62. تنمية الآخرين كشفتني
أقوم بإنتاج الفيديوهات في الكنيسة. مع ازدياد عبء العمل، انضم بعض الإخوة والأخوات الجدد إلى فريقنا. طلب مني المشرف أن أنمّيهم في تعلُّم المهارات المتخصصة، وأن أنسق عملهم وأرتبه كما ينبغي. عندما رأيت هذا الترتيب، شعرت ببعض المقاومة، وفكرت: "إنَّ إنجاز مهامي الخاصة وحده يستغرق الكثير من الوقت والجهد، والآن عليَّ أن أنمّي الآخرين أيضًا؟ ألن يستغرق ذلك المزيد من الوقت والطاقة؟ إذا أخَّر هذا عملي الخاص ولم أتمكن من إكمال مهامي المجدوَلة، فماذا سيظن المشرف بي؟ هل سيقولون إنني أتهاون في واجباتي، وإن كفاءتي في العمل أسوأ من كفاءة الإخوة والأخوات الوافدين حديثًا؟ سيكون ذلك مهينًا للغاية! مع مرور الوقت، هل سيفكر المشرف في إعفائي بسبب النتائج السيئة المستمرة في عملي؟ لا يمكن للمشرف أن يرى حجم العمل الذي أقوم به وراء الكواليس. إن النتيجة المرئية لعملي هي عدد الفيديوهات التي يمكنني إنتاجها كل شهر، ولكن إذا قضيت الكثير من الوقت والطاقة في تنمية الآخرين على حساب إنتاج فيديوهاتي الخاصة، فلن يكون الأمر مجديًا". مهما فكرت في الأمر، ظللت أشعر بأنني سأكون في وضع غير مواتٍ. لكنني فكرت بعد ذلك في أنني أمارس هذا الواجب فترة أطول وأفهم مبادئ أكثر، وأنني إذا رفضت تحمل هذا العمل، فسأكون حقًا بلا ضمير. لذا، قبلته على مضض.
بعد ذلك، عندما كان الإخوة والأخوات يواجهون مشكلات في عملهم ويأتون إليّ لمناقشتها وإيجاد حلول لها، كنت أبذل قصارى جهدي لمساعدتهم. بعد فترة من الوقت، أُعيد تكليف إحدى الأخوات بواجب آخر. في مرحلة الفحص اللاحق، اكتُشفت بعض المشكلات في فيديو كانت قد أعدَّته، وكان عليَّ أن أساعد في معالجتها. في البداية، كنت قادرًا على التعامل مع الأمر كما ينبغي، ولكن نظرًا لأن الفيديو كانت به العديد من المشكلات، اضطررت إلى قضاء الكثير من الوقت في إصلاحها. لاحظت أنه خلال تلك الفترة، كان الإخوة والأخوات الآخرون قد انتهوا بالفعل من إنتاج عدة فيديوهات، بينما لم أكن قد أكملتُ واحدًا حتى. أثار هذا قلقي. فكرت: "هؤلاء الإخوة والأخوات قد بدأ تدريبهم منذ فترة قصيرة للغاية. لقد استغرقت تنميتهم بالفعل الكثير من وقتي. والآن عليَّ أن أتعامل مع مشكلات شخص آخر قد تُركت دون معالجة. بهذا المعدل، من المؤكد أنني لن أتمكن من إكمال حصتي الشهرية. كيف سينظر إليّ الجميع حينها؟ عليَّ أن أركز أكثر على فيديوهاتي الخاصة". لذا، لم أبذل جهدًا كبيرًا في مراجعة الفيديو الذي أعدَّته تلك الأخت. لاحقًا، فحص المشرف الفيديو واكتشف العديد من المشكلات وطلب مني مراجعته مرة أخرى. شعرت بالانزعاج الشديد، بل حتى بشيء من الظلم، وفكرت: "هذا ليس الفيديو الخاص بي. لماذا تطلب مني قضاء كل هذا الوقت في مراجعته؟ هذا لا يجعلني أبذل جهدًا إضافيًا كبيرًا فحسب، بل يؤخر عملي الخاص أيضًا!" وبسبب موقفي المقاوم هذا، راجعت الفيديو عدة مرات دون تحقيق التأثير المطلوب. وفي النهاية، طلب مني المشرف التوقف عن العمل عليه. في ذلك الوقت، ورغم أنني شعرت ببعض الانزعاج، فإنني لم أُعِر الأمر اهتمامًا. بدلًا من ذلك فكرت: "لا بأس بأنني لا أحتاج إلى مراجعته. بهذه الطريقة، لن يستغرق الكثير من وقتي، ويمكنني التركيز على عملي الخاص". بعد ذلك، انغمست في عملي الخاص. عندما كان الإخوة والأخوات يأتون لمناقشة مشكلاتهم معي، كنت أكتفي بإعطائهم إجابة موجزة وبسيطة، دون التفكير فيما إذا كانوا قد فهموا أو كان لديهم طريق واضح للمضي قدمًا. خلال تلك الفترة، كنت سلبيًا في القيام بواجباتي، مفتقرًا إلى أي شعور بالعبء، ودائمًا ما كانت الفيديوهات التي أنتجها تنطوي على مشكلات. شعرت بإحباط شديد لكنني لم أتأمل في ذاتي. ذات يوم، أوضحت لي إحدى الأخوات قائلة: "لقد لاحظت أنك في الآونة الأخيرة لم تكن متفانيًا في العمل إطلاقًا، وأنك لم تنسق عمل الإخوة والأخوات الجدد وترتبه كما ينبغي". عند سماع كلماتها، لم يسعني إلا أن أجادل: "أنا أيضًا لديّ الكثير من الأعباء. كيف يُفترض بي أن أعتني بكل جانب من جوانب العمل؟" عندما رأت مقاومتي، ذكَّرتني الأخت قائلة: "لا يمكنك أن تفكر في مصالحك الخاصة فحسب وتُعطِّل سير العمل ككل". أردت أن أواصل الجدال والشكوى. لكنني أدركت فجأة أن تذكير هذه الأخت جاء من الله، وأنه يجب عليَّ أن أقبله وأتأمل في ذاتي. لذا، لم أقل المزيد. بعد ذلك، كلما فكرت في الأمر أكثر، أدركت بدرجة أكبر أن الأخت كانت على حق. بما أنني قبلت هذا العمل، كان عليَّ أن أتمم مسؤوليتي وألا أركز على مصالحي الخاصة فحسب. كما سألتُ نفسي عمّا إذا كان السبب وراء عدم شعوري بقيادة الله وإرشاده، وتزايد المشكلات في عملي، هو أن موقفي تجاه واجباتي قد أثار مقت الله. شعرت أن الاستمرار على هذا النحو كان خطيرًا، فصلّيت إلى الله: "يا الله، إن تذكير الأخت لي اليوم كان وراءه مقصدك الصالح. أنا راغب في أن أتغير وأتأمل في ذاتي كما ينبغي. أرجوك أنرني لأعرف نفسي".
لاحقًا، قرأت فقرة من كلام الله: "يجب أن تتكون إنسانية المرء من الضمير والعقل. إنهما العنصران الأكثر جوهريةً وأهميةً. أي نوع من الأشخاص هو الذي ينقصه الضمير ولا يتمتّع بعقل الطبيعة البشرية العادية؟ عمومًا، إنّه شخص يفتقر إلى الإنسانية أو شخص ذو طبيعة بشرية ضعيفة للغاية. لأحلل هذا بشكل وثيق. ما مظاهر الإنسانية المفقودة التي يبينها هذا الشخص؟ جرب أن تحلل السمات التي يمتلكها هؤلاء الناس، والمظاهر المحددة التي يُبدونها. (إنهم أنانيون ووضعاء). والأنانيون والوضعاء يقومون بأفعالهم بلا مبالاة ولا يأبهون لأي شيء لا يعنيهم شخصيًا. لا يفكّرون في مصالح بيت الله، ولا يُبدون أي اعتبار لمقاصد الله. لا يحملون أي عبء لأداء واجباتهم أو للشهادة لله، ولا يمتلكون حسًا بالمسؤولية. ما الذي يفكّرون فيه كلّما فعلوا شيئًا؟ اعتبارهم الأول هو: "هل سيعرف الله إن فعلت هذا؟ هل يراه الآخرون؟ إن كان الآخرون لا يرون أنّني أبذل كل هذا الجهد وأعمل بجد، وإن كان الله لا يراه أيضًا، فلا نفع من بذلي هذا الجهد أو معاناتي لأجل هذا". ألا يمثّل هذا أنانيةً شديدة؟ إنه أيضًا نوع وضيع جدًا من النوايا. عندما يفكّرون ويتصرّفون بهذه الطريقة، هل يؤدّي ضميرهم أي دور؟ هل ضميرهم متهم في هذا؟ كلا. لا يلعب ضميرهم أي دور، وهو ليس موضع اتهام" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يمكن للمرء نيل الحق بتسليم قلبه لله). من كلام الله، رأيت أن بعض الناس، عندما تحل بهم الأمور، لا يراعون إلا مصالحهم الخاصة، ويفكرون فيما إذا كان بإمكانهم التميّز، أو صنع اسم لأنفسهم، أو تحقيق منفعة، وهم لا يرغبون في التصرف إلا إذا كان هناك ما يعود عليهم بالنفع، وإذا لم يكن كذلك، فإنهم لا يعتبرون الأمر مشكلتهم، ويتنحون جانبًا ويقومون به بلا مبالاة. ليس لديهم أي إحساس بالعبء أو المسؤولية في واجباتهم، ولا يراعون عمل الكنيسة على الإطلاق. هؤلاء الناس أنانيون ودنيئون، ويفتقرون إلى الضمير والعقل. بعد قراءة كلمات الله، شعرت بالضيق الشديد. كنت بالضبط من نوع الأشخاص الذين يكشفهم الله – شديد الأنانية. في كل ما فعلته، لم أفكر إلا في نفسي، ولم أراعِ مقاصد الله على الإطلاق. كان الإخوة والأخوات قد بدأوا لتوّهم في التدريب على إعداد الفيديوهات، ولم يكونوا قد أتقنوا المبادئ والمهارات بعد، وكانوا يستغرقون وقتًا أطول لاستيعاب الأمور. لو اعتمدوا على استكشافهم الخاص، لصاروا عرضة للانحراف واستخدام وسائل غير فعالة، وبما أنني كنت أقوم بهذا الواجب لفترة أطول وأفهم بعض المبادئ، فإن مساعدتهم على الاعتياد على العمل واستيعاب المبادئ في أسرع وقت ممكن كانت مسؤوليتي وواجبي. لكنني لم أهتم إلا بمكاسبي وخسائري، وكنت أخشى أن يؤدي قضاء الوقت والجهد في تنمية الآخرين إلى تأخير عملي الخاص. إذا أنتج الآخرون فيديوهات أكثر مني، فلن يلحق الضرر بكبريائي فحسب، بل قد أُهذَّب أيضًا. لذا بعد التفكير في الأمر، شعرت أن هذه المهمة شاقة ولا تعود علي بأي شكر، وفي أعماق قلبي، لم أرغب في القيام بها. عندما رأيت أن مراجعة فيديو شخص آخر سيستغرق الكثير من وقتي، شعرت بالمقاومة والانزعاج، وشعرت أنه شيء خارج عن نطاق عملي. حتى لو قمت به جيدًا، فلن يؤثر على نتائج عملي، لذا ركزت فقط على مهامي الخاصة وعلى إنتاج المزيد من الفيديوهات عالية الجودة لأضمن مكانتي في الفريق، إذ بدا هذا أكثر واقعية. لذلك، قمت بإجراء التصحيحات بطريقة لا مبالية ومتسرعة فحسب، ونتيجة لذلك، لم تُعالَج المشكلات الموجودة في الفيديو، وفي النهاية، طلب مني المشرف التوقف عن المراجعة. في ذلك الوقت، لم أشعر بأي لوم ذاتي أو انزعاج. بل شعرت وكأنني تخلصت من عبء، وصرت أفكر أنني لم أعد بحاجة إلى القلق بشأن تأخير عملي. عند التأمل في ما كشفته، أدركت كم كنت أنانيًا، بلا أي ضمير أو عقل!
لاحقًا، قرأت فقرة من كلام الله واكتسبت بعض الفهم لذاتي. يقول الله القدير: "بعض الناس يسعون دائمًا إلى الشهرة والربح والمصلحة الذاتية، وأَّيما كان العمل الذي ترتبه الكنيسة لهم، فإنهم يفكرون دائمًا بينهم وبين أنفسهم: "هل سيفيدني هذا؟ إذ كان سيفيدني، فسأفعله؛ وإلا فلن أفعله". مثل هذا الشخص لا يمارس الحق، فهل يمكنه أداء واجبه جيدًا؟ لا يمكنه ذلك بكل تأكيد. حتى إذا لم تفعل أي شر، فأنت لا تزال شخصًا لا يمارس الحق. إن كنت لا تسعى إلى الحق، ولا تحب الأشياء الإيجابية، ولا تهتم في كل ما يصيبك إلا بسمعتك ومكانتك ومصلحتك الشخصية وما هو مفيد لك، فأنت شخص لا تدفعه سوى المصلحة الذاتية، كما أنك أناني ومنحط. إن شخصًا كهذا يؤمن بالله لكي يربح شيئًا جيدًا أو مفيدًا له، وليس لينال الحق أو خلاص الله. ومن ثمَّ، فإن هذا النوع من الناس غير مؤمنين. الأشخاص الذين يؤمنون حقًّا بالله هم أولئك الذين يمكنهم السعي إلى الحق وممارسته؛ لأنهم يدركون في قلوبهم أن المسيح هو الحق، وأن عليهم الاستماع إلى كلام الله والإيمان بالله كما يطلب. إن كنت ترغب في ممارسة الحق عندما يحدث لك شيء ما، ولكنك تضع في اعتبارك سمعتك ومكانتك ومظهرك، فسيكون القيام بذلك أمرًا صعبًا. في موقف مثل هذا؛ سيتمكن أولئك الذين يحبون الحق، من خلال الصلاة والسعي والتأمل في أنفسهم والوعي بالذات، من التخلي عمَّا هو في مصلحتهم الذاتية أو ما هو مفيد لهم، وممارسة الحق وطاعة الله. أولئك حقًّا هم مَن يؤمنون بالله ويحبون الحق. وما العاقبة التي تحدث عندما يفكر الناس دائمًا في مصلحتهم الذاتية الخاصة، ويحاولون دائمًا حماية كبريائهم وغرورهم، ويكشفون عن شخصية فاسدة لكنهم لا يطلبون الحق لإصلاحها؟ العاقبة هي أنهم لا يحظون بمدخل إلى الحياة، ويفتقرون إلى الشهادة الاختبارية الحقيقية. وهذا أمر خطير، أليس كذلك؟ إذا لم تمارس الحق أبدًا، وإذا لم تكن لديك أي شهادة اختبارية، فسوف تنكشف وتُستبعَد عندما يحين الأوان. ما فائدة الناس الذين ليست لديهم اختبارات وشهادة في بيت الله؟ إنَّ أداءهم لأي واجب سيكون رديئًا لا محالة، ولن يتمكنوا من فعل أي شيء بشكل صحيح. أليسوا مجرد نفاية؟" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كنت في هذه الحالة بالضبط: في القيام بواجباتي، لم أراعِ إلا مصالحي الخاصة. عندما رأيت أن تنمية الآخرين ومساعدتهم على حل المشكلات في عملهم يتطلب تفكيرًا دقيقًا ووقتًا طويلًا، شعرت أن ذلك سيؤخر تقدمي في العمل ويلحق الضرر بكبريائي ومكانتي، لذلك أصبحت غير راغب في دفع ثمن لمساعدة الآخرين. عندما كان الإخوة والأخوات يواجهون مشكلات في عملهم ويأتون لطلب مساعدتي، لم أرغب في أن أشغل نفسي بهم، وكنت أكتفي بإعطاء إجابة لا مبالية لصرفهم. عندما كانت توجد مشكلات مستمرة في فيديو شخص آخر قمت بمراجعته، لم أطلب المبادئ بحثًا عن حلول، بل أردت فقط الانتهاء من الفيديو في أسرع وقت ممكن. ما كشفته وسلوكي لم يختلفا في شيء عن سلوك غير المؤمنين وكشوفاتهم. فغير المؤمنين لا يراعون إلا مصالحهم الخاصة، ولا يرفعون ولو إصبعًا ما لم يكن لهم في ذلك نفع. إنهم يتمسكون بأي شيء يفيدهم، ويطبقون أساليب متطرفة للاستفادة منه، حتى لو كان ذلك يعني الإضرار بمصالح الآخرين. ولكن إذا كان ثمة شيء لا يفيدهم، فلن يشغلوا أنفسهم به وسيدفعونه بعيدًا عنهم إن استطاعوا. إنهم لا يسعون إلا إلى الربح. على الرغم من أنني كنت أؤمن بالله، وأقرأ كلام الله كل يوم، وأقوم بواجباتي، فلم يكن لله مكان في قلبي. عندما كانت تحل بي الأمور، لم أكن أطلب الحق أو أمارسه؛ بل كنت أفكر فقط فيما إذا كان كبريائي سيتضرر، وما إذا كان بإمكاني حماية مصالحي الشخصية. كانت أفكاري وأفعالي تتمحور كلها حول تعظيم منافعي الخاصة، وكأن إمكانية أن يلحق بعمل الكنيسة ضرر من عدمها لا علاقة لها بي. لم أكن حتى جديرًا بأن أُدعى عضوًا في بيت الله. وبمثل هذا الموقف تجاه واجباتي، كان من المستحيل أن أنال استحسان الله حتى لو أكملت مهامي في الوقت المحدد كل شهر. لن أثير سوى مقت الله وكراهيته. عند التفكير في هذا، بدأت أشعر بالخوف، مدركًا أن الاستمرار على هذا النحو سيكون خطيرًا جدًا بالنسبة لي.
بعد ذلك، قرأت فقرتين أُخريين من كلمات الله أثرتا فيَّ بعمق. يقول الله: "ما المعيار الذي يُحْكَمُ به على أفعال الشخص وسلوكه على أنها خيِّرةٌ أو شرِّيرة؟ إنه سواء كان في أفكاره وكشوفاته وأفعاله يمتلك شهادة ممارسة الحقِّ، والعيش وفقًا لواقع الحق. إن لم يكن لديك هذا الواقع، أو لمْ تعِش بحسبها، فأنت إذًا من فاعلي الشر بلا شكٍّ. كيف ينظر الله إلى فاعلي الشر؟ بالنسبة لله، فأفكارك وأفعالك الظاهرية لا تُقدِّم شهادة له، كما أنها لا تُذلّ الشيطان وتهزمه، وبدلًا من ذلك فإنها تُخجِل الله، وهي زاخرة بعلامات الخزي التي جلبتها عليه. أنت لا تشهد لله، ولا تبذل نفسك من أجل الله، ولا تُتمِّم مسؤولياتك والتزاماتك تجاه الله، وبدلًا من ذلك، تتصرف من أجل نفسك. ماذا تعني جملة "من أجل نفسك"؟ لأكون دقيقًا، إنها تعني من أجل الشيطان. لذلك، سيقول الله في النهاية: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يا فَاعِلِي ٱلْإِثْمِ". في عينيِّ الله، لن تُرَ أفعالك كأعمال صالحة، وإنما ستُعتبر أعمالًا شريرة. ولن تفشل في ربح استحسان الله فحسب، بل ستُدان. ماذا يأمل المرء أن يربحه من إيمان مثل هذا بالله؟ ألن يكون هذا الإيمان في النهاية هباءً؟" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "إذا كنت لا تؤدي واجبك جيدًا، ولكن تحاول دائمًا تمييز نفسك، وتحاول دائمًا التنافس من أجل المكانة، لتبرُز وتتألق، وتقاتل من أجل سمعتك ومصالحك، فبينما أنت تعيش في هذه الحالة، ألا تكون مجرَّد عامل؟ يمكنك العمل إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن من المحتمل أن تُكشَف قبل انتهاء عملك. عندما يكشفَ الناس، يحل يوم إدانتهم واستبعادهم. هل من الممكن عكس هذه العاقبة؟ ليس هذا سهلًا؛ من الممكن أن يكون الله قد قدَّر بالفعل عاقبتهم، وفي هذه الحالة يكونون في ورطة. عادة ما يرتكب الناس تعديات، ويكشفون عن شخصيات فاسدة، ويرتكبون بعض الأخطاء الصغيرة، أو يُشبعون رغباتهم الأنانية، ويتحدَّثون بدوافع خفيّة، ويشتركون في الخداع، ولكن طالما لا يعطِّلون أو يزعجون عمل الكنيسة، أو يُحدثون فوضى كبيرة في الأمور، أو يسيئون إلى شخصية الله، أو يتسببون في أي نتائج سلبية بشكل واضح، فستظل لديهم فرصة للتوبة. لكن إذا ارتكبوا شرًّا عظيمًا أو تسببوا في كارثة كبيرة، فهل يظلون قادرين على فداء أنفسهم؟ إنه أمر خطير للغاية لشخص يؤمن بالله ويؤدي واجبه، أن يصل إلى هذه المرحلة" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). بعد قراءة كلمات الله، اكتسبت فهمًا أوضح لمشكلاتي. في الظاهر، كنت أقوم بواجباتي وأدفع الثمن، وكنت أرغب أيضًا في إنتاج المزيد من الفيديوهات بسرعة. لكن نواياي ودوافعي لم تكن لممارسة الحق وإرضاء الله؛ بل كانت للحفاظ على كبريائي ومكانتي، وكسب إعجاب الآخرين، ونيل استحسان المشرف. لذلك، بالنسبة للمهام التي يمكن أن تُبرزني وتحقق نتائج يمكن أن يراها المشرف، بذلت الكثير من الجهد فيها. أما المهام التي لم أستطع التميز فيها، حتى لو كانت حاسمة ومهمة للكنيسة، فقد كنت أتردد في القيام بها، وإن قمت بها، فقد كنت أفعل ذلك بطريقة لا مبالية. في القيام بواجباتي، لم أكن أفكر إلا في كيفية نظر الآخرين إليّ، ولم أسعَ إلا لإرضاء الناس وأن أبرر نفسي أمامهم. لم أكن أبالي بما إذا كان عمل الكنيسة يتأخر أم لا. لم أكن أتمم واجب الكائن المخلوق، بل كنت أنخرط في مشروعي الخاص. كان جوهر قيامي بواجبي هو في الواقع فعل الشر! عند هذه النقطة، اتضح لي أكثر أن سبب ارتكابي للكثير من الأخطاء في واجباتي مؤخرًا هو أن موقفي تجاه واجبي كان بغيضًا لله، وأن الروح القدس لم يكن يعمل فيَّ، وهو ما جعل ذهني مشوشًا، فلم أعد أستطيع أن أنفذ إلى حقيقة المشكلات. لم أستطع حتى أن أفهم تمامًا اقتراحات الإخوة والأخوات. تصرفت كأحمق كبير – فاقد الإحساس وغبي، بقلب مظلم وغارق – لا يدعمني في مواصلة العمل سوى الحماس وقوة الإرادة. ولأن الفيديوهات التي كنت أعِدُّها احتاجت باستمرار إلى إعادة القيام بها من جديد، كان على الإخوة والأخوات أن يتركوا عملهم ويقضوا الكثير من الوقت في مساعدتي. لم يقتصر الأمر على أنني فشلت في تتميم واجبي، بل أهدرت وقتهم أيضًا. ونتيجة لذلك، أخّرت تقدم العمل دون أن أشعر. علاوة على ذلك، عند مراجعة الفيديو الذي عملت عليه الأخت بجد، فبسبب عدم مسؤوليتي، لم أجرِ تعديلات صحيحة، بل إنني أيضًا خلقت مشكلات أكثر من ذي قبل. كان عملي يؤثر في الإنتاجية سلبًا! كنت أعتقد أن أضداد المسيح والأشرار هم فقط من يرتكبون الأفعال الشريرة ويعرقلون عمل الكنيسة ويزعجونه، وأنني لن أتصرف مثلهم أبدًا. لكن ثبت الآن أن هذه لم تكن سوى مفاهيمي وتصوراتي الخاصة. عندما سعيت إلى الشهرة والمكانة والمصالح الشخصية في واجباتي، لم أستطع أن أمنع نفسي من تعطيل عمل الكنيسة، وانتهى بي المطاف إلى فعل الشر. لا يمكنني تحقيق نتائج في واجباتي إلا من خلال السعي إلى الحق ومعالجة الشخصيات الفاسدة. لذا، صليت إلى الله، طالبًا منه أن يرشدني في معالجة شخصياتي الفاسدة.
لاحقًا، قرأت فقرة أخرى من كلام الله ووجدت طريق الممارسة. يقول الله: "يمكن لأولئك القادرين على ممارسة الحقِّ أن يقبلوا تمحيص الله في الأشياء التي يفعلونها. عندما تقبل تمحيص الله، سيكون قلبك مستقيمًا. إذا كنت دائمًا تفعل الأشياء فقط كي يراها الآخرون، وتريد دومًا أن تربح ثناء الآخرين وإعجابهم، ولا تقبل تمحيص الله، فهل لا يزال الله في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس ليس لديهم قلب يتقي الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ من أجل نفسك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تفكِّر في المصالح البشرية ولا تفكِّر في كبريائك وسُمعتك ومكانتك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعلها أولويتك؛ ويجب أن تراعي مقاصد الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كانت هناك شوائب في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت متفانيًا، وتممتَ مسؤولياتك، وبذلتَ له أقصى ما لديك، وما إذا كنتَ تفكِّر بكل قلبك أم لا في واجبك وفي عمل الكنيسة. عليك أن تراعي هذه الأمور. إذا فكرتَ فيها باستمرار وفهمتها، سيكون من الأسهل عليك أداء واجبك جيدًا" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). من هذه الفقرة من كلمات الله، أدركت أنه من الأهمية بمكان أن نمارس الحق ونقبل تمحيص الله عندما نقوم بواجباتنا. عندما نواجه مواقف تنطوي على مصالح شخصية، يجب أن نتمرد بوعي على أفكارنا، وألا نراعي كبرياءنا ومكانتنا. بدلًا من ذلك، يجب أن نصلي إلى الله، ونفكر في كيفية التصرف بطريقة ترضي الله وتفيد عمل الكنيسة. وبعد ذلك، يجب أن نطلب مبادئ الحق ونمارسها وندخل فيها. أتذكر أنني في بداية قيامي بواجباتي، لم أكن قادرًا على استيعاب المبادئ، ولكن من خلال استنارة الله وإرشاده، ومساعدة الإخوة والأخوات العملية وإرشادهم، فهمت تدريجيًا بعض المبادئ والمهارات المتعلقة بإعداد الفيديو. كان هذا كله محبة من الله. الآن، كان بعض الإخوة والأخوات قد بدأوا لتوهم ممارسة القيام بواجباتهم ولم يكونوا قد استوعبوا المبادئ بعد. كان يجب أن أُظهر مراعاة لمقاصد الله وأعلمهم كل ما فهمته واستوعبته. كانت هذه هي المسؤولية الأساسية التي ينبغي أن أتممها. علاوة على ذلك، بمجرد أن يفهموا المبادئ ويبدأوا في تحقيق نتائج في واجباتهم، فإن الفعالية الإجمالية لعمل الكنيسة ستتحسن، وهذا كان أكثر قيمة وكفاءة بكثير من مجرد القيام بعملي الخاص. وكذا فإنَّ تكليف المشرف لي بمهمة تنمية الإخوة والأخوات لتعلم المهارات المتخصصة كان مبنيًا على تقييم لوضع واجباتي. كنت أقوم بهذا الواجب لفترة أطول وكنت على دراية نسبيًا بإجراءات العمل والمهارات، لذا، بينما أقوم بعملي بشكل جيد، لن تكون هناك مشكلة في أن أنسق وأخصص بعض الوقت لمساعدة الإخوة والأخوات على حل المشكلات في عملهم. علاوة على ذلك، خلال تعاوني، إذا وجدت أنني لا أستطيع حقًا تحمل العمل بسبب عدم كفاية القدرة على العمل أو مستوى القدرات، مما يؤدي إلى تأخيرات أو تأثيرات على عملي، كان بإمكاني إبلاغ المشرف بذلك بصدق، مما يسمح للمشرف بإجراء تعديلات معقولة بناءً على احتياجات العمل. لكنني كنت أنانيًا ودنيئًا للغاية، وغير راغب في قضاء الوقت في عمل الآخرين، لذلك كنت دائمًا مقاومًا، وغير راغب في التعاون كما ينبغي، وبالتالي أؤخر العمل. بعد إدراك كل هذا، صححت طريقة تفكيري وبادرت بالنظر في المشكلات في عمل الجميع، وسعينا معًا لإيجاد حلول عندما واجهنا صعوبات.
ذات مرة، واجه أخ بعض الصعوبات بينما كان يعد فيديو وطلب مساعدتي. لكن أنا أيضًا كان لدي عمل، لذلك بدأت أشعر بالصراع، مفكرًا: "فيديو الأخ عاجل، وأعلم أنه يجب أن أساعده على إنجازه أولًا، لكن الإنتاج المتضمن في الفيديو معقد حقًا وسيتطلب الكثير من الوقت والجهد. حتى لو أُنتِج الفيديو جيدًا، فلن يعرف أحد أنني ساعدته فيه، وسيؤخر عملي الخاص". أدركت حينئذٍ أنني كنت أفكر في مصالحي الخاصة مرة أخرى. لذا صليت إلى الله وتمردت على نفسي. بما أن فيديو الأخ كان عاجلاً، كان عليَّ أن أعطيه الأولوية وأساعده على إكماله أولًا. مع أخذ هذا في الاعتبار، نحّيت عملي جانبًا وساعدت الأخ في الفيديو الخاص به. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، شعرت بالراحة في قلبي. في الحقيقة، خلال تنمية الآخرين، أنا أيضًا اكتسبت الكثير. مع أنني كنت أقوم بهذا الواجب منذ فترة أطول، لم يكن لدي سوى فهم سطحي للعديد من مبادئ الحق، وكثيرًا ما كنت أتمسك بالأنظمة دون مرونة، وعندما كان الآخرون يواجهون مشكلات في عملهم ويطلبون مساعدتي، كنت كثيرًا ما لا أستطيع النفاذ إلى حقيقتها لتقديم حل. من خلال الصلاة إلى الله وعقد الشركة واستكشاف هذه القضايا مع الإخوة والأخوات، اكتسبت دون قصد فهمًا يزداد وضوحًا وعمقًا لبعض المبادئ، كما تحسنت مهاراتي في إعداد الفيديوهات. في السابق، كنت دائمًا أتباطأ في القيام بواجباتي، دون رغبة في التقدم. لم أولِ اهتمامًا كافيًا لتلخيص الانحرافات الموجودة في العمل وطلب المبادئ لحلها. من خلال ترتيب المشرف لي أن أنمِّي الإخوة والأخوات في مهاراتهم، بدأت في السعي والتفكير باستمرار في كيفية مساعدتهم على حل المشكلات. وكذا فقد تكوَّن لدي شعور بالعبء في القيام بواجباتي، مبتعدًا عن موقف الرضا بالوضع الراهن وعدم السعي للتحسين. وبفضل القيام بهذا الواجب، حققت هذه الإدراكات وحققت بعض المكاسب. الشكر لله!