19. "حمامة زاجلة" تحمل أخبارًا حيوية

بقلم سو جي – الصين

في أحد الأيام في عام 1999 بعد ختام أحد الاجتماعات، اقترب مني القس وقال لي: "سو جي، هذا الخطاب لك". بمجرد أن رأيته، عرفت أنه من كنيسة كنت قد أسستها في شاندونغ. أخذت الخطاب وفي طريقي إلى المنزل، تساءلت بينما كنت أمشي: "هذا الخطاب سميك للغاية، ألعلهم قد واجهوا بعض الصعوبات؟"

لم أطق صبرًا على فتح الخطاب بعد وصولي إلى المنزل، وقرأت فيه ما يلي: "أخت سو، سلام الرب معك! نكتب إليك لنخبرك ببعض الأخبار المذهلة: لقد عاد الرب يسوع مخلّصنا الذي كنا نتوق إليه ليلًا ونهارًا. لقد عاد بالفعل إلى الجسد ويقوم بمرحلة عمل دينونة الأشخاص وتطهيرهم من خلال كلامه في الصين؛ لقد أنهى عصر النعمة وبدأ عصر الملكوت... نأمل أن تقبلي عمل الله الجديد وأن تواكبي خطى الله. ومهما يكن، لا تفوّتي هذه الفرصة في خلاص الله في الأيام الأخيرة". بمجرد وصولي في القراءة لهذه النقطة شعرت بصدمة: واقع الأمر أنهم لم يواجهوا أي صعوبات، لكنهم آمنوا بالبرق الشرقي! كنت حريصة على معرفة من الذي كتب هذا الخطاب، لذلك انتقلت بسرعة إلى الصفحة الأخيرة. اتضح أن الأخ منغ هو من كتبه، وكانت توقيعات جميع الإخوة والأخوات الآخرين في الكنيسة تذيّله أيضًا. صُعقت بعد قراءة الرسالة بأكملها، وحدقت فيها بشرود لفترة من الوقت قبل أن أتعافى وأفكر بيني وبين نفسي: "البرق الشرقي يشهد بأن الرب قد عاد، ولقد سرقوا الكثير من الخراف الصالحة والقادة من عدد من الطوائف. لم أتصور قط أن يؤمن الأخ منغ من كنيسة شاندونغ بالبرق الشرقي أيضًا. لقد سرق البرق الشرقي جميع الإخوة والأخوات في هذه الكنيسة – فما الذي يمكن عمله؟" عندما خطرت لي هذه الفكرة شعرت بمدى إلحاح الأمر أكثر وأكثر، لكن كانت مسافة السفر إلى شاندونغ بعيدة وكنت مرتبطة بعملي هنا، لذلك لم أستطع الذهاب في ذلك الوقت. لم أملك وأنا لا حول لي ولا قوة سوى البكاء والصلاة إلى الرب قائلة: "يا رب! هؤلاء الإخوة والأخوات لم يؤمنوا بك منذ وقت طويل وليس لديهم أساس ثابت بعد. ارعاهم أرجوك..."

بعد ذلك، قمت بتمشيط الكتاب المقدس وأمسكت بورقة وقلم لأكتب أول خطاب لهم، وقلت في هذا الخطاب: "أيها الإخوة والأخوات، في يسوع المسيح، أنصحكم بكل احترام بأن تكونوا على حذر. قال بولس: "إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعًا عَنِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ ٱلْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ ٱلْمَسِيحِ. وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ ٱلْآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ "أَنَاثِيمَا" (غل 1: 6-9). أيها الإخوة والأخوات، جلبكم أمام الرب لم يكن بالمهمة السهلة؛ فكيف أمكنكم أن تخونوا الرب بهذه السرعة؟ قامتكم الروحية صغيرة للغاية – لذا لا تستمعوا بعجرفة إلى طرق أخرى، بل استمعوا لي لأن ما شاركتكم به هو الطريق الحق. وحده الرب يسوع المسيح هو مخلّصنا. يجب أن تتمسكوا بهذا إلى الأبد...". شعرت بالراحة فقط بعد أن انتهيت من الكتابة ونظرت إلى الخطاب المكون من ثماني صفحات، وفكرت بيني وبين نفسي: لقد كتبت كل ما يجب أن أكتبه، واستعنت بجميع النصوص الكتابية التي يجب أن أستعين بها، وكتبت كل كلام النصح والتشجيع الذي يجب عليّ كتابته. أعتقد أنه بعد أن يقرأوا هذا، سوف يستجيبون ويعترفون بخطأهم بالتأكيد.

بعد أسبوعين تلقيت هذا الرد: "أخت سو، لا نملك ألا نتحدث عن كل ما رأيناه وسمعناه لأن الله القدير الذي نؤمن به هو الرب يسوع المسيح العائد. نحن نتمسك بالطريق الحق ونمضي قدمًا؛ نحن لم نخن الرب على الإطلاق، لكننا نسير على خطى الرب. لقد ذكرت هذا الكلام على لسان بولس: "إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعًا عَنِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ ٱلْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ ٱلْمَسِيحِ" (غل 1: 6-7). هناك خلفية لما قاله بولس. نحتاج فقط إلى دراسة الإنجيل لنعرف أن "الإنجيل الآخر" الذي تحدث عنه بولس، ثم أشار إلى الفريسيين الذين طالبوا الناس بحفظ ناموس يهوه؛ لم يكن يشير إلى ناس الأيام الأخيرة الذين ينشرون إنجيل الملكوت، ويشهدون أن الرب قد عاد في الجسد ويقوم بعمله في الدينونة بدءاً من بيت الله. عندما كتب بولس هذه الرسالة إلى كنائس غلاطية، لم يكن أحد على الإطلاق يعظ بإنجيل ملكوت الله. لذلك، فإن "الإنجيل الآخر" الذي تحدث عنه بولس لا يشير إلى عودة الرب وأداء عمله الخاص بالدينونة في الأيام الأخيرة بداية من بيت الله. هذه المرحلة من عمل الدينونة التي عاد إليها الرب الآن لينفذها تحقق هذه النبوءة في سفر الرؤيا القائلة: "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "خَافُوا ٱللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ" (رؤيا 14: 6-7). تشير "البشارة الأبدية" هنا إلى إنجيل الملكوت. علاوة على ذلك، فإن هذا الخلاص الأخير قد كشف عنه الروح القدس منذ فترة طويلة لتلاميذ الرب يسوع. كما قال بطرس: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ" (1 بطرس 1: 5). أخت سو، أليست عودة الرب هي ما نتوق إليه نحن المؤمنين؟ الآن عاد الرب بالفعل، ويجب أن نسعى بتواضع. لا يمكننا مطلقًا أن نكون مثل الفريسيين في تعاملهم مع الرب يسوع، أول تجسد لله، الذين استخدموا على نحو أعمى معرفتهم بالكتاب المقدس ومفاهيمهم وتصوراتهم لتحديد عمل الله الجديد، وإدانة الرب ومقاومته لأن الرب يسوع لا يطيع الناموس، ثم صلبوا الرب. كان الفريسيون يؤمنون فقط بالله يهوه، لكنهم لم يقبلوا تجسد الله يهوه – عمل الرب يسوع – وفي النهاية أدانهم الرب ولعنهم. ألا يستحق هذا الدرس الدموي تفكيرنا؟ لا أحد يستطيع أن ينكر أن الرب يسوع هو مخلّصنا. لكن إذا قبلنا الرب يسوع فقط ولم نقبل بعودة الرب، ألن نكون مثل الفريسيين؟ ألا نصبح بهذا أشخاصاً يؤمنون بالله ومع ذلك يقاومونه؟ علاوة على ذلك، يا أخت سو، لا يمكننا أن نفعل ما تقولينه فقط لأنك بشرتنا بإنجيل الرب. ما نؤمن به هو الله. قال بطرس والرسل الآخرون ذات مرة: "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللهُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ" (أع 5: 29). وفي الأمور المتعلقة بمجيء الرب، لا يمكننا تحديدًا أن نستمع إلى غيرنا من البشر. لقد قررنا بالفعل أن كلمة الله القدير هي صوت الله. نأمل أن تنظري في الأمر أنت أيضًا".

أثناء قراءة الخطاب شعرت بالغضب، ولم أقتنع على الإطلاق. انقضضت على كتابي المقدس المرجعي وقلبت الصفحات وصولًا إلى مقدمة الرسالة إلى أهل غلاطية. قرأت بعناية وأدهشني هذا: كان هذا صحيحًا حقًا! "الإنجيل الآخر" الذي تحدث عنه بولس كان حقًا يشير إلى الفريسيين الذين دفعوا الناس إلى الالتزام بناموس يهوه؛ ومن المؤكد أنه لم يشر إلى عمل الرب في الدينونة بدءاً من بيت الله عند عودته. كيف لم أكن قد لاحظت طوال تلك السنوات أن هذا هو سياق تلك الآية؟ لا عجب أنهم كانوا غير مقتنعين. ولكن بعد ذلك خطر لي فكر آخر: حتى لو كان ما قلته خطأ، فإن هذا لا يزال غير قادر على إثبات أن الرب قد عاد، مثلما يبشرون. قرأت الخطاب مرة أخرى من البداية إلى النهاية، وكلما قرأته زاد غضبي. فكرت: "لم أتوقع أبدًا أنه بعد رحيلي لفترة قصيرة هكذا، سيكون لديهم الجرأة لاتخاذ مثل هذه النبرة العالية معي وحتى يجرؤون... يجرؤون على وصفي بالفريسية. أنا أكره الفريسيين أكثر من أي شخص آخر. كيف يمكن أن أقاوم الرب كما فعل الفريسيون؟ لقد عملت بجد لسنوات عديدة، وكدحت ليلًا ونهارًا من أجل المؤمنين. كيف لم يعرفوا ذلك؟ كلما فكرت في الأمر ازداد غضبي وفكرت: "كلا. كيف تتغلب عليّ في النقاش مجموعة من المؤمنين الجدد؟ لقد قرأت الكتاب المقدس مرات عديدة – مستحيل الا أفوز في هذا النقاش".

لذلك، مرة أخرى، أخرجت قلمي بغضب وكتبت لهم خطابًا ثانيًا، قائلة: "أيها الإخوة والأخوات، سلام الرب معكم! أصابتني قراءة خطابكم بانزعاج شديد. أنا لا أطلب منكم أن تفعلوا ما أمليه عليكم، لقد أسأتم فهم نيتي حقًا. أخاف أن تحيدوا عن طريق الرب يسوع لأن الرب يسوع قال: "حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا ٱلْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 24: 23-24). وقال بولس أيضًا: "ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، أن لَا تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلَا تَرْتَاعُوا، لَا بِرُوحٍ وَلَا بِكَلِمَةٍ وَلَا بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ ٱلْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ. لَا يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا" (2 تسالونيكي 2: 1-3). الإخوة والأخوات الأعزاء، أحذركم باسم الرب يسوع أنه ستكون هناك أيام خطيرة في الأيام الأخيرة، ويجب عليكم ألا تصدقوا أي شخص يبشر بمجيء الرب. علينا أن نكون حذرين للغاية وأن نضع كلام الرب في الاعتبار، لئلا نتخذ الطريق الخطأ ونغضب الرب!"

بعد أسبوعين تلقيت خطابًا آخر منهم يقول: "أخت سو، الآية التي وجدتها لنا ليست خاطئة، لكن يجب أن يكون المعنى الحقيقي الذي قصده الرب يسوع في هذه الكلمات واضحًا لنا وألا نسيء فهم مشيئة الرب. أخبرنا الرب يسوع بوضوح أن المسحاء الكذبة سيظهرون عندما يأتي الرب في الأيام الأخيرة، وأن المسحاء الكذبة سيمررون أنفسهم من خلال استخدام اسم الرب، وسيُظهرون المعجزات لخداع الناس. بقول الرب هذا، فهو يقول لنا أن نمارس التمييز؛ ولا يقول إن كل من يعظ بمجيء الرب كاذب. إذا كان الأمر كما تقولين، إن كل من يعظ بقدوم الرب كاذب ويجب علينا أن نحترس منه ونرفضه، ألن يكون من الوارد أن نغلق الباب في وجه الرب يسوع الذي عاد في الجسد؟ نقول هذا لأن الرب قال إنه سوف يأتي مرة أخرى. من الواضح أن هذا المنظور لا يتماشى مع مشيئة الرب. فيما يتعلق بكيفية التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة، فقد قمنا بنقل فقرة من كلام الله القدير لك ونأمل أن تلقي عليها نظرة جيدة. قال الله القدير: "إذا كان يوجد، في يومنا هذا، مَنْ يكون قادرًا على إظهار الآيات والعجائب، وإخراج الشياطين وشفاء المرضى والإتيان بالعديد من المعجزات، وإذا كان هذا الشخص يدعي أنه يسوع الذي جاء، فسيكون هذا تزييفًا من الأرواح الشريرة وتقليدًا منها ليسوع. تذكر هذا! لا يكرِّر الله العمل نفسه. لقد اكتملت بالفعل مرحلة عمل يسوع، ولن يباشر الله مرحلة العمل هذه مرة أخرى أبدًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. معرفة عمل الله اليوم). لا يمكن أن يكون عمل الله دائمًا بلا تغيير. إن عمل الله دائمًا جديد وليس قديمًا ولا يتكرر أبدًا، مثلما كان عمل الله في عصر الناموس وعصر النعمة مرحلتين مختلفتين من العمل. في الأيام الأخيرة، أنجز الله بالفعل مرحلة واحدة من عمل دينونة الناس وتطهيرهم من خلال كلامه وفقًا لاحتياجات البشرية. هذه هي مرحلة خلاص وتطهير الناس بالكامل. إنها أحدث وأعلى وأكثر عملية من العمل السابق. يمكننا في كل مرحلة من مراحل عمل الله أن نرى الحقائق التي يعبر عنها وكذلك الحكمة والسلطان وقوة عمله، لكن المسحاء الكذبة تسكنهم أرواحًا شريرة ولا يمتلكون جوهر الله. إنهم يفتقرون إلى الحقيقة تمامًا، وبالتالي فهم غير قادرين على التعبير عن الحقائق، وهم غير قادرين على التعبير عن قدرة الله وحكمته وشخصيته. من الواضح أن المسحاء الكذبة لا يمكنهم القيام بعمل الله على الإطلاق، بل يمكنهم تقليد العمل الذي قام به الرب يسوع بالفعل، من شفاء المرضى، وإخراج الشياطين وإظهار بعض المعجزات العادية لتمرير أنفسهم على أنهم المسيح في محاولة لخداع الناس. أيتها الأخت، نحن بحاجة إلى فهم محض لكلام الرب؛ لا يمكننا أن نسيء تفسير مشيئة الرب، ناهيك عن أن نضر انفسنا لمجرد أن المسحاء الكذبة يظهرون في الأيام الأخيرة. لا يمكننا حتى عدم دراسة عمل عودة الرب..."

على الرغم من أن الشركة المقدمة من الإخوة والأخوات في الخطاب كانت مبنية على أساس قوي، لم يكن لدي أي نية على الإطلاق في البحث أو التأمل فيها. لقد اهتممت فقط بما إذا كانوا قد قبلوا النص المقدس الذي وجدته لهم وعادوا إلى الرب أم لا. فكرت في هذين النقاشين من خلال مراسلاتنا ورأيت أنهم لم يكونوا مقتنعين على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، سمحت لهم بأن يجادلوني ويهزموني هزيمة منكرة. هرعت للصلاة إلى الرب وبعد ذلك أحضرت كتابي المقدس وجميع كتبي الروحية، ووضعتها على سريري. ظللت أقلّب فيها، حتى أجد أساسًا لدحضهم. كانت الغرفة صامتة تمامًا بخلاف صوت الحفيف الصادر عن قلبي للصفحات. وسرعان ما حل الليل دون أن أدري وما زلت لم أجد أي شيء. كنت متعبة للغاية لدرجة أنني أطلقت تنهيدة عميقة وفكرت: "ليس من السهل حقًا التوصل إلى رد على هذا الخطاب". كان كل ما استطعت عمله هو أنني التقطت قلمي وكتبت الآتي: "أيها الإخوة والأخوات، قراءة خطابكم خلف لديّ الشعور بأنكم لم تعودوا الحملان الصغيرة الجميلة التي كنتموها ذات يوم. أنتم حتى لا تستمعون لي، وتصرون على الابتعاد عن طريق الرب، وأنتم على النقيض مني تمامًا. أعتقد أن سلوككم يحزن الرب، وأنا حزينة للغاية أيضًا. أرجو أن يؤثر فيكم الرب يسوع وأن يمكّنكم هذا الخطاب من العودة سريعًا. آمين!"

بعد أسبوعين تلقيت ردًا آخر منهم، ولكن لخيبة أملي، لم يفد حبي وتشجيعي في جعلهم يرجعون عن موقفهم. على العكس من ذلك، قالوا بقسوة وبشكل قاطع: "الأخت سو، لقد حولتنا، هذا صحيح، لكن الشخص الذي ينبغي أن نشكره على هذا هو الرب، لأن الله هو الذي جمعنا، نحن الأغنام الضائعة والهائمة، إلى قطيع بمساعدتك. كنت مجرد خادمة ترعى القطيع، لكن الرب يسوع وحده هو راعينا الحقيقي. كما قال الرب يسوع: "أَمَّا أَنَا فَإِنِّي ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي" (يوحنا 10: 14). الرب يعهد بالخراف إلى كل شخص يعمل من أجله. مسؤولية الشخص هي مجرد الاعتناء بهم وعندما يعود الرب، يجب عليه إعادة القطيع إلى الرب. أخت سو، نعلم جميعًا مثل "الكرامون الأشرار" الذي تحدث عنه الرب يسوع في الإنجيل. من أجل الاستحواذ على الكرم بالقوة، ضرب الكرامون العبيد الذين أتوا لجمع الثمار، وعندما أرسل صاحب الكرم ابنه، قتلوا الابن لاحتلال الكرم. وعندما يعود صاحب المنزل، كيف سيتعامل مع هؤلاء الكرامين الأشرار؟ يجب ألا نكون مثلهم. لقد عاد الرب الآن، وعلينا تسليم غنم الرب إلى الرب. هذا هو المنطق الذي يجب أن نتحلى به".

هزني هذا الخطاب حقًا. وفكرت بيني وبين نفسي: "كيف يمكن أن يكتسبوا كل هذا الفهم في غمضة عين؟ لقد مر عامان فقط منذ أن ذهبت إلى شاندونغ وأنشأت تلك الكنيسة. عندما غادرت كانوا لا يزالون مثل "الأطفال" في إيمانهم. لم أتصور قط أن يحتوي كلامهم على كل هذه القوة بعد مرور بضعة أشهر فقط على قبولهم "البرق الشرقي"، أو أنهم سيكونون قادرين على العثور على مثل هذه المقاطع المثالية من الكتاب المقدس ليفحموني بها، وأنني لن أجد كلمة للرد عليهم". في تلك اللحظة، شعرت بخيبة أمل شديدة وشعرت أن هؤلاء الإخوة والأخوات أصبحوا لا يتزعزعون في عزمهم على اتباع البرق الشرقي، وليس لديهم أي خطط للعودة. كنت أعرف أنني لن أتمكن من إقناعهم بالعودة. بعد أن شعرت بالضعف والوهن التام، بعثت إليهم على مضض خطابًا رابعًا، قلت فيه: "افعلوا ما يحلو لكم. كما هو مكتوب في الكتاب المقدس، منذ العصور القديمة، ما ينبع من الله سوف يزدهر وما ينبع من الإنسان سوف يُهزم. لا تكتبوا لي مرة أخرى. آمل أن تكونوا قادرين على التمسك بإيمانكم وحبكم ليسوع المسيح".

بعد أن رفضت عمل الله في الأيام الأخيرة الذي شاركه معي الإخوة والأخوات من شاندونغ، أصبحت روحي أشد ظلامًا وأكثر ضعفًا، وتدهورت حالتي العامة. على الرغم من أنني كنت كثيراً ما أصوم وأصلي وأتأمل في الطريقة التي ربما أكون قد أخطأت بها في حق الرب، لم أتمكن قط من فهم مشيئة الرب، ولم أستطع أن أشعر بوجود الرب. خلال هذا الوقت، قام القساوسة والشيوخ بتوجيه اتهامات كاذبة ضدي للتنافس على المال الخاص بالتقدمات، ونجحوا في إبعادي عن الكنيسة. كنت بائسة بشكل لا يصدق ولم أكن أعرف إلى أين أتجه. كنت أذهب غالبًا إلى ضفة النهر وأرنّم: "يا رب، أنت صديقي الأقرب" وأنا أبكي. كنت أتوق إلى عودة الرب قريبًا حتى يخلّصني من ويلاتي.

في أحد الأيام بعد مرور ستة أشهر أثناء تناولي الغداء، سمعت حماتي وهي تنادي باسمي من خارج الباب الأمامي. عندما فتحت الباب، رأيت امرأة شابة نحيلة بملامح رقيقة تقف وراء حماتي. قالت حماتي: "جاءت هذه الأخت الشابة لرؤيتك. كان لديها عنوان لكنها لم تستطع العثور عليك، لذا ذهبت إلى الكنيسة. قالت إنها كانت بحاجة لرؤيتك بشكل عاجل، لذلك سارعت بإحضارها". قيّمت هذه الأخت بعناية وفكرت بيني وبين نفسي: "لماذا لا يبدو لي إني أعرفها؟" عندما رأتني تقدمت نحوي وأمسكت بيدي وقالت: "أنت الأخت سو إذن. أخيرًا عثرت عليك! أذهلني تصرفها فنظرت إليها بدهشة وسألتها: "من أنت؟ لا أظننا قد التقينا من قبل؟ فردت عليّ بحماس قائلة: "أيتها الأخت، لقبي هو وانغ. أنا هنا بسبب الأخ منغ والأخت تشاو من شاندونغ. كتب الأخ منغ والآخرين خطابًا إلى كنيسة الله القدير هنا وطلبوا منا أن نفكر في طريقة للعثور عليك بأية طريقة ممكنة. لقد عهدوا إلينا بمشاركة إنجيل ملكوت الله معك لأنهم مشغولون للغاية ولم يكن لديهم وقت لكي يأتوا شخصياً. ليس لدي أي فكرة عن عدد الأيدي التي تداولت هذا الخطاب، لكنه مر ببضع جولات قبل أن يصل إلينا. لقد جئت عدة مرات أسأل عنك. لم يكن من السهل العثور عليك". عندما وصلت الأخت الصغرى إلى تلك النقطة، غلبتها دموعها ووضعت الخطاب في يدي. أخذته وقرأت: "الأخت سو مؤمنة حقيقية. أرجوك، يجب أن تجديها وتشاركي إنجيل الله للملكوت معها...". أدفأت قراءة هذا الكلام قلبي ولم تتوقف دموعي عن الانهمار. تأثرت حماتي وقالت: "هذا حقًا بفضل الرب! هذه حقًا هي محبة الرب!" عندما نظرت إلى هذه الشقيقة الصالحة الصادقة، فكرت في الكلام المؤثر الذي يمس شغاف القلب في هذا الخطاب وكان بوسعي أن أشعر بإلحاح حاجة الإخوة والأخوات إلى مشاركة إنجيل عودة الرب معي. أخبرني حدسي الداخلي أن هذه المحبة آتية من الله. الله وحده يعتز بكل روح بهذه الطريقة ويهتم بشدة بكل شخص يؤمن بالله حقًا، ولهذا قررت أن أسعى هذه المرة إلى عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وأدرسه. لم أعد أستطيع الرفض. وقلت لها بحماسة: "أيتها الأخت، تعالي إلى الداخل واجلسي". أومأت برأسها بسعادة، وما زالت عيناها تلمعان بالدموع.

تناولنا الطعام، ثم اتصلت بزميلتي في العمل الأخت تشانغ وطلبت منها الحضور. سمع زوجي أننا سنقيم شركة وطلب إجازة من عمله أيضًا. سألتني الأخت الصغيرة بحرارة: "أيتها الأخت، في خطاب الأخ منغ قالوا إنهم كتبوا لك عدة رسائل عن عمل الله في الأيام الأخيرة، لكنك لم تقبليه. أتساءل ما هي أفكارك حول هذا؟ أيتها الأخت، إذا كان لديك أي صعوبات، أرجو أن تشاركيها؛ ويمكننا أن نقيم شركة ونسعى معًا. فقلت لها: "بما أنك تسألين، سأفتح لك قلبي وأشاركك. كنت أخشى أن أقع فريسة للمسحاء الكذبة الذين سيظهرون خلال الأيام الأخيرة ولذا فقد التزمت بمقولة "كل من يعظون بمجيء الرب هم كذبة"، لذلك لم أدرس عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. في وقت لاحق، فكرت فيما قاله الأخ منغ والآخرون في خطاباتهم، وفكرت كم هو منطقي. إن الرفض الأعمى لأي إنجيل يخص عودة الرب لأن المسحاء الكذبة سيظهرون في الأيام الأخيرة هو حقًا أمر نضر أنفسنا به. ومع ذلك، إذا أردنا الترحيب بعودة الرب، فلا يمكننا أن نكون غير قادرين على التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة. بما أنك هنا، أرجو أن تقيمي معنا شركة حول هذا الأمر". أومأت الأخت تشانغ بالموافقة، وكذلك زوجي وحماتي.

ثم قرأت الأخت لنا فقرة من كلام الله، حيث قال الله القدير: "دراسة هذا الأمر ليست بالشيء الصعب، ولكنها تتطلّب أن يُدرك كلّ منَّا هذا الحق: ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي يجب أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، علينا أن ننتبه إلى جوهره (عمله وكلامه وشخصيته والعديد من الأمور الأخرى) بدلاً من مظهره الخارجي. إن رأى الإنسان فقط مظهر الله الخارجي، وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). بعد قراءة كلام الله، قالت هذه الأخت الشابة في الشركة: "يمكننا أن نرى من كلام الله القدير أن مفتاح التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة هو النظر إلى جوهرهم، وهذا يمكن تمييزه من خلال عملهم وكلامهم وشخصيتهم. قال الرب يسوع ذات مرة: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6). من الواضح، بما أنه الله في الجسد، كان بوسعه التعبير عن الحق والقيام بعمل الله؛ وكان يمكنه أيضًا التعبير عن شخصية الله وما لديه وما هو عليه. تمامًا كما في عصر النعمة، عبَّر الرب يسوع عن العديد من الحقائق، وعبر عن شخصية تتكون في المقام الأول من الرحمة والمحبة، وأكمل عمل فداء البشرية جمعاء. من عمل الرب يسوع وكلامه، ومن الشخصية التي عبّر عنها، يمكننا أن نتأكد من أن يسوع المسيح هو الطريق، والحق، والحياة، وأنه كان الله المتجسد نفسه. الآن قد جاء الله القدير وعبر عن كل الحقائق لتطهير البشرية وخلاصها؛ لقد قام بعمل الأيام الأخيرة الخاص بدينونة الناس وتوبيخهم. يكشف كلام الله القدير عن حقيقة إفساد الشيطان للبشرية وطبيعة وجوهر الإنسان. إنه يخبرنا بكل جوانب الحقيقة، مثل ماهية الوصول إلى الخلاص، وما هو تحول الشخصية والطريق لتحقيق ذلك، وكذلك ما هي غاية البشرية في المستقبل وماذا ستكون النهاية لجميع أنواع البشر. يكشف كلامه أيضًا عن أسرار خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام وعن التجسدين، بالإضافة إلى أنها تعبر عن شخصية الله المتأصلة وجوهره وما لديه وما هو عليه. إذا قرأنا كلام الله بجد، سنكون قادرين على رؤية أن الكلام الذي قاله الله القدير هو صوت روح الحق، وطريقة الدينونة في الأيام الأخيرة. لقد حقق عمل الله القدير في الأيام الأخيرة نبوءات في الكتاب المقدس، مثل: "ٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). "وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 13) و"مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). إن الحقائق التي عبر عنها الله القدير، وعمل دينونة الأشخاص وتوبيخهم وتطهيرهم الذي قام به الله، والشخصية التي تتسم بالبر التي عبر عنها الله القدير، كلها تؤكد تمامًا أن الله القدير هو ظهور المسيح في الأيام الأخيرة. ولكن على العكس من ذلك، فإن المسحاء الكذبة لا يمتلكون جوهر الله، إذ يمتلك معظمهم أرواح شريرة أو هم شياطين متكبرة للغاية وأرواح شريرة خالية تمامًا من العقل، لا يمكنهم التعبير عن الحقائق لتوفير القوت للناس، ولا يمكنهم القيام بأعمال الدينونة لتطهير الناس. يمكنهم أن يخدعوا فقط هؤلاء الناس الحمقى، الجهلاء، المشتتون الذين يرغبون في ملء بطونهم بالخبز لدرء الجوع من خلال إظهار آيات وعجائب بسيطة لهم. لذلك، من السهل للغاية بالنسبة لنا التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة من خلال هذا المبدأ الأوحد: المسيح هو الطريق والحق والحياة. هذا يتماشى تمامًا مع مشيئة الله".

عندما استمعت إلى شركة الأخت، قلبت هذا الأمر مرارًا وتكرارًا في ذهني: "لقد آمنت بالرب طوال هذه السنوات ولكني لم أسمع بهذا النوع من الشركة. الآن يتحدث كلام الله القدير عن التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة تمييزًا تامًا؛ يبدو كما لو أن كلام الله القدير قد يكون حقًا هو صوت الروح القدس. رباه! لقد كنت دائمًا بانتظار عودتك بفارغ الصبر، لكن في السنوات القليلة الماضية، ركزت فقط على الاحتماء من المسحاء الكذبة ولم يكن لدي أي شجاعة للسعي إليك. لم أبحث قط في عودتك لأداء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة كما تشهد كنيسة الله القدير، ولكنني قاومتها وأدنتها. يا رب، هل أبعدتك حقًا؟ جعلت هذه الفكرة قلبي يخفق بعنف. شعرت بالذعر ولم أستطع الجلوس بلا حراك لفترة أطول، لذا نهضت ودخلت المطبخ للتظاهر بإحضار بعض الماء، وأنا أحاول تهدئة نفسي قليلاً. أثناء سكب الماء، فكرت: "هذه الأخت صغيرة جدًا، لكن شركتها حول الحق عملية للغاية. تقدم الإخوة والأخوات في شاندونغ بسرعة أيضا بعد قبول عمل الله القدير، وكان فهمهم للكتاب المقدس ومعرفتهم بعمل الله أعلى بكثير من فهمي. تمكّن هذه الطريقة الناس من فهم الحقيقة واكتساب المعرفة بعمل الله. أليس هذا هو عمل الله؟" عندما فكرت في كل هذا، شعرت بكل من الإثارة والندم، وتذكرت عندما كنت أكتب هذه الرسائل إلى الإخوة والأخوات في شاندونغ. كنت أكلمهم بلهجة تهديد وأوبّخهم بلهجة متعجرفة، وفي تعاملي مع عودة الرب، لم أفشل فقط في السعي إلى الحق وقبول شركة الإخوة والأخوات، ولكن أيضًا دحضتها ورفضتها باستمرار. لقد اعتبرت أنني أملك الحقيقة وأردت أن يستمع إلي جميع الإخوة والأخوات، بالإضافة إلى أنني كنت أعتقد أنني أبذل قصارى جهدي للدفاع عن الطريق الحق. لم يخطر ببالي قط أنني كنت أقاوم الله. ألا يجعلني هذا من فريسيّ العصر الحديث؟ في تلك اللحظة، شعرت كما لو كنت غارقة في الماء البارد من رأسي إلى أخمص القدمين، وشعرت بالوهن والضعف يتملكاني. كانت كلتا يداي ترتجفان بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وظللت أعيد عرض مشاهد مقاومتي لله في ذهني مرارًا وتكرارًا... وبدأت الدموع التي لم أعد استطيع كتمانها تنهمر من عيني. كرهت نفسي لكوني متعجرفة وعمياء إلى هذه الدرجة. بعد فترة طويلة، مسحت دموعي وعدت إلى الغرفة أحمل صينية عليها أكواب ماء. نظرت إليّ الأخت وسألت بقلق: "أيتها الأخت، هل تقبلين هذه الشركة؟" فأطلقت تنهيدة وقلت وأنا أبكّت نفسي: "بعد سماعى كلام الله القدير وشركتك الآن، أشعر بأن الله القدير هو الرب يسوع العائد. لقد انتظرت كل يوم عودة الرب، لكن لم أتخيل قط أن الرب قد عاد الآن، وبالفعل ينطبق عليّ دور الفريسي. لقد فعلت حقًا شر عظيم! لقد قاومت الله". ثم بدأت أبكي كثيرًا لدرجة أنني لم أستطع الكلام.

في وقت لاحق، بعد قضائي لفترة من الوقت في قراءة كلام الله القدير، أصبحت أنا والأخت تشانغ، وحماتي، وزوجي على يقين تام من أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. لقد سررت بشكل لا يصدق لدرجة أنني أرسلت بحماس خطابًا خامسًا للإخوة والأخوات في شاندونغ يقول: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء! الحمد لله أنه من خلال مشاركتكم لإنجيل الله للملكوت معي عدة مرات، قبلت الآن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وأصبحت عضوة في كنيسة الله القدير. على الرغم من أنني قبلته بعدكم، إلا أنني لا أريد أن أتأخر. سأكرس نفسي بالكامل للحاق بالركب..." في تلك اللحظة، شعرت وكأن قلبي قد طار عائدًا إلى شاندونغ مع الخطاب، للتجمع عن قرب مع إخوتي وأخواتي هناك. الحمد لله على محبته!

السابق: 18. كلمة الله تُرشدني عبر الفِخاخ

التالي: 20. أُدركُ حقيقة أكاذيب الحزب الشيوعي الصيني وتُعيدُني محبة الله إليه

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب