59. ما أكسبني إياه تقرير صادق

في أبريل 2011، كنت بحاجة إلى أخذ مكان قائدة تُدعى ياو لان في كنيسة في جزء آخر من البلاد. أثناء التسليم، بينما أعطتني ياو لان ملخصًا للوضع في الكنيسة، ذكرت أن ابنتها شياومين كانت شماسة مسؤولة عن السقاية، وأنها ستساعدني في التعرف على العمل في الكنيسة. عندما سمعتها وهي تشرح كل شيء بطريقة منظمة، لم أملك سوى أن أشعر نحوها ببعض الإعجاب. كان يبدو أن ياو لان تتعامل مع أعمال الكنيسة بشكل جيد حقًا وأنها قديرة للغاية، لذلك لم يكن من المُستغرب أنها أصبحت الآن قادرة على تولي مسؤولية مثل هذا النطاق الواسع من العمل. عقدت العزم بصمت أن أراعي مشيئة الله وأن أبذل قصارى جهدي لأقوم بعمل الكنيسة بشكل جيد.

في اليوم التالي، اصطحبتني تشاو مين إلى اجتماع قائد الفريق. بعد أن قرأنا كلام الله، شاركت قليلاً من خبرتي وفهمي الخاصين. ثم قالت الأخت شيا، مستاءة، "لم تكن قائدتنا القديمة ياو لان تقدم الشركة عن كلام الله بهذه الصورة، بل كانت تشرحه لنا سطرًا بسطر، وتقول أشياء مثل "هذا تشجيع" و"هذا تحذير". وشارك الإخوة والأخوات الآخرون، وقالوا كيف كانت شركة ياو لان عن الحق واضحة. اندهشت تمامًا وفكرت: "ألا تكون الشركة حول كلام الله بالحديث عن تجاربنا وفهمنا الخاصين بناءً على كلامه؟ لماذا لا تتحدث ياو لان عن كيفية تطبيقها لكلام الله وكيف تختبره بنفسها؟ لماذا تشرح كلام الله للإخوة والأخوات سطرًا سطرًا؟ أيمكن أن تسمح لهم الشركة بهذه الطريقة بفهم الحق ومعرفة أنفسهم؟" أردت أن أناقش مبادئ إقامة شركة حول كلام الله في الاجتماعات معهم، ولكن بعد ذلك فكرت: "أنا جديدة على هذه الكنيسة وياو لان مسؤولة عن عملي، وابنتها شياومين موجودة هنا أيضًا. إذا قلت إن طريقة ياو لان في الشركة حول كلام الله ليست سوى مجرد شرح للمعنى الحرفي وأن هذا يعيبها، قد تقول إنني حاولت أن أبرز أخطائها بمجرد وصولي، وتظنني سيئة. إذا أساءت إليها ستصبح الأمور محرجة حقًا". لذلك أبقيت فمي مغلقًا، وكان هذا هو الحال.

ذات يوم، أوصلت الأخت شياو رسالة إليّ من دون علم شياومين. قالت الرسالة إنها قدمت في السابق بعض الاقتراحات إلى ياو لان، لكن ياو لان لم تقبلها. ليس هذا فقط، لكن ياو لان بدأت في كبحها ولم تعد تسمح لها بالقيام بواجب الاستضافة بعد ذلك. فوجئت حقًا. فكرت: "لا بد أن الأخت شياو مخطئة. كيف يمكن أن تضطهد ياو لان أي شخص؟" ثم بحثت عن شياومين للحصول على فكرة عن الوضع. قالت شياومين إن الأخت شياو كانت متحمسة للغاية، لكنها غالبًا ما كانت تخطئ في فهمها للأمور. ومضت لتقول إن الأخت شياو معروفة محليًا بأنها مؤمنة، وإن منزلها لم يكن آمنًا، وأنها كانت تفتقر إلى الحكمة للحفاظ على بيئة آمنة في المنزل. قالت بعض الأشياء السلبية عن الأخت شياو. قلت لنفسي: "إذا كان كل هذا صحيحًا، فإن الأخت شياو بالفعل ليست مناسبة لخدمة الاستضافة. لكن لماذا قالت إن ياو لان كانت قمعية تجاهها؟ ربما لديها نوع من الشكوى ضد ياو لان". ومع ذلك، ظل الشعور بعدم الارتياح يلازمني، لذلك ذهبت لزيارة الأخت شياو في المنزل. اكتشفت أن منزلها كان مناسبًا نسبيًا للاستضافة، وأنها لم تكن تفتقر إلى الحكمة على الإطلاق، لذلك بدأت أشعر بالحيرة. تساءلت: "كيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة جدًا عما قالته شياومين؟ هل كانت ياو لان تضطهد الأخت شياو حقًا؟" عندما سألت الأخت شياو عن مزيد من التفاصيل، علمت أن ياو لان كانت تستخدم الحاجة إلى بيئة آمنة كذريعة، وأنها منعت العديد من الشمامسة من أداء واجباتهم، ونتيجة لذلك لم يكن لدى الإخوة والأخوات من يسقيهم. لم يكونوا يعيشون حياة كنسية طبيعية. عندما أثارت الأخت شياو هذه القضية مع ياو لان، قائلة إن هذه الترتيبات لم تكن مناسبة، لم ترفض ياو لان قبولها فحسب، بل أخذت واجب الأخت شياو منها. أتعرفون ما هو الأمر الأغرب؟ أنها احتفظت برسالة الأخت شياو التي تبلغ عن مشكلاتها طي الكتمان. لقد صُدمت لسماع هذا. كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ من الواضح أن ياو لان كانت مخطئًة، لكنها لم تقبل ما قالته الأخت شياو، بل وداست عليها وحجبت رسالتها. لم تكن بالتأكيد شخصًا يقبل الحق! أعاد هذا مرة أخرى إلى الأذهان كيف لم تتحدث أبدًا عن تجاربها وفهمها الخاصين عندما كانت تقيم شركة عن كلام الله، ولكن بدلاً من ذلك، كانت تخرج كلام الله من سياقه وتضلل الإخوة والأخوات. لقد عارضت تمامًا مبادئ الشركة في كلام الله. أدركت أنها ربما تعاني من مشكلة حقيقية وأنه كان عليّ إبلاغ رؤسائنا بذلك حتى لا يتأخر عمل بيت الله. لكن بعد ذلك فكرت: "وفقًا لما قالته الأخت شياو، فإن ياو لان تتمتع بقليل من الإنسانية. وهي المسؤولة عن عملي في الوقت الحالي، لذلك إذا اكتشفت أني أنا من أبلغت عنها، قد تضطهدني وتطردني من واجبي". قررت بحسرة أنه من الأفضل عدم قول أي شيء، لكنني قررت أيضًا أن أرتب للأخت شياو لاستئناف واجب الاستضافة.

بعد بضعة أيام، بشكل غير متوقع، أبلغتني الأخت تشين أيضًا عن بعض أعمال ياو لان الشريرة. قالت إن الأخ وانغ وزوجته من المتحولين الجدد وكانا خائفين قليلاً بسبب اعتقالات الحزب الشيوعي الصيني واضطهاده، ولذا لم يجروءا على تولي مهمة الاستضافة. لم يقتصر الأمر على عدم تقديم ياو لان شركة عن الحق لمساعدتهما، بل وبختهما ورفضت السماح لأي شخص آخر بدعمهما. في النهاية، انغمس الأخ وانغ وزوجته في السلبية ولم يعدا يرغبان في حضور الاجتماعات. عندما أخبرت الأخت تشين ياو لان أن هذه ليست طريقة لمعاملة الإخوة والأخوات، لم تتأمل في نفسها على الإطلاق، لكنها اختلقت قصة عن تعرض الأخت تشين للخطر. ثم عزلت الأخت تشين عن الكنيسة لعدة أشهر، ولم تسمح لها بالمشاركة في الحياة الكنسية. كانت هناك أيضًا أخت أخرى كانت تؤدي واجب السقاية. في الاجتماعات، كانت تدمج كلام الله في شركتها وتكون منفتحة وصادقة تمامًا بشأن الشخصيات الفاسدة التي كانت تكشف عنها. انتهزت ياو لان هذه الفرصة لتطردها من واجبها. ثم قامت بترقية ابنتها، شياومين، إلى واجب السقاية وطلبت من الإخوة والأخوات تدريب ابنتها جيداً، لأنها ستتولى مهام مهمة في بيت الله في المستقبل. كما قامت ياو لان بترقية زوجها إلى قائد فريق، في حين أنه لم يكن مؤمنًا حقيقيًا، ولم يكن قادرًا على تقديم أي شركة ذات قيمة في الاجتماعات. تصرفت ياو لان بشكل عاطفي وجرّت زوجها إلى الكنيسة، ثم كلفته بأن يكون قائد فريق– كان هذا انتهاكًا خطيرًا للمراسيم الإدارية. ولم يتوقف شرها عند هذا الحد. حكمت ياو لان وابنتها الكنيسة مثل الملوك، وقمعتا الإخوة والأخوات وكانتا تأمرانهم كما تشاءان حتى جعلهم مجرد ظهورها يخافوا ولم يجرؤ أحد على إبداء الرأي. عندما استمعت للأخت تشين، شعرت بالصدمة والسخط. عندما سلمت ياو لان عملها إلي في البداية، شعرت بالإعجاب بها عندما قالت إن كل العمل يسير على ما يرام. لكنها كانت كلها أكاذيب. لم يقتصر الأمر على اقتباسها كلام الله خارج سياقه أثناء الشركة وتضليل بعض الإخوة والأخوات بالكرازة بالحروف والتعليم، ولكنها أيضًا تمتعت ببركات مركزها وتنمرت على إخوتها وأخواتها. لقد تمادت إلى درجة حكم الكنيسة بشكل استبدادي، لقمع الآخرين كما تشاء، وأبعدت الناس عن واجباتهم. كما قامت بترقية الأقرباء منها ورعايتهم، وانخرطت في محاباة الأقارب. أظهر سلوكها الفاسد والمتهور وكثرة أعمالها الشريرة أنها ضد المسيح متأصلة! الآن اتسع نطاق واجبها أكثر، لذلك سيتضرر المزيد من الإخوة والأخوات بالتأكيد. كنت أعلم أنني يجب أن أبلغ عنها لأحد الرؤساء في أقرب وقت ممكن وأن أدعم عمل الكنيسة. لكن عندما بدأت أفكر في الإبلاغ عنها، بدأت أشعر بالقلق: "ياو لان مسؤولة عن عملي. إذا اكتشفت أنني أبلغت عنها، وبناءً على معرفتي بكيفية تصرفها، من المرجح أنها ستطردني من منصبي كقائدة للكنيسة وتعيدني إلى المنزل. حتى أنها قد تجد ذريعة لقمعي ومعاقبتي. ستصبح حياتي صعبة للغاية. ماذا لو طُردت من الكنيسة في النهاية؟ عندئذ ستنتهي رحلة إيماني بالله. أنا بحاجة إلى أن أكون واقعية. سأتدبر أعمال الكنيسة أولاً ثم أرى". وهكذا، قررت عدم الإبلاغ عنها وفضحها لأحمي نفسي. لكن في الاجتماع التالي رأيت النظرات المتلهفة على وجوه كل هؤلاء الإخوة والأخوات المضطهدين، شعرت بالحزن حقًا وشعرت بوخز في ضميري. علاوة على ذلك، عندما سمعتهم يتحدثون عن كيف كانت شياومين تتجول في الكنيسة وتمجد قدرة ياو لان على الشركة حول الحق، وأنها كانت تقيد الإخوة والأخوات وتحاضرهم بطريقة متعالية، ازداد غضبي. وقلت لنفسي: "يجب أن أبلغ رئيسًا عن شر ياو لان وشياومين. لا يمكنني السماح لهما بالتصرف بطريقة شريرة واضطهاد الإخوة والأخوات كما يحلو لهما". لذلك، كتبت كل ما قاله لي الإخوة والأخوات عنهما. لكن بعد الاجتماع، شعرت بصراع مرة أخرى: ماذا ستفعل ياو لان لمعاقبتي إذا اكتشفت ذلك؟ لكن ألن أفعل الشر إذا اخترت حماية نفسي وعدم فضحهما؟ كنت بين المطرقة والسندان وشعرت بالتقييد الشديد، إلى درجة أنني لم أستطع التنفس. جثوت على ركبتيّ باكية وصليت إلى الله قائلة: "إلهي الحبيب، أريد الإبلاغ عن ياو لان وابنتها لقادتي، لكنني أخشى أن تنتقما مني. يا إلهي، أرجوك اهدني لاكسر ظلم قوى الظلام، ولأمارس الحق وأدعم عمل الكنيسة."

بعد صلاتي قرأت هذا بكلام الله: "فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ هل بوسعك أن تمارس البِرّ من أجله؟ هل بوسعك أن تقف وتتكلَّم بالنيابة عني؟ هل بوسعك أن تمارس الحق بثباتٍ؟ هل لديك من الشجاعة ما يكفي لتحارب كل أفعال الشيطان؟ هل تستطيع أن تنحّي مشاعرك جانبًا وتفضح الشيطان من أجل حقيقتي؟ هل بوسعك أن تسمح لمقاصدي بأن تتحقق فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يفعل مشيئتي؟ سل نفسك هذه الأسئلة وفكِّر فيها كثيرًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). شعرت بالخجل الشديد من نفسي عندما قرأت هذه الإعلانات في كلام الله. كنت مؤمنة بالله، ولكن لم يكن لله مكانًا في قلبي. لم أكن آخذ إرسالية الله على محمل الجد، وكل ما كنت أفكر فيه في مواجهة المشكلات هو مصالحي الخاصة. لم أكن أحمي عمل بيت الله على الإطلاق. لقد اكتشفت بوضوح أن ياو لان كانت تعطل حياة الكنيسة وتتدخل فيها بشدة وتقيد الإخوة والأخوات وتؤذيهم. بعد أن اتسع نطاق عملها بشكل خاص، أصبحت في وضع يمكنها من إيذاء المزيد من الإخوة والأخوات. لكنني كنت خائفة من مكانة ياو لان وتأثيرها، خائفة من أن أتعرض للاضطهاد والطرد من قبلها، وأن أفقد منصبي وآفاقي المستقبلية، ومن انتقامها مني هي وابنتها وإيذائهما لي، لذلك لم أجرؤ على التمسك بالمبادئ وفضحهما والإبلاغ عنهما. وهكذا، بعيون مفتوحة على مصراعيها، شاهدت أضداد المسيح والأشرار يعيثون فسادًا في الكنيسة. كان الإخوة والأخوات يتعرضون للقمع وتضررت حياتهم، ومع ذلك ما زلت لم أجرؤ على التصدي للشيطان وفضحه. يا لي من شخصية أنانية وحقيرة ووضيعة! ثم قرأت كلام الله القائل: "يسري سُمّ الشيطان في دم كل شخص، ويمكن رؤية أن طبيعة الإنسان فاسِدة وشريرة ورجعية، ممتلئة بفلسفات الشيطان ومنغمسة فيها – فهي طبيعة خائنة بوجه عام لله. هذا هو السبب في أن الناس يقاومون الله ويقفون في مواجهته" (من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "يمكن للكلمات أن تعبّر خير تعبير عن ماهية سمّ الشيطان. على سبيل المثال، إذا سألت بعض الأشرار لمَاذا اقترفوا الشر، فسوف يُجيبون: لأن "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبح منطق الشيطان حياة الناس. قد يفعلون أمورًا لهذا الغرض أو ذاك، لكنهم لا يفعلونها إلاّ من أجل أنفسهم. ويعتقد الجميع أنه بما أن كل إنسان تعنيه نفسه، فينبغي للناس أن يعيشوا لأجل أنفسهم ويفعلوا ما يقدرون عليه لضمان منصب جيد، من أجل خاطر المأكل والملبس الراقي. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي حياة الإنسان وفلسفته، وهي تمثّل طبيعته أيضًا. إن كلمات الشيطان هذه هي بالضبط سُمُّ الشيطان، وعندما يعتمده الإنسان يصبح من طبيعته. وتنكشف طبيعة الشيطان من خلال هذا التصريح، فهو يمثّلها تمامًا. ويصبح هذا السُمّ حياة الإنسان وأساس وجوده. ولطالما ساد هذا السمُّ على البشرية الفاسدة منذ آلاف السنين" (من "كيف تسلك طريق بطرس؟" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهر لي كلام الله أن الشيطان قد أفسدني وداس عليّ، وأن عظامي ودمائي كانت مشبعة بالسموم والفلسفات والرموز الشيطانية، حتى أصبحت أنا نفسي أكثر شرًا وأنانية. كنت أعيش بالسموم الشيطانية التي تقول: "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"عندما تعرف أنّ شيئًا ما خاطئ، من الأفضل أن تقلّل الكلام"، و"العاقل يتقن حماية نفسه ولا يسعى إلا لتفادي الأخطاء". أصبحت أفكاري كلها ملتوية وكان لدي قيم ووجهات نظر رهيبة في الحياة. كنت أرى مصالحي وآفاقي المستقبلية ومصيري أهم من أي شيء آخر. عندما رأيت ياو لان وعصابتها من قوى أضداد المسيح الشريرة تلحق الأذى بالإخوة والأخوات في الكنيسة، كنت أعلم أنه يجب عليّ الكشف عنهم والإبلاغ عنهم، ولكن بسبب خوفي من الاضطهاد وفقدان منصبي وآفاقي المستقبلية، لم أجرؤ على القيام بذلك، بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر. لذلك سمحت لأضداد المسيح بتعطيل الكنيسة وتصرفت بخضوع ولم أجرؤ على قول كلمة واحدة نزيهة. أدركت أنني كنت مقيدة بإحكام شديد بسموم الشيطان وموثقة بها حتى أنني أصبحت شريكة له، خادمته الأمينة، وكان هذا بغيضًا لدى الله، ولم أكن مستحقة أن أعيش أمامه. لقد استمتعت بسنوات من عمل الله وإرشاده، وقد أنشأني حتى أتمكن من أداء واجبي كقائدة للكنيسة. ومع ذلك، لم أعرف أن أعتز به ولم أفكر في كيفية رعاية الإخوة والأخوات أو دعم عمل بيت الله. لقد عشت بالكامل منغمسة في رغباتي الأنانية، دون ذرة من الكرامة أو النزاهة. لقد فشلت في الارتقاء إلى مستوى الثقة التي وضعها الإخوة والأخوات فيّ، بل وأكثر من ذلك، لقد فشلت في أن أرتقي إلى مستوى الإرسالية التي كلفني بها الله. عند تفكيري في ذلك، كرهت نفسي لكوني أنانية وحقيرة للغاية وصليت إلى الله، وأنا أنشد التوبة. طلبت من الله أن يمنحني القوة وأن يرشدني لاختراق هذه التأثيرات الظلامية والتمكن من ممارسة الحق.

بعد ذلك قرأت هذا بكلام الله: "إنّ شخصية الله تُنسب إلى المُهيمِن على كل الأشياء والكائنات الحيّة، وإلى ربّ كل الخليقة. وتمثل شخصيته الشرف والقوة والنبل والعظمة، والأهم من ذلك كله، السيادة. إن شخصيته رمز للسلطان، ورمز لكل ما هو بار، ورمز لكل ما هو جميل وصالح. أكثر من ذلك، إنها رمز لمَنْ لا يُغلب (أ) ولا يهزمه الظلام ولا أي قوة لعدو، وكذلك رمز لمَنْ لا يُهان من أي مخلوق (ولا يتحمّل الإهانة) (ب). إن شخصيته رمز للقوة العليا. لا يمكن لأي شخص أو أشخاص أن يعيقوا عمله أو شخصيته ولا ينبغي لهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله).. فهمت من كلام الله أن الله يسود على كل الأشياء، وأن شخصيته هي رمز لأعلى سلطة، وأنه لا يمكن لقوة العدو أو القوى الظلامية أن تسيء إليه. سوف يطهّر الله الكنيسة من كل قوى الشر المخربة للشيطان ويقصيهم تمامًا. هذا هو اتجاه عمل الله وهو واقع سيحققه الله بالتأكيد. فكرت كيف طرد بيت الله في السابق الكثير من الأشرار وأضداد المسيح: بغض النظر عن مدى وحشيتهم، لم يتمكنوا من النجاح إلا لفترة قصيرة، وفي النهاية لم يستطيعوا الهرب من عقاب الله. ألم يكن هذا بر الله؟ ومع ذلك لم أفهم بر الله، ولم أثق في حقيقة أن الحق والبر في بيت الله يسودان، وأن الله قد ملك. رأيت بيت الله كما لو كان مثل العالم، كأن من له مكانة وسلطة يستطيع أن يتحكم في مصيري، وإذا أسأت إلى ياو لان وابنتها، اعتقدت أنني سأفقد آفاقي المستقبلية وغايتي. كنت أخشى حتى أن تنتقما مني، ولم أثق في سلطان الله على كل شيء. كان هذا النوع من الإيمان مخزيًا لله! قرأت هذا في كلام الله بعد ذلك: "كلامي هو أساس إفلات الإنسان من تأثيرات الظلمة، والناس الذين يتعذر عليهم التطبيق بحسب كلامي، لن يقدروا على الإفلات من قيود تأثير الظلمة. إن الحياة في حالة صحيحة تعني أن تحيا تحت توجيه كلام الله، وأن تحيا في حالة من الإخلاص لله، وأن تحيا في حالة من البحث عن الحق، وأن تحيا في واقعية بذل الشخص نفسه بإخلاص من أجل الله، وأن تحيا في حالة من المحبة الحقيقية لله. إن أولئك الذين يحيون في هذه الحالات ويحيون في هذه الواقعية سيتغيرون ببطء كلما دخلوا في أعماق الحق، وسيتغيرون كلما ازداد العمل عمقًا، وسيصبحون حتمًا في النهاية أناسًا يربحهم الله، ويحبون الله محبة صادقة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله). أراني كلام الله الطريق. إذا كنت أرغب في كسر قيود التأثير الظلامي للشيطان، كان علي أن أمارس وفقًا لكلام الله. كان عليّ أن أتخلى عن اهتماماتي الشخصية وأفكاري حول مستقبلي، حتى لو فُصلت من واجبي وفقدت منصبي وآفاقي، كان علي أن ألتزم بمبادئ الحق. بمجرد أن فهمت هذا، استجمعت قوتي، وكتبت رسالة إلى قادتي أبلغ فيها عن ياو لان وشياومين.

بعد يومين، جمع القادة جميع الإخوة والأخوات لكشف حقائق الأفعال الشريرة التي ارتكبتها ياو لان وشياومين. وفقًا للمبادئ، تم فصل ياو لان وزوجها وشياومين من واجباتهم. لم تفكر ياو لان وابنتها في تأمل نفسيهما أو محاولة معرفتها، بل زارتا الإخوة والأخوات في بيوتهم متظاهرتين بالندم، وحتى التحسر على سوء معاملتهما في محاولة لخداع الإخوة والأخوات. لم تكونا نادمتين على الإطلاق، وفي النهاية، بسبب أعمالهما الشريرة، صممتا على أن تكونا من أضداد المسيح وفاعلي الشر الذين ارتكبوا كل أنواع الشر، وطردوا من الكنيسة. عادت حياة الكنيسة إلى طبيعتها، وصفق الإخوة والأخوات وهللوا، ومجّد الجميع بر الله وقداسته. ساعدني هذا على أن أرى بوضوح أكثر أن البر والحق يسودان على بيت الله، وأن المسيح يملك هناك، وبغض النظر عن مدى شر وتفشي قوى شر أضداد المسيح أو مدى سطوتها، فلا يمكنها أبدًا التفوق على سلطان الله أو تعطيل عمل الله، ناهيك عن السيطرة على مصير أي شخص. إنهم مثل قطع الشطرنج بين يدي الله، أدوات تساعد مختاري الله على تنمية التمييز. يسمح أداؤهم للآخرين برؤية أضداد المسيح والأشرار على حقيقتهم، حتى لا يضلوا. من خلال تجربة الإبلاغ عن أضداد المسيح هؤلاء، كانت استنارة كلام الله وإرشاده وقيادته هي التي مكنتني من اختراق قوى الظلام وممارسة الحق. شعرت بالراحة والطمأنينة في قلبي، وشعرت أن التصرف بهذه الطريقة هو السبيل الوحيد للعيش بكرامة ونزاهة؛ وشعرت بالانطلاق والحرية. كانت هذه ثمرة كتابة تقرير صادق.

كل المجد لله القدير! آمين!

الحواشي:

(أ) يرد النص الأصلي "إنه رمز كونه غير قادر على أن".

(ب) يرد النص الأصلي "وكذلك رمز لكونه لا يُهان (ولا يتحمل الإهانة)".

السابق: 58. فضح قائدة زائفة: صراع شخصي

التالي: 60. الله بار للغاية

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

22. الهرب من "عرين النمر"

بقلم شياو يو – الصيناسمي شياو يو وأبلغ من العمر 26 عامًا. كنت كاثوليكية فيما مضى. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب مع أمي إلى الكنيسة لحضور...

5. قلبٌ تائهٌ يَعود

بقلم نوفو – الفلبّيناسمي نوفو، وأنا من الفلبّين. اتَّبعتُ أمّي في إيمانها بالله منذُ أن كنتُ صغيرًا، وكنتُ أستمِعُ للصّلوات في الكنيسة مع...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب