65. شيء من معرفة الأنانية والخسة

في عام 2020، كنتُ أتعاون مع الأختين لي نا ويانغ يانغ في القيام بواجبات نصية. بعد فترة، اختِرتُ قائدةً للفريق. قلت في نفسي: "لقد كنت أقوم بالعمل النصي لفترة طويلة، والآن أنا قائدة الفريق، لذا يجب أن أتعاون معهنَّ حتى نتمكن من إتقان أداء واجباتنا". لأنهن كنَّ صغيرات في السن، لذا كثيرًا ما كنتُ أكثر تسامحًا معهنَّ في الحياة اليومية، وعندما كنت أراهنَّ يواجهنَ مشكلات في العمل أو أن بعض المبادئ غير واضحة لهنَّ، كنتُ أطلب الحق معهنَّ لحل هذه الأمور. قالت كلٌّ من لي نا ويانغ يانغ إنه من السهل التعامل معي، وأنني صبورة ومسؤولة في واجبي. شعرت أنا أيضًا أنني قادرة على مراعاة العمل الإجمالي، وأنني أتحلى بالصبر والمحبة، وأنني أتمتع بإنسانية جيدة. في ذلك الوقت، كان الجميع إيجابيين للغاية في واجباتهم، وأثمر العمل بعض النتائج. وأيضًا أثنت عليَّ المشرفة، فشعرت بالسرور، وفكرت أنه يجب أن أبلي بلاءً أفضل في المستقبل.

لاحقًا، وبسبب زيادة عبء العمل وتراكم العظات، رتّبت المشرفة أن تتعاون معنا الأخت وانغ نان في واجباتنا. لاحظت أن وانغ نان كانت سريعة جدًا في كلٍّ من فرز العظات وكتابتها، وأن تقدمي كان أبطأ من تقدمها. قلت في نفسي: "إذا رأت المشرفة أن تقدم فرز العظات قد تسارع بوضوح مع وصول وانغ نان، فهل ستظن أن قدراتي على العمل ضعيفة، وأنني لست بكفاءة وانغ نان، أو أنني لا أقوم بعمل فعلي، وأن هذا هو سبب تراكم العظات؟ لا يمكن أن يستمر هذا الوضع، يجب أن أُسرع في فرز العظات وألا أتخلف عن وانغ نان". في ذلك الوقت، واجهت يانغ يانغ بعض المشكلات في أثناء فرز العظات، وكنت أعلم أنه ينبغي أن أعقد شركة وأساعدها، لكنني فكرت: "إن حل مشكلات يانغ يانغ يتطلب مساعدتها في تحليل العظات والعثور على المبادئ ذات الصلة، وهذا سيبطئ تقدمي في فرز العظات. وحينها ستقول المشرفة إنني لم أُبلِ بلاءً حسنًا مثل الأخت الجديدة رغم قيامي بواجبي لفترة طويلة. لا، لن أهتم بأمرها الآن". لذا لم أستفسر عن صعوبات يانغ يانغ. بعد بضعة أيام، لاحظت أن تقدم يانغ يانغ في فرز العظات كان بطيئًا، ورغم أنني أردت أن أعقد شركة وأساعدها، فإنني عندما فكرت في الوقت والطاقة اللذين سيتطلبهما ذلك، التزمت الصمت. ذات يوم، قالت المشرفة إنه ينبغي ليانغ يانغ أن تسلِّم بعض العمل إلى لي نا، ورأيت أن يانغ يانغ لم تشرح الأمور بوضوح، فأردت مناقشة التفاصيل معهن. لكنني فكرت أن ذلك سيؤخر مراجعتي للعظات، وبما أن المشرفة لم تكلفني بهذه المهمة على وجه التحديد، فالأفضل ألا أسأل عن الأمر وأن أركز على عملي فحسب. لاحقًا، نظرًا لأن عمل يانغ يانغ ولي نا لم يكن يحقق نتائج جيدة، اقترحتا أن نعقد شركة حول الحلول معًا، لكنني لم أرغب في المشاركة لأنني شعرت أن ذلك سيسبب تأخيرًا، لذا شاركت ببعض الأفكار باقتضاب، ثم عدت بسرعة إلى التركيز على عملي.

لاحقًا، جاءت المشرفة لتتفقد العمل، فرأت أن لي نا ويانغ يانغ تواجهان صعوبات وأن نتائج واجباتهما قد تدهورت. وعندما علمت المشرفة أنني لم أكن أرشد عمل الأخوات أو أتابعه، هذبتني قائلة: "أنتِ لا تقومين إلا بالعمل الذي أنتِ مسؤولة عنه، ولا تهتمين على الإطلاق بتقدم عمل الأخوات اللاتي تتعاونين معهن. أنتِ لا تتمين مسؤولياتك في قيادة الفريق على الإطلاق!" كان من الصعب عليَّ أن أقبل هذا التهذيب المفاجئ، وفكرت: "لا يمكن إلقاء كل اللوم عليَّ في عدم تحقيق واجباتهما لنتائج، فقد قسّمنا العمل!" شعرت ببعض الظلم. قرأت لي المشرفة فقرة من كلمات الله، وحينها بدأت أدرك مشكلاتي. يقول الله: "يفتقر أضداد المسيح إلى الضمير والعقل والإنسانية. لا يقتصر الأمر على أنهم يفتقرون إلى المبالاة بالخزي، بل لديهم أيضًا علامة مميزة أخرى: فهم أنانيون وخسيسون بصفة استثنائية. ليس من الصعب فهم المعنى الحرفي "لأنانيتهم وخساستهم": إنهم لا يرون إلا مصالحهم الخاصة. وأي شيء يتعلق بمصالحهم الخاصة يحظى بانتباههم التام، ويكابدون من أجله، ويدفعون الثمن، وينغمسون فيه، ويكرسون أنفسهم له. وأي شيء لا يتعلق بمصالحهم الخاصة يغضون الطرف عنه ولا ينتبهون له. يمكن للآخرين أن يفعلوا ما يشاؤون – أضداد المسيح لا يهتمون بما إذا كان أي شخص يسبب التعطيل أو الاضطراب، ويعتبرون أن الأمر لا يعنيهم. وللتعبير عن هذا بلباقة، فإنهم يهتمون بشؤونهم الخاصة. ولكن الأدق هو أن نقول إن مثل هذا الشخص خسيس ودنيء وقذر؛ ونحن نوصِّفه على أنه "أناني وخسيس". كيف تتجلّى أنانية أضداد المسيح وخستهم؟ فهم يبذلون الجهود لفعل أي شيء ضروري أو قوله، ويتحملون عن طيب خاطر أي معاناة، في أي شيء يعود بالنفع على مكانتهم أو سمعتهم. أما حيث يتعلق الأمر بعمل رتّبه بيت الله، أو بعمل يعود بالفائدة على نمو الحياة لشعب الله المختار، فإنهم يتجاهلونه تمامًا. وحتى عندما يقوم الأشرار بالتعطيل والإرباك وارتكاب جميع ضروب الشر، ويؤثّرون بشكل خطير في عمل الكنيسة، فإنهم يظلون منعدمي الحس والمبالاة؛ كما لو أن هذا ليس من شأنهم. وإذا ما اكتشف أحدٌ الأعمال الشريرة لشخص شرير وأبلغ عنها، فإنهم يقولون إنهم لم يَروا شيئًا ويتظاهرون بالجهل. لكن إذا أبلغ أحد عنهم وكشف أنهم لا يقومون بعمل حقيقي ويسعون فقط إلى الشهرة، والرِبح، والمكانة، فإنهم يستشيطون غضبًا. تُعقد الاجتماعات على عجل لمناقشة كيفية الرد، وتُجرى تحقيقات لمعرفة من تصرف من خلف ظهرهم، ومن كان رأس العصبة، ومن كان متورطًا. لن يأكلوا أو يناموا حتى يصلوا إلى حقيقة الأمر وينهوه تمامًا – بل لن يشعروا بالسعادة إلا بعد أن ينالوا من كل مَن شارك في الإبلاغ عنهم. هذا مظهر الأنانية والخسة، أليس كذلك؟ هل بذلك يقومون بعمل الكنيسة؟ إنهم يتصرفون من أجل سلطتهم ومكانتهم؛ هذا هو الأمر بكل بساطة. هم منخرطون في مشروعهم الخاص. بغض النظر عن العمل الذي يتولونه، فإن أضداد المسيح لا يبالون أبدًا بمصالح بيت الله، بل لا يأخذون في الاعتبار سوى ما إذا كانت مصالحهم ستتأثر، ولا يفكرون إلا بالقدر اليسير من العمل الذي أمامهم ويعود بالفائدة عليهم. وليس عمل الكنيسة الأساسي في نظرهم سوى ما يفعلونه في أوقات فراغهم؛ فهم لا يأخذونه على محمل الجد مطلقًا. إنهم لا يتحركون إلا إذا هُمِزوا من أجل العمل، ولا يفعلون إلَّا ما يروق لهم، ولا يقومون إلا بالعمل الذي هو من أجل الحفاظ على مكانتهم وسلطتهم، كما لا يرون أهمية لأي عمل يرتبه بيت الله، ولا لعمل نشر الإنجيل، ولا لدخول الحياة لشعب الله المختار. ومهما تكن المصاعب التي يعانيها الأشخاص الآخرون في عملهم، والقضايا التي حددوها وأبلغوا عنها إليهم، ومهما يكن كلامهم مخلصًا، فإن أضداد المسيح لا يلقون بالًا، ولا ينخرطون، كما لو أن هذا لا يعنيهم. مهما يكن كِبَر المشكلات التي تظهر في عمل الكنيسة، فإنهم لا يبالون مطلقًا. وحتى عندما توجد مشكلة أمام أعينهم مباشرةً، فإنهم لا يتعاملون معها إلا بلا مبالاة. وهم لا يؤدون على مضض إلا قدرًا ضئيلًا من العمل الحقيقي، ولا يقدمون للأعلى شيئًا يراه إلا بعد أن يهذبهم الأعلى بصورة مباشرة ويأمرهم بحل مشكلة ما، ولا يلبثون بعد ذلك أن يستمروا في الاعتناء بشؤونهم الخاصة. عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة وبالأمور المهمة في السياق الأوسع نطاقًا، فإنهم لا يهتمون بهذه الأشياء إطلاقًا ويُغفِلونها. بل إنهم يتجاهلون المشكلات التي يكتشفونها، ويعطون إجابات سطحية، أو يراوغون عندما يُسأَلون عن المشكلات، ولا يتعاملون معها إلا بتقاعس شديد. هذا دليل على الأنانية والخسة، أليس كذلك؟ فوق ذلك، مهما يكن الواجب الذي يقوم به أضداد المسيح، فكل ما يفكرون فيه هو ما إذا كان سيتيح لهم بأن يخطوا إلى دائرة الضوء. فما دام سيحسن سمعتهم، فإنهم يعصرون أذهانهم ليتوصلوا إلى سبيل يتعلمون من خلاله كيف يؤدون الواجب وينجزونه. كل ما يهمهم هو ما إذا كان ذلك سيجعلهم مميزين. أيًّا كان ما يفعلونه أو يفكرون به، لا يعنيهم سوى شهرتهم وربحهم ومكانتهم؛ ومهما يكن الواجب الذي يقومون به فهم لا يتنافسون إلا على أساس من أعلى ومن أدنى، ومن يربح ومن يخسر، ومن يتمتع بصيت أكبر. إنهم لا يبالون إلا بعدد الأشخاص الذين يعبدونهم ويتطلعون إليهم بالتقدير، وبعدد من يطيعونهم، وبعدد أتباعهم. إنهم لا يَعقدون شركة حول الحق أو يحلون مشكلات حقيقية، ولا يأخذون في اعتبارهم مطلقًا كيف يفعلون الأمور حسب المبدأ عند القيام بواجبهم، ولا يتأملون في ما إذا كانوا مخلصين، أو تمموا مسؤولياتهم، أو ما إذا كانت هناك انحرافات في عملهم أو هفوات، أو في ما إن كانت توجد أي مشكلات، فضلًا عن أنهم لا يبالون بما يطلبه الله، ولا بمقاصد الله. ولا يلقون أدنى بال لهذه الأشياء جميعًا، بل يُطرِقون برؤوسهم فحسب ويفعلون أشياء من أجل الشهرة والربح والمكانة، وإرضاءً لطموحاتهم ورغباتهم. هذا هو تجلي الأنانية والخسة، أليس كذلك؟" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الرابع: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الأول)]. عندما سمعت كلمات "أناني" و"خسيس" و"دنيء"، شعرت وكأن قلبي قد طُعن، وحينها فقط أدركت أن سلوكي كان تمامًا مثل سلوك ضد المسيح. إن أضداد المسيح مستعدون لبذل جهد كبير، والمعاناة، ودفع ثمن من أجل الأمور المتعلقة بسمعتهم ومكانتهم، لكن عندما يتعلق الأمر بأمور لا صلة لها بمصالحهم، حتى لو أضرت بعمل الكنيسة، فإنهم يتجاهلونها ويغضون الطرف عنها. إنهم أنانيون خسيسون حقًا. تذكرت أنني في البداية، كنت قادرة على التعاون بانسجام مع لي نا ويانغ يانغ، وكلما واجهتا مشكلات أو صعوبات، كنت أبذل قصارى جهدي للمساعدة على حلها. لكن عندما أحضرت المشرفة وانغ نان، أصابني الخوف من أنني إذا تخلفت عن وانغ نان، ستقول المشرفة إنني لست بنفس كفاءتها أو أنني لا أقوم بعمل فعلي. لذلك، توقفت عن الاهتمام بأخواتي الشريكات. وعندما رأيت يانغ يانغ تواجه صعوبات في العمل، لم أرغب في أن أتعب نفسي بمساعدتها، ظنًا مني أن ذلك سيضيع وقتي، وركزت فقط على عملي الخاص. طلبت المشرفة من يانغ يانغ أن تسلِّم بعض العمل إلى لي نا، ورغم أنني رأيت أنهما لم يحسنا التواصل وعلمت أن ذلك سيؤخر العمل، فقد خشيت أن عقد شركة معهما حول تفاصيل ذلك سيضيع وقتي، فاخترت أن أغض الطرف ولا أتدخل. حتى أنني وجدت أعذارًا لحماية مصالحي الشخصية، ظانة أنه بما أن المشرفة لم تكلفني بذلك، فليست مسؤوليتي. لاحقًا، أصبح عمل لي نا غير فعال، وكانت تعيش في صعوبة، لكنني تعمدت تجنب عقد شركة معها ومساعدتها. ولأنني كنت أنانية جدًا، لم أساعد أخواتي الشريكات ولم أُراعِ العمل الإجمالي، مما تسبب في تأخير التقدم. ورغم أنني كنت أبدو وكأنني أبذل وقتًا وطاقة في العمل، ففي الواقع، كان كل ما أفعله هو لمنع الإضرار بكبريائي ومكانتي. بصفتي قائدة للفريق، كان يجب أن أشرف على تقدم عمل كل عضوة في الفريق وأتابعه، وإذا واجهت أي واحدة منهن صعوبات أو مشكلات في واجباتها، كان يجب أن أثير الأمر على الفور وأبحث عن حلول معهن بناءً على مبادئ الحق. لكن بدلًا من ذلك، لم أهتم إلا بعملي الخاص وكنت قلقة فقط بشأن ما إذا كانت سمعتي ومكانتي ستتضرران. لم أُراعِ العمل الإجمالي على الإطلاق، وفشلت في إتمام مسؤوليات قائدة الفريق. رأيت أنني كنت خسيسة ودنيئة حقًا، وأنني كنت أُظهر شخصية ضد المسيح نفسها! بعد إدراكي لهذا، شعرت أن تهذيب المشرفة لي كان صحيحًا، وأنه ليس لدي أي أساس للشعور بالظلم، وهكذا بدأت أفكر في كيفية تعويض الضرر الذي ألحقته بالعمل.

لاحقًا، قرأت فقرة أخرى من كلام الله: "يتفاخر بعض الناس دائمًا بأنهم يمتلكون طبيعة بشرية جيدة، وأنهم لا يغتابون الآخرين، ولا يُضرّون بمصالح أي شخص آخر، ويدّعون أنهم لم يطمعوا قطّ في ممتلكات الآخرين. عندما يكون هناك نزاع على المصالح، فإنهم حتى يفضّلون تكبُّد الخسارة على أن يستغلّوا الآخرين، فيظن الآخرون جميعًا أنهم أناسٌ صالحون. ومع ذلك، عندما يؤدون واجباتهم في بيت الله، فإنهم ماكرون ومراوغون، ودائمًا ما يخططون لأنفسهم، ولا يفكرون أبدًا في مصالح بيت الله، ولا يتعاملون أبدًا بجدية مع الأشياء التي يتعامل معها الله على أنها مُلحَّة، أو يفكرون كما يفكر الله، ولا يمكنهم أبدًا تنحية مصالحهم جانبًا لأداء واجباتهم. إنهم لا يتخلون عن مصالحهم الشخصية. حتى عندما يرون الأشرار يرتكبون الشر، فإنهم لا يفضحونهم. ليس لديهم أي مبادئ على الإطلاق. ما نوع هذه الطبيعة البشرية؛ فهي ليست طبيعة بشرية صالحة. لا تهتمّ لما يقوله مثل هؤلاء الناس. يجب أن ترى ما يحيون بحسبه وما يكشفونه وما هو سلوكهم عندما يؤدُّون واجباتهم، وما هي حالتهم الداخلية وما يحبّونه أيضًا. إن كانت محبتهم لشهرتهم وكسبهم تفوق إخلاصهم لله، أو إن كانت محبتهم لشهرتهم وكسبهم تفوق مصالح بيت الله، أو إن كانت محبتهم لشهرتهم وكسبهم تفوق الاعتبار الذي يُظهره لله، فهل يملك إذن أناس كهؤلاء إنسانية؟ ليس هؤلاء أناسًا يتمتّعون بإنسانية. يستطيع الآخرون والله أن يروا سلوكهم. من الصعب جدًا على مثل هؤلاء الناس أن يربحوا الحق" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يمكن للمرء نيل الحق بتسليم قلبه لله). بعد قراءة كلام الله، شعرت بخجل شديد. في الماضي، كنت أظن دائمًا أنني أتمتع بإنسانية جيدة لأنني كنت قادرة على العمل بانسجام مع إخوتي وأخواتي ومراعاة العمل الإجمالي، وكنت قادرة أيضًا على مساعدة إخوتي وأخواتي. لكن مع كشف الحقائق، أدركت أنني لا أتمتع بإنسانية جيدة. شعرت أن وصول وانغ نان هدد سمعتي ومكانتي، لذلك، حتى أمنع المشرفة من القول بأنني لست بكفاءة وانغ نان، ركزت كل انتباهي على إتقان القيام بعملي. عندما رأيت أن يانغ يانغ ولي نا تواجهان صعوبات في عملهما وتحتاجان إلى المساعدة، تجاهلتهما. ظننت أن مساعدتهما ستؤثر في تقدم عملي، لذا تجاهلتهما ببساطة، ونأيت بنفسي عن الأمر. ونتيجة لذلك، تكبد العمل خسائر. حينها فقط أدركت أن السبب في قدرتي على مساعدة أخواتي ومراعاة العمل الإجمالي في السابق هو أن سمعتي ومكانتي لم تكونا في المعادلة. لكن الآن بعد أن أصبح كبريائي ومكانتي في خطر، انكشف وجهي الحقيقي، ومن أجل حماية سمعتي ومكانتي، تجاهلت مصالح الكنيسة. فأي إنسانية جيدة تمتعت بها! إن الإنسان ذا الإنسانية الجيدة حقًا لديه وفاء في واجبه، وعندما تتعارض مصالح بيت الله مع المصالح الشخصية، فإنه يستطيع أن يراعي مقاصد الله ويضع مصالح بيت الله أولًا. أما أنا، فعندما رأيت عمل الكنيسة يتكبد خسائر، لم أكن على استعداد لتنحية مصالحي الشخصية لمساعدة أخواتي. فأي إنسانية جيدة تمتعت بها! بعد إدراكي لهذا، شعرت بذنب شديد وصليت إلى الله، "يا الله، أدرك أنني أنانية حقًا، وأنا مستعدة للتغير والتعاون بانسجام مع أخواتي. وبغض النظر عمن يواجه مشكلات في واجباته، فأنا مستعدة لطلب الحق معهن لحل المشكلات". ومنذ ذلك الحين، كنت أبادر بسؤال لي نا ويانغ يانغ عن المشكلات التي تواجهانها في عملهما، وإذا أثارتا أي مشكلات، كنا نعقد شركة ونبحث عن حلول معًا. بعد ذلك، ومهما كان العمل مزدحمًا، كنت أجد دائمًا وقتًا لمناقشة مشكلات العمل مع أخواتي، وكنا معًا نعقد شركة حول سبل حل هذه المشكلات. ورؤية العمل الإجمالي يتقدم تدريجيًا في اتجاه إيجابي، جعلتنا جميعًا نشعر بسعادة كبيرة.

بعد فترة، رتب القائد لي وللأخت يانغ جين أن نتعاون في واجبات نصية. كنا عادةً نناقش العمل معًا، لكن لاحقًا، وبسبب تغييرات في العمل، قسّمنا المسؤوليات. أحيانًا كانت يانغ جين بحاجة إلى التحقق من المواد مع الإخوة والأخوات. خلال هذا الوقت، كان القائد يرسل رسائل للاستفسار عن عملها، وكان الإخوة والأخوات يرسلون أيضًا رسائل لطرح أسئلة عليها. وكانت كل هذه الأمور تحتاج إلى ردود سريعة. في البداية، كنت قادرة على المساعدة في بعض هذه المهام، لكن بعد فترة، قلت في نفسي: "هذه مسؤولية يانغ جين. إذا واصلت مساعدتها، فسيضيع وقتي، وإذا لم يحقق العمل المسؤولة عنه نتائج جيدة مثل نتائج يانغ جين، فماذا سيظن القائد بي؟ بأي وجه سأقابله مرة أخرى؟" لكنني تذكرت بعد ذلك كيف ركزت فقط على عملي الخاص وتجاهلت عمل أخواتي، مما أضر بعمل الكنيسة، وعلمت أنه لا يمكنني فعل ذلك مرة أخرى هذه المرة. تذكرت فقرة من كلمات الله: "لا تفعل دائمًا أشياءَ من أجل نفسك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تفكِّر في المصالح البشرية ولا تفكِّر في كبريائك وسُمعتك ومكانتك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعلها أولويتك؛ ويجب أن تراعي مقاصد الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كانت هناك شوائب في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت متفانيًا، وتممتَ مسؤولياتك، وبذلتَ له أقصى ما لديك، وما إذا كنتَ تفكِّر بكل قلبك أم لا في واجبك وفي عمل الكنيسة. عليك أن تراعي هذه الأمور" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). أرشدتني كلمات الله إلى طريق للممارسة. سواء كان العمل الذي كانت يانغ جين مسؤولة عنه، أو العمل الذي كنت أنا مسؤولة عنه، فقد كان كله عمل الكنيسة، ولا ينبغي لي أن أستمر في مراعاة كبريائي ومكانتي. فإذا تأخر عمل يانغ جين، فإن مصالح الكنيسة ستتضرر. كان عليَّ حماية عمل الكنيسة الإجمالي. بعد ذلك، عندما كانت يانغ جين مشغولة جدًا، كنت أساعدها في بعض المهام، وفي الوقت نفسه، كنت أرتب المهام والعمل حسب الأكثر إلحاحًا. عندما مارست بهذه الطريقة، شعرت بالراحة.

في الماضي، كنت أظن دائمًا أنني أتمتع بإنسانية جيدة، وأنني أستطيع أن أعاني وأدفع ثمنًا في واجباتي، وأنني أستطيع أيضًا التعاون بانسجام مع إخوتي وأخواتي. لكن بعد أن مررت بكل هذا، رأيت أنني كنت أنانية حقًا، وأن كل معاناتي وتضحياتي كانت لحماية سمعتي ومكانتي. أشكر الله على دينونة كلماته وكشفها، مما مكنني من معرفة نفسي وإجراء بعض التغييرات.

السابق: 62. تنمية الآخرين كشفتني

التالي: 66. التحرر من عقدة الدونية

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

4. صحوةُ روح مخدوعة

بقلم يانتشي – البرازيلوُلِدتُ في مدينة صغيرة شمال الصين، وفي عام 2010، لحِقتُ بأقاربي إلى البرازيل. هنا في البرازيل، تعرَّفتُ على صديق...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

2. الطريق إلى التطهير

بقلم كريستوفر – الفلبيناسمي كريستوفر، وأنا قس بكنيسة منزلية في الفلبين. في عام 1987، تعمدت وتحوّلت نحو الرب يسوع ثم بنعمة الرب، في عام 1996...

40. العودة إلى البيت

بقلم مويي – كوريا الجنوبية" محبَّةُ الله تفيضُ، أعطاها مجّانًا للإنسانِ، وهيَ تُحيطُ بهُ. الإنسانُ بريءٌ طاهرٌ، غيرُ قلقٍ أنْ تُقيدَهُ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب