عواقب أداء المرء واجبه حسب الأهواء

2022 نوفمبر 8

في يونيو 2020، اختِرت كقائدة كنيسة. في البدء، عندما كنت أواجه مشاكل في العمل، كان في وسعي أن أطلب المبادئ بوعي، وحتى عندما كنت أعرف كيفية أداء الأمور، كنت أطلب النصح من زملاء العمل، ولا أتصرف إلا عندما نتوصل إلى إجماع في الآراء. ومع ذلك، بعد مرور فترة من الزمن، وجدت أن نصيحتي أصبحت مناسِبة في الغالب، كما أنني توليت منصب قائدة في الماضي، فشعرت بالتالي أنني استوعبت على الأرجح بعض المبادئ، وأنه أصبح في استطاعتي أن أرى الأشخاص والأمور، وكذلك أن أنجز الترتيبات بدقة. وذات مرة تحديدًا، عندما لم يكن عمل الإنجيل فعّالًا كما ينبغي، كانت شريكتي تجهل كيفية حل المشكلة، لذا اقترحت أن يعمل معًا الإخوة والأخوات الذين اعتادوا أن يبشّروا بعمل الإنجيل ويُنشئوا مجموعة إنجيل بحيث يصبح في استطاعة كل واحد منهم استخدام مواهبه بفعالية. بعدئذ، طلبنا الحق ودخلنا في شركة لحل الصعوبات المتعلقة بعمل الإنجيل، وبعد فترة وجيزة، تحسنت فعالية عمل الإنجيل بشكل ملحوظ. بطريقة لا شعورية، انزلقت إلى حالة من الاعتداد بالنفس والرضا عن الذات، وشعرت أنني قائدة مقتدرة وأنني أستطيع ترتيب العنصر البشري وعمل الكنيسة بشكل عقلاني.

بعد بضعة أشهر، احتاجت الكنيسة إلى إجراء انتخابات فرعية لمنصب شماس. قبل الانتخابات، جلت بفكري على جميع الأفراد في الكنيسة، واعتقدت أن الأخت لي هي الشخص الأنسب لهذا المنصب. لقد آمنت منذ سنوات طويلة، وكان في استطاعتها أن تهمل الجسد وتضحي في سبيل الله، كما أنها كانت تتسم بمرونة في التفكير. كذلك قامت سابقًا بزيارة عدة أماكن للتبشير بالإنجيل، وحققت نتائج جيدة. والآن، عادت لتوّها من خارج المدينة، بعد أن تمكنت من هداية أشخاص كثيرين لذا كنت أعتقد أنها تصلح أن تكون شماسة إنجيل. لكنني رأيت تعليقات عديدة بأن لديها شخصية متكبرة، وأنها كانت تضيّق على الآخرين غالبًا، وتهاجم أولئك الذين كانوا يتبعون نهجًا استباقيًّا في أداء واجبهم، لذلك ترددت. ولكن بعدئذ فكرت أنها كانت قادرة على العمل جيّدًا، وأنها بشرت بالإنجيل على نحو فعال، لذا ورغم أنها كانت تواجه بعض المشاكل، ينبغي أن تسير الأمور على ما يرام ما دمنا نساعدها باستمرار. بعد تقليب الفكرة جيدًا في الذهن، شعرت أن الأخت لي هي الشخص المناسب لمنصب شماسة إنجيل. في اليوم التالي، شاركت وجهة نظري مع شريكتي. قالت: "إن الأخت لي تضيّق على الآخرين بشدة. يمكنها أن تعتمد على نفسها في التبشير بالإنجيل. ولكن بوصفها شماسة إنجيل، ستعيق عمل الإنجيل، وبالتالي علينا أن نكون حذرين". في تلك الفترة، عندما سمعت أختي تقول ذلك، شعرت بعدم الارتياح. فكرت: "لقد آمنت بالله منذ فترة قصيرة، كما أن وجهة نظرك أحادية الجانب بشكل مفرط. أرى الناس والأفراد بطريقة أكثر دقة، لذا ينبغي أن تستمعي إلي". وعليه، قلت لها وبوادر الاشمئزاز على وجهي: "عند اختيار شمامسة الإنجيل، أهم شيء هو مقدرة الشخص وخبرته في عمل الإنجيل. إنها متكبرة وتميل إلى التضييق على الآخرين، لكن لديها القدرة على العمل، كما أن تبشيرها فعال. علينا أن نتعلم كيفية استخدام الأشخاص وفقًا لنقاط قوتهم وعدم التوقف عند المشاكل الصغيرة". أُصيبت شريكتي بالإحباط الشديد عند سماع ذلك، فلم تضف على ذلك شيئًا.

بعدئذ، دخلت في شركة مع إخوتي وأخواتي بشأن الانتخاب، لكنني لم أتشارك حول مبادئ الانتخابات. وبدلًا من ذلك، شدّدت عن قصد على أنه ينبغي انتخاب أي شخص يتمتع بالقدرة والفعالية. بعد الشركة التي قدمتها، اختار معظم الإخوة والأخوات الأخت لي كشماسة إنجيل. عندئذ، سُعدت للغاية. بشكل غير متوقع، بعد أن قرأت قائدتي العليا تقييم الأخت لي، قالت إن الأخت لي لطالما ضيقت على الآخرين، وهاجمتهم لاتباعهم نهجًا استباقيًّا في مقاربة الأمور، وأنها كانت متكبرة جدًا، وأنها لم تكن تقبل النصح من إخوتها وأخواتها. قالت قائدتي إن اختيارها كشماسة إنجيل قد يعطل عملنا بسهولة. فكّرت: "أنت لا تعرفين وضع العاملين في كنيستي. لو تصرّفت بحزم مفرط تجاه الأمور، لن يكون أحد مناسبًا على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، ليست الأخت لي متعنتة بالكامل. في المرة الأخيرة التي تعاملت فيها معها، قبلت ذلك. إنها مناسبة تمامًا لهذا الدور". عند التفكير في ذلك، قلت بسرعة: "يمكن للأخت لي أن تقبل أن يتم التعامل معها، كما أن وعظها بالإنجيل يتسم بالفعالية. يمكننا مساعدتها بشأن شخصيتها المتكبرة، ويمكنها تولّي هذا المنصب. وعلاوة على ذلك، لا يوجد في الكنيسة حاليًّا شخص مناسب أكثر منها". بعد الاستماع، قالت القائدة بِعَجزٍ: "دعيها إذًا تتدرب لفترة ولْنرَ. إذا وجدتِ أنها تهاجم الآخرين وتعيق العمل، انقليها فورًا". وهكذا، أصبحت الأخت لي شماسة إنجيل.

بعد فترة وجيزة، قالت شريكتي: "كنت مؤخرًا على اتصال مع الأخت لي ووجدت أنها لا تزال تضيّق على الآخرين بشدة. عندما يشكو عاملو الإنجيل من أوجه قصور، لا تساعدهم، بل حتى تهاجمهم، قائلة إنهم عديمو الفائدة وإنهم ينمون ببطء شديد، أو إنها تقوم بكل العمل لوحدها وإن التعاون معهم صعب جدًّا، ما يجعل الجميع في حالة سلبية". لم آخذ نصيحتها على محمل الجد، وفكرت: "كل شخص لديه فساد، ولكن إذا كان في استطاعته أداء واجباته وأن يكون فعّالًا، لا بأس في ذلك. إن تجربتك ورؤيتك لا تزالان ضحلتين للغاية. لقد رأيت الكثيرين من أمثالها. إذا دخلت في شركة معهم وتعاملت معهم، يمكنهم أن يعملوا مع ذلك". حتى أنني قلت لأختي: "دعينا ننظر أكثر إلى نقاط قوتها. إنها متكبرة، لكن يمكنها أن تبشر بالإنجيل. علينا أن نكون متسامحين مع هذه الأخطاء البسيطة. سأتشارك معها أكثر في المستقبل". بعد أن ووجِهت بالرفض منّي، لم يعد لديها ما تقوله. لاحقًا، عندما رأيت الأخت لي، أردت أن أكشف مشاكلها وأحللها، ولكن ما إن التقينا، قالت إن عمل الإنجيل بات فعّالًا جدًّا. رأيت أنها كانت تتبع نهجًا استباقيًّا للغاية جدًّا في أداء واجبها، لذا ذكرت بإيجاز مسألة شخصيتها المتكبرة وتضييقها على الآخرين، وتشاركت معها حول كيفية معاملة إخوتها وأخواتها بشكل صحيح. بعد أن استمعت، قالت إنها راغبة في التغيير، لذا لم أضف شيئًا. لاحقًا، ذكرت العديد من الأخوات الواحدة تلو الأخرى أن الأخت لي لم تكن فقط تمتنع عن القيام بعمل عملي، بل أيضًا أنها لم تكن تتشارك حول الحق لحل المشاكل عندما يواجه الآخرون صعوبات، وأنها كانت تغضب غالبًا وتوبخ الآخرين أو تهاجمهم، ما يجعل الإخوة والأخوات في حالة سلبية. نتيجة لذلك، تأثرت فعالية عمل الإنجيل. فكرت: "هل كان من الخطأ حقًّا بالنسبة لي أن أصر على اختيارها كشماسة؟ بما أن الإخوة والأخوات ذكروا الأمر عدة مرات، لم يعد في استطاعتي التشبث بآرائي". بعدئذ، نظرت في تقييمات الأخت لي، ورأيت أنها اعتمدت على السنوات العديدة من خبرتها في عمل الإنجيل لتوبخ الآخرين غالبًا وتهاجمهم من موقع مسؤول، ما يجعلهم يشعرون بأنهم مقيدو الحركة، وفي حالة سلبية، وغير قادرين على أداء واجباتهم بشكل طبيعي. وعندما كان الآخرون يضعون الإصبع على مشاكلها، كانت تحاجج وتدافع عن نفسها. قدّم لها العديد من الأشخاص شركة، لكنها لم تكن تقبلها. شعرت بالذهول عندما رأيت هذه النتيجة. لم أكن أتوقع أن تكون مشكلة الأخت لي خطيرة لهذه الدرجة. بعد سنوات عديدة من العمل، اخترت الشخص غير المناسب كشماس، وأحدثت فوضى في العمل، وتسببت في اشتكاء الآخرين. لقد جعلني ذلك حزينة جدًّا. بعدئذ، واستنادًا إلى السلوك الثابت للأخت لي، تقرر أنها غير مناسبة كشماسة إنجيل، واستُبعدت.

بعد فصل الأخت لي، راودني شعور عصيّ على التفسير. شعرت وكأنني تعرضت للصفع بشدّة. فكرت كيف أن شريكتي كانت تتحدث بلا كلل عن مشاكل الأخت لي، وكيف أنني مع ذلك لم أكن آخذ هذا الكلام على محمل الجد. ونتيجة لذلك، تسببت في حدوث خسائر فادحة لعمل الكنيسة. راودني شعور عميق بالندم والذنب، وسألت نفسي: "لماذا ارتكبت مثل هذا الخطأ الفادح باختيار الأخت لي؟ كيف ينبغي علي أن أتفكر بنفسي، وأي جانب من جوانب الحق ينبغي عليّ أن أدخل؟" صليت إلى الله، طالبة منه أن ينيرني لكي أتمكن من معرفة نفسي. قرأت هذا المقطع من كلمة الله: "بعض الناس لا يسعون للحق أبدًا أثناء أداء واجبهم. إنهم لا يفعلون إلا ما يحلو لهم، ويتصرفون بعناد وفقًا لتصوراتهم الخاصة، وهم دائمًا متعسفون ومتهورون، ومن الواضح أنهم لا يسيرون في طريق ممارسة الحق. ماذا يعني أن تكون "متعسفًا ومتهورًا"؟ يعني ذلك، أن تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة، عندما تواجه مشكلة، دون أي عملية تفكير أو أي عملية بحث. فلا شيء يقوله أي شخص آخر يمكن أن يلمس قلبك أو يغير رأيك. ولا يمكنك حتى قبول الحق عند مشاركته معك، إذ تتمسك بآرائك الخاصة، ولا تنصت عندما يقول الناس الآخرون أي شيء صحيح؛ حيث تؤمن بأنك على حق، وتتشبث بأفكارك الخاصة. حتى إن كان تفكيرك صحيحًا، فيجب أن تأخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار أيضًا، أليس كذلك؟ وإذا لم تفعل ذلك على الإطلاق، ألا يعني هذا أنك معتدّ للغاية ببرّك الذاتيّ؟ ليس من السهل على الناس الذين يتصفون بالاعتداد بالبر الذاتي والعصيان الشديدين أن يقبلوا الحق. إذا فعلت شيئًا خاطئًا وانتقدك الآخرون قائلين: "أنت لا تفعل ذلك وفقًا للحق!" فتجيبهم قائلًا: "حتى إن لم أكن كذلك، فهذه رغم ذلك هي الطريقة التي سأفعله بها". ثم تجد سببًا لتجعلهم يعتقدون أن هذا صحيح. وإذا وبخوك قائلين: "تصرفك هذا الأمر بمثابة تطفّل، وسوف يضر بعمل الكنيسة"، فلا تكتفي بعدم الاستماع إليهم، بل وتستمر في تقديم الأعذار قائلًا: "أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة، ولذلك فهذه هي الطريقة التي سأفعل بها الأمر". أي شخصية هذه؟ (الكبرياء). إنها الكبرياء. فالطبيعة المتكبرة تجعلك عنيدًا. وإذا كانت لديك طبيعة متكبرة، فسوف تتصرف بشكل تعسفي ومتهور دون مبالاة بما يقوله أي شخص" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كشفت كلمة الله عن حالتي بشكل محدد. اعتقدت أنني، بما أنني كنت قائدة لسنوات طويلة وأتقنت بعض المبادئ وحققت بعض النتائج في عملي، أفهم الحقّ وبات في وسعي رؤية الآخرين والأمور بوضوح، لذا وثقت بنفسي كثيرًا. وعندما حدثت المشكلة، فعلت ما أريده، ولم أفكر في طلب الحق. طلبت مني شريكتي أن أتبيّن مما إذا كانت الأخت لي قد تابت وتغيرت، ما يعدّ متوافقًا مع المبادئ، لكنني لم أستمع، ولم أقبل ذلك، وأصررت على جعلها تستمع إلي. خلال الانتخابات، تعمدت أن أؤكد على وجهات نظري لتضليل الآخرين. بعد الانتخاب، ذكرتني قائدتي العليا بأن الأخت لي غير مناسبة للوظيفة، لكن الغرور حملني على التشبث بآرائي ووجدت مبررات لصدّ قائدتي. بعد أن أصبحت الأخت لي شماسة إنجيل، ضيّقت على الآخرين في جميع الأمور. عندما أضاءت شريكتي على هذه المشكلة من جديد، لم أتفكر في نفسي أيضًا. شعرت أنها كانت تتمتع بقدر ضئيل من الخبرة والبصيرة، ولم آخذ كلماتها على محمل الجد. حتّى أنني قلت إنه من الطبيعي أن يكون ذوو الخامة الجيدة متكبرين قليلًا. لقد استخدمت ذلك كمبرر لحماية الأخت لي والتغاضي عنها. تشبثت بآرائي بعناد، ولم آخذ في الاعتبار ما إذا كانت الأخت لي قد قامت بعمل عملي أو تسببت في اضطرابات، وكانت النتيجة أن الجميع شعروا بأنها تضيّق عليهم في واجباتهم، ما أعاق عمل الإنجيل بشكل خطير. كنت متكبرة ومتعسفة جدًا! كيف كنت أؤدي واجبي بهذه الطريقة؟ كنت أعطل، وأعيق، وأفعل الشر، وأقاوم الله، ما يكرهه الله ويمقته. بمجرد أن أقررت بذلك، لم أستطع أن أتمالك نفسي عن الشعور بالخوف لوهلة، لذا صليت بسرعة إلى الله لأتوب، قائلة إنني كنت أريد تغيير حالتي وآرائي غير الصحيحة وطلب المبادئ المتعلقة باستخدام الأشخاص.

خلال سعيي، رأيت أن مبادئ اختيار القادة والعاملين تورد أنه "لا ينبغي وضع جميع أصحاب الشخصيات المتكبرة في خانة واحدة. بل يجوز انتخاب أحدهم إذا كان قادرًا على قبول الحق والقيام بعمل عملي" (170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق). حتى أنه يمكن اختيار ذوي الشخصيات المتكبرة، ولكن بشرط أساسي وهو أن يكونوا قادرين على قبول الحق والقيام بشيء من العمل العملي. رغم أن الأخت لي كانت تتمتع بنوع من الخامة الجيدة وأنها كانت تجيد التبشير بالإنجيل، كانت شخصيتها متكبرة جدًا وكانت تنظر بازدراء إلى الآخرين لمجرد أن لديها شيئًا من خبرة الإنجيل. عندما أضاء الآخرون على مشاكلها، لم تقبل الأمور أو تتفكر فيها، بل حاولت أن تبرر مواقفها. وحتى لو قبلت ذلك في الظاهر، لم تتغير على الإطلاق بعدئذ. لم تكن إطلاقًا شخصًا يقبل الحق. كذلك ضيّقت على الآخرين وهاجمتهم من موقع مسؤوليتها، ما جعل إخوتها وأخواتها يعيشون في حالة سلبية، وأثّر على عمل الإنجيل بشكل خطير. إن أمثالها ممن لم يتمكنوا من القيام بعمل عملي وتسببوا في التعطيل، حتى ولو كانوا يتمتعون بنعم أو مواهب، يعدّون غير مناسبين، ولا يجوز اختيارهم كشمامسة إنجيل. وإضافة إلى ذلك، عندما اخترت الأخت لي، انطلقت من وجهة نظر خاطئة. فكرت أنه طالما أن شماس الإنجيل يتمتع بخبرة ويتسم بأنه فعال، يمكنه القيام بالوظيفة، لكن ذلك كان من نسج خيالي تمامًا. إن قدرتها على ربح الآخرين من خلال التبشير بالإنجيل تثبت أنها كانت تجيد عمل الإنجيل فحسب، لا أنها مناسبة للإشراف على هذا العمل. بصرف النظر عن مقدار الخبرة التي يتمتع بها أحدهم، إذا كان لديه طبيعة بشرية سيئة، وإذا كان يضيّق على الآخرين ويهاجمهم من شخصيات الشيطانية، ولا يقبل التهذيب أو التعامل معه، توجد مشكلة. إن استخدام شخص كهذا لا يؤدي سوى إلى تعطيل عمل الكنيسة وإعاقته. لقد آمنت لسنوات طويلة، لكنني لم أطلب الحق عندما حدثت المشاكل، ونظرت إلى الأشخاص والأمور من منطلق مفاهيمي وتخيلاتي. بم أشبه المؤمنين بالله هكذا؟ لقد كنت غير مؤمنة من حيث المبدأ. عندما فكرت في ذلك، شعرت بحزن اخترق قلبي. صليت إلى الله لأقول إنني كنت أرغب في طلب مبادئ الحق، وإنني لم أعد أتصرف بشكل تعسفي بناء على مشيئتي الخاصة.

ورغم أنني كنت أتمتع بالرغبة في التغيير، لأن إرادتي كانت قوية جدًا، شرعت في ارتكاب الأخطاء القديمة ذاتها من جديد. ذات يوم، وفيما كانت قائدتي تحقق في عملنا، رأت أن الأخت شو، المشرفة على عمل صياغة النصوص، لديها خامة ضعيفة. لقد اعتُني بها لفترة طويلة، لكن لم تقدّم أي نموّ واضح، ولم تقم بعمل فعال. اقترحت قائدتي أن أجد بسرعة شخصًا ذا خامة أفضل للتدريب، وقالت إنه لا يهم إذا كان لم يمضِ سوى وقت قصير في الممارسة. فكرت بأنه، رغم أن الأخت شو لم تكن تتمتع بخامة عالية الجودة، إلا أنها قامت بواجبها لفترة طويلة وتولت زمام المسؤولية، وبالتالي، تعدّ أفضل من أي شخص آخر جديد على الوظيفة. إن الأشخاص الجدد على الوظيفة لم يستوعبوا المبادئ وليس لديهم خبرة في العمل، وسيستغرق تدريبهم وقتًا، لذا تظل الأخت شو بمثابة أفضل خيار لهذا الدور. وربما يمكن عزو عدم فعاليتها مؤخرًا إلى الحالة السيئة التي كانت فيها. لكن بمجرّد أن تكيّف نفسها، ستتحسن نتائجها بشكل طبيعي. لذا، لم أقم بنقل الأخت شو. بعد فترة، أرسلت القائدة رسالة أخرى تطلب فيها مني نقل الأخت شو، وتوصي باختيار الأخت شين، قائلة إنها تتمتع بخامة جيدة ومهارات جيدة في صياغة النصوص. كذلك قامت بعمل نصّي في الماضي، وتستحق الاعتناء بها. من جهتي، رأيت أنها آمنت بالله لفترة قصيرة وأن لديها القليل من الخبرة. فهل يمكنها التعامل مع العمل بالفعل؟ ومع أخذ ذلك في الاعتبار، أصررت على الاحتفاظ بالأخت شو ولم أعتنِ بالأخت شين. لم أكتشف حتى نهاية الشهر أن عمل صياغة النصوص لم يكن يحرز أي تقدم. تعاملت معي قائدتي، قائلة إنني كنت أفرط في التشبث بآرائي، وإنها اقترحت نقل الأخت شو مرتين، لكنني لم أَسِر بذلك، ولم أغرس الأخت شين، ما أعاق بشكل خطير عمل صياغة النصوص. شعرت بالحزن الشديد. ذكّرتني قائدتي مرتين بأن الأخت شو لديها خامة ضعيفة وبأنها لم تكن مناسبة للتدريب. لِمَ لم أستطع قبول ذلك؟ لم كنت دائمًا أستخدم الأشخاص وفقًا لشروطي الخاصة؟ ونتيجة لذلك، تسببت في خسارة فادحة لعملنا. شعرت بالندم الشديد، لذا صليت إلى الله، وطلبت منه أن يهديني لأكون قادرة على التفكّر بنفسي.

لاحقًا، عندما قرأت كلام الله، اكتسبت شيئًا من الفهم لنفسي. "إنك تخدم الله بشخصيتك الطبيعية، ووفقًا لتفضيلاتك الشخصية. أضف إلى ذلك أنك تظن دومًا أن الأمور التي ترغب في فعلها هي ما يبهج الله، وأن الأشياء التي لا ترغب في فعلها هي ما يكرهه الله. إنك تعمل كليًّا حسب تفضيلاتك الخاصة؛ فهل تُسمي هذه خدمة لله؟ في نهاية المطاف، لن يكون هناك أدنى تغير في شخصية حياتك؛ بل إن خدمتك ستجعلك حتى أشدّ عنادًا؛ وهذا سيجعل شخصيتك الفاسدة متأصلة بعمق. وبذلك تتكون في داخلك قواعد حول خدمة الله التي تعتمد في الأساس على شخصيتك والخبرات المكتسبة من خدمتك وفقًا لشخصيتك. هذه هي خبرات الإنسان ودروسه. إنها فلسفة الإنسان حول العيش في العالم. يمكن تصنيف أمثال هؤلاء الناس كفريسيين ومسؤولين دينيين، وإذا لم يفيقوا ويتوبوا، فسيتحولون بلا شك في نهاية المطاف إلى مسحاء كذبة وأضداد للمسيح يُضلون الناس في الأيام الأخيرة. وسوف يظهر المسحاء الكذبة وأضداد المسيح الذين ورد ذكرهم من بين أمثال هؤلاء الناس. إذا كان أولئك الذين يخدمون الله يتبعون شخصيتهم ويتصرفون وفقًا لإرادتهم الخاصة، فعندئذٍ يكونون عرضة لخطر الطرد في أي وقت. أما أولئك الذين يطبقون سنواتهم العديدة من الخبرة المكتسبة على خدمة الله من أجل كسب قلوب الآخرين، ولإلقاء المحاضرات على أسماعهم ولفرض السيطرة عليهم، والتعالي عليهم – ولا يتوبون أبدًا، ولا يعترفون أبدًا بخطاياهم، ولا يتخلون أبدًا عن مزايا منصبهم – فهؤلاء الناس سيسقطون أمام الله. إنهم من نفس صنف بولس، ممن يستغلون أقدميتهم ويتباهون بمؤهلاتهم، ولن يجلب الله الكمال لمثل هؤلاء الناس. فمثل هذه الخدمة تتداخل مع عمل الله. يتعلق الناس دائمًا بالقديم، ومن ثمَّ فهم يتشبثون بمفاهيم الماضي وبكل شيء من الأزمنة الماضية، وهذه عقبة كبرى أمام خدمتهم، وإذا لم يكن بمقدورك أن تتخلص منها، فإن هذه الأشياء ستقيد حياتك كلها، ولن يثني عليك الله مطلقًا، ولا حتى لو كسرت ساقيك أو أحنيت ظهرك من العمل، ولا حتى لو أصبحت شهيدًا في خدمتك لله. بل على العكس تمامًا: سيقول إنك شرير" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب تطهير الخدمة الدينية). "وإذا كان أحدهم لا يحب الحق، ويتصرف مرارًا وتكرارًا بحسب إرادته، فسوف يُغضب الله مرارًا وتكرارًا. سيمقتهم الله ويرفضهم ويُحيِّدهم جانبًا. وغالبًا ما لا تنال أفعال مثل هذا الشخص استحسان الله، وإذا لم يتب فإن العقوبة ليست ببعيدةٍ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). وبينما كنت أتأمل في كلام الله، شعرت ببعض الخوف. اعتقدت أنني، بما أنني قمت بواجبي لفترة طويلة وتمتعت ببعض الخبرة، أفهم الحق، لذلك تمسكت بمفاهيمي الخاصة ومارستها كما لو أنها كانت هي الحق وتعاملت مع تجربتي في العمل على أنها رأسمالي. وكانت النتيجة أنني أصبحت أكثر تكبرًا. وعندما حدثت المشكلة، لم يكن لله مكان في قلبي، لم أطلب مبادئ الحق، ولم أقبل الاقتراحات من الآخرين، وفعلت بعناد ما كنت أريد فعله. وكانت النتيجة أن ضررًا لحق بعمل الكنيسة. وأخيرًا رأيت بوضوح أن خبرة العمل لا تعني أنني أفهم الحق أو أنني أمتلك حقائقه. من خلال عدم السعي وراء الحق والتصرف استنادًا إلى تجربتي ومشيئتي الخاصة، وكانت النتيجة أن ضررًا لحق بعمل الكنيسة. وهي خدمة تقاوم الله. إن الحق هو الذي يحكم في بيت الله، كما أن الحق هو المعيار لقياس أفعال الناس. أما أنا فقد تصرفت بموجب تجربتي العملية ومشيئتي، كما لو أنهما كانا هما الحق. كيف يمكن أن يكون ذلك إيمانًا بالله؟ كان ذلك إيمانًا بالذات! فكرت كيف أن أضداد المسيح الذين طردوا من الكنيسة كانوا جميعًا متكبرين ومتعسفين. في أداء واجباتهم، تجاهلوا مبادئ بيت الله وتصرفوا بتهور، وبصرف النظر عن كيفية تذكير الآخرين لهم أو تعاملهم معهم، لم يتوبوا أبدًا، لذلك طُردوا ونُبذوا لأنهم أعاقوا عمل الكنيسة بشكل خطير. ألم يكن لدي نفس شخصية أضداد المسيح هؤلاء؟ كنت أيضًا أسير على درب ضد المسيح. شعرت بالأسف والذنب الشديدين، وكرهت نفسي لكوني متكبرة جدًا.

لاحقًا، رأيت مقطعًا من كلام الله وتعلمت كيف أتدرب. تقول كلمات الله، "فماذا في وسعك أن تمارس لتحول دون تعسفك وتهورك؟ أولًا، يجب أن تتمتّع بسلوك متواضع، وتضعَ جانبًا ما تعتقد أنّه صحيح، وتسمح للجميع بالشركة. وحتّى إن كنت تعتقد أنّ طريقك صحيح، فيجب ألّا تستمرّ بالإصرار عليه. ذلك نوع من التحسن؛ فهو يُظهر سلوكًا ينمُّ عن سعي إلى الحق، وإنكار لذاتك، وتلبية لمشيئة الله. عندما تتمتّع بهذا السلوك، بينما لا تتقيّد برأيك، يجب أن تصلي، وتطلب الحق من الله، ثم تبحث عن أساس في كلام الله. حدِّد كيفية التصرف على أساس كلام الله. هذه هي الممارسة الأكثر ملاءمة ودقة. عندما يسعى الناس إلى الحق ويطرحون مشكلة للجميع لكي يتشاركوا ويبحثوا عن إجابة عنها، ذلك هو الوقت الذي يزودهم الروح القدس بالاستنارة. يزود الله الناس بالاستنارة وفقًا للمبدأ؛ حيث يقيِّم سلوكك. فإذا تمسكت برأيك في عناد، بغض النظر عما إن كان رأيك صوابًا أو مخطئًا، فسيخفي الله وجهه عنك ويتجاهلك، وسجعلك تصل إلى طريق مسدود، ويفضحك ويكشف حالك القبيح. لكن من ناحية أخرى، إذا كان سلوكك صحيحًا، ولم تكن مُصِرًّا على اتباع طريقتك الخاصة ولا مُعتدًّا بنفسك، أو متعسفًا ومتهورًا، وكان سلوكك قائمًا على السعي إلى الحق وقبوله، فإن أقمت شركة حول هذا مع الجميع، فإن الروح القدس سيبدأ العمل بينكم، وربما يقودك إلى الفهم من خلال كلمات شخص ما. أحيانًا، عندما ينيرك الروح القدس، فإنه يقودك لفهم جوهر الأمر ببضع كلمات أو عبارات، أو بمنحك إحساسًا. وتدرك في تلك اللحظة أن كل ما كنت تتشبث به هو خطأ، وفي نفس اللحظة، تفهم الطريقة الأنسب للتصرُّف. بعد أن وصلت إلى مستوى كهذا، هل نجحت في تجنب فعل الشر، وتحمُّل عواقب الخطأ؟ كيف يتحقَّق مثل هذا الأمر؟ لا يتحقق هذا إلّا عندما يكون لك قلب يخشى الله، وتسعى إلى الحق بقلب مفعم بالطاعة. وبمجرد أن تتلقى الاستنارة من الروح القدس، وتحدد المبادئ لأجل الممارسة، فستنسجم ممارستك مع الحق، وستكون قادرًا على إرضاء مشيئة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). من كلام الله، يمكننا أن نرى أنه مهما حدث، ينبغي أن نتمتع بقلب يخاف الله، وأن نطلب مشيئة الله ومبادئ الحق. وتحديدًا عندما يقدم إخوتنا وأخواتنا اقتراحات مختلفة، ينبغي علينا أوّلًا أن ننكر أنفسنا ونقبل. وحتى إن كنا نعتقد أننا على حق، ينبغي أن نتخلى عن عنادنا أوّلًا، وأن نطلب وندخل في شركة مع إخوتنا وأخواتنا. بهذه الطريقة فقط يمكننا الحصول على استنارة الله. لقد آمنت بالله لسنوات، ومع ذلك، لم يكن في وسعي حتى الآن قبول الاقتراحات التي تتوافق مع الحق. لم أكن أتمتع إطلاقًا بحقائق الحق، وعشت بالكامل حسب شخصيتي المتكبرة. ورغم أنني كنت ضعيفة ومثيرة للشفقة وقذرة وفاسدة جدًا، كنت أعتقد مع ذلك بفخر أنني كنت صالحة، وكنت ما أزال أؤمن بنفسي على نحو مفرط عندما أتصرف. عندما أفكّر في ذلك الآن، أدرك أن تصرفي كان وقحًا. عقدت العزم على أنني لن أفرط في الثقة بنفسي من جديد، وأنني سأطلب مبادئ الحق وأدخل في شركة مع الآخرين بالنسبة لجميع الأمور، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لأقوم بواجبي جيدًا.

بعدئذ، بدأت أطلب كيفية ترتيب الواجبات بشكل عقلاني استنادًا إلى الخامة التي يتمتع بها كل شخص ومواطن قوته. ووجدت كلمات الله هذه: "يجب أن تحقق أقصى استفادة من كل شخص، والاستفادة الكاملة من قدراته الفردية وترتيب الواجبات المناسبة له وفقًا لما يمكنه القيام به، وجودة مقدرته، ومقدار عمره، ومدة إيمانه بالله. يجب أن تأتي بخطة مصممة خصيصًا لكل نوع من الأشخاص وتنويعها من شخص لآخر، حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم في بيت الله وممارسة وظائفهم إلى أقصى مدى" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟). "يعتقد بعض الناس أنهم ماهرون في الكلمة المكتوبة؛ ولذلك فإنهم يجتهدون في المطالبة بفعلها. وبالطبع، لن يتركهم بيت الله يشعرون بالإحباط، فبيت الله يُقدِّر الموهوبين، ومهما كانت المواهب أو المهارات التي يملكها الناس، فإن بيت الله يمنحهم المجال للاستفادة منها وهكذا تُرتِّب الكنيسة لهم أداء العمل الأدبيّ. ولكن بعد مرور بعض الوقت يتبيَّن أنهم في الواقع لا يملكون هذه المهارة، وأنهم غير قادرين على أداء هذا الواجب أداءً صحيحًا؛ فهم غير فعَّالين على الإطلاق. ومهاراتهم ومقدرتهم تجعلهم غير أكْفاء تمامًا في هذه المُهمِّة. ما الذي يجب عمله في مثل هذه الظروف إذًا؟ هل من الممكن أن تتساهل معهم وتقول: "أنت لديك شغفٌ، وعلى الرغم من أنك لا تملك الكثير من المواهب ومقدرتك مُتوسِّطة، فما دمت على استعدادٍ ولا تكره العمل الجادّ، سوف يتساهل بيت الله معك ويسمح لك بالاستمرار في أداء هذا الواجب. ولا يهمّ ما إذا كنت لا تفعل ذلك جيِّدًا. فبيت الله سيتغاضى عن هذا ولا داعي لاستبدالك؟" هل هذا هو المبدأ الذي يتعامل به بيت الله مع الأمور؟ من الواضح أنه ليس كذلك. في مثل هذه الظروف، عادةً ما تُرتَّب لهم الواجبات المناسبة على أساس مقدرتهم ونقاط قوَّتهم؛ فهذا جانبٌ من الأمر. ولكن لا يكفي الاعتماد على هذا وحده؛ لأنه حتى الناس أنفسهم في كثيرٍ من الحالات لا يعرفون ما هو الواجب المناسب لأدائه، وحتَّى إن اعتقدوا أنهم بارعون فيه، فقد لا يكون ذلك صحيحًا بالضرورة، ولذلك يتعيَّن عليهم تجربته، وتلقِّي التدريب لفترةٍ من الوقت؛ فيكون اتخاذ القرار على أساس ما إذا كانوا فعَّالين أم لا هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله. وإذا لم يكن لفترة التدريب أيّ تأثيرٍ ولم يحدث تقدُّم، فهذا يعني أنه لا توجد قيمة في تعهّدهم، وأنه يجب إجراء تعديلاتٍ على الواجبات، وإعادة ترتيب واجب مناسب لهم. فإعادة ترتيب واجبات الناس وتعديلها بهذه الطريقة هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله، كما أنه يتوافق مع المبدأ" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون التراجع عند غياب المكانة أو الرجاء في نيل البركات). من خلال كلمة الله، رأيت أن الكنيسة ترتب الواجبات استنادًا إلى الطبيعة البشرية لكل شخص، وخامته، ومواهبه، ليتمكن كل منهم من تقديم أفضل ما لديه، ومن أداء دوره في المكان المناسب. إن بعض الأشخاص يقومون بعمل صياغة النصوص، ولكن رغم الاعتناء بهم لفترة زمنية، لا يقدمون أيّ نمو. إنهم يفتقرون إلى الخامة ولا يرتقون إلى المستوى المطلوب في العمل، لذلك لا يجوز أن يستمروا في هذا الدور. بدلًا من ذلك، ينبغي أن يتم ترتيب واجب مناسب لهم قياسًا على خامتهم، ما يعدّ مفيدًا لهم ولعمل الكنيسة على حد سواء. عند النظر في استخدام المبادئ، ورغم أن الأخت شو كانت تتمتع بطبيعة بشرية صالحة وتتحمل عبء أداء واجبها، كان لديها خامة ضعيفة. لذا، ورغم أنها قامت بعمل صياغة النصوص على مدى سنوات، كان تقدمها بطيئًا، وبالتالي، لم تكن تصلح فعلًا لعمل صياغة النصوص. وفي المقابل، رغم أن الأخت شين آمنت منذ فترة قصيرة فحسب، إلا أنها فهمت الحقّ بشكل صحيح، وكانت حادّة البصيرة، وتتمتع بخامة جيدة، وتستمتع بكتابة النصوص. ورغم أنها لم تكن مؤهلة بعد لهذه الوظيفة، كان في استطاعتها أن تصبح كفؤة إذا اعتُني بها لبعض الوقت. بمجرد أن عرفت المبادئ المتعلقة بغرس الأشخاص واستخدامهم، أَنَطْت بالأخت شين مسؤولية عمل صياغة النصوص، ونقلت الأخت شو إلى واجب آخر. وبعد فترة من الزمن، تحسّن عملنا النصّي بشكل تدريجيّ.

لاحقًا، رأيت أن الأخت وانغ التي تنتمي إلى مجموعة أخرى، تجيد صياغة النصوص، وشعرت أنه يمكن الاعتناء بها لتقوم بالعمل النصي. لذلك أوصيت بتعيينها، لكن شريكتي قالت إنها كانت متكبرة وشديدة الاعتداد بالذات، وإنها كانت تميل إلى التضييق على الآخرين، وتحمل الآخرين دائمًا على الاستماع إليها، وبالتالي فهي غير مناسبة للوظيفة. عند سماعها تقول ذلك، شعرت بشيء من الضيق، وفكرت: "نعم، كانت الأخت وانغ متكبرة قليلًا وتميل إلى التضييق على الآخرين، ولكن هذا السلوك ينتمي إلى الماضي فحسب. بات في استطاعتها الآن قبول التهذيب والتعامل معها، وأظهرت بعض التغيير. لذا أعتقد أنها مناسبة جدًّا لتولّي العمل النصّي". وعليه تشبثت بوجهة نظري، ولكن بعدئذ فكرت: "إن هذا القول لزميلتي في العمل ينطوي على إرادة الله. لطالما استخدمت الأشخاص استنادًا إلى مشيئتي، ما أضر بعمل الكنيسة. والآن، أنا أقرر استخدام الأخت وانغ دون طلب المبادئ. وببساطة، قررت ذلك بشكل مباشر. ما زلت أتصرف بطريقة تعسفية! لا يمكنني أن أتشبث بوجهات نظري الخاصة بعد الآن. ينبغي عليّ أن أطلب الحق في ذلك. إنّ الطريقة الوحيدة لتحديد ذلك بدقة هي تلك التي تتوافق مع المبادئ". لاحقًا، قرأت في كلمة الله: "ثمّةَ نوعٌ آخرُ من الأشخاص الذين يمكن ترقيتهم وتهذيبهم، هم أولئك الذين يملكون مَلَكاتٍ أو مواهبَ خاصَّة، ويتقنون بعض الخبرات أو المهارات. ما المعيار الذي يتطلَّبه بيت الله لتعهُّد الأشخاص؟ أوَّلًا، فيما يتعلَّق بإنسانيَّتهم، يحتاجون إلى أن يكونوا شغوفين نسبيًّا بالأمور الإيجابيَّة؛ وينبغي ألَّا يكونوا من الأشرار. قد يتساءل بعض الناس: "لماذا هم غير مطالبين بأن يكونوا أناسًا يحبون الحق؟" لأن مشرفي الفرق ليسوا قادةً أو عاملين، وليسوا أيضًا ممن يتولون سقاية الناس. ستكون مطالبتهم بالوفاء بمعيار محبة الحق طلبًا مبالغًا فيه، وبعيدًا عن متناول معظم الناس. ليس هذا الأمر مطلوبًا من الأشخاص الذين يتولون عملًا إداريًّا أو مهامَّا متخصصة، وإن كان ذلك مطلوبًا، فهو متعذر على معظمهم، ولا يتأهل له إلّا قلّة، وبالتالي لا بدّ من تخفيف المعايير. ما دام الأشخاص أكْفاء في مجال معين، وقادرين على تولّي العمل، ولا يقترفون أي شر أو يسببوا أي تشويش، فذلك إذن كافٍ. فمن جهة هؤلاء الناس الذين لديهم خبرةٌ في بعض المهارات أو المهام ولديهم بعض نقاط القوَّة، عندما يُؤدِّون عملًا يتطلَّب بعض الإلمام بالمهارة ويتعلَّق بمهنتهم في بيت الله، فإنهم لا يكونون بحاجةٍ إلّا إلى أن يكونوا طيبي السريرة ونزيهين نسبيًّا، لا أن يكونوا أشرارًا أو مخطئين أو سخفاء في فهمهم، وأن يكونوا قادرين على تحمُّل المشقَّة، وأن يكونوا على استعدادٍ لدفع الثمن" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). إن بيت الله يعتني بالأشخاص ذوي المهارات الخاصة استنادًا إلى هذا المبدأ: ينبغي أن يتمتعوا بطبيعة بشرية مقبولة، وفهم مستقيم، وأن يتعاملوا مع واجباتهم بجدّ، وأن يحبوا الأمور الإيجابية. كانت الأخت وانغ تتمتع بشخصية متكبرة نوعًا ما، ولكن في حال كان مقترح الآخرين صحيحًا ويتوافق مع الحق، كان في استطاعتها قبوله. كانت تتمتع بموهبة في عمل صياغة النصوص، وكان في استطاعتها أن تعاني وأن تدفع ثمنًا في واجبها، وأن تحمي عمل بيت الله، وبالتالي كانت على انسجام مع ذلك المبدأ. لاحقًا، استخدمت هذا المبدأ للدخول في شركة مع قائدتي العليا ومع العديد من شريكاتي بشأن وجهات نظري، ورأى الجميع أنه على الرغم من أن شخصيتها كانت متكبرة، كانت الأخت وانغ تتمتع بطبيعة بشرية مقبولة، وأنها كانت تؤدي واجبها بمسؤولية، وكان في استطاعتها قبول اقتراحات الآخرين، وبالتالي يمكن الاعتناء بها. بعدئذ، قمت بالترتيبات اللازمة لكي تقوم الأخت وانغ بالعمل النصي. اغتنمت هذه الفرصة، وحققت نتائج جيدة في واجبها الجديد. رأيت أنه عندما نطلب مشيئة الله في جميع الأمور، ونقوم بواجباتنا وفقًا لمبادئ الحق، نتلقى إرشاد الروح القدس، وتكون قلوبنا مرتاحة. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لماذا أقلق من ارتكاب الأخطاء؟

خلال العمل في التصميم الفني للكنيسة، واجهت بعض الصعوبات في البداية، لكن من خلال الاتكال على الله ومشاركة الإخوة والأخوات، تحسن أدائي....

عواطفي شوَّشت حكمي على الأمور

مرحبًا هويجوان، وصلني خطابكِ. قلتِ في خطابك إن ابنينا استُبعدا من الكنيسة. لم أستطع تقبل هذا في البداية. أتذكر منذ سنوات قليلة عندما عدت...

اترك رد