1. أنتم تشهدون بأن الرب قد صار جسدًا، ونزل إلى الأرض سرًا، ويقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله. كيف يكون هذا ممكنًا؟ يتنبأ الكتاب المقدس صراحةً بهذا: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 24: 30). "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). نؤمن أنه عندما يعود الرب، يجب أن يفعل ذلك على السحاب ويظهر علانيةً لجميع الشعوب. لكنكم تشهدون بأن الرب قد صار جسدًا ونزل إلى الأرض سرًا بالفعل، وهو أمر يختلف تمامًا عن فهمنا، فما الذي يحدث هنا؟

آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:

"وَعِنْدَنَا ٱلْكَلِمَةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، ٱلَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ ٱنْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ ٱلنَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلًا: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ ٱلْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللهِ ٱلْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ" (2 بطرس 1: 19-21).

"هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ" (رؤيا 16: 15).

"فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلَا تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤيا 3: 3).

"فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (لوقا 12: 40).

"لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25).

"فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (متى 25: 6).

"هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20).

كلمات الله المتعلقة:

لقد اشتاق الإنسان لآلاف السنين إلى أن يكون قادرًا على أن يشهد مجيء المخلِّص. اشتاق الإنسان إلى أن يرى يسوع المُخلِّص نازلا على سحابة بيضاء، بشخصه، بين أولئك الذين اشتاقوا وتاقوا إليه لآلاف السنين. اشتاق الإنسان إلى أن يعود المُخلِّص ويتَّحد مع شعبه من جديد، أي إنه اشتاق إلى أن يرجع يسوع المُخلِّص إلى الشعب الذي انفصل عنه لآلاف السنين. والإنسان يأمل أن ينفِّذ يسوع عمل الفداء الذي قام به بين اليهود مرةً أخرى، وأن يكون شفوقًا على الإنسان ومحبًّا له، وأن يغفر خطايا الإنسان ويحملها، بل ويحمل تعدّيات الإنسان كلّها ويخلِّصه من الخطيَّة. إنهم يشتاقون إلى أن يكون يسوع المخلِّص مثلما كان من قبل؛ مُخلّصاً مُحِباً، ودوداً، مهيباً، غير ساخط أبدًا على الإنسان، ولا يعاتبه البتَّة. يغفر هذا المخلِّص جميع خطايا الإنسان ويحملها، بل ويموت أيضًا على الصليب من أجل الإنسان مرة أخرى. منذ أن رحل يسوع، يشتاق إليه بشدةٍ التلاميذ الذين تبعوه والقديسون كلّهم الذين خَلصوا بفضل اسمه، والذين كانوا يتلهفون إليه وينتظرونه بشدة. كل أولئك الذين نالوا الخلاص بنعمة يسوع المسيح في عصر النعمة كانوا يشتاقون إلى اليوم البهيج في الأيام الأخيرة، حين يصل يسوع المُخلِّص على سحابةٍ بيضاء ويظهر بين البشر. بالطبع هذه أيضًا رغبة جماعية لكل مَنْ يقبلون اسم يسوع المخلِّص اليوم. جميع مَنْ يعرفون خلاص يسوع المخلِّص في الكون بأسرِه يتوقون بشدةٍ إلى مجيء يسوع المسيح المفاجئ، لإتمام كلمات يسوع حينما كان على الأرض: "سوف أجيء مثلما رحلت". يؤمن الإنسان أنه بعد الصلب والقيامة، رجع يسوع إلى السماء على سحابةٍ بيضاء، وأخذ مكانه عن يمين العظمة. يتصوَّر الإنسان أن يسوع سينزل مجددًا بالمثل في الأيام الأخيرة على سحابةٍ بيضاء (هذه السحابة تشير إلى السحابة التي ركبها يسوع عندما عاد إلى السماء)، بين أولئك الذين كانوا وما زالوا يشتاقون بشدةٍ إليه لآلاف السنين، وأنه سيحمل صورة اليهود ويتسربل بملابسهم. بعد ظهوره للبشر سيُنعم عليهم بالطعام، ويفيض عليهم بالماء الحي، ويحيا بينهم مملوءًا نعمةً ومحبةً، حيٌ وحقيقيّ. وما إلى ذلك. إلا أنّ يسوع المُخلِّص لم يفعل هذا؛ بل فعل عكس ما تصوَّره الإنسان. لم يأتِ بين أولئك الذين كانوا يشتاقون لرجوعه، ولم يظهر لجميع البشر راكبًا على السحابة البيضاء. لقد جاء بالفعل، لكن الإنسان لا يعرف، ويظل جاهلًا. الإنسان ينتظره فقط بلا هدف، غير دارٍ بأنه نزل بالفعل على "سحابة بيضاء" (السحابة التي هي روحه وكلماته وشخصيته الكليَّة وكل ماهيته)، وهو الآن بين جماعة من الغالبين سوف يؤسّسها في أثناء الأيام الأخيرة. لا يعرف الإنسان هذا: فمع أنَّ المخلِّص يسوع القدّوس مملوء رأفة ومحبة تجاه الإنسان، كيف له أن يعمل في "هياكل" تسكنها أرواح نجسة وغير طاهرة؟ مع أن الإنسان كان ينتظر مجيئه، كيف له أن يظهر بين أولئك الذين يأكلون جسد غير الأبرار ويشربون دمّهم ويلبسون ثيابهم، الذين يؤمنون به لكنّهم لا يعرفونه، ويسلبونه باستمرار؟ لا يعرف الإنسان إلا أن يسوع المخلِّص مملوء محبة وشفقة، وهو ذبيحة للخطيَّة مملوء فداءاً. لكن ليس لدى الإنسان فكرة أنه هو الله نفسه أيضًا الممتلئ بالبر والجلال والغضب والدينونة، ولديه كل سلطان ومملوء كرامة. ولذلك، ومع أن الإنسان يشتاق بحماسة إلى عودة الفادي ويتعطَّش إليها، وحتى "السماء" تتأثَّر بصلاة الإنسان، لا يظهر يسوع المخلِّص لمَنْ يؤمنون به ولكنَّهم لا يعرفونه.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عاد المُخلِّص بالفعل على "سحابة بيضاء"

لو أن يسوع، كما يتخيل الإنسان، سيأتي من جديد في الأيام الأخيرة وسيظل اسمه يسوع ويأتي على سحابة بيضاء وينزل بين البشر في صورة يسوع: ألا يكون هذا تكرارًا لعمله؟ هل الروح القدس قادر على التعلق بالماضي؟ كل ما يؤمن به الإنسان هو تصورات، وكل ما يفهمه هو وفقًا للمعنى الحرفي، وأيضًا وفقًا لخياله؛ جميعها أمور لا تتوافق مع عمل الروح القدس، ولا تتماشى مع مقاصد الله. لن يعمل الله بتلك الطريقة؛ فالله ليس أحمق ولا غبيًّا لهذه الدرجة، وعمله ليس بالبساطة التي تتخيلها. بناءً على كل ما يتخيَّله الإنسان، سيأتي يسوع راكبًا على سحابة وينزل في وسطكم. سترونه، وهو راكب على سحابة، ويخبركم أنه يسوع. وسترون أيضًا آثار المسامير في يديه، وستعرفون أنه يسوع. وسوف يخلّصكم من جديد، وسيكون إلهكم القدير. سيخلّصكم، وينعم عليكم باسم جديد، ويعطي كل واحد منكم حصاة بيضاء، وسيُسمح لكم بعد ذلك بدخول ملكوت السماوات ويتم استقبالكم في الفردوس. أليست هذه المعتقدات هي تصورات الإنسان؟ هل يعمل الله وفقًا لتصورات الإنسان أم ضدها؟ أليست تصورات الإنسان جميعها مُستمدة من الشيطان؟ ألم يفسد الشيطان الإنسان كله؟ لو قام الله بعمله وفقًا لتصورات الإنسان، ألن يكون إذًا شيطانًا؟ ألن يكون من نفس نوع خلقه؟ بما أن خليقته قد أفسدها الشيطان الآن وصار الإنسان تجسيدًا للشيطان، لو عمل الله وفقًا لأمور الشيطان، ألن يكون متآمرًا مع الشيطان؟ كيف يمكن للإنسان أن يسبر أغوار عمل الله؟ ولذلك، لن يعمل الله أبدًا وفقًا لتصورات الإنسان، ولن يعمل بالطرق التي تتخيلونها. هناك أولئك الذين يقولون إن الله قال بنفسه إنه سيأتي على سحابة. صحيح أن الله قال هذا بنفسه، لكن ألا تعرف أنه لا يوجد إنسان يمكنه أن يفهم أسرار الله؟ ألا تعرف أنه لا يوجد إنسان بإمكانه شرح كلمات الله؟ هل أنت متيقن، بلا أدنى شك، أنك مضاء ومستنير بالروح القدس؟ بالتأكيد لم يكن الروح القدس هو الذي وضح لك بهذا الأسلوب المباشر؟ هل الروح القدس هو الذي أرشدك، أم أن تصوراتك الشخصية هي التي قادتك لتفكر بهذه الطريقة؟ قلت "إن الله بنفسه قال هذا". لكن لا يمكننا أن نستخدم تصوراتنا الشخصية وعقولنا لقياس كلمات الله. بالنسبة إلى الكلمات التي قالها إشعياء، هل يمكنك أن تفسر كلماته بيقينية مطلقة؟ هل تجرؤ على تفسير كلماته؟ بما أنك لا تجرؤ على تفسير كلمات إشعياء، لماذا تجرؤ على تفسير كلمات يسوع؟ مَن أكثر تمجيدًا، يسوع أم إشعياء؟ بما أن الإجابة هي يسوع، لماذا تفسر الكلمات التي قالها يسوع؟ هل أخبرك الله بعمله مسبقًا؟ لا يمكن لأحد من المخلوقات أن يعرف، ولا حتى الرسل في السماء، ولا حتى ابن الإنسان، فكيف يمكنك أنت أن تعرف؟

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (3)

يشير ظهور الله إلى مجيئه الشخصي إلى الأرض لإتمام عمله. إنه ينزل بين البشر بهويته وشخصيته وطرقه الفريدة ليبدأ عصرًا ويُنهي عصرًا آخر. هذا النوع من الظهور ليس شكلاً من أشكال الاحتفال، وهو ليس آيةً أو صورةً أو معجزةً أو رؤيةً عُظمى، كما أنها ليست بالتأكيد شكلاً من العمليات الدينية. إنها حقيقة فعلية وواقعية يُمكن لمسها ورؤيتها. هذا النوع من الظهور ليس أمرًا شكليًا، ولا لأي تعهُّد قصير الأجل، بل هو من أجل مرحلة من مراحل من عمل الله في خطة تدبيره. ظهور الله دائمًا ذو مغزى ومرتبط دائمًا بخطة تدبيره. يختلف هذا الظهور كليًّا عن "ظهور" إرشاد الله للإنسان وقيادته وتنويره. في كل مرة يعلن الله عن نفسه فإنه ينفّذ مرحلةً ما من عمل عظيم. يختلف هذا العمل عن عمل أي عصر آخر؛ فهو عمل يستحيل على الإنسان تخيُّله ولم يختبره من قبل. إنه عمل يبدأ عصرًا جديدًا ويختتم العصر القديم، وهو عمل جديد ومُحسَّن لأجل خلاص الجنس البشري؛ والأكثر من ذلك، إنه عمل إحضار الجنس البشري إلى العصر الجديد. هذه هي أهمية ظهور الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا

وبدأ الآن عمل الله الجديد، وهذه أيضًا بداية عهد جديد. فالله يأتي إلى بيته بأولئك المفديين ليبدأ عمله الجديد في الخلاص. والعمل الخلاصي هذه المرة أكثر شمولاً مما كان عليه في الأزمنة الماضية؛ إذ لا يكون من خلال عمل الروح القدس في الإنسان للسماح له بالتغيير بنفسه، كما لا يتم من خلال ظهور يسوع بجسده بين الناس، وبالطبع لا يتم بطريقة أخرى، بل يتم هذا العمل ويوجه من قبل الله المتجسّد نفسه. ويتم هذا لقيادة الإنسان إلى عمل جديد. أليس هذا أمرًا عظيمًا؟ الله لا يفعل هذا العمل من خلال مجموعة من البشر أو من خلال النبوات، بل يفعله بنفسه. قد يقول البعض إن هذا ليس أمرًا عظيمًا ولا يمكن أن يجلب النشوة للإنسان. ومع ذلك سأقول لك إن عمل الله ليس هذا فحسب، بل هو شيء أعظم وأكثر من ذلك.

في هذه المرة يأتي الله ليقوم بعمل ليس في جسد روحاني، بل في جسد عادي جدًا، وليس هو جسد التجسد الثاني لله فحسب، بل هو أيضًا الجسد الذي يعود به الله، فهو جسد عادي جدًا، لا يمكنك أن ترى فيه أي شيء يختلف عن الآخرين، ولكن يمكنك أن تتلقى منه الحقائق التي لم تكن قد سمعتها من قبل على الإطلاق. وهذا الجسد الضئيل هو تجسيد لجميع كلام الحق الذي من الله، والذي يتولى عمل الله في الأيام الأخيرة، وهو تعبير عن شخصية الله كلها للإنسان لكي يصل إلى معرفته. ألا تساورك الرغبة كثيرًا في أن ترى الله الذي في السماء؟ ألا ترغب كثيرًا في أن تفهم الله الذي في السماء؟ ألا تكن ترغب كثيرًا في أن ترى غاية البشرية؟ سوف يخبرك هو عن كل هذه الأسرار التي لم يستطع إنسان أن يخبرك عنها، بل إنه حتى سيخبرك بالحقائق التي لا تفهمها. إنه بابك للدخول إلى الملكوت، ودليلك إلى العصر الجديد. يكمن في هذا الجسد العادي العديد من الأسرار التي يصعب إدراكها. قد تبدو أفعاله غامضة لك، ولكن هدف كل العمل الذي يعمله يكفي لأن ترى أنه ليس مجرد جسد بسيط كما يعتقد الإنسان؛ ذلك أنه يمثل إرادة الله وكذلك العناية التي يبديها الله للبشرية في الأيام الأخيرة. ومع أنه لا يمكنك أن تسمع الكلام الذي ينطق به ويبدو أن يهزَّ السماوات والأرض، ومع أنه لا يمكنك أن ترى عينيه مثل لهيب نار، ومع أنك لا تستطيع أن تستقبل التأديب بقضيبه الحديدي، فإن بإمكانك أن تسمع من كلامه غضب الله، وتعلم أن الله يظهر الشفقة على الإنسان. يمكنك أن ترى شخصية الله البارة وحكمته، كما أنك تدرك كذلك الاهتمام والعناية من الله لجميع البشر. يتمثل عمل الله في الأيام الأخيرة في أن يسمح للإنسان بأن يرى الإله الذي في السماء يعيش بين الناس على وجه الأرض، ويمكّن الإنسان من معرفة الله وطاعته واتقائه ومحبته. وهذا ما جعله يعود إلى الجسد مرة أخرى.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل علمت؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس

دراسة هذا الأمر ليست بالشيء الصعب، ولكنها تتطلّب أن يُدرك كلّ منَّا هذا الحق: ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجوانب أخرى كثيرة)، بدلًا من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته. المظهر الخارجي لا يحدد الجوهر؛ كما أن عمل الله لا يمكنه أبدًا أن يتماثل مع تصورات الإنسان. أَوَلَمْ يتعارض مظهر يسوع الخارجي مع تصورات البشر؟ أوليس مظهره وملبسه لم يوضحا هويته الحقيقية؟ أوليس السبب وراء معارضة الفريسيين الأوائل ليسوع كان راجعًا لأنهم نظروا فقط إلى مظهره الخارجي ولم يدركوا صميم الكلمات التي تحدث بها؟ رجائي ألا يُكرِّر الإخوة والأخوات الذين يطلبون ظهور الله هذه المأساة التاريخية. يجب ألا تكونوا فريسيي الأزمنة المعاصرة وتصلبوا الله على الصليب ثانيةً. يجب أن تفكروا بتأنٍّ في كيفية استقبال عودة الله، ويجب أن تدركوا بوضوح الكيفية التي بها تصيرون أشخاصًا يخضعون للحق. هذه هي مسؤولية كل شخص ينتظر عودة يسوع على السحاب. يجب أن ننظّف أعيننا الروحية، وألا نقع فريسة للكلمات البرّاقة. يجب علينا التفكير بشأن عمل الله العملي وننظر إلى الجانب الحقيقي لله. لا تأخذكم الحماسة المفرطة أو تتوهوا في أحلام اليقظة، دائمًا متطلعين إلى اليوم الذي ينزل فيه الرب يسوع فجأةً بينكم على السحاب ليأخذكم معه، أنتم يا من لم تعرفوه أو تنظروه أبدًا، ولا تعرفون كيفية إتمام مشيئته. من الأفضل التفكير في أمور عملية!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد

أنتم لا تعرفون ماهية الله، ولا تعرفون ماهية المسيح، ولا تعرفون كيف تتّقون يهوه، ولا تعرفون كيف تدخلون في عمل الروح القدس، ولا كيف تميزون بين عمل الله نفسه وخداع الإنسان. أنت لا تعرف إلا أن تدين أيَّ كلمةِ حقٍّ عبَّر عنها الله ولا تتوافق مع أفكارك. أين تواضعك؟ أين طاعتك؟ أين ولاؤك؟ أين رغبتك في طلب الحق؟ أين مخافتك لله؟ أقول لكم، أولئك الذين يؤمنون بالله بسبب العلامات هم بالتأكيد الفئة التي ستُدَمَّر. لا شك في أن أولئك العاجزين عن تقبُّل كلمات يسوع العائد في الجسد، هم ذريّة الجحيم، أحفاد رئيس الملائكة، والفئة التي ستخضع للدمار الأبدي. قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم. أنصحكم أن تسلكوا طريق الإيمان بالله بعناية. لا تقفزوا إلى الاستنتاجات، بل وفوق ذلك، لا تكونوا لامبالين ومستهترين في إيمانكم بالله. عليكم أن تعرفوا، بأقل تقدير، أنَّ مَن يؤمنون بالله يجب أن يكونوا متواضعين ومُتّقين. أما الذين سمعوا الحق ولكنَّهم ازدروه فهم حمقى وجُهَّال، وأولئك الذين سمعوا الحق ومع ذلك يقفزون إلى الاستنتاجات بلا اكتراث أو يُدينون الحق فهم مملوؤون غطرسةً. لا يحق لأي شخص يؤمن بيسوع أن يلعن الآخرين أو يُدينهم. عليكم جميعًا أن تكونوا عقلانيين وتقْبلوا الحق.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين

السابق: مقدمة

التالي: 2. فيما يخص عودة الرب، يذكر الكتاب المقدس بوضوح: "وَأَمَّا ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمَاوَاتِ، إِلَّا أَبِي وَحْدَهُ" (متى 24: 36). لا أحد يعرف متى سيأتي الرب، ومع ذلك تشهد كنيسة الله القدير أن الرب يسوع قد عاد بالفعل. كيف تعرفون هذا؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب