8. لم أعد أعلِّق على ابني توقعات مرتفعة

نشأتُ في الريف، وكانت المعيشة في المنزل صعبة للغاية. كنت أغبط سكان المدن على حياتهم، وشعرت أن السبيل الوحيد للهروب من حياة الكدح في الحقول من شروق الشمس إلى غروبها، هو الاجتهاد في الدراسة والالتحاق بالجامعة والحصول على وظيفة مستقرة. في أثناء وجودي في المدرسة، كرست نفسي للدراسة. حتى عندما كان الآخرون يستريحون، واصلت أنا الدراسة. في عطلات نهاية الأسبوع، لم أكن أعود إلى المنزل خشية أن يؤثر ذلك على دراستي. لكن الأمور لم تَسِر كما تمنيت. ومهما اجتهدت في الدراسة، ظلت درجاتي لا تتحسن بشكل ملحوظ. أعدتُ السنة الدراسية مرتين، لكنني لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة. ونتيجة لذلك، أُصبت بأرق شديد. بعد رسوبي في امتحان القبول بالجامعة، شعرت بالخزي الشديد، ولم أغادر المنزل لأكثر من ستة أشهر. بعد الزواج، بدأت أنا وزوجي عملًا تجاريًّا في المنزل. ورغم أننا كنا نعمل من الفجر إلى الغسق كل يوم، فإننا لم نتمكن من كسب الكثير من المال. بعد ولادة ابني، ورؤيتي لمدى ذكائه ولُطفه، قلت لنفسي: "بما أن رغباتي لم تتحقق، يجب أن أحرص على أن يتمكن طفلي من الدراسة بجد والالتحاق بالجامعة في المستقبل، وأن يجد وظيفة محترمة ويتميز عن الآخرين. بهذه الطريقة، يمكننا الهروب من حياة الفقر، وهذا سيرفع من شأني أيضًا. عندما كنت طفلة، وبسبب كثرة أخواتي، لم يكن لدى والديّ الوقت للإشراف على دراستنا، مما أدى إلى ضعف أساسي الأكاديمي. يجب أن أركز على تعليم طفلي منذ سن مبكرة وأحرص على أن يكون أساسه متينًا". لذلك، كنت متى رأيت كتابًا يمكن أن يحسن درجاته، اشتريته له. أحيانًا عندما كان طفلي يعود إلى المنزل من المدرسة ويرغب في اللعب قليلًا، كنت أقول له: "إذا لم تدرس بجد الآن، فسينتهي بك الأمر إلى القيام بأعمال شاقة في المستقبل، وسينظر إليك الآخرون بازدراء– مثلنا تمامًا. كم سيكون ذلك متعبًا! لأجل من أعمل بجد كل يوم؟ أليس كل هذا من أجلك؟ ومع ذلك، ما زلت لا تبذل جهدًا!" ولأنه لم يكن لديه أي خيار آخر، كان طفلي يذهب مُرغمًا لأداء واجبه المدرسي. وحتى بعد أن ينتهي، لم أكن أدعه يخرج للعب؛ بل كنت أكلفه بواجبات إضافية. كنت أؤمن بمقولة: "إذا قرأت كتابًا مئة مرة، فسيتضح معناه من تلقاء نفسه". لذا، في كل صباح، كنت أجعله يستيقظ قبل الموعد بنصف ساعة ليحفظ دروسه. وعندما لم يكن يرغب في الدراسة وينتابه الغضب، كنت أصرخ فيه وأوبخه. كنت دومًا مثل زنبرك مشدود بإحكام، لا أجرؤ على الاسترخاء أبدًا. كلما عصاني طفلي ولو قليلًا، انتقدته قائلة: "لماذا لا تسمع الكلام! أنا أُنهك نفسي في العمل كل يوم، وأراقب دراستك، وأغسل ملابسك وأطهو وجباتك عندما تذهب إلى المدرسة، وما زال عليّ أن أعمل لأكسب المال وأشتري لك طعامًا جيدًا. لأجل من أفعل كل هذا؟ أليس كل هذا من أجل أن يكون لك مستقبل مشرق؟ إذا لم تستمع إليّ ولم تدرس بجد، فستندم لاحقًا!" كنت أخشى أنه إذا بدأ يلعب، فلن يتمكن من استعادة تركيزه، لذلك لم أكن أسمح له بالخروج للعب. وأحيانًا، حتى عندما كنت آخذه للتنزه، كان ذلك يقتصر على زيارة متجر الكتب. كنت أتبعه عن كثب، ولا أفارقه أبدًا، وأحثه على الدراسة، واستمر الأمر على هذا النحو حتى بعد دخوله المدرسة الإعدادية.

في المرحلة الإعدادية، كانت درجاته في اللغة الإنجليزية سيئة، لذا فكرت أنه يجب عليّ أن أتعلمها أولًا؛ وإلا فكيف سأعلمه؟ كنت أعتقد أنه لن يحظى بفرصة أكبر في الالتحاق بالجامعة إلا إذا كانت درجاته في جميع المواد جيدة. وأنه لن تتاح له الفرصة لتغيير قدره إلا من خلال الالتحاق بالجامعة. إذا استطاع أن يتميز، فإن ذلك سيُبَيِّضُ وجوهنا كوالدين أيضًا. على الرغم من أنه كان لديّ الكثير من الأمور التي يجب أن أهتم بها، مما جعل التعلم صعبًا، فقد بذلت الجهد، وبعد إتقانها، كنت أُدَرِّسُها له إلى أن يفهم. إنَّ رؤية ما كان يبدو عليه من ضيق كل يوم، وعدم رغبته في التحدث، وغياب الابتسامة من على وجهه، مع انحناء ظهره في مثل هذه السن المبكرة، وافتقاره إلى الحيوية– كل هذا كان يؤلمني بشدة. ولكن من أجل مستقبله المشرق، شعرت أنه ليس لدي خيار سوى الاستمرار في الضغط عليه على هذا النحو. في النهاية، لم يتمكن ابني من الالتحاق إلا بجامعة من الدرجة الثانية. شعرت أن الالتحاق بجامعة من الدرجة الثانية لن يمنحه مستقبلًا واعدًا، لذا جعلته يعيد دراسته في مدرسة ثانوية رئيسية في المدينة. أخيرًا، وبعد كل جهدي الشاق، قُبل في جامعة مثالية. كنت سعيدة جدًا وفخورة، وشعرت أن مشيتي اختلفت عن ذي قبل. ظننت أنه ما دام ابني قد تخرج من الجامعة وحصل على وظيفة مستقرة، فسيكون قادرًا على أن يعيش حياة سعيدة ومريحة، وسأستمتع أنا أيضًا بمنافع ذلك في شيخوختي. لكن ما لم أتوقعه هو أن ابني لم يتمكن من الحصول على شهادة التخرج لأنه رسب في امتحان المستوى الرابع للغة الإنجليزية للجامعات (المعروف بـ CET–4). جرَّبنا كل الطرق، ولجأنا إلى معارفنا وعلاقاتنا، لكن دون جدوى. قلت لنفسي: "لقد انتهى كل شيء الآن؛ لم يعد هناك أمل في أن أتميز عن الآخرين. كل سنوات جهدي ذهبت سدى، وتحطمت كل آمالي تمامًا!" شعرت وكأن عالمي قد انهار. بعد ذلك، لم يكن تعاملي مع ابني سوى الانتقاد والتذمر، معربةً عن خيبة أملي فيه لأنه لم يذاكر باجتهاد كافٍ، وفشله في تحقيق توقعاتي. سئم من انتقادي المستمر لدرجة أنه لم يعد يرغب في العودة إلى المنزل. ولأن ابني لم يكن يملك شهادة جامعية، لم يتمكن من العثور على وظيفة. عندما كنت أخرج من المنزل، كنت أخشى مصادفة معارفي الذين قد يسألون: "أين يعمل ابنك؟ وكيف حاله؟" إذا اكتشف الآخرون أن ابني التحق بالجامعة ولكنه لا يملك شهادة، ألن يعتقدوا أن الأمر سيان، وكأنه لم يلتحق بالجامعة إطلاقًا؟ ألن يسخروا مني؟ نتيجة لذلك، كنت أعيش في ضيق كل يوم.

في ديسمبر من عام 2021، قبلت خلاص الله القدير في الأيام الأخيرة. شاركت معاناتي مع أخت، فوجدت لي مقطعًا من كلام الله: "مهما كان مدى عدم رضا المرء عن ميلاده أو نضجه أو زواجه، فإن كل من مرّ بهذه الأشياء يُدرِك أنه لا يمكن للمرء أن يختار مكان وزمان ميلاده، أو مظهره، أو والديه، أو شريك حياته، ولكن يتعيّن عليه ببساطةٍ قبول إرادة السماء. ولكن عندما يحين الوقت لتربية الجيل التالي، فإن الناس سوف يسقطون جميع رغباتهم التي أخفقوا في تحقيقها في النصف الأول من حياتهم على ذريتهم، على أمل أن يُعوّض نسلهم عن جميع خيبات الأمل التي مرّوا بها في النصف الأول من حياتهم الشخصية. ولذلك تراود الناس جميع أنواع التخيّلات بخصوص أطفالهم: أن تكبر بناتهم فيصبحن ملكات جمالٍ وأبناؤهم سادة الأناقة؛ أن تكون بناتهم مثقّفات وموهوبات وأبناؤهم طلّابًا لامعين ورياضيّين مشهورين؛ أن تكون بناتهم لطيفات وفضليات وعاقلات وأبناؤهم أذكياء وأقوياء ومرهفي الحسّ. يأملون من نسلهم، سواء بناتهم أو أبنائهم، أن يحترموا كبار السنّ ويراعوا والديهم ويصبحوا موضع محبّةٍ وتقدير الجميع...في هذه المرحلة، تنتعش آمال الحياة وتتأجّج مشاعرٌ جديدةٌ في قلوب الناس. يعرف الناس أنهم عاجزون ويائسون في هذه الحياة، وأنه لن تُتاح لهم فرصة أخرى أو أملٌ آخر للتميّز عن الحشود، وأنه ليس لديهم خيار سوى قبول مصائرهم. ولذا يعملون على إسقاط جميع آمالهم ورغباتهم غير المُحقّقة وأهدافهم على الجيل التالي على أمل أن يساعدهم نسلهم على تحقيق أحلامهم ورغباتهم وأن تجلب بناتهم وأبناؤهم الفخر لاسم العائلة أو يصبحوا بارزين أو أثرياء أو مشهورين؛ وباختصارٍ، يريدون أن يشهدوا بزوغ نجم أطفالهم. إن خطط الناس وخيالاتهم مثاليّة؛ ألا يعلمون أن عدد أطفالهم، ومظهر أطفالهم، وقدراتهم، وما إلى ذلك، ليس لهم أن يُقرّروها، وأن أصغر جزء من مصائر أطفالهم لا يكمن بين يديهم على الإطلاق؟ البشر ليسوا سادة مصيرهم، لكنهم يأملون في تغيير مصائر الجيل الأصغر؛ إنهم عاجزون عن الإفلات من مصائرهم، لكنهم يحاولون السيطرة على مصائر أبنائهم وبناتهم. ألا يبالغون في تقدير أنفسهم؟ أليست هذه حماقةٌ بشريّة وجهالة؟" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)]. بعد قراءة كلام الله، تأثرت بعمق. إن الله يسيطر على أقدار الناس. ومهما كانت الأساليب التي يستخدمها الناس، أو الثمن الذي يدفعونه، فلا يمكنهم الهروب من ترتيبات الله لأقدارهم. أتذكر أنني عندما كنت صغيرة، كنت غير راضية عن حياة أسرتي. أردت أن أغير قدري من خلال المعرفة. وعندما تحطمت طموحاتي، علّقتُ آمالي على ابني، متمنية أن يتمكن من تحقيق رغباتي في النجاح. ولتحقيق أهدافي، فرضت سيطرة محكمة على ابني، وخططت له كيف يجب أن يدرس في كل فترة زمنية. حتى في عطلات نهاية الأسبوع، لم أكن أدعه يخرج للعب؛ وإن خرج، فإلى متجر الكتب فقط. كنت أراقبه عن كثب، وعندما لم يكن يدرس بجد، كنت إما أضربه أو أوبخه، خوفًا من أنه إذا لم يبلي بلاءً حسنًا، فلن يلتحق بجامعة جيدة، وسأفقد ماء وجهي. لقد فرضت عليه كل توقعاتي الخاصة، مما جعله يعيش حياة مكبوتة جدًا، وألحق ضررًا كبيرًا بسلامته الجسدية والنفسية، وعشت أنا أيضًا في معاناة وإرهاق شديدين. من كلام الله، فهمت أن الله يحكم قدر الإنسان، ومهما حاول الإنسان جاهدًا، فإنه لا يستطيع تغييره. ومع ذلك، كنت أرغب دائمًا في التحرر من سيادة الله، لتغيير قدري وقدر طفلي من خلال المعرفة وتحقيق هدف التفوق على الآخرين. على الرغم من أنني دفعت ثمنًا باهظًا، فقدر سارت الأمور في النهاية سارت على عكس رغباتي. لم أستطع حتى التحكم في قدري، ومع ذلك أردت تغيير قدر طفلي؛ كم كنت متكبرة، ومغرورة، وأبالغ في تقدير نفسي؛ وكم كنت حمقاء وجاهلة! تذكرت أنني كان لدي جار، أصبح صاحب عمل وكسب الكثير من المال، رغم أنه لم ينل سوى حظًا قليلًا من التعليم. وابن أخي أيضًا كان تعليمه محدودًا، لكنه تمكن من كسب الكثير من المال من خلال إدارة تجارته الخاصة في الأجهزة الإلكترونية، وعاش في رخاء أكثر من العديد ممن لديهم شهادات ومعرفة. وهناك أيضًا أخ أصغر من مسقط رأسي، على الرغم من أنه التحق بالجامعة، فقد أُصيب بالاكتئاب بعد التخرج. وأصبح لا يرغب في التحدث إلى الآخرين وانتهى به الأمر بلا وظيفة على الإطلاق. في السابق، لم أكن أفهم سيادة الله، وكنت دائمًا ما أحاول التحرر، مُلحِقة الضرر بنفسي وبابني. الآن أدركت أنني كنت مخطئة، فصليت إلى الله: "يا الله، أنا على استعداد لأن ائتمنك على ابني. ومهما يحدث في المستقبل، فأنا على استعداد للخضوع لسيادتك وترتيباتك". ومنذ تلك اللحظة، لم أعد أوبخ ابني أو أُرِيَهُ وجهًا عابسًا. وتوقف هو أيضًا عن تجنبي كما كان يفعل من قبل. لاحقًا، عندما صادفت صديقة في الشارع وسألت عن وظيفة ابني، كنت ما زلت أشعر بالانزعاج. لم أجرؤ على قول الحقيقة، إذ كنت قلقةً من نظرتها إليّ وشعرت بإحراج شديد.

لاحقًا، تفكرت: "كنت أشعر أنني استطعت تجاوز أمر ابني، ولكن لماذا ما زلت أشعر بالانزعاج عندما يثير الآخرون الأمر؟" قرأت كلمات الله هذه: "خلال عمليّة تعلُّم الإنسان المعرفة يستخدم الشيطان أيّ أسلوبٍ، سواء كان شرح القصص أو مُجرّد تقديم قدرٍ ضئيل من المعرفة للبشر، أو السماح لهم بإشباع رغباتهم أو تحقيق طموحاتهم. ما هو الطريق الذي يريد الشيطان أن يقودك إليه؟ يعتقد الناس أنه لا خطأ في تعلُّم المعرفة، وأن ذلك طبيعيّ تمامًا؛ أو لوصف الأمر بطريقة أكثر جاذبية، أن تُعزِّز المُثُل العُليا أو أن تكون لديك طموحاتٌ معناه أن يكون لديك دافع، ويجب أن يكون هذا هو الطريق الصحيح في الحياة. إذا كان بإمكان الناس تحقيق مُثُلهم الخاصّة أو النجاح في مهنةٍ في حياتهم، ألن يكون من الأروع العيش بهذه الطريقة؟ من خلال قيام المرء بتلك الأمور لا يُكرم أسلافه فحسب بل ربّما يترك أيضًا سمتَه المميزة في التاريخ، أليس هذا شيئًا جيّدًا؟ هذا شيءٌ جيّد في نظر الناس الدنيويّين، وبالنسبة لهم يجب أن يكون مناسبًا وإيجابيًّا. ومع ذلك، هل يأخذ الشيطان الناس بدوافعه الشرّيرة إلى هذا النوع من الطريق وهذا كل ما في الأمر؟ كلا بالتأكيد. في الواقع، بغض النظر عن مدى عظم تطلعات الإنسان، وبغضّ النظر عن مدى واقعيّة رغبات الإنسان أو مدى لياقتها، فإن كلّ ما يحاول الإنسان تحقيقه، كل ما يسعى إليه، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكلمتين. هاتان الكلمتان مُهمّتان للغاية بالنسبة لحياة كلّ إنسان على مدار حياته كلها، وهما شيئان يعتزم الشيطان غرسهما في الإنسان. ما هاتان الكلمتان؟ هما "الشهرة" و"الربح". يستخدم الشيطان طريقةً لطيفةً جدًّا، وهي طريقةٌ تتماشى إلى حد كبير مع مفاهيم الناس، وليست عدائية جدًا، لكي يجعل الناس يقبلون – دون وعي منهم – وسائله وقواعده للبقاء، ولكي يشكلوا أهداف الحياة واتجاهاتها، ولتصبح لديهم تطلعات في الحياة. مهما بدت أوصاف الناس لتطلعاتهم الحياتية منمقة، فهذه التطلعات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ"الشهرة" و"الربح". كل شيء يطارده أيّ شخصٍ عظيم أو مشهور في حياته – أو في الواقع أي شخص – يتعلَّق بكلمتين فقط: "الشهرة" و"الربح". يعتقد الناس أنه بمُجرَّد حصولهم على الشهرة والربح، يصبح لديهم رأس مال يمكنهم استخدامه للتمتع بالمكانة العالية والثروة الكبيرة والاستمتاع بالحياة. يعتقدون أنهم فور أن يحصلوا على الشهرة والربح، يكون لديهم رأس مال يمكنهم استخدامه لطلب اللذة والانخراط في المتعة الجسدية المفرطة. يسلِّم الناس عن طيب خاطرٍ، وإن كان دون درايةٍ، أجسادهم وقلوبهم، وحتى كلّ ما لديهم بما في ذلك آفاقهم وأقدارهم إلى الشيطان لتحقيق الشهرة والربح اللذين يرغبون فيهما. يفعلون هذا فعلًا دون تحفظ، ودون شكٍ للحظةٍ واحدة، ودون أن يعرفوا على الإطلاق أن يستعيدوا كلّ ما كان لديهم من قبل. هل يمكن للناس أن يحتفظوا بأي سيطرة على أنفسهم بعد أن سلَّموها إلى الشيطان وأصبحوا مخلصين له بهذه الطريقة؟ لا بالتأكيد. فالشيطان يتحكَّم بهم تمامًا وبمعنى الكلمة. كما أنهم قد غرقوا تمامًا وبمعنى الكلمة في مستنقعٍ، وهم عاجزون عن تحرير أنفسهم. بمُجرَّد أن يتورَّط شخصٌ ما في الشهرة والربح، فإنه لا يعود يبحث عمّا هو مُشرِقٌ أو ما هو عادل أو تلك الأشياء الجميلة والصالحة. يعود السبب في هذا إلى أن إغراء الشهرة والربح للناس هائلٌ للغاية؛ هذه أشياء يمكن للناس السعي إليها لا نهاية طيلة حياتهم وحتَّى إلى الأبد. أليس هذا هو الوضع الفعلي؟" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. "يستخدم الشيطان الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. من كلام الله، فهمت أن الشيطان يُفسِد الناس من خلال الشهرة والربح، ويقودهم إلى السعي وراء هذه الأشياء فقط، وإلى الاعتقاد بأنهم ما داموا يمتلكون الشهرة والربح، فإنهم يملكون كل شيء وستكون حياتهم سعيدة. لقد كنت أحمل وجهة النظر هذه، وأعيش بموجب قوانين الشيطان للنجاة مثل: "المعرفة قوة يمكنها تغيير مصيرك"، و"بإمكان الإنسان أن يبني موطنه الجميل بيديه"، و"المساعي الأخرى ضئيلة، والسجلات تفوقها جميعًا". في طفولتي، كانت أسرتي فقيرة وكان الناس ينظرون إلينا بازدراء. وعندما رأيت ابنة عمي الكبرى تقود سيارة عائدة من المدينة، وأن كل من في القرية ينظر إليها بإعجاب، شعرت بغيرة شديدة. قلت لنفسي إنه يجب عليّ في المستقبل أن أعيش حياة مثلها وأنال إعجاب الناس. ومن أجل السعي وراء الشهرة والربح، كرست كل وقتي للدراسة، حتى إنني ضحيت بالراحة، ما أدى في النهاية إلى إصابتي بأرق شديد. كنت أبقى مستيقظة ليلة بعد ليلة ولم يمكنني النوم إلا بالحبوب المنومة. كل يوم، لم أكن أبقى على قيد الحياة إلا بشق الأنفس، وأشعر بأن الحياة أسوأ من الموت. ومع ذلك، في النهاية، لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة أو تحقيق الحياة التي أردتها. ورغم ذلك، لم أفق إلى الواقع، ومن أجل تحقيق الشهرة والربح، أسقطتُ تطلعاتي التي لم تتحقق على طفلي. كان من الطبيعي جدًا أن يرغب طفلي في اللعب قليلًا عندما كان صغيرًا، ولكن من أجل تحقيق رغباتي الخاصة، سيطرت على حياته، وجعلته لا يفعل شيئًا سوى الدراسة كل يوم، وكنت إما أضربه أو أوبخه عندما لا يدرس جيدًا. أصبح طفلي الذي كان مفعمًا بالحيوية والمرح، مكتئبًا طوال الوقت، وفقد بهجة الطفولة، وأصيب بانحناء شديد في الظهر وتساقط شديد للشعر في سن مبكرة. وبسبب سيطرتي، أصبح ابني بعيدًا عني. عندما لم يتمكن ابني من الحصول على شهادة جامعية ولم أحقق أهدافي في الحصول على الشهرة والربح، شعرت وكأن عالمي قد انهار. لم أعد أرغب في رؤية أي شخص، وشعرت بالخزي الشديد لدرجة أنني كنت مطأطأة الرأس، وكنت أتذمر من ابني، منتقدةً إياه لأنه خيّب توقعاتي. عشت في عذاب شديد. كانت هذه هي الثمار المُرَّة التي جلبها لي سعيي وراء الشهرة والربح. تذكرت فتى من قرية أختي، كانت عائلته فقيرة جدًا أيضًا. من أجل تغيير قدره من خلال المعرفة، أعاد دراسته لعدة سنوات، لكنه فشل في الالتحاق بالجامعة. في النهاية، أصيب بالاكتئاب. هذه هي نتيجة استخدام الشيطان للشهرة والربح لإفساد الناس. تأملت في كيف أنني عشت حياتي وفقًا لفلسفة الشيطان، مُعتبرةً أنَّ الشهرة والربح هما الأهداف التي ينبغي أن أسعى إليها في الحياة. ومن خلال بذل نفسي بشكل مستميت من أجل هذه الأهداف، انتهى بي الأمر إلى إلحاق الضرر بطفلي وبنفسي. لم أعد أرغب في المعاناة من أذى الشيطان وكنت على استعداد للخضوع لسيادة الله وترتيباته.

بعد ذلك، قرأت كلمات الله هذه: "بادئ ذي بدء، هل هذه المتطلبات التي تكون لدى الوالدين بخصوص أبنائهم والنُهُج التي يتخذونها معهم صحيحة أم خاطئة؟ (إنها خاطئة). إذًا، في نهاية المطاف، ما المصدر الرئيس لهذه النُهُج التي يستخدمها الآباء والأمهات مع أبنائهم؟ ألا يتمثل في توقعات الآباء والأمهات من أبنائهم؟ (بلى). يتصور الآباء والأمهات في وعيهم الذاتي مختلف الأمور الخاصة بمستقبل أبنائهم ويخططون لها ويحددونها، ونتيجة لذلك ينتجون هذه التوقعات. وبتحريض من هذه التوقعات، يطالب الآباء والأمهات أبناءهم بدراسة مهارات مختلفة، فيطالبونهم بأن يدرسوا المسرح والرقص أو الفنون وما إلى ذلك. يطالبون بأن يصبح أبناؤهم من الموهوبين، وأن يكونوا بعد ذلك رؤساء وليسوا مرؤوسين، كما يطالبون بأن يصبح أبناؤهم مسؤولين رفيعي المستوى لا جنود مشاة؛ وهم يطالبون بأن يصبح أبناؤهم مديرين ورؤساء مجلس إدارة ومديرين تنفيذيين، وأن تكون الشركة التي يعملون بها من بين أفضل 500 شركة عالمية، وهكذا. هذه كلها أفكار غير موضوعية لدى الآباء والأمهات. الآن هل لدى الأبناء أي مفهوم عن محتوى توقعات والديهم قبل بلوغهم سن الرشد؟ (كلا). ليس لديهم أي مفهوم عن هذه الأشياء على الإطلاق، فهم لا يفهمونها. ماذا يفهم الأطفال الصغار؟ إنهم لا يفهمون سوى الذهاب إلى المدرسة لتعلم القراءة، والاستذكار بجد، وأن يكونوا أطفالاً صالحين وحسني السلوك. هذا في حد ذاته جيد جدًا. الذهاب إلى المدرسة لحضور الفصول الدراسية وفقًا للجداول الزمنية المقررة لهم، والعودة إلى المنزل للانتهاء من واجباتهم المدرسية – هذه هي الأشياء التي يفهمها الأطفال، أما الباقي فهو مجرد لعب وطعام وخيالات وأحلام وما إلى ذلك. قبل أن يبلغ الأطفال سن الرشد، لا يكون لديهم أي مفهوم على الإطلاق عن الأشياء المجهولة في مسارات حياتهم، وهم أيضًا لا يتصورون أي شيء عنها. تأتي كل الأشياء المتَصوَّرة أو المحدَّدَة عن الوقت الذي يلي بلوغ هؤلاء الأطفال سن الرشد، من آبائهم. لذلك، فإنَّ التوقعات الخاطئة التي يتوقعها الآباء لأبنائهم لا علاقة لها بهؤلاء الأبناء. لا يحتاج الأبناء سوى إلى تمييز جوهر توقعات والديهم. علام تستند توقعات الوالدين هذه؟ من أين تأتي هذه التوقعات؟ إنها تأتي من المجتمع والعالم. الهدف من كل هذه التوقعات الأبوية هو تمكين الأبناء من التكيف مع هذا العالم والمجتمع، وتجنب استبعاد العالم أو المجتمع لهم، وترسيخ أنفسهم في المجتمع، والحصول على وظيفة آمنة وأسرة مستقرة ومستقبل مستقر، لذلك فإن الآباء لديهم مختلف التوقعات غير الموضوعية لأبنائهم. على سبيل المثال، موضة العصر الآن أن تعمل كمهندس كمبيوتر. يقول البعض: "سيصبح ولدي مهندس كمبيوتر في المستقبل. يمكنه أن يكسب الكثير من المال في هذا المجال، ويحمل جهاز كمبيوتر طوال اليوم، ويقوم بهندسة الكمبيوتر. سيبديني هذا بمظهر جيد أيضًا!" في هذه الظروف، حيث لا يملك الأطفال أي مفهوم عن أي شيء على الإطلاق، فإنَّ آباءهم وأمهاتهم يحددون لهم مستقبلهم. أليس هذا خطأً؟ (إنه كذلك). إن آباءهم يعلقون الآمال على أبنائهم بالكامل على أساس نظرة الكبار للأشياء، وكذلك آراء الكبار ووجهات نظرهم وتفضيلاتهم فيما يخص أمور العالم. أليس هذا غير موضوعي؟ (بلى). إذا أردت صياغة الأمر بشكل لطيف، يمكنك القول إنه غير موضوعي، لكن ما هو في الحقيقة؟ ما التفسير الآخر لعدم الموضوعية هذا؟ أليست هذه أنانية؟ أليس هذا إكراه؟ (إنه كذلك). أنت تحب هذه الوظيفة أو تلك، ومهنة كذا وكذا، وأنت تستمتع بأن تكون ذا مكانة مرموقة، أو تعيش حياة براقة، أو أن تكون مسؤولًا، أو أن تكون ثريًا في المجتمع، فتجعل أولادك يفعلون هذه الأشياء أيضًا، وأن يكونوا من هذا النوع من الأشخاص أيضًا، ويسلكون هذا النوع من الطرق؛ لكن هل سيستمتعون بالعيش في تلك البيئة والانخراط في ذلك العمل في المستقبل؟ هل هم مناسبون له؟ ما أقدارهم؟ ما ترتيبات الله وأحكامه بشأنهم؟ هل تعرف هذه الأمور؟ يقول البعض: "أنا لا أهتم بتلك الأشياء، المهم هو الأشياء التي أحبها أنا بصفتي والده. سأعلق الآمال عليه بناءً على تفضيلاتي الخاصة". أليس ذلك أنانيًا للغاية؟ (إنه كذلك). إنه أمر أناني للغاية! بعبارة لطيفة، إنه أمر غير موضوعي بالمرة، إنه اتخاذ جميع القرارات من جانبهم، لكن ما هو في الواقع؟ إنه أمر أناني للغاية! هؤلاء الآباء والأمهات لا يضعون في اعتبارهم مستوى قدرات أبنائهم أو مواهبهم، ولا يهتمون بالترتيبات التي وضعها الله لقدر كل شخص وحياته. إنهم لا يأخذون هذه الأمور بعين الاعتبار، بل يفرضون تفضيلاتهم ومقاصدهم وخططهم على أبنائهم من خلال التمني" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (18)]. بعد قراءة كلام الله، أدركت أنني، في حين لم يكن لدى ابني وعيٌ بأي شيء، كنت أفرض عليه بأنانية مطالب متنوعة لتحقيق أهدافي الخاصة. لقد علّقت عليه آمالًا كبيرة، آملةً أن يرسخ نفسه في المجتمع، ويحصل على وظيفة مستقرة في المستقبل، وألا يقصيه هذا المجتمع، وهو ما كان من شأنه أن يحقق رغباتي الخاصة أيضًا. كنت أريد الالتحاق بالجامعة والحصول على وظيفة جيدة بعد التخرج لأكسب تقدير الناس، ولكن بما أن رغباتي الخاصة لم تتحقق، حاولت أن أجعل ابني يحققها نيابةً عني. عندما كان ابني يختار تخصصه الجامعي، لم أسأله عن رأيه. بدلًا من ذلك، وبناءً على فكرتي، اخترت له تخصصًا يؤدي إلى دخل أكبر بعد التخرج. لكنني لم أتوقع أن يتطلب هذا التخصص على الأقل المستوى الرابع في اللغة الإنجليزية. كانت مهارات ابني اللغوية ضعيفة، ورسب باستمرار في امتحان اللغة الإنجليزية للمستوى الرابع، وفي النهاية فشل في الحصول على شهادته. ولأن ابني لم يرقَ إلى مستوى توقعاتي، كنت أتذمر بشأنه وأنتقده، ما سبب له ألمًا كبيرًا. لم أفكر أبدًا فيما إذا كانت مطالبي قابلة للتحقيق بالنسبة إليه، أو ما إذا كان يستطيع تحملها، أو فيما يحبه بالفعل أو يبرع فيه. دائمًا ما كنت أفرض عليه تفضيلاتي وخططي ورغباتي، مدفوعة بالتمني. كل ما فعلته بدا وكأنه لمصلحته، حتى يتمكن من الحصول على وظيفة جيدة ويرسخ نفسه في المجتمع بعد التخرج، لكن جوهر هذا أنه كان لإرضاء طموحي ورغبتي في نيل تقدير الآخرين. من الجلي أنني كنت أنانية للغاية!

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله ووجدت طريقًا للممارسة. يقول الله القدير: "من خلال تشريح جوهر توقعات الآباء لأبنائهم، يمكننا أن نرى أن هذه التوقعات أنانية، وأنها تتعارض مع الإنسانية، وعلاوةً على ذلك لا علاقة لها بمسؤوليات الآباء. عندما يفرض الآباء توقعات ومتطلبات مختلفة على أبنائهم، فإنهم لا يقومون بمسؤولياتهم. فما هي "مسؤولياتهم"؟ إن المسؤوليات الأساسية للغاية التي يجب على الوالدين الوفاء بها هي تعليم أبنائهم الكلام، وإرشادهم إلى أن يكونوا طيبين وألا يكونوا أشخاصًا سيئين، وتوجيههم في اتجاه إيجابي. هذه هي مسؤولياتهم الأساسية. إضافةً إلى ذلك، يجب عليهم أن يساعدوا أولادهم في دراسة ما يناسبهم من أنواع المعرفة والمواهب وما إلى ذلك حسب أعمارهم ومقدار ما يستطيعون تحمله ومستوى قدراتهم واهتماماتهم. سيساعد الآباء والأمهات الأفضل قليلًا أبناءهم على فهم أن الناس خليقة الله وأن الله موجود في هذا الكون، فيقودون أولادهم للصلاة وقراءة كلام الله، ويقصون عليهم بعض القصص من الكتاب المقدس، ويأملون أن يتبعوا الله ويقوموا بواجب الكائن المخلوق بعد أن يكبروا بدلاً من ملاحقة الاتجاهات الدنيوية، والوقوع في شراك مختلف العلاقات الشخصية المعقدة، وأن تدمرهم مختلف اتجاهات هذا العالم والمجتمع. لا علاقة للمسؤوليات التي يجب على الوالدين الوفاء بها بتوقعاتهم، فالمسؤوليات التي يجب أن يفوا بها في دورهم بوصفهم آباءً وأمهات هي أن يقدموا لأبنائهم التوجيه الإيجابي والمساعدة المناسبة قبل بلوغهم سن الرشد، وكذلك أن يعتنوا بهم على الفور في حياتهم الجسدية فيما يتعلق بالطعام والملبس والمسكن، أو في الأوقات التي يمرضون فيها. إذا مرض أبناؤهم، فيجب على الآباء والأمهات أن يعالجوا أي مرض يلزم علاجه، ولا ينبغي أن يهملوا أبناءهم أو يقولوا لهم: "استمر في الذهاب إلى المدرسة، واصل الدراسة؛ لا يمكنك أن تتخلف في دراستك. إذا تخلفت كثيرًا، فلن تتمكن من تعويض ما فاتك". عندما يحتاج الأبناء إلى الراحة، يجب على الآباء والأمهات أن يسمحوا لهم بالراحة؛ وعندما يمرض الأبناء، يجب على الآباء والأمهات مساعدتهم على التعافي. هذه هي مسؤوليات الوالدين. فمن ناحية، يجب عليهم الاهتمام بالصحة البدنية لأبنائهم؛ ومن ناحية أخرى، يجب عليهم مساعدة أبنائهم وتثقيفهم ومعاونتهم فيما يتعلق بصحتهم النفسية. هذه هي المسؤوليات التي يجب على الوالدين الوفاء بها، بدلاً من فرض أي توقعات أو متطلبات غير واقعية على أبنائهم. يجب على الوالدين الوفاء بمسؤولياتهم فيما يتعلق باحتياجات أبنائهم النفسية والأشياء التي يحتاج إليها أبناؤهم في حياتهم الجسدية. يجب على الوالدين ألا يتركوا أبناءهم يتجمدون من البرد في الشتاء، بل يجب أن يعلموهم بعض المعارف العامة في الحياة، مثل ما هي الظروف التي قد يصابون فيها بنزلة برد، وأن عليهم تناول الأطعمة الدافئة، وأن معدتهم ستؤلمهم إذا تناولوا الأطعمة الباردة، وأنه لا ينبغي أن يعرِّضوا أنفسهم للرياح بشكل عرضي أو يخلعوا ملابسهم في الأماكن التي بها تيار هواء عندما يكون الطقس باردًا، مما يساعدهم على تعلم العناية بصحتهم. إضافةً إلى ذلك، عندما تنشأ في عقول أطفالهم الصغار بعض الأفكار الطفولية غير الناضجة حول مستقبلهم، أو بعض الأفكار المتطرفة، يجب على الآباء والأمهات أن يسارعوا بتزويدهم بالتوجيه الصحيح حالما يكتشفون ذلك؛ وبدلاً من قمعهم بالقوة، يجب عليهم أن يجعلوا أبناءهم يعبِّرون عن أفكارهم وينفِّسون عنها، حتى يمكن علاج المشكلة فعلاً. هذا هو الوفاء بمسؤولياتهم. إنَّ وفاء الوالدين بمسؤولياتهم يعني من جهة رعاية الأبناء، ومن جهة أخرى تقديم المشورة للأبناء وتقويمهم وتقديم الإرشاد لهم بخصوص الأفكار والآراء الصحيحة. إن المسؤوليات التي يجب على الوالدين الوفاء بها لا علاقة لها في الواقع بتوقعاتهم من أبنائهم" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (18)]. بعد قراءة كلام الله، تعلمت كيف ينبغي أن نعامل أبنائنا. بصفتنا والدين، لا ينبغي لنا أن نفرض توقعاتنا ومطالبنا الخاصة على أطفالنا. مسؤولية الوالدين هي تقديم التوجيه والمساعدة الإيجابية بناءً على مستوى قدرات أطفالهم واحتياجاتهم والأوضاع الفعلية في كل مرحلة عمرية. عندما يكون الأطفال صغارًا، نحتاج إلى تعليمهم كيفية التحدث والعناية بصحتهم جيدًا. وعندما يكبرون، ينبغي أن نوجههم لعدم الانخراط في سلوك سيئ، وعدم اتباع اتجاهات العالم الشريرة، وعدم تبني أفكار متطرفة. ينبغي أن نقدم لهم المشورة الصحيحة لينشأوا بسعادة. ينبغي أن نجعلهم يفهمون خلق الله وسيادته، ونرشدهم إلى الصلاة إلى الله والاتكال عليه عند حدوث الأمور، ونقودهم إلى قراءة كلام الله. بعد فهم هذه الأمور، لم أعد أنتقد ابني أو أتذمر بشأنه، وصار هو راغبًا في أن يتحدث معي من قلبه. على الرغم من أنه لا يعيش في ثراء في الوقت الحالي، فإن وجهه تعلوه ابتسامة لم تكن عليه من قبل. وأنا أيضًا أشعر بالتحرر في قلبي بالممارسة وفقًا لكلام الله. هذا النوع من السعادة لا يمكن شراؤه بالمال.

السابق: 7. هل يصح الحكم على الأمور من منظور الحظ؟

التالي: 10. أُستبعد تحفظي وسوء فهمي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

36. عودة الابن الضال

بقلم روث – الولايات المتحدة الأمريكيةوُلدت في بلدة صغيرة في جنوب الصين، لعائلة من المؤمنين يعود تاريخها إلى جيل جدة أبي. كانت قصص الكتاب...

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب