لكنه كان يملك قلبًأ يخاف الله ويطيعه. عندما أخبر الله نوح أنه سيمسح البشرية عن وجه الأرض بطوفان، وأن على نوح أن يبني سفينة، قبل نوح دون تردد. كان نوح مدركًا أن الإرسالية التي أعطاه إياها الله لم تكن سهلة، فبناء سفينة يتطلب قطع الأشجار والقيام بقياسات دقيقة، وبالرغم من أن الواجب كان شديد الصعوبة، فإن نوح لم يتردد، لأنه عرف أن هذه هي إرسالية الله له. عندما تأملت في كلمات الله، أدركت أنني لم أكن أمتلك إنسانية نوح وعقله. عندما أعطاني الرئيس مسؤولية عمل عدة كنائس، لم يكن لدي الإيمان واعتمدت على مقدراتي الخاصة. شعرت أن قدراتي في العمل كانت محدودة، لأني لم أمارس عملي كرئيس كنيسة لمدة طويلة وكانت لدي الكثير من النواقص. خشيت ألا أؤدي بشكل جيد، فلم تكن لدي النية لقبول هذا الواجب. لم يكن لدي إيمان بالله مثل إيمان نوح، ولا قلب يخاف الله ويطيعه، وكنت أقل إنسانية وعقلًا مما كان عليه نوح. عندما أدركت هذا لم أعد قلقًا، ورضيت بالطاعة وقبلت الواجب مثلما قبل نوح واجبه.
لكن عندما بدأت العمل، واجهتني مشكلة جديدة. وجدت أنه كان لدي الكثير من العمل. على سبيل المثال، كان علي الاهتمام بجميع ظروف الأخوة والأخوات داخل الكنيسة، وأقدم الدعم للذين لم يحضروا الاجتماعات بالشكل الطبيعي، وأتعرف على الصعوبات التي يواجهها الناس في واجباتهم، وأشاركهم في حلها. وأساعد الناس ليتعلموا كيفية أداء واجباتهم، وهكذا دواليك. تلك هي المسؤوليات التي كان علي تحملها. عندما واجهت هذه المشاكل، لم أعرف من أين أبدأ، لم أعرف كيف أقوم بهذا العمل بشكل جيد، وشعرت بتوتر شديد. جعلتني هذه الصعوبات شخصًا سلبيًا، وأردت فقط أن أخبر الرئيس أني لم أكن مناسبًا لهذا الواجب لأنني لم أملك الخبرة ولأني واجهت صعوبات كثيرة. لاحقًا، علم الرئيس بحالتي وأرسل لي من كلام الله لمساعدتي. قرأت كلام الله. "عندما أرسل الله موسى ليُخرج بني إسرائيل من مصر، ماذا كان ردّ فعل موسى تجاه إرساليَّة الله له بهذا؟ (قال إنه ليس صاحب كلامٍ بل ثقيل الفم واللسان). كان لديه ذلك الهاجس الوحيد الضئيل بأنه لم يكن فصيح اللسان، بل ثقيل الفم واللسان. ولكن هل كان يقاوم إرساليَّة الله؟ كيف تعامل مع الإرساليَّة؟ خرَّ ساجدًا. وماذا يعني أنه خرَّ ساجدًا؟ يعني الخضوع والقبول. سجد بأكمله أمام الله دون اهتمامٍ بتفضيلاته الشخصيَّة ودون أن يذكر أيّ صعوباتٍ واجهها. ومهما كان ما يريد الله منه أن يفعله كان يفعله في الحال. لماذا تمكَّن من قبول إرساليَّة الله حتَّى عندما شعر أنه لا يوجد شيءٌ يمكنه فعله؟ لأنه كان يملك إيمانًا صادقًا بداخله. وكان يحظى بقدرٍ من اختبار سيادة الله على جميع الأشياء والأمور، وخلال الأربعين عامًا من اختباره أدرك أن سيادة الله تتصف بالقدرة الكلية. ولذلك، قَبِلَ إرساليَّة الله مسرورًا، وانطلق في فعل ما كلفه الله به دون أن يتفوَّه بكلمةٍ عنه. ماذا يعني أنه انطلق؟ يعني أنه آمن بالله حقًّا، واتَّكل عليه وخضع له بصدق. لم يكن جبانًا، ولم يتَّخذ خيارًا شخصيًّا ولم يحاول الرفض؛ وبدلًا من ذلك، كانت لديه ثقةٌ تامَّة، وانطلق لتنفيذ إرساليَّة الله المطلوبة منه وهو مفعمٌ بالإيمان. كان إيمانه هكذا: "إذا أمر الله بذلك، فسوف يجري كلّ شيءٍ كما يقول الله. أخبرني الله بإخراج بني إسرائيل من مصر، ولذلك سأمضي في ذلك. بما أن هذا هو ما أمر به الله، فسوف يذهب الله إلى العمل، وسوف يمنحني القوَّة، وكلّ ما عليَّ فعله هو التعاون". هذه هي البصيرة التي كانت لدى موسى. ... لم تكن الظروف في ذلك الوقت مواتية لبني إسرائيل أو لموسى. وبحسب النظرة البشريَّة، كان إخراج بني إسرائيل من مصر مُجرَّد مُهمَّةٍ مستحيلة؛ لأن مصر كانت معزولة بالبحر الأحمر، وكان عبوره لا يزال يُمثِّل تحدَّيًا آخر. ألم يكن باستطاعة موسى معرفة مدى صعوبة إتمام هذه الإرساليَّة؟ كان يعلم هذا في قلبه، لكنه اكتفى بقول إنه ليس صاحب كلامٍ بل ثقيل الفم واللسان، وإن أحدًا لن يصغي إلى كلامه. لم يرفض في قلبه إرساليَّة الله. عندما أخبر الله موسى أن يُخرج بني إسرائيل من مصر، سجد ووافق. لماذا لم يذكر الصعوبات؟ هل كان ذلك لأنه، بعد أربعين عامًا في البريَّة، لم يكن يعرف مخاطر عالم البشر، أو إلى أيّ مدى سارت الأمور في مصر، أو يدرك المحنة الحاليَّة لبني إسرائيل؟ ألم يكن بإمكانه أن يرى تلك الأشياء بوضوحٍ؟ هل هذا ما كان يحدث؟ بالتأكيد لا. كان موسى ذكيًّا وحكيمًا. كان يعرف جميع هذه الأشياء؛ إذ عاينها ومرَّ بها واختبرها في عالم البشر ولم ينسها قطّ. كان يعرف تلك الأشياء على وجه اليقين. وبالتالي، هل كان يعلم مدى صعوبة الإرساليَّة التي كلَّفه الله بها؟ (نعم). إذا كان يعلم، فكيف تمكَّن من قبول تلك الإرساليَّة؟ كان يملك الإيمان. فبفضل حياته الملأى بالاختبار آمن بكليَّة قدرة الله؛ وبالتالي قَبِلَ إرساليَّة الله هذه بقلبٍ ممتلئ بالإيمان ودون أدنى شكٍّ. ... أخبرني، في الأربعين عامًا التي قضاها موسى في البريَّة، هل تمكَّن من اختبار أنه لا شيء يصعب على الله وأن الإنسان في يد الله؟ إلى حدٍّ كبير – فقد كان ذلك هو اختباره الأكثر صدقًا. فخلال الأربعين عامًا التي قضاها في البريَّة، كانت توجد الكثير من الأشياء التي كانت تنطوي على خطرٍ مميت، ولم يكن يعرف ما إذا كان سينجو منها. وفي كلّ يومٍ، كان يكافح من أجل حياته ويُصلِّي إلى الله طلبًا للحماية. فقد كانت تلك هي أمنيته الوحيدة. وفي الأعوام الأربعين تلك، كان أكثر ما اختبره اختبارًا عميقًا هو سيادة الله وحمايته. ولاحقًا، عندما كان يقبل إرساليَّة الله لا بدّ وأن شعوره الأوَّل كان: لا يصعب على الله شيءٌ؛ فإذا قال الله إن هذا يمكن عمله فمن المُؤكَّد أنه يمكن ذلك؛ وبما أن الله قد كلَّفني بمثل هذه الإرساليَّة، سوف يهتمّ بها بالتأكيد – فهو الذي سيجريها وليس أيّ إنسانٍ. قبل أن يتَّخذ الإنسان أيّ إجراءٍ، ينبغي أن يُخطِّط ويُجري الاستعدادات مسبقًا. ينبغي أن يتعامل مع المُقدِّمات أوَّلًا. هل ينبغي على الله أن يفعل هذه الأشياء قبل أن يعمل؟ ليس بحاجةٍ إلى ذلك. فكلّ كائنٍ مخلوق، بصرف النظر عن مدى تأثيره أو قدرته أو قوَّته، وبصرف النظر عن مدى انفعاله، هو في يد الله. كان موسى يملك الإيمان والمعرفة والخبرة في هذا؛ ولذلك لم يساور قلبه أدنى شكٍّ أو خوفٍ. وعلى هذا النحو، كان إيمانه بالله صادقًا ونقيًّا على وجه الخصوص. ويمكن أن يقال إنه كان مفعمًا بالإيمان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينعم بإيمان صادق إلا بالطاعة الحَقّة). عندما قرأت كلام الله أدركت أنني كنت جبانًا ولم أثق بالله، ولم يكن لدي إيمان به. دعا الله موسى ليقود بني إسرائيل خارج مصر حتى يتخلصوا من العبودية. لم يملك موسى جيشًا لمحاربة الفرعون، وكان إتمام هذه الإرسالية صعبًا جدًا، لكن موسى كان قادرًا على إطاعة كلام الله، وآمن أن الله سيقود بنفسه شعبه المختار خارج مصر. عندما راجعت نفسي مرة أخرى، رأيت أن لدي الكثير من العمل الذي لا أقدر على إنجازه، فأردت أن أدع هذا الواجب جانبًا لأني شعرت بالكثير من الضغط، حيث كان هذا الواجب عبئًا على، ولم أكن قادرًا على إتمامه. لم أكن أثق بالله، ولم يكن لدي إيمان به. آمنت فقط بقدراتي الشخصية المحدودة. ظننت أن قدرتي على أداء عملي بشكل جيد كانت مرتبطة بكفاءتي وخبرتي. لم أؤمن أن العمل مسير من الله وأننا نلعب دورًا مساعدًا فقط. لقد كنت مغرورًا فعلًا. كنت قادرًا على أداء ذلك الواجب بفضل مشيئة الله. كل شيء خاضع لله وترتيبه. وجب علي الإيمان لكي أتعاون بشكل فعلي. من الآن وصاعدًا، لم يعد يمكن لي أن أرفض هذا الواجب. عرفت أن الله سيرشدني ويساعدني ما دمت أتكل عليه وأتطلع إليه، سامحًا لي أن أتعلم الحق في كل أنواع المصاعب، وأقبض على مختلف المبادئ. أظهر القيام بهذا الواجب أنني أفتقر إلى الإيمان وعوّض ما لدي من نواقص، وسمح لي بأن أمر بالمزيد من المواقف وأفهم الحق. هذه هي نعمة الله.
في فينزويلا، هناك مشاكل متعلقة بالمياه والكهرباء والإنترنت والاقتصاد، ويجب علينا أحيانًا أن نعمل أكثر من المعتاد لإعالة عائلاتنا. اعتدت الخروج مع أبي لصيد السمك كل صباح عند الساعة الثالثة، ولم نكن نرجع حتى الساعة الثالثة أو الرابعة عصرًا. كنت أشعر بالتعب الشديد من الجلوس في القارب طوال النهار، لكن عندما كنت أعود إلى المنزل، لم أكن أريد أن أرتاح لأنه كان هناك الكثير من الأشياء التي لا أزال العصيّة عليّ في واجبي، ولأني كنت أحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت في الدراسة، وأجهز نفسي، وأعوّض نواقصي لأكون قادرًا على أداء واجبي بالشكل الأمثل. إن لم أؤدي واجبي، سأخيب أمل الله بي. فكرت بقديسي عصر النعمة. لقد تبعوا الرب يسوع، وبشروا بالإنجيل، وأدوا واجباتهم، ومروا بكثير من المصاعب والمخاطر، وعانوا إلى حد كبير. كيف لمعاناتي الضئيلة أن تقارن بما مروا به؟ لذا، كان أول شيء أفعله عندما أصل إلى المنزل كل يوم، هو أن أمسك هاتفي لأرى ما يوجد من عمل ومهمات. وكنت أيضًا أرسل إلى الأخوة والأخوات سائلًا إذا كانت لديهم أية مصاعب. إذا كان هناك أي أحد لا يعرف كيف يؤدي واجبه، فقد كنت أساعدهم وأخبرهم بما تعلمته خلال أداء واجبي. خلال أداء واجبي، بدأت أتعلم الاعتماد على الله، وعندما كان يمر أخوتي وأخواتي بالمصاعب، كنت أصلي لله ليرشدني، ويسمح لي بإيجاد كلماته التي يمكن أن تساعدهم. بعد أن أرسل لهم كلام الله وأتشارك معهم خبرتي وفهمي، كانت حالتهم تتبدل بعض الشيء. خلال مساعدة الأخوة والأخوات، اكتسبت بعض الخبرات، وصار فهمي للحق أعمق من قبل. عند مروري بهذا رأيت أنه مهما كانت الصعوبات، ما دمنا نتكل على الله، فسيرشدنا دائمًا. بالرغم من وجود مصاعب يومية، لم أكن ضعيفًأ كما كنت في البداية. لكن قبل مرور وقت طويل، اصطدمت بمشكلة كبيرة أخرى.
بسبب ضعف الإنترنت حيث كنت، لم يكن لدي طريقة للاجتماع والتواصل مع الأخوة والأخوات بشكل دوري، ولا لأداء واجبي. علمت أن هذه المشكلة كانت خارجة عن سيطرتي، لذا صليت إلى الله لوقت طويل طالبًا منه أن يرشدني. بعد الصلاة، هدأت تدريجيًا. ثم قرأت كلام الله: "عندما تكون في أدنى حالاتك، وعندما لا تشعر بالله إلّا أدنى شعورٍ، وعندما تكون في أشدّ الألم وتشعر بأقصى درجات العزلة، وعندما تشعر أنك بعيدٌ عن الله – ما الشيء الوحيد الذي يجب عليك فعله قطعًا؟ أن تدعو الله. فعندما تدعو الله تصبح قويًّا. وعندما تدعو الله يمكنك عندئذ أن تشعر بوجوده. وعندما تدعو الله يمكنك أن تشعر بحكمه. وعندما تدعو الله وتُصلِّي إليه وتضع حياتك بين يديه، يمكنك أن تشعر بوجوده إلى جانبك وتشعر أنه لم يتركك. وعندما تشعر أنه لم يتركك وتشعر حقًّا أن الله بجانبك، كيف يكون إيمانك؟ وهل يمكن أن يُمحى بمرور الزمن؟ لا يمكن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينعم بإيمان صادق إلا بالطاعة الحَقّة). عندما تواجه المصاعب، ناشد الله بقلبك، وسيكون لديك الإيمان والقوة. إن قدرات البشر محدودة. ولا توجد لدينا وسائل لتبصّر ما هو أبعد من نظرنا، لذلك نخاف دومًا المصاعب التي تظهر أمام أعيننا. يرعى الله كل شيء، وطالما نعتمد عليه بصدق، فإنه سيرشدنا ويساعدنا لأداء واجباتنا. كلام الله أعطاني الإيمان والقوة. لم أكن لأفشل في أداء واجبي في مواجهة المصاعب العديدة. كان علي أن أصلي وأعتمد على الله لأتجاوز هذه المصاعب، وأعمل بجدٍّ أكبر خلال أداء واجبي. فصرت أخرج إلى الشارع باحثًا عن اتصال إنترنت أفضل لأستطيع حضور الاجتماعات بشكل طبيعي. عندما كان يأتي دوري لاستضافة الاجتماع أحيانًا، كنت أخرج إلى الشارع عند الساعة الثامنة مساءً، وأعود إلى المنزل قرابة العاشرة والنصف أو الحادية عشرة عند انتهاء الاجتماع. كنت أخاف كثيرًا في طريق العودة إلى المنزل لأنني كنت أعيش في منطقة خطيرة من مدينة مارغاريتا، كنت أخشى أن يسرق أحد ما هاتفي، في حال حصول هذا فلن أستطيع أن أواصل حضور الاجتماعات أو أداء واجبي. كنت أصلي لله غالبًا، طالبًا منه أن يعطيني القوة لأكون مثابرًا في مواجهة المصاعب. قبل مرور وقت طويل، وصلتني رسالة. واحد من الأخوة قد علم بوضعي وبادر بإرسال رسالة لي: "أخي، أعرف أنك تمر بوقت عصيب حاليًا، وأنك منذ مدة تخرج إلى الشارع في وقت متأخر من الليل لأداء واجبك. هذا أمر خطير للغاية. عندي دراجة ويمكنني إعارتها لك عندما تحتاج. هذا سيجعل الأمور أسهل عليك". تعلمت الكثير خلال هذه المصاعب، وتعلمت أيضًا الاعتماد على الله. كنت أتوصل إلى إدراك أن الله يحكم كل الأشياء، وأن الله هو من يهيئ الظروف للجميع. من خلال خبرتي، رأيت أفعال الله حقًا، وصار إيماني بالله أقوى الآن. عندما واجه الآخرون مصاعب كالتي واجهتها، تشاركت معهم كلام الله وبعضًا من خبرتي الخاصة لمساعدتهم وإعطائهم الإيمان بالله.
بعد أن أعود إلى المنزل كل يوم، كنت أبقى وأقرأ كلام الله، وعندما يحين وقت الاجتماعات كنت أركب الدراجة في الشوارع باحثًا عن مكان فيه اتصال إنترنت جيد. كل مرة صليت لله، كنت أطلب منه أن يرشدني لأداء واجبي بشكل أفضل. لم أعد أكترث بوضعي الصعب بعد الآن. كل ما أردته كان أداء واجبي جيدًا والالتزام بمشيئة الله وطلباته. حتى إن كان علي مواجه المزيد من المصاعب، فقد كنت راضيًا بإطاعة أحكام الله وترتيباته، لأختبر الظروف التي هيأها الله لي، وأسعى لإرضاء قلبه. بعد مدة وجيزة، ساعدني الأخوة والأخوات لإيجاد بيت مناسب كان فيه اتصال إنترنت جيد نسبيًا. كنت ممتنًا كثيرًا لله القدير فهنا كنت قادرًا على أداء واجبي بشكل أفضل، وتحت إرشاد الله قد أحرزت تقدمًا كبيرًا فيما يخص واجبي. منذ عدة أيام، أخبرني الرئيس مرة أخرى أنني سأكون مسؤولًا عن مزيد من العمل، وأن العبء سيصبح أكبر، وأنه سيكون علي أداء مزيد من الأعمال والإشراف على مزيد من الأخوة والأخوات. لكن لم يعد لدي أية مخاوف أو شكاوى. ما دمت أواصل الوثوق بالله والاعتماد عليه، فالله سيرشدني ويساعدني لأداء واجبي بالشكل الأمثل.
يقول الله، "كلما كنت أكثر اهتمامًا بمشيئة الله، زاد العبء عليك، وكلما زاد العبء عليك، صارت خبرتك أكثر ثراءً. حينما تهتم بمشيئة الله، سيلقي الله عبئًا عليك، ثم سيزودك باستنارةٍ حول المهام التي قد ائتمنك عليها. بعد أن يكون الله قد أعطاك هذا العبء، ستولي انتباهًا لجميع الحقائق ذات الصلة بينما تأكل وتشرب كلام الله. إن كان لديك عبء متعلق بحالة حياة إخوتك وأخواتك، فهذا عبء قد ائتمنك الله عليه، وستحمل دائمًا هذا العبء معك في صلواتك اليومية. وقد أُلقي عبء ما يفعله الله عليك، وأنت ترغب في فعل ما يريدك الله أن تفعله. هذا هو معنى أن تحمل عبء الله وكأنه عبئك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال). "في كثير من الحالات، تكون تجارب الله أعباءً يمنحها للناس. مهما بلغ ثِقَل العبء الذي ألقاه الله على كاهلك، فهذا هو ثقل العبء الذي ينبغي عليك أن تتحمله، لأن الله يفهمك، ويعلم أنك ستكون قادرًا على تحمله. لن يتجاوز العبء الذي منحه له لك قدرتك أو حدود تحملك، لذلك ليس هناك شك في أنك ستكون قادرًا على تحمله. مهما كان نوع العبء الذي يمنحك الله إياه، وأي نوع من التجارب، تذكَّر شيئًا واحدًا: سواء كنت تفهم مشيئة الله أم لا، وما إذا كنت مستنيرًا أو مضاءً بالروح القدس بعد أن تصلي، سواء أكانت هذه التجربة هي تأديب الله لك أو تحذيره لك أم لا، فلا يهم إذا كنت لا تفهم. ما دمت لا تتأخر في أداء واجبك، ويمكنك أن تلتزم بواجبك بأمانة، فسيكون الله راضيًا، وستظل ثابتًا في شهادتك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ليس من طريق للمضيّ قُدُمًا إلّا بتكرار قراءة كلام الله وتأمل الحق). عند قراءة كلام الله فهمت أن الله لن يعطينا أعباءً لا يمكننا تحملها، وأن الله يعرف قاماتنا وما يمكننا فعله. كلما كنا راضين أكثر بمراعاة مشيئة الله، وكلما كان لدينا عبء أكبر في واجباتنا فستكون خبراتنا أغنى، وفهمنا لله أعمق. يجب علي أن أصلي لله لأقبل هذا العبء بصدق وطاعة، وأكون قادرًا على السعي إلى الحق خلال المصاعب، والبحث عن مشيئته في كل الأشياء لأن قلبي خدر ونواياي عديدة، ولأني أعرف أن قامتي فتيّة وإيماني بالله ناقص. بعد المرور بكل هذه المصاعب، صرت أفهم أنه في الأوقات العصيبة أستطيع أن أعرف ذاتي وأدرك أفعال الله بشكل أفضل، وأنه يمكن لإيماني بالله أن يكون أقوى. عندما بدأت للتو بأداء واجبي، نادرًا ما كنت أصلي لله، ولم أطلب إرشاده. كنت فقط أحاول الاعتماد على مواهبي الخاصة في أداء واجبي ولم يكن لدي إيمان بالله. بعد قراءة كلام الله وفهم مشيئته، اكتسبت الإيمان وأنجزت واجبي بجد. كنت غالبًا أصلي وأعتمد على الله، وأطلب مساعدة القادة وأتواصل معهم، مما جعلني مدركًا للمبادئ المتعلقة بأداء واجبي، إضافة لبعض الطرق والأساليب المناسبة لأداء عمل الكنيسة. بعدما مررت بكل هذه الأشياء، لم أعد في حالة سلبية، ولم أعد أشعر أنني غير قادر على تحمل مسؤولياتي وأعبائي التي منحني إياها الله. عندما أقع بالمشاكل كل يوم، أحاول أن أسعى للحق، وأتم واجبي بالشكل الأمثل وعندما أواجه المصاعب، أصلي إلى الله فيرشدني ويساعدني لتخطي الظروف والعقبات. ولم أشعر أن مشاكلي كثيرة وتوتري كبير. لو لم أمر بهذه الصعوبات، لم أكن لأنال الاستنارة من الله، ولم أكن لأمتلك المعرفة أو الإيمان الحق بالله، ولكان لدي قدر أقل بكثير من الخبرة الحقيقية. في تلك الحالة، لم أكن لأستطيع أداء واجبي بالشكل الأمثل. بعد مروري بهذه المواقف، صرت أفهم أن الله يدربني، متيحًا لي أن أقدر على تحمل المزيد من الإرساليات والأعباء. أنا ممتن كثيرًا لله القدير. إنه يجعلني أفهم أن محبته موجود في المواقف التي أواجهها كل يوم. إن المعاناة التي أمر بها هي أيضًا جزء من محبة الله. أفهم الآن كلام الله القائل: "كلما كنت أكثر اهتمامًا بمشيئة الله، زاد العبء عليك، وكلما زاد العبء عليك، صارت خبرتك أكثر ثراءً" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال). أتوق لأتحمل المزيد من الأعباء وأقابل محبة الله بالمثل.
في هذه الأيام، تمر فينزويلا بكثير من المصاعب في الاقتصاد ومجال الخدمات العامة والإنترنت. رغم أني أشعر بالتوتر أحيانًا، إلا أنني قد تعلمت الاعتماد على الله واللجوء إليه، والإيمان به. لو لم أمر بهذه المصاعب، لم أكن لأفهم أهمية أداء واجبي أو كيفية اللجوء إلى الله في الأوقات العصيبة. أشكر الله على هذه المواقف العصيبة التي رتبها لي، والتي أتاحت لي باكتساب هذه الخبرات والحصول على هذه المعرفة.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.