246 رغبة الله الوحيدة على الأرض
1
يأتي الله في الجسد هذه المرة تلبية لدعوة واستجابة موجَّهة لحالة الإنسان؛ أي أنه يأتي ليزوّد الإنسان بما يحتاجه. فهو باختصار سيُمَكِّن الإنسان – مهما كانت مقدرته أو تربيته – من رؤية كلمة الله، ومن خلال كلمته سيرى وجود الله وظهوره، ويقبل تكميل الله له، مما سيُغير أفكار الإنسان ومفاهيمه؛ بحيث تكون ملامح الله الأصيلة متجذّرة بقوّة في أعماق قلب الإنسان. هذه هي رغبة الله الوحيدة على الأرض.
2
مهما بلغ مدى عظمة طبيعة الإنسان الفطرية، أو مدى وضاعة جوهر الإنسان، أو سلوك الإنسان حقيقةً في الماضي، لا يهتم الله بهذه الأمور. إنما يتمثل رجاؤه فقط في أن يُجَدِّدَ الإنسانُ صورةَ الله في صميم قلبه تمامًا وأن يتعرّف على جوهر البشرية، ومن ثمَّ يصل إلى تغيير النظرة الأيديولوجية للإنسان، وإلى جعل الإنسان قادرًا على الاشتياق إلى الله في أعماقه وأن يوقظ تعلّقًا أبديًا به. هذا هو مطلب الله الوحيد من الإنسان.
من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (7)