لا يمكن للمرء أن ينطلق في المسار الصحيح للإيمان بالله إلا من خلال معالجة مفاهيمه (1)
لقد آمنتم بالله طوال كل هذه السنوات، ورغم أنكم تفهمون بعض الحقائق، فإنَّ لديكم في أعماق قلوبكم جميعًا، تفسيراتكم الخاصة ومعتقداتكم وتصوراتكم؛ وكلها تنافي الحق ومقاصد الله تمامًا وتتناقض معها. ما هذه الأشياء؟ هذه الأشياء هي مفاهيم الناس. رغم أن الإنسان لا يملك أي حق على الإطلاق، فإن عقول الناس قادرة على إنتاج العديد من المفاهيم والتصورات، وكلها لا تتوافق مع الحق. كل ما يتعارض مع الحق يتعلق بمفاهيم الإنسان وتصوراته. لماذا إذًا تنشأ مفاهيم الإنسان؟ توجد العديد من الأسباب المختلفة. يعود هذا جزئيًا إلى تكييف الثقافة التقليدية، إضافةً إلى انتشار المعرفة وغرسها، وتأثير الاتجاهات الاجتماعية والتعاليم الأسرية، وما إلى ذلك. في الصين – وهي دولة يحكمها الإلحاد منذ آلاف السنين – ما هو فهم الناس لله وتعريفهم له؟ رغم أن الله غير مرئي وغير ملموس، فهو موجود بالفعل، ويمكنه أن يطير هنا وهناك عبر الهواء، ويأتي ويذهب دون أثر، ويظهر ويختفي فجأة، وقادر على عبور الجدران، ولا تعيقه أي مادة أو حيِّز، ويتمتع بقدرات هائلة، وقادر على كل شيء تمامًا؛ هذه هي المفاهيم والتصورات التي يمتلكها الناس عن الله. إذًا، كيف تنشأ تصورات الناس ومفاهيمهم؟ إنها ترتبط في الغالب بتعليم الثقافة التقليدية وتكييفها. لقد كان تعليم الإلحاد موجودًا في الصين منذ آلاف السنين، وقد زرع بذور الإلحاد في أعماق قلوب الناس منذ زمن بعيد. خلال هذا الوقت، أجرى الشيطان وجميع أنواع الأرواح الشريرة العديد من المعجزات والعجائب بين الناس من أجل تضليلهم والسيطرة عليهم. انتشرت هذه الأشياء على نطاق واسع بين الناس، ولها تأثير رهيب. تتصرف هذه الأرواح الشريرة على نحو أهوج لتضليل الناس، وخداعهم، وإيذائهم، ولذلك كوَّن الناس العديد من المفاهيم والتصورات عن الله. في الختام، تأتي مفاهيم الناس وتصوراتهم بالكامل من التكييف الاجتماعي الشرير وتلقين الشيطان. منذ العصور القديمة وحتى اليوم، تلقى جيل بعد جيل من الناس تعاليم الشيطان، وتلقوا انتشار الثقافة والمعرفة التقليديتين وتلقينهما، ومن ثمَّ أنتجوا كل أنواع المفاهيم والتصورات. على الرغم من أن هذه الأشياء لم تؤثر بشكل مباشر على عمل الناس، ودراساتهم، وحياتهم الطبيعية، فإن هذه المفاهيم والتصورات هي التي كانت عقبة هائلة أمام قبول الناس لعمل الله وخضوعهم له. حتى لو كان الناس قد قبلوا عمل الله، فإن هذه الأشياء لا تزال تمثِّل عائقًا كبيرًا أمام معرفتهم بالله وخضوعهم له، مما يجعل إيمانهم ضئيلًا، وأن يشعروا غالبًا بالسلبية والضعف، ويجدوا صعوبة بالغة في الثبات خلال التجارب، حتى بعد قضاء سنوات عديدة في الإيمان بالله. هذه هي عواقب امتلاك مفاهيم وتصورات.
يعتقد معظم الناس أن الإيمان بالله يعني فعل الأشياء الجيدة وأن يكون المرء صالحًا. على سبيل المثال، يعتقدون أن المرء لا يكون مؤمنًا بالله إلا إذا أعطى الصدقات للفقراء. إذا فعل المرء الكثير من الأشياء الصالحة وأثنى عليه الآخرون، فإنه يشكر الله من قلبه ويقول للناس، "لا تشكرونني. يجب أن تشكروا الله الذي في السماء، لأنه هو الذي علَّمني أن أفعل هذا." بعد أن يطري عليهم الناس، يشعرون بالرضا والهدوء، ويؤمنون بأن الإيمان بالله خير، وأن الناس تؤيدهم وأن الله بالتأكيد سوف يؤيدهم أيضًا. من أين يأتي شعورهم هذا بالهدوء؟ (من مفاهيمهم وتصوراتهم). هل شعورهم بالهدوء حقيقي أم زائف؟ (زائف). لكنه حقيقي بالنسبة إليهم، وهم يشعرون أنهم راسخون، وعمليون، وحقيقيون، لأن ما سعوا إليه هو هذا الشعور بالهدوء. لماذا ينشأ هذا الشعور بالهدوء؟ لقد حدث هذا الانطباع الزائف بسبب مفاهيمهم، ومفاهيمهم هي التي جعلتهم يعتقدون أن هذه هي الكيفية التي يجب أن يكون عليها الإيمان بالله، وأنهم يجب أن يكونوا هذا النوع من الأشخاص، وأنهم يجب أن يتصرفوا بهذه الطريقة، وأن الله سيرضى عنهم بالتأكيد لأنهم فعلوا هذه الأشياء، وأنهم سينالون الخلاص بالتأكيد ويدخلون ملكوت السموات في النهاية. من أين يأتي هذا "التأكيد"؟ (من مفاهيم الناس). إن مفاهيمهم وتصوراتهم هي التي تعطيهم هذا اليقين وهذا الانطباع الزائف، وهي التي تجعلهم يشعرون بأنهم مرتاحون جدًا. وكيف يقيم الله هذا الأمر ويحدده في الواقع؟ إنه مجرد نوع من السلوك الحسن يُفعَل وفقًا لمفاهيم الناس والصلاح البشري الموجود لدى الناس. ذات يوم، يفعل هذا الشخص شيئًا يتعارض مع المبادئ ويُهذَّب، ويكتشف حينئذٍ أن معايير الله لتقييم الناس الصالحين ليست كما كان يعتقد، وأن كلام الله لا يقول أي شيء من هذا القبيل، فيشعر بالمقاومة ويفكر: "ألستُ شخصًا صالحًا؟ لقد كنتُ شخصًا صالحًا طوال هذه السنوات ولم يقل أحد قط إنني لستُ شخصًا صالحًا. الله وحده يقول إنني لست شخصًا صالحًا!" ألا توجد مشكلة هنا؟ كيف نشأت هذه المشكلة؟ لقد نشأت بسبب مفاهيمه. مَن المذنب الرئيسي هنا؟ (المفاهيم). المذنب الرئيسي هو مفاهيم الناس. غالبًا ما تتسبَّب مفاهيم الناس في سوء فهمهم لله، وأن يصدروا – في كثير من الأحيان – جميع أنواع المطالب والأحكام بشأن الله، وأن تكون لديهم جميع أنواع المعايير لتقييم الله؛ إنها تجعل الناس غالبًا ما يستخدمون أفكارًا وآراءً معينة غير صحيحة لتقييم ما إذا كانت الأمور صحيحة أم خاطئة، وما إذا كان شخص ما صالحًا أم سيئًا، ولتقييم ما إذا كان شخص ما مخلصًا لله ولديه إيمان بالله. ما السبب الجذري لهذه الأخطاء؟ إنها مفاهيم الناس. قد لا يكون لمفاهيم الناس أي تأثير على ما يأكلونه أو كيف ينامون، وقد لا تؤثر على حياتهم الطبيعية، لكنها موجودة في أذهان الناس وفي أفكارهم، فهي تلازم الناس كظل لهم، وتلاحقهم طوال الوقت. إذا لم تكن قادرًا على علاجها في الوقت المناسب، فإنها ستتحكم باستمرار في تفكيرك، وحكمك، وسلوكك، ومعرفتك بالله، وعلاقتك بالله. هل ترى هذا بوضوح الآن؟ المفاهيم مشكلة رئيسة. إنَّ امتلاك الناس لمفاهيم عن الله هو بمثابة جدار يقف بينهم وبين الله، جدار يمنعهم من رؤية وجه الله الحقيقي، ويمنعهم من رؤية الشخصية الحقيقية لله وجوهره الحقيقي. لمَ هذا؟ لأنَّ الناس يعيشون بين مفاهيمهم وبين تصوراتهم، ويستخدمون مفاهيمهم لتحديد ما إذا كان الله على صواب أم خطأ، ولتقييم كل ما يفعله الله والحكم عليه وإدانته. ما نوع الحالة التي ينغمس فيها الناس غالبًا بفعل هذا؟ هل يمكن للناس أن يخضعوا لله حقًا عندما يعيشون بين مفاهيمهم؟ هل يمكن أن يكون لديهم إيمان حقيقي بالله؟ (لا، لا يمكنهم ذلك). حتى عندما يخضع الناس لله قليلًا، فإنهم يفعلون ذلك وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. عندما يعتمد المرء على مفاهيمه وتصوراته، يصبح الأمر ملطخًا بأمور شخصية نابعة من الشيطان والعالم، وعلى خلاف مع الحق. مشكلة مفاهيم الناس عن الله مشكلة خطيرة؛ إنها قضية كبيرة بين الإنسان والله تحتاج بإلحاحٍ إلى حلها. كل مَن يأتي أمام الله يجلب مفاهيم؛ يجلب كل أنواع الشكوك بشأن الله. أو يمكن القول إنه يجلبون العديد من المفاهيم الخاطئة عن الله في مواجهة كل ما ينعم به الله عليه، وفي مواجهة ترتيباته وتنظيماته. وماذا سيحدث لعلاقته مع الله؟ يسيء الناس فهم الله باستمرار، وهم باستمرار مرتابون من الله، وباستمرار يستخدمون معاييرهم الخاصة لتقييم ما إذا كان الله على صواب أم خطأ، ولتقييم كلٍ من كلامه وعمله. ما هذا النوع من السلوك؟ (إنه التمرد والتحدي). هذا صحيح، إنه تمرد الناس على الله وتحديهم له وإدانته، وهو دينونة الناس لله، والتجديف عليه، والتنافس معه، وفي حالات شديدة، يريد الناس أن يأخذوا الله إلى المحكمة وأن ينخرطوا في "صراع حاسم" ضده. ما أقصى مستوى يمكن أن تصل إليه مفاهيم الناس؟ إنه إنكار الله الحقيقي ذاته، وإنكار أن كلامه هو الحق، وإدانة عمل الله. عندما تصل مفاهيم الناس إلى هذا المستوى، فإنهم بطبيعة الحال ينكرون الله، ويدينونه، ويجدفون عليه، ويخونونه. إنهم لا ينكرون وجود الله فحسب، بل يرفضون قبول الحق واتباع الله، أليس هذا مرعِبًا؟ (بلى). هذه مشكلة مرعبة. يمكن القول إن المفاهيم ضارة تمامًا بالناس، بلا فائدة واحدة. لهذا السبب نعقد شركة اليوم عن ماهية المفاهيم ونشرِّحها، وعن المفاهيم التي يعتنقها الناس؛ هذا ضروري جدًا. ما المفاهيم التي ستنشأ فيكم عادةً؟ أي من أفكاركم، وأفهامكم، وأحكامكم، وآرائكم تتعلق بمفاهيمكم؟ ألا يستحق هذا التفكير؟ لا يتعلق سلوك الناس بمفاهيمهم، لكن الأفكار والآراء الكامنة وراء هذا السلوك ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمفاهيمهم. إنَّ مفاهيم الناس لا تقع خارج نطاق عمل الله. أولًا: المفاهيم المختلفة لدى الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله. أي إنَّ الناس لديهم تصورات وتعريفات مختلفة للإيمان بالله، ولما يجب أن يكتسبوه من إيمانهم بالله، وللطريق الذي يجب أن يسلكوه في إيمانهم بالله، وهكذا تصبح لديهم جميع أنواع المفاهيم. ثانيًا: مفاهيم الناس عن تجسُّد الله. لدى الناس تصورات وتعريفات أكثر حتى من ذلك عن التجسد، وبالتالي من الطبيعي أن يكون لديهم العديد من المفاهيم، فهذه الأمور مترابطة بعضها ببعض. ثالثًا: المفاهيم التي لدى الناس عن عمل الله. لدى الناس العديد من التصورات والتعريفات المختلفة عن الحق الذي يعبِّر عنه الله، والشخصية التي يكشف عنها الله، والطريقة التي يعمل بها الله، ولذلك يصبح لديهم العديد من المفاهيم. يمكننا تقسيم هذه النقاط الثلاث إلى تفاصيل أكثر، لكن هذه النقاط الثلاث تغطي في الأساس جميع مفاهيم الناس، لذا دعونا نعقد شركة عنها واحدةً تلو الأخرى.
دعونا نتحدث الآن عن النقطة الأولى، المفاهيم المختلفة لدى الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله. هذه الأنواع من المفاهيم واسعة النطاق إلى حد ما. بغض النظر عما إذا كان الناس غرباء عن الإيمان بالله أو ما إذا كانوا قد آمنوا بالله من قبل، يكون لديهم الكثير من المفاهيم والتصورات عندما يبدأون في الإيمان بالله لأول مرة. عندما يبدأون في قراءة الكتاب المقدس لأول مرة، يشعر الناس بجيشان في قلوبهم، ويفكرون: "سأكون شخصًا صالحًا؛ سأدخل الجنة." تصبح لديهم بعد ذلك كل أنواع التصورات والتعريفات أو الأفكار الثابتة عن الإيمان بالله، وسيصبح لديهم بالتأكيد مفاهيم مختلفة. على سبيل المثال، يتصور الناس كل أنواع الأشياء عن نوع الشخص الذي يجب أن يكونوا عليه بعد أن يبدأوا في الإيمان بالله. يقول أحدهم: "بعد أن أبدأ في الإيمان بالله، لن أعود أدخن السجائر أو أشرب الكحول أو أقامر. لن أذهب إلى تلك الأماكن الشريرة. سأتحدث مع الناس بتأدب وأرسم ابتسامة على وجهي." ما هذا؟ هل هذا مفهوم أم أنها الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس؟ (إنها الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس). هذا تعبير عن الإنسانية الطبيعية، ويجب أن يتصرف الناس بهذه الطريقة. هذا ليس مفهومًا، ولا تصورًا؛ هذه الطريقة في التفكير عقلانية ومعقولة تمامًا. يقول أحد الإخوة المسنين: "أنا كبير في السن وقد آمنت بالله طوال هذه السنوات. يجب أن أكون قدوة للشباب في طريقة كلامي وقيامي بالأشياء. يجب ألا أضحك أو أتصرف بشكل غير لائق بعمري. يجب أن أبدو وقورًا ومثقفًا وأن أتحلى بسلوك رجل راقٍ." لذا، عندما يتحدث إلى الشباب يكون جاد الوجه ويفيض حديثه بالكلمات والعبارات الأدبية، وعندما يراه الشباب يشعرون بعدم الارتياح ولا يريدون الاقتراب منه. يرقص الإخوة والأخوات ويسبِّحون الله في الاجتماعات، ويعتقد الأخ العجوز أنه يحتاج إلى ضبط شهوة عينيه ولا ينظر إلا إلى ما هو لائق، فيكبح نفسه عن المشاهدة لكنه لا يزال يتمتم في قلبه: "هؤلاء الشباب يعيشون بحرية كبيرة؛ لماذا أعيش وأنا أشعر بالضيق؟ رغم ذلك، من الضروري أن يشعر المرء بقليل من الضيق عندما يؤمن بالله؛ إذ إنه من ذا الذي جعلني أشيخ للغاية!" يقول إنه يجب ألا يشاهد الراقصات، لكنه لا يزال يختلس النظرات، ومن الواضح أنه يتظاهر. كيف ينشأ هذا التظاهر؟ لماذا يصبح في هذه الحالة من الإحراج؟ ذلك لأن لديه تصورًا عن السلوك والتعبيرات التي يجب أن يتحلى بها في إيمانه بالله؛ وتحت هيمنة هذا التصور، يصبح كلامه وتصرفاته مختلسة ومُتصَنَّعة. على سبيل المثال، بعض الناس عندما يغنون في التجمعات يصفقون بأيديهم بينما يغنون، مطلِّقين لأنفسهم العنان، لكن هذا الأخ العجوز خدِر وبليد كشخص ميت، لا حيوية فيه ولا شبه إنسان على الإطلاق. هو يعتقد أنه بسبب كبر سنه، يجب أن يظهر بمظهر الرجل العجوز وألا يتصرف كطفل: ساذج ويجعل الناس يضحكون عليه. باختصار، كل ما يعبِّر عنه هو مجرد تظاهر، وهو يجبر نفسه على التظاهر بأنه كبير الشأن. هل يُبنى الأشخاص الآخرون عندما يشاهدون مثل هذا السلوك المصطنع؟ (كلا). ما شعورك عندما ترى هذا؟ أولًا، تشعر أنه منافق وهذا يجعلك تشعر بعدم الارتياح؛ ثانيًا، تشعر أنه كاذب، وتشعر أيضًا بالغثيان والاشمئزاز، وعندما تتحدث إليه تشعر بالاختناق والتقييد، غير قادر على التحدث بحرية. إذا لم تكن حذرًا، فستحصل على محاضرة منه، قائلًا: "انظروا إلى ما قد أصبحتم عليه أيها الشباب، إنكم فاسدون إلى حد كبير من العمق! أنتم تأكلون جيدًا وترتدون ملابس جيدة، إذ تأكلون مثلما كنا نأكل نحن في رأس السنة والأعياد الأخرى، ولا تزالون انتقائيين وغير راضين. عندما كنا صغارًا، لم يكن لدينا ما نأكله سوى قش الحبوب والأعشاب البرية." إنه يتباهى بكبر سنه ويحاضر الآخرين، ويتجنبه الشباب. وهو لا يفهم هذا، بل ينتقد الشباب لعدم احترامهم لكبارهم ولتصرفاتهم السيئة. أليست هذه الأشياء التي يقولها محمَّلة بالمفاهيم والإرادة البشرية، ولا تتفق مع الحق، ولا يمكنها بناء الآخرين؟ ورغم ذلك، فهذه كلها أمور تافهة. الأمر الأساسي هو: هل يمكنه فهم الحق من خلال التصرف بهذه الطريقة؟ (كلا). هل هذا مفيد ونافع للدخول إلى واقع الحق؟ (كلا). من خلال الممارسة والسلوك على هذا النحو، والعيش هكذا يومًا بعد يوم، أيمكن أن يسمح له ذلك بالعيش أمام الله؟ هل سبق له قط أن تفكَّر: "هل يتماشى فهمي للإيمان بالله مع الحق ومع متطلبات الله؟ ما الذي يتطلبه الله؟ ما نوع الإنسان الذي يحبه الله؟ هل يوجد أي تباين بين فهمي وما يطلبه الله؟" من المؤكد أنه لم يفكر في هذه الأسئلة من قبل. لو كان قد فعل ذلك، فحتى لو لم يتوصل إلى الإجابات، ما كان ليتصرف بهذه الطريقة الحمقاء. ما هو إذًا السبب الجذري لتصرفه بهذه الطريقة؟ (المفاهيم). وما السبب الجذري وراء تشكُّل المفاهيم لديه؟ أن لديه فهمًا مغلوطًا للطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس الذين يؤمنون بالله ويعبِّرون عن أنفسهم. وكيف نشأ هذا الفهم المغلوط؟ ما مصدره؟ تكييف الثقافة التقليدية والتعاليم التي يقدمها معلمو المدارس. على سبيل المثال، يجب على الشباب أن يحترموا كبار السن ويحبوا الأطفال، بينما يجب على كبار السن أن يتصرفوا وفقًا لسنِّهم، وما إلى ذلك. لذلك تتشكل لديه مختلف السلوكيات الغريبة، فتارةً يتصرف بغرابة وتارةً أخرى يظهر تعبيرات غريبة، لكنه في كل الأحوال لا يبدو طبيعيًا تمامًا. وسواء كان يتصرف بغرابة أو يُظهِر تعبيرات غريبة، ما دام لا يفهم الحق أو متطلبات الله، ولا يطلب الحق، فإن تصرفاته ستكون بالتأكيد بمعزل عن الحق. في مثل هذا الأمر البسيط – مجرد بعض السلوكيات الخارجية – يفعل الناس هذه الأشياء السخيفة لأن لديهم مفاهيم متجذرة في قلوبهم. عندما لا يفهم الناس الحق، ولا يفهمون كلام الله، ولا يفهمون مقاصد الله، فإنهم لن يفهموا المعايير التي يتطلبها الله من الناس. عندما لا يفهم كبار السن المعايير التي يتطلبها الله من الناس، فإنهم ينخرطون في سلوكيات وتعبيرات غريبة وتصرفات سخيفة؛ وعندما لا يفهم الشباب المعايير التي يتطلبها الله، ويكون إيمانهم بالله مبنيًا على تصوراتهم ومفاهيمهم، فإنهم أيضًا سينخرطون في بعض التعبيرات والتصرفات غير الصحيحة. ما التصرفات والتعبيرات الخاطئة التي ينخرطون فيها؟ على سبيل المثال، يرى بعض الشباب في كلام الله أنه يتطلب من الناس أن يعيشوا أنقياء، ومنفتحين، ونضرين، وحيويين كالأطفال، ويفكرون: "سنكون دائمًا أطفالًا أمام الله ولن نكبر أبدًا، لذا يجب أن نسير ونتحدث مثل الأطفال. أعرف الآن كيف أكون من شعب الله المختار وتابعًا لله، وأفهم الآن معنى أن أكون مثل الطفل. لقد اعتدت أن أكون مخادعًا، إذ أظهر محنَّكًا جدًا وخَدِرًا وبليدًا، لكن في المستقبل، يجب أن أتصرف بشكل أكثر نضارة وحيوية." بعد ذلك، يلاحظون كيف يتصرف الشباب في المجتمع في الوقت الحاضر، وحالما يخلصون إلى الطريقة التي سيتصرفون، يبدأون في ممارسة ذلك بين الإخوة والأخوات، متحدثين مع الجميع بصوت طفولي، فيضغطون على حناجرهم عندما يتحدثون ويتحدثون بنبرة طفولية عذبة. في أذهانهم، يظنون أن هذا النوع من الأصوات هو الصوت الوحيد للأطفال، وفي الوقت نفسه يفعلون بعض الإيماءات الغريبة التي تجعل الناس يشعرون بالحرج وعدم الارتياح إلى حدٍ لا يُصدَّق. هم لم يفهموا ما يعنيه الله بأن يكونوا أنقياء، ومنفتحين، ونضرين، وحيويين مثل الأطفال، وكل ما يفعلونه هو مجرد سلوك خارجي: تظاهر، وتقليد، وتصنُّع. إن استيعاب مثل هؤلاء الناس محرَّف. ما المشكلة الأكبر هنا؟ أنهم ليسوا فقط عاجزين عن استيعاب معنى كلام الله استيعابًا نقيًا، بل إنهم – على العكس – يخلطون بين كلام الله وبين تصرفات غير المؤمنين وأفعالهم واتجاهاتهم. أليس هذا خطأً؟ هم لا يأتون للطلب أمام الله، ولا يقرأون كلام الله، ولا يطلبون الحق؛ بل يحللون الأشياء ويدرسونها بعقولهم، أو يبحثون عن أساس نظري لدى غير المؤمنين، أو في الثقافة التقليدية، أو في المعرفة العلمية. أليس هذا خطأً؟ (بلى، إنه كذلك). هذا هو الخطأ الأكبر. أين يوجد أي حق في معرفة غير المؤمنين؟ إذا كنتم تبحثون عن أساس لكيفية السلوك، فلا يمكنكم طلب الحق إلا في كلام الله. على أي حال، بغض النظر عن المستوى الذي يمكن أن يصل إليه فهم الناس، فإن كل كلمة من كلام الله وكل متطلباته من الإنسان عملية، ومُفصَّلة، وهي ليست على الإطلاق بالبساطة التي تبدو عليها في مفاهيم الإنسان وتصوراته. إن متطلبات الله من الإنسان ليست زينة لمظهره الخارجي، وليست سلوكيات بسيطة، وهي بالطبع ليست مجرد طريقة للقيام الأشياء، بل هي المعايير التي يتطلبها الله من الناس؛ إنها المبادئ والمعايير التي يجب أن يسلك الإنسان بحسبها ويتصرف، وهذه المبادئ هي ما يجب أن يتقنه الناس ويمتلكونه. إذا لم أعقد الشركة بوضوح عن هذه المشاكل التفصيلية، فإن الناس لن يفهموا سوى بعض التعاليم وسيجدون صعوبة في الدخول إلى واقع الحق.
ما عقدنا الشركة عنه للتو هو المفاهيم والتصورات التي لدى الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله من حيث سلوكهم الخارجي. ما المفاهيم والتصورات الأخرى التي تعرفونها من حيث السلوك الخارجي؟ بالحديث عن المفاهيم، هل المفاهيم صحيحة أم خاطئة؟ (خاطئة). هل هي إيجابية أم سلبية؟ (سلبية). إنها بالتأكيد تتعارض مع متطلبات الله والحق؛ فهي لا تتفق مع الحق. وبغض النظر عمَّا إذا كان الناس يتصورونها من العدم أو ما إذا كان لها أساس ما، فعلى أي حال، لا علاقة لأي منها بالحق. إذًا، ما الغرض من عقد شركة عن هذه المفاهيم وتشريحها؟ الغرض هو توعية الناس أولًا بماهية المفاهيم، وفي الوقت نفسه الذي يعرفون فيه أنَّ هذه مفاهيم، أن يُتاح لهم أيضًا فهم ماهية الحق قبل الدخول إلى الحق فيما بعد. الغرض من هذا هو أن يُتاح للناس فهم جوهر الحق، وهو أن يأتوا بصدق أمام الله. مهما كانت مفاهيمك معقولة أو مهما كان مقدار ما لها من أساس، فإنها تظل مفاهيم؛ فهي ليست الحق، ولا يمكن أن تحل محل الحق. إذا اعتبرت المفاهيم هي الحق، فلن يكون للحق علاقة بك، ولن يكون لك علاقة بالإيمان بالله، وسيكون إيمانك بلا قيمة. مهما بلغ مقدار عملك أو انشغالك من أجل الله؛ ومهما عظُم الثمن الذي تدفعه من أجل الله، فماذا ستكون النتيجة النهائية إذا فعلت كل هذا بناءً على مفاهيمك وتصوراتك؟ لن يكون لأي شيء تفعله أي علاقة بالحق أو بالله؛ سوف يدينه الله ولن يستحسنه؛ هذه هي العواقب النافعة والضارة. يجب أن تفهموا الآن مدى أهمية علاج مفاهيم المرء وتصوراته.
ما الخطوة الأولى لعلاج مفاهيمك؟ أن تميِّز ماهية المفهوم وتدركها. عندما بدأ بيت الله في تصوير أفلام، حدث شيء بغيض في فريق إنتاج الأفلام، وهو يتعلق بمفاهيم الناس. إنني آخذ هذا الأمر الآن لأشرِّحه لا لكي أدين أحدًا، بل لكي أتيح لكم أن تنمو في التمييز، ولكي تتذكروا هذا الأمر، ولكي تعمِّقوا فهمكم للمفاهيم من خلال هذا الأمر وتعرفوا مدى ضرر المفاهيم على الناس. إذا لم أتحدث عن هذا الأمر، فقد تعتقدون أنه ليس أمرًا مهمًا. لكن بعد أن أشرِّحه لكم، من المؤكد أنكم ستومئون برؤوسكم موافقين على أنه أمر مهم. في صناعة الأفلام، توجد مسألة اختيار لون الملابس ونمطها. بعض الأشخاص كانوا محافظين بشدة، ويستخدمون اللونين الرمادي الباهت والكاكي على وجه التحديد. كنت في حيرة من هذا الأمر وتساءلت عن سبب ذلك. لماذا كانوا يختارون هذين اللونين للملابس؟ الألوان التي كانت كلها بالرمادي الباهت والكاكي جعلت المشهد بأكمله مظلمًا بشدة، وعندما رأيت ذلك شعرت بعدم ارتياح شديد. لماذا لم يختاروا ملابس ملونة بدرجة أكبر؟ كنت قد قلت بالفعل إنَّ الملابس يمكن أن تكون ملونة، وأن نمطها لا بد أن يكون ملائمًا وأنيقًا. فلماذا كان الناس يتجاهلون كلام الله ومتطلبات بيت الله ولا يعيرونها أي اهتمام، ويختارون بدلًا من ذلك أقمشة باللون الرمادي الباهت واللون الكاكي لصنع الملابس؟ لماذا كانوا يتصرفون بهذه الطريقة؟ ألا يستحق هذا التأمل؟ ما السبب الجذري لهذا؟ لم يفهم الناس الحق، ولم ينصتوا إلى ما قيل، ولم يكونوا خاضعين؛ السبب الجذري هو أن الناس لديهم طبيعة في داخلهم تخون الله. ما هذه الطبيعة؟ وما هذه الشخصية؟ الأمر الأكثر أهمية أنَّ الناس لا يحبون الحق ويمكن أن يرفضوا قبول الحق، وقلوبهم قاسية. يقول الناس إنهم راغبون في الخضوع لترتيبات الله وراغبون في طلب الحق، لكنهم عندما يفعلون أشياء، فإنهم يفعلونها بناءً على تفضيلاتهم الخاصة فحسب لنيل أهدافهم الخاصة. لو كان الأمر يتعلق بحياتك الشخصية، لما كان فعل كل ما يحلو لك أمرًا مهمًا، لأن ذلك لا يتعلق سوى بالدخول في الحياة الخاص بك. لكنك الآن تؤدي واجبك في الكنيسة، وعواقب التصرف بهذه الطريقة تتعلق بعمل الله ومجد الله، وتتعلق بسمعة الكنيسة؛ إذا تصرف الناس بتهور وفقًا لإرادتهم الخاصة، فسيكونون عرضة لإهانة الله. إن بيت الله لا يتدخل في أسلوب لباس الأفراد، فالمبدأ هو أن يكون مظهرك لائقًا ومناسبًا حتى يُبنى الآخرون عندما يرونك. لكن هل من المناسب أن يقترح شخص ما ارتداء اللونين الرمادي الباهت والكاكي فحسب عند تصوير فيلم؟ ما كان جوهر تلك المشكلة؟ قيام الناس بالأشياء بناءً على مفاهيمهم، واعتبارهم الرمادي الباهت والكاكي علامةً ورمزًا لمَن يؤمن بالله ويتبعه. قد يُقال إنهم عرَّفوا هذين اللونين على أنَّهما لونان يتفقان مع الحق، ومع مقاصد الله، ومع متطلبات الله. كان هذا خطأً. لا عيب في هذين اللونين في حد ذاتهما، لكن إذا فعل الناس الأشياء بناءً على مفاهيمهم وجعلوا هذين اللونين بمثابة رمز ما، فتلك مشكلة. جُلِبَت هذه النتيجة بسبب مفاهيم الناس، ونشأت هذه الأفكار والممارسات لأن هذه المفاهيم كانت في قلوب الناس. يعامل الناس هذه المفاهيم والتصورات على أنها الحق، معتبرين اللونين الرمادي الباهت والكاكي رمزًا للباس المؤمنين بالله، واضعين الحق وكلام الله ومتطلبات الله جانبًا، ومستبعدين لها، ومستعيضين عنها بمفاهيم الناس ومعاييرهم؛ هذا هو السبب الجذري للمشكلة. في الواقع، اختيار الألوان وأنماط الملابس أمور خارجية لا علاقة لها بالحق، لكن هذه الأمور السخيفة حدثت بسبب مفاهيم الناس، وخلقت تأثيرًا سلبيًا معينًا، ولذلك كان الحق مطلوبًا لعلاج الأمر.
مهما كانت القضية التي تواجه الناس في إيمانهم بالله، ومهما كانت المشكلة التي تعترضهم، فإن مفاهيمهم تبرز باستمرار ويستمرون في استخدامها. هم يعيشون دائمًا بحسب مفاهيمهم وهي تقيّدهم وتهيمن عليهم وتسيطر عليهم. هذا يجعل أفكار الناس، وسلوكهم، وطرق عيشهم، ومبادئ تصرفاتهم، واتجاه حياتهم، وأهدافهم، وكذلك طريقة تعاملهم مع كلام الله وعمله كلها تصطبغ بمفاهيمهم، ولا يتحررون باستخدام الحق ولا يُعتقون به على الإطلاق. من خلال الإيمان بالله بهذه الطريقة والتشبث الدائم بالمفاهيم، بعد 10 سنوات أو 20 سنة، وحتى اليوم، تظل المفاهيم التي كانت لدى الناس في البداية كما هي دون تغيير. لم يشرحها أحد، ولم يفحصها الناس أنفسهم، ولم يقبلوا أن يُهذَّبوا قط. لم يتعامل الناس معها بجدية مطلقًا، ولذلك بغض النظر عن المدة التي آمنوا فيها بالله، هل يحصدون نتائج أم لا؟ هم بالتأكيد لا يحصدون أي نتائج. تتحسن العلاقة بين الإنسان والله تدريجيًا من خلال عملية شرح المفاهيم وفهمها باستمرار، ثم معالجتها، ألا يوجد جانب عملي لذلك؟ (بلى). ولكن إذا ظلت مفاهيمك ثابتة كما كانت في المرحلة التي بدأت فيها بالإيمان بالله لأول مرة، فيمكن القول إن علاقتك بالله لم تتحسن على الإطلاق. عندما يتعلَّق الأمر بالإيمان بالله، ما هي المفاهيم الأخرى التي تعتمدون عليها في حياتكم ولم تعالجوها؟ ما هي المفاهيم التي تعتقدون دائمًا أنها صحيحة، وأنها أمور تتفق مع الحق، وتعتقدون أنها ليست مشكلة؟ ما هي المفاهيم التي يمكن أن تؤثر على سلوكك، وسعيك، وآرائك في الإيمان بالله، مما يجعل علاقتك بالله فاترة دائمًا، لا هي قريبة ولا بعيدة؟ أنت تعتقد خطأً أنك تحب الله كثيرًا، وأن إيمانك بالله وإخلاصك له قد نموا، وأن إصرارك على المعاناة قد نما، بينما في الحقيقة ليس لديك أدنى واقع حق على الإطلاق. يجب عليكم جميعًا أن تحللوا هذه المسألة، وبالتأكيد سيكون لدى كل واحد منكم العديد من المفاهيم التي تعتمدون عليها في الحياة والتي لا تزال موجودة ولم تُعالج. هذه مشكلة خطيرة جدًا.
لقد أعطيت ثلاثة أمثلة للمفاهيم التي لدى الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله، فهل أنتم الآن أكثر وعيًا بالمفاهيم التي لديكم فيما يتعلق بالإيمان بالله؟ (نعم). أخبروني إذًا ما هي المفاهيم والتصورات الأخرى التي يمكن أن تعيق الناس عن ممارسة الحق وتؤثر على أداء واجبهم وعلاقتهم الطبيعية مع الله؟ أي مفاهيم يمكن أن تعيق الناس عن الحضور أمام الله ولها تأثير مباشر على معرفتهم بالله؟ ( لديّ مفهوم قوي جدًا هو أنني أعتقد أنه إذا استطعت أن أؤدي واجبي بشكل طبيعي كل يوم، فيمكنني أن أنال الخلاص بإيماني بالله بهذه الطريقة). إن الاعتقاد بأنك يمكن أن تنال الخلاص من خلال أداء واجبك هو مفهوم وتصور. إذًا، هل من المهم أن تؤدي واجبك على المستوى المطلوب؟ هل يمكن للناس الذين لا يؤدون واجبهم بالمستوى المطلوب أن ينالوا الخلاص؟ إذا كان المرء يؤدي واجبه باستهتار، فهذا يتعلق بتعطيل عمل الله وإزعاجه. ومن يفعل هذا فلن يقتصر الأمر على عدم نيله الخلاص فحسب، بل سيُعاقب أيضًا. أنتم غير قادرين على التفكير في هذه الأشياء، ولا تفهمونها، ولا تستطيعون رؤيتها بوضوح، ومع ذلك لا تزالون تقولون أشياء مثل "طالما أنني أؤدي واجبي، فيمكنني أن أنال الخلاص وأدخل ملكوت السموات." هل هذا يتوافق مع كلام الله؟ هذه الفكرة هي مجرد أمنيات؛ كيف يمكنك تحقيق ذلك بهذه السهولة؟ هل عدم قبول الحق يمكن اعتباره إيمانًا بالله؟ هل يمكن للمرء أن ينال الخلاص دون أن يتخلى عن شخصيته الفاسدة؟ لديكم الكثير من الأشياء المتعلقة بالمفاهيم والتصورات بداخلكم. كل أنواع التصورات والأفهام والتعريفات التي لا تتفق مع الحق تتعلق جميعًا بالمفاهيم. ما هي المفاهيم الأخرى التي لديكم؟ (أعتقد أنه كلّما كان الواجب الذي أؤديه أكثر أهمية وكلّما حققت إنجازات تشهد لي عند الله، فسأحصل على مزيد من الفضل، وسيقبلني الله أكثر، وستزيد بركاتي في المستقبل). هذا مفهوم أيضًا. وباختصار، فإن المفاهيم كلها من وحي خيال الناس ويستنتجونها من العدم. وبالرغم من أنها قد يكون لها أساس ما، إلا أنها ليست مُستمدة من أي أساس في كلام الله أو الحق، بل هي أفكار مبنية على أماني الناس ومن نتاج الرغبة في أن يكونوا مُباركين. عندما يفعل الناس أشياءً يسيطر عليها مثل هذا الفكر، فإنهم يفعلون كل أنواع الأشياء، ويدفعون ثمنًا باهظًا قبل أن يكتشفوا في النهاية أنهم أخطأوا وخالفوا المبادئ، وأن الأمور ليست كما تخيلوها، وهكذا يصبحون سلبيين. وعندما ينظرون إلى الوراء يومًا ما ويدركون أنهم كانوا يتبعون طريقًا معتمدين على مفاهيمهم وتصوراتهم، وقد ضاع الكثير من الوقت بالفعل، ويريدون العودة ولكن ذلك ليس ممكنًا. ما المفاهيم الأخرى التي لديكم ولم تعالجوها بعد؟ (أعتقد أنه بما أنني أؤمن بالله وأبذل نفسي من أجل الله، فلا بد أن يباركني الله ويمنحني مزايا. عندما تكون لديّ مشكلة وأدعو الله، أشعر أن الله يجب أن يجد لي مخرجًا، ولأنني أؤمن بالله، فيجب أن تسير كل الأمور بسلاسة. لذا، عندما أؤدي واجبي وأواجه موقفًا صعبًا، أسيء فهم الله وأستاء منه، وأشعر أن الله كان يجب ألا يسمح بحدوث هذه الأشياء لي). معظم الناس لديهم هذا المفهوم؛ إنه نوع من الفهم الذي لدى الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله. يعتقد الناس أن المرء يؤمن بالله ليحصل على مزايا، وإذا لم يحصل على مزايا فلا بد أن يكون هذا الطريق خاطئًا. فهل عولج هذا المفهوم الآن؟ هل بدأت في تصحيحه؟ عندما يتحكم هذا المفهوم في سلوكك أو يؤثر على اتجاهك إلى الأمام، هل تطلب الحق لعلاجه؟ غالبًا ما يضع الناس حدودًا للإيمان بالله في قلوبهم، معتقدين أنهم ما داموا يؤمنون بالله فيجب أن يكون كل شيء في سلام، أو يظنون قائلين، "أنا أبذل نفسي من أجل الله، وأؤدي واجبي لله، لذا يجب أن يبارك الله في عائلتي، وأن ينعم على عائلتي كلها بالسلام، وأن يجعلها لا تمرض، وأن يجعل كل عائلتي سعيدة. وبالرغم من أنني أؤدي واجبي، إلا أن هذا عمل الله، لذلك يجب أن يتحمل الله كل المسؤولية عنه وأن يرتب كل شيء جيدًا بحيث لا أواجه أي صعوبة، أو خطر، أو إغراء عندما أؤدي واجبي. إذا حدث أي شيء من هذا القبيل، فربما لا يكون الله من فعل ذلك." هذه كلها مفاهيم الناس؛ فالناس عرضة لأن تكون لديهم مثل هذه المفاهيم عندما لا يفهمون عمل الله. هل تظهر هذه المفاهيم غالبًا أثناء أدائكم لواجبكم؟ (نعم). إذا كنت تعتقد دائمًا أن مفاهيمك وتصوراتك هي ببساطةٍ طبيعية ومعقولة وأن هذه هي الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور، ولا تطلب الحقّ لعلاجها، فلن تتمكن من الحصول على الحقّ ولن يكون لك أي دخول في الحياة. بالنسبة إليكم، لن يكون للحق أي قيمة أو معنى، وسيكون إيمانكم بالله بلا معنى أيضًا. إذا كان الناس في إيمانهم بالله غالبًا ما يأكلون كلام الله ويشربونه، ويحضرون الاجتماعات، ويستمعون إلى العظات، ويعيشون حياة روحية طبيعية بشكل خاص، ومع ذلك يتصرفون، ويمارسون سلوكهم، ويؤدون واجباتهم بالاعتماد على مفاهيمهم، ويعتمدون في كل شيء على مفاهيمهم، ويستخدمون مفاهيمهم لتحديد الصواب والخطأ في كل الأمور، أليس مثل هؤلاء الناس يعيشون بحسب مفاهيمهم؟ بغض النظر عن عدد العظات التي يستمعون إليها أو كم يأكلون ويشربون من كلام الله، هل يمكن للأشخاص الذين يعيشون بحسب مفاهيمهم أن يتغيروا على الإطلاق؟ هل يمكن لعلاقتهم مع الله أن تتحسَّن أبدًا؟ (كلا). إذًا، هل يوافق الله على هذا النوع من الإيمان؟ (كلا). هو لا يفعل ذلك بالتأكيد. لذلك من المهمّ جدًّا شرح المفاهيم الموجودة لدى الناس.
لا تنشأ مفاهيم لدى معظم الناس عندما يكونون قد أكلوا وشربوا حتى الشبع وكل شيء لديهم على ما يُرام، أو عندما يشاهدون الطقوس الدينية التقليدية، ولكن عندما يؤدي الله عمله ويعبّر عن الحق، تنشأ العديد من المفاهيم. لا تنشأ لدى الناس أي مفاهيم عندما يتوجب عليهم أداء واجبهم، ويحضرون التجمعات بصورة عادية فحسب، ولكن عندما يطلب الله منهم أداء واجبهم، تنشأ العديد من المفاهيم. لا تنشأ مفاهيم لدى الناس عندما يكونون مرتاحين جسديًا ويستمتعون بالحياة، ولكن عندما يمرضون أو يواجهون الشدائد، تنشأ المفاهيم بصورة طبيعية. على سبيل المثال، قبل أن يؤمنوا بالله، كان يسير عمل أحدهم وحياته العائلية بسلاسة، ولكن بعد أن بدأ في الإيمان بالله تحدث بعض الأمور التي لا يحبها. فيتعرضون للانتقاد، والتمييز ضدهم، والتخويف، وحتى الاعتقال، والتعذيب، ويتعرضون لأمراض مزمنة مما يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح، ويفكر قائلًا، "لماذا لم تسر الأمور على ما يرام خلال سنوات إيماني بالله؟ أنا أؤمن بالله الحق، فلماذا لا يحميني الله؟ كيف يمكن أن يراني الله أتعرض للضرب على أيدي الأشرار وتسحقني الشياطين ولا يهتم؟" ألا يكوِّن الناس هذه المفاهيم؟ ما السبب وراء تكوينهم لهذه المفاهيم؟ يعتقد الناس، "بما أنني الآن أؤمن بالله، فأنا إذًا أنتمي إليه، ويجب على الله أن يرعاني، ويهتم بمأكلي ومسكني، ويهتم بمستقبلي ومصيري، وكذلك سلامتي الشخصية، بما في ذلك سلامة أسرتي، ويضمن لي أن كل شيء سيسير على ما يرام، وأن كل شيء سيسير بسلام ودون حوادث." وإذا لم تكن الحقائق كما يتطلبها الناس ويتخيلونها، فإن المرء منهم يفكر قائلًا، "ليس الإيمان بالله جيدًا أو سهلًا كما تخيلت أنه سيكون. اتضح أنه لا يزال عليّ أن أعاني كل هذا الاضطهاد والبلاء وأن أمرّ بتجارب كثيرة في إيماني بالله؛ لماذا لا يحميني الله؟" هل هذا التفكير صحيح أم خاطئ؟ هل يتوافق مع الحقّ؟ (كلا). إذًا، ألا يدل هذا التفكير على أنهم يطلبون من الله مطالب غير معقولة؟ لماذا لا يصلي الناس الذين لديهم مثل هذا التفكير إلى الله أو يطلبون الحق؟ من الطبيعي أن تكون إرادة الله الصالحة وراء جعل الناس يواجهون مثل هذه الأشياء؛ لماذا لا يفهم الناس مقاصد الله؟ لماذا لا يستطيعون التعاون مع عمل الله؟ يتسبب الله عن قصد في أن يواجه الناس مثل هذه الأشياء حتى يطلبوا الحق ويحصلوا عليه، وحتى يعيشوا معتمدين على الحق. وبالرغم من ذلك، لا يطلب الناس الحق، وبدلاً من ذلك فإنهم دائمًا يقيِّمون الله وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة، وهذه هي مشكلتهم. يجب أن تفهموا هذه الأمور المزعجة بهذه الطريقة: لا أحد يمضي حياته كلها دون معاناة. بالنسبة للبعض، يتعلق الأمر بالعائلة، وللبعض الآخر بالعمل، وللبعض الآخر بالزواج، وللبعض الآخر بالمرض الجسدي. يجب أن يعاني الجميع. يقول البعض، "لماذا يجب أن يعاني الناس؟ كم سيكون من الرائع أن نعيش حياتنا كلها بسلام وسعادة. ألا يمكننا ألا نعاني؟" كلا، يجب أن يعاني الجميع. إن المعاناة تجعل كل إنسان يختبر أحاسيس الحياة الجسدية التي لا تُعد ولا تُحصى، سواء كانت هذه الأحاسيس إيجابية أو سلبية، نشطة أو خاملة؛ فالمعاناة تمنحك مشاعر وتقديرات مختلفة، وهي بالنسبة إليك، كل خبراتك في الحياة. هذه إحدى الجوانب، وهي من أجل أن تجعل الناس أكثر خبرة. إذا استطعت طلب الحق وفهمت مقصد الله من ذلك، فسوف تقترب أكثر من أي وقت مضى من المستوى الذي يطلبه الله منك. الجانب الآخر هو المسؤولية التي يعطيها الله للإنسان. أي مسؤولية؟ هذه هي المعاناة التي يجب أن تتحمّلها. إذا كنت تستطيع قبول هذه المعاناة وتحمّلها، فهذه شهادة، وليست شيئًا مخزيًا. يخشى بعض الناس عندما يمرضون من أن يعرف الآخرون بمرضهم؛ فيعتقدون أن المرض شيء مخزٍ، بينما هو في الحقيقة ليس شيئًا مخزيًا. إذا كنت قادرًا كإنسان عادي أثناء المرض على الخضوع لترتيبات الله، وتتحمل كل أنواع المعاناة، ولا تزال قادرًا على أداء واجبك بشكل طبيعي، وقادرًا على إكمال الإرساليات التي يكلّفك الله بها، فهل هذا شيء جيد أم سيئ؟ هذا شيء جيد، هذه شهادة على خضوعك لله، وهذه شهادة على أنك تؤدي واجبك بإخلاص، وهي شهادة تخزي الشيطان وتنصرك عليه. وهكذا، فإن أي معاناة يجب أن يتقبلها كل كائن مخلوق وكل واحد من شعب الله المختار ويخضعون لها. يجب أن تفهموا الأمر بهذه الطريقة، ويجب أن تتعلموا هذا الدرس وتحققوا الخضوع الحقيقي لله. هذا يتوافق مع مقصد الله، وهذه هي رغبة الله. هذا ما رتّبه الله لكل كائن مخلوق. إن وضع الله لك هذه المواقف والظروف هو بمثابة تكليفك بمسؤولية، وواجب، وإرسالية، ولذلك يجب عليك أن تقبلها. أليس هذا هو الحق؟ (بلى). ما دام يأتي من الله، وما دام الله قد طلب منك هذا الطلب، ولديه هذا المقصد لك، فهو الحق. لماذا يُقال إنه الحق؟ هذا لأنك إذا قبلت هذا الكلام على أنه الحق، فستكون قادرًا على علاج شخصيتك الفاسدة، ومفاهيمك، وتمردك، حتى لا تعارض رغبات الله أو تتمرد على الله عندما تواجه صعوبات مرة أخرى، أي أنك ستكون قادرًا على ممارسة الحق والخضوع لله. وبهذه الطريقة، ستكون قادرًا على تقديم الشهادة التي تجلب الخزي للشيطان، وستكون قادرًا على الحصول على الحق ونيل الخلاص. إذا اتبعت مفاهيمك وأفكارك الخاصة، معتقدًا، "أنا الآن أؤمن بالله لذا يجب أن يباركني الله. يجب أن أكون شخصًا مُباركًا"، فكيف تفهم هذه البركة؟ البركة التي تفهمها هي حياة من الرفاهية والرخاء، وأن يكون لديك كل ما تريد أن تأكله وتشربه، وأن لا تُصاب بالأمراض، وأن تولد ولديك كل شيء، وأن يكون كل شيء جاهزًا أمامك، وأن تتمتع بحياة مادية غنية دون الحاجة إلى العمل من أجلها. بالإضافة إلى ذلك، هي أن تعيش حياة هادئة حيث كل شيء يسير بسلاسة، وتعيش في راحة استثنائية دون أي ألم؛ هذا ما تعتقد أنه البركة. لكن، بالنظر إليها الآن، هل هذه بركة؟ هذه ليست بركة، بل مصيبة. إن السير في طريق اشتهاء وسائل الراحة الجسدية سيجعلك تنجرف أكثر فأكثر مبتعدًا عن الله، كما سيجعلك تغرق أكثر فأكثر في هذا العالم الشرير، غير قادر على تحرير نفسك. عندما يدعوك الخالق، ثمة العديد من الأشياء التي لا ترغب في التخلي عنها، ولا يمكنك التخلي عن هذه الراحة الجسدية. حتى لو كلّفك الله بإرسالية وطلب منك أداء واجب، فإنك تدلل نفسك بإفراط؛ اليوم لا تشعر بأنك بخير، وغدًا لست في مزاج جيد، وتفتقد والديك، وتفتقد شريك حياتك، ولا تفكر إلا في الأمور الجسدية كل يوم، ولا تؤدي أي واجب جيدًا بل تريد أن تستمتع أكثر من الآخرين. أنت تعيش كطفيلي؛ هل يمكنك أن تطبّق الحق؟ هل يمكنك أن تقدّم شهادة؟ كلا، لا تستطيع. لدى الناس الكثير من التصورات المتعلقة بالإيمان بالله. إنهم يتخيلون أنهم بعد أن يؤمنوا بالله، سيكون لديهم ثروة وسلام طوال حياتهم، وأن أقاربهم جميعًا سينتفعون معهم، وعيونهم كلها ستتلألأ بالغبطة، وأنهم لن يكونوا فقراء أبدًا، وأنهم لن يمرضوا أبدًا أو يواجهوا أي نوع من الكوارث. مثل هذه التصورات تجعل الناس لديهم العديد من المتطلبات غير المعقولة من الله. عندما تكون لديك متطلبات غير معقولة من الله، فهل علاقتك بالله طبيعية أم غير طبيعية؟ إنها بالتأكيد غير طبيعية. إذًا، هل هذه المفاهيم والتصورات تجعلك تقف في صف الله أم تعارض الله؟ إنها لا تجعلك إلا أن تقف في معارضة الله، وتتنافس معه، وتقاومه، بل وتخون الله وتتخلى عنه، وتصبح هذه السلوكيات أكثر خطورة. وهذا يعني أنه بمجرد أن يكون لدى الناس هذه المفاهيم، لا يعودون قادرين على الحفاظ على علاقة طبيعية مع الله. عندما تتشكل لدى الناس مفاهيم عن الله، تنتج قلوبهم عندئذٍ مشاعر التمرد والسلبية. في مثل هذه الأوقات، يجب عليهم طلب الحق لعلاج هذه المفاهيم. عندما يفهمون الحق، وعندما يفهمون الإرسالية التي كلّفهم الله بها والمتطلبات العديدة التي يفرضها الله عليهم للإيمان به، وبمجرد أن يفهموا هذه الأشياء، ويستطيعون اتباع السلوك والتصرف الذي يتوافق مع متطلبات الله، فبهذه الطريقة ستُعالج مفاهيمهم وتصوراتهم. وبمجرد أن يفهموا الحق، سيتخلون بطبيعة الحال عن مفاهيمهم، وعندها ستصبح علاقتهم مع الله أكثر طبيعية. إن علاج المفاهيم يعادل علاج سوء الفهم عن الله. وبعبارة أخرى، لن يفهموا ما هو الحق وما هي متطلبات الله إلا عندما يتخلون عن مفاهيمهم ويعالجونها.
ما المفاهيم الأخرى الموجودة في قلوبكم التي يمكن أن تؤثر على أداء واجباتكم؟ ما المفاهيم التي غالبًا ما تؤثر عليكم وتسيطر عليكم في حياتكم؟ عندما تحدث لك بعض الأمور المعينة التي لا تروق لك، تظهر مفاهيمك بشكل طبيعي، ومن ثم تتذمر إلى الله، وتجادل، وتنافس الله، وتحدث تلك المفاهيم تحولًا سريعًا في علاقتك مع الله؛ تنتقل من الحالة التي كنت عليها في البداية، حيث كنت تشعر بأنك تحب الله كثيرًا، وأنك مخلص جدًا له، وترغب في تكريس حياتك كلها له، إلى تغيير مفاجئ في قلبك، أنّك لم تعد ترغب في أداء واجبك أو أن تكون مخلصًا لله بعد ذلك، وتندم على إيمانك بالله، وتندم على اختيارك لهذا الطريق، بل وتشتكي من أن الله اختارك. ما المفاهيم الأخرى القادرة على إحداث تغيير مفاجئ في علاقتك مع الله؟ (عندما يرتّب الله موقفًا ليختبرني ويكشفني، وأشعر بأنني لن أحصل على عاقبة حسنة، أشكّل مفاهيم عن الله. أشعر بأنني أؤمن بالله وأتّبعه، وأنني لطالما أديت واجبي، وطالما أنني لا أهجر الله، فلا ينبغي أن يتخلى عني). هذا نوع من المفاهيم. هل تراودكم مثل هذه المفاهيم في كثير من الأحيان؟ ما هو فهمكم لتخلي الله عنكم؟ هل تعتقد أنه إذا تركك الله، فهذا يعني أن الله لا يريدك ولن يخلّصك؟ هذا نوع آخر من المفاهيم. إذًا، كيف ينشأ مثل هذا المفهوم؟ هل يأتي من خيالك، أم أن له أساسًا؟ كيف تعرف أن الله لن يمنحك عاقبة حسنة؟ هل أخبرك الله شخصيًا بهذا؟ هذه الأفكار من نسج خيالك بالكامل. أنت تعرف الآن أن هذا مفهوم؛ والسؤال المهم هو كيفية علاجه. في الواقع لدى الناس مفاهيم كثيرة عن الإيمان بالله. إذا استطعت أن تدرك أن لديك مفهوم، فعليك أن تعرف أنه خاطئ. إذًا، كيف ينبغي علاج هذه المفاهيم؟ أولًا، تحتاج إلى أن ترى بوضوح ما إذا كانت هذه المفاهيم نابعة من المعرفة أم من الفلسفات الشيطانية، وأين يكمن الخطأ، وأين يكمن الضرر، وبمجرد أن ترى هذا بوضوح، ستتمكن بطبيعة الحال من التخلي عن هذا المفهوم. ولكن هذا لا يعني أنك عالجته تمامًا؛ فلا يزال عليك أن تطلب الحق، وترى ما هي متطلبات الله، ثم تشرح المفهوم وفقًا لكلام الله. عندما تستطيع أن تميّز بوضوح أن المفهوم خاطئ، وأنه أمر تافه، وأنه بعيد تمامًا عن الحق، فهذا يعني أنك قد عالجت المفهوم بشكل أساسي. إذا كنت لا تطلب الحق، وإذا كنت لا تقارن المفهوم بكلام الله، فلن تكون قادرًا على التمييز بوضوح كيف أن المفهوم خاطئ، وبالتالي لن تكون قادرًا على التخلي عن المفهوم تمامًا؛ حتى لو كنت تعرف أنه مفهوم، فلن تكون قادرًا بالضرورة على التخلي عنه تمامًا. في مثل هذه الظروف، عندما تتعارض مفاهيمك مع متطلبات الله، وبالرغم من أنك قد تدرك أن مفاهيمك خاطئة، لكن لا يزال قلبك متشبثًا بمفاهيمك، وتعلم يقينًا في داخل قلبك أن مفاهيمك تتعارض مع الحق، ومع ذلك لا تزال تعتقد في داخل قلبك أن مفاهيمك يمكن الاحتفاظ بها، فلن تكون حينها شخصًا يفهم الحق، ومثل هؤلاء الناس لا يحصلون على دخول في الحياة ويعانون من قصر القامة. على سبيل المثال، الناس حساسون بشكل خاص تجاه عاقبتهم وغايتهم، وتجاه تعديل واجبهم واستبدالهم في واجبهم. كثيرًا ما يندفع بعض الناس إلى استنتاج خاطئ حول مثل هذه الأمور، معتقدين أن بمجرد أن يُستبدلوا في واجبهم ولا يعود لهم مكانة بعد ذلك، أو أن الله يقول إنه لم يعد يحبهم أو لا يريدهم بعد الآن، فقد انتهى الأمر بالنسبة إليهم. هذا هو الاستنتاج الذي يتوصلون إليه. فيعتقد المرء منهم أنه "لا جدوى من الإيمان بالله، فالله لا يريدني، وعاقبتي مُحددة سلفًا، فما الفائدة من الحياة بعد الآن؟" وعندما يسمع آخرون مثل هذه الأفكار، يظنونها معقولة ومحترمة؛ لكن أي نوع من التفكير هذا في الواقع؟ إنه تمرد على الله، إنه التخلي عن أنفسهم لليأس. لماذا يتخلون عن أنفسهم لليأس؟ لأنهم لا يفهمون مقاصد الله، ولا يمكنهم أن يروا بوضوح كيف يخلّص الله الناس، وليس لديهم إيمان حقيقي بالله. هل يعلم الله عندما يتخلى الناس عن أنفسهم لليأس؟ (نعم). يعلم الله، فكيف يعامل هؤلاء الناس؟ يشكّل الناس نوعًا من المفاهيم ويقولون، "لقد دفع الله ثمنًا باهظًا من أجل الإنسان، وقد بذل الكثير من العمل في كل شخص، وبذل الكثير من الجهد؛ فليس من السهل على الله أن يختار الإنسان ويخلّصه. سيشعر الله بالحزن الشديد إذا تخلى المرء عن نفسه لليأس، وسيرجو كل يوم أن يتمكن من النهوض من جديد." هذا هو المعنى على المستوى السطحي، لكنه في الحقيقة مفهوم الإنسان أيضًا. يتخذ الله موقفًا معينًا تجاه هؤلاء الناس؛ إذا تخليت عن نفسك لليأس ولم تحاول المضي قدمًا، فسوف يدع لك حرية الاختيار، ولن يجبرك على فعل أي شيء ضد إرادتك. إذا قلت، "ما زلت أرغب في أداء واجب الكائن المخلوق، وأن أفعل كل ما بوسعي للممارسة كما يطلبها الله، وإرضاء مقاصد الله. سوف أستخدم كل مواهبي وقدراتي، وإذا لم أكن قادرًا على فعل أي شيء، فسوف أتعلم الخضوع والطاعة؛ لن أتخلى عن واجبي"، يقول الله، "إذا كنت ترغب في العيش بهذه الطريقة، فاستمر في اتباع الله، ولكن يجب أن تفعل ما يطلبه؛ فالمعايير التي يطلبها الله ومبادئه لا تتغير." ماذا تعني هذه الكلمات؟ إنها تعني أن الناس وحدهم هم من يمكنهم التخلي عن أنفسهم؛ فالله لن يتخلى عن أحد أبدًا. بالنسبة لأي شخص قادر على بلوغ الخلاص والنظر إلى الله في النهاية، الذي يقيم علاقة طبيعية مع الله، والذي يستطيع الحضور أمام الله، فهذا ليس شيئًا يمكن تحقيقه بعد الفشل أو التهذيب لمرة واحدة، أو بعد إدانته وتوبيخه لمرة واحدة. قبل أن يصير بطرس كاملًا، خضع للتهذيب مئات المرات. من بين أولئك الذين يبقون بعد العمل حتى النهاية، لن يكون بينهم من اختبر التجارب والتنقية لثماني أو عشر مرات فحسب قبل أن يصل إلى النهاية. بغض النظر عن عدد المرات التي خضع فيها المرء للاختبار والتنقية، أليست هذه هي محبة الله؟ (بلى، إنها كذلك). عندما تستطيع أن ترى محبة الله، يمكنك عندئذٍ أن تفهم موقف الله تجاه الإنسان.
عندما يقرأ بعض الناس كلام الله ويرون أن الله يدين الناس في كلامه، فإنهم يكوِّنون مفاهيم وتكون لديهم مشاعر متضاربة. على سبيل المثال، يقول كلام الله إنك لا تقبل الحق، لذا فإن الله لا يحبك أو يقبلك؛ وإنك فاعل شر وضد للمسيح، وإنه ينزعج لمجرد النظر إليك، وإنه لا يريدك. يقرأ الناس هذه الكلمات ويفكرون: "هذه الكلمات موجَّهة إليَّ. لقد قرر الله أنه لا يريدني، وبما أن الله قد نبذني، فأنا أيضًا لن أعود أومن بالله." ثمة أولئك الذين غالبًا ما يكوِّنون مفاهيم وسوء فهم عند قراءة كلام الله؛ لأن الله يكشف حالات الناس الفاسدة ويقول بعض الأشياء التي تدين الناس. يصبحون سلبيين وضعفاء معتقِّدين أن كلام الله موجه إليهم، وأن الله يتخلى عنهم ولن يخلِّصهم. يصبحون سلبيين لدرجة البكاء ولا يعودون راغبين في اتباع الله. هذا في الواقع سوء فهم لله. عندما لا تفهم معنى كلام الله، يجب ألا تحاول توصيف الله. أنت لا تعرف نوع الشخص الذي ينبذه الله، أو تحت أي ظروف يتخلى عن الناس، أو تحت أي ظروف ينحِّي الناس؛ توجد مبادئ وسياقات لكل هذا. إذا لم يكن لديك فهم كامل لهذه الأمور التفصيلية، فستكون عرضة للحساسية المفرطة وسوف تضع حدودًا لنفسك بناءً على كلمة واحدة من الله. أليس هذا إشكالي؟ عندما يدين الله الناس، ما الجانب الرئيس فيهم الذي يدينه؟ إن ما يدينه الله ويفضحه هو شخصيات الناس الفاسدة وجواهرهم الفاسدة، هو يدين شخصياتهم الشيطانية وطبائعهم الشيطانية، ويدين مختلف مظاهر وسلوكيات تمردهم ومعارضتهم لله، ويدينهم لعدم قدرتهم على الخضوع لله، ولمعارضتهم لله دائمًا، ولأن لديهم دائمًا دوافعهم وأهدافهم الخاصة؛ لكن مثل هذه الإدانة لا تعني أن الله قد نبذ ذوي الشخصيات الشيطانية. إذا لم يكن هذا واضحًا لك، فأنت تفتقر إلى القدرة على الاستيعاب، وهو ما يجعلك شبيهًا إلى حد ما بالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية، إذ ترتاب دائمًا في كل شيء وتسيء فهم الله. مثل هؤلاء الناس يفتقرون إلى الإيمان الحقيقي، فكيف يمكنهم أن يتبعوا الله حتى النهاية؟ عندما تسمع عبارة إدانة واحدة من الله، تظن أنَّ الله قد نبذ الناس إذ أدانهم، وأنهم لن يعودوا ممَن يُخلَّصون، وبسبب هذا تصبح سلبيًا وتنبذ نفسك لليأس. هذا سوء فهم لله. في الواقع، الله لم ينبذ الناس. لقد أساءوا فهم الله ونبذوا هم أنفسهم. لا يوجد شيء أكثر خطورة من أن يتخلى الناس عن أنفسهم، كما ورد في نصوص العهد القديم: "أَمَّا ٱلْأَغْبِيَاءُ فَيَمُوتُونَ مِنْ نَقْصِ ٱلْفَهْمِ" (أمثال 10: 21). لا يوجد سلوك أكثر غباءً من أن ينبذ الناس أنفسهم لليأس. تقرأ أحيانًا كلام الله الذي يبدو أنه يصف الناس؛ في الواقع، إنه لا يصف أحدًا، بل هو تعبير عن مقاصد الله وآرائه. إنه كلام حق ومبدأ، وهو لا يصف أحدًا. إن الكلمات التي ينطق بها الله في أوقات الغضب أو الغيظ هي أيضًا تمثل شخصية الله؛ هذه الكلمات هي الحق، وعلاوةً على ذلك، تنتمي إلى المبدأ. يجب أن يفهم الناس هذا. غرض الله من قول هذا هو السماح للناس بفهم الحق وفهم المبادئ؛ ليس غرضه على الإطلاق أن يضع حدودًا لأحد. هذا لا علاقة له بغاية الناس النهائية ومكافأتهم، وهي ليست بالطبع العقوبة النهائية للناس. هذه محض كلمات تُقال لدينونة الناس وتهذيبهم، وهي نتيجة غضب الله على الناس الذين لا يرقون إلى مستوى توقعاته، وهي تُقال من أجل إيقاظ الناس، وحثِّهم، وهي كلمات من قلب الله. ورغم ذلك، فإن بعض الناس ينهارون ويتركون الله بسبب عبارة دينونة واحدة من الله. مثل هؤلاء الناس لا يعرفون ما هو صالح لهم، إنهم لا يتأثرون بالعقل، ولا يقبلون الحق على الإطلاق. بعض الناس يشعرون بالضعف لفترة من الوقت ثم يأتون أمام الله مرة أخرى، مفكِّرين: "هذا ليس صحيحًا، يجب أن أستمر في اتباع الله وأفعل ما يتطلبه. إذا لم أتبع الله أو أؤدي واجبي جيدًا، فستكون حياتي بلا قيمة. لكي أعيش حياةً ذات معنى، لا بد أن أتبع الله." إذًا، كيف يتبعون الله؟ يجب أن يختبروا عمل الله. إن مجرد قول المرء إنه يؤمن بالله من دون اختبار عمل الله ليس اتباعًا لله. عدم أداء الواجب بإخلاص في السابق وعدم الرغبة في قبول القليل من التهذيب– هل هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المرء عند قبول عمل الله؟ عدم قبول المرء للتهذيب والشكوى باستمرار عندما يعاني قليلاً– ما نوع هذه الشخصية؟ يجب أن يتأمل المرء في ذاته ويرى ما يتطلبه الله، ويجب أن يفعل ما يتطلبه الله. إذا قال الله إنك لست صالحًا بما فيه الكفاية، فأنت لست صالحًا بما فيه الكفاية، ولا ينبغي أن تستخدم مفاهيمك وتصوراتك لوضع حدود للأشياء أو لمعارضة الله، بل يجب أن تخضع وتعترف بأنك لست صالحًا بما فيه الكفاية. ألا يكون لديك عندئذٍ طريق للممارسة؟ هل يمكن لشخص ما أن يترك الله عندما يكون قادرًا على ممارسة الحق والخضوع لله؟ كلا، لا يمكنه ذلك. ثمة أوقات تظن فيها أن الله قد تخلى عنك؛ لكن الله في الحقيقة لم يتخلَّ عنك، بل يتجاهلك مؤقتًا فحسب حتى تتمكن من التأمل في ذاتك. ربما يجدك الله بغيضًا ولا يريد أن يلتفت إليك، لكنه لم يتخلَّ عنك حقًا. يبذل البعض جهدًا في أداء واجبهم في بيت الله، ولكن بسبب جوهرهم ومختلف الأشياء التي تظهر فيهم، يرى الله أنهم لا يحبون الحق ولا يقبلون الحق على الإطلاق، ولذلك فإنَّ الله يتخلى عنهم في الواقع؛ فهم لم يُختاروا حقًا، بل أدوا خدمة لفترة من الوقت فحسب. في أثناء ذلك، يوجد آخرون يبذل الله قصارى جهده لتأديبهم، وتأنيبهم، ودينونتهم، بل حتى إدانتهم ولعنهم، مستخدمًا طرقًا مختلفة في معاملتهم تتعارض مع مفاهيم الإنسان. بعض الناس لا يفهمون مقصد الله، ويظنون أن الله يضايقهم ويؤذيهم. هم يظنون أنه لا كرامة في العيش أمام الله، وهم لا يعودون يريدون إيذاء الله، ويغادرون الكنيسة. إنهم حتى يظنون أن ثمة عقل وراء تصرفهم على هذا النحو، وبهذه الطريقة يديرون ظهورهم لله؛ لكن الله في الواقع لم يتخلَّ عنهم. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن مقصد الله. هم مفرطون في الحساسية إلى حد ما، ويتمادون إلى حد التخلي عن خلاص الله. هل لديهم ضمير حقًا؟ ثمة أوقات يحيد الله فيها الناس، وأوقات أخرى يتجاهلهم لبعض الوقت حتى يتأملوا في ذواتهم، لكن الله لم يتخلَّ عنهم؛ هو يمنحهم الفرصة للتوبة. فالله لا يتخلى حقًا إلا عن الأشرار الذين يرتكبون الكثير من الأعمال الشريرة، وعديمي الإيمان، وأضداد المسيح. يقول بعض الناس: "أشعر بأنني ليس لدي عمل الروح القدس، وقد مضى وقت طويل وأنا من دون استنارة الروح القدس. هل تخلى الله عني؟" هذا اعتقاد خاطئ. توجد مشكلة في الشخصية هنا أيضًا: إن الناس عاطفيون بشكل مفرط، ودائمًا ما يتبعون تبريرهم الخاص، ودائمًا ما يكونون عنيدين، ومُجرَّدين من العقلانية، أليست هذه مشكلة في الشخصية؟ تقول إن الله قد تخلى عنك، وإنه لن يخلِّصك، فهل حدد عاقبتك؟ لقد أخبرك الله بكلمات قليلة غاضبة فحسب. كيف أمكنك أن تقول إنه تخلى عنك، وإنه لم يعد يريدك؟ ثمة أوقات لا يمكنك أن تشعر فيها بعمل الروح القدس، لكن الله لم يحرمك من الحق في قراءة كلامه، ولم يحدد عاقبتك، ولم يقطع طريقك إلى الخلاص؛ فما الذي يزعجك للغاية؟ أنت في حالة سيئة، وثمة مشكلة في دوافعك، وثمة مشاكل في فكرك ووجهة نظرك، وحالتك الذهنية مشوَّهة؛ رغم ذلك لا تحاول إصلاح هذه الأمور عبر طلب الحق، وبدلًا من ذلك تسيء فهم الله وتشتكي منه باستمرار، وتلقي بالمسؤولية على الله، بل إنك حتى تقول: "الله لا يريدني، لذلك لم أعد أومن به." ألا تكون بهذا غير عقلاني؟ أليست هذه عدم معقولية منك؟ هذا النوع من الأشخاص عاطفي بشكل مفرط، وليس لديه أي إدراك سليم على الإطلاق، ولا يتأثر بكل أشكال العقل. هؤلاء هم الأقل قابلية لقبول الحق وسيجدون صعوبة بالغة في نيل الخلاص.
تذكروا هذه الكلمات: لقد كُمِّلَ بطرس من خلال تنقيته لمئات المرات. في مفاهيمكم وتصوراتكم، التنقية لمئات المرات هي أن تعيشوا حياة مذهلة مليئة بالمشاق العظيمة من أجل اتباع الله، وأن تُصلَّبوا في النهاية رأسًا على عقب. ليس هذا هو الحال؛ هذا مجرد مفهوم بشري. لماذا أقول إن هذا مفهوم بشري؟ لأن الناس لا يفهمون ما هي تجارب الله وأن كل تجربة قد رتبتها وصنعتها يد الله؛ الناس لا يفهمون "مئات المرات" هذه، أو السبب في أنَّ الله نقَّى بطرس مئات المرات، أو كيف تحققت "مئات المرات" هذه، أو ما كان السبب الجذري لهذا؛ الناس لا يعرفون هذه الأشياء، بل يعتمدون دائمًا على مفاهيمهم وتصوراتهم لفهم الأشياء، ونتيجة لذلك يسيئون فهم الله. الناس غير قادرين على فهم كلمات معينة من الله لم يختبروها. في الحياة الفعلية، إذا كان ما يفعله الله مع كل شخص هو أن يباركه ويرشده ويتحدث بهدوء معه، فستكون التجارب – إلى الأبد – مجرد كلمات فارغة بالنسبة إلى الناس، ولن تعدو كونها كلمة أو تعريفًا أو مفهومًا. ورغم ذلك، فإن الله غالبًا ما يؤدي هذا العمل عليك: تارةً يجعلك تمرض، وتارةً يجعلك تواجه شيئًا مزعجًا وتصبح محبطًا وضعيفًا، وتارةً يجعلك تواجه موقفًا صعبًا تجد مشقة في التعامل معه ولا تعرف ما الصواب لفعله؛ ما هذه الأشياء بالنسبة إليك؟ فيما يتعلق بكل هذه الأشياء غير السارة، وكل هذه المعاناة أو الصعوبات أو المشاق، وحتى غوايات الشيطان، إذا استطعت أن تعتبرها دائمًا تجارب أعطاك الله إياها، وكل واحدة منها تجربة من بين المئات، ويمكنك قبولها وطلب الحق فيها، فستمر حالتك بتحول وستتحسن علاقتك بالله. لكن إذا كنت ترفض التجارب عندما تواجهك وتحاول باستمرار أن تختبئ منها، وتقاومها، وتعارضها، فإن "مئات التجارب" هذه ستظل إلى الأبد مجرد كلمات فارغة بالنسبة لك ولن تتممها أبدًا. على سبيل المثال، ثمة شخص ما يضمر موقفًا سيئًا تجاهك، ولمَّا كنت لا تعرف سبب ذلك، فإنك تشعر بالتعاسة. إذا كنت تعيش في حالة من التهور وتعيش في إطار جسدك، فلديك عذر لأن تكون غير لطيف معه أيضًا؛ السن بالسن والعين بالعين. لكن إن كنت تعيش أمام الله وترغب في أن تقبل أن يكمِّلك الله ويخلِّصك، فيجب أن تعتبر كل الذي تواجهه تجربة من الله وتقبلها؛ في الحقيقة، هذه إحدى الطرق المختلفة التي يمتحنك الله بها. من خلال عقد الشركة بهذه الطريقة، هل تشعرون الآن بمزيد من التحرر والارتياح في قلوبكم؟ إذا استطعتم أن تمارسوا وفقًا لهذه الكلمات، وأن تقارنوا سلوككم وآراءكم بهذه الكلمات، فإن هذا سيساعدكم كثيرًا فيما يتعلق بالخضوع لترتيبات الله وتدابيره في حياتكم اليومية.
ما الجوانب الرئيسية التي تضمنتها مناقشة اليوم لمفاهيم الناس المتعلقة بالإيمان بالله؟ أحدها هو جانب السلوك الخارجي للناس، إذ يتصرفون على نحو زائف مثل الفريسيين، ويتصرفون بشكل مهذب وراقٍ جدًا؛ جانب آخر هو المأكل والملبس والمسكن والسفر؛ وجانب آخر هو فهم الناس للإيمان بالله، إذ يعتقدون أنهم بإيمانهم بالله لا بد أن يُبارَكوا ويُعطَوا مزايا. ماذا كان اختبار أيوب لهذا الجانب؟ عندما حلَّت التجارب على أيوب، تمكَّن من التأكد من أنها جاءت من الله، وأنه لم يفعل أي شيء خاطئ، وأنها لم تكن عقوبة من الله، بل كانت امتحانًا من الله له، وكان الشيطان هو الذي يغويه؛ لقد فهم الأمر على هذا النحو. وكيف فهم أصدقاء أيوب الأمر؟ لقد ظنوا أن هذا البلاء لا بد أنَّه حلَّ بأيوب لأنه فعل شيئًا خاطئًا وأساء إلى الله. إن تفكيرهم بهذه الطريقة يُظهر أنهم كانوا يضمرون مفاهيم عن الإيمان بالله. لماذا كان فهم أيوب مختلفًا عن الآخرين؟ كان ذلك لأن أيوب رأى بوضوح ما كان يحدث، ولذلك لم تكن لديه أي مفاهيم عن الأمر. بينما أدَّى الله عمله على أيوب، اكتسب أيوب خبرة وعرف عمل الله، ولم تعد هذه المفاهيم والأفكار البشرية موجودة لدى أيوب. ولهذا، عندما وقعت يد الله على أيوب، هل أساء الفهم؟ (كلا). لم يسئ الفهم ولذلك لم يتذمَّر؛ لم يسئ الفهم ولذلك لم يتمرد؛ لم يسئ الفهم، ولذلك كان قادرًا على الخضوع حقًا. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). لماذا هو صحيح؟ إذا قال الناس: "آمين" لكلام الله في قلوبهم، وأخذوا كلام الله على أنه واقع الأشياء الإيجابية، وأنه ما هو صواب، وأنه المعيار، وأنه الأسمى، وأنه المبادئ التي يجب أن يطبقوها، فسيخضعون ولن يسيئوا الفهم. دائمًا ما يوجد تعبير عندما يسيء الناس فهم الكلمات التي يقولها الله أو الأعمال التي يعملها الله؛ ما هذا التعبير؟ (هم غير راغبين في قبولها). وما الذي يكمن وراء عدم الرغبة هذه في قبول كلام الله وأعماله؟ أنَّ لديهم أفكارهم الخاصة، وهذه الأفكار تتناقض مع كلام الله وتتعارض معه، ومن ثم يكوِّن الناس سوء فهم ومفاهيم عن الله، معتقدين أن الأشياء التي يقولها الله ليست صحيحة بالضرورة. في بعض الأحيان، حتى لو بدا أن الناس يقبلون كلام الله، فإن ذلك يظل مجرد تظاهر وليس قبولاً حقيقيًا. يجب على المرء، من خلال طلب الحق، أن يفكر كليًا وفقًا لكلام الله ومتطلباته، وأن يوافق على كلام الله في قلبه، وحينئذٍ فقط يمكن للمرء أن يكون متوافقًا مع الله. إذا كنت لا تقبل هذه الأشياء في قلبك، وتسيء فهمها بل تعارضها وتقاومها، فهذا يدل على وجود شيء ما بداخلك. إذا كان بإمكانك تشريح هذا الشيء الذي بداخلك وطلب الحق، فحينها يمكن علاج مفاهيمك؛ أما إذا كان لديك فهم محرَّف، أو إذا لم يكن لديك فهم روحي، أو لم تكن لديك قدرة على الاستيعاب، فأنت ببساطة غير قادر على مقارنة مفاهيمك بكلام الله، وغير قادر على معرفتها وتشريحها، ولا تكون واعيًا عندما تنشأ المفاهيم بداخلك، حينئذٍ لن تكون مفاهيمك قابلة للعلاج. يعرف بعض الناس جيدًا أنهم يحملون في قلوبهم مفاهيم عن الله، ورغم ذلك لا يزالون يقولون إنهم ليس لديهم أيٌ منها، خوفًا من أنهم إذا تحدثوا بصراحة فإنهم سيخسرون ماء وجوههم ويُنظر إليهم بازدراء. إذا سأل شخص ما الواحد منهم: "إن لم تكن قد أسأت فهم الله، فكيف لا يمكنك الخضوع له؟" فسيجيب: "لا أعرف كيف أمارس." أي نوع من المظاهر هذا؟ إذا لم يكن لديك فهم روحي، وإذا لم تكن قادرًا على التمييز، ولا تعرف كيف تتأمل في ذاتك عندما تكون لديك مشكلة، فلن تكون قادرًا على علاج مفاهيمك أو سوء فهمك عن الله. عندما تحدث أشياء لا علاقة لها بمفاهيمك، تشعر بالهدوء الشديد، ولا يمكن رؤية أن لديك أي مشكلة. لكن في اللحظة التي يحدث فيها شيء ما يمس مفاهيمك، تنشأ في داخلك مشاعر التعارض مع الله. كيف يظهر هذا التعارض؟ قد تشعر أحيانًا بالامتعاض، ومع مرور الوقت وعدم علاج هذا الشعور، يصبح سوء فهمك لله أكثر رسوخًا وتتضخم شخصيتك الفاسدة، وتبدأ في التنفيس عن مفاهيمك ودينونة الله. في اللحظة التي تدين فيها الله، لا تعود حينها مشكلة في التفكير أو السلوك، بل كشفًا عن شخصية شيطانية. إذا أظهر شخص ما القليل من التعارض أو عدم الخضوع في سلوكه بسبب جهل محض، فإن الله لا يدين هذا؛ أما إذا تعارض شخص ما مع الله مباشرةً بسبب شخصيته وتعارض معه عن قصد، فإن هذا سيسبب له المتاعب، وبهذا فهو يتحدى الله. عندما يتحدى المرءُ اللهَ عن قصد، فهذه إساءة لشخصية الله. لذا، عندما يكون لدى الناس مفاهيم، يجب أن يعالجوها؛ لا يمكنهم علاج ما يوجد بينهم وبين الله من سوء فهم إلا بعد أن يكونوا قد عالجوا مفاهيمهم؛ ولا يمكنهم الخضوع لله حقًا إلا بعد علاج سوء الفهم بينهم وبين الله. يقول بعض الناس: "ليس لديّ أي مفاهيم، وقد عولج سوء الفهم بيني وبين الله. لم أعد أفكر في أي شيء." هل هذا كافٍ؟ ليس الغرض من علاج المفاهيم هو علاج المفاهيم فحسب، بل هو الممارسة وفقًا لمتطلبات الله والحق، وتحقيق الخضوع لله وإرضاء الله. يقول بعض الناس: "ما دام ليس لديَّ سوء فهم عن الله، فهذا يكفي، وسيكون كل شيء على ما يرام، وسأكون في أمان." هذا ليس تطبيقًا حقيقيًا للحق، ولا خضوعًا حقيقيًا، فالمشكلة لم تُعالج بعد. إذا كانت المشكلة قد عولجت حقًا، فلن يقتصر الأمر على عدم وجود سوء فهم لدى الناس عن الله فحسب، بل سيعرفون أيضًا ما يطلبه الله وما هي مقاصده في الأشياء التي تحدث لهم. لن يكونوا قادرين فحسب على تشريح مفاهيمهم الخاصة، بل سيكونون قادرين أيضًا على مساعدة ذوي المفاهيم على تعلم كيفية طلب الحق، وتعلم القدرة على ممارسة الحق وتلبية متطلبات الله. ألن يكونوا عندئذٍ متوافقين مع مقاصد الله؟ إن الهدف النهائي لعلاج المفاهيم هو فهم مقاصد الله والدخول إلى واقع الحق؛ هذا أمر أساسي. أنت تقول إنك لم تكوِّن أي سوء فهم عن الله، فهل تفهم الحق؟ إذا كنت لا تفهم الحق، فحتى لو لم يكن لديك أي مفاهيم أو سوء فهم عن الله، فإنك ما تزال لست شخصًا خاضعًا لله. إن عدم وجود سوء فهم لا يعني أنك تفهم الله، ولا يعني بالطبع أنك قادر على الخضوع له. لا يكون لدى الناس أي مفاهيم أو سوء فهم عن الله عندما يكون كل شيء على ما يرام، لكن هذا لا يعني أنه ليس لديهم أي مفاهيم أو سوء فهم عن الله على الإطلاق. عندما يحدث لهم شيء ما يمس مصالحهم الشخصية، فإن مفاهيمهم تنشأ تلقائيًا، وسيشكِّلون سوء فهم عن الله، بل إنهم سيعبِّرون عن شكواهم. هل يمكن للناس أن يخضعوا لله عندما يعتبرون مصالحهم الشخصية في مثل هذه الدرجة من الأهمية؟ لماذا عندما يحدث شيء ما يؤثر على مصالح الناس الشخصية، تنشأ مفاهيمهم وسوء فهمهم في أعقاب ذلك فيتمردون على الله ويتحدونه؟ هذا هو الحال مع الناس الذين لديهم طبيعة شيطانية وشخصية شيطانية. عندما يحدث شيء ما يؤثر على مصالحهم الشخصية، لا يعودون قادرين على الخضوع لله، ولا يستطيعون الخضوع لله عندما يحدث شيء يتعارض مع مفاهيمهم وتصوراتهم. إنَّ مفاهيم الناس وسوء فهمهم عن الله تنشأ بحسب وضعهم. إذا لم يكونوا قادرين على طلب الحق وقبوله، فلن تُعالج مفاهيمهم أبدًا ولن تعود علاقتهم مع الله طبيعية أبدًا. أولئك الذين لديهم مفاهيم لكن لا يطلبون الحق لعلاجها لن يخلَّصهم الله مهما كان عدد سنوات إيمانهم بالله.
إن خلاص الله للإنسان ليس مجرد كلام فارغ. يعبّر الله عن كل هذه الحقائق من أجل معالجة الأشياء المختلفة التي تتعارض مع الحق لدى البشرية الفاسدة؛ مفاهيمهم، وتصوراتهم، ومعارفهم، وفلسفاتهم، وثقافتهم التقليدية، وما إلى ذلك. من خلال تحليل هذه الأشياء، فهو يسمح للإنسان بفهم ما يشكّل الأشياء الإيجابية، وما يشكّل الأشياء السلبية، وأي الأشياء تأتي من الله، وأي الأشياء تأتي من الشيطان، وما هو الحق، وما هي فلسفات الشيطان ومنطقه. عندما يكون الناس قادرين على رؤية هذه الأشياء على حقيقتها، سيختارون بطبيعة الحال أن يسلكوا الطريق الصحيح للحياة، ويكونون قادرين على ممارسة الحق، وأن يفعلوا ما يطلبه الله، ويميّزوا الأشياء السلبية. هذا هو ما يطلبه الله من الإنسان، وهو أيضًا المعيار الذي يكمِّل به الناس ويخلِّصهم. يقول بعض الناس، "يحلل الله مفاهيم الإنسان، لكن ليس لديّ مفاهيم. إن الأشخاص الذين لديهم مفاهيم عادةً ما يكونون ثعالب عجوز ماكرة، أو علماء اللاهوت والفريسيين. أنا لست كذلك." ما المشكلة في أن يكون المرء قادرًا على قول شيء كهذا؟ هم لا يعرفون أنفسهم. مهما كانت طريقة عقد الشركة عن الحق، فإنهم لا يطبقونها على أنفسهم، معتقدين أنهم ليسوا كذلك. هذا جهل، وليس لديهم فهم روحي. هل يمكنكم التفكير بهذه الطريقة؟ لا يفكر معظم الناس اليوم بهذه الطريقة. عندما يأكل المرء ويشرب الكثير من كلام الله ويستطيع أن يفهم بعض الحقائق، يستطيع عندئذٍ أن يرى بوضوح أن الجميع يمتلكون بعضًا من المفاهيم والتصورات وأن الجميع يمتلكون شخصيات فاسدة. لا يوجد شيء مخجل في تحليل هذه الأشياء؛ علاوة على ذلك، هم يعتقدون بعد تحليلها أن هذا سيساعد الآخرين على تنمية قدرتهم على التمييز، وهم أنفسهم سينمون وسيتمكنون من فهم الحق بسرعة أكبر. لهذا السبب هم جميعًا قادرون على تحليل أنفسهم علانيةً. ما الهدف من تحليل المفاهيم؟ إن الهدف هو تنحية هذه المفاهيم جانبًا، ومعالجة سوء الفهم بين الإنسان والله، ومن ثم تمكين الناس من التركيز على ما يطلبه الله من الإنسان، ومعرفة كيفية الدخول إلي طريق الخلاص، ومعرفة ما يجب فعله لممارسة الحق. من خلال تكرار الممارسة بهذه الطريقة، يتحقق التأثير المنشود في النهاية: أحد الجوانب هو أن يتوصل الناس إلى فهم مقاصد الله ويصبحوا قادرين على الخضوع لله، بينما الجانب الآخر هو أن يتمتعوا بالحصانة لرفض ومقاومة العديد من الأشياء السلبية، مثل المفاهيم والتصورات الشريرة والأمور التي تنشأ عن المعرفة. عندما تُواجه مفكرًا دينيًا، أو لاهوتيًا، أو قسًا واعظًا، أو شيخًا، يمكنك أن تتبيّن من خلال الحديث معهم أنك قادر على استخدام الحق لدحض مفاهيمهم، وتصوراتهم، وبدعهم، ومغالطاتهم التي لا تُعد ولا تُحصى. هذا يدل على أنك قادر على تحديد الأشياء السلبية، وأنك قد فهمت بعض الحقائق، وأنك تمتلك قامة معينة، وبالتالي لا تخاف عندما تواجه هؤلاء القادة والشخصيات الدينية. إن المعرفة والتعلم والفلسفات التي يتحدثون عنها - حتى كل أيديولوجياتهم ونظرياتهم - جميعها واهية، لأنك أدركت حقيقة الكلمات، والتعاليم، والمفاهيم، والتصورات الدينية، ولم تعد هذه الأشياء قادرة على تضليلك بعد الآن. لكنكم لم تصلوا إلى هناك بعد. عندما تواجهون هؤلاء المحتالين الدينيين والفريسيين، أو أي شخص ذو مكانة متواضعة، فإنكم تشعرون بالخوف؛ أنتم تعلمون أن ما يقولونه خطأ، وأنه يتألف من مفاهيم وتصورات وليدة المعرفة، ولكنكم لا تعرف كيف تنقضونه، ولا تعرفون من أين تبدأون في تحليله، أو بأي كلام تكشفون به هؤلاء الناس. ألا يدل هذا على أنكم لم تفهموا الحق بعد؟ (بلى). لذا، يجب أن تسلّحوا أنفسكم بالحق، وبمجرد أن تفهموا الحق، يمكنكم عندئذٍ تحليل أنفسكم وستعرفون كيف يمكنكم التمييز بين الناس. عندما تفهمون الحق، ستتمكنون من إدراك حقيقة الآخرين بوضوح، ولكن إذا لم تفهموا الحق، فلن تتمكنوا أبدًا من رؤيتهم بوضوح. لكي تدركوا حقيقة الناس والأشياء، يجب أن تفهموا الحق؛ فمن دون الحق كأساس لكم، وكحياة لكم، لن تتمكنوا من التعمق في أي شيء.
عندما يعالج الناس مختلف المفاهيم والتصورات، يكون لديهم معرفة وخبرة بكلام الله، وفي الوقت نفسه يكونون قد دخلوا أيضًا إلى واقع كلام الله. أثناء عملية الدخول إلى واقع كلام الله، تُعالج المفاهيم والتصورات المختلفة التي تنشأ داخل الناس واحدة تلو الأخرى، ويحدث تغيير في معرفة الناس بعمل الله، وجوهر الله، والمواقف المختلفة التي يتخذها الله تجاه الناس. كيف يحدث هذا التغيير؟ يحدث عندما يضع الناس مفاهيمهم المختلفة والتصورات البشرية جانبًا، وعندما يضعون جانبًا مختلف الأفكار ووجهات النظر التي تأتي من المعرفة، أو الفلسفة، أو الثقافة التقليدية، أو العالم، ويقبلون بدلًا من ذلك وجهات النظر المختلفة التي تأتي من الله والمرتبطة بالحق. عندما يقبل الناس كلام الله باعتباره حياتهم، فإنهم يدخلون أيضًا إلى واقع كلام الله، ويكونون قادرين على التمعن في المسائل والتفكير فيها باستخدام الحق، وعلاج المشكلات باستخدام الحق. وبمجرد أن يعالج الناس مفاهيمهم المختلفة وسوء فهمهم عن الله، يمكنهم عندئذٍ تحسين علاقتهم بالله على الفور، وفي الوقت نفسه تمهيد طريقهم نحو الدخول في الحياة. عندما يحقق الناس مثل هذه التغييرات، ماذا تصبح علاقتهم بالله؟ تصبح العلاقة بين كائن مخلوق وخالق. في العلاقات على هذا المستوى، لا يوجد تنافس، ولا اختبار، وقلّما يحدث تمرد؛ يكون الناس أكثر خضوعًا، وتفهمًا، وعبادةً، وإخلاصًا، وصدقًا تجاه الله، ويخشون الله حقًا. هذا هو التغيير الذي يطرأ على حياة الناس عندما يعالجون مفاهيمهم. إذا كنت قادرًا على تحقيق هذا النوع من التغيير، فهل أنت مستعد حينئذٍ لعلاج مفاهيمك؟ (نعم). لكن علاج مفاهيم الناس عملية مؤلمة جدًا، يجب على الناس أن ينكروا ذاتهم، ويجب أن يضعوا مفاهيمهم جانبًا، وأن يضعوا جانبًا الأشياء التي يعتقدون أنها صائبة، وأن يضعوا جانبًا الأشياء التي يسعون إليها باستمرار، وأن يضعوا جانبًا الأشياء التي اعتقدوا أنها صحيحة والتي سعوا إليها وتاقوا إليها طوال حياتهم. هذا يعني أن الناس يجب أن يتمردوا على أنفسهم، ويجب أن يضعوا جانبًا المعرفة والفلسفات - حتى طريقة وجودهم - التي تعلموها من عالم الشيطان، وأن يستعيضوا عنها بطريقة أخرى للحياة، أساسها وجذرها هو الحق. وبالتالي، يجب على الناس أن يتكبدوا معاناة كبيرة. قد لا تكون هذه المعاناة مرضًا جسديًا أو مشقة وصعوبات الحياة اليومية، لكنها قد تأتي عبر تغيير في جميع أنواع وجهات نظرك للأشياء المختلفة وللبشرية في قلبك، أو قد تأتي حتى من تغيير في الجوانب المختلفة لمعرفتك بالله، مما يقلب معرفتك ونظرتك للعالم، وللحياة البشرية، وللبشرية، وحتى لله.
لقد عقدنا شركة للتو عن مفاهيم الناس المتعلقة بالإيمان بالله وأعطينا عدة أمثلة حتى يكون لديكم مفهوم أساسي لهذا الجانب من الحق. يمكنكم بعد ذلك أن تتأملوا فيه مرة أخرى وتعقدوا شركة عنه معًا، وتستخلصوا الاستدلالات، وتتدبروا المفاهيم المختلفة المتعلقة بالإيمان بالله، وتفهموها، وتحللوها تدريجيًا، ثم تعالجوها خطوة بخطوة. باختصار، لدى الناس العديد من التصورات والمفاهيم حول الإيمان بالله. على سبيل المثال، سواء فيما يتعلق بحياة الناس، أو زواجهم، أو عائلتهم، أو عملهم، ففي اللحظة التي تظهر فيها صعوبة ما، يكوّن الناس مفاهيم عن الله ثم يتذمرون منه ويدينونه، ويفكرون دائمًا في قلوبهم، "لماذا لا يحميني الله أو يباركني؟" إن الأمر يشبه تمامًا ما يقوله غير المؤمنين دائمًا، "السماء غير عادلة"، و"السماء عمياء"؛ لكن هذه الأمور لا تحدث بالصدفة. عندما تكون الحياة مريحة وسعيدة، لا يقول الناس أبدًا كلمة شكر واحدة لله، بل قد ينكرون الله ويشككون في وجوده. ولكن عندما يحل البلاء، فإنهم يجعلون الله مسؤولاً عنه، ويبدأون في إدانة الله والتجديف عليه. حتى أن بعض الناس يظنون أنهم لم يعودوا بحاجة إلى تعلم أي شيء أو العمل بمجرد إيمانهم بالله، وأن الله سيهيئ لهم كل شيء عندما يحين الوقت، وأنهم إذا واجهوا أي صعوبة يمكنهم أن يصلّوا لله ويفوّضوا الأمر إليه وهو سيحلها لهم. فيظنون أنهم إذا مرضوا فسيشفيهم الله، وأنهم إذا حلّ بهم البلاء فسيحميهم الله، وحين يحلّ يوم القيامة فسيتبدل شكلهم، وإذا فعل الله العجائب والمعجزات فسيكون كل شيء على ما يرام، هذه تصورات ومفاهيم لدى الناس. أما العلم المهني المتعلق بالواجبات الذي يجب أن يتعلمه الناس، فيجب أن يتعلمه الإنسان بحسب ما تقتضيه الحاجة إلى الواجب، وهذا ما يُسمّى بالواقعية والتفرغ لمهمة الإنسان المناسبة، ولا ينبغي للإنسان أن يتوهم ويعتمد على خياله. ما أوجبه الله على الناس هو ما يجب على الناس أن يفعلوه، هذه هي الواجبات التي يجب على الناس أن يؤدوها. لا يمكن تغيير هذا على الإطلاق ويجب التعامل معه بضمير حي - هذا هو ما يتفق مع الحق وهو المنظور الذي يجب أن يكون لدى الناس تجاه واجبهم. هذا ليس مفهومًا، بل هو الحق وهو ما يطلبه الله. تتعارض الأمور التي يفعلها الله في كثير من الأحيان مع تصورات الناس. إذا استطاع الناس أن يضعوا مفاهيمهم جانبًا، ويطلبوا مقاصد الله ويطلبوا مبادئ الحق، فسيكونون قادرين على تجاوز هذه الأمور. إذا كنت عنيدًا وتتمسك بمفاهيمك بإصرار، فهذا كناية عن عدم قبولك للحق، وعدم قبولك للأشياء الصائبة، وعدم قبولك لمتطلبات الله. إذا لم تقبل الحق أو الأشياء الصائبة، ألا يمكن أن يُقال حينئذٍ إنك تعارض الله؟ الحق والأشياء الإيجابية تأتي من الله. إذا لم تقبلها وتمسكت بدلًا من ذلك بمفاهيمك، فمن الواضح أنك تعارض الحق. سننهي هنا شركتنا عن مفاهيم الناس المتعلقة بالإيمان بالله. ما تبقى لكم هو أن تطبقوها على أنفسكم على أساس هذه المبادئ والكلمات التي عقدنا شركة عنها هنا اليوم. إن المفاهيم المتعلقة بإيمان الناس بالله هي الأكثر شيوعًا والأكثر بساطةً بين أنواع المفاهيم الثلاثة. والحقائق المتعلقة بهذه المفاهيم ليست عويصة إلى هذا الحد، ولذلك ينبغي أن تكون هذه المفاهيم من السهل علاجها.
سنعقد شركة الآن عن مفاهيم الناس عن التجسّد؛ فالناس لديهم الكثير من المفاهيم عن التجسّد أيضًا. إذا لم ير الناس الله متجسدًا، ينشأ لديهم الكثير من التصورات، أليس كذلك؟ على سبيل المثال، يعتقدون أن المتجسّد يجب أن يفهم كل شيء ويرى كل شيء بوضوح. وباختصار، يظنون أن جسد الله المتجسّد يجب أن يكون مثاليًا على نحو استثنائي، وأنه أفضل من أمثالهم ويصعب الاقتراب منه. إذا لم يقابل الناس الله، فإن هذه التصورات التي لديهم هي مفاهيم، وتنشأ وفقًا لأحكام معينة، أو وفقًا لما لدى الناس من معرفة ومعتقدات دينية وتعليم ثقافي تقليدي. وبمجرد أن يقابلوا الله، يكوّن الناس مفاهيم جديدة، "إذًا، هذا هو شكل المسيح. وهذه هي الطريقة التي يتكلم بها وهذه هي شخصيته. كيف يمكن أن يكون مختلفًا عما كنت أعتقده؟ ليس من المفترض أن يكون إلهي هكذا." في الواقع، ليس لدى الناس أي فكرة ولا يستطيعون شرح كيف يفترض أن يكون الله. بينما يكوّن الناس هذه المفاهيم باستمرار، فإنهم أيضًا ينكرون ذاتهم باستمرار ويهذبونها، معتقدين أنه من الخطأ أن يعتنقوا مفاهيم وتصورات، وأن الأشياء التي يفعلها الله صائبة، لكنهم لا يزالون غير قادرين على فهمها. فتنهمر مفاهيمهم باستمرار، وتنشب معركة في قلوبهم، حيث يعتقدون أن "ما يفعله الله هو الصواب، ولا ينبغي أن أعتنق أي مفاهيم." لكنهم غير قادرين على تنحية مفاهيمهم جانبًا كلّيًا ولا يزالون غير مقتنعين، وبالتالي لا يوجد سلام في قلوبهم. هم يفكرون، "هل هو إنسان أم إله؟ إن كان إلهًا، فهو لا يبدو كذلك، وإن كان إنسانًا، فلن يتمكن من التعبير عن الكثير من الحقائق." هم يقفون عالقين هنا. هم يريدون أن يجدوا شخصًا آخر ليعقدوا معه شركة ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث عن ذلك، خوفًا من أن يسخر منهم الآخرون أو أن يقول الآخرون إنهم حمقى جدًا، أو أنهم يفتقرون إلى الإيمان، أو أن فهمهم مشوّه، ولذلك كل ما يمكنهم فعله هو كبح مشاعرهم. على أي حال، سواء رأى المرء الله أو لم يره، ما دامت المفاهيم وسوء الفهم عن الله تنشأ في قلوبهم، فثمة مشكلة في فهمهم. يعبّر الله عن الكثير من الحقائق ويعقد شركة عن هذه القضايا بوضوح وشفافية حتى يقتنع الناس في قلوبهم وبألسنتهم. وعندما يظل الناس قادرين على تكوين مفاهيم وسوء فهم في مثل هذه الحالة، فإن هذه لم تعد مشكلة بسيطة. بعض الناس لديهم مفاهيم لأن ليس لديهم فهم روحي، وبعض الناس لديهم مفاهيم بسبب فهمهم المُشوّه، ويكوّن بعض الناس مفاهيم لأنهم لا يحبون الحق ولا يفهمون الحق على الإطلاق. وعلى كل حال، فطالما أن معتقدات الناس وأفكارهم لا تتوافق مع كلام الله، وعمل الله، وجوهر الله، وتعيق الناس عن الإيمان بالله، ومعرفة الله، والخضوع لعمل الله، أو أنها تتسبب في تكوين أفكار ووجهات نظر لدى الناس تشكك في الله، وتسيء فهمه، وتنكره، وتقاومه، فهذه كلها مفاهيم، وكلها تتعارض مع الحق.
فيما يلي، سأستخدم بعض الأمثلة الواقعية لأقدّم شركة لكم. ربما سمع الكثير منكم قصصًا عنّي. عندما بدأت تؤمن بالله لأول مرة أو عندما وجدت نفسك في موقف معين، ربما أخبرك أحدهم ببعض الحكايات التي جعلت قلبك يمتلئ بالعاطفة أو أدمعتك. على سبيل المثال، قال أحدهم إنه في رأس السنة الجديدة في إحدى السنوات، ذهب الجميع إلى منازلهم لقضاء رأس السنة الجديدة بينما كان المسيح يمشي في الشوارع وحيدًا، يواجه الرياح والثلوج، من دون منزل يذهب إليه. بعد سماع هذه القصة، تأثر بعض الناس بشدة وقالوا، "من الصعب حقًا أن يأتي الله ويعيش في العالم! البشر فاسدون للغاية وجميعهم يرفضون الله، ولهذا السبب يعاني الله على هذا النحو. يبدو أن ما قاله الله صحيح، أن (لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ). لقد تحققت هذه الكلمات. إن الله عظيم جدًا!" هم يؤمنون أن عظمة الله قد نشأت من هذه القصة، وهذه هي الخاتمة التي خرجوا بها من هذه القصة. بينما تتأثرون حتى البكاء بعد الاستماع إلى هذه القصة، هل تساءلتم يومًا لماذا يرغب الناس في الاستماع إلى قصص كهذه؟ لماذا يتأثرون بمثل هذه القصص؟ لدى الناس نوع من المفاهيم عن جسد الله، ولديهم نوع من المتطلبات لجسده، ولديهم نوع من المعايير لتقييم جسده. ما هذا المفهوم؟ إنه إذا جاء الله في جسد مُتجسِّد، فيجب أن يعاني. قال الله، "لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ." لو لم تتحقق هذه الكلمات، ولو لم تكن ظروف حياة ابن الإنسان هكذا، ولم يكن يعاني بهذه الطريقة، بل كان يتمتع بالسعادة، لما أُعجب الناس به ولما شعروا بالتحفيز، ومن ثم لما أرادوا أداء واجبهم ولما رغبوا في المعاناة ولو قليلًا. يعتقد الناس أن الله يجب أن يعاني، ومن خلال المعاناة وحدها يمكن أن يكون مثالًا للبشرية ونموذجًا لها. إنهم يؤمنون أنه عندما يأتي الله إلى الدنيا لا يمكنه أن يتمتع بثروة كبيرة ومرتبة عالية؛ فهذه الأشياء تنتمي إلى الدنيا. لقد جاء الله إلى الدنيا خصيصًا ليعاني، وبعد أن يعاني يمكنه أن يجعل البشرية عاجزة عن الكلام، وأن تتأثر بمعاناته وتعجب به، قبل أن تتبعه بعد ذلك. يعتنق الناس هذا النوع من المفاهيم عن الله، ولهذا السبب يتعاطفون مع مثل هذه القصص ويجدون سهولة في قبولها. لذا، هل ترغبون في معرفة ما إذا كانت هذه القصة حقيقية؟ هل تأملون أن تكون حقيقية أم لا؟ هل تجدون صعوبة في الإجابة على هذا السؤال؟ إذا كانت حقيقية فسيجد الناس أنها تتفق كثيرًا مع مفاهيمهم الخاصة؛ وإذا لم تكن حقيقية فهل سيؤدي ذلك إلى تدمير المثال البطولي في أعماق قلوبكم؟ هل سيكون لهذا تأثير عليكم؟ هل ستكون ضربة لكم؟ في الواقع، ليس من المهم ما إذا كانت حقيقية أم لا. ما هو المهم؟ تحليل مفاهيم الناس. كل شخص لديه مفهوم ومعيار لتقييم تجسّد الله، وحياته، وبيئة معيشته، وجودة حياته، وطعامه، وملبسه، ومسكنه، ووسائل نقله، وهذا المفهوم لديهم هو أنه عندما يأتي الله، يجب أن يعاني. وعلاوة على ذلك، يجب بالتأكيد أن يكون المسيح مؤثرًا، وجديرًا بالعبادة، والإعجاب، والتقديس في قلوب الناس؛ يجب أن يكون قادرًا على القراءة بسرعة فائقة ولا ينسى أبدًا أي شيء يقع عليه بصره، ويجب أن تكون لديه بعض القدرات الاستثنائية التي تفوق قدرة الناس العاديين، ويجب أن يكون قادرًا حتى على فعل العجائب والمعجزات، مما يجعله حينئذٍ جديرًا بأن يُتبع ويستحق لقب "الله العظيم". لو تحققت مفاهيم الناس وتصوراتهم في الحياة الواقعية، لكانوا في غاية النشاط والثقة في إيمانهم. أما إذا كانت الأشياء التي تحدث بالفعل تتعارض مع مفاهيمهم وتصوراتهم، مثل رؤية المسيح لا تزال تطارده السلطات الحاكمة، فإن الناس يفكرون عندئذٍ، "لا يزال الله يعاني من الألم الناتج عن كونه مُطاردًا؛ هذا ليس البطل والمخلّص الذي تخيلته!" ومن ثم يظنون أن الله لا يستحق الإيمان به. أليس هذا بسبب مفاهيمهم؟ كيف تنشأ هذه المفاهيم؟ أحد جوانبها أنها تنشأ من تصورات الناس، بينما ثمة جانب آخر هو أن الناس يتأثرون بصور المشاهير والعظماء مما يجعلهم يكوّنون تعريفات غير صحيحة عن الله. يظنّ الناس أن حياة المشاهير والعظماء بسيطة، وأن فرشاة الأسنان يمكن أن تدوم معهم من 20 إلى 30 سنة، وأن قطعة واحدة من الملابس يمكن إصلاحها بل وارتداؤها مدى الحياة. وأن بعض المشاهير والعظماء يأكلون دون إهدار أي شيء، حتى أنهم يلعقون صحنهم بعد الانتهاء من وجبتهم، ويلتقطون أي فتات يسقط من الطعام ويأكلونه، ولذلك يكوّن الناس انطباعًا خارقًا عن هؤلاء العظماء في قلوبهم، ويستخدمون مثل هذه الانطباعات لتقييم الله المُتجسِّد. إذا كان الله المُتجسِّد لا يطابق انطباعاتهم، فإنهم يكوِّنون مفاهيم، أما إذا كان الله المُتجسِّد يطابق انطباعاتهم بالضبط، فإنهم لا يكوِّنون مفاهيم. هل يتوافق مع الحق أن يقارن الناس المسيح بهذه الأشياء؟ هل الأشياء التي يفعلها المشاهير والعظماء تتوافق مع الحق؟ هل جوهر طبيعتهم هو جوهر طبيعة القديسين؟ في الواقع، هؤلاء المشاهير والعظماء جميعهم شياطين وملوك أبالسة، ولا أحد منهم لديه جوهر البشرية السوية. بالرغم من أنه قد يبدو أن لديهم بعض المحاسن عند تقييمهم باستخدام المفاهيم البشرية، إلا أنهم جميعًا من حيث جوهر طبيعتهم وأفعالهم هم أبالسة وشياطين في الجوهر. عند اتخاذ صورة الأبالسة والشياطين للمقارنة مع الله المُتجسِّد، أليس هذا تجديفًا على الله؟ الشياطين والأبالسة هم أفضل من يتقنون تمويه أنفسهم. كل ما يقولونه ويفعلونه في الظاهر يتوافق مع مفاهيم الناس وتصوراتهم، ولا يقولون إلا كلامًا لطيفًا. ولكن ما يخططون له في قلوبهم وما يفعلونه خلف الكواليس كلها أمور شيطانية مخزية، وإذا لم يكشفهم أحد، فلن يستطيع أحد أن يفهمهم. كل ما ينطق به الشياطين وملوك الأبالسة هو نفاق وتضليل، وسيتمكن بعض الناس الذين يفهمون الحق من رؤية ذلك بوضوح. يقارن بعض الناس دائمًا بين صورة الشياطين والعظماء وبين الله المُتجسِّد، وعندما لا يوجد تطابق، يشعرون بعدم الارتياح، ويكوّنون مفاهيم ولا يتخلون عنها أبدًا. هل يوجد الكثير من الناس على هذا النحو؟ بالتأكيد يوجد الكثير منهم. لا يزال بعض الناس قلقين بشأن ما إذا كانت القصة التي سردتها للتو حقيقية أم لا. عندما سمعت بهذا الأمر لأول مرة، كنت في حيرة من أمري لأنني - أنا الشخص المعني- لم أكن أعرف بما يُفترض أنه حدث لي. كانت مزحة كبيرة وكذبة كبيرة. لم تكن حقيقية. في ذلك الموقف، بالرغم من أنه لم يكن ثمة الكثير من الإخوة والأخوات الذين قبلوا هذه المرحلة من العمل الجديد، إلا أنه كان يوجد بعض الناس الذين قبلوا ذلك عندما بدأ الله بقول كلامه لأول مرة. علاوة على ذلك، كانوا جميعًا من المؤمنين بيسوع الذين قبلوا هذه المرحلة من العمل. لقد كانوا جميعًا راغبين في إظهار المحبة، ولم يكن بإمكانهم مطلقًا أن يغلقوا الباب في وجه المسيح؛ بالتأكيد لم يكن بإمكانهم مطلقًا أن يفعلوا ذلك. في رأس السنة الجديدة، دعاني بعض الناس إلى منازلهم. ومع وجود هذا العدد الكبير من الإخوة والأخوات، من الشخص الذي كان يمكن أن أذهب إلى منزله ولا يستضيفني؟ بقولي هذا، بدا الأمر كما لو كان الإخوة والأخوات متمردين، وأنه لن يستضيفني أحد في أي مكان. كانت هذه محاولة لتلفيق التهم للأخوة والأخوات ونشر الشائعات عنهم! لقد كان كل هذا لا أساس له من الصحة على الإطلاق، ومن الواضح أن أشخاصًا معينين لديهم دوافع خفية اختلقوا هذه الشائعات ومع ذلك ما زلتم تصدقونها حقًا. كيف ما زلتم تصدقون هذا؟ حدث ذلك لأن الناس لديهم مفاهيم معينة عن التجسد، ولديهم متطلبات معينة من حيث مشاعرهم، ورغباتهم، وتكوينهم النفسي، ولذلك فهم على استعداد للاستماع إلى مثل هذه القصص. وقد استغل بعض الناس هذه الفرصة لاختلاق هذه القصص ثم بذلوا كل ما في وسعهم لنشرها، وترويجها، وتنميقها، ثم استخلاص نتائج منها وتلفيق الأشياء. وفي النهاية، أصبح المزيد والمزيد من الناس يسمعون اختلاقاتهم ويعتبرون هذه الأشياء حقيقية. لو لم أكن قد أوضحت هذا الأمر، لما استطعتم أبدًا تمييز الحق من الباطل في حياتكم. هل تفهمون الآن؟ هذا ببساطة لم يحدث مطلقًا.
سأخبركم ببعض الأشياء الآن حتى تستطيعوا من خلالها أن تفهموا ما المفاهيم الموجودة عن التجسّد والمسيح. عندما لم يكن قد مضى وقت طويل على بدء هذه المرحلة من عمل الله الجديد، احتاجت الكنيسة إلى كتابة بعض الترانيم، وكتبتُ أنا واحدة أيضًا. في ذلك الوقت، كان الله المُتجسِّد قد شُهد له بالفعل. بعد أن قرأوا ترنيمتي، اعتقد بعض الناس أنها كانت رائعة، لكن كان ثمة شخص قال شيئًا غريبًا جدًا: "كيف كتبت هذه الترنيمة بهذه السرعة؟ كيف أتيت بهذا العدد الكبير من الكلمات؟" عند سماع هذا، شعرت بحيرة شديدة، وفكرت: "هل يحتاج المرء إلى كلمات لكتابة ترنيمة؟ هل يجب أن يكون المرء مطلعًا؟ فما الذي يظنه إذًا عن كل هذه الكلمات التي عبَّرتُ عنها؟" لقد كان لديه مفهوم، فكرة، معتقدًا أن هذه الكلمات التي كان التجسّد يعبّر عنها هي مجرد كلمات ومقالات؛ لم يعتقد، ولم يفهم، أن هذه الكلمات هي الحق. لقد وجد كل ما فعله التجسّد غامضًا جدًا. ولأنه لم يفهم الحق، فقد استخدم كلمات غير المؤمنين ليشرحها، وشعر الناس بالانزعاج والاشمئزاز عندما سمعوا ذلك. هذا الشخص لم يكن لديه فهم روحي، ويوجد أناس مثله حتى الآن. إذًا، ما نوع المفاهيم التي تتعلق بها هذه المسألة؟ هذا الشخص لم ينكر التجسّد أو ينكر المسيح؛ بل استخدم مفهومًا ليقيِّم ما حدث. فظنَّ أن المسيح يجب أن يكون مطلعًا ومثقفًا، وأنه عندما يكون بين الناس يجب أن يكون قادرًا على إقناعهم تمامًا. حتى لو لم يكن المسيح مثقفًا جدًا، إلا أن مستوى قدراته، ومواهبه، وإمكاناته يجب أن تكون أفضل من غيره، أي يجب أن يكون أفضل من غيره في أشياء معينة أو أن يكون مختلفًا عن غيره في جوانب معينة حتى يستحق أن يكون إلهًا ومسيحًا. كان يظن أن المسيح يمكن أن يكون مسيحًا إذا كان مؤهلًا لأن يكون كذلك. لم يعتقد أن المسيح يمكن أن يكون مسيحًا إذا كان يمتلك جوهر المسيح فحسب، ولهذا السبب قال مثل هذا الكلام. ما العوائق التي يضعها هذا النوع من المفاهيم أمام إيمان الناس بالله ودخولهم الحياة؟ سيستخدم الناس عقولهم لتحليل كلام الله وتحليل جسد الله ودراسته، وهم دائمًا ما يدرسونه، ويفكرون: "هل ما يقوله هذا الشخص منطقي؟ هل يتوافق مع التفكير الطبيعي؟ هل يتماشى مع القواعد النحوية؟ من أين تعلَّم هذا؟" هم لا يطلبون الحق في كلام الله، ولا يستوعبون كلام الله من منظور قبول الحق، ولا يقبلون كلام الله على أنه الحق. بدلًا من ذلك، يستخدمون عقولهم ومعرفتهم في التحليل، والدراسة، والتساؤل. بغض النظر عن نوع وجهات النظر أو المفاهيم التي يستخدمها الناس في تقييم هذا الشخص أو الاقتراب منه، فما هي النتيجة النهائية؟ (لا يمكنهم كسب الحق). بالتأكيد لا يمكنهم كسب الحق. ثمة جانب آخر لم تفهمه، وهو أن الناس غير قادرين على التأكد مما إذا كان هو المُتجسِّد أم لا، أليس هذا أمرًا بالغ الأهمية؟ (بلى). الكثير من الناس يتأكدون من أنه الله بالفعل، وأن كلامه هو الحق والحياة وأنه صادر من الله من خلال الاستماع إلى العظات التي يلقيها والأسرار المعينة التي يكشفها. ومع ذلك، إذا كان الناس يدرسون الله دائمًا بمفاهيمهم ولا يقبلون أبدًا كلامه على أنه الحق، فما هي النتيجة النهائية؟ سيشككون دائمًا في هوية هذا الشخص وجوهره وعمله، أي أنهم لن يستطيعوا التحقق مما إذا كان هذا الشخص إنسانًا أو إلهًا، معتقدين أن هذا الشخص ربما يكون رسولاً مُرسلًا من الله، أو ربما نبيًا، لأن البشر لا يستطيعون قول الأشياء التي يقولها. بعض الناس لا يعترفون بأن هذا الشخص هو الله، لأن في داخلهم العديد من القيود والأغلال والعديد من المفاهيم التي لا تتطابق مع هذا الجسد. عندما لا تتطابق، لا يطلب هؤلاء الناس الحق بل يستمرون في التشبث بمفاهيمهم، وبالتالي ينتهي بهم الأمر عالقين. عندما تطلب من شخص كهذا أن يبذل جهدًا في إيمانه، فإنه يضمر الكثير من المفاهيم التي لا يستطيع التخلي عنها، وعندما تطلب منه أن يتركها، فإنه يخشى ألا ينال البركة. هل يوجد أشخاص مثل هذا؟ هل أنتم هكذا؟ رغم أن معظمكم قد أكد أن هذا الشخص هو بالفعل الله المُتجسِّد، إلا أنكم في الواقع تؤكدون ذلك بنسبة 80 أو 90 في المائة فحسب، ولا تزال نسبة 10 أو 20 في المائة من الشك والتساؤل. يمكن القول إنكم أكدتم ذلك بشكل أساسي، بينما الشك والتساؤل المتبقيان ليسا من القضايا العاجلة. إن علاج هذه المفاهيم في متناول اليد، ولكن قد يكون الأمر مزعجًا للغاية إذا لم تُعالج هذه المفاهيم والتساؤلات في الوقت المناسب. فيما يتعلق بمفاهيمكم، كيف يجب أن أعاملكم حتى تكونوا راضين، وحتى تعتقدوا أن هذا من فعل الله وأن هذه هي الطريقة التي يجب أن يعامل الله بها الناس؟ هل يجب أن أتكلم برفق ثم أهتم بكم وأعتني بكم في كل أمر؟ لو وجدتُ يومًا ما أن بعضكم قد فعل شيئًا عبثيًا، ووجهت لكم توبيخًا شديدًا، وكشفتكم وأدنتكم بقسوة، وجرحت تقديركم لأنفسكم، فهل ستشعرون أنني لا أشبه الإله؟ أنتم تعتقدون أن الله هو الألطف والأكثر محبة، وأن الله مملوء بالمودة، فماذا يمكنني أن أفعل إذًا لأكون إلهًا وفقًا لمفاهيمكم وتصوراتكم؟ إن كنتم لا تزالون تطلبون مثل هذه المطالب من الله الآن، فأنتم بلا أي عقل ولا تعرفون الله حقًا.
سأخبركم شيئًا آخر عن المفاهيم المتعلقة بالتجسُّد. قبل عشرين عامًا، عندما كنت في الصين، لم أكن قد بلغت العشرين من عمري بعد، وفي هذا العمر، لا يكون الناس خبراء ومتمرسين في حديثهم وتصرفاتهم؛ فهم يتحدثون ويتصرفون مثل الشباب، وهذا أمر طبيعي. فلو كانوا يتحدثون ويتصرفون مثل كبار السن، لما كان هذا طبيعيًا. من الطبيعي أن يكون الناس في أي فئة عمرية مثل أقرانهم في تلك الفئة العمرية. خلق الله البشرية ورسم نمط نمو طبيعي للإنسان. بالطبع، الله نفسه (المُتجسِّد/ في الجسد) ليس استثناءً، وهو أيضًا يعيش ويختبر الحياة وفقًا لهذا النمط. جاء هذا النمط من الله، ولن ينتهكه الله. لذا، قبل أن يصل الله المُتجسِّد إلى سن العشرين، كانت بعض تصرفاته بالتأكيد تشبه تصرفات شخص شاب. على سبيل المثال، عندما انتقلنا من منزل لآخر ذات مرة، ترك بعض الإخوة والأخوات بعض الأقلام والدفاتر بعد انتقالهم من المنزل القديم. اعتقدت أنه سيكون من المؤسف فقدانها، وكان الإخوة والأخوات بحاجة أيضًا إلى تدوين الملاحظات، لذلك جمعتها ووزّعتها على بعض الأخوات. ثم كوّن أحدهم فكرة وقال: "من يريد هذه الأشياء يمكنه أن يأتي ويأخذها بنفسه. أنت تتصرَّف كالأطفال بتوزيعها!" هذا ما قاله. هل هذا أمر مهم أم أمر ثانوي؟ لو أن شخصًا ما أدان شخصًا عاديًا بأنه يتصرف كالأطفال، لكان هذا أمرًا عاديًا، ولكان هذا قولًا عابرًا، ولن يلتفت إليه أحد أو يأخذه على محمل الجد، ولن يعتقد أحد أن هذا القول مفهوم أو وجهة نظر أيضًا، بل سيأخذه كما هو. ولكن، ما كان النهج الذي اتبعه في قوله هذا لي؟ ماذا كانت طبيعته؟ في مفاهيمه وتصوراته، على الرغم من أن الله المُتجسِّد لم يكن قد بلغ العشرين من عمره بعد، إلا أنه كان يجب أن يتصرف كشخص عجوز، ويجلس كل يوم بوقار وعيناه محدقتين إلى الأمام، ويبدو كشخص عجوز حكيم ومتمرس لا يلقي النكات أو يدردش أبدًا، ويتمتع بثبات واتزان خاصين. وفي اللحظة التي كنت أتصرف أو أفعل أي شيء يتعارض مع ما قد يفعله شخص عجوز، مثل أن أوزّع الأقلام والدفاتر على بعض الأخوات، كان أحدهم يدين تصرفاتي على أنها تصرفات طفل، وليست مثل المسيح، وليست مثل الإله في ذهنهم، لأنه لم يكن من المفترض أن يتصرف الله المُتجسِّد بأي شكل من الأشكال مثل طفل. ألم يكن ما فعلوه تعريفًا لله المُتجسِّد؟ هل هذا النوع من التعريف نوع من الإدانة والدينونة، أم هو نوع من التقدير والتأكيد؟ (إنه إدانة ودينونة). لماذا هو نوع من الإدانة؟ هل يمكن أن يكون قد أنكر الله بقوله إن الله المُتجسِّد مثل الطفل؟ ما الخطأ في قوله هذا؟ ماذا كانت القضية المحورية في تكوينه لهذا المفهوم؟ (لقد كان ينكر بشرية الله المُتجسِّد الطبيعية وينكر الحالة الطبيعية لله وجانبه العملي. إن الأمر كما قال الله للتو، أن التجسد مثل البشرية المخلوقة، له نمط نمو طبيعي. ولكن هذا الشخص اعتبر أن الله خارق للطبيعة بشكل خاص، ولذلك لم يفهم التجسد. وطبيعة هذا الأمر هو إنكار الله وإدانته وهو تجديف على الله). هذا صحيح، كان إنكاره هو جوهر المشكلة. لماذا أنكر الله المُتجسِّد بهذه الطريقة؟ لأنه كان يضمر في قلبه مفهومًا عن الله المُتجسِّد مفكرًا: "أنت إله، لذلك لا يمكنك أن تكشف عن طبيعتك البشرية العادية بما يتماشى مع التقدم العادي في العمر. أنت لم تبلغ العشرين بعد، لكنك يجب أن تكون ناضجًا ومتمرسًا مثل شخص في الخمسين من عمره. أنت إله، لذلك يجب أن تعيش مخالفًا لنمط نمو البشرية العادية. يجب أن تكون خارقًا للطبيعة، يجب أن تكون مختلفًا عن أي شخص آخر، وعندها فقط يمكنك أن تكون المسيح والإله الذي في أذهاننا." كان هذا هو المفهوم الذي كان لديه. وماذا كانت عواقب هذا المفهوم؟ هل كان ليُكشف عن مفهومه لو لم يحدث هذا الأمر؟ لا أحد يعلم؛ ولكن كل ما في الأمر أنه كُشف عن طريق هذا الأمر. لو كان لديه مفهوم عن هذا الأمر، ولكنه ظن أن الناس لم يكونوا قادرين على فهم ما فعله الله تمامًا، ولم يتحدث بتهور، لكان أمامه مجال للطلب، ولكان هذا الأمر معذورًا. الناس لا يفهمون الحق وثمة أشياء كثيرة لا يستطيعون فهمها تمامًا. ومع ذلك، على الرغم من أن الناس لا يفهمون هذه الأشياء تمامًا، إلا أن بعض الناس يدينون ويشجبون، بينما لا يتحدث آخرون بتهور ويتريثون بدلًا من ذلك ويطلبون الحق، ألا يوجد هنا اختلاف في الطبيعة؟ (بلى). إذًا، ما طبيعة فشل هذا الشخص في الفهم التام؟ لقد اتجه على الفور إلى الإدانة، وكانت هذه مشكلة خطيرة. بمجرد أن يكوِّن الناس مفاهيم، ينشأ فيهم الشك وحتى الإدانة والإنكار فيما يتعلق بالله المتجسِّد، وهذا أمر خطير للغاية.
لقد قدَّمتُ للتو ثلاثة أمثلة لمفاهيم عن التجسُّد. تعرض هذه الأمثلة الثلاثة قضايا معينة، ويجب أن تسعوا للعثور على الحق فيها. ما المفهوم الأول؟ (يضع الناس حدودًا لله المُتجسِّد باستخدام تعريفاتهم للعظماء، معتقدين أن الله يجب أن يعاني لكي يكون نموذجًا للبشرية). هذا مفهوم لدى الناس. إن مفهومهم أن الله المُتجسِّد يجب أن يعاني أكثر وأن يكون مثالًا للبشرية، وأن يكون نموذجًا لها. ما المفهوم الثاني؟ (يظن الناس أن المسيح يجب أن يكون مطلعًا ومثقفًا، أكثر من الناس العاديين، وعندها فقط يكون المسيح). كثير من الناس الآن لا يزالون يعتقدون أن أقوال الله وعمله تأتي من معرفته ومواهبه، أو من أشياء معينة أتقنها وفهمها؛ هذا مفهوم. وما المفهوم الثالث؟ (يظن الناس أن المسيح لا ينبغي أن يكون له أي من مظاهر البشرية العادية). لأكون أكثر تحديدًا، يظنون أن الله المُتجسِّد يُفترض أن يكون خارقًا للطبيعة ويجب أن يكون مختلفًا عن أي شخص آخر ولديه قدرات خارقة للطبيعة. لو كان المسيح عاديًا وطبيعيًا في كل شيء، لكان إيمان الناس بالله ضعيفًا، ولشكوا في الله بل وأنكروه؛ فالجميع يحبون الإله الخارق للطبيعة. هل من المفيد لفهمكم للحق أن أخبركم بهذه القصص؟ (نعم). ينبغي أن يكون مفيدًا. قد تظنون أنّ الأمر مجرَّدًا إذا كنت سأعقد لكم شركة عن هذا الجانب من الحقّ دون أي أساس واقعي، ولن تعرفوا ما الذي يشير إليه في الواقع. ولكن ما أخبرتكم به هو بعض الأمثلة الملموسة، وعند سماعها تعتقدون أنها عملية وسهلة الفهم، ومن خلال هذه القصص تستطيعون فهم بعض الحقائق. لكن هل أنتم قادرون على تعلُّم كيفية استخدام الحقّ لتقييم أشياء أخرى والتعامل معها عندما تواجهونها؟ إذا كنتم قادرين على تطبيق الحق، فهذا يدل على أن لديكم فهمًا روحيًا وأنكم تفهموم الحق في هذه القصص، وإن لم يكن الأمر كذلك، فأنتم لا تملكون فهمًا روحيًا ولم تفهموا الحق في هذه القصص. إذا استطعت من خلال ملابسات هذه القصص أن تكتشف الحق فيها، وتعرف ما هي مقاصد الله، وتعرف ما الذي يجب أن تفهمه وتشرّحه وتدخل فيه، وما هي الحقائق التي يجب أن تطلبها وتكتسبها، فعندها يكون لديك فهم روحي، أما إذا كنت عندما انتهيت من سرد هذه القصص أصبحت مهتمًا جدًا بهذه الأشياء وتتذكرها، لكنك تضع الحق جانبًا، فعندها لا يكون لديك فهم روحي. إذا استطعتم فهم الحق في هذه القصص حقًا، فلن أكون قد سردتها دون جدوى. سأعطي بعض الأمثلة العملية ما دام ذلك يساعدكم على فهم الحق. مهما كانت المسألة، سأشرّحها؛ ما دام ذلك يساعدكم على الفهم والقدرة على فهم الحق ورؤية الأمور بوضوح، فلا مانع لديّ من سرد أي عدد من القصص. في الواقع، أنا لا أريد أن أروي لكم هذه الأشياء، ولا أريد حقًا أن أروي لكم قصص عن الصواب والخطأ، لكن إذا كانت هذه الأشياء تساعدكم على الدخول إلى الحق، فسأرويها لكم؛ ما دام ذلك يساعدكم على فهم الحق فلا مانع لديّ من التحدث أكثر قليلًا. أما إذا كان لا يعجبكم حديثي المتواصل، فلن يكون لديّ خيار سوى أن أقلل من كلامي.
ما المفاهيم التي يجب علاجها من هذه القصص التي رويتها لكم؟ يجب أن تفهموا أولًا، عندما يتعلق الأمر بالله المُتجسِّد، كيف يُعرِّف الله أساسًا بشرية هذا الجسد؟ هو عادي وطبيعي ويمكنه أن يعيش بين البشر الفاسدين ويشارك في جميع أنشطة البشرية العادية، وهو ليس من نوع مختلف. يمكنه أن يساعد الناس، ويرشدهم، ويقودهم. سواء كانت إنسانيته الطبيعية أو لاهوته أو شخصيته - بغض النظر عن الجانب - يجب أن يكون قادرًا بالتأكيد على التعامل مع العمل الذي يتولاه والخدمة التي يؤديها. هذا هو المعيار الذي يقيِّم الله به المسيح والتجسُّد؛ إنه معيار لعمله ومعيار لتعريفه. عندما كان الرب يسوع يؤدي عمله، كانت بشريته، مقارنة بالتجسّد الآن، تمتلك بعض الجوانب الخارقة للطبيعة. كان بوسعه أن يصنع المعجزات: كان بوسعه أن يلعن شجرة التين، ويزجر البحر، ويجعل البحر والريح هادئين، ويشفي المرضى، ويطرد الشياطين، ويطعم خمسة آلاف شخص بخمسة أرغفة وسمكتين، وما شابه. لكن إلى جانب هذا، بدت إنسانيته الطبيعية واحتياجاته الأساسية عادية جدًا وعملية جدًا. لم يولد وعمره 33 سنة ونصف ثم صُلب. بل عاش حتى بلغ من العمر 33 سنة ونصف، وعاش كل يوم، وكل سنة ودقيقة وثانية تلو الأخرى، إلى أن صُلب في النهاية وأكمل بذلك عمل فداء البشرية. لم يكمل التجسُّد هذا العمل إلا بعد أن عاش 33 سنة ونصف السنة في هذا العالم؛ أليس هذا عمليًا؟ (بلى). هذا عملي. أما بالنسبة لمرحلة العمل الذي يؤديه الله الآن، فإن كل ما يقوله لكم وكل حق يعقد شركة عنه يعتمد على قامتكم، ومستوى نموكم في الحياة، والبيئة الكاملة التي رتّبها الله، ولذلك أتأمل في أي الحقائق ستكون أكثر ملاءمة لعقد شركة معكم عنها وأي الحقائق أريدكم أن تفهموها. يبدو ظاهريًا كما لو كان هذا الجسد يتأمل في هذه الأمور، بينما في الواقع يعمل روح الله في الوقت نفسه؛ فبينما يتولى هذا الشخص التنسيق، فإن روح الله هو الذي يوجّه كل ذلك. إذا نظرتم إلى الأمر بهذه الطريقة، فلن تشكّوا في جوهر هذا الجسد أو هويته، ولن تشككوا أبدًا في هذه الأشياء. لا يمكن أبدًا أن تتعارض الأمور التي أفعلها معكم ومتطلباتي منكم مع خطة تدبير روح الله بأكملها. إنهما يمضيان قدمًا معًا، ويتحركان في الاتجاه نفسه، ويدعم كل منهما الآخر. لو لم يكن روح الله قد تجسّد في هذا الجسد، لما استطاع أن يتحدث معكم وجهًا لوجه، ولما تمكنتم من سماع ما قاله، ولما تمكنتم من فهم ما يتطلبه منكم. ومع ذلك، لو كان هذا الجسد موجودًا بمفرده ولم يكن روح الله بداخله، هل كان هذا الجسد قادرًا على أداء أي عمل؟ بالتأكيد لم يكن ليستطيع. لو لم يصير الله جسدًا، لما كان أي إنسان قادرًا على أداء هذا العمل. لذلك، يجب أن يعيش هذا الجسد العادي كل يوم، وكل شهر، وكل سنة، ويعيش لحظة بلحظة بهذه الطريقة، وتنضج إنسانيته باستمرار، وتزداد خبرته باستمرار، وفي الوقت نفسه يسعى باستمرار ليتمكن من أداء العمل الذي تتطلبه خطة تدبير الله. أثناء تأدية هذه المرحلة من العمل، بدأت العمل في الكنيسة وأنا لم أبلغ العشرين من عمري بعد، وتواصلت مع الإخوة والأخوات. بدأت أحضر الاجتماعات، وأقدّم شركات، وأسير بين الكنائس، وتواصلت مع جميع أنواع الناس. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، أشعر أن قدرتي اللغوية وقدرتي على النظر إلى الناس والأشياء بتفحص في نمو مستمر. كيف يختلف هذا النمو في قدراتي عن ظروفكم؟ يجب أن تختبروا الكلمات التي أنطق بها والحقائق التي أقدّم شركة عنها، وبينما تختبرونها، تصبحون تدريجيًا على يقين من أن الكلمات التي أنطق بها هي من الله، وأنها حق، وأنها صواب، وأنها كلمات يمكن أن تمكنكم من تحقيق تغيير في الشخصية ونيل الخلاص. أما بالنسبة لي، فبينما أنتم تحرزون تقدمًا، فإنني أنمو بشكل أعمق من أي وقت مضى. بينما يستمر فهمي لكم في النمو، فإنني أيضًا أجعل الأشياء التي أريد أن أقولها باستمرار قادرة على توفير احتياجاتكم خطوة بخطوة. يقول بعض الناس: "أنت تريد أن توفّر احتياجاتنا، وأن تجعل قاماتنا تنمو تدريجيًا، وأن تمكننا من التغيير والتقدم أكثر فأكثر في طريق الخلاص، وأن تنمو علاقتنا مع الله لتصبح أكثر قربًا، فكيف ستفعل ذلك؟" لا داعي للقلق بشأن هذا الأمر. أنا لا أطلب شيئًا أبدًا، ولا أحتاج إلى أن أصوم، أو أصلي، أو أطلب أي شيء مثل الصلاة من أجل المطر، حتى يعطيني الله سريعًا بعض الكلمات لأقدّمها لكم. لا أحتاج إلى فعل ذلك. لأن هذا الجسد هو الله نفسه وهو يؤدي هذه الخدمة، ولذلك فهو يعبّر عن الحق لتلبية احتياجات الناس؛ وهذا هو الفرق بين جسد الله المُتجسِّد والبشرية الفاسدة. لذا، لست بحاجة إلى أن أفهم ما تحتاجون إليه؛ لكن ما أريد أن أمدّكم به وأقيم شركة معكم عنه هو بالتأكيد ما تحتاجون إليه. تحتاجون فقط إلى المضي قدمًا في أعقاب كلماتي وعملي، وستبدأ حالتكم في التحسن، وستتقدم حياتكم أيضًا أكثر فأكثر معها. وفي الوقت نفسه، فإن روح الله، بينما أسقيكم، يؤدي عمله بشكل متزامن. في الواقع، روح الله هو الذي يتعاون مع إنسانيته، وإنسانيته تتعاون مع لاهوته؛ تعمل جميعها في وقت واحد. أنا هنا أسقيكم وروح الله بينكم، يعمل، وينير، ويضيء، ثم يرتّب المواقف ويخلق الظروف لكم حتى تتمكنوا من الدخول إلى الحقائق المختلفة. تعمل إنسانيته ولاهوته معًا بهذه الطريقة. إذًا، هل يوجد أي إنسان يمكنه تحقيق هذا التعاون بين الجسد والروح؟ بالتأكيد لا. لذا، إذا لم تحاول أن تعرف تدبير الله بالكامل وتتعامل مع هذا الجسد من هذا الجانب من الحق، فلن تتمكن أبدًا من فهم جوهر هذا الجسد بالضبط، وماهية هذا الجسد، وكيف يؤدي عمله بالضبط. إذا كنت لا تستطيع فهم هذه الأشياء، فلن تكون متأكدًا أبدًا ما إن كان إنسانًا أو إلهًا. ومع ذلك، إذا كنت تستطيع أن ترى هذا المستوى بوضوح أو تصل إلى هذا المستوى في خبرتك وتقدّر هذا المستوى، فستعرف أنه بينما يعمل جسد الله - المسيح - على الأرض، يعمل الروح القدس جنبًا إلى جنب ويؤدي العمل نفسه، وهذا شيء لا يمكن لأحد من بين جميع البشر أن يحققه. وبينما يعمل الروح، يعمل الجسد جنبًا إلى جنب مع عمل الروح. إنهما مكمّلان لبعضهما البعض، ومتسقان، ولا يتعارضان أبدًا مع بعضهما البعض. يقول بعض الناس: "أحيانًا، عندما أواجه التجارب، ينيرني الروح القدس لأتعلم الدروس. لكنك تعبّر عن حقائق أخرى. لمَ كل هذا؟" ببساطة لا يوجد تناقض أو تعارض هنا. يعبّر المسيح عن الحق بالتدريج وبالترتيب المناسب، بينما الروح القدس يقود الجميع في اختباراتهم للوصول إلى درجات مختلفة؛ لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. المسيح يعظ بتقديم شركة عن الحق بناءً على القضايا الرئيسية التي تواجه بالفعل شعب الله المختار، وإرشاد الروح القدس أيضًا يعتمد على الظروف الفردية. لا يوجد تناقض أو تعارض هنا. لدى الناس قامات مختلفة في أوقات مختلفة وفي مراحل مختلفة، في حين أن كل العمل الذي يؤديه الله هو في الحق الذي يعبّر عنه، أي الحق، والطريق، والحياة كما تكلم الله عنها. عمله لا يتجاوز هذا النطاق؛ فهو كله حق. ما هي الحقائق التي ينيرك بها الروح القدس والنور الذي يسمح الله لك بالفهم بناءً عليه؟ إنها تستند إلى هذه الحقائق التي يعبّر عنها المسيح الآن، أي الحق، والطريق، والحياة التي يسمح لك الآن بفهمها. يقول بعض الناس: "لا نحتاج إليك في هذا الجسد. يكفي أن يكون لدينا الروح القدس لينيرنا ويرشدنا. يمكننا أن نحصل على استنارة ونور جديدين بالطريقة نفسها من دونك، ويمكننا أن ندخل العصر الجديد بالطريقة نفسها، ويمكننا أن ننال الخلاص بالطريقة نفسها." هل هذا القول مقبول؟ (كلا). لقد آمن المتدينون بيسوع لمدة ألفي عام وأرشدهم الروح القدس لمدة ألفي عام، فماذا اكتسبوا؟ فقط إنجيل الفداء، ولم يتمتعوا سوى بالكثير من النعمة من الله، ومع ذلك لم يتمكنوا من اكتساب هذه الحقائق التي يعبّر عنها الله في الأيام الأخيرة. لذا، لو لم يكن جسد الله المُتجسّد هنا في الأيام الأخيرة معبّرًا عن الكثير من الحقائق، فماذا كنتم ستستطيعون أن تكتسبوا؟ كنت لتكون مثل هؤلاء المتدينين تمامًا، وتحصل على استنارة عظيمة من الروح القدس والكثير من النعمة، أو أن يختارك الله ويستخدمك ويمكن أن تكون نبيًا أو رسولًا، لكن إن لم تقبل هذه الحقائق التي يعبّر عنها تجسد الله في الأيام الأخيرة، فلن يكون لديك أي سبيل لتكميلك، أو أن تدخل ملكوت السموات، أو أن تنال رضى الله.
أنتم الآن قادرون على قبول التجسد، ومع ذلك لا تزال لديكم مفاهيم معينة عن جوهر التجسد، ولستم متأكدين أبدًا من أن التجسد هو الإله العملي. لو كنت أتحاور معكم الآن، واكتشفتم أنني لا أفهم بعض الأشياء في العالم الخارجي أيضًا، فهل ستكوّنون مفاهيم؟ لن يستطيع بعض الناس أن يتخطوا ذلك، وسيقولون: "أنت لا تفهم ذلك أيضًا. ليس من المفترض أن يحدث هذا. أنت الله المُتجسِّد، لذا يجب أن تفهم كل شيء. يجب ألا يكون ثمة شيء لا تعرفه ولا شيء لا يمكنك فعله. على الرغم من أنك لا تستطيع أن تكون في كل مكان في آنٍ واحد، إلا أنك لا يزال يتعين عليك أن تعرف كل شيء!" أليس هذا مفهوم لدى الناس؟ (بلى). هذا مفهوم أيضًا. ما هو التصوّر الكامن وراء الطبيعة البشرية العادية للتجسد؟ إنه يوجد منطق بشري عادي في طريقة تفكير المتجسد؛ وليس منطقًا خارقًا للطبيعة، وليس غامضًا، وليس فارغًا. فهو يستطيع أن يحقق ما يمكن الوصول إليه بتفكير البشر العاديين من خلال الدراسة، على الرغم من أنه قد لا يعرف بالضرورة عن مثل هذه الأشياء أكثر من شخص لديه الخبرة ذات الصلة، وهذا أمر طبيعي. وعلاوة على ذلك، فهو يتكلم ويتصرف وفقًا لمنطق وتفكير الإنسانية الطبيعية، وليس بشكل خارق للطبيعة. على سبيل المثال، يتطور تفكير الإنسانية الطبيعية خطوة بخطوة، وهذه هي الطريقة التي يفكر بها المتجسد أيضًا. لماذا تكون إنسانيته الطبيعية هكذا؟ هل هذا معقول؟ (نعم). لماذا تقول إن هذا معقول؟ كم عدد السلالم التي يصعدها الإنسان العادي في المرة الواحدة؟ (سُلّم واحد). سُلَّم واحد في كل خطوة؛ هذه هي الطريقة العادية لصعود السلالم. لو اجتزت العديد من السلالم بخطوة واحدة فقط ودخلت المنزل مباشرةً، هل ستستطيعون فعل ذلك؟ (كلا). كلا، لن تستطيعوا. وإذا أصررت على أن تفعلوا ذلك، فماذا ستفعلون؟ هل ستتمكنون من تحقيق ذلك؟ (كلا). كلا، لن تتمكنوا من ذلك. يعتمد الأمر على احتياجات أولئك الذين يُوجّه إليهم العمل. أنا أعقد شركة عن الحق بهذه الطريقة، آخذ موضوعًا وقضية أساسية ثم أبذل كل ما بوسعي للتحدث بشكل محدد وكامل، وأقصّ القصص، وأضرب الأمثلة، وأقول الأشياء مرارًا وتكرارًا، ومع ذلك حتى بالتحدث بهذه الطريقة يوجد الكثير من الناس الذين لا يفهمون ولا يفطنون إلى مغزى الكلام. لذلك إذا لم أتحدث بمثل هذا التفصيل وشرحت كل شيء بطريقة أكثر عمقًا وعمومية، فلن تكونوا قادرين على اكتساب أو فهم أي شيء، وسيكون هذا العمل فارغًا وغير عملي. يمكنكم التقدّم من خلال ارتقاء سُلَّم واحد في كل خطوة، لذلك سأقودكم إلى الأمام من خلال ارتقاء سُلَّم واحد أيضًا في كل خطوة، وبهذه الطريقة يمكنكم مجاراتي. لو صعدت أربع درجات في خطوة واحدة، فماذا ستكون النتيجة؟ لن تتمكنوا أبدًا من مجاراتي. لو كان تفكيري متقدمًا وقادرًا على التقدم إلى الأمام بسرعة فائقة، ولم تكونوا قادرين على الوصول إليه على الإطلاق، فسيصبح التجسُّد بلا معنى. لذا، مهما كان هذا الجسد عاديًا وعمليًا - حتى أنه قد يبدو أنه لا يتمتع بقدرات روح الله - فكل هذا بسبب احتياجات البشرية. نظرًا لأن الناس الذين يرعاهم الله الآن هم أناس أفسدهم الشيطان، ولا يفهمون أي حق، وغير قادرين على استيعاب الحق، ففي تجسده، يجب أن يمتلك أبسط أنواع التفكير للإنسانية الطبيعية. ما أبسط أنواع التفكير؟ هو أنه عندما يتكلم، يمكن أن يفهمه أناس من ذوي مستوى القدرات المتوسطة وحتى من ذوي مستوى القدرات المتواضعة قليلًا. ما دام تفكيرهم طبيعيًا، يمكن للجميع أن يفهموا ما يقوله ويتحدث عنه ويفهموا الحقائق التي يعظ بها، ويمكنهم بعد ذلك قبول الحق. بهذه الطريقة وحدها يمكن لكل خطوة من خطوات العمل الذي يؤديه الله وكل الكلمات التي ينطق بها أن تترك تأثيرات وتحقق نتائج. أليس هذا أمرًا واقعيًا؟ (بلى). لذا، إذا كان الناس يتشبثون بالمفاهيم ولا يريدون التخلي عنها، قائلين: "كان بعض الأباطرة في الماضي يتمتعون بذاكرة خارقة للعادة ويمكنهم قراءة عشرة أسطر في لمحة بصر. ألا ينبغي أن يكون الله هكذا؟ إذا لم تكن لديك هذه المواهب، فلن نتمكن من اتباعك لأنك عادي جدًا. كان سيكون من الرائع لو كنت تبدو كشخصٍ عظيم الشأن." ماذا يمكنك أن تستنتج من هذا؟ لقد أفسد الشيطان الناس إلى درجةٍ أصبحوا فيها جهلةً بصورة لا يمكن علاجها. وبصرف النظر عن امتلاكهم بعض التفكير والقدرات البشرية الطبيعية، فباختيار الله لهم وعمله عليهم، فإن الناس يمتلكون قلوب معينة لإتباع الله وقليل من الضمير والعقل؛ من دون هذا، فهم لا يفهمون شيئًا. هم لا يفهمون أي حقائق فحسب، بل إنهم لا يفهمون حتى ما هي الإنسانية الطبيعية، وما هي الشخصيات الفاسدة، وكيف تنشأ المفاهيم والتصورات، وكيف يمكن علاجها، وكيف ينبغي أن يقترب الناس من الله، أو على الأقل ما هو الضمير والعقل الذي ينبغي أن يمتلكوه، وما إلى ذلك. ومهما كانت اللغة التي يستخدمها الله سهلة الفهم، فإن الناس لا يفهمونها تمامًا وليس لديهم سوى فهم سطحي. أخبروني، عند مواجهة مجموعة من الناس الفاسدين الذين لا يفهمون شيئًا، والذين يعارضون الله، ما نوع الجوهر، ونوع الإنسانية، ونوع التفكير البشري الطبيعي الذي يجب أن يتحلى به الله المتجسد حتى يكون قادرًا على قيادة هؤلاء الناس أمام الله؟ أخبروني، ماذا يجب أن يفعل الله؟ يقول بعض الناس: "أليس الله قادرًا على كل شيء؟ لماذا لا يُظهر الكثير من العجائب والمعجزات لإخضاع الناس؟" هذا مفهوم يحمله معظم الناس في قلوبهم. هم لا يتساءلون عما إذا كان يمكن الكشف عن الشخصيات الفاسدة وعلاجها من خلال إظهار العجائب والمعجزات وبوسائل خارقة للطبيعة. هل يمكن للحق أن يُشكّل داخل الناس بوسائل خارقة للطبيعة؟ هل سيقنع هذا الشيطان؟ (كلا). ربما يكون قولكم "كلا" الآن نوعًا من التعليم، لكن عندما تخضعون للاختبار حتى يوم معين، ستعرفون عندئذٍ مدى خدر الناس وبلادتهم، ومدى تمردهم، ومدى عنادهم، ومدى شرّهم، ومدى عدم حبهم للحق. عندما تخضعون للاختبار حتى يوم معين، ستفهمون عندئذٍ أن جسد الله المُتجسّد، هذا الجسد ذو الإنسانية الطبيعية، هو ما تحتاجه البشرية جمعاء. لذا، إذا كان لا يزال لديك كل أنواع التصورات والمفاهيم، فهذا بالنسبة لك موقف غير مسؤول لتتخذه، وبالنسبة لله هو تجديف؛ إنه إنكار وتشكيك في نية الله الدؤوبة لخلاص البشرية. إذا كنت تظن، "لدينا المعرفة، والتعليم، والعقول. لقد وُلِدنا في الأيام الأخيرة، وقد تلقى بعضنا تعليمًا عاليًا في الدنيا ولدينا خلفيات عائلية معينة. نحن أناس عصريون ومتعلمون ولدينا سبب لرفض مثل هذا المسيح العادي جدًا والطبيعي جدًا الذي يزدريه الجميع؛ لدينا سبب لتكوين مفاهيم عنك"، إذًا ما نوع هذه المشكلة؟ هذا تمرد وعدم معرفة الفرق بين الخير والشر! يمكن للناس أن يعالجوا مفاهيمهم بمجرد أن تنشأ، لكن إذا ظل الناس يرفضون بعناد قبول تجسّد الله أو الجانب الإنساني الطبيعي للمسيح بعد أن تُعالَج هذه المفاهيم، فإن هذا سيسبب لهم المتاعب وسيمنعهم من بلوغ الخلاص. عندما تخضع للاختبار حتى يوم معين، ستفهم أنه كلّما ازدادت طبيعية تجسد الله، وإنسانيته الطبيعية، وكل ما لديه وما يكشفه، كان خلاصنا أعظم، وكلما ازدادت طبيعيتهم، كانت ما نحتاج إليه. لو كان تجسُّد الله خارقًا للطبيعة، لما استطاع أحد من الذين يعيشون على الأرض أن ينال الخلاص. فبفضل تواضع الله وخفائه، وبفضل الطبيعية والعملية لهذا الإله الذي يبدو غير مميز، تُتاح للبشرية فرصة الخلاص. ولأن يوجد داخل الناس تمرد، وشخصيات شيطانية فاسدة، وجوهر فاسد، تنشأ كل أنواع المفاهيم، وسوء الفهم، والصراعات تجاه الله؛ بل إن الناس، نتيجة لهذه المفاهيم، غالبًا ما ينكرون هذا المسيح بتكبّر أو ثقة بالنفس، وينكرون إنسانيته الطبيعية؛ وهذا خطأ كبير. إذا كنت ترغب في نيل الخلاص، وإذا كنت ترغب في الحصول على خلاص الله، ودينونة الله وتوبيخه، يجب عليك أولًا أن تضع جانبًا مختلف مفاهيمك وتصوراتك وتعريفاتك الخاطئة عن إنسانية المسيح الطبيعية، يجب أن تضع جانبًا مختلف وجهات نظرك وآراءك عن المسيح، ويجب أن تفكر في طريقة لقبول كل ما يأتي منه. عندئذ فقط ستجد الكلمات التي ينطق بها والحقائق التي يعبّر عنها طريقها تدريجيًا إلى قلبك وتصبح حياتك. إذا كنت ترغب في اتباعه، فيجب أن تقبل كل شيء متعلق به؛ سواء كان روحه، أو كلامه، أو جسده، يجب أن تقبل كل ذلك. إذا كنت قد قبلت الله حقًا، فيجب عليك ألّا تقف في معارضته، وتسيء فهمه دائمًا، وتكون متمردًا تجاهه استنادًا إلى مفاهيمك، ويجب ألّا تتشبث بمفاهيمك، وتشكك فيه دائمًا، بل وتعارضه وتقاومه. هذا النوع من المواقف سوف يضرك فحسب ولن يفيدك على الإطلاق. هل يمكنكم قبول ما أقوله؟ (نعم). هذا جيد، فأسرعوا الآن واطلبوا الحق لعلاج مفاهيمكم. هذه المسألة تتعلق بالشخصيات الفاسدة، وإذا لم تعالجها فستموت حتمًا (بسبب/داخل) شخصيتك الفاسدة.
الآن، عندما يتعلق الأمر بالشكل الذي يؤدي به الله عمله في الأيام الأخيرة، على الرغم من حقيقة أن بعض الناس يطلقون تصورات ومفاهيم معينة حول هذا الأمر، فإن هذه التصورات والمفاهيم تعجز إلى حد كبير عن إعاقة إيمانهم بالله، ولن يقول الناس عرضًا إنهم لا يؤمنون بالله أو ينكرون الله. ما هذه الظاهرة؟ هذه هي النتيجة التي حققها كلام الله. لقد خضع الناس بكلام الله وعمله، ويمكنهم في الأساس قبول المسيح إلهًا لهم. في هذا السياق، يكون الناس في الأساس قد أرسوا أساسًا على الطريق الحق، وهم موقنون به ومتأكدون منه. عندما تتحقق هذه النتيجة، هل يكون سوء فهم الناس عن الله قد عولج عندئذٍ؟ (كلا، لم يُعالج). إن عدم حل سوء فهمهم يثبت أنه لا يزال لديهم العديد من التصورات، والمتطلبات، والمفاهيم عن جسد الله المُتجسِّد وعن المسيح. يمكن لهذه المفاهيم أن توجِّه أفكارك، وتقود اتجاه سعيك وأهدافه، ويمكنها أيضًا أن تؤثر على حالتك بشكل متكرر. عندما لا تمس الأمور التي تواجهها مفاهيمك، تظل قادرًا على أن تأكل وتشرب كلام الله وتؤدي واجبك بشكل طبيعي. لكن في اللحظة التي يتعارض فيها أمر ما مع مفاهيمك، ويتجاوز مفاهيمك، وتظهر التناقضات، كيف يمكنك علاج ذلك؟ هل تطلق العنان لمفاهيمك، أم أنك تهذّبها، وتكبح جماحها، وتتمرّد عليها؟ تنشأ مفاهيم لدى بعض الناس عندما تحدث لهم أشياء، ولا يكتفون بعدم التخلي عن مفاهيمهم فحسب، بل يذهبون أيضًا وينشرون مفاهيمهم للآخرين ويجدون فرصًا للتنفيس عنها، حتى يصبح لدى الآخرين مفاهيم أيضًا. يجادل بعض الناس أيضًا قائلين: "أنتم تقولون إن كل ما يفعله الله له معنى، لكنني لا أعتقد أن هذا الحدث بالذات له أي معنى." هل من المناسب قول هذا؟ (كلا). ما هو الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه؟ عندما يكون لدى بعض الناس مفاهيم عن الله، يمكنهم أن يدركوا أن علاقتهم مع الله ليست طبيعية، وأنهم قد كوّنوا سوء فهم عن الله، وأن الأمر سيصبح خطيرًا جدًا إذا لم يعالجوا هذه المفاهيم، وأنهم سيصبحون على الأرجح في صراع مع الله، ويشككون في الله، بل ويخونون الله. ثم يصلّون إلى الله ويتخلون عن مفاهيمهم. أولًا، ينكرون وجهة نظرهم غير الصحيحة، ثم يطلبون الحق لعلاجها. بفعلهم هذا، يمكنهم بسهولة أن يخضعوا لله. إذا كوَّن شخص ما مفاهيم، لكنه لا يزال يعتقد أنها على حق، وإذا كان غير قادر في النهاية على التخلي عن مفاهيمه أو علاجها تمامًا، فإن هذه المفاهيم ستؤثر بمرور الوقت على دخوله الحياة. ويمكن في الحالات الشديدة أن يتمردوا حتى على الله ويقاوموه، وعواقب ذلك ﻻ تُحمد عقباها. أما إذا كان شخصًا يسعى إلى الحق، ويفهم بالفعل بعض الحقائق، ويكوّن أحيانًا مفاهيم عن الأشياء، فهذه ليست مشكلة كبيرة، ولن يكون لمفاهيمه تأثير كبير عليه. لأن الحق في داخلهم، ويوجّه أفكارهم وسلوكهم، ويرشدهم في أداء واجبهم، فلن يكون لمفاهيمهم أي تأثير على اتّباعهم لله. ربما سيستمعون يومًا ما إلى عظة أو شركة ما فيفهمون، وتُعالج مفاهيمهم. بعض الناس يكوّنون مفاهيم عن تدبير الله وترتيباته، وبعد ذلك لا يشعرون بالرغبة في أداء واجباتهم، ولا يبذلون جهدًا في أدائها، ويكونون دائمًا في حالة سلبية، ويضمرون في قلوبهم الصراع، وعدم الرضا، والاستياء، فهل هذا السلوك صحيح؟ هل هذا أمر يسهل علاجه؟ على سبيل المثال، لنفترض أنك تظن نفسك ذكيًا، ولكنني أقول لك إنك أحمق وليس لديك فهم روحي. عند سماع هذا الكلام، تغضب وتتعارض معه، وتقول لنفسك في قلبك، "لم يجرؤ أحد من قبل أن يقول إنني لا أمتلك فهمًا روحيًا. اليوم أسمع هذا لأول مرة ولا يمكنني أن أقبله. هل كنت لأستطيع قيادة الكنيسة لو لم يكن لديّ فهم روحي؟ هل كنت لأتمكن من أداء هذا القدر من العمل؟" لقد نشأ تناقض، أليس كذلك؟ ماذا يجب أن تفعل؟ هل من السهل على الناس أن يتأملوا في أنفسهم عندما يحدث لهم هذا؟ أي نوع من الأشخاص قادر على التأمل في نفسه؟ الشخص الذي يقبل الحق ويطلب الحق قادر على التأمل في نفسه. إذا كنت ممن يمتلكون العقل، فيجب عليك أولًا أن تنكر ذاتك عندما يحدث لك ذلك؛ فإنكار الذات يعني الاعتراف بأن المرء لا يمتلك الحق. حتى لو كانت لديك بعض الأفكار ووجهات النظر، فهي ليست بالضرورة دقيقة. ولذلك، فإن ممارسة إنكار ذاتك في مثل هذه الظروف هو الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله، فهذا ليس تقليلاً من شأنك. بعد أن تنكر ذاتك، ستشعر بالسلام في قلبك، وستكون أكثر تهذيبًا، وسيُصحَّح موقفك. عندما تسمع الله يقول لك إنك أحمق وإن ليس لديك فهمًا روحيًا، يجب أن تهدئ نفسك أمام الله وتقبل كلامه بعقلية خاضعة. على الرغم من أنك لا تملك بعد أي وعي أو فهم لكلام الله، ولا تعرف ما إذا كان صحيحًا أو لا، يجب أن تعترف بذلك في إيمانك: "الله هو الحق، فكيف يمكن أن يقول الله شيئًا خاطئًا؟" على الرغم من أن ما قاله الله يختلف عما تظنه، يجب أن تقبل كلام الله على أساس الإيمان؛ حتى لو لم تفهمه، يجب أن تقبله على أنه الحق. إن فعل هذا أمر مضمون صحته. إذا كان الناس لا يقبلون كلام الله على أنه الحق عندما لا يفهمونه، فهذا أمر يفتقر إلى العقل، ويجب أن يلحق بهؤلاء الناس الخزي في هذا الأمر. إذًا، الخضوع لله لا يمكن أن يكون خطأً أبدًا. هذا ليس تعليمًا، بل هو أمر عملي، وهذا الكلام نابع من الاختبار. بعد ذلك، عندما تكون قادرًا على أخذ كلام الله على أنه الحق وقبوله، يجب أن تبدأ في التأمل في نفسك. من خلال أداء الواجب والتفاعل مع الآخرين، ستكتشف أنك لا تفتقر إلى الفهم الروحي فحسب، بل إنك أيضًا أحمق بشكل لا يُصدَّق، ولديك العديد من الأخطاء والنقائص، وستكتشف أن لديك مشكلة خطيرة. ألن يعني هذا أنك ستكون قادرًا على فهم ما قاله الله وقبوله؟ يجب أن تقبل هذا الكلام، أولًا كتنظيم، أو تعريف، أو مفهوم، ثم في الحياة الواقعية يجب أن تفكر في طريقة لمقارنة نفسك بكلامه، وأن تفهمه وتختبره. بعد فترة من فعل هذا، ستحصل على تقييم دقيق لنفسك. عندما يحدث ذلك، هل سيظل لديك سوء فهم عن الله؟ هل ستظل ترفض قبول تقييم الله لك إذا لم يكن ثمة خلاف بينك وبين الله في هذا الشأن؟ (كلاّ). ستكون قادرًا على قبوله ولن تكون متمردًا بعد ذلك. عندما تكون قادرًا على قبول الحق وفهم هذه الأشياء تمامًا، ستكون قادرًا عندئذٍ على اتخاذ خطوة إلى الأمام وإحراز تقدم. إذا لم تقبل الحق، فستظل دائمًا واقفًا في مكان واحد ولن تحرز أي تقدم. هل من المهم قبول الحق؟ (نعم، إنه كذلك). يجب أن يتخلى الناس عن مفاهيمهم عن الله، ويجب ألا يضمروا أي عداء تجاه ما يقوله الله أو تعارض مع ما يقوله الله؛ هذا هو موقف قبول الحق. بعض الناس يصبحون سلبيين وضعفاء لأنهم يُستبدلون. لا يريدون أداء واجباتهم ودائمًا ما يكونون سلبيين ومتقاعسين عن العمل. يبدو في ظاهر الأمر كما لو أن السبب في ذلك هو أنهم لا يتمتعون بمكانة وأنهم يقدّرون المكانة أكثر من اللازم، لكن الأمر ليس كذلك في الواقع. إنهم يشعرون بالضعف والسلبية ببساطة لأن تقييم الله لهم، أو تقييم الإخوة والأخوات لهم، لا يتطابق مع تقييمهم لأنفسهم، لأنه أضعف من تقييمهم وفهمهم لأنفسهم. لهذا السبب يشعرون بعدم الاقتناع والظلم، ويقررون في النهاية أن يكونوا سلبيين وعدائيين، ويصنفون أنفسهم على أنهم ميؤوس منهم، ويفكرون، "ألم تقل إنني لست صالحًا بما فيه الكفاية؟ إذًا سأريك، لن أفعل أي شيء على الإطلاق." ونتيجة هذا هو أنهم يتسببون في تأخير واجباتهم، ويسيئون إلى الله، ويتسببون في توقف دخولهم إلى الحياة؛ وهذه خسارة كبيرة.
يقول بعض الناس، "لا يمكنني أن أقبل الأمر عندما يقول المسيح أنني سيئ. سأقبل ذلك إذا قال الإله في السماء أن ثمة شيئًا سيئًا فيَّ. فالإله المُتجسّد له إنسانية طبيعية، ويمكن أن تكون أحكامه خاطئة، ولا يمكن أن تكون الأشياء التي يفعلها صحيحة بنسبة مئة بالمئة. توجد بعض الأسئلة حول ما إذا كان من الممكن أن يخطئ في تقييمه للناس وإدانته لهم، أو في كيفية تعامله معهم وترتيبه لأمورهم. لذلك أنا لست خائفًا مما يقوله المسيح - الإله على الأرض - عني، لأنه لا يستطيع أن يدينني أو يحدد عاقبتي." هل يوجد مثل هؤلاء الناس؟ إنهم موجودون بالتأكيد. عندما أهذّبهم يقولون، "الإله في السماء بار!" وعندما أتعامل معهم يقولون، "أنا أومن بالله، وليس بشخص ما!" يستخدمون هذه الكلمات لرفضي. وما هذه الكلمات؟ (إنها إنكار لله). هذا صحيح، إنها إنكار لله وخيانة له. ما يقصدونه هو، "هذا الأمر لا يعود إليك بل إلى إله السماء." في مفاهيمهم وفي فهمهم لله، هؤلاء الناس لن يدركوا أبدًا ماهية العلاقة بين المسيح المُتجسِّد والإله في السماء، أي ماهية العلاقة بين الجسد والروح في السماء. في نظرهم، هذا الشخص التافه على الأرض سيظل دائمًا مجرد إنسان، ومهما كان عدد الحقائق التي يعبّر عنها هذا الشخص، ومهما كان عدد العظات التي يعظ بها، سيظل إنسانًا؛ حتى لو جعل بعض الناس كاملين، وجلب لهم الخلاص، سيظل على الأرض، وسيظل إنسانًا، وغير قادر على تجاوز الله الذي في السماء. وبالتالي، فإن هؤلاء الناس يعتقدون أن الإيمان بالله يجب أن يكون الإيمان بالله الذي في السماء، فالإيمان بالله الذي في السماء هو الإيمان الحقيقي بالله. يؤمن هؤلاء الناس كيفما يشاؤون. يؤمنون بالطريقة التي تجعلهم سعداء، ويتصورون الله كما يشاؤون أن يكون. هم يتبعون تصورهم الخاص عندما يتعلق الأمر بالمسيح المُتجسِّد أيضًا: "لو كان هذا الإله على الأرض ألطف قليلاً معي، لو كان حريصًا على أن تسير الأمور معي على ما يرام، لاحترمته وأحببته. أما إذا لم يحسن معاملتي، وإذا كان لديه مشكلة معي، وإذا كان لديه موقف سيئ تجاهي، ودائمًا ما يهذّبني فهو ليس إلهي؛ فأنا أختار أن أومن بالإله في السماء." الأشخاص الذين لديهم هذا الموقف ليسوا أقلية. هم يشملونكم أنتم أيضًا، لأنني قابلت بالفعل مثل هؤلاء الناس. عندما يكون كل شيء على ما يرام، يكونون لطفاء معي وينتظرونني باهتمام، ولكن بمجرد أن أستبدلهم ينقلبون ضدي. إذًا، عندما كانوا يعاملون الله بالحسنى، هل كانوا يعتقدون حقًا أنه الله والمسيح؟ كلا: ما يتطلعون إليه هو هوية الله ومكانته، فكل تحركاتهم ليست سوى تملق لمكانة الله وهويته. في جميع الأوقات، لا يعرّفون سوى الإله المبهم الذي في السماء على أنه الإله الحقيقي؛ فمهما كانت الحقائق التي يعبّر عنها هذا الإله على الأرض، أو كم هو مفيد ونافع للإنسان، فإن مجرد حقيقة كونه يعيش في إنسانيته الطبيعية وجسده (المادي اللحمي/البشري) يعني أنه لا يمكن أن يكون الإله في السماء، ومهما تملّق هؤلاء الناس هذا الإله على الأرض وخدموه واحترموه، فإن هؤلاء الناس لا يزالون يعتقدون في قلوبهم أن الإله في السماء هو الإله الحقيقي الوحيد. ما رأيكم في هذا الرأي؟ من الإنصاف أن نقول إن مثل هذا الرأي موجود في أعماق قلوب الكثير من الناس، وأنه مدفون في أعماق لاوعيهم. في الوقت نفسه الذي يقبلون فيه إعالة المسيح لهم ورعايته لهم، فإنهم أيضًا يراقبون المسيح ويدرسونه ويستجوبونه؛ بينما يتطلعون أيضًا إلى الوقت الذي يأتي فيه الإله البار في السماء ليصدر دينونة على كل ما فعلوه. ولماذا يتمنون أن يصدر الإله الذي في السماء دينونة عليهم؟ لأنهم يريدون أن ينساقوا مع أهوائهم، ومفاهيمهم، وتصوراتهم ليطلقوا العنان لرغبتهم في أن يتصرف الإله الذي في السماء - الإله الذي في تصورهم - معهم كما يشاؤون، بينما الإله على الأرض لن يفعل ذلك، فالإله على الأرض لا يعبّر إلا عن الحق ويتكلم بمبادئ الحق. وهم يظنون أن "حب الإله في السماء للإنسان غير أناني، وغير مشروط، وبلا حدود، بينما بمجرد أن تقول أو تفعل شيئًا خاطئًا ويكتشف الإله على الأرض ذلك، فإنه يضرب بك مثالًا سلبيًا في عظاته ويبدأ في تشريحك؛ لذلك يجب أن يكون الناس أكثر حذرًا، ويجب أن يحافظوا على إخفاء أنفسهم أكثر، ولا يمكنهم أن يسمحوا له أن يعرف عندما يقع أمر ما." أخبروني، ألستُ قادرًا على تشريح الأشياء التي تحاولون إخفاءها عني؟ لا أحتاج إلى تشريح الأشياء التي تفعلها، سأشرّح شخصيتك وحالتك. لا أحتاج إلى أن أضرب الأمثال بهذه الأشياء التي تفعلها؛ فأنا لا أزال قادرًا على أن أعقد شركة عن الحق وألقي عظات لحل المشاكل بالطريقة نفسها، ولا أزال قادرًا على تمكين الناس من فهم الحق. في قلوب عديمو الإيمان، يعتقدون أن هذا الجسد، هذا الإله، لا يمكنه أن يعرف الأشياء التي لا تراها عيناه، ناهيك عن معرفة أي شيء له علاقة بالعالم الروحي أو الحق. هم يعتقدون أنه لا يستطيع حتى رؤية الأشياء التي يقدر الناس على فعلها عندما تسيطر عليهم شخصياتهم الفاسدة، وأنه لا يمكنه أن يفهم تمامًا جوهر الإنسان الفاسد؛ هذا هو منطق عديمي الإيمان وتفكيرهم. هم دائمًا يقتربون من المسيح بموقف الدارسين والمتسائلين وحتى عديمي الإيمان، ويستخدمون أيضًا معايير تقييم الإنسان والمعرفة التي يفهمونها والأشياء التي يتصورونها لتقييم المسيح. على سبيل المثال، عندما يتحدثون مع الآخرين، يعتقد بعض الناس أن الآخرين لا يعرفون ما يفكرون به في قلوبهم أو ما نوع شخصياتهم، ويتحدثون معي بهذه الطريقة أيضًا، ويعاملونني بهذه الطريقة مثلما يعاملون شخصًا عاديًا بالضبط، ظانين أنني لا أعرف شيئًا؛ أليس هذا عدم معرفة بالله؟ لا يمانعون أن يكذبوا على الآخرين، ولكنهم يكذبون عليَّ أيضًا بالطريقة نفسها، ويضحكون ويعاملونني كما يعاملون الناس الآخرين على قدم المساواة، ويريدون دائمًا أن يعاملوني كصديقهم. هم يعتقدون أنهم يستطيعون التصرف بهذه الطريقة لأنهم يألفونني، ويظنون أنني قد لا أعرف شيئًا. أليس هذا مفهومًا بشريًا؟ هذا مفهوم بشري، وهذا جهل بشري، وفي داخل هذا الجهل تكمن شخصية شريرة شيطانية؛ هذه الشخصية الشريرة هي التي تقود الناس إلى تكوين مفاهيم. أخبروني، هل أحتاج إلى أن أعيش مع شخص ما، وأن أقضي كل دقيقة في مراقبة أفكاره وآرائه، وأن أستوعب خلفيته تمامًا، لكي أكشف طبيعته أو أدرك حقيقتها؟ (كلا). كلا، لا أحتاج إلى ذلك، لكنكم لن تتمكنوا من تحقيق ذلك. على الرغم من معاشرتكم للناس وعيشكم معهم كل يوم، إلا أنكم لا تزالون غير قادرين على إدراك جوهر طبيعتهم. مهما يحدث أمامكم، فلا يمكنكم سوى إدراك ظاهر الأشياء وليس جوهرها. لا يمكنكم امتلاك سوى قدر ضئيل من التمييز للشخص إذا كشف الله عنه تمامًا، وإلا فلن تكونوا قادرين على إدراك حقيقته حتى لو عاشرتموه لعدة سنوات. يمكنني أن أكون على تواصل مع شخص ما لمدة يوم أو يومين، ويفعل بعض الأشياء، ويقول بعض الأشياء، ويعبّر عن بعض الآراء، وعندها أعرف في الأساس أي نوع من الأشخاص هو. بيد أن ثمة بعض الأشخاص الذين لم يفعلوا أي شيء حتى الآن، ولم أتفاعل معهم أو أتعامل معهم في أي شيء، ومع ذلك أضع علامة استفهام عليهم، وفي اللحظة التي يواجهون فيها مشكلة ويعبّرون عن بعض الآراء، يُكشف جوهر طبيعتهم على الفور. يقول الكثير من الناس، "هل يمكنك إدراك حقيقتهم بمجرد أن يُكشف جوهر طبيعتهم؟ علام تستند في هذا الاستبصار؟ كيف لا يمكننا أن ندرك حقيقتهم؟" إذا كنت لا تفهم الحق، فلن تكون قادرًا على تقييم الناس، ولن تكون لديك المعايير اللازمة لفعل ذلك. إذا لم تكن لديك تلك المعايير، فلن تكون قادرًا على إدراك حقيقة الناس. لكن أنا لدي تلك المعايير. من ناحية، أنا أفهم الحق، لذلك أنا أكثر إدراكًا وسرعة عندما يتعلق الأمر بتقييم شخص ما، ومن ناحية أخرى، فإن روح الله تعمل. يظن بعض الناس أنه "عندما يعيش الناس في هذه الدنيا لفترة طويلة، فإنهم قادرون على إدراك حقيقة الأشياء والأشخاص." هذا ليس استبصارًا حقيقيًا؛ ما الذي يدركون حقيقته؟ أنواع الاحتيالات الموجودة في هذا المجتمع، مثل الاحتيالات السياسية، أو الاحتيالات التجارية، أو الاحتيالات المالية، أو الاحتيالات المتعلقة بالمواد الإباحية. هذه الأشياء يمكن أن يتجنبها الناس الذين اختبروها وسمعوا عنها أكثر. وغالبًا ما يُخدع الأشخاص الذين مروا بهذه الأشياء واختبروها بشكل أقل، ولكن بمجرد أن يُخدعوا أكثر، يكتسبون خبرة، ويصبحون قادرين على إدراك حقيقتها. هم يدركون حقيقة الأمور بهذه الطريقة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بفساد الإنسان وطبيعته، وجوهر الإنسان الذي أفسده الشيطان، إذا لم يمتلك الناس الحق، فلن تكون لديهم الحكمة أبدًا لإدراك حقيقة هذه الأشياء، ولن يتمكنوا أبدًا من إدراك حقيقة الشخصيات الكامنة خلف أمر ما التي تكشفها مختلف أنواع الناس، أو مصدر المشكلة. إذا لم تتمكّن من إدراك حقيقة هذه الأشياء، فلن تعرف كيف تتعامل مع الأمر أو مع الأشخاص، والأحداث، والأشياء المرتبطة به؛ لن تكون لديك طريقة للتعامل مع الأمر ولن تكون لديك الحكمة للتعامل معه. لهذا السبب عندما تواجه مثل هذا الأمر، ستشعر بالارتباك والاضطراب الشديد، وستجد صعوبة في التعامل معه. إذا فهمت الحق بوضوح، فستكون قادرًا على إدراك حقيقة شخصيات الناس الفاسدة وجوهر شخصياتهم الفاسدة. من خلال رؤية الشخصيات الفاسدة التي يكشفون عنها، ستعرف جوهرهم، ومن ثمّ ستعرف نوع ماهيتهم، وأي نوع من الأشخاص هم، وستعرف كيف تحذر منهم، وكيف تميّزهم، وستعرف كيف تتعامل مع هذا الأمر. أليس هذا مصدر الحكمة؟ (بلى، إنه كذلك). إذًا، يمكن للمسيح أن يدرك حقيقة المرء ويعيله؛ ما مصدر كل هذا؟ لنقولها بعبارات تعاليمية، كل هذا يأتي من روح الله. لنقولها بعبارات أكثر عملية، هذا لأن المسيح يمتلك الحق الذي يأتي من الله. هكذا هو الحال. عندما تمتلكون واقع الحق يومًا ما كحياة لكم، سيكون لديكم عندئذٍ الحكمة وستكونون قادرين على إدراك حقيقة الناس.
ثمة جانب آخر للمفاهيم البشرية، وهو المفاهيم التي يكوّنها الناس عن عمل الله. كيف تنشأ مفاهيم الناس عن عمل الله؟ ينشأ بعضها من استيعاب الناس السابق للإيمان، وبعضها ينشأ من تصوراتهم الخاصة عن عمل الله. على سبيل المثال، اعتاد الناس أن يتصوروا عمل الله للدينونة على أنه عرش أبيض كبير في السماء، والله (جالس) على العرش يدين جميع البشر. واليوم، تعلمون جميعًا أن مثل هذه التصورات غير واقعية؛ مثل هذه الأشياء مستحيلة. على أي حال، لدى الناس العديد من التصورات عن عمل الله، وتدبيره، ومعاملته للإنسان، ومعظم هذه التصورات تنشأ من ميول بشرية. لماذا أقول هذا؟ لأن الناس لا يريدون أن يعانوا. هم يريدون دائمًا أن يتبعوا الله حتى النهاية بسهولة، ويتمتعوا بنعمته الوافرة، ويرثوا بركاته، ثم يدخلوا ملكوت السموات. يا لها من فكرة رائعة! إن الفكرة الأكثر شيوعًا وغلوًا التي تراود البشرية الفاسدة عن عمل الله هي الدخول إلى ملكوت السموات على متن محفّة. علاوةً على ذلك، عندما يواجه الناس عمل الله، فإنهم في معظم الأحيان يعجزون عن فهمه؛ فلا يعرفون الحق الذي يحتويه، أو ما هدف الله من أداء هذا العمل، ولماذا يتصرف الله مع الإنسان على هذا النحو. على سبيل المثال، لقد وصفت سابقًا محبة الله باستخدام كلمتي "واسعة" و"هائلة"، لكنني أعتقد أنكم لم تفهموا على الأرجح ما قصدته بهاتين الكلمتين. ماذا كان هدفي من استخدام هاتين الكلمتين؟ كان هدفي هو لفت انتباه الجميع، حتى تذهبوا وتتأملوا فيهما. ظاهريًا، تبدو هاتان الكلمتان خاليتين من المعنى. إنهما تحملان معنى معينًا، ولكن مهما فكّر الناس فيهما، فإن كل ما يمكن أن يتوصلوا إليه هو، "واسعة - تعني بلا حدود كالسماء؛ أي أن قلب الله لا حدود له، ولا يوجد حد لمحبة الله للبشر!" محبة الله ليست من نوع المحبة التي يمكن أن يتصورها عقل الإنسان. الناس غير قادرين على تصوّر هذه المحبة، يجب ألا يستخدموا العلم والمعرفة لتفسير هذه الكلمة، بل يجب أن يستخدموا طريقة أخرى لتقديرها واختبارها. في النهاية، ستشعرون حقًا أن محبة الله تختلف عن المحبة التي يتحدث عنها الناس، وأن محبة الله الحقيقية لا تشبه أي نوع آخر من المحبة، ولا تشبه المحبة التي يفهمها جميع البشر. فما هي محبة الله هذه بالضبط؟ كيف يجب أن تفهم محبة الله؟ يجب أولًا ألا تتناولها بمفاهيم وتصورات الإنسان. خذ محبة الأم على سبيل المثال: محبة الأم تجاه أبنائها غير مشروطة، وهي محبة واقية ودافئة للغاية. هل محبة الله للإنسان التي تشعرون بها الآن لها المستوى نفسه من الإحساس والمعنى الذي تتمتع بهما محبة الأم؟ (نعم). إذًا هذه مشكلة؛ هذا خطأ. يجب أن تميّزوا بين محبة الله أو محبة الوالدين، أو محبة الزوج، أو الزوجة، أو الأبناء، أو محبة أقاربكم، أو محبة الأصدقاء، وتتعرفوا على محبة الله من جديد. ما هي محبة الله بالضبط؟ محبة الله هي محبة بلا مشاعر جسدية ولا تتأثر (بعلاقات الدم/بعلاقات القرابة). إنها محبة نقية وبسيطة. إذًا، كيف يجب أن يفهم الناس محبة الله؟ لماذا جئنا لمناقشة محبة الله؟ تتجسد محبة الله في عمل الله، لكي يعترف الناس بها، ويقبلونها، ويختبرونها، ويدركون في النهاية أن هذه محبة الله، ويقرّون أن هذا هو الحق، وأن محبة الله ليست كلمات جوفاء، ولا شكلًا من أشكال السلوك من جانب الله، بل هي الحق. عندما تقبلها على أنها الحق، ستتمكن من التعرف على هذا الجانب من جوهر الله منها. أما إذا تعاملت معها كشكل من أشكال السلوك، فستجد صعوبة في التعرف عليها. ما المقصود بـ"السلوك"؟ خذ الأمهات، على سبيل المثال: إنهن يبذلن شبابهن، ودماءهن، وعرقهن، ودموعهن لتربية أبنائهن، ويقدّمن لهم كل ما يريدون. وبغض النظر عما إذا كان طفلها قد فعل الصواب أو الخطأ، أو أي طريق يسلكه، فإن الأم تعطي بلا أنانية، وتلبي احتياجات طفلها، ولا تعلّم طفلها، أو تساعده، أو ترشده إلى طريق الصواب، بل ترعاه، وتحبّه، وتحميه باستمرار فحسب، لدرجة أن الطفل في النهاية لا يستطيع أن يميّز الصواب من الخطأ. هذه هي محبة الأم أو أي نوع من أنواع المحبة النابعة من الجسد، والمشاعر، والعلاقات الجسدية للإنسان. أما محبة الله فهي عكس ذلك تمامًا: إذا كان الله يحبك، فإنه يعبّر عن ذلك من خلال تأنيبك، وتأديبك، وتهذيبك في كثير من الأحيان. على الرغم من أن أيامك قد تمرّ بشكل غير مريح، وسط التأنيب والتأديب، إلا أنك بمجرد أن تختبر هذا، ستكتشف أنك تعلَّمت الكثير، وأنك تتمتع بحاسة التمييز والحكمة في التعامل مع الآخرين، وأنك قد فهمت بعض الحقائق. لو كانت محبة الله مثل محبة الأم أو الأب، كما تتصورها، لو كان دقيقًا جدًا في رعايته، ومتسامحًا دائمًا، هل كنت ستكتسب هذه الأشياء؟ ما كنت لتستطيع اكتسابها. وبالتالي، فإن محبة الله التي يمكن أن يستوعبها الناس تختلف عن محبة الله الحقيقية التي يمكن أن يختبروها في عمله؛ يجب أن يتناولها الناس وفقًا لكلام الله ويطلبوا الحق في كلامه لكي يعرفوا ما هي المحبة الحقيقية. إذا كانوا لا يطلبون الحق، فكيف يمكن لشخص فاسد أن يستحضر من العدم فهمًا لماهية محبة الله، وما هدف عمله في الإنسان، وأين تكمن مقاصده الدؤوبة؟ لن يفهم الناس أبدًا هذه الأشياء. هذا على الأرجح هو أكثر ما يسيء الناس فهمه عن عمل الله، وهو أكثر جانب من جوهر الله يجد الناس صعوبة في فهمه. يجب على الناس أن يختبروه بعمق، وبشكل شخصي، وينخرطوا فيه عمليًا، ويقدّروه حتى يتمكنوا من فهمه. عندما يقول الناس كلمة "محبة" فإنهم يقصدون عادةً إعطاء المرء ما يحبه، وليس إعطاؤه شيئًا مرًا عندما يريد شيئًا حلوًا، أو حتى لو أُعطي شيئًا مرًا أحيانًا، فإن ذلك يكون من أجل علاج مرض ما؛ باختصار، فإن الأمر يتعلق بأنانية الإنسان، ومشاعره، وجسده؛ ويتعلق بأهدافه ودوافعه. لكن مهما كان ما يفعله الله فيك، ومهما كانت الطريقة التي يدينك بها، ويوبّخك، ويؤنّبك، ويؤدّبك، أو كيف يهذّبك، حتى لو أسأت فهمه، وحتى لو تذمرت عليه في قلبك، فإن الله، بصبر لا يكل ولا يمل، سيستمر في العمل فيك. ما هو هدف الله النهائي من فعل هذا؟ هو يستخدم هذه الطريقة لإيقاظك، حتى تتمكن يومًا ما من فهم مقاصد الله. لكن عندما يرى الله هذه العاقبة، فما الذي اكتسبه؟ في الواقع لم يكتسب شيئًا. ولماذا أقول هذا؟ لأن كل شيء يأتي من الله. لا يحتاج الله إلى اكتساب أي شيء. كل ما يحتاجه هو أن يتّبعه الناس بشكل صحيح ويدخلوا وفقًا لما يطلبه بينما يؤدي عمله، ليكونوا في النهاية قادرين على أن يعيشوا واقع الحق، وأن يعيشوا بشبه الإنسان، ولا يعودوا مخدوعين ومُضللين، ومغررًا بهم الشيطان، وأن يكونوا قادرين على التمرد على الشيطان، وأن يخضعوا لله ويعبدوه، وعندها يكون الله مسرورًا جدًا، وينتهي عمله العظيم. ما الذي يكتسبه الله؟ يكتسبك الله ويمكنك أن تسبّح الله. لكن ماذا يعني تسبيحك بالنسبة إلى الله؟ ألن يكون الله إلهًا إذا لم تسبِّحه؟ ألن يكون الله قديرًا إذا لم تسبِّحه؟ هل عدم تسبيحك لله سيغيّر من جوهره أو من مكانته؟ (كلاّ). لا يمكن القول سوى أن هذا محبة الله وعمله. هل فهمكم لمحبة الله على أنها واسعة وهائلة يحمل هذا المعنى؟ (كلا). لم يصل فهمكم إلى هذه النقطة. حتى عندما يفطر شخص ما قلب الله، ويظن آخرون أنه من المحال أن يتمكن الله من تخليصهم، فما هو موقف الله عندما يتأملون في أنفسهم، ويدركون خطأ طرقهم ويتوبون، ويضعون الشر الذي بين أيديهم جانبًا ويقبلون خلاصه؟ الله يقبلهم جميعًا على حد سواء. ما دام الناس يسلكون الطريق الصحيح، فإن الله لن يحاسب الناس على ذنوبهم. هذه هي محبة الله. ما هو مفهوم الإنسان الذي يجب علاجه هنا؟ إنه المفهوم المتعلق بالطريقة التي يحب بها الله. يجب على الناس أن يتركوا مفاهيمهم وتصوراتهم المختلفة وراء ظهورهم؛ يجب أن يطلبوا الحق ويفهموا الحق حتى يتمكنوا من التخلي عن مفاهيمهم. من السهل أن يترك المرء مفاهيمه وراء ظهره، لكن تغيير مفاهيمه بالكامل ليس بالأمر السهل. إذا واجهتَ مشكلة مماثلة في المستقبل وتشكّلت مفاهيمك مرة أخرى، فما هذه المشكلة؟ سيثبت أن هذا المفهوم راسخ بعمق في داخلك. بالرغم من أنه يمكنك في بعض الأمور أن تتخلى عن المفاهيم عن طريق عقد شركة عن الحق، إلا أنك لن تتمكن من التخلي عنها في بعض الأمور الأخرى. قد يكون من السهل أن تتخلى عن مفهوم ما في أمر واحد، لكن حمل الناس على معالجة مفاهيمهم بشكل كامل ليس بالأمر السهل. يجب أن يفهم المرء العديد من الحقائق قبل أن يكون قادرًا على علاج مشكلة مفاهيمه بشكل كامل. هذا يتطلب من الناس أن يطلبوا الحق في الأمور التي يواجهونها، وأن يختبروا محبة الله عمليًا ويقدّروها، ويتطلب أن يؤدي الله أعمالًا كثيرة حتى يتمكن الناس من معرفته. لا يمكن إزالة مشكلة مفاهيمهم وتصوراتهم عن الله تمامًا إلا عندما يعرف الناس الله.
ما تحتاجون إلى تشريحه الآن هو مفاهيمكم عن عمل الله وماهية هذه المفاهيم، وأن تلخص بشكل أساسي تصوراتك المختلفة، وتعارضاتك، ومتطلباتك حول عمل الله، وسيادة الله، وترتيباته، والطريقة التي يعمل بها الله. هذه الأشياء يمكن أن تعيقك عن الخضوع لتدبيرات الله وترتيباته ويمكن أن تتسبب في سوء فهمك وشعورك بالعداء تجاه كل ما فعله الله معك. مثل هذه المفاهيم خطيرة للغاية وتستحق التشريح. على سبيل المثال، يقرأ بعض الناس كلام الله الذي يدين الناس ويشجبهم ويكوّنون مفاهيم ويقولون، "يقول الله إنه لا يحب أمثالي من الناس، لذلك ربما لن يخلّصني." أليس هذا مفهومًا؟ ماذا ستكون نتيجة هذا المفهوم؟ مهما كان (نوع) الفساد الذي لديك أو أي نوع من الأشخاص تكون، فأنت تعلم أن الله لا يحب الناس الذين يتمردون عليه، فلماذا لا تتوب؟ إذا قبلت الحق وتخلّصت من فسادك وخضعت لله خضوعًا تامًا، ألن يحبك الله بعد ذلك؟ لماذا تضعون حدودًا لله وتقولون إنه لن يخلّصكم؟ هذه الأفكار السلبية التي تراودك ستعيقك عن اتباع الله واختبار عمله، وستجعلك تظل في حالة جمود وتتخلى عن نفسك لليأس، بل وستجعلك ترفض الله. يظهر أضداد المسيح والأشرار في بعض الكنائس ويخلقون الاضطرابات، وبذلك يضللون بعض الناس، فهل هذا أمر جيد أم سيئ؟ هل هذه محبة الله، أم أن الله يتلاعب بالناس ويكشفهم؟ لا يمكنك أن تفهم هذا، أليس كذلك؟ يضع الله كل الأشياء في خدمته من أجل تكميل أولئك الذين يرغب في خلاصهم ومن أجل تخليصهم، وما يكتسبه أولئك الذين يطلبون الحق بصدق ويمارسون الحق في النهاية هو الحق. لكن بعض الذين لا يطلبون الحق يتذمرون قائلين، "ليس من الصواب أن يعمل الله بهذه الطريقة. إنه يسبب لي الكثير من المعاناة! كدت أن أنضم إلى أضداد المسيح. إن كان هذا حقًا من ترتيب الله، فكيف يسمح للناس بالانضمام إلى أضداد المسيح؟" ما الذي يحدث هنا؟ إن عدم اتباعك لأضداد المسيح يثبت أن لديك حماية الله، أما إذا انضممت إلى أضداد المسيح فهذا خيانة لله ولم يعد الله يريدك. إذًا، هل هو أمر جيد أم سيئ أن يسبب هؤلاء أضداد المسيح والأشرار اضطرابات في الكنيسة؟ يبدو من ظاهر الأمر أنه سيئ، ولكن عندما يُكشف هؤلاء أضداد المسيح والأشرار، فحينها تزداد حاسة التمييز لديك، ويُطهّر هؤلاء الأشرار، وتنمو قامتك. وعندما تواجه مثل هؤلاء الأشخاص مرة أخرى في المستقبل، سيكون لديك تمييز لهم حتى قبل أن يظهروا على حقيقتهم، وسترفضهم. سيتيح لك هذا أن تتعلم الدروس وتستفيد، وستعرف كيف تميّز أضداد المسيح ولن يضللك الشيطان بعد ذلك. أخبرني إذًا، أليس من الجيد أن يكون ثمة أضداد للمسيح يزعجون الناس ويضللونهم؟ عندما يخضع الناس للاختبار حتى هذه المرحلة يمكنهم عندئذ فقط أن يروا أن الله لم يتصرف بما يتوافق مع مفاهيمهم وتصوراتهم، وأن الله يسمح للتنين الأحمر العظيم أن يخلق الاضطرابات بشكل محموم ويسمح لأضداد المسيح بتضليل شعب الله المختار حتى يتمكن من استخدام الشيطان في خدمته من أجل تكميل شعبه المختار، وعندئذ فقط يفهم الناس مقاصد الله الدؤوبة. يقول بعض الناس، "لقد ضللني أضداد المسيح مرتين وما زلت لا أستطيع تمييزهم. إذا جاء ضد مسيح أكثر مكرًا، فسوف أُضلل مرة أخرى." فلتدع ذلك يحدث مرة أخرى حتى تتمكن من اختباره وتتعلم الدرس؛ يجب أن يفعل الله الأشياء بهذه الطريقة حتى يتمكن من تخليص البشرية من تأثير الشيطان. يمكن استخدام عبارتين هنا لوصف الطريقة التي يعمل بها الله، وهما أن الطرق المختلفة التي يعمل بها الله غير عادية وتتجاوز تصور الناس العاديين. لماذا أعرّف عمل الله باستخدام هاتين العبارتين "غير عادي" و"يتجاوز التصوّر"؟ ذلك لأن البشرية الفاسدة لا يمكنها فهم هذه الأشياء ولا تفهم الحق، أو الطريقة التي يعمل بها الله، أو حكمة الله في محاربته للشيطان؛ فالبشرية كلها لا تفهم هذه الأشياء. إذًا كيف يمكن للناس أن يظلوا يضمرون أفكارًا ومفاهيم؟ ذلك لأنهم يتعلمون القليل من المعرفة، ويفهمون بعض التعاليم، ولديهم تفضيلاتهم الخاصة، ولذلك يكوّنون مفاهيم وتصورات معينة. لكن عندما يتعلق الأمر بأمور العالم الروحي والعمل الذي يؤديه الله، فإنهم لا يفهمون هذه الأشياء على الإطلاق. في الأيام الأخيرة، يواجه الخالق جميع البشر مباشرةً وينطق بكلامه. هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ خلق العالم. أي أنه يواجه البشرية جمعاء ويؤدي الأفعال علانيةً بهذه الطريقة، ويعلن خطة تدبيره ثم يطبّقها وينفّذها بين البشر؛ هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا على الإطلاق. الناس لا يفهمون هذا العالم من فكر الله، وجوهر الله، وطريقة عمل الله، وهم غرباء عنه، لذلك من الطبيعي أن يضمر الناس مفاهيم عن هذه الأشياء، لكن هذا لا يعني أنها تتوافق مع الحق. مهما كانت مفاهيم الناس طبيعية، فإنها لا تزال تتعارض مع الحق، ولا تتفق مع كلام الله، وتتعارض مع مقاصد الله. إذا لم تُعالج هذه المفاهيم في الوقت المناسب، فستكون عائقًا كبيرًا أمام اختبار الناس لعمل الله ودخولهم الحياة. لذا، عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم البشرية، مهما كانت تتوافق مع تصورات الناس وأفكارهم، ما دامت لا تتفق مع الحق ومع كلام الله، فإنها كلها تناقض الحق وتعارض الله، ولا تتوافق مع الله. بغض النظر عن مدى توافق تصورات الناس مع مفاهيمهم، يجب على الناس أن يحاولوا دائمًا تمييزها؛ يجب ألّا يقبلوا مفاهيمهم بشكل أعمى على الإطلاق. ما الذي يجب أن يقبله البشر؟ يجب على البشر أن يقبلوا كلام الله، والحق، وكل الأشياء الإيجابية التي تأتي من الله. أما بالنسبة للأشياء التي تتعلق بالشيطان، فبغض النظر عن مدى صلاحها أو مدى توافقها مع تصوراتهم الخاصة كما يظن الناس، يجب ألا يقبلوها، بل يجب عليهم رفضها. بهذه الطريقة فقط يمكن للناس تحقيق الخضوع لله وتلبية متطلبات الخالق.
لا يمكن علاج مفاهيم الناس إلا من خلال كلام الله وباستخدام الحق؛ لا يمكن تنحيتهما جانبًا من خلال التبشير بالتعاليم وإلقاء العظات، فالأمر ليس بهذه السهولة. لا يلتزم الناس بالأمور البارّة، بل هم عرضة للتشبث بمفاهيم مختلفة أو أمور شريرة ومشوّهة يصعب عليهم تنحيتها جانبًا. ما سبب ذلك؟ السبب هو أن لديهم شخصيات فاسدة. سواء كانت مفاهيم الناس كبيرة أو صغيرة، خطيرة أو غير خطيرة، إذا لم تكن لديهم شخصيات فاسدة، فإن هذه المفاهيم يسهل علاجها. المفاهيم، في نهاية المطاف، هي مجرد طريقة تفكير. لكن بسبب شخصيات الناس الفاسدة، مثل الغطرسة، والعناد، وحتى الشر، تصبح المفاهيم فتيلًا يتسبب في تعارض الناس مع الله وإساءة تفسيره، بل وحتى (إدانة /إصدار أحكام على) الله. من يستطيع أن يظل خاضعًا لله ومسبِّحًا له عندما يضمر مفاهيم عنه؟ لا أحد. بإضمارهم للمفاهيم، يكون الناس عدائيين تجاه الله، ويتذمرون منه، ويدينونه، بل ويشجبونه. هذا كافٍ لإظهار أن المفاهيم تنشأ من داخل شخصيات فاسدة، وظهور المفاهيم هو كشف عن شخصيات فاسدة، وكل الشخصيات الفاسدة التي تُكشف هي شخصيات متمردة على الله ومقاومة له. يقول بعض الناس، "لديّ مفاهيم، لكنني لا أقاوم الله." هذا كلام خادع. حتى لو لم يقولوا أي شيء، فهم لا يزالون في قلوبهم عدائيين، وسلوكهم عدائي. هل يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يظلوا خاضعين للحق عندما يكونون هكذا؟ هذا مستحيل. ولأنهم تسيطر عليهم شخصيات فاسدة، فإنهم يتشبثون بمفاهيمهم؛ وهذا بسبب شخصياتهم الفاسدة. وبالتالي، بينما تُعالج الأفكار، تُعالج أيضًا شخصيات الناس الفاسدة. إذا عولجت شخصيات الناس الفاسدة، فإن العديد من أفكارهم غير الناضجة والطفولية، وحتى الأشياء التي أصبحت بالفعل مفاهيم، لا تمثّل مشكلة بالنسبة إليهم؛ إنها مجرد أفكار ولا تؤثر على أداء واجبك أو خضوعك لله. المفاهيم والشخصيات الفاسدة مرتبطة ببعضها البعض. أحيانًا يكون لديك مفهوم في قلبك، لكنه لا يوجّه أفعالك. عندما لا يمس مصالحك المباشرة، فإنك تتجاهله. لكن تجاهله لا يعني عدم وجود شخصية فاسدة داخل مفهومك، وعندما يحدث شيء يتعارض مع مفهومك فإنك تتشبث به باستخدام موقف معين، وهو موقف تسيطر عليه شخصيتك. قد تكون هذه الشخصية عنادًا، وقد تكون غطرسةً، وقد تكون شرًا؛ مما يجعلك هذا تصرخ في وجه الله قائلًا، "لقد تم التصديق على وجهة نظري أكاديميًا مرات عديدة. لقد تبناها الناس لآلاف السنين، فلماذا لا يمكنني ذلك؟ إن الأشياء التي تقولها وتتعارض مع المفاهيم البشرية هي خاطئة، فكيف يمكنك أن تظل تقول إنها الحق، وأنها فوق كل شيء آخر؟ إن منظوري هو الأعلى من بين جميع البشر!" يمكن أن يدفعك مفهوم واحد إلى أن تتصرف بهذا الشكل، إلى مثل هذا التبجح. ما الذي يسبب هذا؟ (الشخصيات الفاسدة). هذا صحيح، إنه ناتج عن الشخصيات الفاسدة. توجد علاقة مباشرة بين المفاهيم وشخصيات الناس الفاسدة، ويجب علاج مفاهيمهم. بمجرد معالجة مفاهيم الناس عن الإيمان بالله، يصبح من السهل عليهم الخضوع لترتيبات عمل بيت الله، وبالتالي يؤدون واجبهم بسلاسة أكبر، ولا يسلكون طرقًا ملتوية، ولا يعرقلون أو يزعجون، ولا يفعلون أي شيء يجلب الخزي على الله. إذا لم تُعالج مفاهيم الناس وتصوراتهم، يصبح من السهل عليهم أن يفعلوا أشياء تسبب العرقلة والإزعاج. في الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تنتج مفاهيم الناس في داخلهم كل أنواع العداء لتجسّد الله. بالحديث عن المفاهيم، فهي بالتأكيد وجهات نظر خاطئة تتعارض مع الحق وتتناقض تمامًا معه، ويمكن أن تتسبب في نشوء جميع أنواع المشاعر العدائية تجاه الله في الناس. هذا العداء يجعلك تشكك في المسيح وتصبح غير قادر على قبوله أو الخضوع له، وفي الوقت نفسه يؤثر أيضًا على قبولك للحق ودخولك إلى واقع الحق. في الحالات الأكثر خطورة، تتسبب مفاهيم الناس المختلفة عن عمل الله في إنكار عمل الله، والطرق التي يعمل بها الله، وسيادة الله وترتيباته؛ وفي هذه الحالة لا يكون لديهم أي أمل في الخلاص على الإطلاق. بغض النظر عن أي جانب من جوانب الله التي يراود الناس مفاهيم عنه، فإن وراء هذه المفاهيم تكمن شخصياتهم الفاسدة، وهذه المفاهيم يمكن أن تجعل تلك الشخصيات الفاسدة تزداد سوءًا، مما يعطي الناس ذريعة أكبر لمقاربة عمل الله، والله نفسه، وشخصية الله باستخدام شخصياتهم الفاسدة. ألا يشجعهم هذا على مقاومة الله بشخصياتهم الفاسدة؟ هذه هي عاقبة المفاهيم بالنسبة للإنسان.
بالرغم من أننا كثيرًا ما تحدثنا سابقًا عن المفاهيم البشرية، إلا أننا لم نعقد شركة بانتظام وبشكل مُفصّل عن الجوانب والأمور التي يحمل الناس مفاهيم عنها، ونوع المفاهيم التي تكوّنها. من خلال عقد الشركة وتشريح كل نقطة على حدة بهذه الطريقة اليوم، أعطيتكم خطًا واضحًا لتتبعوه حتى تعرفوا نوع المفاهيم التي لديكم، وحتى يكون لديكم بعد ذلك طريقًا لعلاجها واحدًا تلو الآخر. إذا تمكن الناس من علاج هذه المفاهيم واحدًا تلو الآخر، فستتضح لهم جميع جوانب الحق بالتدريج. وبهذه الطريقة، سيصبح طريقهم إلى الأمام أكثر وضوحًا أيضًا بشكل تدريجي، وسيصبح الطريق الذي يسلكونه في إيمانهم بالله أكثر صلابةً وإشراقًا كلما تقدّموا أكثر.
20 سبتمبر2018