كلام الله جعلني أعرف نفسي
يقول الله القدير، "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. ... يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق). من قراءة كلمات الله، يمكنني فهم أن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، تم عن طريق التعبير عن الحق، ليديننا ويطهرنا، حتى يمكننا معرفة طبائعنا الشيطانية من خلال كلام الله ونرى حقيقة عمق إفساد الشيطان لنا. عندئذٍ يمكننا أن نشعر بتأنيب الضمير ونكره أنفسنا ونتوب حقًا. كنت أشعر دائمًا بأنني شخصية تتمتع بإنسانية جيدة، وأنني كنت متسامحة وطويلة الأناة مع الآخرين، وعندما أرى شخصًا يمر بوقت عصيب، أفعل كل ما بوسعي للمساعدة. اعتقدت أنني إنسانة صالحة. ولكن بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة واختبار دينونة وإعلان كلامه، رأيت أنه على الرغم من أنني كنت حسنة السلوك ظاهريًا ولم أرتكب خطايا واضحة، كان بداخلي الكثير من الشخصيات الشيطانية؛ كالغطرسة والخداع والخبث. لم يسعني إلا أن أخالف الحق وأعارِض الله. رأيت أن الشيطان قد أفسدني بشدّة وأنني كنت بحاجة حقًا إلى دينونة كلام الله وتطهيره.
أتذكر أنه في مارس 2018 كان واجبي في الكنيسة هو إعداد فيديوهات. كنت جديدة بالفريق وسمعت أختًا تقول إن قائد الفريق، الأخ تشاو، كان حازمًا جدًا ولديه معايير صارمة للعمل. ففكرتُ: "من المسؤولية أن تكون صارمًا، فهذا من شأنه أن يدفعنا نحو أداء واجبنا بشكل أفضل. هذا أمر جيد. إلى جانب ذلك، أنا لينة العريكة ويمكن أن أنسجم مع أي شخص. لا أستطيع أن أتخيّل أنني سأواجه أي مشكلات في العمل مع الأخ تشاو".
نزَّل لنا الأخ تشاو بعض مقاطع الفيديو لندرسها، لتساعدنا في تعريفنا بالعمل بسرعة أكبر، تغطي أشياءً مثل الجماليات، وتكوين اللقطات، والإضاءة، وتنسيق الألوان. كان تعلُّم كل هذا مملًا نوعًا ما بالنسبة لي، وتشتت انتباهي باستمرار. فكرت: "هناك الكثير من المعلومات، وسرعان ما سأنسى ذلك. سأملك زمام الأمر تدريجيًا بالممارسة. في هذه المرحلة، سيكون من الأفضل تعلُّم إعداد مقاطع فيديو أفضل باستخدام برامج جديدة، لمساعدتنا على التعلم وإثارة اهتمامنا". طرحت فكرتي، معتقدة أن الأخ تشاو سيأخذها بعين الاعتبار، ولكن لدهشتي، سمعني ثم قال بصرامة: "إن تعلم هذه المهارات المهنية أمر مهم حقًا. علينا أن نفهمها لإعداد مقاطع فيديو جيدة. علينا أن نوجه أنفسنا وأن نخطو خطوة واحدة في كل مرة. دعينا لا نحمّل أنفسنا بأكثر من طاقتها. إننا نتعلَّم كل هذا للقيام بواجبنا بشكل جيد. من خلال تعديل عقليتنا، سنكون أكثر حماسًا للتعلم ولن يبدو الأمر مملًا". بعد أن قال هذا مباشرةً، نظر الإخوة والأخوات الآخرون لي، فاحمر وجهي وعنقي بالكامل، وكنت مُحرَجة للغاية. فكرت: "ماذا سيظنون بي عندما تتحدث معي هكذا؟ هل سيعتقدون أنني لا آخذ واجبي على محمل الجد؟ كيف سأتمكّن من النظر إليهم بعد ذلك؟" ولكن بعد ذلك فكرت: "لا ينبغي أن أكون ضيقة الأفق. يقول الأخ تشاو هذا لمصلحتنا. كيف سأتمكن من التعاون في هذا الواجب، إذا ضيقتُ أفقي تجاه كل الأمور؟" منذ ذلك الحين بدأت في تعلُّم هذه المهارات بجدية، وفهمت بعض جوانبها بشكل أساسي، بسرعة كبيرة. بعد فترة قصيرة كنت أشعر بالرضا الشديد، معتقدة أنني ذات مقدرة جيدة، ويمكنني فهم الأمور بسرعة.
علّمنا الأخ تشاو ذات يوم كيفية استخدام بعض البرامج الجديدة. تذكرتُها على الفور، ولكن كان على إخوة وأخوات آخرين أن يعيدوا مراجعتها مرة أخرى. علَّمها الأخ تشاو بصبر مرتين، لكنني كنت أفقد الصبر. وفكرت: "ما وجه الصعوبة؟ لقد فهمتها، ليس هناك فائدة من تكرارها". وبدأت مراجعة موادٍ أخرى. عندما رأى الأخ تشاو، أنني لم أركّز حقًا على المهمة المطروحة، قال: "يا أختي، فهمتِ هذا بالفعل؟ تعالي وجربيه". فكرتُ: "ماذا هناك حتى لأفعله؟ أنت فقط لا تصدقني، أليس كذلك؟" وجرَّبتها، وأنا كلي ثقة، لكنني علقت في منتصف الطريق. لم أكن أعرف ماذا أفعل بعد ذلك. كان الإخوة والأخوات الآخرون يشاهدون من الجانب. بدأ وجهي يحمر خجلًا، وتمنيت لو انشقت الأرض وابتلعتني. قال الأخ تشاو بنظرة صارمة على وجهه: "أنتِ مغرورة للغاية وتشعرين بالبر الذاتي، يا أختي، وبشكل عام مهملة في كل ما تتعلمينه. كيف يمكنك القيام بواجبك بشكل جيد بهذه الطريقة؟" اختلفت تمامًا مع ما قاله. وفكرتُ: "أنت فقط لا تحبني، أليس كذلك؟ أنت لا تسأل أي شخص آخر، أنا وحدي. أليس هذا لأنك تريد أن تجعلني أبدو حمقاءً؟ ووبختني أمام الجميع؛ ألم يكن هذا لتجعل الجميع يظنون أنني متغطرسة؟ كيف سأستطيع الانسجام مع الجميع بعد ذلك؟" كلما فكرت في الأمر، شعرت أن الأخ تشاو كان يتصيّد أخطائي عمدًا، وأنه أراد فقط أن يجعلني أبدو سيئة في كل شيء. بدأت أشعر بالتحيّز ضده، رغمًا عني. ومنذ ذلك الحين، بدأت لا شعوريًا أتجنّبه. عندما كان يسألني أي سؤال عن واجبي، كنت بالكاد أجيبه، فقط أقول هذا أو ذاك. كنت أخشى أن يوبّخني إذا اكتشف أي مشاكل أخرى في عملي. ولكن كلما حاولت تجنبه، وقعت في المزيد من المشكلات والأخطاء. كنت أتلقى تذكيرات وتنبيهات منه باستمرار. جعلني هذا سريعة الانفعال، أكثر تعاسة مع الأخ تشاو. وفكرتُ: "أنت دائمًا ما تحرجني. في المرة المقبلة، عندما أرى أحد أخطائك، سأعلنه على الملأ أيضًا، حتى تُجازى من جنس عملك".
بعد فترة قصيرة انضمت أخت أخرى إلى مجموعتنا، وأعطيتها توجيهًا أوليًا، وعندما تحدثنا عن الأخ تشاو، نفثتُ كل آرائي وتحيزاتي ضده. لكنني شعرت بعدم الارتياح بعد ذلك، وتساءلت ما إذا كنت أدينه من وراء ظهره. ولكن بعد ذلك نظرت إلى الأمر بطريقة أخرى. كنتُ أمنحها رأيي الصادق حتى تتمكّن من معرفة شيء عنه والتعامل بشكل مناسب مع نقاط قوته وضعفه. لم أعط الأمر اهتمامًا أكبر من ذلك.
بعد فترة قصيرة، سمعت أن أختًا أخبرت قائدة الكنيسة عن بعض مشكلات الأخ تشاو في واجبه. وفكرتُ: "هذه فرصة جيدة لمشاركة أفكاري أيضًا. على الأرجح، ستتعامل القائدة مع الأخ تشاو بناءً على ما نقول، لذلك سيعرف كيف يبدو الأمر هذه المرة. وربما سيُعفى من واجبه بعد التعامل معه، لذا لن أضطر لمواجهته يومًا بعد يوم فيما بعد". مع وضع هذا في الاعتبار، شاركت فساده وأخطاءه مع القائدة. اعتقدت أنه سيتم استبداله، ولكن لدهشتي، بعد أيام قليلة عندما لخَّصت القائدة تقييمات الجميع، قالت إن الأخ تشاو كشف عن بعض الفساد ولكن لديه بعض الوعي الذاتي، وإنه تولى مسؤولية واجبه، وأمكنه القيام بعمل عمليّ. وسُمح له بالاحتفاظ بدوره كقائد للفريق. خاب أملي جدًا عندما سمعت ذلك. في وقت لاحق، طلبتني القائدة لعقد شركة معي. "يا أختي، عندما كنا نناقش مشكلات الأخ تشاو، لم تذكري سوى فساده وأخطائه، فهل أنتِ متحيزة ضده؟ إنه شخص مباشر للغاية، لذلك عندما يرى شخصًا يفعل شيئًا خاطئًا، أو شيئًا يتعارض مع مبادئ الحق، فإنه لا يراوغ. أحيانًا يبدو هجوميًا بعض الشيء، لكنه يريد فقط مساعدة الإخوة والأخوات ومساندة عمل الكنيسة. لا يمكننا اتباع النهج الخاطئ هنا. إذا نقلناه إلى واجبٍ آخر، فسيعرقل ذلك عمل الكنيسة. عندما نتحدث عن مشكلات الأخ تشاو، علينا أن نفحص ما إذا كان ما نقوله ونفعله يتماشى مع الحق، إذا كانت دوافعنا صحيحة، وما هو الفساد المختلط بها..." جعلني تذكير القائدة أعتقد أنني قد تكون لدي مشكلة خطيرة. فكرتُ مرة أخرى في سلوكي خلال الوقت الذي أديت فيه واجبي مع الأخ تشاو، وشعرت بعدم الارتياح. وضعت حالتي أمام الله في الصلاة.
وبعد ذلك قرأت كلمات الله التالية: "إن الإخوة والأخوات الذين يطلقون العنان لسلبيتهم هم خدام الشيطان ويشوشون على الكنيسة. هؤلاء الناس يجب طردهم واستبعادهم يومًا ما. إذا لم يملك الناس في إيمانهم بالله قلبًا يتقيه، ولم يملكوا قلبًا يُطيعُ الله، فلن يكونوا غير قادرين على القيام بأي عمل لله فحسب، بل على النقيض سيصبحون أناسًا يعطلون عمله ويتحدَّونه. إن الإيمان بالله دون طاعته وتقواه هو أكبر خزي للمؤمن. ... الله دائمًا في قلوب من يؤمنون به بصدق، وهم يملكون بداخلهم قلبًا يتقي الله ويحبه. على أولئك الذين يؤمنون بالله أن يفعلوا الأشياء بحذرٍ وحكمة، ويجب أن يكون كل ما يفعلونه وفقًا لمتطلبات الله ويرضي قلبه. يجب ألا يكونوا أشخاصًا عنيدين يفعلون ما يحلو لهم؛ فهذا لا يلائم الاستقامة المقدسة. لا يجب أن يندفع الناس إلى الشوارع كالمجانين ملوحين بلواء الله فوق المكان، بينما يمارسون الخداع والتبجح في كل مكان؛ فهذا أكثر السلوكيات تمردًا. للعائلات قواعدها، وللأمم قوانينها، أليس الوضع أكثر حزمًا في بيت الله؟ أليست المعايير أكثر صرامة؟ أليست هناك مراسيم إدارية أكثر؟ الناس أحرار ليفعلوا ما يريدون، ولكن لا يمكن تعديل قوانين الله الإدارية وفقًا لرغبة كل شخص. الله إله لا يتسامح مع الإثم من البشر..." (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). دخلت كلمات الله إلى صُلب الموضوع حقًا. أمكنني رؤية أن شخصية الله لا تقبل أي إثم، وأن هناك مراسيم إدارية في بيت الله، وأن لديه متطلبات. إن كان هناك من يتكلم ويتصرف بلا مخافة لله، ويعيث فسادًا مثل غير المؤمنين، يدين الآخرين سرًا، ويزرع الفتنة، ويشكّل التحزبات، ويعرقل عمل الكنيسة، فهذا الشخص هو ألعوبة الشيطان. لن يسمح الله أبدًا لشخص مثل هذا بالبقاء في الكنيسة. فكرت في سلوكي الخاص وما كشفته في واجبي مع الأخ تشاو. لقد أصبحت متحيزة ضده، فقط لأنه أشار إلى أحد عيوبي أمام الآخرين، وجرح كبريائي. كما نفست عن تحيزاتي ضده لأخت جديدة، وأدنته من وراء ظهره، محاولة أن أجذبها في صفي وأعزله. عندما سمعت أن شخصًا آخر كان يبلغ عن بعض المشكلات في واجبه، انتهزت الفرصة لأوجه إليه اتهاماتي، مُلحّة على قائدة الكنيسة لاستبداله وإعفاءه من منصبه. ألم أُظهِر شخصية شيطانية خبيثة؟ كيف كان هذا شَبَه إنسانة مؤمنة؟ أدركت أنه من خلال الإشارة إلى أخطائي ونقائصي في واجبي، كان يمارس الأخ تشاو مسؤوليته عن عمل بيت الله، وقد فعل ذلك لمساعدتي. لكنني تحيّزت ضده لأن هذا جرح كبريائي. ظللت أحاول الإمساك بشيء ضده، وإدانته، وإحداث انشقاق، على أمل الضغط عليه. أي دورٍ كنت ألعبه؟ ألم أعرقل عمل بيت الله وأخرَّبه؟ ألم أكن ألعوبة الشيطان؟ أخافتني هذه الفكرة. إذا لم تفحص قائدة الكنيسة ذلك بناءً على مبادئ الحق، ولم تبقه في واجبه، كان من الممكن أن يتأثر عمل الفريق. شعرت بالندم ولوم الذات، وبعض الذنب تجاه الأخ تشاو. رأيت أنني كنت أفتقر إلى الإنسانية تمامًا. لولا دينونة كلمات الله القاسية وإعلانها، لمَّا كنت في خدري هذا، ما كنتُ لأتأمل في نفسي أو أعرفها على الإطلاق. كنت سأستمر في فعل الشر وعرقلة عمل الكنيسة، وكان الله سيكرهني ويقصيني. أدركت أخيرًا كم كان الأمر ليصير خطيرًا لو لم تتم معالجة شخصيتي الشيطانية الخبيثة. بدأت أفكر في الأمور متسائلة؛ ما هو الأصل الحقيقي وراء الشخصية الشيطانية الذي أظهرتها.
قرأت كلمات الله هذه فيما بعد: "وبما أن الإنسان قد وُلد في هذه الأرض القذرة، فقد تعرض لابتلاء شديد من المجتمع، وتأثر بالأخلاق الإقطاعية، وحظي بالتعليم في "معاهد التعليم العالي". نجد أن التفكير المتخلف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الدنيئة إلى الحياة، والفلسفة الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وأسلوب الحياة والعادات المتسمة بالانحراف – كل هذه الأشياء دخلت عنوة إلى قلب الإنسان، وأفسدت ضميره وهاجمته بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيداً كل البعد عن الله، وراح يعارضه أكثر من أي وقت مضى، كما غدت شخصية الإنسان أكثر شراسة يوماً بعد يوم. لا يوجد شخص واحد يمكن أن يتنازل عن أي شيء في سبيل الله عن طيب خاطر، كما لا يوجد شخص واحد يمكن أن يطيع الله عن طيب خاطر، بل إنه لا يوجد، إضافة إلى ذلك، شخص واحد يمكن أن يسعى إلى ظهور الله عن طيب خاطر. بدلاً من ذلك، وتحت مُلك الشيطان، لا يفعل الإنسان شيئًا سوى السعي وراء المتعة، مُسلمًا نفسه لفساد الجسد في أرض الطين. وحتى عندما يسمع الذين يعيشون في الظلام الحق، فإنهم لا يفكرون في وضعه موضع التنفيذ، ولا يميلون إلى البحث عن الله حتى لو كانوا قد حظوا برؤية ظهوره. كيف يكون لبشر وصلوا إلى هذه الدرجة من الانحراف أي حظ في الخلاص؟ كيف يستطيع بشر وصلوا إلى هذا الحد من الانحطاط أن يعيشوا في النور؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله). "يُفكِّر الناس هكذا: "إذا لم تكن طيِّبًا، فلن أكون عادلًا! إذا كنت فظًّا معي، فسوف أكون فظًّا معك أيضًا! وإذا لم تعاملني بكرامةٍ، فلماذا أعاملك بكرامةٍ؟" أيّ نوعٍ من التفكير هذا؟ أليست طريقة تفكيرٍ انتقاميَّة؟ في رأي الشخص العاديّ، هل هذا النوع من المنظور غير قابلٍ للتطبيق؟ فمبدأ "العين بالعين والسنّ بالسنّ" ومبدأ "سوف تذوق من الكأس نفسه" بين غير المؤمنين كلّها مبرِّراتٌ تبدو سليمة وتتوافق تمامًا مع المفاهيم البشريَّة. لكن بما أنك تؤمن بالله وتسعى لفهم الحقّ وتسعى للتغيير في الشخصيَّة، هل تقول إن مثل هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ ماذا يجب أن تفعل لتمييزها؟ من أين تأتي مثل هذه الأشياء؟ إنها تأتي من الطبيعة الخبيثة للشيطان، وتحتوي على السمّ وعلى الوجه الحقيقيّ للشيطان بكلّ شرّه وقبحه. إنها تحتوي على جوهر تلك الطبيعة ذاتها. فما طبيعة الرؤى والأفكار والتعبيرات والكلام وحتَّى الأفعال التي تحتوي على جوهر تلك الطبيعة؟ أليست من الشيطان؟ هل تتماشى جوانب الشيطان هذه مع البشريَّة؟ هل تتماشى مع الحقّ أو مع واقع الحقّ؟ هل هي الأعمال التي يجب أن يفعلها أتباع الله، والأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تكون لديهم؟" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). فهمت من كلمات الرب أن كشفي عن هذه الشخصية الشيطانية الخبيثة، وعمل هذا النوع من الأعمال اللاإنسانية لم يكن إظهارًا لفسادٍ مؤقت فحسب، بل كان ذلك لأنني كنت تحت سيطرة سموم الشيطان وطبيعته. من خلال التعليم الوطني والتكييف الاجتماعي، يُغرِق الشيطان الناس في الكثير من سمومه، مثل "نسالمُ من يسالمُنا، ونعادي من يعادينا"، "العين بالعين والسنّ بالسنّ"، و"سوف تذوق من الكأس نفسه". هذه الفلسفات الشيطانية تفسِد الناس وتسمّمهم، فيصبح الناس متغطرسين وأنانيين ومخادعين وماكرين، أكثر فأكثر، ويصبحون على استعداد للتمادي إلى أقصى حدٍ، لحماية مصالحهم وصورتهم. لا يمكن للناس التفاعل مع بعضهم بعضًا بشكل صحيح، وليس لديهم فهم، ناهيك عن أي أناة. بمجرد أن تمس كلمات أو أفعال شخص آخر مصالحهم الخاصة يصبحون منحازين ضده، يحتقرونه ويستبعدونه، أو حتى ينتقمون منه. يشبه هذا تمامًا الحزب الشيوعي الصيني. للحفاظ على استبداده وحماية صورته كحزب "عظيم ومجيد وصحيح"، فإنه لا يسمح لأحد بكشف أفعاله الشريرة، مهما كان عددها. لا يمكن للناس إلا أن يتغنوا به. كل من يقول الحق ويكشف الحزب الشيوعي، ويضر بصورته "المجيدة"، سيُعاقَب بالتأكيد. إنه يسجِن الناس بكل أنواع التهم الملفَّقة، حتى إنه يقتلهم لإسكاتهم. لقد تسمَّمت بسموم التنين العظيم الأحمر، منذ أن كنت صغيرة وأنا مليئة بالشخصيات الشيطانية. أنا مغرورة جدًا، ولا أقبل الحق، ولا أدع الآخرين يكشفون فسادي. لا يمكنني أن أنسجم مع أي شخص يعرِّض مصالحي للخطر، حتى إنني أعامله كعدو لدود. عندما تجرأ الأخ تشاو على أن يكون صادقًا، للإشارة إلى نقائصي الفعلية، فشلت في التعامل معها بشكل سليم، ولم أقبل مساعدته بتواضع، بل وحملتُ ضغينة ضده، لأنه أثَّر على سمعتي ومكانتي. لقد ثرثرت، وقللت من شأنه، وكنت أتحرَّق شوقًا لاستبداله. كنت أتصرف كخادمة الشيطان دون أن أدرك ذلك، وأعرقل عمل الكنيسة. عندها فقط رأيت كيف أفسدني الشيطان بعمق. كنت متغطرسة ومخادعة وأنانية وخبيثة بطبيعتي. لم أظهر سوى شخصيتي الشيطانية، دون أي شَبَه بشري مناسب. رأيت أنه إذا لم تتم معالجة شخصيتي الشيطانية، فسيدمرني الله. أعرف الآن أنني عندما ظننت نفسي متسامحة ومتأنية مع الآخرين، وأتمتع بإنسانية جيدة فيما سبق، كان ذلك بسبب عدم انتهاك مصالحي الشخصية، ولكن بمجرد أن حدث هذا، أظهرت طبيعتي الشيطانية نفسها. بدأت أكره نفسي أكثر فأكثر. لم أكن أرغب في العيش بحسب شخصيتي الشيطانية، ومعارضة الله بعد الآن. ثم صليت صلاة توبة لله، راغبة في السعي للحق، وقبول دينونة كلام الله وتطهيره، والتخلص من شخصيتي الشيطانية في أقرب وقت ممكن.
بعد ذلك بقليل قرأت هذا في كلمات الله: "إذا كان الناس في إيمانهم بالله لا يحيون أمامه باستمرارٍ، فإنهم لن يكونوا قادرين على تقوى الله، وبالتالي لا يمكنهم الحيدان عن الشرّ. فهذه الأمور مترابطة فيما بينها. إذا كان قلبك يحيا غالبًا أمام الله، فسوف يبقيك تحت نظره وسوف تتّقيه في أشياء كثيرة. لن تحيد بعيدًا ولن تفعل أيّ شيءٍ فاسق. لن تفعل ما يمقته الله ولن تتفوَّه بكلماتٍ لا معنى لها. إذا قبلت ملاحظة الله وتأديبه، فسوف تتجنَّب عمل الكثير من الأشياء الشرِّيرة؛ وبالتالي ألَن تكون قد تخليتَ عن الشرّ؟" ("لا يمكنك السير في طريق الخلاص إلَّا إذا كنت تحيا أمام الله في جميع الأوقات" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). رأيت من كلمات الله أن مخافة الله أمر حيوي في إيمان المرء. علينا أن نعيش دائمًا أمام الله ونقبل تمحيصه لكلامنا وأفعالنا. حتى لو كان من الصعب قبوله أو ربما نشعر بالمقاومة عندما يمس شيء ما مصالحنا، بقلب به مخافة الله، وعبر الصلاة؛ يمكننا أن ننحي ذواتنا جانبًا، ونسعى للحق، ونركِّز على عمل بيت الله وعلى واجبنا، ولا نفعل أي شيء لنتمرَّد ضد الله أو نعارضه. بمجرد أن بدأت التطبيق وفقًا لكلام الله، تخليّت تدريجيًا عن تحيزاتي ضد الأخ تشاو وشعرت أن إشارته إلى مشكلاتي يمكن أن تساعدني على التطور، وأنه فعل ذلك ليحقّق نتائجَ أفضل في واجبنا. عندما تواجهني مشكلة الآن، أستطيع استشارته بذهنية سليمة، ومن خلال اقتراحاته ومساعدته، تحسنتُ في نقاط ضعفي. وبدأت أبلي بلاءً حسنًا في واجبي، وأشعر براحة وسلام. لقد استطعت اختبار هذا التغيير، فقط من خلال دينونة كلام لله وتوبيخه. ورأيت كيف أن عمل الله لإنقاذ البشرية عملي.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.