اختبار البيئة الصعبة
كنت متأثرًا دائمًا بالمجتمع منذ صغري. أحببت مسايرة الأشخاص الآخرين في كل شيء كنت أفعله. كان الأشخاص المحيطين بي مسيحيين، لذا كنت أنا أيضًا كذلك. لكن عندما تقت لمعرفة معلومات عن الله والبحث عنها، بدأت في التأمل في بعض الأسئلة: لِمَ نؤمن بالله؟ كيف يمكننا معرفة الله؟ أين الحق في هذا العالم المظلم والشرير، حقًا؟ لما يواجه الناس الصعاب في الحياة؟ كانت هذه الأسئلة كلغز وراء لغز، ولم أعثر على إجابات قط. لحسن الحظ، بعد أن قبلت إنجيل الله القدير الخاص بالأيام الأخيرة، عثرت على إجابات لكل هذه الأمور المربكة في كلمات الله القدير. عرفت أن الناس في الإيمان يمكنهم تحقيق معرفة الله والتسليم له وحبه باختبار كلمات الله وعمله. عرفت أيضًا أن الله يستخدم الدينونة والتوبيخ والتجارب والتنقية في الأيام الأخيرة لإكمال الأشخاص وتطهيرهم من الفساد. لذا صليت لتأتيني التجارب. حتى أنني تمنيت لو أنني ولدت في الصين. لأنني حينها كنت سأتمكن من اختبار تضييق النظام الشيطاني واضطهاده مثل الإخوة والأخوات الصينيين، ومن أن أقدم شهادة مجلجلة وأن يُصيِّرني الله غالبًا عبر الضيق. في مرة كانت لدي هذه الاستفاقة، حدث لي شيء منذ مدة ليست ببعيدة.
بسبب الجائحة، أغلقت الشركة التي كنت أعمل فيها وفقدت وظيفتي. جربت البحث عن عمل في الكثير من الشركات الأخرى، لكنني لم أُدع لمقابلة قط. وازدادت الأمور سوءًا مع مرور الوقت. لم يكن لدي دخل ولا مال لشراء طعام. لم أعرف ماذا أفعل. قبل هذا، كنت أحضر اجتماعات عبر الإنترنت، وأقرأ كلمات الله القدير وأشاهد فيديوهات الكنيسة وأؤدي واجبي مع الآخرين بعد انتهاء عملي. كانت هذه الأمور هي الأهم لي وشعرت أن هذه طريقة عظيمة لتطبيق الإيمان. لكنني الآن بينما كنت أجتاز هذا الاختبار، فكرتُ إنني لإيماني بالله الواحد الحقيقي، سيعتني بي ويساعدني بالتأكيد. صليت أيضًا إلى الله سائلًا إياه أن يمنحني وظيفة. ظننت أنني لكوني مؤمنًا، سيمنحني الله أي شيء أطلبه، لكن لم يكن هذا ما فعله الله. شعرت ببعض الضعف والارتباك. قرأت كلمات الله وصليت كل يوم، لذا لِمً لم يساعدني الله في معاناتي؟ عندما أصابني هذا، فكرت في أيوب. عندما خسر كل ممتلكاته، كان ما زال قادرًا على الوقوف بصلابة في شهادته. آمن أيوب أن كل الأشياء، الجيدة والسيئة، كانت من ترتيب الله، ولم تكن لديه أي شكاوى قط. شكر الله لمنحه بركات مادية، وعندما أخذ الله هذه البركات، استمر في تسبيح اسم الله يهوه. بتفكيري في إيمان أيوب وصلواته، أدركت أن إيماني قليل حتى أنه لا يقارن بإيمان أيوب. أدركت أن عليَّ أن أتبع مثال أيوب، وأن أُسلّم لحكم الله وترتيباته مثله. لكن بالتفكير في احتمالية عدم امتلاكي لما يكفي للطعام، لم أعرف ماذا أفعل. الأهم من هذا أنني قد قبلت الله القدير قبل هذا بثلاثة أشهر فقط، ولم أفهم الكثير من كلمة الله. وقد استنفذت حصتي من بيانات الهاتف النقال، لذا لم أتمكن من حضور الاجتماعات عبر الإنترنت. ما كان بإمكاني سوى أن أتضرع إلى الله، "يا الله! الأمر بيديك سواء مُتُّ جوعًا أم لا. حتى إذا مُتُ، سأُسلِّم بحكمك وترتيباتك". منحتني الصلاة بهذه الطريقة إحساس بالسلام. في اليوم ذاته، بعد صلاتي، حدث أمر مفاجئ. اتصل بي عمي وسألني عما إذا كنت أرغب في العمل في شركته التي تعمل في مجال البناء. بالرغم من أن العمل في البناء مرهق، بعد العمل لمدة أسبوع، ربحت مالًا يكفي لإعاشتي لبعض الوقت. شكرت الله بإخلاص! بدأت أن أفكر في هذا الموقف، لِمَ لم يفعل الله ذلك حين كنت أطلب منه أن يساعدني في العثور على وظيفة، لكن عندما صليت قائلًا إنني مستعد للتسليم ساعدني.
ثم قرأت في أحد الأيام بعض كلمات الله التي جعلتني أفهم هذا بعض الشيء. يقول الله القدير، "وهكذا لا يؤمن كثيرون بي إلّا لكي أشفيهم، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط لعلني أستخدم قواي لطرد الأرواح النجسة من أجسادهم، وكذلك يؤمن عديدون بي لمجرد أن ينالوا مني السلام والبهجة، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط ليطلبوا مني المزيد من الثّراء الماديّ، وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط ليقضوا هذه الحياة في سلام ويكونوا آمنين وسالمين في العالم الآتي، وكذلك يؤمن كثيرون بي فقط ليتجنبوا عذاب الجحيم وينالوا بركات السماء. وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط من أجل راحة مؤقتة، ولكنهم لا يسعَون لربح أي شيء في العالم الآتي. حين أنزلت غضبي على الإنسان ومنعتُ كل فرح وسلام كانا لديه في الأصل، صار الإنسان متشككًا. حين أنزلت على الإنسان عذاب الجحيم واستعدت بركات السماء، تحوَّل خزي الإنسان إلى غضبٍ. حينما طلب مني الإنسان أن أشفيه، تجاهلته، وأبغضته، حاد الإنسان عني بعيدًا، ليسعى بدلًا من ذلك في طريق الطب الشرير والشعوذة. حين أخذت كل ما طلبه الإنسان مني، اختفى الإنسان بلا أثر. لذلك، أقول إن الإنسان لديه إيمان بي لأني أُعطيه الكثير من النعمة، ويوجد المزيد يمكنه الحصول عليه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). "إن علاقة الإنسان بالله هي مجرد علاقة مصلحة ذاتية محضة. إنها العلاقة بين مُتلقي البركات ومانحها. لنقلْها صراحةً، إن الأمر يشبه العلاقة بين الموظف وصاحب العمل. يعمل الموظف فقط للحصول على المكافآت التي يمنحها صاحب العمل. في علاقة كهذه، لا توجد عاطفة، بل اتفاق فحسب؛ ليس هناك أن تُحِبَّ وتُحَبّ، بل صدقة ورحمة؛ لا يوجد تفاهم، بل سخط مكبوت وخداع؛ ولا توجد مودة، بل هوة لا يمكن سدها. عندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة، مَنْ يستطيع تغيير هذا الاتِّجاه؟ وكم عدد الأشخاص الذين يستطيعون أن يدركوا حقًّا كم أصبحت هذه العلاقة بائسة؟ أعتقد أنه عندما يغمر الناس أنفسهم في فرحهم بكونهم مباركين، فلا يمكن لأحد أن يتخيل مدى كون هذه العلاقة مع الله محرجة وقبيحة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 3: لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله). تكشف كلمات الله دوافعنا لطلب البركات وحالاتنا الفاسدة. يسعى الكثير من الناس في واقع الأمر إلى مجرد تعزية الله في إيمانهم. لا يرغبون في المعاناة من أي مصائب، ويتمنون أن يمنحهم الله كل ما يرغبون فيه، لكنهم لا يهتمون قط بما إذا كانوا يرضون الله. بالنسبة لهم فإن التسليم لله وتحقيق مطالبه أمور غير مهمة. الأكثر أهمية هو أن يمنحهم الله ما يرغبون فيه. في إيماني بالرب، كثيرًا ما وعظ القسوس والشيوخ بأننا ينبغي علينا أن نصلي لله لطلب البركات، لكن هذا النوع من السعي يلوث علاقتنا بالله. كما تكشف كلمات الله: "إن علاقة الإنسان بالله هي مجرد علاقة مصلحة ذاتية محضة. إنها العلاقة بين مُتلقي البركات ومانحها. لنقلْها صراحةً، إن الأمر يشبه العلاقة بين الموظف وصاحب العمل. يعمل الموظف فقط للحصول على المكافآت التي يمنحها صاحب العمل. في علاقة كهذه، لا توجد عاطفة، بل اتفاق فحسب". إن كلمات الله هي الحق، لذا تأملت في ذاتي. رأيت أن إيماني كان أيضًا من أجل كسب بركات الله. كان هذا الغرض مخفيًا في أعماق ثنايا قلبي. فكرت أن الله الذي عاد إلى الأرض، سيبارك بالتأكيد كل من يقبله. اكتشفت وقتها أن البركات لا يمكن أن تكون بعيدة لأنني قد قبلت عمل الله في الأيام الأخيرة، وأن حياتي كانت على وشك التحسن. إلا أن الأمور لم تجر بهذه الطريقة. واجهت ضيقات وصارت حياتي أكثر صعوبة، لذا أصبحت ضعيفًا وسلبيًا. لم يكن لدي دخل ولا طعام، لم يكن بإمكاني استخدام الإنترنت لحضور الاجتماعات عبر الإنترنت. كيف كنت لأتمكن من متابعة تطبيق إيماني؟ كنت ساخطًا، وشعرت كما لو أن الله لم يهتم لأمري. ركضت في كل مكان بحثًا عن عمل وصليت طالبًا مساعدة الله، لكن الله لم يُجب قط، ولم يمنحني ما صليت لأجله. تشككت في الله: هل هو الإله الحقيقي؟ الأمر كما يقول الله تمامًا: "حين أنزلت غضبي على الإنسان ومنعتُ كل فرح وسلام كانا لديه في الأصل، صار الإنسان متشككًا". أشعرني إعلان كلمات الله بالخجل مما أظهرته. كما بينت لي كلمات الله أن الإيمان من أجل البركات كان المشهد الخاطئ، لأنني رأيت الله بصفته مانح البركات ورأيت نفسي متلقيًا لها. حين لم يمنحني الله وظيفة جيدة كما رغبت، لمته وظننت أنه لم يهتم لأمري بتاتًا. رأيت كم كانت رؤيتي للإيمان سخيفة وجاهلة وحمقاء. فكرت كيف كنت أحضر الاجتماعات منذ طفولتي، وما سمعت سوى، "سيمنحك الله بركات عظيمة! سيباركك الله إذا كنت مؤمنًا. صلِّ واطلب أشياءً من الله، وسيستجيب بالتأكيد". هذه الأمور التي سمعتها من العالم المتدين، ومن والديَّ، ومن الآخرين من حولي كان لها تأثير كبير عليَّ وجعلتني أشعر أن ما عليَّ سوى الإيمان لكسب بركات الله ولأن أكون بلا معاناة دنيوية. قبل ذلك لم أفكر قط في أن الرغبة في البركات أمر خاطئ في الإيمان، وأنني لم أر حقًا أن هذا كان شخصية شيطانية. لم يكن لدي أي فهم لهذا، حتى قرأت كلمات الله التي تبرز فساد الناس. سألت نفسي، هل الهدف من الإيمان حقًا مجرد الحصول على بركات مادية؟ هل الذين يملكون ما يكفي من المال والمقتنيات المادية هم الذين يرضى الله عنهم؟ إذا كان الأمر كذلك، فلِمَ قال الرب يسوع في يو 6: 27، "اِعْمَلُوا لَا لِلطَّعَامِ ٱلْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلْبَاقِي لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّذِي يُعْطِيكُمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ، لِأَنَّ هَذَا ٱللهُ ٱلْآبُ قَدْ خَتَمَهُ"؟ قال أيضًا، "لَا تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ ٱلسُّوسُ وَٱلصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ ٱلسَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ، حَيْثُ لَا يُفْسِدُ سُوسٌ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلَا يَسْرِقُونَ، لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا" (متى 6: 19-21). ثم أدركت أن طلب البركات المادية من الله دائمًا يشكل رغبة الجنس البشري المبالغ فيها، فهي فساد والله يمقته. يرجع السبب في هذا بصورة كاملة إلى أن الشيطان يضل الإنسان ويمنعنا من معرفة هوية الله، وعلى وجه التحديد من معرفة أن الله يملك أقدارنا، لذا نعجز عن التسليم لخالقنا. عندما تحدث كل الأمور بسلاسة، نحمد الله ونسبحه، لكن عندما نواجه ضيق في الحياة، وعندما لا يحقق الله طلباتنا، نُسيء فهم الله ونلومه. ذكَّرني هذا بإبراهيم. كان راغبًا في التسليم لأي شيء يأتي من الله. جيد أم سيء، لم يملك خياره الشخصي. عندما أمر الله إبراهيم أن يستخدم ابنه ذبيحة، كان إبراهيم مستعدًا لفعل ذلك، كما طلب الله. كان الأمر مؤلمًا حقًا له، لكنه لم يسأل الله، "لِمَ تطلب مني هذا الأمر؟ كيف تعاملني بهذه الطريقة؟" آمن إبراهيم أنه، بغض النظر عن كنه طلب الله، يتعين عليه أن يطيع. علم أن الله الخالق، وهو ذاته مخلوق، لذا كان عليه أن يُسلِّم دون شرط، وأن يقبل أي وصايا أو مطالب من الله. نال إيمان إبراهيم رضا الله. لكن الناس اليوم يختلفون تمام الاختلاف عن إبراهيم. ننشغل دائمًا بأفكار البركات المادية ونتجاهل مشيئة الله. يحثنا الرب يسوع: "ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 33). على ألا نبحث عن البركات المادية، بل ينبغي علينا أن نتوق إلى فعل مشيئة الله، وأن نسعى إلى الحق، وأن نؤدي واجباتنا بصورة جيدة. هذا هو المهم. الله هو الخالق. يعلم أفكارنا تمام العلم، ويعلم أيضًا ما نحتاجه تمام العلم. لكن بسبب فساد الشيطان، سيطر الطمع والبركات المادية على أفكار الجنس البشري كلها، لذا لا نؤمن بالله لنطيعه ونرضيه، بل لكسب البركات وإرضاء رغباتنا فقط. تمامًا كما تكشف كلمات الله القدير، "يعيش جميع البشر الفاسدون من أجل أنفسهم. يبحث كُلّ إنسانٍ عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي – وهذا مُلخَّص الطبيعة البشرية. يؤمن الناس بالله لأجل مصالحهم؛ فعندما يتخلوا عن أشياء ويبذلوا ذواتهم من أجل الله، يكون هذا بهدف الحصول على البركة، وعندما يكونون مخلصين له، يكون هذا من أجل الحصول على الثواب. باختصار، يفعلون ما يفعلونه بغرض التبارك والمكافأة والدخول إلى ملكوت السماوات. في المجتمع، يعمل الناس لمصلحتهم، وفي بيت الله يؤدون واجبًا لكي يحصلوا على البركة. ولغرض الحصول على البركات، يترك الناس كُلّ شيءٍ ويمكنهم أن يتحمَّلوا الكثير من المعاناة: لا يوجد دليل أكبر من ذلك على الطبيعة الشيطانية للبشر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كشفت كلمات الله حقيقتي بدقة. رأيت جهلي وأنانيتي، وتعلمت كيف يتعين عليَّ عندما أواجه أمر لا يروقني، أن أُصلِّي وأُسلِّم لله، وأنني لا يمكنني السعي وراء النعمة والبركات فقط. لكن لم يمر وقت طويل حتى وقعت في نفس المشكلة مرة أخرى. لأنني عملت لدى عمي لمدة أسبوع واحد فقط ثم تركت العمل، وبعدها بقيت في منزلي أُركِّز على واجبي، ونفدت مني الأموال سريعًا. لم أكن أعلم من أين ستأتي وجبتي التالية، ولا كيف أبحث عن عمل لأنني لم أكن حاصلًا على درجة علمية وليست لدي أي مؤهلات للتوظيف. لم يكن لدي أي شيء باسمي ولا مال لشراء مزيد من باقة البيانات لخطة هاتفي المحمول. كنت بحاجة للإنترنت حقًا لحضور الاجتماعات وتأدية الواجب. أضعفني التفكير في هذا الأمر مرة أخرى، وشعرت كما لو أنني غير قادر على رؤية أي أمل. حينها أخبرتني أمي أنهم لم يكن لديهم أي شيء يعيشون منه بسبب الجائحة، وأنهم كانوا يأملون أن أعطيهم بعض الأشياء. معرفتي بأن أمي كانت تعاني من نفس شظف العيش الذي كنت فيه أشعرني بالضعف والألم. لم أعرف ماذا أفعل. شعرت كما لو أنني أعاني أكثر كثيرًا من الآخرين، وأن حياتي كانت قاسية حقًا. لم أتمكن من فهم إرادة الله بوضوح. ظننت أن الله سيرعاني لانشغالي بواجبي كل يوم، لذا لِمَ كان وضعي يتدهور باستمرار؟
خلال هذا الوقت قرأت كلمات الله كثيرًا واستمعت إلى عدد من الترانيم التسبيحية ليس بقليل. ساعدني مقطعان من تلك المقاطع من كلمات الله على فهم مشيئته. يقول الله القدير، "يسعى الناس في إيمانهم بالله إلى نيل البركات لأجل المستقبل. هذا هو هدف الناس من إيمانهم. جميع الناس لديهم هذا القصد وهذا الرجاء، ولكن يجب حل الفساد الذي في طبيعتهم من خلال التجارب. وإن لم يخضع أي من جوانبك للتطهير، وأظهرتَ فسادًا، يجب تنقيتك في هذه الجوانب – هذا هو ترتيب الله. يخلق الله بيئة من أجلك، دافعًا إياك لتتنقّى فيها حتى تتمكن من أن تعرف فسادك. وفي نهاية المطاف تصل إلى مرحلةٍ تفضِّل عندها الموت وتتخلّى عن مخططاتك ورغباتك، وتخضع لسيادة الله وترتيبه. لذلك إذا لم يخضع الناس لعدة سنوات من التنقية، وإذا لم يتحملوا مقدارًا معينًا من المعاناة، فلن يكونوا قادرين على تخليص أنفسهم من استعباد فساد الجسد في أفكارهم وفي قلوبهم. وإذا لم يزل الناس خاضعين لاستعباد الشيطان في أي من هذه الجوانب، وإذا لم يزل لديهم رغباتهم ومطالبهم الخاصة، فهذه هي الجوانب التي ينبغي أن يعانوا فيها. فمن خلال المعاناة فقط يمكن تعلُّم العبر، والتي تعني القدرة على نيل الحق، ويفهمون مشيئة الله. في الواقع، تُفهم العديد من الحقائق من خلال اختبار التجارب المؤلمة. لا يمكن لأحدٍ أن يعي مشيئة الله، أو يتعرَّف على قدرة الله وحكمته أو يُقدِّر شخصية الله البارَّة حق قدرها عندما يكون في بيئة مريحة وسهلة، أو عندما تكون الظروف مواتية، هذا أمرٌ مستحيل!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "دائمًا ما تكون لدى الناس مطالب مسرفة من الله داخل أنفسهم. إنهم يُفكِّرون دائمًا: "لقد تركنا عائلاتنا ونُؤدِّي واجباتنا؛ ولذلك يجب أن يباركنا الله. نفعل ما يطلبه الله؛ ولذلك يجب أن يكافئنا الله". تكمن مثل هذه الأشياء في قلوب كثيرين من الناس لأنهم يؤمنون بالله. ... يعاني الناس من البلادة الشديدة. إنهم لا يمارسون الحقّ ومع ذلك يلومون الله. وهم لا يفعلون ما ينبغي عليهم فعله. يجب على الناس أن يختاروا طريق طلب الحقّ، لكنهم سئموا من الحقّ ويتوقون إلى المتع الجسديَّة. يسعون دائمًا وراء البركات والتمتُّع بالنعمة، ويشكون دائمًا من أن طلبات الله من الإنسان كبيرة للغاية. يُصرّون على محاولة جعل الله يعاملهم بلطفٍ، ويمنحهم المزيد من النعمة، ويسمح لهم بالمتع الجسديَّة. هل هم أولئك الذين يؤمنون بالله حقًّا؟ ... عند قول هذه الأشياء، لا يكون الناس لديهم المنطق أو الإيمان على الإطلاق. فجميعها تنبع من استياء الإنسان من الله؛ لأن مطالبه المسرفة لم تُلبَّ؛ وجميعها أشياء تنبع من قلب الإنسان، وتُمثِّل بالتمام طبيعة الإنسان. هذه الأشياء موجودة في داخل الإنسان، وإذا لم يتخلَّص منها فقد تجعله في أيّ وقتٍ أو مكانٍ يلوم الله ويسيء فهمه. سوف يكون الإنسان أيضًا عُرضةً للتجديف على الله، وفي أيّ مكانٍ وفي أيّ وقتٍ قد ينحرف عن الطريق الصحيح. وهذا أمرٌ طبيعيّ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). تعلمت شيئًا من كلمات الله. بتركيزي على واجبي كل يوم إلى درجة أنني لم أهتم بعائلتي، ظننت أن الله سيكافئني ويمنحني البركات من أجل بذل نفسي بهذه الطريقة. لم أرغب في الحصول على مكافآت سخية من الله، كان يكفيني مجرد وظيفة لأتدبر أموري، وبعد أن حصولي على وظيفة، كنت سأتمكن من أن أؤدي واجبي بشكل أفضل. شعرت أن هذا كان طلبًا منطقيًا ولم يكن مفرطًا على الإطلاق. لكن بالتأمل في كلمات الله رأيت أن امتلاك هذه الأمنيات والرغبات المبالغ فيها أظهر أنني لم أكن قد سلَّمت أمري لله. كنت اطلب أن يفعل الله بضعة أشياء من أجلي. بينت لي كلمات الله أيضًا أنه إذا طلب شخص ما طلبات غير منطقية من الله باستمرار، يصعب عليه أن يُطبّق الحق، وسيخون الله ويهمله على الأرجح إذا لم تتحقق مطالبه. ثم فهمت أن الضيقات التي واجهتها تبدو من الخارج كثيرة ومثيرة للشفقة حقًا، لكني في واقع الأمر، كنت أجتاز تقسية المعاناة. شعرت كما لو أنني لم أكن قادرًا على تحملها، لكن الله لم يهجرني. كان الأمر هكذا لأتمكن من رؤية دوافعي الخاطئة والغش الموجود في إيماني، وتحويلها نحو الاتجاه الصحيح الذي يأمل الله أن يتبعه الناس. لم يسعني إلا أن أتساءل، ألا أرغب في وظيفة جيدة تمكِّنني من جني مزيد من الأموال؟ ألا أرغب في المزيد من باقة بيانات الهاتف النقال وتغطية احتياجاتي الأساسية؟ ألا أرغب في أداء واجبي دون عرقلة، ودون أي مشاكل؟ نعم، أفعل. لذا، حيث إنني أطمح إلى الحصول على هذه الأشياء، فلما لا يرتب الله أن أحصل عليها؟ هل حظي عثر وتعيس إلى هذه الدرجة؟ بالقطع لا، لقد كنت محظوظًا بشكل لا يصدق. كان هذا حب الله يحل عليَّ. أعدَّ الله هذا الموقف من أجلي ليحثني على البحث عن الحق، وتعلم دروس، وتطهير الغش الموجود في إيماني. إذا كنت أطبق إيماني في بيئة جيدة ومريحة طوال الوقت دون اختبار أي مواقف عسيرة أو سلبية، كان إيماني بالله وحبي له ليشوبه الدوافع والرغبات والغش، وهي أمور لا يرضى الله عنها. يأمل الله أن يكون الناس صادقين معه في أي ظرف، وأن نكون مكرسين له ونطيعه. تمامًا كالطفل. إذا لم يحب أباه إلا عندما يمنحه حياة مادية مريحة، ويكرهه عندما لا يحدث هذا ويقول، "إذا لم تمنحني كل ما أرغب فيه، لن أحترمك ولن أعترف بك والدًا لي". فأي نوع من الأطفال يكون هذا؟ يكون طفلًا عاقًا يفتقر إلى الضمير والعقل. شكرًا لله! كنت أواجه هذا الموقف أنا أيضًا. كنت بحاجة إلى اجتياز هذه الأمور تحديدًا لتطهير الغش الموجود في إيماني.
قرأت جزءًا آخر من كلمات الله. يقول الله القدير، "ما هو الإيمان الحقيقي بالله اليوم؟ إنه قبول كلمة الله كواقع لحياتك ومعرفة الله من كلمته ليكون لك محبة حقيقية له. لأكون واضحًا: الإيمان بالله هو أن تطيعه وتحبه وتؤدي واجبك الذي يجب أن تؤديه كمخلوق من مخلوقات الله. هذا هو هدف الإيمان بالله. يجب أن تعرف جمال الله، وكم يستحق من تبجيل، وكيف يصنع الله في مخلوقاته عمل الخلاص ويجعلهم كاملين. هذه هي أساسيات إيمانك بالله؛ فالإيمان بالله هو في الأساس الانتقال من حياة الجسد إلى حياة محبة الله، ومن العيش ضمن الفساد إلى العيش ضمن حياة كلام الله. إنه الخروج من تحت مُلك الشيطان والعيش تحت رعاية الله وحمايته. إنه القدرة على طاعة الله وليس الجسد، والسماح لله بأن يربح قلبك بالكامل، والسماح له أن يجعلك كاملًا، والتحرّر من الشخصية الشيطانية الفاسدة. الإيمان بالله هو في الأساس لكي تتجلّى فيك قوة الله ومجده، ولعلك تُتِمُّ مشيئته، وتنجز خطته، وتكون قادرًا على أن تشهد عنه أمام إبليس. ليس الهدف من الإيمان بالله هو رؤية آيات ومعجزات، ولا يجب أن يكون من أجل جسدك الشخصي، بل يجب أن يكون هدفه السعي لمعرفة الله، والقدرة على طاعته، وأن تكون مثل بطرس، تطيعه حتى الموت. هذا هو ما يجب تحقيقه في الأساس. إنه أكل كلمة الله وشربها من أجل معرفة الله وإرضائه، فأكل كلمة الله وشربها يعطيك معرفة أعظم بالله، وبعدها فقط ستستطيع طاعته. لن تتمكن من محبة الله إلا لو عرفت الله، وهذا هو الهدف الوحيد الذي يجب على الإنسان تحقيقه في إيمانه بالله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الكل يتحقق بكلمة الله). قرأت هذا المقطع من كلمات الله بعد ربحي إيماني بالله القدير مباشرة. لكن في ذلك الوقت لم أفهمه حقًا. فقط بعد اجتياز كل هذه الأوقات الصعبة فهمت إرادة الله بعض الشيء. لم يكن الإيمان الحقيقي مثلما ظننت حقًا، أنني طالما كنت اُضحي بذاتي من أجل الله، ينبغي أن يعتني بي ويحميني ويوفي احتياجاتي. هذا الرأي في الإيمان ليس صحيحًا. في إيماننا، ينبغي أن نختبر كلمات الله وأن نرضيه في كل الأمور. سواء أعطى الله أم أخذ، ينبغي أن نُسلِّم أمورنا له وأن نمنحه ذواتنا بصدق. إذا لم يسع الناس في إيمانهم سوى إلى معرفة الله من خلال كلماته، والتسليم لحكمه وترتيباته، يرضى الله عن هذا الإيمان. من يقدر أن يحب الله من أعمق جوارحه وأن يطيعه حتى الموت مثل بطرس، يُكمِّله الله. لحسن الحظ أنارني الله لأعرف منظور الإيمان المناسب في هذا الموقف ومنحني هذا قلبًا يملأه السلام والهدوء. صليت صلاة خضوع لله، طالبًا منه فقط أن يمنحني القوة لأتحمل تلك الضيقة.
لدهشتي، في اليوم التالي، أرسل لي عمي قليل من المال، أتاح لي شراء بعض الطعام وباقة بيانات للهاتف النقال. شكرت الله من أعماق قلبي لمنحي طريقًا للمضي قدمًا.
ونجحت فوق هذا في الحصول على وظيفة بدوام جزئي. لم تكن وظيفة سهلة على الإطلاق، لكنني تمكنت من جني مال يكفي لتغطية احتياجاتي الأساسية. علمت أن الله رتب هذا من أجلي. اختبرت حقًا أن قبول ترتيب الله وتدبيراه والتسليم لها درس أساسي ينبغي أن نتعلمه في الحياة الواقعية ويمكنه أن يساعدنا على معرفة حكم الله القدير وطرقه العجيبة خلال اختباراتنا. هذا هو السلوك الذي ينبغي أن نسلكه في كل أنواع المسائل في الحياة. ذكَّرني هذا بمقطع من كلمات الله. "عند مواجهة مشاكل الحياة الحقيقيّة، كيف يجب أن تعرف وتفهم سلطان الله وسيادته؟ عندما لا تعرف كيف تفهم هذه المشاكل وتعالجها وتختبرها، ما الموقف الذي يجب عليك اتّخاذه لإظهار نيّتك ورغبتك وحقيقة خضوعك لسيادة الله وترتيباته؟ أولًا، يجب أن تتعلّم الانتظار ثم يجب أن تتعلّم السعي ثم يجب أن تتعلّم الخضوع. "الانتظار" يعني انتظار توقيت الله، وانتظار الناس والأحداث والأشياء التي رتّبها لك، وانتظار إرادته في أن تكشف لك عن نفسها بالتدريج. "السعي" يعني ملاحظة وفهم نوايا الله العميقة لك من خلال الناس والأحداث والأشياء التي وضعها، وفهم الحق من خلالها، وفهم ما ينبغي أن يُحقّقه البشر والطرق التي ينبغي عليهم أن يسلكوها، وفهم النتائج التي يقصد الله تحقيقها في البشر والإنجازات التي يقصد تحقيقها فيهم. يشير "الخضوع" بالطبع إلى قبول الناس والأحداث والأشياء التي نظّمها الله وقبول سيادته، ومن خلال ذلك، معرفة كيف يأمر الخالق بمصير الإنسان وكيف يُدبّر للإنسان حياته وكيف يُوصّل الحق إلى الإنسان. تمتثل جميع الأشياء في ظلّ ترتيبات الله وسيادته للقوانين الطبيعيّة، فإذا قرّرت أن تدع الله يُرتّب كل شيءٍ لك ويأمر به وجب عليك أن تتعلّم الانتظار وأن تتعلّم السعي وأن تتعلّم الخضوع. هذا هو الموقف الذي يتعيّن على كل شخصٍ يريد الخضوع لسلطان الله أن يتّخذه، والصفة الأساسيّة التي ينبغي على كل شخصٍ يريد قبول سيادة الله وترتيباته أن يتّسم بها. لامتلاك مثل هذا الموقف، وللتمتّع بهذه الخاصية يجب عليكم العمل بجدٍّ وحينها فقط يمكنكم الدخول في الواقع الحقيقيّ" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). قرأت هذا المقطع من كلمات الله من قبل، لكني شعرت بأنه مختلف عند قراءته مرة أخرى بعد اجتياز بعض الأوقات العصيبة. أمكنني أن أرى من كلمات الله أن البحث عن مشيئة الله والانتظار والتسليم هم النهج الأول الذي ينبغي على الشخص أن يتخذه عندما يواجه أي مشكلة. إلا أن الانتظار ليس انتظارًا سلبيًا. فهو يشتمل على الصلاة وقراءة كلام الله والبحث عن إرادته، والتأمل في ذاتك. بهذه الطريقة يمكنك أن تعرف حالتك الحقيقية وأن تفهم ما يتعين عليك الدخول فيه. من خلال هذا النوع من البحث والاختبار، يمكننا أن نرى حكم الله القدير وأفعاله الفعلية.
في البداية لم أرغب سوى في القيام بتلك الوظيفة الصعبة ذات الدوام الجزئي لمدة شهر واحد، حتى أتمكن بالكاد من جني ما يكفي لتدبير أموري وأستغل ما بقي من وقتي في أداء واجبي. لكن كانت هناك مشكلة في هاتفي الخلوي. اكتشفت أنني إذا عملت لشهر آخر سأتمكن من شراء هاتف خلوي آخر وحاسوب محمول. لكنني كنت قائد كنيسة، لذا كان لدي الكثير من العمل لأتولاه. كان أداء واجبي أهم الأمور بالنسبة لي، كان أولى أولوياتي، لذا قررت أن أترك وظيفتي. بعد أن عرفت القائدة الأعلى بشأن وضعي، قالت لي إنه لمساعدتي على تأدية واجبي بصورة جيدة، يمكن للكنيسة مساعدتي على شراء حاسوب محمول واشتراك في الإنترنت. كنت متحمسًا للغاية لسماع هذا، كنت أكثر حماسًا مما يمكنني التعبير عنه. عرفت أن هذا كله كان نعمة الله، وأن الله كان يفتح لي مسارًا حتى أتمكن من أداء واجبي بصورة جيدة. رأيت أيضًا أن الله لم يكن يصعب الأمور عليَّ على الإطلاق. بل أرادني أن أكون صادقًا ومطيعًا. اختبرت شخصيًا حب الله في الأوقات العصيبة. قبل ذلك، كان تصوري لحب الله للإنسان مبهمًا ولم يتماش مع الواقع. لم أفهم إلا بعد تعلم هذه الدروس من خلال مواقف الحياة الواقعية. من خلال هذه المواقف، رأيت جهلي وأنانيتي، وهذا قادني تدريجيًا إلى تغيير تصوراتي الخاطئة عن الإيمان والوصول إلى الطريق الصحيح. لقد كانت بحق محبة الله لي. فهمت أيضًا السلوك الصحيح الذي ينبغي اتباعه في أوقات الضيق وكيفية الاقتراب من الله. قبل ذلك كنت أظن دائمًا أنني طالما كنت مؤمنًا، سيزودني الله بكل شيء. والآن أعلم أننا في الإيمان ينبغي ألا نطلب الأمور باستمرار من الله، بل ينبغي أن نُسلم أمورنا له وأن نفعل مشيئته في كل الأمور.
قبل أن يمر وقت طويل واجهت اختبارًا آخر. بعد مرور شهر في تلك الوظيفة، في اليوم الذي حصلت فيه على راتبي، سُرقتُ فجأة في الشارع. هربوا بنصف راتبي. لكن بفضل حماية الله، بالرغم من أنهم كانوا مسلحين بسكاكين، لم يصيبوني بأذى. خطر لي على الفور أن الله سمح لهذا بالحدوث بسبب نواياه الجيدة. فكرت في أن أيوب كان فاحش الثراء، لكنه عندما فقد كل ممتلكاته ومات كل أبنائه، سلم أمره لله دون شرط، ولم يشتك، واستمر في تسبيح اسم الرب. لم أكن غنيًا، بل كنت إنسانًا عاديًا. سُرقَت بعض الأموال، وبالرغم من أنني كنت بحاجة إليها، وأنني كانت لدي الكثير من الخطط لما كنت سأفعله بها، كنت مستعدًا لاتباع مثال أيوب في الإيمان والطاعة. صليت، "يا ألله، أنت لا يُسبر غورك. لا يمكنني أن أفهم ما قد حدث بصورة كاملة، إلا أنني أؤمن أن مشيئتك مخفاة فيه. أنا مستعد للتسليم لترتيباتك. أرجوك حرك قلبي وأرشدني حتى لا أغرق في حالة سلبية". شعرت بهدوء شديد بعد صلاتي، كما لو أن شيئًا لم يحدث على الإطلاق. استمريت في أداء واجبي بهدوء كما أفعل دائمًا، دون أن أشعر بالقلق أو الانزعاج. مقارنة بسلوكي قبل أن أفهم حكم الله، كان الأمر مختلفًا اختلافًا كليًا. كان السبب في هذا يرجع إلى أنني عرفت أن الله رتب الأمور بتلك الطريقة ليطهرني ويخلصني. عمَّق هذا أيضًا فهمي لحب الله. تعبير الله عن حبه ليس مقصورًا على منحنا البركات المادية، لأن هذه العناصر لا ترضي إلا رغباتنا الجسدية. محبة الله الصادقة تُعلِّمنا الحق من خلال اختبار دينونة كلماته، وتجاربه، وتنقيته، وأن نعرف سبب إيماننا، وكيف نتقي الله ونعرض عن الشيطان، وكيف نحب الله ونرضيه، وفي نهاية المطاف نُسلِّم لكل ترتيباته. ذكَّرني هذا ببعض من كلمات الله. "فإن محبة الإنسان لله مبنية على أساس تنقية الله ودينونته. إذا كنت لا تستمتع إلا بنعمة الله، مع حياة عائلية هادئة أو بركات مادية، فإنك لم تكسب الله، وقد فشل إيمانك بالله. لقد قام الله بالفعل بمرحلة واحدة من عمل النعمة في الجسد، وقد سكب بالفعل بركاته المادية على الإنسان – لكن الإنسان لا يمكن أن يصير كاملًا بالنعمة والمحبة والرحمة وحدها. يصادف الإنسان في خبرته بعضًا من محبة الله، ويرى محبة الله ورحمته، ولكن عندما يختبر هذا لفترة من الوقت يدرك أن نعمة الله ومحبته ورحمته غير قادرة على جعل الإنسان كاملًا، وغير قادرة على إعلان ما الفساد الذي داخل الإنسان، وغير قادرة على تخليص الإنسان من شخصيته الفاسدة، أو أن تُكمِّل محبته وإيمانه. لقد كان عمل الله بالنعمة هو عمل لفترة واحدة، ولا يمكن للإنسان أن يعتمد على التمتع بنعمة الله من أجل معرفة الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). "بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ إنه يتحقق بواسطة شخصية الله البارَّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البِرِّ والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وتكميله للإنسان يتحقَّق أساسًا من خلال دينونته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). بقراءة كلمات الله شعرت بعمق أن عمل الله في دينونة الأيام الأخيرة هو حقًا تطهير البشر وتغييرهم. شوائب إيماننا وشخصياتنا الفاسدة لا يمكن تطهيرها إلا من خلال دينونة كلمات الله وتجاربه وتنقيته. يمكن تحقيق هذا إلا بمجرد الاعتماد على نعمة الله. لم أكن لأفهم أبدًا هذه الأمور دون كلمات الله، ودون هذه التجارب الصعبة. شكرًا لله القدير!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.