تأدية الواجب تتطلب السعي للحق
قبل بضع سنوات، بدأت الوعظ بالإنجيل. كانت استطاعتي تأدية هذا الواجب رفعة من الله. فشكرته من أعماق قلبي على إتاحتي الفرصة، وقررت أن أتكل على الله لأقوم بهذا الواجب جيدًا. لذا، كنت أقضي الكثير من الوقت يوميًا في قراءة كلام الله، وإعداد نفسي بالحق، ومبادئ التعلُّم. وأسأل الآخرين عما لا أفهمه. وسرعان ما تمكنت من أداء واجبي بمفردي، وكنت ممتنة لله جدًا. حينئذٍ، كنت متحمسة للغاية في واجبي، وأصبحت النتائج أصبحت أفضل فأفضل. وبعد فترة انتخبتُ قائدة فريقٍ. كنت سعيدة جدة وفكرتُ: "عليَّ دفع المزيد من الثمن، ومضاعفة جهودي، وأجاهد لأجعل المزيد من الناس يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة. هذا وحده سيُظهر أنني مسؤولة وفعَّالة وأنني أسعى للحق. وهكذا، سيقبلني إخوتي وأخواتي بالتأكيد ويُعجَبون بي".
في تلك الأشهر القليلة، كنت منشغلة بواجبي منذ استيقاظي. وأنسى الطعام أحيانًا. وأيضًا تجاهلتُ الخلوات التعبدية وقراءة كلمة الله. شعرت أن الخلوات وقراءة كلمة الله تستغرق وقتًا أحتاجه لواجبي، وأن هذا أثَّر على فعالية واجبي. بينما كنت أستمع للآخرين يقرؤون كلام الله ويشاركون عن اختباراتهم في الاجتماعات، كنت أفكر في واجبي. لم أستطع تهدئة قلبي والتركيز على التأمل في كلمة الله، ناهيكَ عن الاستماع للآخرين يتبادلون اختباراتهم وفهمهم. تدريجيًا، توقفت عن تمييز الشخصيات الفاسدة التي أظهرها كل يوم. وأصبحت متغطرسة بشكل متزايد ولم أستطع العمل جيدًا مع الآخرين في واجبي. عندما رأيت أن عمل شريكتي لم يكن جيدًا، ازدريتها. شعرتُ أنها نشرتْ الإنجيل لعامين، لكنها مبدئة وليست جيدة مثلي. إذا بقيت لفترة أطول، سأكون قطعًا أفضل منها. أحيانًا، كنت أرغب في اتباع أفكاري الخاصة، عندما ظننت أنني على صواب، فلم أرغب في مناقشة الأمور معها أو حتى إطلاعها. عندما أرادت معرفة تقدم عملي الإشرافي، لم أرغب كذلك في إخبارها. فكرت أنني إذا أخبرتها، فعندما يأتي قادتنا ليسألوا عن العمل، ستكون هي من تخبرهم عن تقدم العمل وتفاصيله، وهذا من شأنه أن يسرق الأضواء مني. كما قلتُ دائمًا أمام قادتنا إن شريكتي كانت غير مسؤولة في واجبها. لاحقًا، عندما علم القادة بحالتي، شاركوا معي عن التعاون المنسجِم، وقالوا إنني لم أناقش الأمور مع الآخرين، وازدريت شريكتي، وركزتُ على عيوب الآخرين، وهو أحد مظاهر الغطرسة. لكنني لم أعرف نفسي إطلاقًا. ظللت أشعر أن عدم تمكننا من العمل معًا جيدًا كان لأنها غير مسؤولة، لذلك ازدريتها. لاحقًا، رأى القادة أنني لم أتعلم الدروس عندما حدثت أشياء لي، لذلك تعاملوا معي لكوني متغطرسة جدًا وغير معقولة، وقالوا إن هذا سيؤثر على واجبي، وطلبوا مني التأمل في نفسي. حينئذٍ، شعرت بالحزن الشديد، معتقدة أنني سهرتُ كل يوم لأداء واجبي، وأمكنني أن أتألم وأدفع الثمن، وأكون فعالة في واجبي. فما أهمية تكشُّف شخصية فاسدة فيَّ؟ لماذا جرى التعامل معي هكذا، بينما كنت فعّالة في واجبي؟ كل هذا جعلني أشعر بالبؤس، فوقفتُ أمام الله وصليت لأطلب أن يرشدني الله لفهم مشيئته.
ذات يوم، قرأت في خلوة تعبديَّة هذا المقطع من كلمة الله: "كيف يمكنك تقييم ما إذا كان الشخص يسعى إلى الحق؟ الشيء الأساسي الذي يجب النظر إليه هو ما يكشفُ عنه ويُظهرُه في أداء واجباته وأفعاله. من هذا، يمكنك أن تعرف شخصية الشخص. ومن شخصيته، يمكنك معرفة ما إذا كان قد حقَّق أي تغيير أو رَبِحَ أي دخول في الحياة. إذا لم يكشف شخص ما سوى شخصيات فاسدة عندما يتصرف، ولم يكن لديه أي من وقائع الحق على الإطلاق، فهو بالتأكيد ليس شخصًا يسعى وراء الحق. هل لأولئك الذين لا يسعُون وراء الحق دخول إلى الحياة؟ لا، إطلاقًا. الأشياء التي يفعلونها كل يوم، وسَعيهم وبذلهم، ومعاناتهم، والثمن الذي يدفعونه، بغض النظر عما يفعلونه، كل ذلك في الخدمة، وهم عاملو خدمة. مهما كان عدد السنوات التي آمن فيها الشخص بالله، فإن الأهم هو ما إذا كان يحب الحق. يمكن رؤية ما يحبه الشخص ويسعى إليه من خلال ما يحب القيام به أكثر من غيره. إذا كانت معظم الأشياء التي يقوم بها الشخص تتوافق مع مبادئ الحق ومتطلبات الله، فهذا شخص يحب الحق ويسعى إليه. إذا تمكّن من ممارسة الحق، والأشياء التي يقوم بها كل يوم هي أداء لواجبه، فعندئذ يكون لديه دخول للحياة، ويمتلك وقائع الحق. قد تكون أفعاله غير مناسبة في بعض الأمور، أو قد لا يفهم مبادئ الحق بدقة، أو قد يكون لديه تحيز، أو في بعض الأحيان قد يكون متعجرفًا ولديه برٌّ ذاتي، ويصرُّ على آرائه الخاصة، ولا يقبل الحق، لكن إذا كان قادرًا على التوبة لاحقًا وممارسة الحق، فهذا يثبت بلا شك أن لديه دخول للحياة ويسعى إلى الحق. إذا كان ما يُظهره شخص ما أثناء أداء واجبه ليس سوى شخصيات فاسدة، وفم مليء بالأكاذيب، وسلوك متعجرف، وتسيُّب، وغطرسة شديدة، إلى درجة أنه يتجاهل القواعد، ويفعل ما يحلو له، فبغض النظر عن عدد السنوات التي آمن فيها بالله أو عدد العظات التي سمعها، إن لم يحدث أدنى تغيير في هذه الشخصيات الفاسدة في النهاية، فهذا بالتأكيد إذًا ليس شخصًا يسعى وراء الحق. هناك الكثير من الناس الذين آمنوا بالله لسنوات عديدة، وليسوا فاعلي إثم في الظاهر، ويعملون بعض الأعمال الصالحة. إنهم يؤمنون بالله بشغف شديد، لكن شخصياتهم الحياتية حياتهم لا تتغير على الإطلاق، وليس لديهم حتى اختبار أو شهادة بسيطة لمشاركتها. ألا يستحق مثل هؤلاء الناس الرثاء؟ بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله، يفتقرون إلى أدنى اختبار وشهادة. إنهم ليسوا سوى عاملي خدمة. وإنهم يستحقون الرثاء حقًا!" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أعلنت كلمة الله أن الذين لا يسعَون للحق ليس لديهم دخول إلى الحياة. كل يوم، لا يُظهرون شيئًا سوى الشخصيات الفاسدة. حتى لو استطاعوا بذل الجهد والمعاناة ودفع الثمن، فكل ما يفعلونه هو تقديم الخدمة. هؤلاء لن يتغيَّروا، مهما كان عدد سنوات إيمانهم، وهم عاملو خدمة. عندما رأيت الله يقول إن أولئك الذين لا يسعَون للحق هم من عاملو خدمة، شعرت بحزن شديد. لم أستطع منع دموعي من أن تنهمر. شعرت أنني ذلك النوع الذي أعلنه الله لي. يمكن أن أتألم وأدفع الثمن في واجبي، لكني لم أسعَ للحق أو أركز على تغيير شخصيتي. شعرت أن الخلوات التعبدية وقراءة كلمة الله، والاقتراب من الله، كانت مضيعة للوقت. في لقاءاتي مع إخوتي وأخواتي، لم أستطع تهدئة قلبي والتأمل في كلمة الله، ولم أستمع للآخرين عند مشاركة خبراتهم وفهمهم لكلمة الله. عندما أظهرت شخصية متغطرسة في واجبي، لم آت أمام الله لأطلب الحق وأعالجها. بدلًا من ذلك، ركزتُ نظرتي على شريكتي، استغللت عيوبها ولم أفهم نفسي إطلاقًا. عندما أشار قادتي إلى مشكلاتي، جادلت ودافعت عن نفسي. حتى إنني شعرت أنني إذا قمت بواجبي بفعالية، فلا ينبغي للقادة التعامل معي إذا أظهرتُ شخصية فاسدة. بالنظر إلى أفعالي، لم أر أي مظاهر لطلب الحق. لم أتعلم الدروس عندما حدثت لي أشياء، أو أطلب الحق لمعالجة شخصيتي الفاسدة. كل ما أظهرته كل يوم كان شخصيات فاسدة. حتى لو كنت فعاّلة في واجبي، ففي نظر الله، كنت أبذل الجهد وأعمل خدمة فحسب. اعتقدت في الماضي أن أولئك الذين يدفعون الثمن الأعلى والأكثر فاعلية في واجبهم يسعون للحق، وأن الله يقبَلهم. لم أدرك أن هذا كان أضغاث أحلام. إن حكم على إذا كان الشخص يسعى للحق، لا يعتمد على جهده الظاهر وبذله، بل ما إذا كان قد حقق تغييرًا في شخصيته الحياتية، سواء أكان يعيش بحسب كلمة الله ويتصرف بحسب مبادئ الحق. إذا ظلّت شخصياتي الفاسدة دون معالجة، وما زلت أعيش مع الناس بشخصيتي المتغطرسة، ولم أؤدِ واجبي إلا سعيًا للشهرة والمكانة، بالتأكيد لن يقبل الله أفعالي. مدركةً ذلك، أكلت أجزاء من كلمة الله وشربتها حول كيفية معالجة شخصيتي المتغطرسة، وكيفية التعاون بانسجام، وكيفية الهروب من الشهرة والمكانة. خلال كلمة الله، رأيت أخيرًا أن شخصيتي كانت حقًا متغطرسة للغاية. كنت دائمًا ما أقارِن نقاط قوتي بنقاط ضعف شريكتي، فشعرت دائمًا أنني أفضل منها وازدريتها. عدم رغبتي في إخبار شريكتي عن تقدم العمل وولعي بمناقشة عيوبها أمام قادتنا كانا الطريقتين اللتين تنافست بهما معها على الشهرة والمكانة. بمجرد أن أدركت ذلك، تصارحت استباقيًا مع شريكتي عن فسادي. تدريجيًا، تمكنت أنا وشريكتي من العمل معًا بانسجام، كما تقدم عملنا بسلاسة. أدركت أيضًا أنه من خلال إرشاد الله يمكن أن يكون عملنا فعالًا. لا ينبغي لي أن آخذ هذا الفضل لنفسي لإرضاء طموحاتي ورغباتي. عليَّ أن أعطي هذا المجد لله. بعد هذه التجربة، كنت ممتنة جدًا لله. لولا تعامل قادتي معي، لم أكن لأفكّر في نفسي إطلاقًا، ولم أكن لأدرك العواقب الوخيمة، للعمل فقط من أجل الشهرة والمكانة وعدم التركيز على دخول الحياة. إذا واصلت على هذا النحو، لكنت أصبحت أكثر غطرسة. عندما أدركت هذه الأشياء، بدأت أركز بضمير حي على دخول الحياة، أكتب ما أظهرته وأفكر فيه كل يوم في واجبي، وقراءة كلام الله في هذا الموضوع. بعد ممارسة مثل هذا لفترة، شعرت أن علاقتي مع الله صارت أقرب، لقد ربحت شيئًا كل يوم في واجباتي، وشعرت بالرضا التام.
لاحقًا، انتُخبت قائدة. كنت أعلَم أن لدي العديد النقائص، وفهم ضحل للحق، وقليل من وقائعه، لذلك كنت أخشى ألا أكون قادرًا على الحديث عن الحق لمعالجة المشكلات، مما قد يؤخر دخول الآخرين الحياة. كثيرًا ما أجلب مشكلاتي وصعوباتي إلى الله في الصلاة، أطلب الحقَّ، وأحاول معرفة شخصيتي الفاسدة، وإيجاد مبادئ التعامل مع المشكلات من كلام الله. خلال ذلك الوقت، شعرت أنني ربحت الكثير في واجبي. لكن لاحقًا، اكتشفت أنني تعاملتُ مع بعض القادة والعاملين بقسوة لكونهم غير مسؤولين، وغير فعَّالين في واجباتهم، وكان هناك طردٌ مستمر لزملائي في العمل وشركائي، بسبب عدم قيامهم جميعًا بعمل عملي، وعندما طُردوا أُخبِر الجميع بالسبب. كنت قلقة بشكل خاص، أنني لم أقم بعملي جيدًا يومًا ما، سأطرَد ويكشفني إخوتي وأخواتي، ليعرف الجميع نوع الشخص الذي كنت عليه بالضبط. سيكون ذلك محرجًا جدًا! كيف سأواجه إخوتي وأخواتي في المستقبل؟ لم أكن أريد أن أشعر بالحَرج من كشفي ورفضي. منذ تلك اللحظة، أدركت أن القائدَ، تكون عيون الإخوة والأخوات عليه دائمًا، وشريكه يراقبه أيضًا. فقط من خلال أن تكون فعالًا في واجبك يمكنك أن تستمر كقائد، وتنال دعم الجميع وقبولهم. إذا كنت غير فعال، فهذه مسألة وقت فقط حتى يتم كشفك واستبدالك. لذلك، عملت بجد لأقوم بواجبي. بمجرد أن أستيقظ، كنت أتحدث مع إخوتي وأخواتي عن عملهم. لقد راقبت تقدمهم، وحققت في أي مشكلات أو انحرافات في كل مجال بالعمل، وجدتُ أين كان التقدم بطيئًا، وتعلمتُ كيفية حل المشكلات، وغير ذلك. تدريجيًا، دفعتُ بقراءة كلمة الله، والاقتراب من الله، وكتابة الملاحظات التعبدية، والتفكُّر ذهنيًا في شخصيتي الفاسدة يوميًا. أدركت أحيانًا أنني أظهرتُ بعض الشخصيات الفاسدة، وأنني كنت بحاجة إلى الوقوف أمام الله، وقراءة كلمة الله، والتفكُّر في نفسي، لكنني علمت أن قراءة كلمة الله والتفكير والتأمل تستغرق وقتًا، لأتعزى، قلت لنفسي: "الشخصيات الفاسدة متجذرة بعمق ولا يمكن معالجتها في غضون أيام قليلة. إنها عملية طويلة. إن ترك الشخصيات الفاسدة التي أظهرها دون معالجة لن يؤثر على واجباتي حاليًا. وإتمام واجباتي حاليًا بفعالية هو الأهم. سأقرأ كلام الله لمعالجة المشكلة عندما يتوفر الوقت. ليس هناك عجلة لمعالجة الشخصية الفاسدة فورًا". وهكذا، كنت مشغولة جدًا بالعمل كل يوم، لدرجة أنني لم آخذ متطلبات بيت الله على محمل الجد، في أن يكتب القادة والعاملون مقالات شهادات. شعرت أنه ليس مهمًا. لقد قمت بعملي جيدًا وكانت فعالة، وما كان في حد ذاته شهادة. بجانب ذلك، كنت مشغولة واجبي، ولم يكن لدي الوقت لكتابة مقالات. أدركت أحيانًا أن حالتي كانت غير صحيحة، لا ينبغي أن أكون مشغولة بالعمل باستمرار وأترك طلب الحق ودخول الحياة يخفتان. إذا كنت قد فعلت الكثير من العمل، لكن لم أربح الحق أو لم أحرز أي تقدم في دخول الحياة، ألن يكون هذا خزيًا؟ بعد ذلك، تفجرت طاقتي. حافظت على الممارسة الروحية العادية إلى حين، وأكلت كلام الله وشربته لأعالج فسادي ومشكلاتي. ولكن بعد ذلك الحين، عندما رأيت أن اثنين من شركائي طُردا لعدم القيام بعمل عملي، واشتهاء الراحة الجسدية، صار قلبي فجأة في حالة من التسرُّع مرة أخرى. بدأت فورًا مضاعفة جهدي. كلما لاحظت انحرافات أو أخطاء في واجبي، كنت أعمل بلا انقطاع. هكذا، عندما كان رؤسائي يسألونني عن المهام المختلفة، أمكنني الإجابة في الوقت المناسب وكانوا يرون أنني أقوم بعمل عملي.
لأنني كنت مشغولة جدًا بالعمل، ولم أركّز على فحص شخصياتي الفاسدة ومعالجتها، أصبحت متغطرسة أكثر فأكثر، لم أطلب الحقَّ عندما وقعت أمور، وفعلت كل شيء بحسب أفكاري الخاصة. مشرفٌ في عمل إنتاج الفيديو كنت مسؤولة عنه، غالبًا ما يماطل ويتصرَّف تعسفيًا، فطلب مني رؤسائي طرده بحسب المبادئ. لكني اعتقدت أن لديه بعض الوزنات والمقدرة، وأن استبداله سيؤثر على تقدم عمل الفيديو ونتائجه، لذلك لم أطرده لفترة طويلة. ونتيجة لذلك، عُدِّل الفيديو الذي ينتجه بشكل متكرر، مما أخر عمل بيت الله. في النهاية، طرده رؤسائي مباشرة من واجبه. عندما رأيت أن غطرستي وتعسفي قد أثَّرا بشكل مباشر على عمل بيت الله، ربحت أخيرًا القليل من الوعي. لماذا أكون متغطرسة ومصرَّة على طريقي في مثل هذا الأمر الجلل؟ لماذا لم أفكر في أن أصلي إلى الله وأطلب المبادئ؟ ثم فكرت في حالتي خلال هذه الفترة. كنت مشغولة للغاية بالعمل كل يوم، حتى أنني لم أقترب من الله إطلاقًا. كنت فاترة ومهمِلة بشأن قراءة كلمة الله. أظهرتُ الفساد، لكن فشلت في طلب الحق أو معالجته في الوقت المناسب، لذلك حين حان وقت معالجة المشكلات، لم أفكّر في الصلاة إلى الله إطلاقًا، واتكلت كليًا على حُكمي الشخصي لحل الأمور.
بعد أن وجدت نفسي في مثل هذه الحالة مرة أخرى، كنت مستاءة للغاية، لكن لم أكن أعرف كيف أصلح الأمر. ذات يومٍ، قرأت في كلمات الله: "إنَّ أعظم حكمة هي التطلُّع إلى الله والاتكال على الله في كل شيء" ("يحتاج المؤمنون أوَّلًا إلى إدراك اتّجاهات الشرّ في العالم" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). حقيقي. يمكنني أن أصلي إلى الله، وأتكل عليه، وأسأله أن يرشدني في معرفة نفسي. لذلك، كثيرًا ما أحمل الصعوبات التي أواجهها إلى الله للصلاة. كما أنني تفكرتُ باستمرار وتأملت في سبب عدم معالجة هذه المشكلة. ذات يوم، في خلوة تعبديَّة، قرأت في كلمة الله: "في سياق العمل اليوم، سوف يظلّ الناس يفعلون النوع نفسه من الأشياء مثل ما تمثله كلمة "الهيكل أعظم من الله". على سبيل المثال، يعتبر الناس أن أداء واجبهم هو وظيفتهم؛ ويعتبرون أن الشهادة لله وقتال التنّين العظيم الأحمر حركات سياسيّة دفاعًا عن حقوق الإنسان ومن أجل الديمقراطيّة والحريّة؛ ويتناوبون واجبهم لاستخدام مهاراتهم في مهنٍ، لكنهم يتعاملون مع اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ وكأنه مجرد جزء من العقيدة الدينيّة التي يجب مراعاتها؛ وما إلى ذلك. أليست هذه السلوكيات هي جوهريًّا مثل اعتبار أن "الهيكل أعظم من الله"؟ الفارق الوحيد هو أنه منذ ألفيّ سنةٍ كان الناس يديرون أعمالهم الشخصيّة في الهيكل الماديّ، أمّا اليوم فالناس يديرون أعمالهم الشخصيّة في هياكل غير ملموسةٍ. فأولئك الناس الذين يتمسّكون بالقواعد يرونها أعظم من الله، وأولئك الذين يحبّون المكانة يرونها أعظم من الله، وأولئك الذين يحبّون حياتهم المهنيّة يرونها أعظم من الله، وهكذا – وجميع تعبيراتهم تدعوني لأقول: "الناس يشكرون الله على أنه الأعظم من خلال كلماتهم، ولكن كلّ شيءٍ في نظرهم أعظم من الله". بمُجرّد أن يجد الناس فرصةً في طريقهم لاتّباع الله لإظهار مواهبهم الخاصة، أو لتنفيذ أعمالهم الخاصة أو مهنهم، فإنهم ينأون بأنفسهم عن الله ويرمون أنفسهم في مهنتهم المحبوبة. أمّا بخصوص ما أوكله الله إليهم، ومشيئته، فقد جرى التخلّص من تلك الأشياء منذ زمانٍ طويل" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)). فهمت من كلمات الله أن السبب الجذري لكوني مشغولة للغاية في العمل، هو أنني كنت أطلب الشهرة والمكانة. عندما رأيت طرد بعض القادة والعاملين لعدم قيامهم بعمل عملي، كنت أحشى أن ينتهي بي الأمر مثلهم، ولم أرغب في السير في طريقهم الفاشل. اعتقدت أنه نظرًا لأنهم لم يقوموا بعمل عملي، فسوف أقوم بمزيد من العمل العملي. وهكذا لن أُطرَد، يمكنني الحفاظ على موقعي كقائدة، لن يكشفني الآخرون ويحللونني. ولن أُحرَج. اعتبرت سمعتي ومكانتي أكثر أهمية من طلب الحق، لذلك كنت حريصة على أداء المزيد من واجبي والعمل أكثر. طالما رأى الإخوة والأخوات أنني راقبت العمل وحللت المشكلات، وأنني كنت قائدة جيدة يمكنها القيام بعمل عملي، فبالتأكيد يدعمني الجميع ويقبلونني، ويمكن أن يكون لي مكان في الكنيسة. عندما هرولتُ في سعيي للشهرة والمكانة، نسيت متطلبات الله. يطلب الله من الناس السعي للحق ودخول الحياة، لكني لم آخذ الأمر على محمل الجد. وتشبثت بما ظننته صحيحًا، أمور مثل "الشخصيات الفاسدة متجذرة بعمق". "ولا داعي للعجلة في معالجة الشخصيات الفاسدة"، و"القليل من الفساد لن يؤثر على واجباتي، ونتائج عملي هي الأهم"، و"أنا مشغولة جدًا بواجبي الآن، ليس لدي وقت، سأقرأ كلمة الله وأسعى للحق عندما يكون لدي الوقت". لقد استخدمت هذه الكلمات عذرًا لعدم التركيز على السعي لدخول الحياة، وكسبب للعمل سعيًا للسمعة والمكانة. لحماية سمعتي وحالتي، تابعت مسعاي الخاص تحت شعار أداء واجبي، وقضيت اليوم كله أفكر في العمل أكثر، وتحقيق نتائج أكبر. أردت استخدام هذه الطريقة لحماية مكانتي ومصالح، وإشباع طموحاتي ورغباتي. كنت حقيرة ومُخزِية جدًا!
لاحقًا، قرأت بعض المقاطع الإضافية من كلمة الله التي منحتني نظرة ثاقبة على آرائي الخاطئة حول السعي. يقول الله، "بدا التغيير في بولس شبه منعدم بعدما جرَّب عمل الروح القدس لسنوات كثيرة، وظل تقريبًا على حالته الطبيعية، وظل بولس كما كان من قبل. كل ما في الأمر أن بولس بعد المصاعب التي تحملها لسنوات طويلة من العمل، تعلم كيفية العمل وتعلم الاحتمال فحسب، لكنَّ طبيعته القديمة – طبيعة الأجير الشديد المنافسة – ظلت كما هي؛ فلم يفطن بعد العمل لسنواتٍ كثيرة إلى شخصيته الفاسدة، ولم يتخلص من شخصيته القديمة التي ظلت ظاهرة بوضوح في عمله. لم يكن في داخله إلا تجربة عمل محضة، لكنَّ تلك التجربة وحدها كانت غير قادرة على تغييره، ولم تستطع تبديل آرائه حول الوجود أو أهمية سعيه. ... إن خلاص الإنسان من عدمه لا يعتمد على مقدار العمل الذي يقوم به أو مدى تكريسه، لكنه يتحدد – بدلاً من ذلك – بناءً على ما إذا كان يعرف عمل الروح القدس من عدمه، وما إذا كان قادرًا على ممارسة الحق أم لا، وما إذا كانت آراؤه تجاه السعي متوافقة مع الحق أم لا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "إذا قمتَ بعملٍ كثير، وتلقى الآخرون تعاليمك، لكنك أنت نفسك لم تتغير ولم تحمل أي شهادة أو لم يكن لك أي اختبارٍ حقيقي، كأن يظل عند نهاية حياتك أيٌّ مما قمت به لا يحمل أي شهادة، فهل تكون شخصًا قد تغير؟ هل أنت شخص ينشد الحق؟ إن الروح القدس في ذلك الوقت يكون قد استخدمك، لكنه في استخدامه لك لم يستخدم إلا ذلك الجزء منك الذي أمكن استخدامه في العمل، ولم يستخدم الجزء الذي لم يمكن استخدامه. إذا طلبتَ الحق، فسوف تُكمَّل رويدًا رويدًا في الوقت الذي تُستخدَم فيه. لكنَّ الروح القدس لن يكون مسؤولاً عما إذا كنتَ سوف تُقتنى في النهاية أم لا؛ فهذا إنما يعتمد عن أسلوبك في السعي. إذا ظلت شخصيتك دون أي تغيير، فليس هذا إلا لأن رؤيتك للسعي خاطئة. إن لم تُمنَح أي مكافأة، فهذه مشكلتك وحدك، وليس ذلك إلا لأنك أنت لم تمارس الحق وليس بوسعك أن تحقق رغبة الله. لذلك، لا شيء أهم من اختباراتك الشخصية، ولا شيء أكثر حسمًا من مدخلك الشخصي! ينتهي المطاف بالبعض قائلين: "لقد قمتُ بعملٍ كثير من أجلك، ورغم أنني ربما لم أحقق إنجازات بارزة، لكنني كنتُ مثابرًا في جهودي. أما تدعني أدخل السماء فحسب لآكل من ثمرة الحياة؟" يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصية حياتك، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "ينبغي أن تفهم من الفارق في الجوهر بين بطرس وبولس أن جميع الذين لا ينشدون الحياة يكدحون عبثًا! أنت تؤمن بالله وتتبعه، لذلك يجب أن تحب الله في قلبك، وأن تنحي جانبًا شخصيتك الفاسدة، وأن تسعى نحو تحقيق رغبة الله، وأن تقوم بواجب خليقة الله. حيث إنك تؤمن بالله وتتبعه، فلا بد أن تقدم له كل شيء، وألا تكون لك اختيارات أو طلبات شخصية، وأن تبلغ تحقيق رغبة الله. حيث إنك قد خُلِقتَ، فلا بد أن تطيع الرب الذي خلقك، لأنك في ذاتك ليس لك سلطان على نفسك، وليست لك قدرة على التحكم في مصيرك. حيث إنك شخص يؤمن بالله، فيجب أن تنشد القداسة والتغيير. حيث إنك خليقة الله، فيجب أن تتمسك بواجبك، وأن تلزم مقامك، وألا تتجاوز واجبك. ليس هذا تقييدًا أو قمعًا لك من خلال العقيدة، لكنه الطريق الذي تستطيع من خلاله أن تقوم بواجبك، ويستطيع كل الذين يفعلون البر أن يحققوه، بل ويلتزمون بتحقيقه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). بعد قراءة كلمة الله، أدركتُ أخيرًا أن وجهة نظري بشأن ما يجب السعي له في إيماني كانت خاطئة. ما إذا كان شخص ما يربُح قبول الله لا يتوقف على مقدار العمل الذي يقوم به أو مدى سمو مكانته في الكنيسة. وإنما على إذا كان يسعَى للحق، ويحقق تغييرًا في شخصيته الحياتية. إذا كنت لا تعمل سوى للسمعة والمكانة، فحتى إذا احتفظت بمكانتك لفترة، فبدون شهادة حقيقية لاختبار الحياة، من المستحيل أن تبقى في بيت الله. عاجلًا أم آجلًا، ستُقصَى. لنتأمل في بولس. لقد سافرَ وبذلَ لسنوات، وتألم كثيرًا ووعظَ وربح كثيرين، لكن كل عمله كان للشهرة والمكانة والمكافآت والأكاليل. لم يسعَ للحق إطلاقًا، وشخصيته الفاسدة لم تتغير، كثيرًا ما تحدث عن اختباره للألم والسجن ليمجد نفسه، وكتب رسائل إلى الكنائس ليتفاخر، بمجرد أن اكتسب القليل من التنوير. لقد كان أيضًا تنافسيًا للغاية ولم يخضع لأي من الرسل الآخرين. كان يشهد دائمًا أنه كان فوق الرسل الآخرين، وكان متغطرسًا لدرجة أنه فقد كل عقل. لم يسعَ بولس أبدًا إلى تغيير شخصيته الحياتية، ولم يكن لديه أي فهم لطبيعة مقاومة الله. كما اعتبر عمله رأس مال يستخدمه في مقايضة الله. لقد صار متغطرسًا أكثر فأكثر، وشهد حتى أنه عاش كالمسيح. سار بولس في طريق ضد المسيح في مقاومة الله. وفي النهاية، أساء إلى شخصية الله، فأرسله الله إلى الجحيم لينال العقوبة الأبدية. لقد سعيت دائمًا للشهرة والمكانة، ولم أركز أبدًا على تغيير شخصيتي الحياتية. ألم أسلك نفس مسلكَ بولس؟ عندما رأيت شركائي يُطردون واحدًا تلو الآخر، كنت أخشى أن أُطرَد أيضًا، فعملت أكثر فأكثر، للحفاظ على سمعتي ومكانتي. عندما أسفر عملي عن بعض النتائج، شعرت أنني أحسنت الصنع، أصبحت شخصيتي متغطرسة أكثر فأكثر، وأديت واجبي دون طلب الحق أو المبادئ. طلب مني رؤسائي طرد هذا المشرف بحسب المبدأ، لكنني شعرت أنه لا يزال بإمكانه المساهمة، فلم أرغب في طرده. لذلك، ولأن هذا الشخص غير المناسب كان مسؤولًا، عُدّل الفيديو بشكل متكرر مما أخَّر سير العمل، وخُرِّبَ عمل بيت الله. رأيت أن غطرستي وإصراري على آرائي، كان مرتبطًا مباشرة بسعيي للشهرة والمكانة وعدم التركيز على دخول الحياة. كلما سعيت للشهرة والمكانة، قلت مكانة الله في قلبي. لم أطلب الحق عندما حدثت الأشياء. واتكلتُ كليًا على ذاتي. اعتقدت في الماضي أنني إذا قمت بمزيد من العمل العملي، فلن أُطرد. لكن الآن أدركت من خلال التركيز البحت على العمل وحماية سمعتي ومكانتي، وعدم معالجة شخصياتي الفاسدة، أنني كان بإمكاني فقط أن أصبح متغطرسة بشكل متزايد وأقاوم الله أكثر. إذا واصلتُ على هذا المنوال، تمامًا مثل بولس، فسيكشفني الله ويقصيني. يعامل الله الجميع بعدلٍ وإنصاف. أولئك الذين يستطيعون دخول ملكوت الله هم جميع الذين يسعون للحق ويمارسونه ويغيرون شخصيتهم الحياتية. إذا كنت تؤمن بالله لسنوات عديدة، دون أدنى تغيير في شخصيتك الحياتية، وربح أدنى معرفة بالله، أو ربح أي شهادة عن اختبار الحياة، ولا يمكنه إلا عمل خدمة لله، فمثل هؤلاء لا يستطيعون دخول ملكوت الله. هذا ما يحدده برُّ الله. أتذكر كيف أنني عندما ركزت فقط على العمل للحفاظ على سمعتي ومكانتي، غالبًا ما وجدت أسبابًا وأعذارًا لعدم طلب الحق، مثل "الشخصيات الفاسدة متجذرة بعمق ولا يمكن معالجتها بين ليلة وضحاها". و"القليل من الفساد لن يؤثر على واجباتي، ونتائج عملي هي الأهم"، لم يتوافق أي من هذه الأسباب مع الحق. الشخصيات الفاسدة متأصلة بعمق، ولا يمكن تغييرها دفعة واحدة، لكن يجب اقتلاعها شيئًا فشيئًا، وتحليلها بتطبيق كلمة الله، ومن ثم يجب إيجاد مسار للممارسة في كلمة الله. فقط من خلال الاختبار يمكننا ربح ومعالجة الفساد. إذا لم تعالَج شخصياتنا الفاسدة، يمكننا عمل أشياء تعطل عمل بيت الله في أي لحظة. كيف لا يمكن أن تؤثر على واجبنا؟ بسبب غروري ورغبتي في القيام بواجبي بحسب أفكاري الخاصة، وفشلي في طرد المشرف لم يقم بعمل حقيقي فورًا؛ تسبَّبتُ في ضرر كبير للعمل. أيضًا، كنت أستخدم دائمًا واجبي كعذر، كيلا أقرأ كلام الله ولا أقف أمام لأتفكر في نفسي، لكن هذا العذر لم ينجح إطلاقًا. إن أداء المرء لواجبه لهو في الواقع أفضل طريقة لاختبار عمل الله. يبدأ دخول الحياة بأداء واجب المرء. الحالات التي تنكشف أثناء قيامك بواجبك، وأفكارِكِ ورؤاكِ، يمكن جلبها أمام الله للتفكُّر وطلب الحق وتعلُّم الدروس. لم أركز سوى على العمل، وسعيت للشهرة والمكانة، ولم أسعَ لدخول الحياة. كنت عمياء وجاهلة جًدا! لذلك أقسمتُ أمام الله أنني لن أعمل ثانيةً من أجل الشهرة والمكانة، وسأسعى الحق ودخول الحياة أكثر.
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله، ووجدت مسارات للممارسة. "عندما يتعلق الأمر بإيمانكم بالله، بالإضافة إلى أداء واجبكم بشكل سليم، فإن الأمر المفصليّ هو فهم الحق، والدخول إلى واقع الحق، وبذل المزيد من الجهد للدخول في الحياة. مهما حدث، هناك دروس يجب تعلُّمها، لذلك لا تدعوها تمرُّ عليكم بسهولة. يجب أن تقدِّموا شركة حول هذا الأمر مع بعضكم بعضًا، وبعد ذلك ستنالون استنارة الروح القدس وتنويره، وستكونون قادرين على فهم الحق. سيكون لديك مسار للممارسة من خلال الشركة وستعرف كيف تختبِر عمل الله، وسرعان ما ستُحل بعض مشاكلك، وسيصبح عدد الأشياء التي لا يمكنك رؤيتها بوضوح أقل، وستفهم المزيد والمزيد من الحق. بهذه الطريقة، ستنمو قامتك دون أن تدرك. يجب أن تأخذ زمام المبادرة لبذل الجهد على الحق وأن تُخلِص للحق. ... أولئك الذين يتكلمون دائمًا بكلمات تعليم جوفاء، ويرددون الشعارات كالببغاوات، ويقولون أشياء تبدو سامية، ويتبعون القواعد، ولا يركزون أبدًا على ممارسة الحق، لا يربحون أي شيء، مهما كان عدد سنوات إيمانهم. من الناس الذين يربحون شيئًا؟ أولئك الذين يؤدون واجبهم بإخلاص ويكونوا مستعدين لممارسة الحق، والذين يتعاملون مع ما أوكله الله إليهم على أنه رسالتهم، والذين يقضون حياتهم كلها بكل سرور في بذل ذواتهم لله ولا يخطِّطون من أجل أنفسهم، والذين تكون أقدامهم ثابتة على الأرض والذين يطيعون تنظيمات الله. إنهم قادرون على إدراك مبادئ الحق أثناء أداء واجبهم ويحاولون جاهدين القيام بكل شيء بشكل صحيح، مما يسمح لهم بتحقيق تأثير الشهادة لله، وإرضاء مشيئة الله. عندما يواجهون صعوبات أثناء أداء واجبهم، يصلُّون إلى الله ويحاولون فهم مشيئة الله، ويكونون قادرين على طاعة تنظيمات الله وترتيباته، وفي كل ما يفعلونه، يطلبون الحق ويمارسونه. إنهم لا يرددون الشعارات كالببغاوات أو يقولون أشياء تبدو سامية، لكنهم يركزون فقط على فعل الأشياء وهم يقفون بثبات على الأرض، وعلى اتباع المبادئ بدقة. إنهم يحاولون جاهدين في كل ما يفعلونه، ويحاولون جاهدين فهم كل شيء، وفي كثير من الأمور، يكونون قادرين على ممارسة الحق، وبعد ذلك يكتسبون المعرفة والفهم، ويكونون قادرين على تعلم الدروس وربح شيء ما حقًا. وعندما تكون لديهم أفكار خاطئة، فإنهم يصلُّون إلى الله ويطلبون الحق لحلها؛ بغض النظر عن الحقائق التي يفهمونها، فإنهم يتمتعون بتقدير لها في قلوبهم، ويمكنهم التحدث عن اختباراتهم وشهادتهم. هؤلاء الناس يكتسبون الحق في النهاية" ("دخول الحياة هو الأكثر أهمية في الإيمان بالله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). في كلمة الله، وجدت مسارًا للممارسة للسعي للحق. عندما تقع الأمور، يجب أن نأتي أمام الله لنصلي ونتفكر ونطلب الحقَّ ونعرِف أنفسنا. يجب أن نتعامل مع كل مسألة بإخلاص، وأن نتعلم منها الدروس. حينئذ، طلب بيت الله من القادة والعاملين التدرُّب على كتابة المقالات؛ إذا لم نكتب مقالات، فلن نكون نافعين. حتى لو كانت لدينا مكانة، فسنُقصى عاجلًا أم آجلًا. لقد فهمت المزيد عن مشيئة الله. يطلب بيت الله من القادة والعاملين السعي للحق ودخول الحياة. القادة الذين لا يسعون للحق لا يمكن أن يستمروا، وسيُقصَون عليهم عاجلًا أم آجلًا. في الماضي، لم أنشغل سوى بالعمل، ولم أركّز على دخولي الحياة. لسنوات، لم أكتب حتى مقال شهادة مؤهَّل. في الحقيقة مررت بالعديد من النكسات والإخفاقات والانحرافات في واجبي، كنت قد أظهرتُ الكثير من الشخصيات الفاسدة، وشهدت بعض التهذيب والتعامل. إذا كنت أرغب في السعي للحق والتركيز على دخول الحياة، فكان علي أن أبدأ بكتابة المقالات. لذلك، اخترت التهذيب والتعامل أولًا، مما ترك لدي انطباعًا عميقًا وفكرت بالضبط في سبب تهذيبي والتعامل معي. كنت أفكر يوميًا، بينما آكل وأغسل الملابس وقبل النوم، في خلفية ما حدث حينئذ، ما الشخصيات الفاسدة التي أظهرتها، وما أجزاء كلمة الله التي أكلتها وشربتها، وما طرق الممارسة التي وجدتها في كلمة الله، وما الأفكار والرؤى الخاطئة التي أدركتها. كلما فكرت أكثر، أصبح اختباري أوضح، مما جعل الدروس التي يجب أن أتعلمها من التهذيب والتعامل أوضح، ومن كلمة الله، اكتسبت فهمًا أكبر لشخصيتي الفاسدة. شعرت أيضًا أنني من خلال كتابة المقالات، يمكنني تهدئة نفسي أمام الله والتأمل في حالتي، أتأمل في كلمة الله، وأتفكّر مليًا وأعرف نفسي، كل ذلك كان مفيدًا بشكل لا يصدق لدخولي الحياة. اعتدت أن أكون جاهلة جدًا. شعرت أن السعي لدخول الحياة وكتابة المقالات مضيعة للوقت، ويؤثر على فعاليتي في واجبي. الآن، أرى أنه لا يجعلني غير فعالة، ولكن، لأنني أتأمل كثيرًا في حالتي وأتفكّر في نفسي باستخدام كلام الله، فإنه يساعدني في رؤية مشكلتي بشكل أكثر وضوحًا. في الماضي، كنت أعمل دائمًا من أجل سمعتي ومكانتي، وكنت قلقة كثيرًا من فقدانهما. كنت أخشى أنني إذا ارتكبت أخطاء، سيكوِّن قادتي انطباعًا سيئًا عني. إذا كانت هناك انحرافات وأخطاء في واجبي، بعد أن أشار قادتي إلى مشكلاتي أو تم تشذيبهم والتعامل معي، اعترفت بأن التهذيب والتعامل كانا لمصلحتي، ولعوّني، لكنهما جعلا قلبي منقبضًا دائمًا، وكنت أشك أن قادتي يعتقدون أن ليس لديَّ أي مقدرة أو كفاءة للعمل، وعدم القدرة على فعل أي شيء نافع، أو إذا اكتشف قادتي الكثير من المشكلات، ستكون هذه نهاية واجبي. شعرت دائمًا أنني أحمل عبئًا ثقيلًا. عندما ركزت على دخول الحياة وتعلُّم الدروس من بيئتي كل يوم، ووقتما وجدَ قادتي مشكلات في واجبي وشاركوا معي، أدركتُ أنني لم أكن مكتئبة كما كنت من قبل، ولم أكن قلقة دائمًا حيال الطريقة التي رآني بها قادتي. كنتُ أشعر بالندم على الأخطاء التي ارتكبتها، متفكرة في سبب وجود انحرافات وأي من شخصياتي الفاسدة أو آرائي الخاطئة تسبَّب في الخطأ، وبمجرد أن أفهمها، يمكنني السعي لإجابات في كلمة الله، وتحسين الأوضاع. عندما مارست بهذه الطريقة، لم أشعر بالتعب كما من قبل.
كما ذقتُ حلاوة التركيز على دخول الحياة فوقفت أمام الله وصليت لأقول إنني سأتفكر في نفسي بناءً على كلمة الله وأسعى للحق أكثر. أحيانًا عندما يكون واجبي مزدحمًا ولا أجد وقتًا لقراءة كلمة الله في الصباح، عند وجبات الطعام أو قبل النوم، أفكّر في الحالة التي كنت فيها مؤخرًا، ما الفساد الذي أكشفه، وأي أجزاء من كلمة الله يجب أن أقرأها لأتفكر في نفسي. بمجرد أن أفكر في هذه الأشياء، أقرأ الأجزاء ذات الصلة من كلمة الله عندما يكون لدي الوقت. لا أفكر كما اعتدت، أنه لا يهم إذا لم تعالَج شخصيتي الفاسدة في الوقت الحالي ويمكنني معالجتها لاحقًا عندما يكون لدي الوقت. الآن بعد مرور بعض الوقت، أصبحت أكثر حساسية للأفكار التي أُظهرها، ما زلت أرى بعض الانحرافات التي تظهر في واجبي، ويمكنني أن أجد طرقًا للممارسة في كلمة الله. وأشعر أكثر فأكثر أن طلب الحقَّ أمر مهم في إيماني بالله. يجب أن نختبر عمل الله بشكل واقعي، ونحاول جاهدين فهم كل شيء. ما دمنا نبذل قصارى جهدنا، ونتحمل عبئنا في دخول الحياة، ونتوق إلى الحق، سننال إرشاد الله. يمكننا أيضًا ربح الحقَّ وتعلم الدروس من كل ما يحدث حولنا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.