عليك أن تكون صادقًا كي تخلُص

2022 أغسطس 1

في أغسطس 2021، جئت لكنيسة الوافدين الفرنسية لسقاية المؤمنين الجدد. وبعد فترة، وجدتُ أن لوافدة شخصية متغطرسة، وغالبًا ما تصرُّ على آرائها. ولم تستطع العمل جيدًا مع إخوتها وأخواتها. عندما أشار آخرون إلى مشكلاتها، رفضت قبولها وجادلت في الصواب والخطأ، وأدانت الناس من وراء ظهورهم، فجعلتهم يشعرون بأنهم مقيَّدين منها، وعطَّلت عمل بيت الله. وفقًا للمبادئ، كانت لا تصلح للخدمة، وعليَّ أن أشارك أكون معها وأعفيها من واجبها. لكن في ذلك الوقت، كنت أواجه بعض المشكلات. كانت المرة الأولى لي كقائدة، لم أشارك مطلقًا مع أي شخص حول هذا، ولم أكن أعرف كيف أفعل ذلك، لكنني لم أرغب أيضًا في سؤال المشرفة، إذ خشيت أن تعتقد أنني غير قادرة، كوني لا أعرف ذلك، وأن ترى نقائصي بوضوح، فلا تقدّرني أو تنميني بعد الآن. اعتقدت أيضًا أن فرنسيَّتي كانت ضعيفة، فإذا لم أفهم حديث تلك الوافدة الجديدة، أو لم أتمكن من شرح ما قصدت قوله، ستكون لديها مفاهيم وتنسحب، وسأضطر إلى تحمل المسؤولية. تناقشت مع نفسي، وأخيرًا تركت الأمر للأخ كلود، قاد كنيسة الوافدين، ليتولى الأمر. حتى أنني وجدت مبررًا، أن هذا كان تدريبًا للأخ كلود، لأعلمه كيفية حل المشكلات بمفرده. لكن لاحقًا، لأن الأخ كلود لم يتحدث بوضوح أثناء الشركة، انسحبت تلك الوافدة، وتركت الإيمان. لهذا، اكتئب الأخ كلود جدًا. وقال إنه كان أغبى من أن يعقد شركة. في ذلك الوقت، لم أتصارح معه لتحليل مشكلتي. كنت أشارك معه وكأن شيئًا لم يحدث وناقشت انحرافاته. لم أكشف حالتي الحقيقية، وتركته يعتقد خطًا أن بوسعي حل المشكلات.

بعد أيام قليلة، في اجتماع، قالت قائدتنا إن بعض عاملي السقاية يؤدون واجباتهم بشكل غير مسؤول. لم يحلوا المشكلات بأنفسهم، بل طلبوا من القائد الجديد ذلك، تاركين المشكلات دون حل، ما دفع الوافدين الجدد إلى المغادرة. عندما سمعت القائدة تشير إلى مشكلتي بصراحة شديدة، شعرت بالخزي فورًا. لقد كنت محرجة جدًا. فكرت: "المشرفون وعاملو السقاية من كل كنيسة موجودون هنا. ماذا سيفكرون بي الآن؟ لا بد أن يعتقدوا جميعًا أنني لا يُعتمد عليَّ تمامًا". عندما انتهت القائدة، طلبتْ من الجميع التحدث. فكرت: "تحدثت القائد هنا بشكل مباشر، وكنت الجانية. إذا لم أقم بشركة نشطة الآن، ألا يجعل هذا الأمر يبدو أنني لا أملك موقفًا لقبول التهذيب والتعامل؟ من المؤكد أن ذلك سيترك انطباعًا سيئًا لدى قائدتي". لاستعادة ماء وجهي، شاركت أولًا، وقلت بصوت خافت، "أشعر بالأسف الشديد لتركي شيئًا كهذا يحدث. أرى الآن أنني غير مسؤولة للغاية". بعد أن أظهرت "المعرفة" بنفسي، بدأت في شرح موقفي، قائلة: "سابقًا، دفعت ثمنًا باهظًا للتعرف على الصعوبات التي تواجهها الوافدة الجديدة، وشاركت معها بمحبة في كلمة الله، ولكن لعدم امتلاكي خبرة عملية، وبسبب حاجز اللغة، طلبت من قائد الوافدين التعامل معها. لم آخذ في الاعتبار عواقب ذلك، مما جعل الوافدة الجديدة تنسحب". بعد الحديث، أرسلت لي أخت رسالة وقالت بصراحة: "كانت نبرة حديثك هادئة للغاية. بدت متعمَّدة وغير مريحة. كان الأمر كما لو كنتِ تعلمين بالفعل أنك مخطئة، وأردتِ منا التوقف عن إخبارك ذلك". عندما قرأت الرسالة، كَمِدَ وجهي فورًا من الذل. وشعرت وكأنني ضُبطت أمارس خديعة. وكان ذلك محرجًا جدًا. بعد ذلك كانت كلمات الأخت دائمًا في قلبي. لقد أشارت إلى مشكلاتي صراحةً، ولا بد أن تكون مشيئة الله وراءها. يجب أن أفكر وأفهم بشكل صحيح. عند التفكير، أدركت أنني كلما ارتكبت خطأ وجرى التعامل معي، فدائمًا ما اعترف استباقيًا بمشكلاتي، ثم أعبّر عن مصاعبي الفعلية بنبرة حزينة ومظلومة، لكسب تعاطف الجميع وتفهمهم، ليغفر لي الجميع ولا يحاسبني بعد الآن. ولأجعل الآخرين يشعرون أنني أستطيع قبول التهذيب والتعامل معي، مما يترك انطباعًا جيدًا عني. بعد التفكير في هذا، أدركت أن ثمة كثير من الحيَل في كلامي. بعد ذلك، بحثت عن أجزاء من كلمة الله بخصوص هذا، لآكلها وأشربها.

ذات يوم، تذكرتُ الحوار بين الله والشيطان في الكتاب المقدس. "فَقَالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَانِ: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَه وَقَالَ: "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا" (أيوب 1: 7). ثم قرأت تحليل الله لطريقة كلام الشيطان، الذي يقول: "كلمات الشيطان تتسم بسمات محددة: ما يقوله الشيطان يتركك في حيرةٍ وغير قادرٍ على إدراك مصدر كلامه. أحيانًا يكون للشيطان دوافع ويتحدّث أحيانًا عن عمدٍ وأحيانًا تغلبه طبيعته، وتخرج هذه الكلمات تلقائيًا وتأتي مباشرة من فم الشيطان. لم يستغرق الشيطان فترة طويلة من الوقت ليزن مثل هذه الكلمات، بل عبَّر عنها دون تفكير. وعندما سأل الله الشطيان من أين أتيت، فإنه أجاب بكلمات قليلة غامضة. تشعر بالحيرة الشديدة ولا تعرف تمامًا من أين يأتي. هل يوجد أحدٌ بينكم يتحدّث بهذه الطريقة؟ ما نوع هذا الكلام؟ (إنه غامضٌ ولا يُقدّم إجابةً مُحدّدة). ما نوع الكلمات التي يجب أن نستخدمها لوصف طريقة التحدّث هذه؟ إنها مُخادِعة ومُضلِّلة، أليس كذلك؟ لنفترض أن شخصًا ما لا يريد أن يُعرِّف الآخرين ما فعل بالأمس. تسأله: "لقد رأيتك بالأمس. إلى أين كنت ذاهبًا؟" فلا يُخبرك مباشرةً أين ذهب. بل يقول: "الأمس كان مُتعِبًا جدًّا!" هل أجاب عن سؤالك؟ لقد أجاب، ولكن هذا ليس الجواب الذي كنت تريده. هذا هو "ذكاء" حيلة الشخص. لا يمكنك أن تكتشف أبدًا ما يقصده أو ترى المصدر أو النيّة وراء كلماته. ولا تعرف ما يحاول تجنّبه لأن لديه في قلبه قصّته الخاصّة – وهذه هي الغواية. هل يوجد بينكم من يتحدثون بهذه الطريقة؟ (نعم). ما هدفكم إذًا؟ هل هدفكم أحيانًا حماية مصالحكم، وأحيانًا الحفاظ على كبريائكم ووضعكم وصورتكم، وحماية أسرار حياتكم الخاصة؟ مهما كان الهدف، فإنه لا ينفصل عن اهتماماتكم ويرتبط بمصالحكم. أليست هذه هي طبيعة الإنسان؟ كل مَن لهم مثل هذه الطبيعة ينتمون انتماءً شديدًا إلى الشيطان، إن لم يكونوا هم عائلته. يمكننا قول هذا، أليس كذلك؟ عمومًا، هذا السلوك الظاهر مقيتٌ ومثيرٌ للاشمئزاز" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)). في الماضي عندما قرأت تحليل الله أن الشيطان يتكلم بطريقة مخادِعة ومُضِلِّة، شعرت دائمًا أن من يمكنه استخدام هذه الأساليب لهو بالقطع مدبر مكائد ومخادِع. لكن عندما قرأته مجددًا، أدركت أنني أظهِر هذه الأشياء وأعلنها. عندما كشفتني القائدة أمام إخوتي وأخواتي، قبلت ذلك ظاهريًا، واعترفت بأنني كنت غير مسؤولة، لكنني لم أقبل حقًا، وحتى أنني شعرت بالظلم. لم أكن أقوم بهذا الواجب لفترة طويلة، فاعتقدت أن مشكلاتي مبرَّرة. لماذا كشفتني مباشرةً في الاجتماع، دون أن تترك لي القليل من الكرامة؟ بعد ذلك، اعتقد الجميع بالتأكيد أنني غير جديرة بالثقة وغير مسؤول. بينما شعرتُ مظلومة، شعرتُ أيضًا أنني إذا لم أتحدَّث في تلك البيئة، سيعتقد الجميع أنني لم أقبل التهذيب والتعامل إطلاقًا، وأنني لم أفهم مشكلاتي، وسيكون انطباعهم عني أسوأ. لاستعادة صورتي، اعترفت استباقيًا بخطئي، وتحدث بنبرة هادئة مع أنين متعمَّد، ليقول للجميع إنني عرفت بالفعل خطئي، وأنني شعرت بالذنب والحزن، وأنني كنت آمل ألا أُلام بعد الآن. أردت التعبير عن أنني أستطيع تصحيح أخطائي وقبول الحق. ظاهريًا، ظهرتُ أنني أعرف نفسي، لكنني في الواقع فعلت هذا لإسكات الآخرين. لم أرغب أن تستمر القائدة في الحديث عن مشكلاتي أو محاسبتي. كانت هذه نيتي الحقيقية. بينما تأملتُ في هذا، رأيت أن طبيعتي كانت شريرة وماكرة مثل الشيطان. كانت كل كلماتي مملوءة بمخطَّطات لخداع الناس. لقد قمت بواجبي بشكل غير مسؤول، وسمَّتني القائدة عندما واجهت مشكلة. لم أتُب، بل تظاهرت بمعرفة نفسي أمام الآخرين، لحفظ ماء وجهي ومكانتي، ليظنوا أن بوسعي قبول الحق. كنت ماكرةً ومخادعةً حقًا. من المفترض أن يكون التحدث بصراحة ومعرفة الذات من مظاهر ممارسة الحق، لكن اعترافي احتوى على حِيل ومكائد. ظاهريًا، كنت أتحدث عن معرفتي بنفسي، لكن في الواقع، كنت أدافِع عن نفسي وأتجنب المسؤولية. كنتُ خبيثة جدًا!

ذات يوم، رأيت مقطعًا آخر من كلمة الله، يكشف الشخصية الشريرة. يقول الله، "غالبًا ما يكون الخداع واضحًا من الناحية الظاهريَّة. فعندما يراوِغُ شخصٌ ما أو يتحدث بمكرٍ شديد، فهذا هو الخداع. وما هي السمة الرئيسيَّة للشرّ؟ يحدث الشرّ عندما يكون ما يقوله الناس مُطربًا بشكلٍ خاصّ للأذن، وعندما يبدو كلّ شيءٍ على ما يرام ولا عيب فيه وجيِّدًا بصرف النظر عن الطريقة التي تنظر بها إليه، وعندما يفعلون أشياء ويحققون أغراضهم من دون أساليب واضحة. إنهم يتكتمون للغاية عندما يعملون عملًا، ولا يتركون أثرًا ولا دليلًا ظاهرًا. هكذا يضلُّ أضداد المسيح الناس، ومن الصعب تمييزمثل هذه الأشياء وهؤلاء الناس. كثيرًا ما يقول بعض الناس الكلام المناسب، ويستخدمون عبارات وقعها لطيف ويستخدمون بعض التعاليم والحُجج والطرق المُعيَّنة التي تتوافق مع مشاعر الناس لخداعهم؛ فهم يتظاهرون بالسير في طريقٍ ما لكنهم في الواقع يسيرون في طريقٍ آخر، لتحقيق أهدافهم السريَّة، وهذا شرٌّ. يعتقد الناس عادةً أن هذه السلوكيات خداعٌ. لديهم معرفةٌ أقلّ بالشرّ ويُشرِّحونه بدرجةٍ أقلّ أيضًا. في الواقع، يصعب تحديد الشرّ أكثر من الخداع لأنه أكثر اختفاءً ولأن الأساليب والطرق المستخدمة أكثر تعقيدًا. عندما تكون الشخصيَّة بداخل شخصٍ ما مخادعة، فعادةً ما يستغرق الأمر يومين أو ثلاثة أيَّامٍ فقط قبل أن يرى الآخرون أنه مخادعٌ أو أن أفعاله وكلماته تكشف عن شخصيَّةٍ مخادعة. ولكن عندما يقال عن شخصٍ ما بأنه شرِّيرٌ، فهذا ليس شيئًا يمكن تمييزه في يومٍ أو بضعة أيام. لأنه إذا لم يحدث شيءٌ مُهمّ أو خاص على المدى القصير، فسوف تجد صعوبةً أثناء الاستماع إلى كلماته وحدها في معرفته على حقيقته. إنه يقول الكلمات الصحيحة ويفعل الشيء الصحيح ويمكنه أن يتحدَّث عن تعليمٍ تلو الآخر. وبعد بضعة أيَّامٍ مع مثل هذا الشخص، تعتقد أنه شخصٌ صالح وقادر على التخلِّي عن الأشياء وبذل نفسه وأنه يفهم الأمور الروحيَّة وله قلبٌ يحبّ الله ويتصرَّف بضميرٍ وإحساس. ولكن بمجرد أن يبدأ بعمل بعض الأمور سوف تكتشف أن ثمة الكثير من الشوائب في كلماته وأفعاله، أو أنها تحوي الكثير جدًا من الأفكار الملتوية، وسوف تدرك أنه ليس صادقًا وأنه مخادِع، أي إنه شرِّيرٌ. إنه غالبًا ما يختار الكلمات الصحيحة، أي الكلمات التي تتناسب مع الحقّ وتتوافق مع مشاعر الناس، وتبدو لطيفة، للتحدُّث مع الناس. إنه يفعل ذلك لتأسيس نفسه من ناحيةٍ ومن ناحيةٍ أخرى لخداع الآخرين، حتى يمكنه التمتع بالمكانة والهيبة بين الناس. مثل هؤلاء الناس مخادعون بشدة، وبمجرد أن يمتلكوا القوة والمكانة، فإنهم سيخدعون أناسًا كثيرين ويؤذونهم. إن أصحاب الشخصية الشريرة خطيرون بشكل لا يصدَّق" ("يربكون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم" في "كشف أضداد المسيح"). كشفت كلمة الله أن السمة الأساسية لذوي الشخصية الشريرة أنهم كتومون. لإخفاء نواياهم عن الآخرين، يستخدمون دائمًا الكلمات الصحيحة، والأساليب التي تبدو ظاهريًا قائمة على المبادئ، لتحقيق دافعهم الخفي. فكرتُ في الأشياء التي فعلتها وأدركت أنها نفس الحيلة: لم أستطع التعامل مع مشكلات الوافدة الجديدة، ولكي أخفي قامتي الحقيقية عن مشرفي، مررت الأمر للقائد الجديد. حتى أنني وجدت عذرًا يبدو ساميًا: هذا تدريب للأخ كلود ليتعلم كيف يحل المشكلات بنفسه. في النهاية، لم يتعامل مع الأمر جيدًا، وساعدته في تلخيص انحرافاته. لم أفشل فقط في كشف حالتي الحقيقية، بل حاولت أن أرسم أمامه صورة جيدة، لجعله يعتقد أنني كنت جيدة في التعامل مع هذه القضايا. عندما كشفتني قائدتي، ولاستعادة صورتي في قلب الجميع، اعترفتُ استباقيًا بأخطائي في إيقاف حديث الآخرين، بل واستخدمت نبرة أنين لكسب تعاطف الجميع وتفهمهم، وجعلهم يعتقدون أن بوسعي قبول الحق، ومعرفة نفسي، وأن لي موقف تائب. وهكذا، لن يحاسبوني بعد الآن. بعد التفكير في كلامي وأفعالي باستخدام كلمات الله، رأيت أنني كنت مريعة حقًا. استخدمت كلمات تبدو منسجمة مع مشاعر الناس والحق، لإخفاء نواياي الحقيرة، وبالتالي أخادع وأحيِّر، وأربِك الجميع تمامًا، وأثبِت نفسي أخيرًا. فقط عندما أدركت ذلك، رأيت أنني شريرة ومخادعة وغامضة. عندما رأيت كلمة الله تكشف أن الناس أشرار، لم أطبّق كلمة الله على نفسي أبدًا، معتقدة أنني لم أكن مثل هذا الشخص، ولكن عندما كشفتني بيئتي، وبعد التأمل بناءً على كلمة الله، ربحتُ أخيرًا القليل من المعرفة عن شخصيتي الشريرة.

لاحقًا، واصلت التفكير. أدركت أنني كشفت شخصيتي الشريرة في أشياء كثيرة. تذكرت، قبل فترة قصيرة، طلب مني المشرف تسليم الوظيفة للأخت وانغ، وتركها تتولى المسؤولية مني. عندما سمعت هذا الترتيب، شعرت بخيبة أمل. لقد كنت مسؤولة عن هذا العمل بمفردي لأكثر من سنتين، واعتقدت أن لا أحد يستطيع أن يحل محلي في هذا الواجب. لم أكن أعتقد أنه سيُعطى لآخر. أردت أن أسأل المشرف إذا كان بإمكاني الاستمرار في تولي المسؤولية، لكني خشيت أن يعتقد أنني كنت طموحة جدًا وغير معقولة، لذلك لم أقل شيئًا. أطعت ظاهريًا، لكن عندما سلّمت العمل، استغللت حضور المشرف والأخت وانغ، لتعمد ذكر بعض التفاصيل الأساسية في هذا العمل. أردت منهما رؤية أن الخبرة والمبادئ التي تعلمتها في القيام بهذا الواجب، لا يمكن تعلمها في غضون أسابيع قليلة، ليسمح لي المشرف بمواصلة أداء هذا الواجب. من المؤكد أنه بعد التسليم، سألني المشرف إذا كان بإمكاني إرشاد الأخت وانغ في ممارستها لفترة أطول قليلًا. كنت سعيدة جدًا لسماع هذا. مع أنني لم أتمكن من الاستمرار في تولي مسؤولية العمل، فما قلته قد خدم الغرض منه. بعد ذلك، عندما واجهت الأخت وانغ مشكلات وصعوبات في أداء واجبها، أتتني لتدعني أقيَّم الأشياء وأحكم عليها، وطلبت مني أيضًا مراجعة كل مهمة. وهكذا، استعدتُ السلطة بهدوء في يدي. بالنظر إلى سلوكي في ذلك الوقت، من الواضح أنني لم أرِدها أن تأخذ مكاني، ولكن لمنع المشرف من التفكير أنني كنت متغطرسة وغير معقولة، لقد انتهزت فرصة تسليم الوظيفة للتباهي برأسمالي. دون أن أدري، حصلت على قبول المشرف. لقد اكتسبت السُلطة واحتفظت بها بشكل شرعي، و"بذكاء" أخفت نواياي. لقد كنت ماهرة جدًا في الأساليب والمخططات الملتوية! كلما تأملت في سلوكي، شعرتُ بالخوف أكثر. لم أصدق أنني كنت مثل هذا الشخص.

لاحقًا، قرأت مقطعين من كلمات الله يعلنان الشخصية الشريرة لأضداد المسيح، منحاني بعض المعرفة لنفسي. يقول الله القدير، "إن لشر أضداد المسيح خاصية رئيسية، وسوف أشارككم السر في كيفية تمييزها. السر هو كما يأتي: أولاً، يكونون غامضين سواء في كلامهم أو تصرفاتهم؛ فيتعذر عليك أن تقرأهم. عندما يتحدثون إليك، تتحرك أعينهم دائمًا من جانب إلى الآخر، ولا تستطيع أن تميز نوع المؤامرة التي يحيكونها. يمكنك أحيانًا أن تشعر أنهم "مخلِصون" و"أمناء" للغاية، لكن ليست هذه هي المسألة، إذ لا يمكنك أبدًا سبر غورهم. يدب في قلبك شعور معين، إحساس بوجود دهاء دفين في أفكارهم، عُمق لا تُسبَر أغواره. يبدون غريبي الأطوار وغامضين" ("إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). "غريب وغامض"؛ إن كلمة "غريب" هنا تعني غير طبيعي، وكلمة "غامض" خبيث وماكر، وهي كعبارة، تعني خبيث وماكر وغير طبيعي في السلوك تحديدًا. وتشير كلمة "غير طبيعي" إلى شيء مُخفى بشدة، بحيث لا يستطيع الناس العاديون معرفة أو رؤية ما يفكر فيه المُخفي أو يفعله. وهذا يعني أن أسلوب أفعال هؤلاء الأشخاص وزخمها، أو الدوافع التي تقبع خلفها، لا يمكن للآخرين فهمها. في بعض الأحيان، يتصرف مثل هؤلاء الأشخاص كاللصوص في الليل. ثمة عبارة يمكن أن تلخِّص المظهر العملي والحالة لكونك غريبًا وغامضًا في السلوك، وهي "الافتقار إلى الشفافية"؛ ما يعني أن تتجاوز معتقدات الآخرين وفهمهم. توجد هذه الصفة في تصرفات أضداد المسيح؛ إذْ تخاف تمامًا عندما تدرك أو تشعر أن نيَّتهم في فعل شيء ما ليست بسيطة على الإطلاق، ولكن حينما لا تتمكن من معرفة دوافعهم أو نياتهم في وقت قصير، أو بسبب بعض العوامل الأخرى، تشعر دون وعي أن سلوكهم غريب وغامض تمامًا. لماذا يجعلك ذلك تشعر على هذا النحو؟ لأنه لا يمكن لأحد الوصول إلى جوهر أفعالهم أو حديثهم، وهذا جزء من السبب. وفوق ذلك، مهما يكنْ ما يفعلونه، فمن الصعب جدًا عليك أن تحدِّد من كلامهم، أو من طريقة أفعالهم وأساليبها، ما الذي يقصدون فعله بالضبط. في كلامهم، غالبًا ما "يتظاهرون بالضرب شرقًا ولكنهم يضرِبُون غربًا" ونادرًا ما ينطقون كلمة صادقة، ما يجعلك تظن أن الأمور الصادقة التي يقولونها كاذبة وأن الأقوال الكاذبة صادقة. فأنت لا تعرف أي أجزاء من كلامهم كاذب وأيها صادق، وغالبًا ما تشعر أنك تتعرض للخداع والتلاعب. ما الذي يولّد هذا الشعور؟ إنه ينبع من افتقار دائم إلى الشفافية في أفعال هذا النوع من الأشخاص. أنت غير قادر على رؤية واضحة لما يفعلونه أو ما ينشغلون به؛ لذا لا يسعك إلا أن تشك فيهم، إلى أن ترى أخيرًا أن شخصيتهم خادعة وخبيثة وشريرة" ("يتعاملون بطريقةٍ غادرة ويتصرَّفون بطريقةٍ فرديَّة وديكتاتوريَّة ولا يتشاركون أبدًا مع الناس ويجبرون الناس على الطاعة" في "كشف أضداد المسيح"). أعلنت كلمات الله أن شخصيات أضداد المسيح شريرة للغاية. هناك دائمًا دافع خفي فيما يقولونه ويفعلونه، مما يجعلهم غامضين. لتحقيق أغراضهم، غالبًا ما يستخدمون الأوهام والأساليب الخبيثة لخداع الناس وإرباكهم. إنهم يحيِّرون الجميع تمامًا، حتى لا يعرف أحد ما إذا كانت كلماتهم صحيحة أم خاطئة. رأيت أن سلوكي كان خبيثًا مثل ضد المسيح. لطالما أخفيت نوايا في كلامي وأفعالي. عندما واجهت صعوبة في واجبي، أعملت عقلي لإيجاد سُبل لتجنبه، وحاولت أيضًا إخفاء قامتي الحقيقية عن مشرفي. عندما كشفت قائدتي المشكلات في واجبي، كل ما فكرت فيه هو كيف أجعل الناس يشعرون أنني أقبل الحق، وفي الوقت ذاته حاولت التنصل من مسؤوليتي. عندما أردت السيطرة والحفاظ على منصبي، فكل ما فكرت فيه هو كيف أخفي طموحاتي، وكيف أجعل المشرف يسمح لي بالحفاظ على العمل ويكون لي القول الفصل. وقتما هدَّد أي شيء سمعتي ومكانتي، فكل ما فكرت فيه هو كيفية التخفي وإرباك الآخرين. خاصة أمام القادة والمشرفين، فكرت مليًا قبل كل كلمة قلتها، حيال الكلمات التي ستحقِّق هدفي وتخفي أفكاري الحقيقية. يقول الله إن من يفعلون مثل هذه الأمور الماكرة، يشبهون تمامًا ضد المسيح! عندما فكرت في هذا، كنت خائفة بعض الشيء. يطلب منا الله أن نكون صادقين وأن نقول ما نفكر فيه بالفعل، بما في ذلك الفساد الذي نُظهره، وما لا نفهمه وما لا يمكننا فعله. لكن كل ما فكرت فيه هو كيفية التخفي، وكيف أجعل الناس يقدرونني، وكيف أحافظ على صورتي. كل ما فعلته كان محسوبًا وخبيثًا وماكرًا، وكل ما كشفته هو الشخصية الشيطانية المخادعة والشريرة. بمجرد أن أدركتُ ذلك، ظهرَ المشهد تلو الآخر في ذهني. فكرت مرة أخرى في طفولتي. علمتني أمي أن "الخيول السريعة لا تضربها السياط، والطبول الصاخبة لا تُقرَع بعصا ثقيلة". لذلك كنت أجتهد دائمًا لأكون "فرسًا سريعة" و"طبلة صاخبة"، والطفلة "المطيعة" حسنة التصرف. إذا ارتكبت خطأ، أعترف به فورًا دون الحاجة إلى تذكير. ونادرًا ما وبخني أبواي أو أدَّباني حين كنت طفلة، فشعرتُ أن بوسعي تجنُّب الكثير من المعاناة بكوني ذكية، وأعترف بأخطائي. فمثلًت، إذا فشلت في أحد الاختبارات، لأمنع والديَّ من لومي أو معاقبتي، كنت أبكي قبل أن يتمكَّنا من الكلام، وأحاول الظهور بمظهر البائسة والعاجزة، لأنني كنت أعرف أن والديَّ لا يستطيعان تحمُّل بكائي. كانا يخشيان أنني لا أستطيع تحمُّل المزيد من الضغط، فلم يعودا يلوماني. بدلا من ذلك، كانا يعزيانني. كلما بكيت وتظاهرت بالبؤس، كنت أفلت من توبيخ والديّ. ظل احترامي لذاتي كما هو، وتجنبت المسؤولية التي كان ينبغي عليَّ تحملها. بعد الإيمان بالله، ظللت هكذا. عندما أفشل في أداء واجبي بشكل جيد وأحتاج إلى تحمُّل المسؤوليات، كنت أمارِس الحِيَل، وأتظاهرُ بالبؤس، وأجادل، للتستر على سلوكي اللامبالي وغير المسؤول في واجبي حتى لا يهذبني أحد أو يتعامل معي. رأيت أن العيش بهذه الفلسفات الشيطانية سيجعلني أكثر ذكاءً وخداعًا. كنت أراقب اتجاه الريح، وأتعلُّم الحِيل الخبيثة، وأجعل من نفسي شيطانًا حيًا. الأكثر رعبًا هو أن الغش الحِيل كانت تبدو لي طبيعية. إذا لم يذكّرني الإخوة والأخوات ويكشفونني، فلا يكون لدي أدنى وعي أو أشعر بأي خزي. تذكرتُ كلمة الله: "ما يريده الله هو الأمناء. إن كنت قادرًا على الكذب والخداع فأنت مخادع ومحتال وشرير، ولست أمينًا. وإن لم تكن أمينًا، فليست هناك فرصة ليخلّصك الله ولا يمكنك أن تخلُص" ("أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "إذا كَثُرت في كلامك الأعذار والمبررات التي لا قيمة لها، فأنا أقول إنك شخص يكره بشدة ممارسة الحق. إذا كانت لديك العديد من الأسرار التي تأبى مشاركتها، وإذا كنت غير مستعد بتاتًا للبوح بأسرارك – أي الصعوبات التي تواجهك – أمام الآخرين حتى تبحث عن طريق النور، فأنا أقول إنك شخصٌ لن ينال الخلاص بسهولة ولن يخرج بسهولة من الظلمة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). يمكننا أن نرى من كلام الله أنه يكره المخادعين ويحتقرهم، المخادِعون لديهم الكثير من الجوانب المظلمة في قلوبهم. إن كلماتهم وأفعالهم دائمًا ما تكون خادعة ومُربِكة، ولا يمارسون كلمة الله أبدًا. مهما كان عدد سنوات إيمانهم بالله، فإن شخصياتهم الفاسدة لن تتغيَّر أبدًا، ولا يمكنهم أبدًا تحقيق الخلاص. بمجرد إدراكي هذا، رأيت أنني في خطر حقيقي! فصلّيتُ إلى الله معلنةً راغبةً في التوبة، وطلبت منه أن يرشدني ويعينني على التغيير الحقيقي.

ذات يوم، قرأتُ في كلمة الله: "كن شخصًا صادقًا؛ صلِّ لكي تُخلِّص نفسك من الخداع الذي في قلبك. طهِّر نفسك بالصلاة، سيحرِّك روح الله قلبك في الصلاة، وستتغيَّر شخصيتك تدريجيًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حول ممارسة الصلاة). "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلاً. علام يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور. إن تعلُّم كيف تفتح قلبك عندما تعطي شركة هو الخطوة الأولى للدخول في الحياة. بعد ذلك، يجب أن تتعلّم كيفية تحليل أفكارك وأعمالك لترى ما الأمور الخاطئة التي تقوم بها وما التصرفات التي لا يحبّها الله، وسيكون عليك أن تعكسها وتصححها على الفور. ما الغرض من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، ورفض الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. قبلًا، كنت تفعل كل شيء بحسب شخصيتك الماكرة، التي هي كاذبة ومخادعة، وشعرت أن بوسعك الحصول على شيء دون كذب. والآن، وقد صرت تفهم الحق وتحتقر سُبل الشيطان في القيام بالأمور، لم تعد تتصرف على هذا النحو. تتصرف بعقلية صادقة وطاهرة ومطيعة. إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو واجهة، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" ("وحدهم الذين يمارسون الحق يخافون الله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لمست كلمات الله قلبي. إن مطلب الله في الواقع بسيط للغاية؛ أن نتكلم ونتصرَّف بصراحة وأمانة، وألا يكون في قلوبنا خداع ولا مَكر ولا غِش، ويكون لنا قلب صادق تجاه الله، ونصدُق مع الآخرين. إذا أخطأنا وكذبنا، فنحن بحاجة إلى الاعتراف بذلك والتفكير في أنفسنا، وقبول الحق بموقف صادق. هكذا فقط يمكن معالجة شخصياتنا الشيطانية تدريجيًا. عند تهذيب بعض الإخوة والأخوات والتعامل معهم، فمع شعورهم بالخزي في ذلك الوقت، يمكنهم القبول والطاعة. بعد ذلك، يمكنهم طلب الحقَّ والتفكير في أنفسهم وإيجاد سبب فشلهم. مع مرور الوقت، يحققون المزيد من التقدم، ويصبحون أفضل في واجباتهم. وينالون إرشادَ الله وبركاته. لكن بالنسبة لي، للحفاظ على صورتي ومكانتي، استخدمت دائمًا وسائل معينة للتهرب من مسؤولياتي ولتجنب التهذيب والتعامل والإدانة، وشعرت أنني أفعل الأشياء بذكاء. ماذا جنيتُ مقابل ذلك في النهاية؟ بعد سنوات من الإيمان بالله، لم تتغير شخصيتي الحياتية. كنت ما زلت ماكرة ومخادعة وشريرة وأنانية. لقد قمت بواجبي دون استيعاب المبادئ ولم أكن أعرف كيف أحل المشكلات. أدركت أخيرًا أنه باستخدام الحِيل لتفادي المسؤولية وتجنب التهذيب والتعامل، كنت في الواقع أرفض خلاص الله وأفسد فرصي في ربح الحق. وفي كل مرة استخدمت الحيل للهروب من المسؤولية، كنت أضطر لإعمال عقلي لأفكر فيما سأقوله وأي عذر سأستخدمه. قد أُفلت من العقاب مرةً، ولكن حينما يظهر تهديد لسمعتي ومكانتي مجددًا، أفكر في طريقة أخرى لخداع الناس. العيش في هذه الحالة المخادعة وغير النزيهة يوميًا، كان متعبًا جدًا، ويكرهه الله ويبغضه. وفي النهاية، سأدمّر فرصي في ربح الحقِّ والخلاص. لم يكن هذا ذكيًا إطلاقًا. كان جهلًا وحماقة. عندما أدركت هذا، كنت أرغب بشغف في معالجة شخصياتي المخادعة والشريرة وأن أصبح صادقة.

لاحقًا، خطَرَ لي أن الأخ كلود لا يزال لا يعرف دوافعي الحقيرة لمطالبته بالشركة مع الوافدة الجديدة. إذا لم أصارحه، فلن يكون لديه أي تمييز لي، ويظل يوقّرني، ويظل في حالة سلبية ويشعر أنه لا يستطيع أداء العمل. لذلك، ذهبت إلى الأخ كلود، وصارحته حول دوافعي لإرساله إلى شركة مع الوافدة الجديدة، وأخبرته بما تعلمته من الأمر. كما قلت إنني أتحمل معظم اللوم وأنني كنت أنانية وحقيرة. لأحمي ماء وجهي ومصالحي، خدعته وجعلته يتحمل المسؤولية. ثم صارحني عن تفكيره الذاتي، ومعرفته وربحه من هذا الأمر. بعد سماع الشركة، شعرت بإحساس كبير بالعتق. لقد اختبرتُ حقًا أنه فقط من خلال ممارسة الحق، وكوننا صادقين، يمكننا أن نشعر بالسلام والأمن.

بعد ذلك، نظَّم مشرفي اجتماعًا لمناقشة الانحرافات في عملنا. لقد انخفضت فعاليتي بشكل كبير في ذلك الشهر. كنت أعرف بوضوح أن في اجتماع العمل هذا، سيفحص الله كل كلمة وتصرُّف، ليرى كيف أبليتُ، وإذا كنت سأعود إلى حِيلي القديمة وخداعي للدفاع عن صورتي ومكانتي وأستر وأخفي نقائصي ومشكلاتي، أو أواجه مشكلاتي وأتحدث بصراحة وأكون صادقة. قلت لنفسي أن أمارس الحق، حتى لو أضرت بصورتي. لذلك، تصارحت حول كيفية تخبطي وممارسة الحِيل في عملي خلال هذه الفترة، وقلت، سألخص انحرافاتي ومشكلاتي، وأغيّر موقفي تجاه واجبي، وأحاول أن أكون أكثر فعالية. بعد هذه الشركة، شعرت بالعتق بشدة، وكان لدي الإرادة والحافز لأداء واجبي جيدًا. بعد أن انتهيت، لم يحتقرني إخوتي وأخواتي. لكن ناقشوا بعض مسارات الممارسة لأداء واجباتنا جيدًا. لقد استفدت كثيرًا من شركتهم، وتعلّمت أيضًا المزيد من الطرق لتغيير انحرافاتي. بعد ذلك مارست هذه المسارات، وأصبحت بتؤدة أكثر فعالية في عملي. عندما رأيت هذا، كنت ممتنة جدًا لله.

خلال هذا الاختبار شعرت بصدق، أنه مهما كانت الأخطاء التي نرتكبها أو الفساد الذي نكشفه في واجباتنا، طالما أمكننا أن نواجه الأمور بهدوء، ونتصارح، ونطلب الحق، فلن يحتقرنا أحد، بل يمكننا أيضًا التفكير في أنفسنا وأداء واجباتنا بشكل أفضل. وأيضًا شعرت حقًا أن وحدهم أولئك الذين يمارسون الحق وهم الصادقون هم من يتمتعون بالشخصية والكرامة، ووحدهم يشعرون حقًا بالراحة والعتق.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما هي طبيعة محبة الله؟

بقلم سيكيو – مدينة سويهوا – إقليم هييلونج – جيانج كلما قرأت الفقرة التالية من كلمة الله ً"إن كنتَ دائماً مُخْلصًا ومُحبًّا جدًا تجاهي،...