تعلمتُ كيف أعامل الآخرين بطريقة مناسبة
في أحد الأيام، جاءني الأخ تشن من كنيستنا، وقال إنه يريد ممارسة تقديم الشهادة في وقت فراغه، وتقديم بعض من قوّته لعمل الإنجيل. بسبب تفاعلاتي السابقة مع الأخ تشن، كنت أعرف أن لديه شخصية متعجرفة للغاية، ولذا كان لدي بعض الأفكار والآراء المسبقة عنه. علاوة على ذلك، اعتقدت أن أولئك الذين يقدمون الشهادة يجب أن يكون لديهم مستوى معين من المعرفة بالكتاب المقدس. يجب أن يكونوا قادرين على توصيل الحق بشكل واضح وأن يكونوا قادرين على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها أولئك الذين نعظهم بالإنجيل. شعرت أنه لا يمتلك هذه الصفات، ولذا لم أوافق على ذلك. عندما رأى ذلك قال: "بناءً على قدراتي، ألا تعتقدين أنه يمكنني ممارسة تقديم الشهادة؟ ألن أضيّع موهبتي إن لم أقدم الشهادة"؟ عندما سمعت ذلك، شعرت أنه طفح بي الكيل وفكرت: "هل تعتقد أن تقديم الشهادة أمر يسهل القيام به؟ إذا لم تكن لديك موهبة حقيقية، هل تعتقد أنه يمكنك الوفاء بهذا الواجب بشكل جيد؟ أنت تبالغ في تقدير نفسك. ببساطة، ليس لديك مقياس دقيق لنفسك!" بعد ذلك، قمت بعقد شركة حول وضع الأخ تشن مع عدد قليل من الإخوة والأخوات الآخرين لنتمكن من تمييز حالته. بعض الإخوة والأخوات، بعد سماع ما قلته، تحدثوا أيضًا كيف كانت الغطرسة تظهر في تصرفات الأخ تشن. هذا أكد لي أن رأيي في الأخ تشن كان دقيقًا بالفعل. لم أكن أدرك مطلقًا أنه عندما علقت على الأخ تشن بصورة عرَضية دون أن أسعى للحق لأفهمه بدقة، كنت أدينه وأتواطأ عليه مع الآخرين.
ذات مرة، كنت أحضر اجتماعًا مع الأخ تشن. وبينما كنا نقرأ ترتيب العمل حول كيف يمكننا مشاهدة أفلام عائلة الله بينما نعيش حياة الكنيسة، قال: "أعتقد أن القادة وزملاء العمل لا يملكون واقع الحق. إنهم فقط يعظون بالحروف والتعاليم في الاجتماعات ولا يستطيعون حل الصعوبات العملية التي يواجهها إخوتنا وأخواتنا. إنه لأمر رائع أن نتمكن من مشاهدة الأفلام في اجتماعاتنا الآن. هذا سيساعدنا على فهم الحق". وتابع قائلًا: "عندما كنت أؤدي هذا الواجب في البداية، لأنني لم أفهم المبادئ، واجهت العديد من الصعوبات. ولكن الآن وقد أصبح لديّ فهمٌ للمبادئ، أشعر أن إتمام هذا الواجب يسير بشكل أكثر سلاسة، والنتائج التي أحققها في عملي جيدة للغاية...". عندما سمعته يقول هذا زاد النفور والمقاومة في قلبي، وفكرت: "أنت جيد حقًا في اغتنام الفرصة. أنت تستغل شركة الرجل الذي استخدمه الروح القدس، للتقليل من شأننا كقادة وزملاء في العمل. في الوقت نفسه، لم تنسَ أن تشهد لنفسك وتتباهى. أنت حقًا متعجرف للغاية وغير عقلاني...". ثم بدأنا في مناقشة كيف سنعمل معًا على الأسئلة الخمسة التي سيتم إيصالها في الاجتماع التالي. في هذه اللحظة، عرض الأخ تشن أن يكون مسؤولًا عن ثلاثة من الأسئلة، حتى إنه اقترح أشخاصًا ليكونوا مسؤولين عن السؤالين المتبقيين. وعندما رتبت لقائد المجموعة لتولي مسؤولية الاجتماع المقبل، سأل تشن قائد المجموعة بسرعة بطريقة متشككة: "هل تعتقد أنه يمكنك التعامل مع الأمر؟ هل تستطيع أن تفعل ذلك؟" من نبرة صوته، بدا كأنه يعتقد أنه وحده الذي يمكنه أن يتولى الاجتماع. في مواجهة سلوكه، فكرت: "أنت غير عقلاني بالمرة. هل تستطيع فعل هذا؟ أنت فقط تريد استخدام هذه الفرصة كمنصّة لإظهار نفسك للإخوة والأخوات. أنت ترغب في الحصول على كل الاهتمام، لكنني لن أسمح بذلك". ولمنعه من تحقيق هدفه، استخدمت سلطتي لإعادة ترتيب الأمور بحيث لا يكون مسؤولًا. بالتفكير في كل سلوك الأخ تشن، كرهته كثيرًا في قلبي وأصبح تحاملي عليه أقوى من أي وقت مضى. على وجه الخصوص، لقد تحدثت معه عدة مرات حول سلوكه المتعجرف، لكنه اعترف به لفظيًا فقط، إلا أنني بعد ذلك لم أر أي تغيير واضح. شعرت بالتالي أنه كان لديه مستوى استثنائي من الغطرسة. لقد كان متعجرفًا بشكل مفرط لدرجة أنني شعرت أنه لا يمكن أن يتغير أبدًا وأنه لا أمل فيه. وفي بعض الأحيان اعتقدت أنه كان متعجرفًا جدًا، ولم يكن في الأساس مناسبًا للقيام بواجبه الحالي، وقد أستبدله بشخص آخر فحسب.
بعد انتهاء الاجتماع وتأملي في كل الخواطر والأفكار التي كنت قد كشفت عنها خلال الاجتماع، شعر قلبي ببعض التأنيب وكثير من الانزعاج. صليت لله: "يا الله! لديّ العديد من الأفكار والتحيزات تجاه الأخ تشن. أعتقد أنه متعجرف جدًا. والآن، كلما سمعت صوته يتكلم، يتزايد النفور والمقاومة في قلبي، حتى إنني أريد استبداله. يا إلهي! أعلم أنني في حالة خاطئة، لكنني لا أفهم مشيئتك، ولا أعرف في أي جانب من جوانب الحق يجب أن أدخل. يا الله، أرجوك أن تنيرني وترشدني". بعد انتهائي من الصلاة، فكرت في مقطع من عظة: "هل هذا النوع من التفكير موجود في قلوبكم؟ عندما تفكرون في شخص ما، فأنتم تفكرون أولًا في نقاط ضعفه، وتفكرون أولًا في الطرق التي أُفسِد بها. هل هذا صحيح؟ إذا واصلتم التفكير بهذه الطريقة، فلن تتمكنوا أبدًا من الانسجام مع الآخرين بشكل طبيعي... ولكن نظرًا لأنه يؤمن حقًا بالله ويرغب في السعي للحق، فلن يمر وقت طويل قبل أن يبدأ هذا الفساد فيه في التغير والاختفاء. هذه هي الطريقة التي يجب أن نرى بها هذه المشكلة، ويجب أن نرى المشاكل برؤية للنمو. يجب ألا نركز على ضعف شخص ما، ثم ندينه إلى الأبد، قائلين إن الشخص سيبقى على هذا النحو طول حياته، وإنه شخص من هذا النوع. إن فعل ذلك سيكون إدانةً وحَدًا له! لم يتكلم الله بهذه الطريقة في خلاص الناس، قائلًا إن الجنس البشري قد أُفسد إلى هذا الحد، وبالتالي فإنه من غير المجدي خلاصه، وأن هذه هي نهاية الجنس البشري. إن الله لا يرى الأمر بتلك الطريقة على الإطلاق؛ ولذلك، فنحن جميعًا نسعى للحق الآن. نرغب جميعًا في السعي للحق، ونعتقد أنه – على الأقل – إذا واصلنا مساعينا، فسنكون بالتأكيد في غضون بضع سنوات قادرين على التغيير إلى حد ما، وفي النهاية سنكون قادرين تمامًا على تحقيق تغيير الشخصية والتكميل من الله. لديكم كلكم هذا النوع من الإيمان، أليس كذلك؟ نظرًا لأن لديكم هذا النوع من الإيمان، يجب عليكم بالتالي أن تؤمنوا بأن لدى الآخرين أيضًا هذا النوع من الإيمان"( من "كيف تنشئ علاقات شخصية طبيعية" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (1)). أظهر لي هذا المقطع من الشركة حالتي بوضوح، وشعرت بالخزي. رأيت كيف كانت طبيعتي متعجرفة ومغرورة. لقد تصرفت كما لو كنت أملك الحق، وكنت قادرة على الحكم على شخص بدقة من نظرة واحدة، وفهم جوهره تمامًا. بربط كلمات العظة بنفسي، أدركت أن: من تفاعلاتي مع الأخ تشن، شعرت أنه كان شابًا وفخورًا عندما رأيته يعبّر عن شخصيته المتعجرفة، في الكلمات التي كان يقولها، والأشياء التي كان يفعلها. شعرت أنه ليس لديه أي معرفة بالذات على الإطلاق. حتى إنني حكمت في قلبي أنه شخص متعجرف وغير عقلاني تمامًا، وليس هناك أمل في تغيره. وهذا هو السبب في أنني لم أستطع معاملته أبدًا بشكل عادل أو محايد. الله يخلّص الناس إلى أقصى حد ممكن، ومع ذلك كنت أحدّ الأخ تشن بكل الطرق. الآن، كشفني الله وجعلني أرى غطرستي وغروري بشكل واضح. كنت أعتبر وجهات نظري ومعتقداتي الخاصة على أنها الحق، وأنها المعايير التي أدنت بها الناس. لقد كنت غير عقلانية تمامًا. هل كنت أرى وأقيس الآخرين بالمبادئ والمعايير؟ هل كانت طريقتي في رؤية الأشخاص وحدّهم تتفق مع الحق؟ كنت أقل من يرقة. كيف كنت مؤهلة للحكم على الآخرين وإدانتهم؟ تقول كلمات الله: "إن الأشخاص الذين يخلّصهم الله هم أولئك الذين لديهم شخصيات فاسدة من جرّاء فساد الشيطان؛ إنهم ليسوا أناسًا مثاليين دون أدنى عيب، ولا أشخاصًا يعيشون في فراغ" ("دخول الحياة هو الأكثر أهمية في الإيمان بالله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). إننا لم نُكمَّل بعد، وما زلنا في مرحلة التغيير التدريجي من خلال خبرتنا بعمل الله. على الرغم من أننا قد نعبّر عن شخصياتنا الفاسدة أو نرتكب بعض التجاوزات أثناء قيامنا بواجباتنا، ما دمنا نؤمن بالله ونسعى للحق بإخلاص، فإننا سنكون قادرين على التغيير. لكنني، لم أكن أرى الآخرين بهدف النمو. بدلًا من ذلك، كنت أحدّ الآخرين حسب رؤيتي الخاصة وشخصيتي الفاسدة. كنت في الواقع متعجرفة جدًا.
بعد ذلك قرأت مقطعًا آخر من كلام الله يقول: "مثلًا، فيما يخصّ الانسجام مع الآخرين، ما المبدأ الكامن خلف كيفية معاملة المرء لإخوته وأخواته، أكانوا ذوي مكانة أم لا، أو إخوةً وأخوات عاديين، أو في كل مستويات القيادة؟ لا يمكنك أن تعامل إخوتك وأخواتك كما يعامل غير المؤمنين الآخرين؛ يجب أن تعاملهم بنزاهة وتعقّل. لا يمكنك أن تكون مقرّبًا من هذا، وليس مقربًا من ذلك؛ لا يمكنك أن تشكّل عصبةً أو تتآمر مع الآخرين؛ لا يمكنك أن تتنمّر على أحد لأنّه لا يروقك، وتتزلّف إلى الأقوياء. هذا ما يعنيه هذا المبدأ. يجب أن تكون تؤسس تعاملاتك مع الآخرين على مبادئ؛ يجب أن تعاملهم كلهم بنزاهة. أن تقرّب منك الذين تظنّ أنّهم صالحون جدًا وتستثني الذين يصعب الاقتراب منهم – أليست هذه طريقة تصرف تخلو من المبادئ؟ هذه فلسفة حياة غير المؤمنين والمبدأ الكامن خلف كيفية معاملة غير المؤمنين للآخرين. هذه الوسيلة نابعة من شخصية شيطانية وهي منطق شيطاني. وفقًا لأيّ مبدأ ينبغي عليك معاملة أعضاء عائلة الله؟ (ينبغي معاملة كل أخ وأخت بإنصاف.) وكيف تتعامل معهم بإنصاف؟ لدى كل إنسان أخطاء وعيوب صغيرة، كما أن لكل شخصية خصوصيات معينة؛ إن جميع الناس أبرار في عيون أنفسهم، وضعفاء، ولديهم مجالات لا يبرعون فيها. لذا، ينبغي عليك مساعدتهم بقلب محب، وأن تكون متسامحاً وحليمًا تجاههم، وألا تكون قاسيًا جداً أو تثير ضجة حول كل تفصيل صغير. بالنسبة للأشخاص الذين هم في سن الشباب أو الذين لم يؤمنوا بالله منذ أمد بعيد، أو الذين شرعوا بأداء واجباتهم مؤخرًا فحسب، أو الذين لديهم طلبات خاصة محددة، إذا عاملتهم بصرامة أو رفضت أن تغض الطرف عما فعلوا، فهذا ما يعرف بالفظاظة. أنت تتجاهل الشر الذي يقوم به هؤلاء القادة المزيّفون وأضداد المسيح، لكن عند اكتشاف عيوب وأخطاء طفيفة لدى إخوانك وأخواتك، ترفض مساعدتهم، وتختار بدلًا من ذلك إثارة ضجة حول تلك الأمور، وإدانتهم من وراء ظهورهم، ما يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعارضونهم، ويستبعدونهم، وينبذونهم. أي نوع من السلوك هو هذا؟ يعدّ ذلك بمثابة القيام بالأشياء على أساس تفضيلاتك الشخصية، وعدم القدرة على معاملة الناس بإنصاف؛ بل إنه يدل على شخصية شيطانية فاسدة! وهذا لتجاوز! عندما يقوم الناس بأمور كهذه، فالله يراقب، ومهما فعلت وكيفما فكرت، فإنه يرى! إذا كنت ترغب في فهم المبادئ، فيجب أن تفهم الحقّ. وبمجرد أن تفهم الحق، ستتمكّن من فهم مشيئة الله. وإذا لم تفهم الحقّ، فمن المؤكد أنك لن تفهم مشيئة الله. الحق يعلمك كيفية معاملة الناس، وبمجرد أن تفهم ذلك، ستعرف كيف تتعامل مع الناس بما يتماشى مع مشيئة الله. إن كيفية معاملة الآخرين مبينة بوضوح ومحددة في كلمات الله؛ كما أن أسلوب تعامل الله مع الإنسانية هو الأسلوب الذي يجب أن يتّبعه الناس في تعامل أحدهم مع الآخر. كيف يتعامل الله مع كل شخص بمفرده؟ بعض الناس غير ناضجي القامة، أو هم في سنّ الشباب، أو هم آمنوا بالله منذ فترة قصيرة فقط. إن طبيعة بعض الأشخاص وجوهرهم ليسا سيئين أو خبيثين؛ كل ما في الأمر أنهم جاهلون نوعًا ما أو لديهم قدرات ضعيفة، أو أنهم تعرضوا لإفساد شديد من قِبل المجتمع. إنهم لم يتمكّنوا من الدخول في واقع الحق، ولذا فمن الصعب عليهم الإحجام عن القيام ببعض الحماقات أو ارتكاب بعض الجهالات. أما من وجهة نظر الله، فإن مثل هذه الأمور ليست ذات أهمية. إنه ينظر إلى قلوب الناس فحسب؛ فإن كانوا مصممين على الدخول في واقع الحقّ، فإنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، وهذا هو هدفهم. ومن ثمّ، فإن الله يراقبهم، وينتظرهم، ويمنحهم الوقت ويقدّم لهم الفرص التي تسمح لهم بالدخول في الحق. إنّ الله لا يطْبِق على مثل هؤلاء بضربة واحدة، أو يقضي عليهم ما إن يرفعوا رؤوسهم؛ فالله لم يعامل الناس بهذه الطريقة أبداً. ومع ذلك، إذا كان الناس يعاملون بعضهم البعض بهذه الطريقة، أفلا يعكس ذلك شخصيتهم الفاسدة؟ هذه هي بالضبط شخصيتهم الفاسدة. عليك أن تنظر إلى كيفية معاملة الله للجاهلين والأغبياء، وكيفية معاملته لأولئك الذين يتّسمون بقلة النضج، وكيفية معاملته للمظاهر الطبيعية للشخصية الفاسدة للبشرية، وكيف يعامل أولئك الذين هم خبثاء. لدى الله طرق مختلفة للتعامل مع مختلف أنواع البشر، ولديه أيضًا طرق مختلفة لإدارة الظروف المتنوعة لمختلف الأشخاص. يجب عليك أن تفهم حقيقة هذه الأشياء. وبمجرد أن تفهم هذه الحقائق، سيمكنك أن تعرف كيف تختبرها" ("عليك أن تتعلم من الناس والأمور والأشياء التي حولك لكي تبلغ الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). تصف كلمات الله مبادئ ومسار كيفية التعامل مع الناس بوضوح شديد، كما تشرح أيضًا أن موقف الله من أضداد المسيح والأشرار مليء بالكراهية واللعنات والعقاب. وبالنسبة لأولئك أصحاب القامات الصغيرة للغاية، وذوي القدرات الضعيفة وأصحاب جميع أنواع الشخصيات الفاسدة والنقائص، ما داموا يؤمنون بالله حقًا، وهم على استعداد للسعي للحق، ويمكنهم قبول الحق ووضعه موضع الممارسة، فموقف الله تجاههم ينبع من المحبة والرحمة والخلاص. رأيت من خلال كلمات الله أن الله لديه مبادئ ومعايير فيما يتعلق بكيفية تعامله مع كل شخص. يطلب الله أن نحب من يحبهم ونكره أولئك الذين يكرههم. يجب أن نكون غفورين ومتسامحين مع الإخوة والأخوات الذين يؤمنون حقًا بالله، ويجب أن نعطيهم فرصة للتوبة والتغيير. لا يمكننا أن نطرحهم أرضًا بضربة قاضية عندما يعبّرون عن شخصياتهم الفاسدة؛ لأن هذا لا يتماشى مع مبادئ الله وأساليب التعامل مع الناس، ناهيك عن أنه لا يتماشى مع مشيئة الله. بدأت أفكر في الطريقة التي تحمّل بها الأخ تشن عبء واجباته، وكيف كان لديه شعور بالمسؤولية، وكيف كان قادرًا على أداء بعض الأعمال العملية. لم آخذ في الاعتبار تمامًا نقاط قوته ومزاياه. بدلًا من ذلك، ركزت على فساده ولم أتسامح معه، وحكمت عليه وأدنته. كانت طبيعتي خبيثة حقًا!
بعدها فقط فكرتُ في مقطع من كلمات الله: "الطريقة والتوجه الذين عامل الله بهما آدم وحواء يشبه الاهتمام الذي يظهره الآباء البشريون تجاه أولادهم. إن هذا أيضًا يشبه محبة الآباء البشريين واعتناءهم ورعايتهم لأبنائهم وبناتهم، حيث تكون هذه الأمور واقعية ومرئية وملموسة. بدلاً من أن يضع الله نفسه في مكان عالٍ وجليل، استخدم الله الجلود ليصنع ثيابًا للإنسان. لا يهم إذا ما كان هذا القميص الفرو اسُتخدم ليغطي عريهم أو يقيهم من البرد. باختصار، هذه الثياب المستخدمة لتغطية جسد الإنسان صنعتها يدا الله نفسه. وبدلاً من أن يخلقها ببساطة من خلال الفكر أو وسائل معجزية كما يتخيل الناس، قام الله بعمل شيء بطريقة تقليدية يعتقد الإنسان أن الله لم يكن ولم ينبغي عليه أن يفعله. قد يكون هذا أمرًا بسيطًا يظن البعض حتى إنه لا يستحق الذكر، لكنه أيضًا يسمح لكل الذين يتبعون الله، ولكنهم كانوا في السابق مملوئين بأفكار مبهمة عنه، أن يحصلوا على بصيرة عن أصالته وجماله، ويروا طبيعته المتضعة والأمينة. إن هذا يدفع الناس المتغطرسين غطرسة لا تُحتمل الذين يظنون أنفسهم سامين وأجلاء لأن يحنوا رؤوسهم المتشامخة في خزي في وجه اتضاع الله وأصالته" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (1)). أدفأت كل كلمة من كلمات الله قلبي. أمكنني الشعور باهتمام الله وتعاطفه مع الناس، وأن رعايته وعنايته كانتا حقيقيتين. عندما خالف آدم وحواء وصية الله وأكلا من ثمر شجرة معرفة الخير والشر، على الرغم من أن الله اختبأ منهما وأخرجهما من جنة عدن، إلا أنه ظل يشفق عليهما وصنع ملابسهما بنفسه من الجلود ليلبسانها. الله رائع حقًا، وشخصيته جميلة حقًا وجيد. موقفه من الأناس الفاسدين والأشخاص الذين يرتكبون تجاوزات هو موقف نابع من الصبر. بسبب تعاطفه، يمكنه أن يغفر جهل الإنسان وضعفه وعدم نضجه. انه يعطي الإنسان الوقت والفرصة للتوبة. بينما ينتظر، يزود الإنسان بالحق باستمرار لكي يدخل فيه. إن خلاص الله للإنسان حقيقي للغاية. الله أمين، ومحبته للإنسان حقيقية، وليست زائفة أو كاذبة على الإطلاق، ولكنها ملموسة وجديرة بالتقدير. عندما فكرت في هذا الأمر، اغرورقت عيناي بالدموع وبدأت في الانهمار. بدأت أفكر في كل خبراتي. في عمل إعداد القادة والعاملين، بما أنني لم أكن قد دخلت في المبادئ، فقد فعلت بعض الأشياء التي أوقفت عمل الكنيسة وأزعجتها. ومع ذلك، فإن الله لم يستبعدني أو يعاقبني. بدلًا من ذلك، استخدم التقرير الذي كتبه إخوتي وأخواتي ليجعلني أتأمل في نفسي وأتوب وأتغير، حتى أتمكّن من تتميم واجباتي وفقًا للمبادئ. عندما كنت سلبية وضعيفة، استخدم الله كلماته لراحتي ودعمي. كما حرّك الإخوة والأخوات الذين كانوا إلى جانبي لتوصيل مشيئته لي، مما قواني كثيرًا. في الأوقات التي ارتكبت فيها مخالفات أو عندما ارتكبت أخطاء في عملي، عندما أضمرت سوء الفهم وتحاشيت الله وأصبحت سلبية ومتباطئة في عملي، أنارني الله وأرشدني بكلماته حتى أفهم مشيئته، ورأيت محبته وخلاصه. ثم تمكّنت من ترك السلبية وسوء الفهم ورائي... ألم يكن الله قد فعل هذا بالفعل معي منذ زمن طويل؟ عندما رأيت محبة الله لي، التي لا حدود لها، ذاب قلبي العنيد والمتحجر من محبة الله الصادقة. وصليت صلاة التوبة إلى الله: "يا الله! لقد عصيتك وقاومتك مرارًا وتكرارًا. ومع ذلك، ما زلت تعاملني بمحبة وتسامح وتُظهر تفهمًا لنقاط ضعفي. مرارًا وتكرارًا استخدمت الكلمات لإنارتي وإرشادي ودعمي وتزويدي. لقد قدتني خطوة بخطوة إلى اليوم. أنا لا أستحق هذا الجهد الذي تنفقه والعناية الكبيرة التي تبذلها في سبيل خلاصي. يا إلهي! محبتك لي لا يُعبَّر عنها. بينما تنتظرني بصبر كي أتغير، فأنت أيضًا تتيح لي فرصًا للتوبة. كل ما أتمناه هو أنه – من الآن فصاعدًا – سأمارس وفقًا لمشيئتك ومتطلباتك. أتمنى الاتكال على مبادئ الحق في معاملتي لكل أخ وأخت يؤمن بك حقًا".
ثم قرأت مقطعًا آخر في عظة يقول: "على سبيل المثال، أنت قائد ويجب أن تكون مسؤولًا عن الإخوة والأخوات. لنفترض أن هناك أخًا أو أختًا لا يسعيان للحق ولا يتبعان المسار الصحيح. ماذا عليك أن تفعل؟ يجب عليك مساعدة هذا الشخص. وتشمل هذه المساعدة تهذيبهم والتعامل معهم. وتشمل توجيه اللوم والانتقاد. هذه هي الطريقة للمساعدة. كل هذا هو محبة. هل من الضروري تملقهم أو استخدام لهجة مشورة؟ ليس بالضرورة. إذا كانت هناك حاجة للتهذيب والتعامل معهم، فقم بذلك. اكشف ما يجب كشفه. هذا لأنك قائد وعامل. إذا كنت لا تساعد، فمَن سيفعل ذلك؟ هذا هو الواجب الذي يجب عليك أداؤه". ("كيف على المرء أن يختبر عمل الله من أجل تحقيق الخلاص والتكميل" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (6)"). علمت من هذه الشركة أن القائد أو العامل الذي لديه واقع الحق يعامل إخوته وأخواته بالمبادئ. إنه يعرف ما هي مسؤوليته وما هي رسالته. إنه قادر على الاتكال على مبادئ الحق للتعامل مع الناس وفقًا لطبيعتهم وجوهرهم. إنه قادر على مساعدة الناس عمليًا على أساس فسادهم ونقائصهم. إنه يعرف متى يجب أن يساعدهم بقلب محب، ومتى يتعامل معهم بصرامة ويهذبهم ومتى يوبخهم. إنه قادر على التصرف بشكل مناسب، ولديه مبادئ، ولن يعامل بشكل تعسفي الإخوة والأخوات الذين عبّروا عن الفساد كأعداء. بدأت أفكر مرة أخرى في الطريقة التي عاملت بها الأخ تشن. عندما رأيته يكشف عن شخصيته المتعجرفة، لم أساعده ولم أسانده بطريقة عملية. لم أشرّح طبيعته المتعجرفة لمساعدته على معرفة جوهر طبيعته، أو مساعدته على رؤية العواقب الخطيرة بوضوح إذا لم تتغير شخصيته المتعجرفة. وبدلًا من ذلك، حكمت عليه تعسفيًا واستبعدته وأدنته، حتى إنني نشرت تحاملي عليه من وراء ظهره. لم أظهِر أي تسامح أو صبر، ناهيك عن معاملته بقلب محب. في هذه اللحظة، رأيت أنني لا أتمتع بمبادئ الحق في الطريقة التي كنت أعامل بها هذا الأخ، ولم أكن أتمم واجبي والتزاماتي. فهمت مشيئة الله ووجدت طريق الممارسة. نتيجة لذلك، ذهبت وعثرت على الأخ تشن. أشرت إلى مشكلاته وعرضت المساعدة والدعم. في الوقت نفسه، تعاملت معه أيضًا وهذّبته. شرّحت وجهات نظره غير الصحيحة عن السعي، والطريق الخطأ الذي كان يسلكه. عقدت معه أيضًا شركة حول جوهر الله القدّوس وشخصيته التي لا تحمل أي إثم... الشكر لله على إرشاده. من خلال تواصلي معه، نال الأخ تشن بعض الفهم لطبيعته المتعجرفة والفساد الذي عبّر عنه، وقال: "على الرغم من أنني أعلم أنني متعجرف جدًا، فإنني لا أقر غالبًا بذلك إلا لفظيًا . لم أقم مطلقًا بتشريح طبيعتي المتكبرة بعمق، ناهيك عن كراهيتها حقًا. فقط من خلال توضيحك لي هذه الأمور اليوم، اكتشفت الآن أن حالتي مروعة وخطيرة للغاية. الله ليس في قلبي وأنا لا أحترم أي شخص. دائمًا ما أشعر أنني أتمتع بالكفاءة، ولا سيّما عندما يُسفِر العمل عن نتائج، فأنا لا أسرق مجد الله فحسب، بل إنني متعجرف ومغرور؛ لأنني أشعر أنني شخص رائع. أنا على طريق ضد المسيح، وأعمل أعمالًا شريرة وأقاوم الله. واليوم، منحني تحذيرك ومساعدتك فرصة للتفكير في نفسي والتوبة والتغيير...". عندما سمعته يقول هذا أثّر ذلك في قلبي بالفعل. شعرت بعمق أنني لم أؤدِ واجباتي بشكل جيد وأنه لم يكن لدي قلب عطوف؛ ذلك أنني لم أقدّم المساعدة أو الدعم لأخي، وبدلًا من ذلك، انتهزت فساده وأدنته. إن دينونة وتوبيخ كلمات الله هي التي أنقذتني، مما جعلني أرى بوضوح أنه كان لدي طبيعة متعجرفة وخبيثة، وأصحح وجهة نظري السخيفة. قرأت مِن العظة الواردة أعلاه: "يمكن القول إن هؤلاء الذين يحبون الحق حقًا، ولديهم الرغبة في السعي لأن يُكَمَلْوُا، لديهم جميعًا شخصية متعجرفة وبرّ ذاتي. ما داموا قادرين على قبول الحق والتهذيب والتعامل مع أخطائهم، وقادرين على طاعة الحق تمامًا، بغض النظر عن الظروف، عندها يمكن لأشخاص من أمثال هؤلاء تحقيق الخلاص والتكميل. وفي الواقع، لا يوجد أشخاص يتمتعون بحق بقدرات جيدة ولديهم بالفعل عزيمة وليسوا متكبرين. هذه حقيقة. يجب أن يستطيع مختارو الله التفريق. يجب ألا يحدّدوا شخصًا على أنه ليس جيدًا ولا يمكن أن يُخلَّص ويُكمَّل لمجرد أنه ببساطة متعجرف للغاية ولديه برّ ذاتي. بغض النظر عن مدى تعجرف الشخص، ما دام ذا قدرات جيدة ويمكنه السعي للحق، فإنه إذًا من الناس الذين يريد الله أن يكمَّلهم. معايير تكميل الله للناس هي أساسًا أن يكون الشخص جيدًا، وذا قدرات جيدة، ويسعى للحق. إذا كانت قدرات الشخص ضعيفة للغاية، وكان دائمًا غير قادر على فهم الحق، فعندها حتى لو كانت شخصيته وديعة للغاية وليست متعجرفة على الإطلاق، فهو لا يصلح لشيء، ولا يستحق التكميل. في هذه النقطة، يحتاج المرء إلى فهم مشيئة الله. إذا كانت قدرات شخص ما جيدة، ولديه العزيمة وليس متعجرفًا أو لديه برّ ذاتي، فهذا مظهر كاذب تمامًا أو هيئة صورية زائفة؛ لأنه لا يوجد مثل هذا الشخص. يجب على المرء أن يعرف أن البشرية الفاسدة ذات طبيعة متعجرفة وبرّ ذاتي. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها" ("شركة القائد الأعلى للكنائس"). ساعدتني هذه الشركة في أن أفهم بوضوح كيف يجب أن أتعامل مع من لديهم شخصيات متعجرفة. لقد تعلمت أنه من الممكن لأولئك الذين لديهم شخصيات متعجرفة أن يتغيروا، والمفتاح هو ما إذا كان بإمكانهم السعي للحق وقبوله أم لا. إذا كانوا قادرين على قبول الحق وقبول دينونة الله وتوبيخه وقبول التعامل مع أخطائهم والتهذيب، فيمكنهم أن يتغيروا تمامًا وأن يُكمَّلهم الله. الآن عندما ألقيت نظرة أخرى على وضع الأخ تشن، أدركت أنه بما أنه شاب، ولم يؤمن بالله منذ فترة طويلة ولم يختبر الكثير من دينونة الله وتوبيخه، كان تعبيره عن شخصيته المتعجرفة والمغرورة أمرًا طبيعيًا تمامًا. لقد أفسدنا الشيطان ونحن تحت سيطرة شخصياتنا المتعجرفة، لذلك فنحن نحب البحث عن الأضواء والتباهي. هذه سمة مشتركة بين البشر الفاسدين. ألم أعبّر مرارًا عن الغطرسة والغرور؟ لماذا أشعر أنه يمكنني أن أتغيّر وهو لا يستطيع ذلك؟ لماذا المعايير التي حددتها لنفسي أقل من المعايير التي وضعتها له؟ ألا يعني هذا أنني أكثر غطرسة منه؟ إنها ليست طريقة عادلة لمعاملته. عندما أدركت ذلك، تمكنت من التخلي عن تحيزاتي وأحكامي المسبقة التي كانت لدي ضد الأخ تشن. شعرت أن جوهر طبيعته لم يكن سيئًا. كان لديه العزم على السعي للحق، وفقط كانت شخصيته المتعجرفة أكثر شدة، وفهمت أنني يجب أن أساعده بقلب محب وأن أتمم مسؤوليتي.
الشكر لله على استنارته وإرشاده. علمتُ من هذه التجربة أن أولئك الذين يعيشون من خلال شخصياتهم الفاسدة ولا يعاملون الآخرين وفقًا لمبادئ كلام الله، والذين لا يستطيعون اتباع النهج الصحيح تجاه نقاط القوة والضعف لدى الآخرين، لا يمكنهم معاملة الآخرين بطريقة عادلة. هؤلاء لن يجلبوا أذى بدنيًا وعقليًا لإخوتهم وأخواتهم فحسب، بل سيؤخرون أيضًا دخولهم إلى الحياة. يمكنهم حتى التسبب في مرور الآخرين بوقتٍ عصيب أو معاقبتهم، واتخاذ مسار ضد المسيح. الشكر لله على عمل الدينونة والتوبيخ الذي أداه عليّ خلال هذا الوقت. عندما كنت أعيش في شخصيتي المتمردة ولم أكن قادرة على معاملة أخي وفقًا لمبادئ الحق، مارس الله على الفور دينونته وتوبيخه ليخلصني في الوقت المناسب، وجعلني أتعرف على شخصيتي المتعجرفة والخبيثة. عندما عدت إلى الله، ونحيت ذاتي جانبًا وطلبت الحق، ربحت إرشاد الله وقيادته؛ فهمت من خلال كلمات الله كيفية التعامل مع الناس بمبادئ. عندما تعاملت مع الأخ تشن وفقًا لكلمات الله، عشت حقًا السلام والاستقرار الروحيين. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت من اكتشاف نقاط القوة لدى الأخ والتعلم منها لعلاج أوجه القصور لديَّ. لقد ذقت حلاوة وضع كلمات الله موضع الممارسة. كان عمل الله وإرشاده هو ما سمح لي بفهم بعض الحقائق، وربح بعض الفهم لفسادي وأوجه القصور لديَّ. في الوقت نفسه، أشعر حقًا أن التعامل مع الآخرين وفقًا لمبادئ الحق مهم جدًا. أود فقط أن أواصل وضع كلمة الله موضع الممارسة عندما أتمم واجبي، وأن أعامل إخوتي وأخواتي بحسب الحق في كلام الله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.