كُشِفتُ أثناء تدريب الوافدين الجُدُد

2022 نوفمبر 8

مع انتشار الإنجيل، يتطلّع المزيد من الناس إلى عمل الله في الأيام الأخيرة، لذا يجب أن يَعِظ المزيد من الناس بالإنجيل وأن يسقوا الوافدين الجُدُد. وإنه لمن الضروري تدريب الوافدين الجُدُد من ذوي المقدرة الجيدة ليتمكّنوا جميعًا من القيام بواجبٍ. وبعد فترةٍ، وجدتُ أن تدريب الوافدين الجُدُد لم يكن بالأمر الهيّن كما ظننتُ. كانوا مثل الأطفال حديثي الولادة، الذين لا يعرفون شيئًا. وكانوا بحاجة لمَن يُمسك بأيديهم. تعيّن عليَّ مناقشة محتوى اجتماعاتهم وتعليمهم كيفية استضافة الاجتماعات. وعندما كانوا يستضيفون الاجتماعات، كان عليَّ مراقبة الأمور. إذا تحدّثوا بشكل أسرع مما ينبغي، تعيَّن عليَّ أن أذكِّرهم بالإبطاء. ليتمكّن الجميع من الفهم. إذا تحدّثوا ببطءٍ، أخبرتهم بأن يتحدثوا بوتيرة أسرع قليلاً. وفوق ذلك، علّمتُهم أيضًا كيفية حلّ المشكلات التي واجهوها، بحيث يمكن لأولئك الذين سقوهم في الكنيسة أن يجتمعوا، ويقرأوا كلمة الله بشكل طبيعيّ، ويضعوا أساسًا في الطريق الحقّ. وعندما واجه هؤلاء الوافدون الجُدُد مشاكل، كان عليَّ أن أتتبع حالتهم وأقدّم شركة معهم عن كيفية اختبار الصعوبات، لذلك لم تتأثر حالتهم وتمكّنوا من القيام بواجبهم بشكل طبيعيّ.

بعد فترةٍ، شعرتُ أن تدريب الوافدين الجُدُد صار مُرهِقًا. ولأنني كنتُ قائد المجموعة، فقد كنتُ المسؤول عن عمل المجموعة وسقاية الآخرين. وتطلّبت هذه المهام الكثير من الوقت والجهد. لكنني أمضيت جُلَّ وقتي وطاقتي في تدريب الوافدين الجُدُد، ومع مرور الوقت، لم يحضر الاجتماعات بعض أولئك الذين سقيتهم. تعيَّن عليَّ تعقبهم بمفردي. وهذا ما أصابني بالقلق، واشتكيتُ من أن تدريب الوافدين الجُدُد استغرق وقتًا طويلاً، مما يؤثر على عملي في السقاية. بعد شهر، كنتُ الأسوأ في مجموعتي. كان هذا مُحرجًا. ذات مرةٍ في اجتماع، قال قائدي إن عملي في السقاية لم يكن فعّالاً. شعرتُ بالإحراج الشديد لدرجة أنني أردتُ الفرار. بصفتي قائد المجموعة، إذا لم تكن سقايتي فعّالة، فماذا سيظن الناس بي؟ لم أستطع تقبُّل هذا، وانتابني البؤس. وأصابني الإرهاق من تنمية الوافدين الجُدُد. فكَّرت في أنني إذا كنتُ قد وضعت طاقتي في الإخوة والأخوات الذين سقيتهم، لم أكن لأصبح الأسوأ في المجموعة. لم نتمكّن من رؤية نتائج تنمية الوافدين الجُدُد على الفور، ولم يرَ الآخرون في الكنيسة الثمن الذي دفعته. عندما فكّرتُ في هذا، شعرتُ بالضيق، وتبدَّدَ دافعي. وشعرتُ أن تدريب الوافدين الجُدُد كان عبئًا. آنذاك، تمكن بعض الوافدين الجُدُد الذين درّبتهم من سقاية الآخرين. إنْ اضْطَلَعوا بسقاية بعض الذين قبِلوا للتوّ عمل الله، كان سيتعين عليَّ مساعدتهم بالسقاية بما يتجاوز متابعتي لعملهم. وكنت لأحصل على المزيد من العمل لأقوم به، ولم أكن لأنال تقديرًا على نتائج العمل. بدأت في التفكير: "لن أدعهم يسقون الآخرين، سيشاركونني في سقاية أولئك الذين كنتُ مسؤولاً عنهم. وهذا سيُحسِّن عملي وسيجعلني أبدو أفضل". لقد فكّرتُ في سُمْعتي فحسب ولم أدرك أن هذا كان خطأً. إلى أن قرأتُ مقاطع من كلمة الله منحتني معرفة عن حالتي. تقول كلمات الله، "ما المعيار الذي يُحْكَمُ به على أفعال الشخص على أنها أفعالٌ خيِّرةٌ أو شرِّيرة؟ يعتمد ذلك على ما إذا كانوا في أفكارهم وتعبيراتهم وأفعالهم يملكون شهادة وضع الحقّ موضع التنفيذ وعيشِ واقعِ الحقّ. إذا لم يكن لديك هذا الواقع أو لم تَعِشْهُ، فأنت إذًا شرِّيرٌ بلا شكٍّ. كيف ينظر الله إلى الأشرار؟ إن أفكارك وأفعالك الظاهرية لا تحمل شهادة لله، كما أنها لا تخزي الشيطان أو تهزمه، وبدلًا من ذلك فإنها تُخجِل الله، وهي مملوءة بالعلامات التي تُخزي الله. أنت لا تشهد لله ولا تبذل نفسك من أجله، ولا تفي بمسؤولياتك وواجباتك تجاه الله، وبدلًا من ذلك، تتصرف من أجل مصلحتك. ماذا تعني جملة "من أجل مصلحتك"؟ لأكون دقيقًا، إنها تعني من أجل الشيطان. لذلك، سيقول الله في النهاية: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" أنت في عينَي الله لم تعمل أعمالًا حسنة، وإنما تحوَّل سلوكك إلى الشر. ولن يفشل ذلك في نيل استحسان الله فحسب، بل سيُدان. ماذا يسعى من له مثل هذا الإيمان بالله لربحه؟ ألن يكون هذا الإيمان في النهاية هباءً؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "لأن كل من يؤدي واجبه، بغض النظر عن مدى عمق فهمه للحق أو ضحالته، فإن أبسط طريقة للممارسة للدخول في واقع الحق هي التفكير في مصالح بيت الله في كل شيء، والتخلِّي عن الرغبات الأنانية، والنوايا الفردية، والدوافع، والتكبر، والمكانة. ضع مصالح بيت الله أولاً – هذا أقل ما يجب أن يفعله المرء" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). رأيتُ عند قراءتي لهذا أن الله لا يُقيّم البشر بِناءً على مقدار معاناتهم، أو ما إذا كان واجبهم فعّالاً. بل ينظر الله ما إذا كان البشر يمارسون الحقّ في واجباتهم، وما إذا كانت حماية مصالح الكنيسة هدفهم ونقطة انطلاقهم، وما إذا كانوا يحاولون إرضاء الله. إذا كان مَقصِدك يرمي لأن تُحسِّن من مظهرك وتَبْرزُ، فلن يرضى الله أبدًا، وسيُدينك كفاعل شرٍّ. علمتُ أن تنمية الوافدين الجُدُد أمر مهم. وبوسعها حلّ النقص في موظفي السقاية، كما تسمح للوافدين الجُدُد بتأدية واجباتهم، وتعلُّم الحقّ، وتعلُّم اختبار عمل الله ليتمكّنوا من النمو بسرعة. لكنني لم آخذ في اعتباري مشيئة الله أو حياة الوافدين الجُدُد. بل فكرتُ في عملي فحسب، وصورتي، ومكانتي، ولم أكن أرغب في العمل بجدّ لتدريب الوافدين الجُدُد. كنتُ حقيرًا. لم أكن أؤدي واجبي. كنتُ أسعى للاسم والمكانة فحسب، وأفعل الشر.

لاحقًا، قرأتُ مقطعًا آخر من كلمة الله: "أضداد المسيح يولون اهتمامًا جادًا لكيفية التعامل مع مبادئ الحق، وإرساليات الله، وعمل بيت الله، أو كيفية التعامل مع الأشياء التي يواجهونها. إنهم لا يفكرون في كيفية تلبية مشيئة الله، أو كيفية تجنب الإضرار بمصالح بيت الله، أو كيفية إرضاء الله، أو كيفية إفادة الإخوة والأخوات؛ هذه ليست الأشياء التي يضعونها في اعتبارهم. فما الذي يضعه أضداد المسيح في اعتبارهم؟ ما إذا كانت مكانتهم وسمعتهم ستتأثر، وما إذا كانت هيبتهم ستقل. إذا كان القيام بشيء وفقًا لمبادئ الحق يفيد عمل الكنيسة والإخوة والأخوات، ولكنه يؤدي إلى تضرر سمعتهم ويجعل كثيرًا من الناس يدركون قامتهم الحقيقية ويعرفون أي نوع من الطبيعة والجوهر لديهم، فمن المؤكد أنهم لن يتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق. إذا كان القيام بالأعمال العملية سيجعل المزيد من الناس يقدرونهم، ويتطلعون إليهم، ويعجبون بهم، أو يجعل كلماتهم تحمل سُلطانًا ويجعل المزيد من الناس يخضعون لها، فسيختارون القيام بذلك بهذه الطريقة؛ وإلا، فلن يختاروا إهمال مصالحهم اعتبارًا لمصالح بيت الله أو الإخوة والأخوات. هذه هي طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم. أليست هذه أنانية وشر؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثالث)). هذا يكشف عن طرق أضداد المسيح الأنانيّة. إنهم يضعون أنفسهم قبل كل شيء دون مراعاةٍ لعمل الكنيسة أو لحياة الآخرين. إنهم يفكرون في أنفسهم فحسب. أدركتُ أنني كنتُ مثل ضد المسيح. علمتُ أن تنمية الوافدين الجُدُد أمر مهم، لكن عندما رأيتُ أن تدريب الوافدين الجُدُد استغرق وقتًا، لم أفكِّر سوى في مصالحي الخاصة. شعرتُ أن تدريب الوافدين الجُدُد استغرق وقتًا أطول مما يجب، وأخَّر العمل الآخر، وجعلني أقل فعالية، مما أضرَّ بصورتي. شعرتُ أن هذا لم يكن مُنصِفًا، وعبرت بقوة عن ضيقي من تنمية الوافدين الجُدُد، حتى أنني جعلت الوافدين الجُدُد يساعدونني لتحسين نتائج عملي ولأبدو بصورة أفضل. من خلال إعلان كلمة الله، رأيتُ كم كنتُ أنانيًّا. لقد نميّتُ الوافدين الجُدُد لا لدعم عمل الكنيسة، ولكن لأحافظ على منصبي. وكانت هذه مقاومة لله. لقد ساعدتني كلمة الله على رؤية هذا. لاحقًا، صلّيت إلى الله وتُبتُ إليه. قائلاً إنني كنتُ على استعداد لتدريب الوافدين الجُدُد. عقب ذلك، طلبت من بضعة من الوافدين الجُدُد أن يبدؤوا في السقاية بمفردهم. وكانوا مُمْتَنين لله. قالوا، إنهم عَلِموا أن هذا الواجب قد واجه صعوبات، لكنهم سيتكّلون على الله في واجبهم، وسيساعدهم في مواجهة صعوباتهم. ملأني الحماس لرؤية سلوكيات الوافدين الجُدُد الاستباقية، وأردتُ تعليمهم المزيد. كنتُ أرغب في مساعدتهم على القيام بعمل السقاية بشكل أفضل. دوّنتُ بعض أفكار السقاية الجيدة وشاركتها معهم لأريهم كيفية سقاية أولئك الذين قبلوا للتوّ عمل الله. وبعد كل اجتماع، كنت أقدّم شركة وأُلخِّص المشكلات التي لاحظتها. أحيانًا، عندما كانت تواجههم صعوبات في عمل سقايتهم، كنت أساعدهم أيضًا في حلّ المشاكل. لم أعد أقاوم تنمية الوافدين الجُدُد، ولم أظن أنه كان عبئًا. بدلاً من ذلك، شعرتُ أن هذه كانت مسؤوليتي.

لكن، من بين أولئك الوافدين الجُدُد، كانت هناك أخت تدعى آنّا، نادرًا ما تحمّلت عبئًا. لم تدفع الثمن اللازم في واجباتها. ومَضَتْ أسابيع، ومازال لم يفهم وافدوها الجُدُد الحقائق الأساسية مثل تجسُّد الله ومراحل العمل الثلاث، والبعض لم يذهب حتى إلى الاجتماعات، لذا فقد استَحْثَثتُها على دعمهم. لكن في بعض الأحيان لم أستطع الاتصال بها، واضطررتُ للقيام بالأمور بنفسي. شعرتُ بالانزعاج من آنّا. وشعرتُ أنها لم تقم بعمل حقيقي وأعاقتني. كان عليَّ حلّ مشاكلها عندما كنتُ مشغولاً بالفعل. كان الأمر أشبه بالقيام بواجبين. وتطلّبَ المزيد من القلق والجهد. كنتُ لأكون أفضل حالاً بعدم تدريبها. كان هذا ليوفر عليَّ التوتر. وبينما كنتُ أفكر في التخلّي عن الأخت آنّا، تذكّرتُ مقطعًا من كلمة الله: يقول الله القدير، "عندما تظهر الأنانية والانتهازية لديك، وتدرك ذلك، ينبغي لك أن تصلّي لله وتطلب الحق لكي تتعامل مع هذا الأمر. أول ما ينبغي أن تكون على علم به هو أن التصرُّف على هذا النحو هو، في حقيقة الأمر، انتهاك لمبادئ الحق، وهو ضارٌّ بعمل الكنيسة، كما أنه تصرف أناني ودنيء. إنه ليس ما ينبغي للأشخاص الطبيعيين أن يفعلوه. عليك أن تنحّي مصالحك وأنانيتك جانبًا، وأن تفكّر بعمل الكنيسة؛ ذلك ما يريده الله. وبعد التأمل في نفسك من خلال الصلاة، إنْ أدركت حقًّا أن التصرُّف على هذا النحو أناني ودنيء، فسيكون من السهل التخلي عن أنانيتك وانتهازيتك، وستشعر بأنك شخص عملي، وستكون مرتاح البال، مبتهجًا، وتحس بأنه لا بدّ أن يكون ثمة ضمير ومنطق في الطريقة التي تتصرف بها، وأن تفكر بعمل الكنيسة، وألّا ينصبّ تركيزك على مصالحك؛ فذلك تصرف أناني ودنيء، وخالٍ من الضمير أو المنطق. إن التصرف بغيريّة، والتفكير بعمل الكنيسة، وعدم فعل سوى ما يرضي الله، هو عمل بارٌّ ومشرِّف، وسيجلب القيمة إلى وجودك. حيت تعيش بهذه الطريقة على الأرض، وتكون صريحًا وصادقًا، وتعيش الطبيعة البشرية العادية، وتمثل الصورة الحقّة للإنسان، ولا تتمتّع بضمير حيٍّ فحسب، بل تكون أيضًا جديرًا بكل الأشياء التي يُنعم الله بها عليك. كلما مضيت في العيش على هذا النحو، ستشعر بالمزيد من الصمود وستكون أكثر طمأنينة وبهجة، وستشعر بمزيد من التألّق. على هذا النحو، ألن تكون قد وطئت الطريق الصحيح في الإيمان بالله؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). لقد أشارت كلمة الله إلى طريق واضح. لابد أن نحمي مصالح الكنيسة، ونتصرّف وفقًا لما يُمليه علينا ضميرنا. لقد قبِلَتْ الأخت آنّا للتوّ عمل الله، ولم تفهم الحقّ، وافتقرَتْ إلى العبء في واجبها، لذا يجب أن أقدّم لها مزيدًا من الشركة، بدافع الحبّ. لقد كانت هذه مسؤوليتي. لكن حينما رأيت أوجه قصورها، رأيتها مثل شوكة في الظَّهْر وأردتُ التخلّي عنها. لم يكن لديّ إنسانية. لاحقًا، استخدمتُ كلمة الله في الشركة معها. وتأثرتُ عندما كَتَبَتْ عن هذا لاحقًا. قالت: "لقد أديت واجبي دون عبء في الماضي. وإني بحاجة لرؤية أولئك الذين قبِلوا للتوّ عمل الله الجديد كأصدقاء لي، أعِظُهم بكلمة الله بوضوح وبلُطْفٍ، ليعلموا أنه لا خلاص لنا إلا بعمل الله في الأيام الأخيرة. عليَّ أن أضع نفسي في مكانهم لأشعر بمعاناتهم. لابد أن أحب الواجب الذي أؤديه". بعدئذ، تحمّلتْ مزيدًا من العبء في واجبها. وذات ليلةٍ، بعد منتصف الليل، سألتها عن سبب عدم نومها، قالت إنها كانت تتحقق من الذين لم يحضروا الاجتماعات لتتمكّن من التحدّث معهم لاحقًا. أخبرتني بشأن حالة الآخرين. وأثناء حديثي، سمعتُ سُعالاً وسألتها، عما إذا كانت قد أصيبت بنزلة بردٍ. وأخبرتني أنها وأسرتها أصيبوا بفيروس كورونا. ومع أنها لم تكن على ما يرام، لم تكن لتضع واجبها جانبًا. قالت باكية، إنها ستنهار، من دون كلام الله القدير. إذا لم يكن قد حَفزها هذا الواجب، لربما فارقت الحياة في عذابٍ. لقد خلّصها الله. بكيتُ عند سماع شركتها، وتأثَّرتُ بشدّة. رأيتُ أن تنمية الوافدين الجُدُد ذات مَغزى. ورُغم أنّ الأخت آنّا كانت مريضة للغاية، إلا أنها لم تستسلم. وكانت لديها ثقة أكبر في الاتِّكال على الله. عَلِمتُ أن هذه هي النتيجة التي حققها كلام الله. بعد أسبوع، تَمَاثلَتْ للشفاء. شعرتُ بالامتنان لله، عندما سمعتُ هذا. لكن أيضًا، كنتُ مَخزيًّا من أنانيتي. وبسبب أنانيتي، كادت الأخت آنّا تفقد فرصتها في القيام بواجبها.

وسرعان ما كلّفتني الكنيسة بتدريب وافدين جديدين. في البداية، ساعدتهما باهتمامٍ، لكن سرعان ما رأيت أن عملي لم يَتَسنّ له القدرة على التحسُّن. فكَّرتُ أيضًا أن تدريب هذين الوافدين الجديدين بشكل جيد، سيتطلب الكثير من العمل والوقت والجهد. ولم يسعني سوى أن أفكّر: "لقد نميّتُ بعض الوافدين الجُدُد. لابد أن أعمل بجدٍّ لسقاية أولئك الذين أقودهم. إذا لم يكن عملي فعّالاً، فماذا سيظن الآخرون بي؟" لذا، سَلَّمتُ هذين الوافدين الجديدين إلى الآخرين لتدريبهم. ولأسبابٍ معينة، وبعد أقل من ثلاثة أيام، لم يتمكّنا من أداء واجباتهما. والأمر المُحِزن حقًّا، أن الأخت جيني، التي كنتُ أنمّيها، كان في استطاعتها السقاية بمفردها، وتركت المجموعة وحظرتني. عَلِمتُ أنها تركت المجموعة بسبب صعوبات في المنزل. كان ابنها مريضًا وبحاجة إلى طبيب. وأثناء تلك الفترة، أصابها الضعف، لكنني لم أكن على علمٍ بصعوباتها ولم أدعمها. حتى عندما أرادت مخاطبتي، تجاهلتُها بحُجَّة أنني كنتُ مشغولاً. ولم تُحَلّ صعوباتها، لذا أصبحت سلبية وانسحبتْ. في مواجهة هذه الأحداث، كان عقلي خاويًا، وقلبي يعتصره الألم. حاولت تهدئة رَوْعي وصلّيتُ إلى الله، طالبًا منه أن يرشدني في فهم مشيئته.

وبعدئذ، أرسل لي قائدي مقطعًا من كلمة الله: "إن قال شخص ما إنه يحب الحق وإنه يسعى إليه، بينما الهدف الذي يسعى إليه، في حقيقة الأمر، هو تمييز نفسه والتباهي وجعل الناس يحترمونه، وتحقيق مصالحه الخاصة، وأداء واجبه، ليس طاعة لله أو إرضاءه، بل لتحقيق الوجاهة والمكانة، فإن مسعاه غير مشروع. في هذه الحالة، عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة، هل تشكل أفعاله عقبة أمام العمل، أم أنها تساعد في دفعه إلى الأمام؟ من الواضح أنها تشكل عقبة، وليس دفعة للأمام. يلوح البعض بلافتة القيام بعمل الكنيسة، بينما يسعون للوجاهة والمكانة، ويديرون شؤونهم الخاصة، ويوجِد مجموعة صغيرة خاصة بهم، ومملكتهم الصغيرة - هل يؤدي هذا النوع من الأشخاص واجبهم؟ كل ما يقومون به من أعمال يعطل بشكل رئيسي عمل الكنيسة ويشتته ويضعفه. ما هي نتيجة سعيهم وراء المكانة والوجاهة؟ أولاً، يؤثر هذا في كيفية أكل شعب الله المختار وشربهم لكلمة الله وفهمهم للحق، ويعيق دخولهم إلى الحياة، ويمنعهم من الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، ويقودهم إلى الطريق الخطأ؛ مما يضر بالمختارين، ويؤدي بهم إلى الخراب. وماذا يفعل في النهاية لعمل الكنيسة؟ إنه التفكك والتعطيل والضعف. هذه هي النتيجة التي أحدثها سعي الناس وراء الشهرة والمكانة. عندما يؤدون واجبهم على هذا النحو، ألا يمكن تعريف هذا على أنه سلوك طريق أضداد المسيح؟ عندما يطلب الله أن يتخلى الناس عن المكانة والوجاهة، فليس معنى ذلك أنه يحرم الناس من حق الاختيار؛ بل لأن الناس – في الوقت الذي يسعون فيه وراء الوجاهة والمكانة – يعطلون عمل الكنيسة ويربكونه؛ كما يعطلون دخول شعب الله المختار إلى الحياة، ويمكن أن يكون لهم تأثير في أكل الآخرين وشربهم لكلام الله وفي فهمهم للحق، وبالتالي في نيل خلاص الله. هذه حقيقة لا مراء فيها. حين يسعى الناس وراء وجاهتهم ومكانتهم، من المؤكد أنهم لن يطلبوا الحق، ولن يؤدوا واجبهم بإخلاص، بل سيتكلمون ويتصرفون من أجل الجاه والمكانة، وكل العمل الذي يفعلونه هو، بلا استثناء، لأجل هذه الأمور. لا ريب في أن السلوك والتصرُّف على هذا النحو يعني السير في طريق أضداد المسيح؛ وهو بمثابة تعطيل وعرقلة لعمل الله، كما أن تبعاته جميعًا تعيق انتشار إنجيل الملكوت وانسيابية مشيئة الله داخل الكنيسة. لذلك قد يقول قائل جازمًا إن الطريق الذي سلكه أولئك الذين يسعون وراء الجاه والمكانة هو طريق مقاومة الله. إنها مقاومة مقصودة ضده ومعارضة له؛ إنها تعاون مع الشيطان في مقاومة الله، والوقوف ضده. وهذه طبيعة سعي الناس وراء المكانة والوجاهة. تتمثل المشكلة مع الأشخاص الساعين وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أهداف الشيطان؛ إنها أغراض شريرة وجائرة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)). إذا سعينا وراء الاسم والمكانة، فإنّ دوافعنا ونقاط انطلاقنا تكون ضد الله وتأتي من الشيطان، ونعيق ونُرْبك عمل الكنيسة. هذا شرٌّ. رأيتُ أنني استخدمتُ الحيل في تنمية الوافدين الجُدُد، عِدّة مرات. كلما استغرقت الأمور وقتًا وجهدًا، اخترتُ العمل الذي يُبرزني، حتى أنني سلَّمتُ الوافدين الجُدُد الذين دربّتهم للآخرين، وكأنهم أعباء. عَلِمتُ أن هذا الأمر تشوبه عيوب. إنّ تسليمهم يعني أن مدرِّبًا آخر عليه أن يعرفهم ويعرف حالاتهم، وإذا كان لديهم مدرب جديد، لربما لا يتمكّنون من مواكبة التغييرات. لكنني لم أفكّر في أوضاعهم الفعلية أو مشاعرهم. ولترك مساحة من الوقت لتحسين فعالية عملي أبْعَدتُ الوافدين الجُدُد عن طريقي. كنتُ قاسي القلب. ولا سيًّما مع الأخت جيني، حينما وقعت أختي في مأزق وأرادتْ طلب المساعدة، لم آبه بها. وكان سلوكي مُفجِعًا بالنسبة إليها. كلما تعمَّقتُ في التفكير بالأمر، كرهتُ نفسي أكثر. من خلال الحقائق، رأيتُ أنني سعيتُ وراء الاسم والمكانة في كل مكان. وأخّرتُ عمل تدريب الوافدين الجُدُد، مما تسبّب في انسحاب وافدة جديدة والقضاء على فرصتها في الخلاص. كنتُ أفعل الشرّ. كان هذا تَعَدِّيًا! انتابني شعور بالذنب. لعِدّة أيام، هاتفتُ الوافدة الجديدة وأرسلت لها رسائل نصيّة عِدّة مرات. أردتُ العثور عليها والاعتذار لها، لكن الضرر قد وَقَع. شعرتُ بوَخْز الضمير، ورأيتُ أن سعيي كان مُقَزَّزًا.

ولأحلّ شخصيتي الفاسدة، سعيتُ إلى كلام الله وثيق الصلة. تقول كلمة الله: "رغم أن معظم الناس يقولون إنهم يسعون وراء الحق عن طيب خاطر، فعندما يتعلق الأمر بممارسته أو دفع ثمن من أجله، يستسلم بعض الناس؛ وهذا في جوهره خيانة. كلما كانت اللحظة أكثر أهمية، احتجت إلى التخلي عن الاهتمامات الجسدية وطرح الغرور والكبرياء جانبًا. إذا كنت غير قادر على القيام بذلك، فلا يمكنك ربح الحق، وهذا يدل على أنك غير مطيع لله. إن كان الأمر أنه كلما اشتدت أهمية اللحظة، ازدادت قدرة الناس على الخضوع والتخلي عن مصالحهم الشخصية وعن الغرور والكِبْرياء، وأدّوا واجباتهم بشكل مناسب، فعندها فقط يذكرهم الله. كل تلك أفعال صالحة! بغضّ النظر عمّا يؤديه الناس من واجب أو ما يفعلونه، أيّهما هو أهم، غرورهم وكبرياؤهم أم مجد الله؟ أيهما ينبغي للناس أن يختاروه؟ (مجد الله.) أيّ من هذه هي الأهم، مسؤولياتك أم مصالحك الخاصة؟ إتمام مسؤولياتك هو الأهم، وأنت مُلزَم بها. ... عندما تمارس بحسب مبادئ الحق، سيكون هناك أثر إيجابي، وستؤدي الشهادة لله، وهذا سبيل لجلب الخزي على الشيطان وأداء الشهادة لله. وباستخدام طرق مختلفة لأداء الشهادة لله وجعل الشيطان يرى عزمك على نبذ الشيطان ورفضه: فهذا خزي للشيطان وشهادة لله؛ إنه أمر إيجابي ويتماشى مع مشيئة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يكون كسب الله حقَّا إلّا بكسب الحقّ). "عندما يسعى امرؤ إلى الحق فإنه يستطيع أن يكون مراعيًا لمشيئة الله، ومدركًا لعبء الله، وعندما يؤدي واجبه فإنه يدعم عمل الكنيسة من جميع النواحي؛ فهو قادر على تمجيد الله والشهادة له، وإفادة الإخوة والأخوات، ودعمهم، وإعالتهم، ويربح الله المجد والشهادة، الأمر الذي يجلب الخزي على الشيطان. ونتيجة لسعيهم يكسب الله مخلوقًا قادرًا حقًّا على خشية الله ونبذ الشر، وعلى عبادة الله. ونتيجة لسعيهم أيضًا تتحقق مشيئة الله، ويمكن لعمل الله أن يحرز تقدمًا. يُعدّ مثل هذا السعي إيجابيًّا وقويمًا في نظر الله. كذلك يعود مثل هذا المسعى بنفع عظيم على مختاري الله، كما أنه مفيدٌ تمامًا لعمل الكنيسة؛ حيث يساعد على دفع أمور هذا العمل قُدُمًا ويحظى بثناء الله" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)). لقد أثارت كلمة الله قلبي. يجب ألا أسعى للهَيْبة والمكانة، بل عليَّ القيام بواجبي. كلما كانت اللحظة أكثر حَسْمًا، تعين عليَّ أن أتخلّى عن مصالحي وغروري وأؤدي واجبي على أكمل وجه. إنه عمل صالح. الآن ينتشر الإنجيل، ويأمل الله أن يَهُبَّ المزيد من البشر للوعظ به والشهادة، حتى يسمع أولئك الذين يعيشون في الظلام صوت الله، ويأتوا أمام الله، ويقبلوا بخلاصه. يأمل أيضًا أن يتمكن الوافدين الجُدُد من أن يقوموا بواجباتهم أثناء نشرهم للإنجيل. كانت تنمية الوافدين الجُدُد عملاً مهمًا. لم يعد بإمكاني العيش بهذه الأنانيّة بعد اليوم. كان عليَّ أن أعكس مساعيي وأعيش أمام الله بقلبٍ صادقٍ. أيًّا كان ما ظنّه أي أحد بي، كل ما أردته هو تدريب الوافدين الجُدُد والقيام بواجبي على أكمل وجه.

وعقب ذلك، قدّمتُ شركة مع الإخوة والأخوات، وحللتُ آراءهم الخاطئة التي عرضتُها في تنمية الوافدين الجُدُد، وأخذتُ على عاتقي تدريب الوافدين الجُدُد. ومن بينهم، كان هناك أخ مشغول بالعمل ولم يتمكّن من استضافة كل اجتماع. عَلِمتُ أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول لتنميته، لكنني لم أقاوم. والآن، أتحلّى بالمزيد من الصبر مع الوافدين الجُدُد الذين نميّتهم. أيًّا كانت الصعوبات التي واجهوها، فقد حاولتُ مساعدتهم. وسرعان ما كانت نتائج سقايتهم أفضل من نتائجي، وشعرتُ بالسعادة. وعند رؤيتي لهذا، شعرتُ بالأمن والارتياح. رأيتُ أن الله لا يريد مقدار ما أنْجزُه في عملي فحسب. إنه يأمل أن أتمكّن من مراعاة مشيئته والوفاء بواجبي، وليس التخطيط لمصالحي الشخصية، وتدريب الوافدين الجُدُد ليتمكّنوا من القيام بواجباتهم. ومع أنه في ذلك الشهر لم تكن نتائج سقايتي هي الأفضل، لم أشعر بالبؤس، ولم تكن بي رغبة في الهيْبة والمكانة بنفس القدر، وعَمِلتُ بجِدّ أكثر لتنمية الوافدين الجُدُد. عَلِمتُ أن هذه كانت نتيجة عمل الله. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما ربحته من التحدث بصدق

منذ بعض الوقت، سمعت مقطعًا من شركة الله. قال: "المداهنة والتملُّق وقول ما تعتقد أن الناس يريدون سماعه: من المرجح أن يعرف الجميع المعنى...

النضال لأجل النزاهة

يقول الله القدير، "ملكوتي يطلب الصادقين، لا المنافقين ولا المخادعين. أليس الحال أنّ المخلصين الصادقين لا يحظون بشعبية في العالم؟ أنا على...

بعدما استُبدلت

يقول الله القدير، "يعمل الله في كل شخصٍ، وبغض النظر عن طريقته، أو نوع الناس والأشياء والأمور التي يستخدمها في خدمته، أو نوع النبرة التي...