يقظة بعد تعرّضها للتعامل معها

2023 فبراير 5

في أواخر عام 2020، أخذت على عاتقي مسؤولية سقاية المؤمنين الجدد في الكنيسة. لم يكن عددهم كبيرًا في البداية، لذا مهما كانت المشاكل التي تواجههم، كنت أجتهد للمساعدة في حلها طالما أنهم كانوا يأتون لمخاطبتي. عندما كنت أعجز بالفعل عن حلّ مسألة ما، كنت أطلب مساعدة القائدة. شعرت بالقلق من أن يؤدي عدم سقاية المؤمنين الجدد كما ينبغي إلى عدم تمكنهم من الصمود. لاحقًا، استمر عدد المؤمنين الجدد في الازدياد، لذا كلّفت القائدة أختين أخريين بالعمل معي، وأُنيط بكل واحدة منا سقاية عدد محدد من المؤمنين الجدد. أتى بعض المؤمنين الجدد عدة مرات للتحدث معي عن بعض المشاكل. رأيت أنهم كانوا ضمن نطاق مسؤولية الأختين الأخريين، وفكّرت بأن وقتي كان محدودًا. وبالتالي، إذا ساعدتهما، ألن يؤدي ذلك إلى إعاقة سقاية المؤمنين الجدد الذين كنت مسؤولة عنهم؟ وبما أن هاتين الأختين كانتا تتحمّلان المسؤولية عنهم، كان ينبغي عليهما الاهتمام بقضاياهم. لم تكن مشكلتي. لذا، لم أدخل في شركة مع هؤلاء المؤمنين الجدد. وإذا اضطررت إلى الدخول في شركة، كان ذلك يحدث بلا مبالاة، ومن دون حماس. بعد بضعة أيام، علمت أن عددًا منهم لم يحضروا الاجتماعات لمدة أسبوع كامل، لأنه لم يلتحقوا بمجموعة محددة، كما أن آخرين لم يحضروا الاجتماعات لأن تصوّراتهم لم تكن قد حُلّت من خلال الشركة. شعرت بنوع من الغضب عند سماع ذلك. أدركت أن ذلك حدث لأنني تصرّفت بقلّة مسؤولية ولأنني لم أبالِ بهم، لكن لم أتفكر في نفسي أو أحاول فهم مشكلتي. بعد فترة وجيزة، بدأ بعض المؤمنين الجدد الذين كانت الأختان مسؤولتين عنهما يشعرون بالإحباط بسبب صعوبات محددة في حياتهم، وأحجموا عن حضور الاجتماعات. ولأنني كنت أعرفهم أكثر نوعًا ما، طلبت مني القائدة أن أساعدهم. حقًّا، لم أكن أرغب بذلك. إن الأختين الأخريين أصبحتا مسؤولتين عن أولئك المؤمنين الجدد، وإذا قضيت وقتي في دعمهم، قد يؤثر ذلك على نتائج عملي. كلما فكّرت في ذلك، كنت أشعر أنني في وضع غير موات، ووجدت مبررات للرفض. قلت إنني كنت منشغلة جدًّا بحيث لا يمكنني الاضطلاع بسقاية المزيد من المؤمنين الجدد.

لاحقًا، وأثناء تفقدها مدى تقدم عملنا سألتنا القائدة لعن سبب عدم التحاق بعض المؤمنين الجدد بالمجموعات وامتناع الكثير منهم عن حضور الاجتماعات. أرادت أن تعرف السبب المحدد. قلت بثقة: "تحدثت مع الأختين الأخريين عن ذلك لكنهما لم يتعاملا مع المسألة في الوقت المناسب". سألتني القائدة عندها: "هل يقع ذلك بالكامل ضمن نطاق مسؤوليتهما، ولا علاقة لك به إطلاقًا؟" كنت لا أزال أبحث عن المبررات لنفسي: لم أرتكب أيّ خطأ، بل تولّيت جميع مسؤولياتي، وسلّمت أمر الاهتمام بهؤلاء المؤمنين الجدد إلى الأختين. لم يكن ذلك يقع ضمن نطاق مسؤولياتي. كان من المنطقي تمامًا بالنسبة لي ألا أعِرْهم أي اهتمام. انتقدتني القائدة بسبب أنانيتي وعدم اهتمامي إلا بعملي في واجبي. كانت الأختان الأخريان تواجهان مشاكل في عملهما، لكنني لم أبالِ بمعالجتها عندما لاحظتها، ما أدى إلى إحجام الكثير من المؤمنين الجدد عن حضور الاجتماعات. كان ذلك تصرّفًا غير مسؤول. اضطرّتني القائدة إلى العزوف مؤقّتًا عن أداء واجبي للتفكّر في مشاكلي الشخصية. أصبت بالذهول آنئذ. في تلك اللحظة، لم يكن في استطاعتي قبول ما حدث. هل كنت حقًّا المسؤولة الوحيدة عن تخلف بعض المؤمنين الجدد عن حضور الاجتماعات؟ كانت الأختان الأخريان تعنيان بسقايتهم آنئذ. وبالتالي، لا ينبغي أن أتحمّل المسؤولية عن ذلك. كنت بائسة بلا واجب أقوم به، ولم يكن في وسعي كبح دموعي. ظللت أشعر بالبؤس لبضعة أيام، كما لو أن سكّينًا قد أُغمد في قلبي. استمررت في الصلاة والدعاء إلى الله، والتفكّر في نفسي.

خلال سعيي، قرأت هذا المقطع من كلام الله: "بغض النظر عما تفكر فيه، فأنت لا تمارس الحق، وليس لديك ولاء، كما أن لديك دائمًا اعتبارات شخصية، ولديك دائمًا اعتقاداتك وأفكارك الخاصة. يراقب الله هذه الأشياء، وهو يعلم، هل تظن أن الله لا يعلم؟ أنت غبيٌّ جدًّا. وإذا لم تتُبْ على الفور، فستفقد عمل الله. لماذا ستفقده؟ لأن الله يستقصي أعماق كيان البشر. إنه يرى بوضوح تام كل ما لديهم من مكائد وخداع، ويعرف أن قلوبهم معزولة عنه، وأنهم لا يتوافقون معه. ما الأشياء الرئيسية التي تبعد قلوبهم عن الله؟ أفكارهم واهتماماتهم وكبرياؤهم ومكائدهم التافهة. عندما توجد أشياء في قلوب الناس تفصلهم عن الله، وينشغلون باستمرار بهذه الأشياء، ودائمًا ما يكيدون، فهذه مشكلة. إذا كانت مقدرتك ضئيلة واختبارك ناقصًا، ولكنك على استعداد لطلب الحق، وكنت دائمًا متوافقًا مع الله، وتمكنت من بذل كل ما لديك لما يأتمنك الله عليه دون تدبير مكائد تافهة، فإن الله سوف يرى هذا. أما إذا كان قلبك معزولًا دائمًا عن الله، وكنت دائمًا ما تضمر مكائد تافهة، وكنت تعيش دائمًا لمصالحك الخاصة وكبريائك، وكنت تحسب دائمًا هذه الأشياء في قلبك وكانت تتملكك، فلن يرضى عنك الله ولن ينيرك أو يمنحك الاستنارة أو يعترف بك، وسوف يصبح قلبك أكثر قتامة؛ مما يعني أنك عندما تؤدي واجبك أو تفعل أي شيء سوف تفسده وسوف يكون عديم الفائدة. وسبب هذا هو أنك أناني ودنيء للغاية، ودائمًا ما تدبر مكائد لمصلحتك، ولست مخلصًا تجاه الله، وتجرؤ على أن تكون ماكرًا وتحاول خداع الله، ولا يقتصر الأمر على أنك لا تقبل الحق، بل وأنك متقلقل في أداء واجبك – وهذا يعني أنك لا تبذل نفسك من أجل الله حقًا. عندما لا تضع قلبك في أداء واجبك ولا تبذل إلا بعض الجهد الرمزي، مستخدمًا هذا كفرصة للحصول على المزيد من المنافع، والاحتيال للحصول على المكانة والسمعة لنفسك، وإذا كنت لا تقبل وتطيع عند تهذيبك والتعامل معك، فمن المرجح جدًا أنك سوف تسيء إلى شخصية الله. ينظر الله إلى أعماق الإنسان: إذا لم تتب، فسوف تكون في خطر، ومن المحتمل أن يستبعدك الله، وفي هذه الحالة لن تتاح لك أبدًا الفرصة لنيل استحسان الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهم شيء في الإيمان بالله هو ممارسة الحق). كشف كلام الله عن حالتي الحقيقية. في واجبي، كنت أتاجر مع الله، وأتآمر عليه من أجل مصالحي الخاصة. كنت سعيدة جدًّا بالعمل على أي أمر يفيدني، لكن، لم أكن أبالي بأي أمر آخر. ركّزت بالفعل على المؤمنين الجدد الذين كنت أتولّى مسؤولية سقايتهم، خوفًا من أن يتسرّبوا إذا لم أسقيهم جيّدًا، لكن لم أعر أي اهتمام لأولئك الذين لم أكن مسؤولة عنهم. فكّرت أن الأختين الأخريين تعنيان بالاهتمام بهم، وبالتالي لا دخل لي إطلاقًا إن لم تتم سقايتهم جيّدًا أو واجهوا مشاكل. وعليه، لم يكن ينبغي علي أن أتحمل أي مسؤولية عن ذلك، كما أن مصالحي لم تكن لتتأثر. لذا عندما أتى هؤلاء المؤمنون الجدد إليّ للتحدث عن مشاكلهم، لم أكن أريد أن أدخل معهم في شركة، لإدراكي أنهم كانوا خارج نطاق مسؤوليتي. وعندما كنت أقدّم لهم شيئًا من المساعدة، كان ذلك يتم بلا حماس. رأت القائدة أنهم لم يكونوا يحضرون الاجتماعات كما ينبغي، وطلبت مني أن أدعمهم، لكنني وجدت أعذارًا لعدم القيام بذلك. لم أكن أفكر في كيفية سقاية المؤمنين الجدد بطريقة جيدة ليتمكنوا في أقرب وقت ممكن من بناء أسس متينة في طريق الحق. كنت أكتفي بالتفكير في مصالحي الخاصة، من دون أي مراعاة لمشيئة الله. كنت أنانية وحقيرة جدًّا! رسمت حدودًا واضحة جدًا تفصل بين وظائف ومسؤوليات كل واحدة منا. اعتقدت أن من المنطقي جدًا بالنسبة لي تجاهل أي أمر يقع خارج نطاق مسؤولياتي، وأن لا دخل لي إطلاقًا بأي مسائل تبرز في هذا الخصوص. كنت أَشبَه بغير مؤمنة تعمل لدى مسؤول، وتتقاضى أجرًا يتناسب بشكل حصريّ مع العمل الذي تقوم به. كنت أكتفي بالتفكير في مصالحي الخاصة، ولم أكن أريد فعل أي شيء آخر. لم أكن مستعدّة لبذل أقلّ جهد إضافي. كيف كان يمكن عدّ ذلك أداء لواجبي؟ كنت مجرّد عاملة خدمة. أثار موقفي هذا قرف الله. لم يتمكن بعض المؤمنين الجدد من إيجاد مجموعة اجتماع خاصة بهم وأصابهم قلق بالغ، وباتوا أشبه بأطفال صغار ضلوا طريقهم. سعوا إلى رؤيتي، وكان ينبغي علي أن أساعدهم في إيجاد مجموعة ينضمّون إليها، والدخول في شركة معهم عن مسائلهم. بدلًا من ذلك، انشغلت بمهامي فحسب من منطلق الأنانية وتجاهلتهم، لذا أحجم أولئك المؤمنين الجدد عن حضور الاجتماعات. عند التفكير بذلك، ندمت ولمت نفسي كثيرًا، وشعرت وكأنني مجرّدة من أيّ طبيعة بشرية. إن تعرّضي للتهذيب والتعامل معي وإيقافي عن القيام بواجبي كان انعكاسًا لبرّ الله.

لاحقًا، شاهدت مقطع فيديو عن شهادة تقتبس فقرة من كلام الله ساعدتني على فهم ذاتي. "يفتقر أضداد المسيح إلى الضمير والحس والإنسانية. لا يقتصر الأمر على أنهم يفتقرون إلى أي حياء، بل لديهم أيضًا علامة مميزة أخرى: فهم أنانيون وخسيسون بصفة استثنائية. ليس من الصعب فهم المعنى الحرفي "لأنانيتهم وخساستهم": إنهم لا يرون إلا مصالحهم الخاصة. وأي شيء يتعلق بمصالحهم الخاصة يحظى بانتباههم التام، وسوف يكابدون من أجله، ويدفعون الثمن، وينغمسون فيه، ويكرسون أنفسهم له. وأي شيء لا يتعلق بمصالحهم الخاصة سوف يغضون الطرف عنه ولن ينتبهوا له. يمكن للآخرين أن يفعلوا ما يشاؤون – فهم لا يهتمون بما إذا كان أي شخص يسبب الانقسام أو الاضطراب، ويعتبرون أن هذا لا علاقة له بهم. وللتعبير عن هذا بلباقة، فإنهم يهتمون بشؤونهم الخاصة. ولكن الأدق هو أن نقول إن مثل هذا الشخص خسيس ودنيء وبائس؛ ونحن نُعرِّفه على أنه "أناني وخسيس". ... بغض النظر عن العمل الذي يتولونه، فإن نوع الشخص الذي هو ضدٌّ للمسيح لا يبالي بمصالح بيت الله، بل لا يأخذ في الاعتبار سوى ما إذا كانت مصالحه ستتأثر، ولا يفكر إلّا بالقدر اليسير من العمل الذي أمامه ويعود بالفائدة عليه. وعمل الكنيسة الأساسي في نظره ما هو إلّا ما يفعله في أوقات فراغه؛ فهو لا يأخذه على محمل الجد مطلقًا، بل لا يقوم إلا بجهد سطحي، ولا يفعل إلاَّ ما يهوى فعله، ولا يقوم بعمل سوى الحفاظ على مركزه وسلطته، كما لا يرى أهمية لأي عمل يرتبه بيت الله، ولا لعمل نشر الإنجيل، ولا لدخول الحياة لشعب الله المختار. ومهما تكن المصاعب التي يعانيها الأشخاص الآخرون في عملهم، والقضايا التي حددوها وأُبلغوا عنها، ومهما يكن كلامهم خلصًا، فإن أضداد المسيح لا يلقون بالًا، ولا ينخرطون، كما لو أن هذا لا يعنيهم. إنهم لا يبالون مطلقًا بشؤون الكنيسة مهما كانت أهمية هذه الشؤون. وحتى عندما تكون المشكلة أمام أعينهم مباشرةً، فإنهم لا يتعاملون معها إلا بلا مبالاة. وهم لا يؤدون على مضض إلّا قدرًا ضئيلًا من العمل الحقيقي، ولا يقدمون للأعلى شيئًا يراه إلّا بعد أن يتعامل معهم الأعلى بصورة مباشرة ويأمرهم بحل مشكلة ما، ولا يلبثون بعد ذلك أن يستمروا في الاعتناء بشؤونهم الخاصة، بينما تجدهم لا مبالين ومتجاهلين إزاء عمل الكنيسة والأمور المهمة في السياق الأوسع نطاقًا. بل إنهم يتجاهلون المشكلات التي يكتشفونها، ويعطون إجابات سطحية، أو يستخدمون كلامهم للتهرُّب عندما يُسأَلون عن المشكلات، ولا يتعاملون معها إلا بتقاعس شديد. هذا دليل على الأنانية والدناءة، أليس كذلك؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الرابع (الجزء الأول)). مسّ هذا المقطع من كلام الله قلبي مباشرة. كنت أتصرف تمامًا كضدّ المسيح، وكنت أنانية وحقيرة جدًّا، ولا أفكر سوى بمصالحي الخاصة في كل ما أقوم به. إذا كانت مشاركة أحد المؤمنين الجدد في الاجتماعات تؤثر على نتائجي الخاصة، فمهما يكن الثمن الذي كان ينبغي عليّ دفعه، وبصرف النظر عن مدى صعوبة العمل، كنت أسعد بسقايته ودعمه، ولا أشعر بأي تعب. ولكن عندما كنت أرى أن مؤمنين جددًا تقع مسؤولية الاهتمام بهم على عاتق الأختين الأخريين لا يستطيعون إيجاد مجموعة اجتماع خاصة بهم، كنت قادرة على حل ذلك من خلال بذل جهد بسيط، لكنني لم أكن أفعل. أدركت أن الشيطان أفسدني بعمق، وأنني كنت أعيش حسب سموم شيطانية، بما فيها "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"فليعتن كل شخص بأموره الخاصة"، و"لا تحرك ساكنًا بدون مكافأة". كنت أنانية وحقيرة، وأتاجر مع الله. كان أولئك المؤمنون الجدد قد قبلوا لتوّهم عمل الله في الأيام الأخيرة ويواجهون مختلف أنواع الإغراءات. لم يكن لديهم أحد يدعمهم، ولم يكن في وسعهم حضور الاجتماعات. كانوا عرضة للوقوع ضحية الشيطان في أي وقت. بالتالي، تعدّ سقاية المؤمنين الجدد بعناية عملًا هامًّا لبيت الله. ليس من السهل أن يقف أحدهم في حضرة الله. نحن لا نعرف كم يضحّي الله لخلاص شخص واحد بعينه. لا بدّ أن يشعر الشخص ذو الضمير الحيّ والطبيعة البشرية بالقلق عندما يرى أن مؤمنين جددًا لا يحضرون الاجتماعات، ولا بدّ أن يفكّر في كيفية دعمهم جنبًا إلى جنب مع الآخرين، بقلب واحد وعقل واحد، ليتمكنوا من فهم الحق وترسيخ أسسهم على طريق الحق في أسرع وقت ممكن. لكنني وضعت مصالحي الخاصة فوق كل اعتبار، ولم أبالِ بالمؤمنين الجدد الذين لا يحضرون الاجتماعات بانتظام. ولم أكن مستعدّة لتخصيص أي فسحة زمنية لمساعدتهم. فهل كنت أظهر أيّ اعتبار لمشيئة الله؟ تعرضت للنقد، ومع ذلك لم أعرف نفسي، وتهرّبت من مسؤولياتي بوقاحة. عندها أدركت أنني كنت بلا ضمير، وأنني كنت باردة وفظّة للغاية. كنت أعتقد أنني فطنة إذ كنت أكتفي بإدارة العمل ضمن نطاق مسؤوليتي، وضمان تحقيق النتائج الخاصة بي، وبالتالي أنه لن يتم فصلي. كنت سخيفة جدًّا. ينظر الله إلى نيَّات المرء من خلال أفعاله، ويقيّم ما إذا كان يبذل نفسه حقًّا من أجل الله، ويدعم عمل الكنيسة ويفكر في مشيئة الله، ولا يكتفي الله بالنظر إلى النتائج التي يحققها في الظاهر. إذا كان المرء يسعى دائمًا إلى تحقيق المصالح الشخصية في واجبه، حتى إن كان يستطيع أن يعاني ويدفع ثمنًا، إذا لم تتغير شخصيته الفاسدة، سيكشفه الله ويستبعده في نهاية المطاف. لم أفهم مشيئة الله أو شخصيته. من أجل حماية نفسي، تحايلت، ولم أبالِ سوى بالعمل الخاص بي، ما أعاق أولئك المؤمنين الجدد وأضرّ بهم. لم أستطع أن أُفلِت بحساباتي الصغيرة ونيَّاتي الدنيئة من تدقيق الله. في نهاية المطاف، لم أحمِ نفسي، بل تعرضت للكشف والفصل. كانت شخصية الله البارة تغشاني، وكنت أحصد ما زرعته. كنت مترعة بالندم، وكرهت نفسي بسبب أنانيّتي المفرطة. صليت إلى الله، "يا الله القدير، أنا لا أفكر سوى في اهتماماتي الشخصية في أفعالي، ما أدى إلى عدم مشاركة المؤمنين الجدد في الاجتماعات. لا أتمتع بأي طبيعة بشرية، وأستحق العقاب. كان الفصل تعبيرًا عن برّك، لا بل عن محبتك أيضًا. أريد أن أتوب إليك، وأن أدعم أولئك المؤمنين الجدد وأساعدهم ليتمكنوا من عيش حياة الكنيسة في أقرب وقت ممكن".

بعد ذلك، عملت مع الأختين لدعم المؤمنين الجدد الذين كانوا لا يحضرون الاجتماعات. علمنا أن بعض المؤمنين الجدد كانوا يواجهون صعوبات في حياتهم، وساعدناهم من خلال الدخول في شركة معهم حول كلام الله. تحسّنوا كثيرًا من جراء ذلك، وباتوا يريدون المشاركة في حياة الكنيسة. بمساعدة الشركة ودعمها، بات بعض المؤمنين الجدد الآخرين يريدون من جديد حضور الاجتماعات. سعدت حقًّا بذلك. طلبت أيضًا من الأختين اللتين كنت أعمل معهما أن يخبراني فورًا عند عدم حضور أحد المؤمنين الجدد الاجتماعات بانتظام أو غيابه عن السمع، لأتمكن من سقايته ودعمه. إن وضع ذلك موضع التطبيق جعلني أكثر سلامًا. بعد بضعة أيام، قالت القائدة إن في استطاعتي العودة إلى تولي مسؤولية سقاية المؤمنين الجدد. لم يكن في وسعي حبس دموعي عندما سمعت الخبر. كنت أتصرف بعدم مسؤولية مفرطة تجاه الإخوة والأخوات، وكنت أنانية جدًّا، لكن الكنيسة منحتني فرصة أخرى للقيام بهذا الواجب. شكرت الله من كل قلبي على رحمته!

لاحقًا، قرأت ذلك في كلام الله: "عندما تكتشف مشكلةً ما، انظر أولًا فيما إذا كان بإمكانك حلها بنفسك. إن استطعت ذلك، فتعامل مع الأمر إلى النهاية. أنجز المهمة وأتمم مسؤوليتك جيدًا حتى تتمكن من تقديم حساب عنها أمام الله. هذا هو ما يعنيه أداء المرء واجبه، وتصرفه وسلوكه بثقة تامة. وإذا لم تتمكن من حل المشكلة، فأبلغ أحد القادة بها، وانظر فيمن سيكون مناسبًا للمهمة. ينبغي عليك أولًا إتمام مسؤوليتك الخاصة. وبفعل ذلك، سوف تحافظ على واجبك وتشغل المركز الصحيح. إن لم تتمكن من حل مشكلة ما بعد العثور عليها، وإنّما أبلغت عنها أحد القادة، فسوف تكون قد أتممت مسؤوليتك الأولى. أما إذا شعرت أن الأمر واجب يجب أن تؤديه وأنك قادر على أدائه، فيجب أن تطلب مساعدة إخوتك وأخواتك. ابدأ بالمشاركة حول المبادئ وتحديد حل المشكلة، ثم تعاون في وئام معهم لفعل الشيء حتى اكتماله. هذه هي مسؤوليتك الثانية. وإن كان بإمكانك تحمُّل كلتا المسؤوليتين، فأنت مقبول ككائن مخلوق، وسوف تؤدي واجبك جيدًا. فواجب الإنسان لا يتجاوز هذين الأمرين. إذا كنت تستطيع تقبُّل كل شيء تراه وتستطيع التعامل معه، وتؤدي واجبك جيدًا، فسوف تكون متوافقًا مع مشيئة الله" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع). إن كلام الله واضح جدًّا. في بيت الله، رغم أن لكل منا واجب متباين يقوم به ورغم تقسيم مسؤولياتنا، تختلف الوظائف، لكن ضمن عائلة واحدة. قد لا تقع مسألة ما ضمن نطاق مسؤولياتك، ولكن إذا رأيت مشكلة، افعل ما ينبغي عليك فعله. فكّر في كيفية العمل مع الإخوة والأخوات كي لا يتأثر عمل الكنيسة. إذا لم تتمكن من حل أمر ما بنفسك، تعاون مع غيرك من الإخوة والأخوات أو أخبر القائدة بذلك لدعم عمل الكنيسة وأداء واجبك. إذا حدث أنك رأيت مشكلة ما، لكن بقيت متفرّجًا وغير مبالٍ، تعدّ مجرّد موظف، وعامل خدمة، لا عضوًا في عائلة الله. عندما أدركت ذلك، قلت إلى الله صلاة في قلبي، وأنا على استعداد لأداء واجبي بصلابة بما يتوافق مع متطلبات الله.

أتذكر أنه حدث أن مؤمنة جديدة كانت تحضر الاجتماعات بانتظام في السابق، وتوقفت بعدئذ عن الحضور، ولم نكن نعرف السبب. لقد تعذّر علينا الاتصال بها. وذات أمسية، بعثت لي فجأة برسالة، تسأل فيها عن حالي. فكّرت أن الاتصال بها كان صعبًا للغاية، ولذا كان ينبغي عليّ اغتنام هذه الفرصة لإجراء محادثة جادّة معها، لمعرفة ما إذا كانت تواجه أيّ مشاكل. لكن بعدئذ فكرت أنني كنت منشغلة بإعداد محتوى لأحد الاجتماعات، وأن وقتي كان محدودًا. فإذا قضيت وقتًا في دعمها، قد يؤدي ذلك إلى تعطيل عملي. فكرت في تكليف شخص آخر بالتحدث معها، إذ لم أكن مسؤولة عنها في جميع الأحوال. بعدئذ يمكنني أن أنعم براحة البال للقيام بما ينبغي علي فعله. عند التفكير بذلك، أدركت أن التهرب من ذلك يعدّ من جديد انعكاسًا للأنانية وقلّة المسؤولية. لقد بذلت هذه الأخت جهدًا حثيثًا للوصول إلي، وبالتالي ينبغي علي اغتنام الفرصة لمساعدتها ودعمها. لذا، أجريت معها مكالمة فيديو. خلال دردشتنا، اكتشفت أن زوجها كان يعارض حضورها الاجتماعات. وكنتيجة لذلك، شعرت بالضيق وتأثرت حالتها، وتوقفت عن الذهاب إلى الاجتماعات. وجدت بعضًا من كلمات الله التي تخاطب حالتها وأرسلتها إليها ودخلت في شركة معها حول مشيئة الله. كذلك شجعتها على الاتّكال على الله لتجاوز الموقف. رسمت قراءة كلام الله الابتسامة على وجهها، وأعربت عن الثقة في قدرتها على تجاوز ذلك. وأضافت أنها تحتاج بالضبط إلى كلمات الله تلك وأعربت في نهاية المطاف عن رغبة في الانضمام إلى الاجتماعات من جديد. عندما قالت ذلك، شعرت بالسعادة لكن أيضًا بملامة الذات. تُعزى الملامة إلى أنني راعيت مصالحي الخاصة فحسب. كدت أتهرب من مسؤوليتي وأتجاهلها تمامًا. وتعزى السعادة إلى أنني اكتفيت بالحد الأدنى الذي ينبغي أن أقوم به، عبر مشاركة كلام الله معها. لقد منحت كلمات الله لتلك الأخت الثقة، وقدّمت لها طريقًا للممارسة بحيث أمكنها التحرر من قيود زوجها. طبّقت الحق أخيرًا، وشعرت بشيء من السلام الداخلي. تصرّفت بطريقة أفضل عندما كنت أواجه مواقف مماثلة فيما بعد. توقفت عن إجراء حسابات للربح والخسارة، وكنت أؤدي العمل بجدّ قدر المستطاع. إن التعامل مع المرء يعدّ فرصة جيدة لدخوله في الحياة. بفضل التعامل معي وتناول كلام الله وشربه، تعلمت القليل عن نفسي وبدأت في الوفاء بمسؤولياتي. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

عند مفترق الطرق

ولدتُ في الريف ونشأت في أسرة فقيرة. كان والداي مزارعين بسيطيّ التفكير، تعرضا للتنمر كثيرًا. عندما كنت طفلًا، أقسمت أنني عندما أكبر سيكون لي...

عاقبة عدم الشك فيمن تستخدمهم

العام الماضي، كنت مشرفة على أعمال السقاية والإنجيل في الكنيسة. ولأنني كنت قد بدأت للتو، فلم أكن على دراية بمعظم تفاصيل العمل، فاعتمدت بشدة...

العناد يؤذي الآخرين ويؤذي نفسك

انتُخبت كقائدة للكنيسة في أبريل 2020 لأتولى أعمال السقاية. لاحظت عدم ثبات بعض المؤمنين الجدد في حضور الاجتماعات مؤخرًا، فقد كانوا يأتون في...

كلام الله يقود الطريق

تقول كلمات الله: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون" ("لا يمكن إحداث تغيرات في الشخصية إلا من خلال ممارسة...

اترك رد