20. أُدركُ حقيقة أكاذيب الحزب الشيوعي الصيني وتُعيدُني محبة الله إليه

بقلم كيمو – كوريا الجنوبية

"أقولُ لكِ مرةً أخرى – لا تستمري في الحديث معي حول هذه الأمور عن الله، وغير مسموحٍ لكِ أن تكون لك أي علاقةٍ مع هؤلاء المؤمنين بالله بعد الآن. إذا رأيتكِ تتصلين بهم مرة أخرى، فسأحطم هاتفكِ إربًا إربًا!"

"لماذا؟ لمَ تعترض طريق إيماني؟" سألتني زوجتي وقد بدا على وجهها الكثير من الارتباك.

"لماذا؟! هذا في صالحكِ وفي صالح أسرتنا. ألا تعلمين أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني تتخذ إجراءات صارمة بمنتهى الحزم ضد كنيسة الله القدير وتقمعها؟ ألا تعلمين قضية زهاويوان التي وقعت أحداثها في 28 أيار/مايو في عام 2014؟ إنها تروي عبر الإنترنت أن تشانغ ليدونغ، الجاني الرئيسي في القضية، كان عضوًا في كنيسة الله القدير. إن اجتمعتِ مع هؤلاء الأشخاص، فسوف تعرّضين بذلك نفسك لخطر بالغ؟

ردت بحزم: "إن تشانغ ليدونغ وهؤلاء الأشخاص لم يكن لهم صلة بكنيسة الله القدير – وما عليك إلا عدم تصديق تلك الأمور التي يرددونها عبر الإنترنت. لقد كنتُ على اتصال بالإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وما رأيته هو أنهم جميعًا أشخاص مستقيمون يتسمون باللطف والإخلاص تجاه الآخرين. إنهم يمدون يد العون بعضهم لبعض كلّما واجهت أحدهم مشكلة، وليس الأمر كما يتردد عنهم عبر الإنترنت على الإطلاق".

كنتُ غاضبًا وظللتُ غير مقتنع: "تصفحي الإنترنت وانظري بنفسك، وستعلمين ما إذا كنتُ محقًا أم لا".

قادتني زوجتي بعد ذلك إلى أحد المقاعد قائلة: "إنك من نوع الشخص الذي يمعن النظر في الأمور. عليك أن تتعامل مع هذا الأمر بعقلانية وتتحدث وفقًا للحقائق – لا يمكنك أن تستمع فقط إلى جانب واحد من القصة! كل وسائل الإعلام الكبرى في الصين ما هي إلا أبواق ناطقة بلسان حكومة الحزب الشيوعي الصيني؛ ما هي إلا أدوات في يد الحكومة لخداع الناس. أي نوع من المصداقية تتمتع بها تقاريرهم؟ ألا تتذكر احتجاجات ساحة تيانانمن التي اندلعت في عام 1989؟ كان الطلاب في ساحة تيانانمن يتظاهرون ضد الفساد مطالبين بالحريات الديموقراطية، فما كان من حكومة الحزب الشيوعي الصيني إلا أن وجدتْ بعض الأشخاص غير المعروفين وجعلتْهم يموهون أنفسهم كطلاب ويتسللون ضمن صفوف الطلاب، ثم جعلتهم يبدؤون في الضرب والسحل والسلب والإحراق وقلب المركبات العسكرية. أشاع هؤلاء الأشخاص كثيرًا من الفوضى، ثم لفقت حكومة الحزب الشيوعي الصيني للطلاب جرائمهم، واستخدمت بعد ذلك وسائل الإعلام مثل التلفاز والإذاعة لإغراق موجات الأثير بتقاريرهم، والتشهير بالحركة الطلابية باعتبارها أعمال شغب معادية للثورة، ثم شنّت حملة قمع دموية عليهم، أفْضَت إلى قتل وسحق عدة آلاف من الطلاب بالدبابات. وكلُّ مَنْ يعرف عن تاريخ حكومة الحزب الشيوعي الصيني يعلم أنها كانت تهاجم البرَّ دومًا ولا تسمح بوجود أي جماعات أو أفراد لديهم وجهات نظر أو آراء سياسية مختلفة. وفي سبيل تحقيق الديكتاتورية، كانت حكومة الحزب الشيوعي دائمًا تهاجم وتدين هذه الجماعات أو الأشخاص، الأمر الذي قد يصل إلى قمعهم أو حظرهم تمامًا. في كل مرة تقمع فيها حكومة الحزب الشيوعي الصيني بمنتهى القسوة عقيدة دينية أو حركة تطالب بالحقوق الديموقراطية أو احتجاجات الأقليات العرقية، كانت تبدأ أولاً بتلفيق الدعاوى الباطلة، ثم تحدث ضجة شعبية كبرى وتثير الشعب ثم تقمعهم بعنف. تلك حقيقة؛ فقد كانت قضية زهاويوان في الثامن والعشرين من أيار/مايو من تلفيق حكومة الحزب الشيوعي الصيني ضد كنيسة الله القدير؛ إذ دبّرت بعناية دعوى باطلة أخرى".

لم أستطع دحض ما قالته على الإطلاق، وفكرتُ في نفسي: "إنها تعرفت على بعض أفراد عائلة ضحايا احتجاجات ساحة تيانانمن وتعرف القصة الحقيقية. كل ما قالته حقيقي. ولكن مع ذلك، حتى لو كانت حادثة زهاويوان لا علاقة لها بكنيسة الله القدير، لم أكن قط على اتصال بأعضائها ولا أعرف أي نوع من الكنائس تكون. إننا نعيش الآن في عالم مضطرب – ماذا لو كانت مخدوعة؟ لذا أخبرتها مرة أخرى أنه لم يكن مسموحًا لها التواصل مع أحد من كنيسة الله القدير، وحينما انصرفت، أغلقت الباب خلفي بقوة تاركًا إياها غارقة في البكاء.

كانت ليلة مظلمة بشكل خاص خالية من أي ضوء للقمر وخالية من النجوم. شعرتُ بالفزع حقًا أثناء سيري على الطريق. فكرتُ في سنوات زواجنا العشر – من لقائنا الأول مرورًا بوقوعنا في الحب وحتى زواجنا، مررنا بالكثير من الأمور، ولكن بغض النظر عما واجهناه، فقد كنا دومًا نناقش الأمورٍ ويدعم بعضنا بعضًا. لم نخض قط أي شجارات كبرى. ومع ذلك، فقد كنت أهاجمها بالفعل بسبب إيمانها – شعرتُ أنه كان ينبغي ألا أعاملَها بهذه الطريقة. ولكن بعد ذلك مرة أخرى، قرأتُ عبر الإنترنت أن كنيسة الله القدير ليست جيدة، ومن ثم فإنني بمنعها من ممارسة إيمانها كنت أسدي لها معروفًا. لمَ لم تستطع أن تفهمني؟ في تلك اللحظة تملّكني شعور لا يُصدَّق بالإجهاد والانزعاج. أخرجتُ هاتفي وبدت أمام عيني صورة رائعة لأسرتنا السعيدة – ابتسامة ابنتنا الحلوة أذهبت عني الشعور بالتعب، وفكرتُ كيف كنتُ العمود الفقري للأسرة وأن منع زوجتي من ممارسة إيمانها كان لحمايتها وكان يصب في مصلحة أسرتنا؛ لذلك قررتُ التمسك بموقفي.

خلال الفترة التي تلت ذلك، كنتُ خائفًا من إلحاق الضرر بمشاعر زوجتي تجاهي، ومن ثم لم أجرؤ على بدء أي صراعات كبرى، لذلك أخبرتها فقط ألا تتحدث معي عن أي شيء له علاقة بالله، وعلى الرغم من أننا كنا منسجمين بشكل طبيعي في الظاهر، فقد كانت هناك بالفعل فجوة فيما بيننا.

ذات يوم، بينما كنت أدخل إلى المنزل بعد أن انصرفت من نوبة عملي الصباحية، إذا بي أسمع صوت موسيقا مبهجة قادمة من غرفة النوم، مع ضحكات تغمرها السعادة من زوجتي وابنتي. فكرت بفضول: "همم؟ لم أسمع مثل هذا الصوت المبتهج في المنزل منذ فترة طويلة. منذ أن جاءت زوجتي إلى كوريا الجنوبية، لم تكن معتادة على البيئة هنا نظرًا لاختلاف أسلوب الحياة واللغة والثقافة؛ لا سيما وأنها تركت والدتها المسنة والوظيفة التي كانت تحبها، وليس لديها أي أقارب أو أصدقاء إلى جانبها – وغالبًا ما تجلس وحدها وتبكي. لقد رأيتها تبدو متألمة ومنزعجة، لكنني لم أعرف قط كيف أواسيها، إذًا فأي نوع من الأغاني أمكن أن تجلب لها كل هذا القدر من السعادة الآن؟" فتحت الباب بهدوء شديد ورأيتُ فيديو غنائيًّا راقصًا من إنتاج كنيسة الله القدير يحمل عنوان "ﻣﺤﺒﺔ ﷲ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ" معروضًا على شاشة الحاسوب. كانت ست شابات يرقصن ويغنين ببهجة ويغمرهن هذا الشعور، ولكن وجوههن الطافحة بهذه الابتسامات البهيجة هي التي جذبت قلبي على الفور. غمرني الفضول وأنا أفكر: "أي نوع من الكنائس هذه، وأي نوع من الجماعات هذه؟ لماذا تسري عدوى أغانيهم ورقصاتهم وتبعث على الهدوء إلى هذه الدرجة؟ إن كانوا حقًا أشخاصًا سيئين، فأنَّى يكون لهم مثل هذه الابتسامات اللطيفة والحقيقية؟"

قالت ابنتي بسعادة بعد أن رأتني: "أليست هذه أغنية رائعة يا أبي؟ أنا وأمي نحبها حقًا. غنِّ وارقص معنا!" احتضنتها وقبَّلت وجهها الصغير، ثم قلتُ لها بوُدّ: "حبيبتي، أنا أحب الأغاني والرقصات المفعمة بالنشاط". هزت رأسها وفكرت للحظة: "إنك تحب الرقص النقري يا أبي، أليس كذلك؟ ضعي ذلك الفيديو المصحوب برقص رائع من أجله يا أمي". لم يكن بوسعي مقاطعتها، وتوقعت أن أشاهدها قليلاً فقط حتى إن كانت من كنيسة الله القدير – في هذه الأيام كان هذا النوع من الجو المتناغم صعب المنال في منزلنا. جلستُ بجانب زوجتي وبدأت في المشاهدة ممسكًا بابنتي. كان الفيديو الغنائي الراقص بعنوان "قد أحضر الله مجده إلى الشرق" قويًا وحيويًا ممتزجًا بإيقاع ممتع. تميز أسلوب الرقص النقري بهذا العنفوان الملحمي. لقد كنت دائمًا أحب الغناء والرقص؛ لذلك اندمجت بالفعل. بعد أن لاحظت زوجتي مدى اندماجي، قالت بحماس: "لقد رتَّب الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير جميع هذه الأغاني والرقصات. ليس هناك محترفون بينهم. لم يسعني إلا أن أتأمل بجدية في هذا الأمر، وفكرت: "كيف يمكن لأشخاص لم يتلقوا تدريبًا احترافيًا أن يرقصوا بهذا الشكل المتقن للغاية؟" قالت مبتسمة: "إنه رائع، أليس كذلك! بدون عمل الله وإرشاده، هل كان غير المحترفين سيتمكنون من أداء مثل هذا الرقص؟ ستندهش أكثر إذا شاهدت الأفلام التي صنعوها. لدى كنيسة الله القدير عمل الروح القدس؛ فهي تحظى بمباركة من الله. لهذا السبب خرجت أغانيهم ورقصاتهم وأفلامهم بصورة جيدة، وعلاوة على ذلك، فإن كل الحقائق التي يتم إيصالها في أفلامهم مفيدة كثيرًا للناس. كل تلك الدعاية السلبية على الإنترنت ما هي إلا مجرد أكاذيب تروّجها حكومة الحزب الشيوعي الصيني حول كنيسة الله القدير، وليست صحيحة على الإطلاق، والهدف من وراء نشر الحكومة هذه الأكاذيب هو أن يصبح الجميع معاديًا لكنيسة الله القدير وألا يُقْدِم أحد على النظر في عمل الله في الأيام الأخيرة؛ فيفوت الجميع بذلك خلاص الله".

عندما سمعت ما قالت ورأيت نظرة متوهجة ترتسم على وجهها، أصبحتُ أكثر فضولاً. فكرت كيف أنها – منذ أن بدأت تؤمن بالله القدير – قد تعافت من حالة الاكتئاب التي انتابتها بسبب الحنين إلى الوطن وافتقادها لأمها، ورأيت أيضًا أنها أصبحت أكثر صبرًا مع ابنتنا ولم تعد تفقد أعصابها؛ وكانت قد بدأت أيضًا في الاعتناء بي بشكل جيد على نحو لا يصدق، فهل يمكن أن يكون الله القدير قد غيَّر زوجتي حقًا؟ هل كانت كنيسة الله القدير عظيمة حقًا كما قالت؟ وبينما كنت أستغرق في التفكير في كل هذا شعرت بالحيرة؛ لم أكن أعرف ما إذا كان ينبغي لها السماح بالاستمرار في ممارسة إيمانها. بعد نوبة من هذا الصراع الداخلي، قررتُ أن أذهب إلى كنيسة الله القدير وأتحقق من الأمر بنفسي، وإذا لم يكن الأمر كما تردد عبر شبكة الإنترنت، فلن أقف في طريقها بعد الآن.

خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما كنت في إجازة من العمل، دنوت من زوجتي وأخبرتها أنني أريد أن أذهب لألقي نظرة على كنيسة الله القدير؛ ففوجئت وسُرَّت، وما إن وصلنا إلى هناك، حتى استقبلَنا الإخوة والأخوات بحفاوة، وشعرت من تعابيرهم وتصرفاتهم والطريقة التي يتعاملون بها مع الآخرين أنهم طيبون ومخلصون. هدأ توتري وإحساسي بالاحتراس تدريجيًا. ثم أخبرتْ إحدى الأخوات الجميعَ بحماس: "أيها الإخوة والأخوات، لقد حصلت المسرحية الموسيقية قصة شياوتشين على جائزة دولية!" سألت بدافع الفضول: "هل يمكنني مشاهدتها؟" عبّر الجميع عن موافقتهم في انسجام وبدأوا يعزفون الموسيقى. لامست حالة تقلب شياوتشين بين الصعود والهبوط في القصة قلبي بالفعل وفكرت كيف أنني كنت أنا شخصيًا "شياوتشين" آخر. لقد انجرفت في المجتمع عندما كنتُ أصغر سنًّا بسبب محنة عائلية، حيث عانيتُ من جميع أنواع التنمّر والإذلال لأتدبر أموري، وما نالي إلا الجفاء من الآخرين. والآن كنت أكافح وأعمل جاهدًا من أجل كسب الرزق وقد مررت بكل ما في الحياة من حلوها ومرها. لقد عانيت الكثير من حالات الصعود والهبوط على مر السنين، وشعرتُ بالإجهاد والحزن، لكني كنت دائمًا أتصرف بقوة أمام زوجتي وأصدقائي. مَنْ يستطيع حقاً معرفة الألم في قلبي؟ مع اقتراب نهاية القصة الموسيقية أُلقيت هذه الأغنية: "لدى القدير رحمة على هؤلاء الناس الذين عانوا بشدة، وفي نفس الوقت، فقد سأم من هؤلاء الناس المفتقرين إلى الوعي، إذ اضطر إلى الانتظار طويلاً لتلقي ردًا من البشرية. هو يأمل أن يسعى، يسعى إلى قلبك وروحك، ويقدم لك الماء والزاد، ويوقظك حتى لا تعود ظمآنًا أو جائعًا. عندما تشعر بالإنهاك، وعندما تبدأ في الشعور بشيء من عزلة هذا العالم الكئيبة، لا تشعر بالضياع، ولا تبكِ. الله القدير، المراقب، سيتقبل مجيئك بسرور في أي وقت" (من "الله يسعى لروحك وقلبك" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). سرى الدفء إلى روحي البائسة الضائعة مع كل سطر بالأغنية، وأشعرتني كل مقطوعة موسيقية وكأنها أم تمد يديها إلى طفلها المفقود منذ زمن طويل. ما شعرتُ به هو نداء الحب – لقد تأثرت بشكل لا يصدق. لم أستطع إيقاف الدموع التي كانت تسيل على وجهي مع انتهاء القصة الموسيقية. كانت هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي أبكي فيها أمام جمع كبير من الناس، وشعرتُ ببعض الحرج، لذلك أدرتُ رأسي بسرعة وبهدوء لأجفف الدموع. هتفتُ بصدق: "يا لها من مسرحية موسيقية رائعة!" ثم شاركت بجولة من التصفيق لـ قصة شياوتشين.

نظرت إليَّ زوجتي وقالت لي بسعادة وعاطفة جيَّاشة: "إن تأثر قلبك بـ قصة شياوتشين كان بفعل تأثير الله فيك! أعلم أن قضية زهاويوان في الثامن والعشرين من مايو كان لها تأثير عليك وأنك تعرضت لسوء فهم كبير حول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وأعلم أيضًا أنك مهتم بسلامتي وسلامة ابنتنا، لذا يمكننا اليوم أن ننظر ونرى ما حدث بالفعل بتلك القضية".

بعدها عرض لي الإخوة والأخوات مقطع فيديو بعنوان "كشف الحقيقة وراء قضية تشاويوان في 28 أيار". أماط هذا الفيديو اللثام عن العديد من أوجه الاشتباه في القضية ثم حلّلها واحد تلو الآخر. لقد انخرطت فيه حقًا وأجريتُ تحليلي الخاص للقضية مع الفيديو لسبر أغوار الحقيقة، وانفرجت أساريري تدريجيًا مع استمرار تشغيل الفيديو. تنفست الصعداء حين رأيت الأكاذيب تتكشف أمامي واحدة تلو الأخرى. وأدركتُ أن قضية تشاويوان التي أُثيرت في الثامن والعشرين من مايو/أيار كانت من اختلاق الحزب الشيوعي الصيني بمفرده للتضييق على المعتقدات الدينية والقضاء على كنيسة الله القدير. أنكر الجناة في هذه القضية، وهم تشانغ ليدونغ وتشانغ فان وآخرون، بأنفسهم أنهم كانوا أعضاءً في كنيسة الله القدير، وذكروا أنهم لم يكن لهم أي علاقة بالكنيسة من قريب أو بعيد. غير أن الحزب الشيوعي الصيني تجاهل تمامًا شهادات المشتبه بهم وتعمّد ليّ الحقائق على نحو صارخ، مصرًا على أن الحادثة كانت بفعل أشخاص ينتمون إلى كنيسة الله القدير. الأمر الأكثر غرابة هو أنه حتى بدون محاكمة أو حكم من المحكمة، لم ينتظر الحزب الشيوعي الصيني ليثير القضية ضد كنيسة الله القدير علنًا وبشكل قاطع عبر التلفزيون ووسائل الإعلام على الإنترنت، وكان ذلك كله من أجل إحداث ضجة عارمة لقمعها والقضاء عليها. لفّق الحزب الشيوعي الصيني هذه القضية ضد الكنيسة واختلق هذا النوع من الدعاوى الباطلة حتى يتسنى له البدء في قمع المسيحيين بالكنيسة واعتقالهم دون محاسبة. إنه يشبه تمامًا الطريقة التي قمعوا بها حركة الطلاب في الرابع من يونيو عام 1989 – وقد كانت أولى الشائعات التي لفقها الحزب الشيوعي الصيني لتصوير الحركة الوطنية للطلاب على أنها عنف ثوري، ثم بدأ في تنفيذ عمليات اعتقال وقتل للأشخاص. في مواجهة الحقائق، رأيتُ أخيرًا بوضوح تام أن خطة الحزب الشيوعي الصيني لاستئصال أي معارضين كانت تتمثل في اختلاق الشائعات أولاً وتشويه الحقائق ثم تلفيقها ثم قمعهم بعنف. خطته هي قلب الحقيقة رأسًا على عقب وتشويه الواقع وتلفيق التهم لكنيسة الله القدير حتى ينخدع الناس الذين لا يعرفون الحقيقة بالأكاذيب، ويسيئون الفهم بأنها كنيسة مقيتة! لكن ما لم أفهمه هو أن الإخوة والأخوات في كنيسة الله القدير هم أشخاص مستقيمون ولا يشبهون ما يتردد عبر الإنترنت، فلماذا يضطهد الحزب الشيوعي الصيني الكنيسة بجنون ويبذل قصارى جهده لإثارة قضية القتل ضد كنيسة الله القدير واعتقال أعضائها؟ ماذا كان يجري بالفعل؟

لقد شاركت هذا الشك الذي يساورني وأجابت إحدى الأخوات: "دعونا أولاً نقرأ مقطعًا من كلمات الله: "الشيطان يكتسب شهرته من خلال تضليل العامة، وغالبًا ما يقيم نفسه كطليعة ونموذج يحتذى به للبر. وهو – تحت راية الحفاظ على البر – يضر البشر ويدمر نفوسهم، ويستخدم كل أنواع الوسائل لتخدير الإنسان وخداعه وتحريضه، وهدفه هو جعل الإنسان يوافق على سلوكه الشرير ويتبعه، وجعله ينضم إليه في معارضة سلطان الله وسيادته. لكن عندما ينمو المرء حكيمًا ومدركًا لمخططاته وتآمره وخصائصه الدنيئة، ولا يرغب في الاستمرار في الخضوع لقسوة الشيطان وتضليله أو استعباده، أو أن يتعرض للعقوبة والدمار معه، يغير الشيطان من سماته القديسة السابقة ويمزق قناعه الزائف للكشف عن وجهه الحقيقي الشرير والخبيث والقبيح والهمجي، ولن يحب شيئاً كحبه إبادة كل الذين يرفضون اتباعه والذين يعارضون قواه الشريرة" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)]. "والسبب في سخط الشيطان وتميزه غضبًا هو ما يلي: كشف مخططاته الشريرة، كما تم صد ومنع مؤامراته التي لا يمكن الإفلات منها بسهولة، وطموحه الجامح ورغبته في استبدال الله والتصرف كأنه الله. إن هدفه المتمثل في السيطرة على البشرية جمعاء لم يصل إلى أي شيء ولا يمكن تحقيقه مطلقاً" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)].

بعد قراءة كلمات الله، شاركتْ هذه الشركة: "تكشف كلمات الله عن أصل الشيطان الذي يعارض الله ويضر بالبشرية. إذا قارنّا هذا مع تصرفات الحزب الشيوعي الصيني الذي يعارض الله ويضطهد المسيحيين، فيمكننا أن نرى بوضوح أنه تجسيد للشيطان، إبليس، وهو النظام الشيطاني الذي يكره الحق ويقاوم الله. لن يسمح الحزب الشيوعي الصيني مطلقًا للناس بالإيمان واتخاذ المسار الصحيح في جهوده الرامية إلى تأسيس الصين باعتبارها منطقة للإلحاد – إنه يريد القضاء على جميع المعتقدات الدينية. هذا حقيقي على نحو خاص في الأيام الأخيرة – إذ ظهر الله القدير المتجسِّد ويعمل في الصين، ناطقًا بحقائق لجلب النور إلى البشرية. يمكن للناس من جميع الطوائف والذين يؤمنون حقًا بالله ويحبون الحق قراءة كلام الله القدير ويرون أنه الحق، ويقبلون عمله في الأيام الأخيرة واحدًا تلو الآخر. لقد فهم الكثير من الناس الحق من خلال قراءة كلام الله وتعلموا كيف يميِّزون بين الخير والشر، ومن ثمَّ يرون بوضوح جوهر الشر في الحزب الشيوعي الصيني ويصبحون على استعداد لنبذه. إنهم يبحثون عن الحق ويسلكون الطريق الصحيح في الحياة، ونظرًا لأن الكثير والكثير من الناس يؤمنون بالله ويتبعونه، فإن الحزب الشيوعي الصيني يتّقد غضبًا. إنهم يأملون بلا كلل أن يعود الناس إلى معسكرهم حتى يتمكنوا من إبقائهم عبيدًا للحزب الشيوعي الصيني، ويسحقهم. وتحقيقًا لهذه الغاية، يضطهد الحزب الشيوعي الصيني كنيسة الله القدير بجنون، ولا يقف الأمر فقط عند حد اختلاق الأكاذيب لتلفيقها للكنيسة والتشهير بها، ولكن أيضًا توظيف جميع أنواع الخطط الدنيئة. فقد أصدر وثائق سرية عدة مرات لتعبئة أعداد كبيرة من الشرطة المسلحة والقوات المسلحة لاعتقال المسيحيين بكنيسة الله القدير ومضايقتهم في جميع أنحاء البلاد في محاولة ملتوية لوقف نشر عمل إنجيل الله والقضاء التام على كنيسة الله القدير. على وجه الخصوص خلال السنوات القليلة الماضية، تم تحميل جميع أنواع الأفلام ومقاطع الفيديو الخاصة بإنجيل الكنيسة على الإنترنت تباعًا وانتشر إنجيل ملكوت الله في جميع أنحاء العالم كالنار في الهشيم. يعاني الحزب الشيوعي الصيني ضمير ميت، مع العلم أنه منذ وصوله إلى السلطة، ارتكب جرائم قتل لا حصر لها وارتكب جميع أنواع الشرور؛ فدَينه الدموي من اضطهاد المسيحيين ثقيل، ويخشى من أن يقبل الناس في جميع أنحاء العالم عمل الله ويفهمون الحق ويرون بوضوح ملامح الحزب الشريرة فينبذونه، الأمر الذي سيقتلعه من جذوره في العالم. عندئذٍ ستتحطم طموحاته الوحشية للسيطرة على البشرية جمعاء وستتحطم صورته كإله. هذا هو السبب في تصعيد اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني لكنيسة الله القدير، والسبب وراء صياغة قضية زهاويوان في 28 مايو بعناية لتلفيقها للكنيسة، في محاولة لإثارة غضب مَنْ لا يعرفون الحقيقة وزيادة الحيرة لديهم حتى يكرهوا الله وكنيسة الله القدير ويقترفوا الشر جنبًا إلى جنب مع الحزب الشيوعي الصيني. يمكننا أن نرى من هذا أن الحزب الشيوعي الصيني يخالف المبادئ الصحيحة ويتعارض مع السماء؛ فالحزب يمقت الله ويكره الحق. إنه عدو لله – إنه شيطان يعارض الله. ومع ذلك، فإن الله قدير وينفّذ حكمته على أساس خداع الشيطان. ينكشف الوجه القبيح للحزب الشيوعي الصيني من خلال معارضته الجنونية وما يمارسه من قمع، ويمكن لمختاري الله أن يروا طبيعته الشريرة الرجعية بصورة أوضح، فهم يكتسبون تمييزًا حول طبيعته الحقيرة والشريرة، وتصبح إرادتهم في اتباع الله أكثر حزمًا، وهم يفضلون التخلي عن حياتهم على التوقف عن اتباع الله، وهذا يدل على أنه بغض النظر عن مدى وحشية الحزب الشيوعي الصيني، فإنه لا يمكن أن يمنع الناس من اتباع الله، ولا يمكن أن يوقف عمل الله بالتحديد".

بعد سماع كلمات الله القدير وشركة هذه الأخت، فهمتُ أن الحزب الشيوعي الصيني يضطهد كنيسة الله القدير لأن جوهره هو كراهية الحق ومعاداة الله. إنه يريد التحكّم في الناس وأن يحكم السيطرة عليهم في قبضته، لكن الحقائق التي عبّر عنها الله القدير تتعمّق في قلوب الناس، ومن المؤكد أن الحزب الشيوعي الصيني لن يرضى أن يسير الناس في طريق الله، لذلك يبذل كل ما في وسعه لتلفيق الشائعات واختلاق الدعاوى الباطلة، مما يعزِّز الغضب الشعبي من أجل اضطهاد كنيسة الله القدير. من هنا جاءت قضية زهاويوان في الثامن والعشرين من مايو. تبدّدت شكوكي حول كنيسة الله القدير بمجرد أن فهمت الحقيقة. ومع ذلك، لا يزال يساورني قلق ما: بما أن الحزب الشيوعي الصيني غاشم جدًا تجاه الكنيسة، فهل ستكون زوجتي في أمان؟

ثم عرض لي الإخوة والأخوات فيلمًا بعنوان "أكاذيب الشيوعية" وهنا لامس مقطع من كلمات الله قلبي بالفعل: "نحن نثق أنه لا توجد دولة ولا قوة بإمكانها الوقوف في طريق ما يريد الله تحقيقه. أولئك الذين يعرقلون عمل الله، ويقاومون كلمته، ويُربِكون خطة الله ويعطّلونها سيعاقبهم الله في النهاية. كل مَنْ يتحدى عمل الله سيُرسَل إلى الجحيم؛ أية دولة تتحدى عمل الله ستُدَمَر؛ وأية أمَّة تقوم ضد عمل الله ستُمحى من على هذه الأرض ولن يعود لها وجود" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 2: الله هو من يوجِّه مصير البشرية). شعرتُ بسلطان الله وجلاله من كلماته هذه. لا يمكن لأي من قوى الشيطان الشريرة ولا أحد من الناس أن يعيق عمل الله. مع أن هؤلاء الذين في الحزب الشيوعي الصيني يجهدون أنفسهم في تشويه سمعة كنيسة الله القدير وإدانتها، حتى أنهم يقبضون على إخوانهم وأخواتهم ويضطهدونهم، فما زالوا يصرّون على الإيمان بالله واتباعه ومتابعة أفلام الإنجيل وأعمال الكورال وينشرون باستمرار الفيديوهات الغنائية الراقصة التي ينتجونها عبر الإنترنت دون أي عوائق. أظهر لي هذا بحقٍ أن الله قدير جدًا ولا يمكن لأي قوة أن توقف عمله. في إيمان زوجتي بالله، يمثل الله لها سندًا، فليس هناك ما يدعو للقلق عليها. بعد فهم كل هذا اختفت المخاوف والشكوك جميعها من قلبي. قلت مبتسمًا لزوجتي: "من الصواب لكِ أن تؤمني بالله القدير. كانت الغشاوة على بصري في السابق – لقد صدَّقتُ خطأً ما سمعته وتسببت في معاناة شديدة لكِ، وكان هذا خطأً عظيمًا مني. ومن الآن فصاعدًا، سأدعمك في لإيمانك". ترقرقت الدموع في عينيها وقالت بحماس: "حمدًا لله أن تمكنتَ من إدراك حقيقة أكاذيب الحزب الشيوعي الصيني ونجوتَ من غيام الحيرة. هذا هو إرشاد الله وقيادته!"

من تلك النقطة بدأتُ في مشاهدة مقاطع الفيديو التي كانت كنيسة الله القدير تُعدّها مع زوجتي من حينٍ لآخر، واستمعت إلى حديثها عن إيمانها. لكنني ما زلت أشعر أن الإيمان بالله كان نوعًا من العقيدة المبسطة. من المؤكد أنه كان بإمكاني أن أؤمن بالله في قلبي، لكن يتعين علي مع ذلك كسب لقمة العيش وإعالة أسرتي حتى نتمكن من عيش حياة كريمة. لكنني لم أحصل على فهم جديد تمامًأ عن الإيمان بالله إلا في وقت لاحق بعد التعرض لنوبة من اعتلال صحتي.

عند الغسق في إحدى الليالي بينما كانت أسرتنا تتناول العشاء، بدأتُ أشعر بألمٍ شديدٍ في معدتي، وبدأت قطرات غزيرة من العرق البارد تسيل على وجهي. سرعان ما نقلتني زوجتي إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالتي على أنها انفجار في الزائدة الدودية. كان وضعًا حرجًا تطلَّب إجراء جراحة فورية. شعرتُ بحالة من العجز والخوف لم أشعر بها من قبل قط – إن لم أُجرِ تلك العملية، فكيف ستتدبر زوجتي وابنتي الصغيرة أمورهما في بلد أجنبي؟ مَنْ سيعتني بهما؟ بعد أن أدركت زوجتي ما كنت أفكر به، أمسكت بيدي قائلة: "أعرف ما أنت قَلِق بشأنه. إن الله قدير، وكل شيء بيديه، وله الكلمة الأخيرة في نجاح العملية الجراحية أيضًا. علينا أن نعتمد على الله وبغض النظر عن نتيجة العملية الجراحية، لا يمكننا إلقاء اللوم على الله، ولكن يجب أن نخضع لحكمه وترتيباته". أومأت برأسي بعد سماع ما كان عليها قوله. ما إن أُغلق باب غرفة العمليات حتى أغمضتُ عيني وصلّيتُ إلى الله قائلاً: "إلهي القدير! إنني وَجِل؛ فامنحني الإيمان حتى يذهب عني الخوف؛ فأنا راغب في الاعتماد عليك". بدأ شعوري بالخوف يقلّ بعد الصلاة، وعاد إلى ذهني مقتطف من كلمات الله مقتبسٌ من مقطع فيديو: "كلّ شيءٍ يملكه الإنسان – السلام والفرح والبركات والسلامة الشخصيَّة – كلّه في الواقع تحت سيطرة الله، وهو يُرشِد ويُقرِّر مصير كلّ فردٍ" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. فكرت قائلاً في نفسي: "صحيح. إن الله قدير وحياتي في يديه. إن نجاح عمليتي الجراحية اليوم يعتمد على حكم الله وترتيباته، وبالتالي فليس هناك ما يدعوني للقلق ما دمت قد سلمت أمري لله. منحتني كلمات الله الإيمان؛ فهدأ قلبي المضطرب ولم أعد أشعر بالقلق الشديد من احتمال فشل العملية الجراحية. فقدتُ الوعي تدريجيًا تحت تأثير التخدير، وعندما أفقتُ أخبرني الطبيب أن العملية كانت ناجحة، وعرفتُ أن الله قد حماني. شكرتُ الله وحمدته مرارًا.

وفي وقتٍ لاحقٍ، رأيتُ هذه الكلمات من كلام الله: "أول شيءٍ يتعيّن أن يفهمه المرء عندما يطأ قدمه على هذه الأرض هو: من أين يأتي الإنسان، ولماذا البشر أحياء، ومن يأمر بمصير الإنسان، ومن يعتني بالوجود الإنسانيّ ويملك السيادة عليه. هذه المعرفة هي الوسيلة الحقيقيّة التي يعيش بها المرء، والقاعدة الأساسيّة لبقاء البشر، وليس تعلّم كيفيّة إعالة المرء عائلته أو كيفيّة تحقيق الشهرة والثروة، وليس تعلّم التميّز عن الآخرين أو كيفيّة عيش حياة أكثر ثراءً، ولا تعلّم كيفيّة التفوّق والتنافس الناجح ضد الآخرين. على الرغم من أن مهارات البقاء المختلفة التي يقضي الناس حياتهم في إتقانها يمكن أن تُوفّر الكثير من وسائل الراحة الماديّة، إلا أنها لا تجلب لقلب المرء سلامًا وعزاءً حقيقيًا ولكنها بدلًا من ذلك تجعل الناس يضلّون طريقهم باستمرارٍ ويجدون صعوبة في التحكّم في أنفسهم، ويُضيّعون كل فرصةٍ لتعلّم معنى الحياة، تخلق هذه المهارات الداعمة للبقاء تيارًا كامنًا من القلق بشأن كيفية مواجهة الموت بشكل مناسب. بهذه الطريقة تتهدّم حياة الناس. يعامل الخالق الجميع بالعدل ويمنح فرصًا مدى الحياة لاختبار ومعرفة سيادته، ولكن عندما يقترب الموت ويطلّ شبح الموت على المرء يبدأ المرء في رؤية النور، ولكن بعد فوات الأوان" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)].

استنار قلبي بعد قراءة كلمات الله وفهمت أننا لا نعيش فقط على هذه الأرض لنتمكن من أن نحيا حياة متواضعة لإطعام أسرتنا وتحقيق الرخاء لهم، أو لأن يحسدنا ويحترمنا الآخرون بينما نسعى وراء الشهرة والربح. نحن البشر خَلْقُ الله، ولا يمكننا أن نطيع حكم الله وترتيباته وأن نتصرف ونسلك وفقًا لكلامه إلا من خلال الإيمان به وعبادته والسعي في طلب الحق وفهمه، وتحقيق معرفة الله، والفهم الواضح بأن الله يهيمن على كل شيء في حياتنا، وأن مصائرنا في يديه. تلك هي الطريقة الوحيدة لأن نعيش حياة ذات معنى وقيمة؛ إنها الطريقة الوحيدة لعدم إضاعة هذه الحياة سدى. عدت بذهني إلى ما شعرتُ به من قبل بأن الإيمان بالله كان نوعًا من العقيدة المبسطة، وأن جني المال لأسرتي هو ما يجب أن أفعله في حياتي. لم أفق أخيرًا إلا بعد إصابتي بهذا المرض المُهدِّد للحياة. وبغض النظر عن مقدار المال الذي نجنيه أو مدى علو شأننا، فإن هذه الأشياء لا يمكن أن تخفف من معاناتنا أو من الخوف والعجز الكامنيْن في أعماق قلوبنا عندما نقع فريسة المرض. وعندما نكون على مشارف الموت، لا يمكن للمال والشهرة والثروة أن تعيدنا إلى الحياة أو أن تطيل حياتنا. أشكر الله؛ فهو الذي منحني الإيمان والقوة بكلماته عندما أصابني المرض، وشعرتُ بالخوف والعجز الشديديْن. لقد منحني شيئًا أعتمد عليه حتى أتمكن من مواجهة كل ما هو آتٍ بهدوء. وبصورة خاصة، كانت رعاية الله وحمايته هما اللتين سمحتا لي باجتياز عمليتي الجراحية دون حدوث أي مشكلة. من خلال تلك التجربة، أصبحت أشعر حقًا بأن الله حقيقي وحيّ، وأنه قادر على مساعدتنا ودعمنا في أي وقت، كما أنه سندنا القوي أيضًا، وما يجب علينا كبشر أن نسعى إليه أكثر طوال حياتنا هو الإيمان بالله وعبادته، وعلينا أن نفهم حكم الله ونخضع له. هذا هو أكثر ما تحتاجه أرواحنا، وهذه هي الحياة الوحيدة ذات المغزى التي يجب علينا أن ننشدها. غيَّرت تلك التجربة أيضًا انطباعي الخاطئ بأن الإيمان بالله كان نوعًا من العقيدة المبسطة، وقد عقدتُ العزم على ممارسة إيماني إلى جوار زوجتي وقراءة كلمات الله والسير في طريق البحث عن الحقيقة ومعرفة الله.

سمع الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير أنني قد مرضت، لذلك جاءوا لزيارتي في المستشفى، وعندما علموا أنني لن أكون قادرًا على العمل لبعض الوقت ولن يكون لأسرتنا أي مصدر للدخل، ساعدوني على التقدم بطلب للحصول على منحة ضائقة مالية، بالإضافة إلى طلب لتغطية الجزء الأكبر من نفقاتي الطبية. في مثل هذا المجتمع البارد غير المبالي، منحتني المساعدة المخلصة من الإخوة والأخوات بالفعل شعورًا بالدفء، كما لو كنا جميعًا جزءًا من الأُسرة نفسها. بعد البقاء على اتصال بهم لبعض الوقت، لاحظتُ أنهم جميعًا أشخاص طيبون جدًا ويعتمدون على كلام الله في تعاملاتهم مع الآخرين، وأنهم عاملوا الآخرين بإخلاص واستقامة في كلامهم وعملهم، وأنهم كانوا مستقيمين ومحترمين في أقوالهم وأفعالهم، وأن إنسانيتهم وطريقة عيشهم حياتهم كانا تمامًا كما ينبغي أن تكون حياة المسيحيين. إنهم مختلفون تمامًا عن الأشخاص الذين أعمل معهم؛ إذْ قلَّما يجود الزمان بمثلهم في هذا العالم. شعرت أن كلمات الله القدير يمكنها أن تغيِّر الناس وترشدنا إلى الطريق الصحيح، وشعرت أن هذه الكنيسة كانت مليئة بالحب، وأنها كانت تهب للناس شعورًا عظيمًا بالدفء.

أفكرُ في الماضي عندما كانت أكاذيب حكومة الحزب الشيوعي الصيني تضع الغشاوة على عيني، وأنني رفضتُ مرارًا وتكرارًا السعي أو التحقق من عمل الله في الأيام الأخيرة، بل اعترضتُ طريق إيمان زوجتي، لكن الله لم يتخلَ عن السعي لخلاصي. وقد أتاح الله لي إدراك حقيقة أكاذيب حكومة الحزب الشيوعي الصيني، ورؤية الحقيقة المشؤومة الكامنة وراءهم، وذلك باستخدام كلامه الذي كان الإخوة والأخوات يقرؤونه لي ومقاطع الفيديو التي يشغّلونها من أجلي. وعندما كنت قلقًا بشأن نتيجة العملية الجراحية التي أُجريت لي وكنت أعيش في خوف، كانت كلمات الله تنيرني وترشدني، وقد منحتني إيمانًا وقوة وصححت وجهات نظري الخاطئة. وعندما لم أستطع العمل بعد الجراحة، ساعدني الله وساندني عن طريق الإخوة والأخوات. لقد عاينتُ محبة الله ورحمته فضلاً عن سلطان كلامه ونفاسته؛ لقد قبلتُ بسعادة بالغة عمل الله في الأيام الأخيرة. وأنا الآن أتردد كثيرًا على الاجتماعات مع زوجتي وأقرأ كلام الله، كما تغمر قلبي البهجة! أشكر الله على خلاصي!

السابق: 19. "حمامة زاجلة" تحمل أخبارًا حيوية

التالي: 21. التحرر من مصيدة الشائعات

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

33. الحظ والبَليّة

بقلم دوجوان – اليابانولدتُ لأسرة فقيرة في قرية بمنطقة ريفية في الصين. وبسبب صعوبات أسرتي الاقتصادية كنت أضطر للخروج أحيانًا دون أن أتناول...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب