1 مع أنّك ربما لم تنوِ أن تسلك طريق بولس، فطبيعتك حكمت بأن تسلك هذا الطريق، وأنت تسير بذلك الاتجاه رغمًا عنك. مع أنّك تريد أن تطأ طريق بطرس، إن كنت غير متأكد من كيفية فعل هذا، فستسلك طريق بولس عن غير قصد: هذا هو واقع الوضع. لقد كشف لكم الله الآن طريق الخلاص والكمال. هذه نعمة الله ورفعته، وهو الذي يرشدكم إلى طريق بطرس. من دون إرشاد الله واستنارته، لا يتمكّن أحد من أن يسلك طريق بطرس؛ فيكون الخيار الوحيد هو سلوك طريق بولس، واتباع خطى بولس إلى الدمار.

2 لم يشمل طريق بولس معرفة نفسه أو السعي إلى تغيير شخصيته. لم يحلّل يومًا طبيعته، ولم يملك فهمًا لما كان عليه؛ عرف ببساطة أنّه المذنب الأساسي في اضطهاد الرب يسوع. لم يكن قد امتلك أدنى فهم لطبيعته، وبعد إنهاء عمله، شعر بأنّه المسيح وأنّه يجب أن يُكافأ. كان العمل الذي قام به بولس مجرد خدمة مُقدَّمة لله. مع أنّ بولس تلقّى بعض الاستعلانات من الروح القدس، لكنه لم يملك أي حق أو حياة بتاتًا. لم يخلّصه الله؛ بل عاقبه الله.

3 طريق بطرس هو الطريق إلى الخلاص. في ممارسته، ركّز تحديدًا على الحياة والسعي إلى معرفة الله ونفسه. عبر اختباره عمل الله، توصّل إلى معرفة نفسه، وكسب فهمًا لحالات الإنسان الفاسدة، وتعلّم من عيوبه، واكتشف الأمر الأكثر قيمةً الذي يجب أن يسعى إليه الناس. تمكّن من محبة الله بصدق، وعرف كيفية ردّ محبة الله، واكتسب بعض الحق، وامتلك الواقع الذي يتطلّبه الله. من كل الأمور التي قالها بطرس خلال تجاربه، يمكن أن نرى أنّه أكثر مَن فهم الله. بما أنّه فهم الكثير من الحق من كلام الله، ازداد طريقه نورًا وتماشى أكثر فأكثر مع مشيئة الله.

مقتبس من الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟