ما من سبيل لدخول الحياة إلا بممارسة الحق
من أين ينبغي للشخص أن يبدأ عند اتخاذ الخطوة الأولى نحو دخول الحياة؟ ما الذي يجب أن يمتلكه الشخص لتحقيق دخول الحياة؟ ما الأشياء الأكثر حسمًا وأهميةً التي ينبغي للشخص السعي إليها واكتسابها لكي يدخل إلى وقائع الحق؟ هل راعيتم هذه الأسئلة من قبل؟ ما دخول الحياة؟ دخول الحياة هو تغيير في حياة الشخص اليومية، في أفعاله، في اتجاه حياته، وفي الهدف من سعيه. فبعد أن كان الشخص أحمقًا وجاهلًا في الماضي، وكان يتصرّف دائمًا وفقًا لأفكار الجسد ومفاهيمه وتصوّراته، فقد يفهم الشخص الآن، من خلال كشف الله وسقايته وتزويده، أنه ينبغي له أن يتصرّف وفقًا لكلام الله. بالإضافة إلى ذلك، مرَّ هذا الشخص بتحوّل نتيجة كلام الله، في الحياة اليومية، فيما يتعلق بآرائه وأسلوب تصرفه، وفيما يتعلق باتجاهه وأهدافه في الحياة. هذا هو دخول الحياة. ما أساس دخول الحياة؟ (كلام الله). هذا صحيح. دخول الحياة لا ينفصل عن كلام الله؛ إنه لا ينفصل عن الحق؛ فكل كلمة يتحدّث بها الله هي الحق. ما الذي يتجلَّى في الأشخاص الذين حققوا دخول الحياة؟ (إنهم قادرون على الاعتماد على كلام الله للعيش). هذا صحيح. إنهم قادرون على الاعتماد على كلام الله للعيش. تكون أفعالهم، وكلامهم، وأفكارهم حول المشكلات، ووجهات نظرهم، ومواقفهم، ومنظوراتهم، كلها تعتمد على كلام الله وعلى الحق. هذه هي مظاهر بلوغ دخول الحياة. إذًا، بماذا يرتبط دخول الحياة في المقام الأول؟ (كلام الله). إنه مرتبط بكلام الله وبالحق. إذًا، الآن، هل يمكن للمرء أن يُعرِّف الشخص الذي حقَّق دخول الحياة باعتباره شخصًا يسعى إلى الحق، والشخص الذي يسعى بصدق إلى الحق باعتباره شخصًا حقَّق دخول الحياة؟ (نعم). ما الهدف من تعريف الأشياء بهذه الطريقة؟ في أي اتجاه يجب أن نوجه شركتنا؟ (نحو السعي إلى الحق). السعي إلى الحق هو الموضوع الرئيسي الذي أريد أن أعقد شركة حوله اليوم. في الوقت الحاضر، أنتم لستم واضحين تمامًا بشأن العلاقة بين دخول الحياة والسعي إلى الحق – إنها ليست واضحة جدًا لكم. أنا دائمًا أعقد شركة حول دخول الحياة والتغييرات في الشخصية، وأُشرّح طريق بولس. ما الموضوع الرئيسي الذي يتلخص فيه كل هذا؟ إنه السعي إلى الحق. ولا يهم ما ما إذا كنتُ أشرّح الطريق الذي اتبعه بولس، أو كنت أتحدّث عن طريق الكمال الذي اتبعه بطرس – فمهما كان ما أتحدث عنه، في النهاية، ما نوع الطريق الذي أهدف إلى جعل الجميع يتبعونه؟ (طريق السعي إلى الحق). عندما يكون الناس قادرين على السعي إلى الحق، ودخول وقائع الحق، والعيش وفقًا لكلام الله، وفهم مقاصد الله، والقيام بالأشياء وفقًا لمبادئ كلام الله، ألا تكون الأهداف التي يسعى الناس إليها، والطرق التي يتبعونها واضحة؟ (نعم، هي كذلك). السعي إلى الحق هو موضوع يستحيل على الناس تجنبه عندما يؤمنون بالله، ويسعون إلى تغيير شخصيتهم، ويسعون إلى الخلاص. أولئك الذين يسعون إلى الحق هم فقط المؤمنون الحقيقيون، ويمكنهم تحقيق الخلاص. هناك بعض الناس لديهم شغف وهم على استعداد لبذل أنفسهم من أجل الله، لكنهم ليسوا بالضرورة أشخاصًا يسعون إلى الحق. وعلى الرغم من أن الجميع على استعداد للسعي إلى الحق، إلا أن بعض الناس ذوي مستوى قدرات ضعيف، ويفتقرون إلى القدرة على الاستيعاب ولا يمكنهم فهم الحق. وبعض الناس ليس لديهم فهم روحي؛ مهما استمعوا إلى العظات، فإنهم لا يفهمون أبدًا، ولا يفهمون عندما يقرؤون كلام الله. إنهم دائمًا يستوعبون الأشياء بطريقة مُحرّفة، ويحاولون تطبيق اللوائح. هؤلاء هم الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. هناك أشخاص في الكنيسة لديهم فهم روحي، وآخرون ليس لديهم فهم روحي؛ هناك أولئك ذوي مستوى القدرات الضعيف الذين يفتقرون إلى القدرة على الاستيعاب، وأولئك ذوي مستوى القدرات الجيد الذين لديهم استيعاب نقي لكلام الله؛ هناك أولئك الذين يسعون إلى الحق، وأولئك الذين لا يسعون. كل هذه الأنواع المختلفة من الناس لديهم حالات ومظاهر مختلفة، ويجب أن تكون قادرًا على التمييز بينها بوضوح.
لنبدأ بمناقشة النوع الأول من الأشخاص – الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. على سبيل المثال، نعقد شركةً حول أحد جوانب الحق، وبعد أن ننتهي من عقد الشركة حول هذا الجانب من الحق وحالات الناس وسلوكياتهم ونواياهم ومظاهرهم، هناك بعض الأشخاص الذين لا يفهمون ما قيل، ولا يفهمون ما عُقِدت الشركة حوله، ومَنْ لا يستطيعون مقارنة أنفسهم به، ولا يعرفون ما هي العلاقة بين سلوكهم ومظاهرهم وشخصيتهم الفاسدة وجوهر طبيعتهم وبين الحق الذي عُقدت الشركة حوله. كما أنهم لا يعرفون ما علاقة هذا بالأشياء التي يسعون إليها في حياتهم، أو لماذا أُلقيت هذه العظة – كل ما يفهمونه منها هو مجرد تعاليم، ويقرؤونها على أنها لوائح. عندما يسألهم أحدهم عما فهموه، يقولون: "على الرغم كثرة الموضوعات التي عُقِدت الشركة حولها اليوم، فإن الفكرة الرئيسية هي نفسها: إذا حدث شيء ما، فصلّوا أكثر". هناك آخرون يقولون: "أنا أفهم. الله يجعل الناس صالحين، لا يفعلون أشياء سيئة، ويفعلون الكثير من الأعمال الصالحة. الله يحب هذا". ولا يزال هناك آخرون يقولون: "الله يُخبر الناس أنهم يجب أن يبذلوا أنفسهم من أجله، وأن يُقدموا الكثير من أنفسهم". هل فهموا كلام الله؟ (لا). يعتقد كلّ هؤلاء الناس أنهم فهموا كلامه، لكنهم في الواقع يتخبّطون في الظلام، وقد تمسكوا بجملةٍ واحدة فقط من كلامه. فهمهم أحادي الجانب للغاية، ولا يفهمون ما قصده الله على الإطلاق. بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يفهمون كلام الله، مهما كان مقدار ما يقوله الله، فإن كل ما يرونه هو لوائح، وتعليم، ونوع واحد من النظريات، أو منظور من نوع واحد، أو قول من نوع واحد. عندما يتعلق الأمر بتطبيقها، كيف يطبقونها؟ على سبيل المثال، عندما نتحدث عن حقيقة الخضوع لله، بعد الاستماع يقولون: "سأفعل كل ما يأمرني الله بفعله. هذا هو ما يعنيه الاستماع إلى كلامه والخضوع له". أليس هذا تبسيطًا مُفرطًا؟ هذا كل ما يمكنهم فهمه. إنهم لا يفهمون ما طريقة ممارسة كلام الله التي تُعتبر خضوعًا حقيقيًا له، أو كيف يطلبون مقاصد الله ويُحققون الخضوع لله، وكيف يتبعون إرشاد الروح القدس، وكيف يُمارسون الحق وفقًا لكلام الله، ناهيك عن كيفية الوقوف إلى جانب الله وحماية عمل الكنيسة. كلما ازداد تعلّق الأمر بالحقائق التي تُعدّ مفتاحًا للخضوع لله، ازدادت عدم قدرتهم على استيعابه. كل ما يعرفونه هو كيفية اتباع اللوائح. هذا هو ما يعنيه عدم امتلاك الفهم الروحي. وإلى جانب اتباع اللوائح والوقوع في روتين تفكيرهم الخاص، فإن الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي لا يتأثرون بالعقل. ما التعبير الأساسي للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي؟ (اتباع اللوائح). إنه اتباع اللوائح. غالبًا ما يأخذون جملة أو حدثًا ويُحدِّدونه كلائحة أو نمط يُتَّبع. إذًا، هل يُعامِل هؤلاء الأشخاص، الحق بالطريقة نفسها؟ (نعم). أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي يتذكَّرون جانبًا واحدًا من مظاهر الحق الذي عقدتَ الشركة حوله اليوم؛ فهم يُحدِّدون تلك الكلمات والسلوكيات كلوائح ينبغي مُمارستها، ويتذكرون كل منها دون استثناء. ثم، في المرة القادمة، عند مواجهة موقف مختلف، إذا لم يتشارك أحد، فسوف يُطبِّقون تلك الأساليب واللوائح السابقة دون تمييز، ويطبقونها. هذا مظهر مُحدّد للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. كيف يشعر هؤلاء الأشخاص في أثناء اتباعهم للوائح؟ (بالتعب). إنهم لا يشعرون بالتعب؛ لو شعروا بذلك، لكانوا توقفوا. إنهم يشعرون بأنهم يُمارسون الحق؛ لا يشعرون بأنهم يتبعون مجموعة من اللوائح، ولا يشعرون بأنهم ليس لديهم فهم روحي. ناهيك عن أنهم لا يشعرون بأنهم لم يفهموا الحق، أو أنهم ليس لديهم فهم لِمَاهية مبادئ الحق. على العكس من ذلك، يعتقدون أنهم فهموا الجانب العملي من الحق، وكذلك مبادئ ذلك الجانب من الحق؛ وفي الوقت نفسه، يعتقدون أنهم فهموا مقاصد الله، وأنه إذا استطاعوا التصرف بما يتماشى مع لوائحهم، فسيكونون قد دخلوا في ذلك الجانب من واقع الحق، وأرضوا مقاصد الله، وطبّقوا الحق. أليس هذا ما يعتقده الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي؟ (نعم، هذا صحيح). هل تتوافق طريقة التفكير هذه مع المعايير التي يطلبها الله؟ هل، في الواقع، تُعد المُمارسة من خلال اتباع اللوائح مظهرًا من مظاهر السعي إلى الحق؟ (لا، ليس كذلك). لماذا لا؟ (لأنه عندما يحدث شيء ما، فإنهم لا يطلبون الحق، ولا يبذلون جهدًا في التفكير في الأمر؛ إنهم فقط يتمسكون بعناد بالطريقة التي اعتادوا عليها للقيام بالأشياء). هذه هي الطريقة التي يتصرّف بها نوع الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي – يتمسكون بعناد بالطرق القديمة، وهم كسالى، ولا يطلبون الحق عندما تحدث الأشياء، ولا يُفكرون في الأشياء أو يُحقِّقون فيها. أيضًا، حتى لو حقَّقوا، فهل هم قادرون على فهم ما يعنيه ذلك؟ (لا). لماذا لا يفهمون؟ (لأنهم ليس لديهم فهم روحي). صحيح. ما يُلخص الأمر هو أن الأشخاص من هذا القبيل ليس لديهم فهم روحي، ولن يفهموا الحق أبدًا.
في الواقع، فإن الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي على استعدادٍ، في قلوبهم، للسعي إلى الحق، لكنهم يقومون بذلك بطريقةٍ خطأ. على وجه الدقة، يعتمدون بشكل أساسي على اتباع اللوائح، والتقيُّد بأُطر محدّد، والالتزام بالتعاليم، أو تطبيق أساليب الآخرين في القيام بالأشياء، وتقليد كلامهم. إذًا، ما جوهر هذا نوع الشخص هذا؟ لماذا يُعامِلون اتباع اللوائح كممارسة للحق، ويعتقدون أن المُمارسة بهذه الطريقة هي السعي إلى الحق؟ لماذا تحدث هذه المُشكلة؟ هناك أصلٌ – هل يُمكنكم رؤيته؟ (إنهم يُعامِلون آراءهم ومفاهيمهم وتصوراتهم على أنها الحق. إنهم لا يفهمون كلام الله، ولم يدركوا مقاصد الله حقًا). هذا جزء من الأمر. ماذا أيضًا؟ (إنهم مُتغطرسون وبارّون في عيون أنفسهم، وعندما يحدث شيء ما لا يطلبون الحق. إنهم يُعامِلون الأشياء التي يعتقدون أنها صحيحة على أنها الحق). هذه هي الطريقة التي يتعامل بها بعض الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي، لكن هذا ليس أصل المُشكلة. ما الذي جعل هؤلاء الناس يُظهِرون أنفسهم بهذه الطريقة؟ يستمع الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي ويحبون اتباع اللوائح إلى العظات بجدية شديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بممارساتهم. على سبيل المثال، كيف يؤدون واجباتهم، وكيف يقومون بالأشياء التي ينبغي لهم القيام بها بشكل جيد. إنهم يُصغون بانتباه، لكن المُشكلة الأساسية هي أنهم لا يستطيعون إجراء مقارنات بين حالتهم وما يسمعونه في العظة. على سبيل المثال، إذا تحدثت العظة عن تمرُّد الناس، بعد أن يستمعوا، يُفكرون: "مُتمرِّد؟ لست أنا! إذا لم يُسمح للناس بأن يكونوا مُتمردين، فعند مواجهة موقف كهذا في المستقبل، لا ينبغي أن أتحدث. يجب أن أتحمّل الأمر فقط، وأقرأ نبرة الناس وتعبيراتهم. سأنظر إلى ما يقوله الناس من حولي، وكيف يفعلون الأشياء، وأتبعهم. وبعد ذلك، لن أكون مُتمردًا، أليس كذلك؟" بعد أن يستمعوا إلى عظة، فإن الاستنتاجات التي يتوصلون إليها هي مجرد مجموعة مُستمدَّة من منطقهم الخاص وأساليبهم في المُمارسة. ليس لديهم استجابة لجميع الحالات التي كُشِف عنها في العظة، ولا يمكنهم إجراء أي مقارنات مع أنفسهم. عقولهم مشوشة. ماذا أقصد بـ "مشوشة"؟ إنهم لا يعرفون ما الذي تتحدّث عنه العظة في الواقع. في داخلهم، يُفكِّرون: "ما الذي تُعقد الشركة حوله؟ لماذا لا يُطرَح الموضوع بعباراتٍ أكثر وضوحًا؟ اليوم تُعقد الشركة حول هذا الأمر، وغدًا ستعقد حول أمرٍ آخر". من منظورهم، إن ممارسة الحق سهلة: ما عليك سوى فعل ما يُطلب منك القيام به. بالنظر إلى جميع الحالات والشخصيات الفاسدة التي يُكشف عنها في العظة، فإنهم لا يستطيعون مقارنتها مع أنفسهم. إنهم مُشوّشون ولا يستطيعون التمييز عندما يتعلق الأمر بالأفكار والخواطر ومختلف الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها الناس في كل نوع من الظروف في أثناء عملية دخول الحياة. لا يمكنهم التمييز بين التفاصيل، ولا إجراء مقارنات مع أنفسهم. كيف يشعر الأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء مقارنات مع أنفسهم بعد الاستماع إلى الحق؟ (يعتقدون أنه يتحدّث عن الآخرين، وأنه لا علاقة له بهم). هذا صحيح. هذه هي السمة الرئيسية؛ لا يمكنهم إجراء مقارنات مع أنفسهم. فعندما يرون كلماتٍ تكشف عن حالات الناس الفاسدة، يعتقدون أنها تتحدّث فقط عن الآخرين. يمكنهم الاعتراف بذلك عندما يُكشف عن المشكلات العادية أو المشكلات الشائعة لدى الناس، ولكن عندما يتعلق الأمر بالكلمات ذات الصلة بالشخصيات الفاسدة أو جواهر الناس، فإنهم لا يقبلونها بشكل قاطع؛ لن يعترفوا بها تحت أي ظرف من الظروف – كما لو أن الاعتراف بذلك يعني إدانتهم. هذه هي المُشكلة التي يُعاني منها جميع الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. عندما يُواجهون كشف الله لكل نوعٍ من الحالات والمظاهر التي لدى الناس، وكل طريقة يكشف بها جوهر طبيعتهم عن نفسه، فإنهم لا يقبلون أيًا منها، ولا يُقارنون أنفسهم بها أو يتأملون. وبدلًا من ذلك، غالبًا ما يأخذون هذه الكلمات والمشكلات ويُسقطونها على الآخرين، معتقدين أنها لا علاقة لها بهم. لا يقبل الأشخاص من هذا القبيل الحق فحسب، بل ليس لديهم عمليات تفكير طبيعية، وكلماتهم مراوغة وغامضة، والإجابة التي يُقدمونها ليست عن السؤال الذي طرحته. على سبيل المثال، إذا سألتهم عما إذا كانوا قد تناولوا الطعام بعد، يقولون إنهم لا يريدون الماء؛ إذا سألتهم عما إذا كانوا يشعرون بالنعاس، يقولون إنهم ليسوا عطشى. غالبًا ما يكونون في هذا النوع من الحالة المشوشة، وحالة الاضطراب الذهني. هذه هي الطريقة التي يُظهِر بها الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي أنفسهم. هناك أشخاص ليس لديهم فهم روحي في كل كنيسة. وعلى الرغم من أن لديهم مشكلات مُشتركة فيما بينهم، إلا أن هناك أيضًا اختلافات طفيفة. هل هناك أي أشخاص ليس لديهم فهم روحي تمامًا؟ (نعم). الأشخاص الذين آمنوا بالله لمدة تقل عن ثلاث سنوات يكونون مُشوّشين للغاية بشأن أمور مثل الإيمان بالله، ودخول الحياة، والسعي إلى الحق، والسعي إلى تغيير شخصياتهم، وإكمالهم. إنهم يعتمدون على الشغف فقط للقيام بواجبهم، والقيام بهذا أو ذاك من أجل الله، وهم في مرحلة بذل الجهد والعمل. إنهم لا يفهمون الأمور المتعلقة بدخول الحياة، وليس لديهم أي مفهوم على الإطلاق لدخول الحياة والسعي إلى الحق. إنهم يحبون فقط القيام بالأشياء التي تكون مرئية من الخارج، ويعتمدون على شغفهم للقيام بذلك. هؤلاء هم الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي تمامًا. هل يُمكن تصنيف شخص ليس لديه فهم روحي تمامًا في هذه المرحلة على أنه شخص لا يسعى إلى الحق؟ (لا). فهم لم يؤمنوا بالله لفترة طويلة بما يكفي، لذا لا يُمكن تصنيفهم بعد. لأنهم لا يزالون في مرحلة الشغف، فإنهم لا يفهمون أي شيء عن أهداف خطة تدبير الله، أو طريق الناس إلى الخلاص، أو المسارات المختلفة التي يتبعها كل نوع من الناس، لذا فإن افتقارهم للفهم الروحي أمرٌ يُمكن التسامح معه؛ هذا أمر طبيعي. ومع ذلك، بالنسبة إلى أولئك الذين يفهمون بالفعل ما دخول الحياة، وقد بدأوا بالفعل في التعرُّف على جميع الحقائق المتعلقة بدخول الحياة وتغيير الشخصيات، هل يوجد بينهم أي شخص ليس لديه فهم روحي تمامًا؟ (نعم، يوجد). إنهم ما زالوا موجودين. حتى لو كان الشخص الذي ليس لديه فهم روحي تمامًاعلى استعدادٍ في قلبه للسعي إلى الحق، فلا يُمكنه تحقيقه، لذا يُمكن القول بيقين أنه لا توجد طريقة يمكن بها للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي تمامًا أن يكونوا أشخاصًا يسعون إلى الحق، ولا توجد طريقة على الإطلاق لتكون مظاهرهم هي مظاهر شخص يسعى إلى الحق.
ما الطُرق المُختلفة التي يُظهِر بها الأشخاص الذين لديهم فهم روحي وأولئك الذين ليس لديهم فهم روحي أنفسهم؟ إن الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي يجهلون ولا يدركون بشكلٍ أساسي الحقائق التي عقد الله شركة حولها، وكذلك حالات كلماته وسياقها وإشاراتها، ولا يمكنهم مقارنة أنفسهم بها. أمّا أولئك الذين لديهم فهم روحي فهم عكس ذلك تمامًا. على سبيل المثال، إذا عقدتُ شركةً حول تمرُّد الناس، وأن التمرُّد يتضمن تعنت وأنانيةً وحماقةً عنيدة، وكذلك سوء فهم عن الله، ومقاومةً ومعارضةً تجاهه، فعندما أتحدَّث عن حالاتٍ تتعلق بهذا الموضوع، بغض النظر عما إذا كنت أُعطي مثالًا، أو أتحدَّث عن جانب من جوانب الحق، أو أتطرَّق إلى حالة موجودة في قلبك، أو أعقد شركةً حول موضوعات تتعلق بمبادئ الحق، فإذا كنت تفهم حقًا ما تسمعه، فأنت شخص لديه فهم روحي. وإذا كنت تفهم ما تسمعه وتستطيع تطبيقه، فأنت شخص يُمارس الحق. عندما يسمع الأشخاص الذين لديهم فهم روحي كلام الله، يكونون قادرين على الاستيعاب الخالص، ويمكنهم حتى فهم الحق. مهما كان ما يتحدَّث عنه الله، فإنهم يكونونو قادرين على مواكبة ذلك، ويكونون قادرين على إجراء مقارنات بين حالتهم وكلام الله، ويمكنهم إيجاد طريق للممارسة. هذا مظهر امتلاك الفهم الروحي. بعد أن يقرأ الأشخاص الذين لديهم فهم روحي كلام الله، يُنار قلبهم ويكتسبون شيئًا منه. إن روحهم حرّةً بشكل خاص، ويشعرون بأن هناك طريقًا يُمكنهم اتباعه. لذلك، في كل مرة يستمعون فيها إلى عظة، يكتسبون شيئًا منها، وفي كل مرة يقرؤون فيها كلام الله، يُثرون به. هذه هي الطريقة التي يُظهِر بها الفهم الروحي نفسه. مهما كان ما يعقد الله الشركة حوله، بعد أن يسمعه أولئك الذين لديهم فهم روحي، ستظهر صور في أذهانهم، وعندما يكشف الله حالات الناس، يمكنهم إجراء مقارنات. عندما يتحدَّث عن سوء الفهم عن الله، فإنهم يُطبقونه على حالتهم، ويدركون: "هذا المطلب لي، وهذه التصورات التي لديَّ هي في الواقع سوء فهم عن الله". لقد توصلوا إلى الرابط. عندما يتحدّث عن المقاومة والمعارضة تجاه الله، فإذا كانت لديهم هذه المشاعر نفسها، ويعيشون في الحالات نفسها، ولديهم هذه الشخصيات والجواهر في داخلهم، فيمكنهم إجراء مقارنة بينها. ما نوع الأشياء التي يمكنهم استخدامها لإجراء مقارنات؟ الأفكار، أو الخواطر، أو الأفعال والسلوكيات التي يُظهِرونها؛ يمكن استخدام كل هذه الأشياء لإجراء مقارنات. عندما يستطيع الناس فهم ما يقوله الله، وفهم ما يتحدَّث عنه بالضبط، ومعرفة أي سلوك، وكشوفات، ومظاهر، وحالات، وجواهر لديهم تُطابق الحالات التي كشف عنها الله، والتي جرى الحديث عنها في العظات، فعندئذٍ يكونوا قد أظهروا الفهم الروحي. هل يُمكنكم معرفة ما إذا كان لديكم فهم روحي أم لا؟ (أحيانًا يكون لديّ، وأحيانًا لا يكون لديّ). يمكن علاج هذا، ولكن إذا لم يكن لديك أيّ فهم على الإطلاق، فهذا يعني مُشكلة. إذا كنت تعرف ما الذي يتحدّث عنه كلام الله معظم الوقت، حتى لو لم تستطع إجراء أيّ مقارنات مع نفسك، ولكنك تعرف أن لديك حالات من هذا النوع، أو لاحظتها في أشخاص آخرين، وتعرف هذا الجانب من الحق، وكيف يجب أن تدخل فيه، فهذا يُعتبر بالفعل بمثابة امتلاك فهم روحي. ومع ذلك، هل يستطيع هذا النوع من الأشخاص إظهار الفهم الروحي في كلّ مرة يسمعون فيها عظة؟ لا، أحيانًا يكون لديهم فهم روحي، وأحيانًا لا يكون لديهم. لأن دخول الحياة يتطرق إلى جوانب عديدة من الحق. هناك بعض الحقائق التي تفهمها وقد دخلت فيها، وأخرى لا تفهمها ولم تدخل فيها بعد. هناك بعض الحقائق التي لم تصادفها على الإطلاق، ولم تسمع بها حتى. الآن سمعتها، ولكن من الصعب القول ما إذا كنت تستطيع استيعابها أم لا، وقد يكون لديك حتى مفاهيم أو سوء فهم عنها. ومع ذلك، فهذا أمرٌ طبيعي. إذا كانت هناك بعض جوانب الحق التي تفهمها، فهذه هي الجوانب التي لديك فيها فهم روحي؛ إذا كانت هناك بعض جوانب الحق التي لا تفهمها، فهذه هي الجوانب التي ليس لديك فيها فهم روحي؛ إذا كانت هناك بعض جوانب الحق التي لم تسمع بها من قبل، والتي لا تزال غريبة عليك تمامًا، أو التي لديك حتى مفاهيم عنها، فهذه هي الجوانب التي ليس لديك فيها فهم روحي بشكلٍ أكبر. يجب أن تمر بفترة من الاختبار حتى تفهم الحق قبل أن تُحقق الفهم الروحي في تلك الجوانب. على سبيل المثال، بعض الناس لديهم سوء فهم عن الله، لكنهم ما زالوا يُفكرون: "لم أسيء فهم الله؛ لم أسيء فهم الله قط. لا يُمكنني أن أحب الله أكثر من ذلك! فكيف يُمكنني أن أسيء فهمه؟" هذه هي الكلمات التي يتحدَّث بها الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. إذا قلتَ: "غالبًا ما يُسيء الناس فهم الله، لكنهم لا يستطيعون السيطرة عليه؛ سوء الفهم يظهر في أي وقت وفي أي مكان. ومع ذلك، حتى الآن، يبدو أنني لا أدرك أيّ جوانب أسأتُ فيها فهم الله، أو كنتُ فيها في تناقضٍ معه. أحتاج إلى أن أفحص الأشياء بتمحيصٍ دقيق، وأن أخوض اختبارات، وأن أصلي إلى الله وأطلب منه أن يُرتِّب مواقف ليكشف لي هذه الأشياء". هذا مثالي. هذه هي الأمنية التي يجب أن تكون في ذهنك – يجب أن تستمر في السعي للتحسُّن. إذا قال شخصٌ ما: "لم أسيء فهم الله أبدًا. هذا يتحدَّث عن أشخاصٍ آخرين"، فإن حقيقة أنه يمكنه قول شيءٍ سخيف كهذا تُظهِر أنه ليس لديه فهم روحي. ما الشخصيات التي يكشف عنها الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي بشكلٍ أساسي؟ الغطرسة والحماقة العنيدة. ما الحماقة العنيدة؟ هذا يعني أنك أحمق وعنيد في نفس الوقت. كيف تُظهر نفسها بعباراتٍ مُحدَّدة؟ (إنهم غير مدركين للشخصيات الفاسدة التي يمكن للجميع غيرهم رؤيتها، ويعتقدون أنهم لا يمتلكون هذه الشخصيات. كما أنّهم بارّون في عيون أنفسهم بشكلٍ خاص، ويعتقدون أنهم على حق تمامًا). لا يعتقدون أنهم لا يمتلكون هذا الجانب من الفساد فحسب، بل يعتقدون أنهم يقومون به بشكلٍ جيد أيضًا. إن شخصيتهم المتغطرسة تسيطر عليهم من الداخل، ويعتقدون أنهم لن يفعلوا شيئًا كهذا أبدًا. مهما كان ما يقوله الآخرون، طالما أنهم لم يُدركوا أو يروا أو يختبروا شيئًا ما بأنفسهم، فإنهم يعتقدون أنه لا داعي للتأمل والفهم، أو قبوله. هذه هي الحماقة العنيدة. ما الطريقة الأخرى لوصف الحماقة العنيدة؟ إنّها تكون عندما لا تتأثر بالعقل. هل هناك أي مصطلحات أخرى؟ (الغباء). نعم، ترتبط الحماقة العنيدة إلى حد كبير بالغباء – فهم حمقى وعنيدون في نفس الوقت. على سبيل المثال، يقول الآخرون: "يجب أن تكون حذرًا. إنّ شرب الماء البارد باستمرار يُمكن أن يُبطئ عملية الهضم ويُسبب لك آلامًا في المعدة". فيردون: "جسمي يتمتّع بصحة ممتازة. لا يوجد شيء خطأ بي. لا تقلق بشأن أيّ شيء". أليست هذه حماقة عنيدة؟ (نعم). يبدو أنهم عنيدون وحمقى للغاية لأنهم لم يختبروا شيئًا ما، لكنهم بارّون في عيون أنفسهم. لماذا أقول إنهم عنيدون وحمقى؟ لأنهم ليس لديهم أيّ اختبار، ومع ذلك يجرؤون على معارضة ما يقوله شخص لديه اختبار. إنهم لا يُؤكدون دقة هذه الكلمات أو يتعلمون درسًا منها؛ بدلًا من ذلك، يعتقدون أنهم على حق تمامًا، ولا يقبلون ما يقوله الآخرون. هذا عناد وحماقة، بالإضافة إلى كونه غطرسة وبرًا ذاتيًا. في دخوله الحياة، استطاع بطرس أن يتعلم من إخفاقات الآخرين. ماذا تقول كلمات الله؟ (يقول الله إن بطرس "استوعب ما كان جيدًا من الأوقات التي مرّت، ورفض ما كان سيئًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الحقيقة)). لا يستطيع الأشخاص الحمقى والعنيدون حتى قبول الأشياء التي تحدث أمام أعينهم مباشرةً، ولا يتعلَّمون منها. يرى الناس هذا على أنه غباء، لكنه في الواقع مُشكلة في شخصيتهم – فهو ناجمٌ عن شخصيةٍ مُتغطرسة.
لنعُد إلى موضوع كيف يُظهِر أولئك الذين لديهم فهم روحي أنفسهم، وكيف يُظهِر أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي أنفسهم. ما الذي قُلتُه للتوّ بشأن الطريقة الرئيسية التي يُظهِر بها أولئك الذين لديهم فهم روحي أنفسهم؟ أخبرني. (أولئك الذين لديهم فهم روحي يمكنهم أن يفهموا الحالات الإنسانية التي يكشفها كلام الله، ويجرون مقارنات مع معتقداتهم وأفكارهم وأفعالهم وسلوكهم في حياتهم اليومية. يمكنهم أن يفهموا ما يقوله الله). لقد فهمتَ معظم النقاط الرئيسية. فعندما يقرأ الأشخاص الذين لديهم فهم روحي كلام الله الكاشف، فإنهم قادرون على إجراء مقارنات مع أنفسهم، ومعرفة الحقائق التي يتحدّث عنها كلام الله، وما ينبغي للناس الدخول فيه، وما الشخصيات الإنسانية التي يكشفها كلامه، وما الحالات والمظاهر الإنسانية التي يكشفها كلامه. إنهم قادرون على مقارنة أنفسهم بكل هذه الأشياء، وأن يكونوا على دراية بها. هذه هي الطريقة التي يُظهِر بها الفهم الروحي نفسه. في وقتٍ سابق، عندما كنت أعقد شركةً عن كيفية إظهار الأشخاص الذين لديهم فهم روحي لأنفسهم، طرحنا سؤالًا، وهو ما إذا كان لديهم فهم روحي في كل الأمور. هل لديهم ذلك؟ (لا. في بعض الأمور، يمكنهم مقارنة أنفسهم بالحالات التي يكشفها كلام الله، وبالتالي يُظهِرون فهمًا روحيًا؛ بينما في الأمور التي لم يختبروها بعد، لا يمكنهم إجراء مقارنات مع أنفسهم، وبالتالي لا يكون لديهم فهم روحي). إذا لم يختبروا شيئًا ما بعد، ولا يمكنهم إجراء مقارنات مع أنفسهم، فهذا يعني أنّه ليس لديهم فهم روحي. ماذا لو كانت هناك أشياء اختبروها، لكنهم لا يفهمون الحقائق الواردة فيها، وبالتالي لا يقبلونها، أو لا يعترفون بها كحق – هل يُعدّ ذلك فهمًا روحيًا؟ (لا). هذا ليس فهمًا روحيًا أيضًا. ماذا لو كانوا لا يفهمون أن الأشياء التي يسمعونها هي الحق – هل يُعدّ ذلك فهمًا روحيًا؟ (لا). هل يُظهِر أيٌّ منكم نفسه بهذه الطرق؟ على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالحقائق حول الخضوع، يقول بعض الناس: "يجب أن نكون خاضعين في هذا الأمر. ليس لدى الناس ما يتباهون به، ومن واجبهم والتزامهم أن يكونوا خاضعين". بعد سماع هذا، تُفكِّر في نفسك: "ما نوع الحق هذا؟ هل يجب الخضوع في هذا الأمر أيضًا؟ من وجهة نظري، ليست هناك حاجة للخضوع هنا!" ألا تفتقر إلى الفهم الروحي في هذا الأمر؟ (نعم). في الواقع، لا علاقة لهذا بمدى عمق أو سطحية تجاربك؛ إنه مُجرّد سؤال عما إذا كان لديك فهم روحي أم لا. سأُعطي مثالًا. عندما امتُحِن أيوب، ماذا قال؟ "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). بعد أن يسمع الناس قوله هذا، هل يمكنهم فهم الحق فيه؟ (لا). إذًا، هل لدى الناس فهم روحي لهذا الأمر؟ (لا). لا، ليس لديهم. كل شخص قادر على اختبار أمرين هما: عطاء الله وأخذه، أليس كذلك؟ (نعم). لقد اختبرتَهما بالفعل، لكنك لا تفهم الحق الوارد في ذلك، فهل لديك فهم روحي لهذه الأمور؟ (لا). لا، ليس لديك. ما الحق الوارد في الكلمات التي قالها أيوب؟ (أن الله هو السيّد ويتحكّم في كل شيء). إن الله هو السيد على كل الأمور وكل الأشياء، وأنّ قرار العطاء أو الأخذ بيده هو. إذًا، ما الذي ينبغي للناس مُمارسته؟ (الخضوع). هذا صحيح. ينبغي لهم الخضوع والقبول وتسبيح سيادة الله. عندما يفهم الناس هذه الكلمات والحق الوارد فيها، فعندئذٍ يكون لديهم فهم روحي لهذا الأمر. إذا لم يفهم الناس الحق الوارد في هذه الكلمات، فلا يكون لديهم فهم روحي لهذا الأمر. في هذه المرحلة من الزمن، هل لديكم فهم روحي لكلمات أيوب؟ (لا). إذا كان ما تفهمه هو تعليم، فإنك تقول: "لقد مر أيوب باختبارٍ جيّد. قال الله إن أيوب كان شخصًا بارًّا، لذا فإن كل ما فعله بالتأكيد يتماشى مع الحق، وقادر على إرضاء مقاصد الله". أنت تفهم التعليم. إذًا، متى سيُصبح هذا التعليم واقع الحق لك؟ (عندما يُرتِّب الله ظروفًا تُنتزع فيها الأشياء مني، وأكون قادرًا على شكر الله وتسبيحه، والخضوع له، وعدم الشكوى، وبالتالي مُمارسة هذا الجانب من الحق). أنت قادر على مُمارسته، لكن هل مُمارستك هي اتباع اللوائح وتقليد الآخرين، أم فهم حقيقي في أعماق قلبك لسيادة الله؟ هناك فرق هنا، أليس كذلك؟ أيهما هو دخول واقع الحق؟ هناك كثير من الناس الآن الذين، بعد أن رأوا المثال الذي ضربه أيوب، يستطيعون أن يقولوا الأشياء نفسها التي قالها أيوب، لكن عندما يقولون هذه الأشياء، هل هم يُقلدونه فقط، أم أن كلماتهم، مثل كلمات أيوب، تُقال بعد إدراكهم، وبعد عقودٍ من الاختبار، حقيقة وواقع أن الله هو السيد على البشرية؟ أيهما واقع الحق؟ (ما يأتي من الاختبار هو الواقع). فقط الأشياء التي تشعر بها وتفهمها من خلال الاختبار هي واقع الحق؛ تقليد الأشياء التي يقولها الآخرون ليس واقعًا. العبارة التي قالها أيوب كانت تحمل جانبًا من الواقع، لكن عندما تُقال العبارة نفسها من قِبل أشخاص يُقلدون كلماته، فإنها تُصبح شعارًا يستخدمونه لتجميل أنفسهم والتنكر كأشخاص روحيين. هؤلاء الأشخاص مُحتالون دينيون. إنّ بعض الأشخاص الذين اختيروا ليصبحوا قادةً في الكنيسة والذين لديهم مسؤولية ومكانة غالبًا ما يُقدِّمون شركةً مع الإخوة والأخوات حول تلك الكلمات التي قالها أيوب: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). كيف يشعر المستمعون؟ ما يشعرون به هو: "هذه الكلمات من الله. لقد ظهرت من خلال استنارة الروح القدس وإرشاد الله. إنها عملية للغاية". بعد أقل من عام، يُعفى هؤلاء القادة لعدم قيامهم بعمل حقيقي، ولتأخير دخول مختاري الله إلى الحياة، ولتأخير تقدُّم عمل الكنيسة، وبعد ذلك يُصبحون سلبيين ويشكون. إن الأشخاص مثل هؤلاء يقولون الكلمات نفسها التي قالها أيوب، لكنهم لم يختبروا الأشياء التي اختبرها أيوب، وليس لديهم فهم عميق أو اختبار أو استيعاب لهذه الكلمات. لذلك، عندما يتكلمون، هل يُقلِّدون أم يتكلمون بصدق؟ (إنهم يُقلِّدون). عندما يتعلق الأمر بما يُفكرون فيه في أعماقهم، عندما يتكلمون، فإن كلماتهم تتضمن مشاعرهم الشخصية، وهي صادقة. لديهم أمنية، وهي أنه عندما يُعطيهم الله أشياء، فإنهم يكونون دائمًا قادرين على تسبيحه وشُكره على البركات والهبات التي وهبها لهم، وأنه عندما يأخذ الله أشياء منهم، فإنهم لن يشكوا أبدًا، بل سيكونون قادرين على تسبيح الله مثلما فعل أيوب، وشكر الله على إرشاده وسيادته. ومع ذلك، فهذه مجرد أمنية، وليست شيئًا اختبروه بعد. فعندما يزول منصبهم ولقبهم، ويُصبحون مجرد مؤمنين عاديين، هل يفعلون ما يقولون؟ (لا). لا أستطيع أن أقول إنهم لا يفعلون ما يقولون على الإطلاق؛ فهذا يعتمد على نوع الشخص الذي هم عليه. إن الأشخاص الذين يسعون إلى الحق يستخدمون هذه الكلمات لتقييم سلوكهم الخاص، ويستخدمونها كدليل لاختبارهم، ويكونون قادرين على إجراء مقارنات مع أنفسهم، وإيجاد طريق للممارسة فيها. إنهم ليسوا منزعجين أو سلبيين للغاية، ويمكنهم أداء واجبهم بشكل طبيعي. على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق والذين يُردِّدون، بدلًا من ذلك، الشعارات هم في مأزق؛ إنهم يُظهرون أنفسهم بشكل مختلف. ما الطرق الأكثر وضوحًا التي رأيتم بها أشخاصًا من هذا النوع يكشفون عن أنفسهم؟ (بعد إعفاءهم، لا يُحاول بعض القادة معرفة أنفسهم، ولا يخضعون. يعتقدون أن إعفاءهم كان مُجحِفًا، ويُصبحون سلبيين ويشكون. في المرة التالية التي يكون فيها انتخاب، يُناضلون لاستعادة السلطة، وفي النهاية يُصبحون ضِدّ المسيح ويُطردون). هذه هي الحالة الأشدّ خطورة. ما المظاهر الأخرى الموجودة؟ (بعض الناس يعملون فقط في وظيفة عادية بعد عزلهم، ولا يؤدون واجبًا). ما هذا النوع من الأشخاص؟ لماذا تباهّوا وردّدوا الشعارات من قبل؟ لقد كانوا يُردِّدون الأشياء ليسمعها الآخرون، واستخدموا هذه الشعارات والتعاليم والكلمات اللطيفة لتجميل أنفسهم واستمالة الناس ولجعل الناس يُبجلونهم. كان هذا هدفهم. ما المظاهر الأخرى الموجودة؟ (قبل إعفاءهم، يبدو بعض القادة والعاملين ظاهريًا أنهم يسعون بجهد، ويقولون: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ"، لكن بعد إعفاءهم، يُصبحون سلبيين ولا يستطيعون النهوض بأنفسهم، بل ويهاجمون الناس ويغضبون منهم، معتقدين أن ما بذلوه وأعطوه من أنفسهم من قبل كان كلّه عبثًا، وكأن بيت الله مدين لهم). إنّ الأشخاص الذين يقولون هذه الأشياء ويتصرّفون بهذه الطريقة لديهم مشكلة خطيرة. بادئ ذي بدء، يجب على المرء أن يُميِّز طبيعتهم عندما يقولون هذه الأشياء. إنهم لا يسعون إلى الحق؛ إنهم يُقلدون كلمات أيوب؛ إنهم يصنعون لأنفسهم إكليلًا جميلًا يرتدونه، ويتظاهرون بأنهم روحيون من أجل التباهي وتضليل الناس. أليس هذا مظهرًا من مظاهر العبث بالحق والتجديف على الله؟ أخبرني، أي نوع من الناس، عندما يفقدون شهرتهم ومكسبهم ومكانتهم، يكون لديهم رد فعل كبير بشكل خاص، وينحدرون إلى السلبية، ويتوقفون عن القيام بواجبهم، ويُفاقِمون الوضع السيئ من خلال اعتبار أنفسهم قضية خاسرة، بل ويتوقّفون عن الإيمان؟ (الأشخاص ذوو الإنسانية الضعيفة، والأشرار). هذا صحيح. الأشخاص ذوو الإنسانية الضعيفة والأشرار ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق بالتأكيد، ولكن إذا كان الأشخاص ذوو الإنسانية الصالحة لا يسعون إلى الحق، فهل سيُظهرون أنفسهم بهذه الطريقة أيضًا؟ سيفعلون ذلك بالتأكيد. إلى جانب إظهار الأشرار أنفسهم بهذه الطريقة، هناك موقفٌ آخر مرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يسعى إليه الناس والطريق الذي يسلكونه. حتى لو بدا ظاهريًا أن الأشخاص الذين لا يُحبون الحق لديهم بعض الإنسانية، فلن يأتي منها أي خير، وجميعهم لديهم جواهر شريرة، وقادرون على انتهاك الحق ومقاومة الله، وإذا كان لديهم مكانة، فهم قادرون على فعل الشر. هناك مُشكلة أخرى وهي الأشدّ خطورة، أن مثل هؤلاء الأشخاص حريصون بشكل خاص على السعي وراء المكانة. إذا لم يُسمح لهم بالحصول على مكانة، أو لم يُسمح لهم بأن يكونوا قادة، فهذا وكأن حياتهم تُنتزع منهم. هل يمكنهم قبول ذلك؟ عندما يكون لديهم مكانة، مهما كان مقدار معاناتهم أو مقدار سوء المعاملة التي يتحملونها، فهم على استعداد لذلك. ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يقول إنهم أشخاص يسعون إلى الحق لمجرد أنهم على استعداد لذلك، أو لأنهم يتحملون المعاناة ويدفعون ثمنًا. سيكون ذلك خطأ. ما يسعون إليه هو الشهرة والمكسب والمكانة؛ ما يسعون إليه هو منافع المكانة. بأي طريقة يُشبه هذا بولس؟ (لقد سعى إلى الإكليل). هذا صحيح. لقد سعى إلى الإكليل، وكان إكليل البر. هذا ما يسعى إليه الأشخاص مثل بولس – إنهم يُعاملون السعي إلى الإكيليل باعتباره سعيًا صحيحًا، وسعيًا إلى الحق. بعد هذا، هل سيكون لديكم بعض التمييز فيما يتعلق بالأشخاص من هذا النوع؟ (نعم). لنفترض أن شخصًا ما يهاجم الناس ويغضب منهم بعد إعفاءه وفقدان مكانته، ولا يُعير أي اهتمام أو يتحدث إلى الإخوة والأخوات الذين يراهم، وعندما يُطلب منه نشر الإنجيل، يقول: "لن أنشر الإنجيل. لن أُقدم خدمة لك! أنت تُفكِّر فيَّ عندما تحتاج إليَّ، ولكن تتجاهلني وتعفيني عندما لا تحتاج إليَّ. لستُ غبيًا إلى هذا الحد!" ما نوع هذه الكلمات؟ هل من السهل تمييزها؟ كيف يكون هذا الشخص مؤمنًا؟ إنه ليس مؤمنًا حقيقيًا بأيّ شكلٍ من الأشكال، أو شخصًا صالحًا بأيّ شكلٍ من الأشكال. أي نوع من الناس لديه أكبر رد فعل بعد إعفاءه؟ (الأشخاص الذين يسعون وراء الشهرة والمكسب والمكانة). الآن، قلتم إن الأشخاص من هذا النوع لديهم إنسانية ضعيفة، أو أنهم لا يسعون إلى الحق أو إلى دخول الحياة. هل هذا مرتبط بجوهر هذه المشكلة؟ (لا). ما تقولونه يبدو منطقيًا إلى حد ما، لكنه لا علاقة له بجوهر هذه المشكلة. إنه ليس جوهر هذه المشكلة. الآن، قلتم إن سبب شكوى بعض الناس واعتبار أنفسهم قضية خاسرة بعد إعفاءهم هو أن لديهم إنسانية ضعيفة. لماذا أقول إن هذا تعليم؟ ذلك لأن بعض الناس لديهم إنسانية صالحة إلى حد ما، ويُقدِّمون أنفسهم ويبذلونها بصدق، لكنهم لا يسعون إلى الحق، ويسعون دائمًا إلى السمعة والمكانة. نتيجة لذلك، عندما يتم إعفاؤهم في النهاية، يكون لديهم رد فعل هائل. هذا يُوضِّح أن الطرق التي يُظهرون بها أنفسهم ليست مجرد مشكلات ضعف إنساني، بل مشكلات في شخصيتهم –شخصيتهم فاسدة للغاية! يلخصها بعض الناس في عبارة واحدة، ويقولون: "هذا الشخص لا يسعى إلى الحق. هذا هو السبب". هذه العبارة واسعة جدًا. هناك العديد من الطرق التي يظهر بها عدم السعي إلى الحق: الشكوى، وعدم أداء واجبك بإخلاص، وما إلى ذلك، كلها أمثلة على ذلك. لا يمكن للمرء أن يُفسِّر كل مُشكلة بعبارةٍ واحدة "إنهم لا يسعون إلى الحق". هذا واسع جدًا وغير مُحدَّد. إنه تفسير قائم على التعليم.
الآن سأعقد شركةً حول كيف يُظهِر عدم الفهم الروحي نفسه. ما سلوك أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي تجاه الحق؟ كيف يتعاملون مع حالتهم ومظاهرهم والفساد الذي يكشفونه؟ هل هم قادرون على امتلاك مظاهر الشخص الذي يسعى إلى الحق؟ (لا). ما المُشكلة الأكبر هنا؟ (إنهم لا يفهمون أي حالات أو مظاهر إنسانية يكشفها كلام الله، وغير قادرين على استخدام هذه الأشياء لإجراء مقارنات مع أنفسهم). السبب الرئيسي هو أنهم لا يستطيعون إجراء مقارنات مع أنفسهم. هل يُمكن القول إنهم يفهمون الحق إذا كانوا غير قادرين على إجراء مقارنات مع أنفسهم؟ (لا). أنت تتحدث عن شيء، لكنهم دائمًا يتحدثون عن شيء مُعاكس تمامًا له؛ إنهم دائمًا على خلاف معك ويُجادلونك. لا يوجد تركيز مُشترك في القضية التي تناقشها أنت وهم، وهي ليست نفس المسألة، لكنهم ما زالوا يعتقدون أنهم مُحقون تمامًا. هذه هي الطريقة التي يُظهِر بها أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي أنفسهم. الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي لا يستطيعون فهم الحق. هل هم قادرون على السعي إلى الحق؟ (لا). هذا مُزعج. إذا كانوا غير قادرين على السعي إلى الحق، فهل يُمكنهم دخول الحياة؟ (لا). أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لا يُمكنهم دخول الحياة؛ هذه حقيقة مُطلقة. إذا آمن شخص ما بالله لعدة سنوات لكنه لا يفهم الحق على الإطلاق، فهل هو شخص يسعى إلى الحق؟ بالتأكيد لا. يقول بعض الناس: "ليس هذا هو الحال دائمًا. على الرغم من أن بعض الناس لا يفهمون الحق، إلا أنهم متحمسون للغاية، ويتخلون عن كل شيء ليبذلوا أنفسهم من أجل الله. كيف لا يكونون من الأشخاص الذين يسعون إلى الحق؟" هل هذه النظرة صحيحة؟ عند تقييم ما إذا كان الشخص يسعى إلى الحق، لا يُمكن للمرء أن ينظر فقط إلى ما إذا كان يتخلى عن كل شيء ليبذل نفسه من أجل الله. الشيء الرئيس الذي يجب على المرء أن ينظر إليه هو ما يوليه قلبه أهمية. إذا كان ما يُوليه قلب الشخص أهمية هو مُمارسة الحق، والدخول في الحق، واكتساب الحق، وأن يكون فعالًا في دخول الحياة، فهو شخص يسعى إلى الحق. إذا تخلّى عن نفسه وبذلها من أجل الحصول على إكليل ومكافأة، وكان قد تخلَّى عن نفسهم وبذلها لسنوات عديدة، وعانى كثيرًا، لكنه لم يتمكّن من فهم الحق أو الدخول في الواقع، ولم يتمكَّن من فهم الله، فهل يُعتبر تخلِّيه وبذله في الواقع سعيًا إلى الحق؟ من الواضح أنه ليس شخصًا يسعوى إلى الحق، لأن تخليه وبذله لم يُسفِر عن فهمه للحق أو دخوله في وقائع الحق. لذلك، فإن حقيقة أنه يتخلى ويبذل لا تعني أنه يسعى إلى الحق. إنّ مثل هؤلاء الأشخاص يشبهون بولس تمامًا. فقد أمضى بولس نصف حياته في الوعظ والعمل من أجل الرب، لكنه لم يكسب الحق، ولم يكسب الرب. فهل يُمكنك القول إن بولس كان شخصًا يسعى إلى الحق؟ عندما يتعلق الأمر بما إذا كان الشخص يسعى إلى الحق، فمن الأهمية بمكان أن ينظر المرء إلى ما إذا كان الهدف الذي يسعى إليه، ومقصده، يوليان أهمية لاكتساب الحق. إذا كان يولي أهمية بالفعل لبذل الجهد في الحق، وكان فعّالًا في أشياء مثل ممارسة الحق والدخول إلى الواقع، فعندئذٍ فقط يكون شخصًا يسعى إلى الحق. كل من يسعى حقًا إلى الحق قادر على مُمارسة الحق، وفقط أولئك الذين يمارسون الحق هم الذين يدخلون الحياة. إذا قال أحدهم إنه شخص يسعى إلى الحق، لكنه لا يُمارس الحق، فهل ستقولون إن هذا الشخص يملك الدخول في الحياة؟ بالتأكيد لا. كيف يُمكن لشخص لا يُمارس الحق أن يملك الدخول في الحياة؟ هذا مُستحيل تمامًا. إذا كان يعتقد أنه شخصٌ يسعى إلى الحق ويملك الدخول في الحياة، فعليك أن تسأله: "ما دليل دخولك الحياة؟" لا يكفي مجرد أخذ كلامه على محمل الجد. إذا لم يكن هناك دليل، فإن ما يقوله لا قيمة له. إذا قلت إنك شخص يسعى إلى الحق، فكم عدد الحقائق التي تفهمها؟ وكم عدد الحقائق التي تُطبِّقها؟ وأي جوانب من وقائع الحق دخلتَ فيها؟ هل يُمكنك التحدث عن شهادتك الاختبارية؟ إذا لم تستطع التحدُّث عن شهادتك الاختبارية، فأنت تخدع الناس وتُضلِّلهم بقولك إنك شخص يسعى إلى الحق. لماذا أقول إن بولس لم يكن شخصًا يسعى إلى الحق؟ ذلك لأن الرسائل التي كتبها بولس لم تحتوِ على أي شهادات لاختبارات الحياة على الإطلاق؛ لم يكن قادرًا على التحدُّث عن فهمٍ حقيقي لله، ناهيك عن التحدُّث عن محبة الرب يسوع والخضوع له. لم يكن لديه حتى فهم لشخصيته الفاسدة. لقد قال فقط إنه أسوأ خاطئ. قال هذا بناءً على حقيقة أنه عُوقِب لمقاومته الرب يسوع. بقوله إنه كان أسوأ خاطئ، كان فقط يعترف بحقيقة أنه أخطأ بمقاومته الشديدة للرب يسوع. هل يعني هذا أنه فهم حقًا شخصيته وجوهره الفاسدين؟ (لا). لهذا السبب أقول إنه عندما يتعلَّق الأمر بما يُمثِّل السعي إلى الحق، ونوع الشخص الذي يدخل الحياة، فيجب تحديده بناءً على ما إذا كانوا يفهمون الحق ويُمارسونه، وليس فقط على ما يقولونه هم أنفسهم. هل تفهمون ما أقوله الآن؟ لماذا نعقد شركة عن هذه التفاصيل؟ هل هي ضرورية؟ (نعم). لماذا هي ضرورية؟ أنا أُقدِّم شركةً بهذه الطريقة من أجل تشريح وجهات نظركم المغلوطة، وتصحيح الأشياء التي تعتقدون خطأً أنها صحيحة، ومساعدتكم في إيجاد مخرج، والتخلي عن الأشياء التي تعتقدون خطأً أنها صحيحة، ثم الدخول في مسار السعي الحقيقي إلى الحق. عندها سيتمكَّن الناس حقًا من دخول الحياة، وسيكونون قادرين على تحقيق السعي الحقيقي إلى الحق. إنّ الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي لا يفهمون أمور دخول الحياة أو تغيير الشخصيات. إنّهم يعتقدون أنهم قد غيّروا بالفعل العديد من جوانب أنفسهم، وحقّقوا دخول الحياة. على سبيل المثال، غيروا بعض العادات السيئة: فهم لا يأكلون كثيرًا، ولا ينامون كثيرًا، وليسوا كسالى، وهم أكثر اجتهادًا من ذي قبل، لذا يعتقدون أن هذا يعني أنهم قد دخلوا الحياة. هناك أشخاص آخرون يفكرون في كيفية اعتيادهم توبيخ الناس دائمًا، لكنهم الآن لا يفعلون ذلك؛ فهم قادرون على قول أشياء لطيفة وبنّاءة للناس، وأحيانًا يكونون قادرين على مساعدة الناس. ولأنهم يستطيعون القيام بهذه الأشياء، فإنهم يعتقدون أنهم يُمارسون الحق بالفعل وأنهم قد مرّوا بتغيير. يعتقد بعض الناس أنهم دخلوا الحياة لأنهم يستطيعون التخلّي عن السعي إلى الشهرة والكسب والمكانة والملذات المادية. هذه مشكلة شائعة بين جميع الناس. لقد مارسوا ما يفهمونه، وما يعتقدونه أنه صحيح وجيد وفقًا لمفاهيمهم، وقد عالجوا بالفعل العديد من العادات السيئة والسمات الجسدية الإشكالية، أو غيرّوا نظام أسلوب حياتهم بسبب الإيمان بالله والسعي إلى الحق. في الوقت نفسه، تخلّوا عن العديد من المنافع الجسدية، وتخلوا عن عائلاتهم وعملهم، ونبذوا زواجهم والعالم العلماني. إنّهم يعتقدون أنهم تحوّلوا وخلصوا، ويقولون: "هل كنت سأتخلى عن كل هذا لو لم أومن بالله؟ هل كان بإمكاني أن أحظى بمثل هذا التحول الكبير؟" أليس هذا أكبر سوء فهم يقع فيه المؤمنون؟ (بلى، إنه كذلك). بغض النظر عما إذا كان لدى الناس فهم روحي أم لا، فإنهم جميعًا لديهم سوء الفهم هذا. لماذا أقول إن هذا سوء فهم؟ لماذا أقول إن هناك مشكلة خطيرة هنا؟ السبب الرئيس هو أن الناس يؤمنون بالله لكنهم لا يفهمون مقصده، أيّ أنهم لا يفهمون بالضبط ما يطلبه الله من الناس. وبدلًا من ذلك، يُفكرون وفقًا للمفاهيم والتصورات البشرية، معتقدين أن القدرة على التخلي عن عائلاتهم وعملهم ومشاعرهم والعالم العلماني وتشابكات الجسد وحتى ممتلكاتهم تعني أنهم دخلوا الحياة. هذا سوء فهم. في الواقع، إن مقصد الله هو أنه عندما يؤمن الناس بالله، يجب أن يُصلحوا شخصيتهم الفاسدة، ويُصلحوا مشكلة مقاومتهم لله، ويحلّوا جذر الخطايا التي يرتكبونها. للقيام بذلك، يجب على الناس أن يفهموا الحق ويفهموا شخصية الله قبل أن يكونوا قادرين على التخلُّص من شخصيتهم الفاسدة وتحقيق الخضوع الحقيقي لله. هذا ما يطلبه الله من الناس، وكذلك العمل الذي يقوم به لخلاص الناس. لا يعرف الناس شيئًا عن عمل الله؛ فهم لا يرون الهدف والتأثير الذي يُريد تحقيقه من خلال هذا العمل، لذا يستبدلون الحق بالمفاهيم والتصورات البشرية، ويعتبرون سعي الناس وما هم قادرون على تحقيقه هو مقصد الله وما يطلبه من الناس. هذا هو سوء الفهم الذي يقع فيه الناس عند الإيمان بالله. إن هذه الأشياء التي هم قادرون على تحقيقها لا تُظهِر إلا شغفهم، وعندما يتخلّون عن الأشياء، فإنهم في الواقع يتطلعون إلى عقد صفقة مع الله – يتم ذلك مُقابل مكافأة وإكليل. إنهم يعتقدون أن مثل هذه الصفقات تستحق العناء حقًا وأنهم يُحققون صفقة رابحة. هذا هو سبب تخليِّهم عن كل شيء. التخلي عن الأشياء لا يعني أن لديهم وقائع الحق، ولا يعني أنهم قادرون على الخضوع لله. هل يفهمون الحق حقًا في أثناء تخليهم وبذلهم؟ (لا، لا يفهمونه). إذا كانوا لا يفهمون الحق، فهل يكون تخليهم وبذلهم مُلوثًا؟ بالتأكيد. إذًا، ما الذي يسعون إليه بالضبط من خلال البذل والمعاناة على هذا النحو؟ إنّ مثل هؤلاء الأشخاص لم يهتموا قط بماهية الحق، أو ما هي مطالب الله؛ فهم يعتقدون دائمًا أن هذه الأشياء لا علاقة لها بهم. في قلوبهم، أيًا كان ما يعتقدونه أنه صحيح، وأيًا كان ما يعتقدونه أنه جيد، وأيًا كان ما يعتقدونه أنه دخول الحياة، فهذا ما يُمارسونه، وبعد مُمارسته، يعتقدون أن الله قد خلّد ذلك. إنهم يُعاملون هذه الأشياء كأوراق مقايضة ورأس مال. هل هذه مظاهر السعي إلى الحق؟ (لا). هذا سوء فهم يقع فيه الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق. إنها إحدى الطرق التي يُفسر بها الأشخاص الذين يُسيئون فهم دخول الحياة الأشياء. إذًا، كيف يُقيّم المرء ويُثبت أن هذه الأشياء ليست مظاهر سعيه إلى الحق، وأنه لا يملك الدخول إلى الحياة؟ ما الحقائق التي يُمكن استخدامها للتحقق من أن هذه الأشياء التي يقولها خطأ؟ (إنه يتصرف بدون مبادئ الحق). هذا جزء من الأمر. يتصرّف بناءً على ما يتصوّره. من الخارج، يبدو أنه مؤمن حقيقي؛ فهو قادر على التخلّي عن الأشياء وبذل نفسه، لكنه بلا مبادئ في أفعاله. لماذا هو بلا مبادئ؟ لأنه لا يسعى إلى الحق. لا تزال المنظورات التي ينظر من خلالها إلى الأشياء هي المفاهيم والتصورات نفسها التي بدأ بها. هناك مُشكلة واحدة كبيرة لدى مثل هؤلاء الأشخاص: هل يخضعون للبيئات التي يُرتبها الله؟ هل يفهمون لماذا رتّب الله هذه البيئات؟ (لا). هل هذا يكفي لإثبات أنهم لم يدخلوا الحياة حقًا؟ (نعم). لقد أجروا العديد من التغييرات على عاداتهم السيئة وسماتهم الإشكالية، وقد قدّموا العديد من التضحيات. في النهاية، عندما يُمتحَنون، لا يفهمون مقصد الله فحسب، بل إنهم ما زالوا قادرين على الشكوى ولا يُمكنهم الخضوع. ما هذه المشكلة؟ المشكلة أنهم لم يدخلوا الحياة. الأشخاص الذين لم يدخلوا الحياة ليس لديهم وقائع الحق، أليس كذلك؟ (نعم). فعندما تحدث الأشياء، يعتمدون تمامًا على مفاهيمهم وتصوراتهم وتفضيلاتهم الطبيعية. عندما تُصبح جادًا معهم حقًا وتطلب منهم الخضوع، فإنهم لا يخضعون على الإطلاق؛ إنهم يعتمدون فقط على الأسباب والأعذار والتصوّرات البشرية، ويبحثون عن جميع أنواع الطرق للدفاع عن أنفسهم، وتحقيق هدفهم المُتمثِّل في عدم الخضوع لله، وإنكار عمل الله. هناك حتى بعض الأشخاص المتطرفين لدرجة أنهم ليسوا غير قادرين على الخضوع فحسب، بل ما يزالون يُحاولون ويبتكرون جميع الطرق لإثبات صحّة مفاهيمهم وتصوّراتهم، وأن الأساليب والطرق التي يفكِّرون بها صحيحة، وأن أفعال الله وترتيباته ليست صحيحة بالضرورة. هذا يكشف أنهم لم يدخلوا الحياة؛ فكل ما يفعلونه وكل ما يُقدمونه من أنفسهم أو يُغيِّرونه في أنفسهم ليس دخولًا للحياة، إنها مجرد عادات شريرة لم تعد موجودة. لقد تغيرت عاداتهم الشخصية ونظامهم وطريقة حياتهم قليلًا، وقد تكون طباع بعض الناس قد تغيرت أيضًا؛ فهم يتحدثون بلطف أكبر وبطريقةٍ أكثر تحضرًا، وقد يكون سلوكهم الخارجي أكثر اعتيادية، ولكن عندما يفعلون الأشياء، لا يكون لديهم واقع الحق، ولا يفعلون الأشياء أبدًا وفقًا لكلام الله أو الحق؛ فكلّ شيءٍ مرّده إلى تصوراتهم ورغباتهم الشخصية. ليس لديهم فهم حقيقي لله؛ فهم لا يعرفون سوى كيف يتحدّثون عن القليل من النظرية الروحية، وقد علقوا في المفاهيم والتصوّرات والمشاعر البشرية. ما رأيكم، هل هؤلاء الأشخاص بائسون؟ (نعم). وهل هناك الكثير من الأشخاص هكذا؟ (نعم). كيف تعرفون أن هناك الكثير؟ (لأنني واحدٌ منهم). هذا يُلامس شيئًا بداخلكم، أليس كذلك؟ إذًا، تحدثوا عن اختباراتكم في هذا الصدد. (سأشارك اختبارًا. أشار أحد الإخوة إلى عيوبي أمام الكثير من الإخوة والأخوات الآخرين، وفي ذلك الوقت شعرت بالإهانة. ولكي أستعيد كبريائي، حاولت الدفاع عن نفسي وتبرير موقفي. لم أقبل تعليقات الأخ). لقد كنتَ مُقيدًا بكبريائك. لماذا يُقيّد الناس دائمًا بالكبرباء؟ لأن الأشخاص ذوي الكرامة لديهم جميعًا مشاعر رقيقة، أليس كذلك؟ (لا). في الواقع، يفعل الناس هذا لأنهم يُريدون الحفاظ على صورة مثالية في عيون الآخرين. إنهم يهتمون بمكانتهم، ويُريدون تقديم أنفسهم بطريقة مثالية بشكلٍ خاص، وخالية من النواقص. إنّهم يُريدون أن يتركوا انطباعًا مثاليًا في أذهان الناس، وألا يسمحوا للناس أن يروا حقيقة ما هم عليه حقًا. هذه عاقبة الشخصية المُتكبرة. هل حُلّت هذه المُشكلة الآن؟ (لم تُحلّ بعد. ما زلت أكشف عنها كثيرًا). إذا كان الشخص قادرًا على التأمل في نفسه والتعرُّف على شخصيته الفاسدة، فسيكون من السهل أن يتغيّر. إذا لم يتأمل في نفسه، ولم يستطع التعرُّف على شخصيته الفاسدة، وكان غير مُبالٍ بمشاكله ولم يكن لديه وعي، فسيكون من الصعب أن يتغيَّر. إذا كان لديه وعي بالفعل، ويشعر أن شخصيته المُتكبرة شديدة، وأن سعيه مُنحرف، وأنه لا يزال بعيدًا عن السعي إلى الحق، ولكن عندما يُهذَّب، يكون سلبيًا لبضعة أيام، ويبحث دائمًا عن طرق لاستعادة الكبرياء في كل موقف، فهل يُمكن لشخص كهذا أن يتغيّر؟ من الصعب عليه أن يتغيَّر. إذًا، كيف ينبغي أن يحلّ هذه المُشكلة؟ من خلال قبول الحق والتأمل في نفسه فقط، لا يزال لديه أمل في حل المُشكلة. إذا لم يستطع قبول الحق، فلن تكون هناك طريقة لحل المُشكلة. إنّ المفتاح هو أنه يجب أن يكون لدى الناس العزم والرغبة في السعي إلى الحق. عندما يكون لديهم قلب يتعطَّش بشدة للحق، فسيكونون قادرين على حب الحق وقبوله، وسيكون لديهم القوة لممارسة الحق والتمرد على الجسد. فقط من خلال قبول الحق يُمكن للناس إصلاح مشكلة الشخصية الفاسدة تمامًا، وبمجرد إصلاح شخصيتهم الفاسدة، سيكونون قادرين على مُمارسة الحق، وعندها سيدخلون الحياة.
يعتقد أولئك الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي، والذين يُسيئون دائمًا تفسير الحق ودخول الحياة، أن السعي إلى الحق أمرٌ سهل، وأن الأمر كله مجرد تغيير بعض العادات السيئة أو السمات الإشكالية، أو التخلي أحيانًا عن الأشياء التي تصبُّ في مصلحتهم الخاصّة، وأنه ما داموا لا يفعلون الشر، ويثابرون في إيمانهم حتى النهاية، فإنهم يربحون الحياة، ويمكنهم مبادلة هذه الأشياء بمكافآت الله وبركاته. هل الأشخاص الذين يؤسِّسون إيمانهم بالله على آراءٍ كهذه هم أشخاصٌ يسعون إلى الحق؟ (كلا). هل الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق قادرون على دخول الحياة؟ (كلا). هناك العديد من الأشخاص الذين ليسوا على درايةٍ على الإطلاق بما يعنيه دخول الحياة. فهم يعتقدون أن الشخص يدخل الحياة بمجرد بذل بعض الجهد، والقيام ببعض الواجبات، وتغيير بعض العادات السيئة والسمات الإشكالية، وفعل ما يُطلب منه، والخضوع قليلًا. إنهم ينظرون إلى دخول الحياة بطريقةٍ مُبسَّطةٍ للغاية. فهل سيُغيِّرون شخصيتهم الحياتية من خلال الإيمان بالله بهذه الطريقة؟ (كلا، إنهم يُغيِّرون أنفسهم من الخارج فقط، أما جوهرهم فلم يتغيَّر). لقد تغيَّرتم قليلًا الآن، ولكن هل هناك تغييرات في سلوككم الخارجي، أم أن هناك بعض التغييرات في شخصيتكم الحياتية؟ هل وجدتم مخرجًا من آرائكم الخاطئة عن دخول الحياة، وبدأتم في اكتساب دخول الحياة؟ هل أنتم قادرون على تقييم أيّ أجزاءٍ منكم قد تغيَّرت، وأي أجزاء لم تتغير؟ إذا كُلِّفتَ بأداء واجبٍ ولم تكن قادرًا في الأصل على الخضوع، فإلى أي مدى تستطيع الخضوع الآن؟ على سبيل المثال، أنت أخ، وإذا طُلب منكَ إعداد وجبات الطعام وغسل الأطباق للإخوة والأخوات الآخرين كلّ يوم، فهل ستخضع؟ (أعتقد ذلك). ربما يمكنكَ ذلك على المدى القصير، ولكن إذا طُلب منكَ القيام بهذا الواجب على المدى الطويل، فهل ستخضع؟ (يمكنني الخضوع أحيانًا، ولكن مع مرور الوقت قد لا أكون قادرًا على ذلك). هذا يعني أنكَ لم تخضع. ما الذي يجعل الناس لا يخضعون؟ (لأن الناس لديهم مفاهيم تقليدية في قلوبهم. إنهم يعتقدون أن الرجال ينبغي أن يعملوا خارج المنزل، وينبغي للنساء أن يدبِّروا الأعمال المنزلية، وأن الطبخ من اختصاص المرأة وأن الرجل يفقد ماء وجهه إذا تولى الطبخ. لهذا السبب ليس من السهل الخضوع). هذا صحيح. هناك تمييزٌ جنسيٌّ عندما يتعلق الأمر بتقسيم العمل. يُفكِّر الرجال: "ينبغي لنا نحن الرجال أن نخرج لكسب لقمة العيش. أما أشياء مثل الطبخ والغسيل فينبغي أن تقوم بها النساء. ولا ينبغي أن يفرض علينا ذلك". ولكن هذه الآن ظروف خاصة، ويُطلب منكَ فعل ذلك، فماذا تفعل إذًا؟ ما العقبات التي يجب أن تتغلب عليها قبل أن تتمكّن من الخضوع؟ هذا هو جوهر القضية. يجب أن تتغلب على تمييزك الجنسيّ. لا يوجد عمل يجب أن يقوم به الرجال، ولا يوجد عمل يجب أن تقوم به النساء. لا تُقسِّم العمل بهذه الطريقة. لا ينبغي أن يُحدَّد الواجب الذي يؤديه الناس وفقًا لجنسهم. يمكنكَ تقسيم العمل بهذه الطريقة في منزلك وحياتك اليومية، ولكن الآن هذا يتعلق بواجبك، فكيف ينبغي لك أن تُفسِّره؟ ينبغي أن تتلقَّى هذا الواجب من الله وتقبله، وأن تُغيِّر الآراء الخاطئة التي تحملها بداخلك. ينبغي أن تقول: "صحيح أنني رجلٌ، لكنني عضو في الكنيسة وكائن مخلوق في عيني الله. سأفعل أيّ شيءٍ تُكلِّفني به الكنيسة؛ فإن الأمور لا تُقسَّم حسب الجنس". أولًا، يجب أن تتخلى عن آرائك الخطأ، ثم تقبَل واجبك. هل قبول واجبك هو خضوع حقيقي؟ (كلا). في الأيام التالية، إذا قال أحدهم إن الطعام الذي أعددته مالح جدًا، أو ليس له نكهة كافية، أو قال إنك لم تُعِد شيئًا ما جيدًا ولا يريد أن يأكله، أو طلب منك إعداد شيء جديد، فهل ستكون قادرًا على قبول ذلك؟ عند هذه النقطة، ستشعر بعدم الارتياح، وستفكر: "أنا رجل يحترمٌ نفسه، وقد انحدرتُ بالفعل لإعداد وجبات الطعام لجميع هؤلاء الإخوة والأخوات، ومع ذلك ما زالوا يُشيرون إلى كل هذه المشكلات. لم يبقَ لي أي كبرياء على الإطلاق". عند هذه النقطة، أنت لا تريد الخضوع، أليس كذلك؟ (كلا). هذه صعوبة. كلما لا تتمكن من الخضوع، فإن ذلك يرجع إلى شخصية فاسدة تكشف عن نفسها وتُسبِّب المتاعب، وتجعلك غير قادر على ممارسة الحق والخضوع لله. عند هذه النقطة، سيكون قلبك متناقضًا، فأفكارك تتحكم فيك وتجعلك تعتقد أنك فقدت ماء وجهك، وتنزعج في داخلك. ماذا يجب أن تفعل عند هذه النقطة؟ (طلب الحق). كيف تطلب الحق؟ يجب أن تُصلِّي: "يا الله، مهما كان ما يطلبه مني الآخرون، فسأتعامل معه باعتباره واجبي. مهما كان مَنْ أخدمه ظاهريًا أو من أجله أفعل الأشياء، فسأقبل كل شيء من الله. هذا واجبي وينبغي لي أن أخضع؛ فلا أحتاج إلى كبريائي. في بيت الله، لا تُقسَّم الواجبات إلى مستوى عالٍ ومستوى منخفض، أو مكانة عالية ومكانة منخفضة، أو واجبات للرجال، وواجبات للنساء، أو واجبات لكبار السن، وواجبات للشباب. هناك فقط واجبات تُقام جيدًا وواجبات لا تُقام جيدًا، وهناك واجبات تُقام بإخلاص وواجبات لا تُقام بإخلاص". وبعد أن تتخلّى عن كبريائك ومكانتك ومركزك وكرامتك، هل تخلّيتَ عن نفسك تمامًا؟ (كلا). سيظل لديك رد فعل. في بعض الأحيان، سوف لن يحترمك الناس، ويعتقدون أنك غبي، ويُعاملونك على أنك أدنى شأنًا، قائلين: "الرجل الذي يُطبخ بهذه السعادة لن يرقى إلى أيّ شيء! لن أفعل ذلك أبدًا". سيُضلِّلونك ويُلقنونك أفكارًا ومفاهيم غير صحيحة، ويُؤثِّرون في ممارستك. إنهم يرون الأشياء الإيجابية مثل اهتمامك بدخول الحياة، وكونك شخصًا طبيعيًا، وإخلاصك في واجبك، على أنها شكل من أشكال الإذلال، ولذلك يُعاملونك على أنك أدنى شأنًا ويدينونك. إذا لم تتمكن من تحمُّل ذلك، فستقع على الفور في السلبية وتعتقد أن هذا الواجب يجعلك دائمًا تفقد ماء وجهك أمام الآخرين، ويجعل الناس يُعاملونك على أنك أدنى شأنًا ويُوجّهون إليك الأوامر. ثم لن تخضع مرةً أخرى، أليس كذلك؟ عندما لا يُعاملُك أحد على أنك أدنى شأنًا أو يُدينك، تعتقد أنك قادر بالفعل على الخضوع، وأنك قد دخلتَ الحياة بالفعل، وأنك تمتلك بعض واقع الحق، وأنك تتمتّع ببعض القامة. هل طريقة التفكير هذه صحيحة؟ فلماذا عندما يُدينك أحدهم ويطعن في قامتك، تُصبح سلبيًا وتُفكِّر: "إلى متى سأستمر في الطبخ قبل أن ينتهي هذا؟ هذا الشخص ينظر إليَّ دائمًا بازدراء. ليس من حقه أن ينظر إليَّ بازدراء، ولا يُمكنني قبول ذلك!" لقد ظهرت المشكلة مرّةً أخرى. عندما لا يمكنكَ قبول ذلك، هل تشكو في الوقت نفسه أيضًا وتقول: "كيف يُمكن للقائد أن يُكلِّفني بهذا النوع من الواجبات؟ لماذا اختارني أنا بالذات بدلًا من اختيار شخص آخر؟ هل أبدو فريسة سهلة للتنمر؟ الناس يتنمرون عليَّ، والقائد لا ينظر إليَّ بشكل إيجابي، والله لا يحميني؟" لقد ظهرت شخصيتك المتمردة مرّةً أخرى. ما المشكلة هنا؟ هل يُمكن أن تكون قامتك صغيرة جدًا؟ فأنت لا تستطيع حتى تحمُّل هذه الإهانة الصغيرة، وهذا يجعلك تُصبح سلبيًا وتشكو. هل هذا هو معنى امتلاك وقائع الحق؟ أنت لا تمتلك أي وقائع للحق. هناك طريقة بسيطة للغاية لحل هذه المشكلة، يجب أن تُفكِّر في قلبك: "بغض النظر عمَنْ ينظر إليَّ بازدراء أو يحتقرني، يجب أن أقوم بواجبي. لا يُمكنني نبذ إرسالية الله. أنا لا أفعل ذلك من أجل الآخرين، ولا أفعل ذلك حتى يأخذ الآخرون فكرة عني -ما فائدة أن يأخذ الآخرون فكرة عني؟ يجب أن أُتمِّم واجبي لأُرضي الله". هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تُفكِّر بها في قلبك. الآن عندما تُطبخ، ألا تشعر بالثقة في النفس؟ هل حُلَّت المشكلة إذًا؟ في الواقع، لم تُحلّ تمامًا. ففي نهاية المطاف، أنت في صراع دائم، وتقع باستمرار في الضعف والسلبية ثم تنهض بنفسك مرّةً أخرى؛ وأنت تُصقَّل باستمرار. لقد فحصتَ كل حالة، وأنت غير راغب في أن تعيش دائمًا بهذه الطريقة المُرهقة. فأنت لا تريد أن تجتاحك هذه الصعوبات دائمًا، أو تُزعجك، أو تُقيِّدك. تريد أن تُتمِّم واجبك بسهولة وبساطة. كيف تُحقِّق هذا إذًا؟ يجب أن تطلب الحق باستمرار، وأن تتمسك بقناعتك باستمرار، وممارسة الحق وفقًا لكلام الله هي دائمًا الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله. أنت تقول: "لا يُمكن لأحد أن يُزعجني. هذا واجبي؛ هذه هي الإرسالية التي كلّفني بها الله؛ هذه مسؤوليتي والتزامي. بغض النظر عمَنْ يسخر مني أو يُضلِّلني أو يُغويني، فلن يُجدي ذلك نفعًا. إنه لشرف لي أن أكون قادرًا على أداء واجبي، وإذا تمكنتُ من تحمُّل ذلك، فإن كل المجد يعود إلى الله. إذا لم أتمكن من تحمُّله، فقد أخزيتُ نفسي. إن مَن يسخر مني ويحتقر هذا الواجب ليس شخصًا يسعى إلى الحق". أليست هذه حقيقة؟ (بلى). هذه حقيقة. عندما امتُحِن أيُّوب، أزعجه الشيطان وأغواه، لكن هل شكَّ أيُّوب؟ (كلا). لأن الحق وكلام الله وطريق الله كانو في قلبه. عندما تُواجِه الظروف والامتحانات، فإن قدرتك على التمسُّك بالحق والتمسُّك بالإرسالية التي كلّفك بها الله تعتمد على مدى معرفتك بالحق وفهمك وقبولك له. بعض الناس يشكون دائمًا في الحق، ولا يُمكنهم الوصول إلى اليقين بشأنه، أو فيما يتعلق بواجبهم، إنهم غير متأكدين أبدًا من كيفية قيامهم بشيء ما، وما إذا كانت هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك. إنهم غير قادرين أبدًا على التمسُّك بالأشياء الصحيحة؛ إنهم دائمًا ما ينزعجون من بعض الناس والأحداث والأشياء، وعندما يقترب منهم الأشخاص السيئون أو الأشرار أو الملاعين أو الشياطين ويقولون أشياء تُغوِيهم أو تُزعِجهم، فإنهم يُصبحون ضعفاء ويُضلُّون. ألا يعني هذا أن قامتهم صغيرة؟ (بلى). هل من السهل إصلاح القامة الصغيرة؟ من الناحية النظرية، نعم. يعتمد الأمر على ما إذا كنتَ تستطيع التأكُّد من أن الطريق الذي تسلكه هو طريق يقوده الله. عندما تؤدي واجبك، يجب أن تُمارس الحق وتقبل إرسالية الله. هذا أمر بالغ الأهمية. الشيء الوحيد الذي يجب أن تخشاه هو أن يكون لديك في قلبك رأيٌ مُتحيِّز لواجبك، وأن تعتقد أن واجبك يجعلك تفقد ماء وجهك ولا ترقى لأي شيء. عندما تكون لديك آراء مُتحيّزة ويُزعجك الآخرون علاوة على ذلك، يُصبح الأمر أكثر إزعاجًا. عندما يكون قلبك مرتبكًا تمامًا، لا يُمكنك أداء واجبك جيدًا. عندما امتُحِن أيُّوب، كان هناك العديد من الناس من حوله الذين أزعجوه. ما الذي قالته زوجته؟ ("بَارِكِ ٱللهَ وَمُتْ!" (أيُّوب 2: 9)). والتي كانت تعني بها: "لا تُؤمن. إذا كان ما تُؤمن به هو الله بالفعل، فلماذا تحدث لك هذه الأشياء؟". ماذا قال أيُّوب؟ ("تَتَكَلَّمِينَ كَلَامًا كَإِحْدَى ٱلْجَاهِلَاتِ!" (أيُّوب 2: 10)). أدان أيُّوب زوجته لأنه كان متيقنًا بالفعل من أن الله هو الإله الحق، وأن الله فعل هذا، وأن هذه هي سيادته، وأن هذا هو عمل يدي الله. كان أيُّوب متيقنًا جدًا، فلماذا لا يستطيع الناس اليوم، بمجرد فهمهم للحق، أن يتمسَّكوا بالطريق الحق وبشهادتهم؟ هذا لأن قلوب الناس مُلوَّثة للغاية؛ فهم لا يفهمون الحق فحسب، بل إنهم ليسوا أشخاصًا يُحبُّون الحق أو يطلبونه. لذلك، مهما كان عدد الكلمات والتعاليم التي يستطيع الناس التحدُّث عنها أو عدد الشعارات الرنانة التي يُمكنهم ترديدها، فإنهم في النهاية لا يُمكنهم الثبات. بمجرد أن يقول شخص ما في الكنيسة شيئًا مختلفًا قليلًا، أو يقول شخص ما أشياء مُزعِجة أو مُضلِّلة، أو أشياء تُدين وتُهين، يعتقدون أنهم يتعرضون للسخرية والإهانة، وينهارون تمامًا. إذا أظهر الناس أنفسهم بهذه الطريقة، وكانوا في صراعٍ دائم في داخلهم، ويُعدِّلون آراءهم باستمرار، ولكن في الوقت نفسه، يقبلون أيضًا سيادة الله وترتيباته باستمرار، ويواصلون فهم الحق، ويدخلون تدريجيًا جوانب مختلفة من الحق، ويدخلون إلى جميع الحقائق، ويُصبحون في النهاية قادرين على تجنُّب أن يُزعِجهم أو يُؤثِّر فيهم أو يُسيطر عليهم أي نوع من الناس أو الأحداث أو الأشياء، ويُؤمنون إيمانًا راسخًا بأن مبادئ الحق التي يُمارسونها صحيحة، فعندئذٍ يكونون قد غيَّروا شخصيتهم.
في الوقت الحاضر، عندما تؤدون واجباتكم، هل لا يزال من المُمكن أن تُقيِّدكم كل أنواع الأشخاص والأحداث والأشياء؟ هل أنتم قادرون على التمسُّك بالحق والقيام بالأشياء وفقًا للمبادئ؟ (لا). إذًا، ما الصعوبات التي تُواجِهونها عادةً؟ (في بعض الأحيان، عندما أرى أشخاصًا آخرين يقومون بأشياء تضر بمصالح بيت الله، أُشير إليها، ولكن عندما أرى أنهم لا يقبلون ذلك، أو أن لديهم سلوكًا سيئًا، أخشى بدء جدال، ولذلك أساوم). هل المساومة صحيحة أم خاطئة؟ (خاطئة، لكنني أخشى أنه إذا ألححتُ في الأمر، فسينشب جدال ويدمِّر السلام، ولن يكون لدى الناس انطباع جيد عني). إذا كنت ترغب في تجنُّب الجدالات، فهل المساومة هي الطريقة الوحيدة؟ في أي المواقف يمكنك المساومة؟ إذا كان الأمر يرتبط بأمور بسيطة، مثل مصلحتك الشخصية أو كبريائك، فلا داعي للجدال بشأنه. يمكنك أن تختار التساهل أو المساومة. ولكن مع الأمور التي يمكن أن تؤثر في عمل الكنيسة وتضر بمصالح بيت الله، ينبغي أن تلتزم بالمبادئ. فإن لم تلتزم بهذا المبدأ، فأنت لست مخلصًا لله. إن اخترت المساومة ونبذ مبادئ الحق لحفظ كرامتك أو للحفاظ على علاقاتك الشخصية، أليست هذه أنانية ودناءة منك؟ أليست علامة على عدم المسؤولية في واجبك وعدم إخلاصك لله؟ (بلى). ولذلك، إذا جاء وقت أثناء أداء واجبك يكون الجميع فيه مختلفين، فكيف يجب أن تمارس؟ هل سيسهم الجدال حوله بكل قوتك في حل المشكلة؟ (لا). كيف يجب أن تحل المشكلة إذًا؟ في هذا الموقف، يجب على الشخص الذي يفهم الحق أن يتقدم لحل المشكلة وأن يطرح المشكلة أولًا للنقاش ويترك لكلا الجانبين التعبير عن رأيهما. وبعد ذلك، يجب على الجميع طلب الحق معًا، وبعد الصلاة إلى الله، يجب إظهار الحق ذي القصة في كلام الله لعقد شركة حوله. بعد إقامة الشركة عن مبادئ الحق من الحق واتضاح الأمر لهم، سوف يتمكن كلا الجانبين من الخضوع. يجب أن يتعلَّموا الخضوع للحق. فإذا كان معظم الناس قادرين على الخضوع للحق، ولكن هناك قِلّة لا تخضع للحق، أو لا يُمكن للمرء أن يجعلهم يعقلون، فإنهم أشخاص لا يقبلون الحق، وطبائعهم هي طبائع الأشخاص الأشرار، وسيُميزهم شعب الله المختار بسهولة. هذه هي أفضل طريقة لحل مشكلة الجدالات في الكنيسة. إن استخدام الحق لحل المشكلات هو مبدأ مهم، ولا يجوز للمرء أن يقوم بمساوماتٍ مجردة من المبادئ. إذا كنت قادرًا، من أجل الحفاظ على علاقاتك الشخصية وكبريائك ومصلحتك الشخصية، على التضحية بمصالح بيت الله، فأنت تُساوم الشيطان. هذا أمر مجرد من المبادئ، وغير مخلص لله. إذا تجادَل كل شخص لحفظ ماء وجهه وركَّز على أسبابه الخاصة، فهل هذا هو سلوك طلب الحق؟ وهل هذا هو السلوك الذي ينبغي أن يتخذه المرء في واجبه؟ (كلا). لكي يُحقِّق الشخص الإخلاص في واجبه، لا ينبغي أن يتجادل من أجل السمعة أو المصلحة الشخصية، بل ينبغي أن يجعل الله صاحب السلطان، وأن يجعل الحق سيِّده؛ فمصالح بيت الله هي الأولى وقبل كل شيء، وفعالية العمل هي الأولى وقبل كل شيء. أليس هذا المبدأ صحيحًا؟ (بلى). إذا كنتم جميعًا قادرين على الالتزام بهذا المبدأ، فما الذي سيتبقى للجدال مع الناس بشأنه؟ لن يكون هناك جدالات. أولئك الذين يحمون دائمًا مصالحهم الشخصية ولا يُمارسون الحق على الإطلاق ليسوا أشخاصًا صالحين، وأولئك الذين يبيعون دائمًا مصالح بيت الله لكسب استحسان الآخرين فهم أسوأ. كل هؤلاء الناس عديمي الإيمان، وأشخاص يخونون الله. إذا دخل شخص في صراعات وجدالات مع الآخرين لحماية مصالح بيت الله وفعالية عمل الكنيسة، وكان موقفه معاندًا نوعًا ما، فهل ستقولون إن هذه مشكلة؟ (لا). لأن نيته سليمة وهي حماية مصالح بيت الله. فهذا شخص يقف إلى جانب الله ويتمسك بمبادئ الحق، فيكون الله به مسرورًا. إن اتخاذ موقف قوي وحازم عند حماية مصالح بيت الله هو علامة على موقف صارم وتمسُّك بالمبادئ، والله يرضى عن ذلك. قد يشعر الناس أن هذا الموقف ينطوي على مشكلة، لكنها ليست مشكلة كبيرة ولا علاقة لها بالكشف عن شخصية فاسدة. تذكر أن التمسُّك بمبادئ الحق هو الأهم.
إنّ دخول الحياة هو أهمُّ شيء. ما الذي يرتبط به دخول الحياة في المقام الأول؟ (السعي إلى الحق). هذا صحيح. إنه يرتبط في المقام الأول بالسعي إلى الحق. فقط الأشخاص الذين يسعون إلى الحق يدخلون الحياة. إذا أراد الناس دخول الحياة، فإن الأمر يتعلق بممارسة الحق. كيف ينبغي للمرء أن يُميِّز إن كان الشخص يسعى إلى الحق؟ أيّ نوعٍ من الأشخاص لا يسعى إلى الحق؟ هل تعلم؟ النوع الأول الذي تحدَّثتُ عنه هو نوع الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي. ما جوهر الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي؟ (بعد قراءة كلمات من الله تكشف شخصيات الناس الفاسدة، لا يستطيعون ربط كلام الله بحالاتهم ومظاهرهم الخاصة؛ إنهم يعتقدون أن الله يتحدَّث عن أشخاصٍ آخرين). إنهم بالأساس غير قادرين على مقارنة أنفسهم بكلام الله، لكن هل يدركون ذلك؟ (كلا). الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي غير قادرين على إدراك هذه الأمور. قلوبهم لا تزال مُشرقة؛ فهم يعتقدون أنهم يفهمون الكثير من كلام الله، ولكن في الواقع، كل كلمة بالنسبة إليهم هي مجرد تنظيم. إنهم يُفكِّرون: "إذا جعلني الله أفعل شيئًا، فسأفعله. إذا جعلني أتخلَّى عن شيء ما، فسأتخلَّى عنه؛ إذا جعلني أبذل نفسي، فسأفعل ذلك. من خلال الخضوع لله بهذه الطريقة، أخلَّص". بعد الإيمان بهذه الطريقة لعدة سنوات، يعتقدون أن لديهم رأس مال، تمامًا كما قال بولس: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها، فإن بولس كان يفتقر إلى الفهم الروحي. إنه لأمرٌ مؤسفٌ حقًا. إنه أمرٌ مُزعِج بالفعل عندما لا يكون لديه فهم روحي، ولكن علاوة على ذلك، لم يسعَ إلى الحق. لقد عامل كل تعاليمه وشعاراته وتصوراته ومفاهيمه ومعرفته وفلسفاته كما لو كانت هي الحق، واستخدمها كأساس لتوسيع مساعيه الخاصة. ونتيجةً لذلك، مهما كان ما فعله، فإنه لم يكن يعيش وقائع الحق، وبغض النظر عما فعله، فإنه لم يكن ذلك يتماشى مع مقاصد الله. كانت مشكلته خطيرة! بولس هو أسوأ مثال عندما يتعلق الأمر بالافتقار إلى الفهم الروحي، أليس كذلك؟ (بلى). هل يُحبُّ الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي الحق؟ بالطبع لا، لأن الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي غير قادرين على استيعاب الحق، وإذا لم يستوعبوا الحق، فلا يُمكنهم أبدًا أن يُحبُّوه. كيف يُظهر الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي أنفسهم؟ المظهر الأساسي هو أنه مهما عقد الناس معهم شركة عن كلام الله، فإنهم ما زالوا لا يفهمون، ومهما عقد الناس معهم شركة عن الحق بوضوح، فإنهم ما زالوا غير قادرين على استيعابه. هذا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بكونهم ذوي مستوى قدرات منخفض جدًا. هل يُمكن للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي أن يسعوا إلى الحق؟ لا يُمكنهم حتى لو أرادوا ذلك. الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي لا يُمكنهم فهم ما يتحدَّث عنه الله، ولا يعرفون ما الحالات التي يكشفها الله، ولا يُمكنهم إجراء مقارنات مع أنفسهم. إنهم يتعاملون مع كل كلام الله على أنه أنظمة وعبارات وشعارات وتعليم، ولا يعرفون أبدًا أن كلام الله هو الحق. ما المشكلة هنا؟ إنها أن مستوى قدراتهم منخفض جدًا، وليس لديهم أي قدرة على الاستيعاب على الإطلاق، ويُظهرون افتقارًا في الفهم الروحي.
النوع الثاني هم الأشخاص الذين لديهم فهم روحي. يستطيع الأشخاص الذين لديهم فهم روحي أن يفهموا الحق، وأن يُجروا مقارنات بين أنفسهم وكلام الله عندما يأكلونه ويشربونه، ويفهموا ما يكشفه كلام الله، وما الحقائق التي يحتويها، وما يطلبه الله. هل القدرة على الفهم تُعادل الدخول؟ (كلا). إذًا عندما أقول إنهم يستطيعون الفهم، فإلى ماذا يُشير ذلك؟ ما الأمر الذي يتناوله ذلك؟ (يمكنهم إجراء مُقارنات بين أنفسهم وكلام الله). القدرة على إجراء مُقارنات مع أنفسهم هي جزءٌ من ذلك. إنهم يُقِرُّون بشخصيات الإنسان الفاسدة وكل نوع من أنواع الحالات التي يكشفها الله. إذًا، هل هم قادرون على معرفة ما يطلبه الله؟ ينبغي أن يعرفوا إلى حدٍّ ما – معرفة مطالب الله، ومعرفة المبادئ التي يتحدّث عنها كلام الله، وماذا تكون مقاصده. إنهم واضحون بشأن هذه الأشياء ويفهمونها؛ لهذا يُطلق عليهم الأشخاص الذين لديهم فهم روحي. عندما يأكل الأشخاص الذين لديهم فهم روحي كلام الله ويشربونه، فإنهم يكونون قادرين على إجراء مُقارنات مع أنفسهم، وفهم ما يُشير إليه كلام الله وماذا تكون مطالبه. وهذا يُظهِر أن هذا النوع من الأشخاص يمتلك مستوى القدرات والقدرة على استيعاب الحق. فهل امتلاك مستوى القدرات والقدرة هذا يعني بالضرورة أنه قد دخل الحياة؟ (كلا). هناك العديد من السيناريوهات المختلفة. يستطيع بعض الناس فهم كلام الله، ويمتلكون مستوى القدرات والقدرة على فهم كلامه، لكنهم لم يُجِروا مقارنات بين كلام الله وأنفسهم قط. إنهم يُجِرون مقارنات بين كلام الله والآخرين فقط، ويبحثون عن العيوب في الآخرين، ويُحمِّلونهم أوجه القصور لديهم، ويدقّقون في حالاتهم، ويُحاولون قراءة أفكارهم، كما لو كانوا جهاز كشف. عندما لا يكون لديهم ما يفعلونه غير ذلك، فإنهم يتفكَّرون فيما يُفكِّر فيه الآخرون، ويُحاولون اكتشاف ما يُفكِّر فيه الناس في قلوبهم، وما الأفكار والخواطر الموجودة في قلوبهم، وما نيَّتهم، وما هدفهم، وما دافعهم، وماذا يأملون، وما الشخصيات الفاسدة التي يكشفونها في أثناء القيام بالأشياء. ما هدفهم من اكتشاف هذه الأشياء؟ إجراء مُقارنات بين كلام الله والآخرين، ثم حل مشكلاتهم. على سبيل المثال، البيئة التي يعيش فيها "فلان"، وكيف تبدو خلفيته العائلية، وعدد السنوات التي آمن فيها بالله، وما المشكلات التي تكون لديه عادةً، وما نقاط ضعفه عند سعيه إلى تغيير شخصيته، وما الصعوبات التي يُواجِهها غالبًا عندما تحدث الأشياء، وفي أي المواقف يكون من السهل عليه أن يُصبح سلبيًا، ومدى جودة أدائه لواجبه، وكيف يتعامل مع كلام الله، وما إذا كانت حياته الروحية طبيعية – إنهم يتمتّعون بفهمٍ واضحٍ لكل هذه الأشياء. إنهم أذكياء للغاية، لكن للأسف لا يُطبِّقون ذكاءهم في المواضع الصحيحة. إنهم يحلّون مشكلات الآخرين، لكنهم لا يُمارسون الحق بأنفسهم. عادةً ما يكون هذا النوع من الناس قائدًا أو عاملًا، أو شخصًا ذا قدرٍ من المسؤولية. هل تمثل طريقة السعي هذه التي يتبعها هذا النوع من الناس مشكلة؟ (بلى). طريقة السعي هذه إشكالية، وإشكالية خطيرة. إلى أي درجة هي خطيرة؟ ينبغي لنا أن نعقد شركةً عن هذا الموضوع. هذا النوع من الناس لديهم فهم روحي، ويمكنهم فهم كلام الله، ويعرفون كيف يُجِرون مقارنات بين كلام الله وأنفسهم، لكنهم لم يُقارِنوا بين كلام الله وأنفسهم قط؛ وبدلًا من ذلك، يُقارِنون بين كلام الله والآخرين. ما هدفهم من إجراء مُقارنات مع الآخرين؟ (للتباهي). هذا صحيح. إنهم يتباهون لإرضاء رغباتهم وطموحاتهم، ولجعل مكانتهم أكثر أمانًا، ولجعلهم أكثر قدرة على أسر قلوب الناس. حقيقة أنهم يستطيعون القيام بذلك مرتبطة بطبيعتهم، ومرتبطة ارتباطًا مباشرًا بما يسعون إليه عند الإيمان بالله. إذا كان على المرء أن يدين من خلال حقيقة أنهم يُكرِّسون قلوبهم للأشياء ويقومون بوظيفتهم على أكمل وجه، وحقيقة أنهم قادرون على فهم جميع الحالات المُختلفة التي يمرُّ بها الآخرون بشكل جيد جدًا، فهل يُمكن للمرء أن يقول إنهم أشخاص يسعون إلى الحق؟ ليس بالضرورة. فكيف يُمكن للمرء إذًا معرفة إن كان شخصٌ ما يسعى إلى الحق؟ إذا كان مسؤولًا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بدخول الإخوة والأخوات الحياة، ويبذل الكثير من الجهد والعمل في الأشياء، ويقوم بعمله بشكلٍ جيدٍ للغاية، وكثيرًا ما يطلب الحق فيما يتعلق بكل حالة من حالات الإخوة والأخوات، ثم يعالج المشكلات، فهل من خلال كونه قادرًا على أداء واجبه بهذه الطريقة، هو قائد مؤهّل؟ انطلاقًا من هذه المظاهر والاستعلانات الخاصة به، هل يُمكن للمرء أن يتأكد من أنه شخصٌ يسعى إلى الحق؟ (ليس بالضرورة). لماذا؟ (يمكنه حل مشكلات الآخرين، لكنه لم يُقارِن بين كلام الله ونفسه قط). إذا لم يحلّ مشكلاته الخاصة قط، فكيف يحل مشكلات الآخرين؟ (إنه يعتمد على الكلمات والتعاليم لحلها). إنّه يفهم بعض الكلمات والتعاليم، ويتمتّع ببعض الذكاء، ولديه ذاكرة جيدة، ويتفاعل مع الأشياء بسرعة، وبمجرد سماعه عظةً، فإنه يكون قادرًا على الذهاب على الفور والتفاخر بها أمام الآخرين. بالنظر إلى هذه الأشياء، هل لديه دخول؟ (لا). إن علاج صعوبات الآخرين ولكن عدم علاج صعوباته الخاصة قط ليس مظهرًا من مظاهر السعي إلى الحق. إنه يستخدم فقط التعليم وكلام الله، أو جميع أنواع المناورات والأساليب، لاستمالة الآخرين وإقناعهم؛ إنه يستخدم الكلمات والتعاليم التي يفهمها، أو يُقلِّد كلمات اختبارات الحياة ويحاكيها لمساعدة الناس على الخروج من المحنة. إنّه يستخدم هذه الأساليب لعلاج صعوبات الآخرين بدلًا من استخدام ما مرّ به شخصيًا واختباراته الفعلية لعلاجها. وهذا يُثبت أن هذا الشخص ليس شخصًا يسعى إلى الحق. ما الذي يُقدِّمه للآخرين؟ (التعليم). لماذا نقول إنه تعليم؟ لأنه لا يأتي من خبراته الخاصة، وليس شيئًا قد مرّ به بالفعل، وليس فهمه الحقيقي. ما الذي يسقي به الآخرين حقًا؟ التعليم والعبارات والكلمات التي تستميل الناس وتُعزِّيهم. كما يستخدم أيضًا الأساليب والمناورات والذكاء البشري، ومهما كان الأمر، فإنه يعتقد أن الإجابة عن أسئلة الناس هي حل للمشكلات، وأن هذا هو القيام بالعمل. بالنظر إلى مظاهره، ومن خلال الأشياء التي يُقدِّمها للآخرين، والطريقة التي يعمل بها، والطريق الذي يسعى إليه، هل هذا الشخص يسعى إلى الحق؟ (كلا). إنه ليس من الأشخاص الذين يسعون إلى الحق. أليس استخدام الحق لعلاج المشكلات عندما لا يدخل هم نفسه أمرًا مخادعًا نوعًا ما؟ (بلى). إنه مُخادِع؛ إنه مُنافِق، ويخدع الآخرين. إذًا، هل يمكن لأشخاصٍ مثل هؤلاء أداء واجباتهم جيدًا؟ (كلا). لماذا لا يمكنهم؟ لأنهم لا يسعون إلى الحق، وتوجد علاقة مُباشرة بين أداء المرء واجبه جيدًا وفهمه للحق. على سبيل المثال، يجب على المرء أن يفهم الحق ليسقي الكنيسة؛ ويجب على المرء أن يفهم الحق لعلاج المشكلات؛ ويجب على المرء أيضًا أن يفهم الحق للتعامل مع المشكلات؛ إن لفهم الحق ضرورة أكبر من أجل تمييز الناس. فكل جانبٍ من جوانب عمل الكنيسة له علاقة بالحق؛ إذا لم يفهم المرء الحق، فلن يقوم بعمل الكنيسة الأساسي جيدًا، وسيقوم فقط بعمل جيدٍ في المهام العامة. لذلك، إذا لم يسعَ القائد إلى الحق، فمهما كان مشغولًا، أو مقدار ما يقوم به من عمل شاق، أو مقدار ما يُعانيه، فلن يقوم بعملٍ جيدٍ، ولن يكون قادرًا على إتمام واجبه على أكمل وجه من حيث الوظيفة والمسؤوليات. فعندما يعمل، يتنقل من مكان إلى آخر دون سبب، ليرى أين توجد المشكلات ثم يعالجها بطريقةٍ مُبسَّطة. عندما يُواجِه شخصٌ ما نوعًا من الصعوبة، فإنه يقدِّم شركةً حول بعض التعليم، وعندما يكون شخصٌ ما سلبيًا وضعيفًا، فإنه يُشجِّعه ويحثه؛ هذه هي الأشياء التي يقوم بها. إنه يعتقد أنه طالما يُراقب الناس الذين يقودهم، وطالما أن الجميع مشغولون وليسوا عاطلين عن العمل، فإنه يقوم بعمله بشكلٍ جيد، وأنه إذا تمكن من التجول في كل مكان لتفقُّد العمل وتوجيهه، بدون أن يبلغ عنه أحد أو يفضحه، وأن يكون قادرًا على الوعظ والتحدث أينما ذهب، وجعل كل شيء يسير بسلاسة بدون أي عوائق، فإنه يُتمِّم مسؤولياته وواجبه. هذا هو القيام بالعمل من مكانة، وليس استخدام الحق لحل المشكلات بمعنى عملي. إنهم يولون أهميةً للقيام بالعمل، وفي أثناء إيلائهم أهميةً للقيام بالعمل، قد لا يفعلون أي شيءٍ من أجل مكانتهم – كل ما يفعلونه هو استخدام التعليم والشعارات بعناد لحثِّ هذا الشخص أو تشجيع ذلك الشخص، وانشغالهم بهذا العمل بعناد. إنهم يعتقدون أنه طالما أنهم ليسوا عاطلين عن العمل، فلا بأس بذلك. أول شيء هو أنهم لا يستطيعون التكاسل، والثاني هو أنهم يجب أن يكونوا مُجتهدين، والثالث هو أنهم يجب أن يكونوا قادرين على تحمُّل المعاناة. إنهم منشغولون طوال اليوم – إذا كانت ثمة مشكلة في مكان ما، فيجب حلّها في أقرب فرصة، ويجب عليهم دائمًا السؤال عما إذا كان أي شخص يُعاني من أي مشكلات. إنهم يعتقدون أن القيام بذلك هو السعي إلى الحق. في الواقع، هل امتلاك هذه المظاهر يعني بالضرورة أنهم يسعون إلى الحق؟ هل يعني بالضرورة أنهم قد دخلوا الحياة؟ هذا لا يزال موضع تساؤل. هذا هو المظهر الأول للأشخاص الذين لديهم فهم روحي لكنهم لا يسعون إلى الحق.
المظهر الثاني للأشخاص الذين لديهم فهم روحي لكنهم لا يسعون إلى الحق هو قدرتهم على فهم كلام الله، وفهم الجانب العملي لما يقوله كلامه، والقدرة على إجراء مُقارنات بينه وبين أنفسهم، لكنهم لا يُطبِّقونه أبدًا. هذا النوع من الأشخاص لا يقوم بالأشياء وفقًا لكلام الله، أو وفقًا لمبادئ الحق، ولا يُقيِّدون أنفسهم. عندما يحدث شيء ما، فإنهم يُريدون فقط جعل الناس يخضعون لهم ويستمعون إليهم، لكنهم أنفسهم لا يُريدون أن يخضعوا للحق. إنهم يُعاملون ممارسة الحق والخضوع له باعتبارهما مسؤولية الآخرين والتزامهم وواجبهم، وشيئًا ينبغي للآخرين القيام به. إنهم يُعاملون أنفسهم كما لو كانوا مُنفصلين. مهما كان مقدار ما يفهمونه، أو عدد كلمات الله التي يُمكنهم ربطها بأنفسهم، فإنهم يعتقدون أن كل ما يقوله الله مُوجَّه إلى الآخرين وليس له علاقة بهم. إذًا، ما الذي يفعلونه؟ إنهم مشغولون للغاية أيضًا. يذهبون إلى الكنيسة ويرون مَن لديه انتقاد لهم، ثم يُدوِّنونه. بعد ذلك، يُرهقون أدمغتهم للتفكير في طُرق "إصلاح" ذلك. يقولون: "لنفتح قلوبنا ونعقد شركةً. مهما كان ما تُفكِّر فيه في داخلك، أو مهما كانت آرائك فيَّ، أو مهما كانت انتقاداتك لي، فقط أخبرني وسأفعل كل ما في وسعي للتغيير وللقيام بالأشياء بشكلٍ مختلف". ما هدفهم من التغيير؟ لجعل الآخرين يُحبُّونهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يرون مَنْ لديه انتقاد لهم، ومَن لا يخضع لهم، ثم يعثرون على مقاطع ذات صلة من كلام الله "لإصلاح" ذلك. يقولون: "الله هو السيِّد عندما ينتخب بيت الله القادة والعاملين. في بيت الله، الحق هو السلطان. أيًا كان مَن ينتخبه الإخوة والأخوات قائدًا، فهذا ما أراده الله، وينبغي لكم الخضوع له. أنت لا تخضع لي، بل لإرشاد الروح القدس، وللحق. إذا لم تخضع، فسوف تُعاقَب!" بعد الاستماع، يعرف بعض الناس أن القائد يُسيء تفسير كلام الله، ويُحرِّف الحقائق لتضليل الناس، ولا يستمعون إليه. عندما يرى القائد أن هؤلاء الناس لا يخضعون له تمامًا، يُفكِّر: "أنت ترفض الخضوع لي، أليس كذلك؟ لدي طُرق أخرى للتعامل معك. سأتخلّى عن اللين والرفق الآن". يقول القائد للأشخاص الذين لا يخضعون له: "هل أنجزتَ المهمة التي كلّفتُك بها؟" ويقول الناس: "لم يتبقَّ سوى القليل على إنجازها. لن تتسبَّب في أي تأخير". يقول القائد: "كيف يتبقَّى القليل ويكون ذلك ليس تأخيرًا؟ في نظر الله، القليل كثير. هذا مظهر من مظاهر عدم الإخلاص. هل تُسمِّي هذا قيامًا بواجبك؟" في الواقع، هل هذا حقًا ما يُريد القائد قوله؟ ما الهدف الذي يحمله في قلبه؟ يُريد إجبار الآخرين على الخضوع، وهزيمتهم، ووضعهم عند حدّهم، لكنه لا يستطيع قول ذلك صراحةً. إذا فعل ذلك، فسيرى الإخوة والأخوات حقيقته ويكشفونه، ولذلك يجب أن يجد سببًا وجيهًا وعذرًا مقبولًا للقيام بالأشياء؛ يجب أن يقمع الناس بطريقة "مُحترمة ومعقولة"، بحيث بعد أن يقمع الناس لا يكون ذلك واضحًا للآخرين، ويجعل الأشخاص المعنيين يُطيعونه، ويُحقِّق هدف القائد المتمثل في تعزيز موقفه وتوطيد مكانته. ما هذه الشخصية؟ (إنهم ماكرون ومُخادعون). إنهم ماكرون ومُخادعون وسامّون ويقومون بالأشياء من أجل المكانة. لا يولون أي اهتمامٍ بالأشياء التي لا تتعلق بمكانتهم، ولا يُكرِّسون قلوبهم لها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي تؤثر في سمعتهم ومكاسبهم ومكانتهم وكبريائهم ومركزهم في الكنيسة، فإنهم يتمسَّكون بهذه الأشياء ولا يتخلّون عنها، ويبدؤون في التعامل بجدِّية. عند عقد شركةٍ عن الحق في تجمعاتهم المعتادة، فإنهم يعرفون أنفسهم أحيانًا، ويُجريون مُقارنات بين كلام الله وأنفسهم، ويكشفون عن شخصيتهم الفاسدة، ولكن هناك هدفًا وراء ذلك، ومقصد: كل ذلك لجعل الآخرين ينظرون إليهم بإعجاب، ويغبطونهم، ويوقِّرونهم، ولتعزيز مكانتهم. لديهم طموحات وهدف. إذا لم يكن الأمر من أجل مكانتهم، فإنهم لا ينطقون بكلمة واحدة؛ إذا لم يكن الأمر من أجل تأمين مكانتهم، فإنهم لا يفعلون شيئًا – كل ما يفعلونه هو من أجل مكانتهم. سيُرهقون أنفسهم من أجل مكانتهم، ولكن إذا كان الأمر من أجل عمل الكنيسة، فعندما يكتشفون مشكلات لن يحلوها، وعندما يُبلِّغ أشخاص آخرون عن مشكلات فلن يعالجوها، ولن يُحرِّكوا ساكنًا للاهتمام بأي شيء؛ إنهم يرون أشخاصًا آخرين مشغولين بأداء واجباتهم، لكنهم لا يفعلون شيئًا على الإطلاق. أيّ نوعٍ من الأشخاص هذا؟ (شخص حقير ودنيء يعيش فقط من أجل الشهرة والمكسب والمكانة). هل الشخص الذي يعيش فقط من أجل المكانة هو شخص يسعى إلى الحق؟ هل هو قادر على السعي إلى الحق؟ (كلا). من المستبعد ذلك. إذا كان لديه القليل من الوعي بالضمير، ولديه شعور بالخجل، ولديه كرامة وشخصية، وكان قادرًا على قبول الحق بعد اختبار بعض التوبيخ والدينونة، واختبار التهذيب، أو الامتحان والتنقية، فمن المُمكن أن يتمكَّن من التغيير. ومع ذلك، إذا كان خاملًا، وبليدًا، وعنيدًا، ولا يقبل الحق على الإطلاق، فمهما كان مقدار ما يفهمه، هل سيكون لذلك أي فائدة؟ (كلا). مهما كان مقدار ما يفهمه، فلن يكونوا قادرًا على تحريك قلوبه. مهما بدا الانشغال الظاهري للناس الذين لا يتصرفون أو يتحدثون إلا من أجل المكانة، ومقدار الوقت الذي يقضونه منشغلين في الشوارع، ومقدار تضحيتهم، واستسلامهم وبذلهم، هل يمكن أن يُعدوا من الساعين للحق؟ قطعًا لا. سيدفعون أي ثمن من أجل المكانة. وسيعانون أي صعوبات من أجل المكانة. ولن يُوقف أي شيء سعيهم للمكانة. سيحاولون العثور على ما يدين الآخرين، أو توريطهم، أو إزعاجهم، أو سحقهم تحت أقدامهم. إنهم لا يخشون حتى العقاب أو القصاص، فهم يتصرفون من أجل المكانة دون أي تفكير في العواقب. ما الذي يسعى إليه أناس مثل هؤلاء؟ (المكانة). ما وجه التشابه مع بولس؟ (السعي للإكليل). إنهم يسعون إلى إكليل البرِّ، ويسعون إلى المكانة، والشهرة، والمكسب، ويعاملون السعي وراء المكانة والشهرة والمكسب كسعي شرعي، بدلًا من السعي إلى الحق. ما أبرز سمات هؤلاء الناس؟ إنهم من جميع الأوجه يتصرفون من أجل المكانة والشهرة والمكسب. هذا النوع من الأشخاص، الذين يقومون بالأشياء من أجل الشهرة والمكسب والمكانة، هم الأكثر براعة في تضليل الآخرين. عندما تُقابِلهم لأول مرة، لا يُمكنك أن تُدرِك حقيقتهم. ترى أن التعليم الذي يتحدثون عنه يبدو جيدًا، وما يقولونه يبدو عمليًا، والعمل الذي يُرتِّبونه مناسبٌ للغاية، ويبدو أن لديهم بعض مستوى القدرات، فتُعجب بهم كثيرًا. هذا النوع من الأشخاص مُستعدٌّ أيضًا لدفع الثمن عند أداء واجبه. إنهم يعملون بجدٍّ كل يوم لكنهم لا يشكون أبدًا من التعب. ليس لديهم ذرَّة من الضعف. عندما يكون الآخرون ضعفاء، فلا يكونون كذلك. كما أنهم لا يشتهون مُتع الجسد، وليسوا مُتطلِّبين في الطعام. عندما تُحضِّر لهم الأسرة المُضيفة شيئًا خاصًا، يرفضونه ولا يأكلونه. إنهم يأكلون فقط الأطعمة العادية. كل مَنْ يرى أشخاصًا مثل هؤلاء يُعجَب بهم. فكيف يُمكن للمرء أن يُميِّز إن كانوا يفعلون الأشياء من أجل المكانة؟ أولًا، يجب على المرء أن ينظر إلى ما إذا كانوا أشخاصًا يسعون إلى الحق أم لا. أين سيكون هذا واضحًا؟ (مقصدهم ونقطة انطلاقهم عند القيام بالأشياء). هذا جزءٌ من الأمر. سيكون هذا واضحًا بشكل أساسي في الهدف الذي يسعون إليه. فإذا كان الأمر من أجل ربح الحق، فإنهم سيولون أهميةً كبيرة لقراءة كلام الله كثيرًا، وفهم الحق ومعرفة أنفسهم من خلال كلام الله. إذا عقدوا شركةً في كثير من الأحيان حول معرفة أنفسهم، فسيكونون قادرين على رؤية أنهم يفتقرون إلى أشياء كثيرة، وليس لديهم الحق، وسيجتهدون بشكلٍ طبيعي في السعي إلى الحق. كلما عرف الناس أنفسهم أكثر، تمكَّنوا من السعي إلى الحق أكثر. من الواضح أن أولئك الذين يتحدّثون ويقومون بالأشياء دائمًا من أجل المكانة ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق. عندما يُهذَّبون، فإنهم لا يقبلون ذلك – إنهم يخشون بشدة أن تتضرَّر سمعتهم. إذًا، هل هم قادرون على قبول كلام الله من الدينونة والتأديب والتأمُّل في أنفسهم؟ هل يُمكنهم حقًا فهم الانحرافات في اختباراتهم الخاصة؟ إذا لم يكن لديهم أيٌّ من هذه المظاهر، فيُمكن للمرء أن يتأكَّد من أنهم ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق. أخبرني، ما المظاهر الأخرى التي يمتلكها الأشخاص الذين لا يُحبُّون الحق ويسعون إلى المكانة؟ (عندما ينتقدهم الآخرون، لا يقبلون، بل يتخذون موقفًا دفاعيًا، ويُبرِّرون أفعالهم ويُقدِّمون أسبابًا. إنهم يتحدثون من أجل الحفاظ على كبريائهم والحفاظ على مكانتهم. إذا لم يدعمهم شخص ما، فإنهم يُهاجمونه ويُدينونه). عندما يُهاجم الناس الآخرين ويُدينونهم، ويتحدثون ويدافعون عن أنفسهم من أجل كبريائهم ومكانتهم، فمن الواضح أن مقصدهم والهدف من وراء أفعالهم خطأ، وأنهم يعيشون بالكامل من أجل المكانة. هل لنوع الأشخاص الذين يقولون ويفعلون كل شيء من أجل المكانة أن يُراعوا مقاصد الله؟ هل يُمكنهم قبول الحق؟ كلا بالتأكيد. إنهم يعتقدون أنهم إذا راعوا مقاصد الله، فيجب عليهم ممارسة الحق، وإذا مارسوا الحق، فيجب عليهم أن يعانوا ويدفعوا الثمن. وعندئذٍ، سيفقدون المُتعة التي تأتي مع المكانة، ولن يكونوا قادرين على التمتُّع بمنافع المكانة. لذلك، يختارون السعي إلى الشهرة والمكسب والمكانة فحسب، والسعي إلى الحصول على المكافآت. ما الطرق الأخرى التي يظهر بها الأشخاص الذين يسعون إلى المكانة؟ ما الأشياء الأخرى التي يفعلونها؟ (إذا رأوا بعض الأفراد الموهوبين من حولهم الذين يسعون أكثر إلى الحق، والذين يستحقون الرعاية، والذين يميل الإخوة والأخوات أكثر إلى دعمهم، فخوفًا من أن هؤلاء الناس سينهضون ويحلّون محلّهم، ويُهدِّدون مكانتهم، فإنهم يُفكِّرون في طرق لقمع هؤلاء الأفراد الموهوبين، ويجدون جميع أنواع الأسباب والأعذار لتثبيطهم. الطريقة الأكثر شيوعًا هي وصفهم بأنهم مُتغطرسون جدًا، وأنهم بارّون في عيون أنفسهم، وأنهم يُقيّدون الآخرين دائمًا، وجعل الناس يُؤمنون بأن هذه الأشياء صحيحة، وعدم السماح لبيت الله بترقية هؤلاء الأفراد أو رعايتهم). هذا هو المظهر الأكثر شيوعًا. هل هناك أيّ شيء تُريد إضافته؟ (إنّهم يُحبُّون دائمًا أن يشهدوا لأنفسهم ويتباهوا. يتحدّثون دائمًا عن بعض الأشياء الرائعة عن أنفسهم؛ ولا يتحدثون أبدًا عن جانبهم القبيح، وإذا فعلوا شيئًا سيئًا، فإنهم لا يتأمَّلون في أفعالهم أو يُشرِّحونها). إنّهم يتحدثون دائمًا عن مدى معاناتهم ودفعهم الثمن، وكيف يرشدهم الله، ويُظهِرون العمل الذي قاموا به. هذا أيضًا جزءٌ من الطريقة التي تظهر بها حماية مكانتهم وتوطيدها. يتمتّع الأشخاص الذين يسعون إلى المكانة ويقومون بالأشياء من أجل المكانة بسمةٍ أخرى – أكثر بروزًا – وهي أنه مهما حدث، فلا بُدّ أن تكون لهم الكلمة الأخيرة. إنهم يسعون إلى المكانة لأنهم يُريدون أن تكون لهم الكلمة الأخيرة. يُريدون أن يكونوا هم من يتخذون القرارات، والوحيدون الذين يمتلكون السلطان. فمهما كان الموقف، يجب على الجميع الاستماع إليهم، ومهما كان مَنْ لديه مشكلة، يجب أن يطلبهم ويسألهم التوجيه. ما يُريدون التمتُّع به هو منافع المكانة هذه. فمهما كان الموقف، يجب أن تكون لهم الكلمة الأخيرة. وسواء كان ما يقولونه صحيحًا أم خطأً، حتى ولو كان خطأً، فلا بُدّ وأن تكون لهم الكلمة الأخيرة، ويجب أن يجعلوا الآخرين يستمعون إليهم ويُطيعونهم. هذه مشكلة خطيرة. فمهما كان الموقف، يجب أن تكون لهم الكلمة الأخيرة؛ وسواء كان الموقف يفهمونه أم لا، يجب أن يتدخَّلوا فيه ويكون لهم الكلمة الأخيرة. مهما كانت المشكلة التي يعقد القادة والعاملون شركةً حولها، فيجب أن يتَّخذوا القرار، ولا يوجد مجال للآخرين للتحدث. ومهما كان الحل الذي يقترحونه، فيجب أن يجعلوا الجميع يقبلونه، وإذا لم يقبله الآخرون، فإنّهم يغضبون ويُهذِّبونهم. إذا كان لدى أيّ شخص انتقاداتٍ أو آراء، حتى لو كانت صحيحة ومتوافقة مع الحق، فعليهم أن يُفكِّروا في جميع أنواع الطرق للاعتراض عليها. إنهم بارعون جدًا في السفسطة، وسيستميلون الشخص الآخر بكلام معسول، ويجعلونه في النهاية يقوم بالأشياء على طريقتهم. يجب أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في كل شيء. فهم لا يتفاوضون أبدًا مع زملائهم في العمل أو شركائهم؛ إنهم ليسوا ديمقراطيين. هذا يكفي لإثبات أنهم مُتغطرسون جدًا وأنهم بارّون في عيون أنفسهم، ولا يُمكنهم قبول الحق على الإطلاق، ولا يخضعون للحق على الإطلاق. إذا حدث شيء كبير، أو شيء بالغ الأهمية، وكانوا قادرين على السماح للجميع بإجراء تقييم وإبداء رأيهم، وفي النهاية الاستقرار على طريقة للممارسة وفقًا لرأي الأغلبية، والتأكُّد من ألا يُلحِق ذلك ضررًا بعمل بيت الله، وأن يكون مُفيدًا للعمل ككل – إذا كان هذا هو موقفهم، فهم أشخاصًا يحمون عمل بيت الله، وأشخاصًا يمكنهم قبول الحق، لأن هناك مبادئ وراء القيام بالأشياء بهذه الطريقة. ومع ذلك، هل سيفعل الأشخاص الذين يسعون إلى المكانة الأشياء بهذه الطريقة؟ (كلا). كيف سيفعلون الأشياء؟ إذا حدث شيء ما، فلن يهتموا بالنصيحة التي قدّمها الآخرون لهم. سيكون لديهم بالفعل حل أو قرار في أذهانهم قبل وقت طويل من مُشاركة الناس نصائحهم. في قلوبهم، يكونون قد قرَّروا بالفعل أن هذا ما سيفعلونه. عند هذه النقطة، مهما قال الناس، فلن يُولوا الأمر أي اهتمام. حتى لو وبَّخهم أحدهم، فلن يهتموا على الإطلاق. إنهم لا يُراعون مبادئ الحق، أو ما إذا كان ذلك يُفيد عمل الكنيسة، أو ما إذا كان بإمكان الإخوة والأخوات قبوله أم لا. هذه الأشياء ليست ضمن نطاق اهتمامهم. ما الذي يُفكِّرون فيه؟ يجب أن تكون لهم الكلمة الأخيرة؛ يُريدون أن يكونوا أصحاب القرار في هذا الأمر؛ يجب أن يتم هذا الأمر على طريقتهم؛ يجب أن ينظروا إلى ما إذا كان هذا الأمر مُفيدًا لمكانتهم أم لا. هذا هو المنظور الذي ينظرون من خلاله إلى الأشياء. هل هذا شخص يسعى إلى الحق؟ (كلا). عندما يفعل الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق الأشياء، يُراعون دائمًا مكانتهم وشهرتهم ومكاسبهم؛ يُراعون دائمًا كيف يُفيدهم ذلك. هذه هي نقطة انطلاقهم للقيام بالأشياء.
بعضُ الناس لديهم فهمٌ روحيٌّ لكنهم لا يسعون إلى الحق. هناك بالفعل بعض الناس على هذا النحو. أما عن مظاهرهم الرئيسية، فالنوع الأول هو فعل الأشياء لمجرّد فعلها؛ إنهم يُحبّون أن يعملوا ولا يستطيعون الجلوس ساكنين. ما داموا منشغلين بفعل شيء ما، فهم سعداء، ولديهم شعورٌ بالإنجاز، ويشعرون بأنهم واقعيّون. أما النوعُ الثاني من المظاهر فهو فعل الأشياء من أجل المكانة. يمتلك الأشخاص من هذا النوع طموحاتٍ ورغباتٍ قوية على وجه الخصوص. إنهم يُريدون دائمًا السيطرةَ على الناس وكسب ودهم، ويرغبون دائمًا في أن يحلّوا محلَّ الله. الرغبةُ في الحلول محلَّ الله – أيٌّ من مساعي بولس ذو صلة بهذا؟ (مسعاه لأن يُصبح المسيح). إن هدفهم في السعي وراء المكانة ليس مجرّدَ أن يكونوا شخصًا مُتفوِّقًا على الآخرين، شخصًا ذا مكانة يُبجّله الآخرون. إن هدفهم النهائي هو أن يكونوا قادرين على كسبِ وُدِّ الناس والسيطرة عليهم، وأن يجعلوهم يُبجّلونهم ويعامِلونهم مثل الله، وأن يجعلوا الجميع يتبعونهم ويخضعون لهم ويؤمنون بهم. ماذا يعني كلُّ هذا ضمنًا؟ أنهم سيُصبحون الله في قلوب الناس. هذا ليس سعيًا إلى الحق، بل هو بالأحرى سعيٌ إلى الشيطان. من الواضح أن السعيَ إلى المكانة ليس سعيًا إلى الحق، كما أن السعيَ إلى العمل أو السُّمعة ليس سعيًا إلى الحق. ما المظاهر الأخرى الموجودة؟ (إنهم يسعون إلى البركات). هذا صحيح. إنهم يدفعون ثمنًا، ويبذلون أنفسهم، ويعانون، ويستطيعون التخلّي عن مصالحهم الذاتية في كل أنواع الأمور، لكنهم يفعلون ذلك لكي يكونوا مُباركين. إنهم يُظهرون أنفسهم بهذه الطريقة من أجل الحصول على البركات ولكي يكون لهم غاية صالحة فقط. وهذا ليس سعيًا إلى الحق أيضًا. هذه هي الطريقة الثالثة التي يَظهَر بها الناسُ الذين لديهم فهمٌ روحيٌّ لكنهم لا يسعون إلى الحق. تمامًا مثل بولس، فهم يفعلون الأشياء ويعانون من أجل أن يكونوا مُباركين ومن أجل غايتهم، دون أن يدخروا أيّ تكلفة مهما كانت. إن هدفهم من القيام بالأشياء واضح: أيًّا كان الأمرُ الأكثر أهميةً وجوهريةً لتلقِّي البركات، فهذا هو ما يُركّزون على القيام به حصرًا. ما داموا يحصلون على استحسان الإخوة والأخوات ودعمِهم، فلا بأس. إنهم يُركّزون فقط على الكيفية التي ينظر بها الجميع إليهم، والكيفية التي ينظر بها الأعلى إليهم، وما إذا كانوا في قلب الله. ما دام من المؤكّد أنهم سيبارَكون ويحصلون على المكافآت، فلا بأس. ومع ذلك، فهم لا يستخدمون الحقَّ أبدًا لتقييم ما يفعلونه، ولا يتخلّون أبدًا عن رغبتهم في الحصول على البركات؛ فهم لا يخضعون لتدابير الله وترتيباته. إذا قاموا بشيءٍ ما بشكلٍ سيّئٍ وتعرّضوا للتهذيب، إذا لم يرضَ عنهم الأعلى، ورأوا أنه لا يوجد أملٌ في أن يكونوا مبارَكين أو ربما الحصول على غايةٍ صالحة، فإنهم يُصبحون سلبيّين ويستسلمون، ولا يُريدون القيام بواجبهم. حتى أنّ هناك بعضَ الذين لا يُريدون ببساطةٍ أن يؤمنوا؛ فهم يعتقدون أنه لا جدوى من الإيمان بالله. إن طرقَ السعي الثلاث المذكورة أعلاه هي كلُّها طرقٌ يتبعها أولئك الذين لا يسعون إلى الحق. وهناك عددٌ كبيرٌ من الناس من هذا النوع في كلِّ كنيسة، وجميعهم أناسٌ لا يُحبّون الحق. مهما كان الواجب الذي يؤدّونه، فإنهم يربطونه دائمًا بمصالحهم الذاتية، ونيل البركات، والحصول على المكافآت، ولا يربطونه أبدًا بدخولهم الحياة، أو فهم الحق، أو تغيير شخصيتهم. ومهما كان عدد سنوات إيمانهم بالله، أو عدد سنوات أدائهم للواجبات، فإنهم لم يسعوا قط إلى معرفة أنفسهم، ولم يسعوا قط إلى دخول الحياة، ولم يسعوا قط إلى محبّة الله أو الخضوع له. مهما كان ما يفعلونه، فإنهم لا يطلبون الحقَّ. ومهما كان الفساد الذي يكشفونه، فإنهم لا يربطون بينه وبين الحقِّ في كلام الله. ومهما كان ما يفعلونه، فإن مقاصدهم أنانيةٌ ودنيئة، وجميعها تهدف إلى ضمان البركات والمكاسب الشخصية. ومهما كانت الطريقة التي يُهذَّبون بها، فإنهم لا يتأمّلون في أنفسهم، ويستمرّون في الاعتقاد بأنهم على حق. نادرًا ما يكون الناسُ من هذا النوع سلبيّين. فهم لا يخشون أيّ قدرٍ من المعاناة إذا كان ذلك يعني أنهم سيُبارَكون ويدخلون الملكوت. إن لديهم بالفعل مثابرة، لكن من الصعب جدًّا عليهم قبول الحق. إنهم يُفضّلون الموت على التأمّل في أنفسهم واكتساب المعرفة بأنفسهم، ويعتقدون أنهم يقومون بعمل صالح. إن الأشخاص الذين لديهم فهمٌ روحيٌّ لكنهم لا يسعون إلى الحق لديهم مظهرٌ آخر: لقد استمع بعضُ الناس إلى عظاتٍ كثيرة، لكنهم غيرُ مهتمّين بالحقائق التي يُعبّر عنها الله، أو بكلماته التي تكشف حالاتِ الناس المختلفة. وحتى لو فهموا هذه الأمور، فإنهم غيرُ مهتمّين. إذًا، لماذا لا يزالون يؤمنون بالله إذا كانوا غيرَ مهتمّين؟ من المُؤكَّد أن لديهم نوعًا من الأفكار الغامضة وغير الواقعية في قلوبهم. إنهم يقولون: "لا أعرف ما الذي يستطيع الله على الأرض أن يقوم به. لا أستطيع الجزم. يبدو أنه قادرٌ بشكلٍ أساسيٍّ على عقد الشركة حول الحق. أنا لا أفهم تمامًا هذه الحقائق المزعومة، لكن على أيّة حال، فإن الأشياء التي يقولها جيّدةٌ جدًّا، وتجعل الناس يتبعون الطريق الصحيح. ومع ذلك، لا أستطيع أن أجزم ما إذا كان هو الله حقًا أم لا". وبما أنهم يشكّون في الله كثيرًا، فلماذا يبقون في بيت الله بدلًا من المغادرة؟ ذلك لأن لديهم وجهةَ نظرٍ غامضة وخيالًا في قلوبهم. إنهم يُفكِّرون: "إذا واصلتُ تضييع الوقت هنا، فقد أهرب في النهاية من الموت، وأدخل في النهاية إلى السماء وأنال بركاتٍ عظيمة". لذلك، بينما يسعى الآخرون إلى تغيير الشخصية ويقبلون أن يُهذَّبوا، فإنهم يُصلّون هناك إلى الله في السماء قائلين: "يا الله، اهدني خلال هذه الصعوبات، واجعلني قادرًا على قبول التهذيب. أنا على استعدادٍ للخضوع لتدابيرك وترتيباتك". أنت تسمع أن الكلمات التي يُصلّون بها ليست خطأ، لكنهم لا يعترفون أبدًا بأنّ لديهم شخصية فاسدة أو بأنهم على خطأ. إنهم لا يعترفون في قلوبهم إلا بالله في السماء. أما بالنسبة إلى الله على الأرض – الله المُتجسّد – وكلام الله في الدينونة، فإنهم لا يُعيرونها أيّ اهتمام، كما لو أن هذه الأشياء لا علاقةَ لها بهم. هكذا يكون إيمانُهم بالله بسيطًا وفارغًا. ومهما كانت الكيفية التي يتحدّث بها الآخرون عن فساد شخصية البشر والحاجة إلى السعي لتغيير الشخصية، فإنهم يتأمّلون: "كيف تكونوا جميعًا فاسدين جدًّا وأنا لست كذلك؟" إنهم يعتقدون أنهم كاملون وبلا عيوب، وليس لديهم شخصيةٌ فاسدة. أحيانًا، يكونون مُتحيّزين أو ينظرون إلى الآخرين بازدراء، لكنهم يعتبرون هذا أمرًا عاديًا، مُعتقدين أنه مُجرّد فكرةٍ سيّئةٍ وأنها ستزول إذا قمعوها. أو عندما يرون أناسًا آخرين يتمردون على الله، يُفكِّرون: "أنا لم أتمرد على الله قط. إن المحبةَ التي في قلبي له لم تتزعزع قط". إنهم يقولون هذه الجُمَل القليلة فقط ولا يتأمّلون في أنفسهم أو يعرفون كيف يتصرّفون بما يتماشى مع المبادئ. هل مثل هؤلاء الناس هم مَنْ يسعون إلى الحق؟ (لا). لماذا إذًا لا يزالون يُحسِنون الظن بأنفسهم إلى هذا الحد، ويعتقدون أن هذه الطريقة في الإيمان بالله ليست سيّئة؟ ما الذي يحدث هنا؟ هذا يُوضِّح أنهم لا يُحبّون الحق. وفقًا لمفاهيم الناس، أيّ نوعٍ من الناس هؤلاء؟ ما الطرق التي يُظهِرون بها أنفسهم؟ إنهم بُلغاء وفُطَناء وسريعو التعلّم، ولديهم قدرةٌ قويةٌ على فهم الأشياء. إنهم يفهمون ما تقوله بمجرّد أن تخرج الكلمات من فمك، وهم سريعو الفهم للتعاليم على وجه الخصوص. ومع ذلك، بغض النظر عما يفهمونه، فإن اتجاه سعيهم وهدفه لنيل البركات يظلّان دون تغيير. علاوةً على ذلك، فهم يُعاملون الحقائق التي يفهمونها على أنها نظرياتٌ لاهوتية، أو على أنها نوعٌ من العقيدة أو التعاليم. إنهم لا يعتقدون أنها هي الحق، ولذلك فهم لا يُمارسونها أو يختبرونها، ناهيك عن تطبيقها على حياتهم. إنهم يقبلون التعاليم التي تعجبهم وتتوافق مع مفاهيمهم وتصوراتهم ويبشِّرون بها فقط، مُعتقدين أنهم قد ربحوا شيئًا ما. إن القدرةَ على التبشير بالتعاليم وإثارةِ إعجاب الكثيرين من الناس هي أكبرُ شيءٍ يربحونه من الإيمان بالله. أما بالنسبة إلى ما إذا كانوا يُمارسون الحق أو لديهم أي معرفةٌ بالذات، فإنهم يعتقدون أن هذه أمورٌ تافهةٌ ذات أهميةٍ ضئيلة، وأن القدرةَ على التبشير بالتعاليم الروحية والإجابةِ عن الأسئلة وجعلِ الآخرين يُعجبون بهم هي الأمور الأكثر أهميةً وهي التي تؤهّلهم للاستمتاع بمنافع المكانة. لذلك، فإنهم لا يُولون اهتمامًا لممارسة الحق، ولا يتأمّلون في أنفسهم، ولا يشعرون بالرضا إلا عن القدرة على التبشير بعظاتٍ سامية. وهذه المُشكلة خطيرةٌ نسبيًّا، بل أشدُّ خطورة من تلك الموجودة لدى أولئك الذين ليس لديهم فهمٌ روحيٌّ، لأنهم يعرفون بوضوح أنه الحق لكنهم لا يُمارسونه أو يختبرونه. هذا شخصٌ ينفر من الحق ويتلاعب به. أليست طبيعة هذه المُشكلة خطيرةً جدًّا؟
الآن، أنتم قادرون على تمييز الأشخاص الذين لديهم فهمٌ روحيٌّ لكنهم لا يسعون إلى الحق، أليس كذلك؟ هل تُظهرون أنفسكم مثل هذا النوع من الناس بأيِّ شكلٍ من الأشكال؟ (نعم، بشكلٍ أساسيٍّ في قيامي بالأشياء من أجل المكانة). قولُ الأشياء من أجل المكانة والقيامُ بالأشياء من أجل المكانة – كلُّ شيءٍ يدور حول المكانة؛ وهذا أمرٌ مُقلق. هل من الممكن السعيُ إلى الحق بهذه الطريقة؟ ما مظاهر القيام بالأشياء من أجل المكانة؟ يتضمن ذلك بشكلٍ أساسيٍّ التركيزَ على ماء وجه المرء وصورته وكرامته، بالإضافة إلى المكانة التي يتمتّع بها في قلوب الآخرين – ما إذا كان الآخرون يقتدون بهم ويُبجّلونهم. مهما كاينوا يفعلون، فإنهم يُولون الاهتمامَ لهذه الجوانب فقط، ولا يُمجّدون الله أبدًا أو يشهدون له. على سبيل المثال، عندما يُقابل شخصٌ لا يسعى إلى الحق مؤمنًا جديدًا، فإنه يُفكّر في قلبه: "أنت لم تؤمن بالله إلا لبضع سنوات، أنت لا تفهم شيئًا"، وينظر إليه بازدراء. إذا أراد المؤمنُ الجديد أن يسعى إلى الحق، فإنه سيُراعي أولًا مظهر المؤمن الجديد، والطريقة التي يتحدّث بها، وما إذا كان معجبًا به. إذا كان المؤمنُ الجديد ذو مستوى قدراتٍ ضعيف، فلن يكون راغبًا في أن يعقد شركةً حول الحق؛ سيُقدّم بضع كلماتٍ تشجيعية فقط ويترك الأمر عند هذا الحد. ما المُشكلة هنا؟ (إنه يعتقد أنه مؤمن منذ سنواتٍ عديدة وأن لديه رأسَ مال، ولذلك فه يفرض أقدميّته على مَن حوله). إنّ رأس المال هذا هو مظهرٌ من مظاهر تأكيد مكانته. وبما أن لديه رأسَ مال، فإنه يشعر بأنه مُخوَّل بالتحدّث من موقفِ المكانة – مكانةٌ منحها لنفسه، ولم يمنحها له الآخرون. هل مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعملون ويتحدّثون بهذه الطريقة هم أولئك الذين يسعون إلى الحق؟ (كلا). هل تُظهِرون أنفسكم بهذه الطريقة؟ أنت تقول: "لقد آمنتُ بالله لعشر سنوات. أليست شراكتي مع شخصٍ لم يؤمن إلا لسنتين إهانةً لي؟ أنا لا أُريد حتى التحدّث معه. إنّ كلمة واحدة حتى ستُرهِقني. إنه لا يفهم شيئًا!" هذا ينبع من سيطرةِ شخصيةٍ متغطرسة. إذا لم يكن لديك قلبٌ يُقدّر المكانة، ولم تُصنّف الناسَ وفقًا للخبرة أو الأقدميّة، ولم تعتقد أن لديك رأسَ مال، فهل كنتَ ستُعامل شخصًا ما بهذه الطريقة؟ من الواضح، بسبب وجود شخصيةٍ فاسدةٍ داخلك، أن مظاهر الطريقة التي تُعامل بها الناس لا تُفيد الآخرين، وهذا يكشف شخصيتك الفاسدة ومساعيك وما يكمن في أعماق قلبك. هناك مظهرٌ آخر للعمل من أجل المكانة. فمثلًا، اكتسب بعضُ الناس معرفةً مهنيةً أو أصبحوا خبراءً في مجالٍ مُعيّن. ومع ذلك، عند مُناقشة هذا المجال، إذا تكلّم الآخرون أولًا، فإنهم ينزعجون ويُفكّرون: "كيف تتكلّمون بدون وجه حق؟ أنتم لا تعرفون العظمةَ ولو كانت أمامكم مباشرةً!" ويقولون: "لقد تخصصتُ في هذا الموضوع في الجامعة وكرّستُ كلَّ أبحاثي لهذه القضايا. بعد التخرّج، عملتُ في هذا المجال لعدّة سنوات. لقد تخليتُ عن هذه المهنة لأكثر من عشر سنوات منذ أن آمنتُ بالله، لكنني أستطيع أن أتذكّر كلَّ شيءٍ عنها وأنا مُغمضُ العينين. أنا لا أُحبّ التحدّث عن ذلك، إذ يبدو الأمر وكأنني أتباهى". ما رأيكم في هذه الكلمات؟ هذه الكلمات هي كلمات أكاديميّين غير مؤمنين، وتُقال بناءً على فلسفاتٍ شيطانية، ما يجعلهم يبدون على درايةٍ ويكسبون استحسان الجميع. إنهم يدّعون أنهم لا يُريدون التباهي، لكن هذا بالضبط ما يفعلونه، لكن بطريقةٍ أكثر براعة. لقد ذكروا رأسَ المال الذي يملكونه، مثل عدد السنوات التي درسوا فيها هذه المهنة وما اكتسبوه، مستخدمين هذه الطريقة لإرسال رسالةٍ مفادها أنهم خبراء في هذا المجال. هل يعني كونك خبيرًا في مجالٍ ما أنك تفهم هذا المجال بالضرورة؟ هل هذا هو النهج الذي يجب عليك اتّباعُه إذا كنت خبيرًا تعمل في بيت الله؟ (كلا). ماذا يجب أن تفعل إذًا؟ (اطلب الحق، وناقِش واسعَ مع الإخوة والأخوات). يجب على الجميع أن يسعوا معًا. أنت تقول: "أحتاج أن أكون صادقًا. لقد عملتُ في هذه المهنة لعدّة سنوات وأعرف القليل عنها، لكنني لا أعرف المبادئ وراء كيفية استفادة بيت الله من هذه المهنة. أنا لا أعرف إن كانت المعرفةُ التي لديَّ مُفيدةً لبيت الله – يمكننا مُناقشةُ ذلك معًا. سأُخبركم قليلًا عن أساسيات هذا المجال". هذه طريقةٌ عقلانيةٌ للتحدُّث. على الرغم من أنهم على درايةٍ بالمهنة، إلا أنهم متواضعون وليسوا مُتكبّرين. إنهم لا يتظاهرون؛ إنهم يُريدون حقًّا القيام بعملٍ صالح، ومُشاركة ما تعلّموه وما يعرفونه مع الجميع، دون إخفاء أيِّ شيء. إنهم يفعلون هذا بالكامل من أجل أداء واجبهم بشكلٍ جيّد، بغضِّ النظر عن الكيفية التي ينظر بها الآخرون إليهم أو يعامِلونهم بها. إنهم يؤدّون واجبهم بالكامل من أجل إرضاء الله، ومن أجل ربح الحق والعيش شبه الإنسان. لذلك، فإنهم يُراعون، في كلِّ جانبٍ من جوانب أداء واجبهم، مصالحَ بيت الله ويُفكّرون في دخول الإخوة والأخوات الحياة. ومهما فعلوا، فإنهم يعقدون الشركة مع الجميع أولًا، ثم يُناقشون ذلك جماعيًّا للوصول إلى توافقٍ في الآراء، ما يسمح للإخوة والأخوات بالإسهام بالأفكار والجُهد، مُتّحدين جميعًا في إنجاز المهمّة بشكلٍ جيّد. ما رأيكم في هذا النهج؟ فقط الناس الذين يسعون إلى الحق سيفعلون ذلك بهذه الطريقة. على الرغم من أنهم يؤمنون بالله على حدٍّ سواء، فإن أولئك الذين يسعون إلى الحق وأولئك الذين لا يسعون إليه يُظهرون أنفسهم بطرقٍ مُختلفة. أيّ نوعٍ من الناس مثيرٌ للاشمئزاز؟ (الناس الذين لا يسعون إلى الحق مثيرون للاشمئزاز). لا داعيَ للتباهي إذا كنت تعرف القليل عن مهنةٍ ما، ولا داعيَ للتقليل من شأن الآخرين أو تقييدِهم إذا كنت تعرف القليل عن المهنة أيضًا. بعضُ الناس يعتلون صهوةَ الكبرياء عندما يُصبحون قادة أو عاملين، فيسيرون ويتحدّثون بطريقةٍ مُتكلّفة، بل ويتصنعون الرسمية. وهذه الطريقة في القيام بالأشياء هي أكثر إثارةً للاشمئزاز. فحتى لو كانت لديك بعض المكانةٌ، فلا داعيَ للتفاخر بها أو التكبّر. يجب أن تتصرف بمسؤوليةٍ لقيادة الإخوة والأخوات لأداء واجباتهم بشكلٍ جيّد. هذه هي مسؤوليتك وما يجب عليك تحقيقه. علاوةً على ذلك، إذا كانت لديك إنسانيةٌ وكنتَ مخلصًا، فيجب أن تتحمّل المسؤوليةَ عند القيام بالأشياء. كيف يجب عليك أن تتحمّل المسؤولية؟ من خلال عقد الشركة حول المجالات التي لا يفهمها الناس بوضوح، والمجالات التي يكون الناسُ عُرضةً فيها لارتكاب الأخطاء أو التضليل، وتصحيح أيِّ أخطاء وانحرافاتٍ تنشأ، وأن تضمن أن يتمكّن الجميع من القيام بالأشياء باستخدام الطريقة الصحيحة، فلا يعودون يرتكبون أخطاءً أو يُقيّدهم الآخرون. وبهذه الطريقة، تكون قد أتمّمت مسؤوليتك. هذا هو تحمّلُ المسؤوليةِ والإخلاصُ في واجبك. بمجرّد أن تُحقّق هذا، هل لا يزال بإمكان الآخرين أن يقولوا إنك تسعى إلى المكانة؟ كلا، لا يمكنهم ذلك. إن المبادئ التي تُمارسها صحيحةٌ بالفعل، وكذلك طريقك. هذه هي مظاهر أولئك الذين يسعون إلى الحق؛ هكذا ينبغي لأولئك الذين يسعون إلى الحق أن يُمارسوا. أما العكس فهو ليس سوى عددٍ لا يُحصى من السلوكيات المخزية. الرغبة في التباهي والحصول على تقديرٍ كبيرٍ، والرغية أيضًا في كتمان ما يعرفونه وإخفائه، خوفًا من أنه إذا عرف الآخرون هذه الأشياء، فلن يعودوا قادرين على إظهار أنفسهم أو أن يكونوا موضع تقديرٍ كبيرٍ بعد الآن – وهذا أمرٌ مُتمردٌ جدًّا! إنهم يتجاهلون مصالحَ بيت الله، بل ويقفون ويراقبون، ويضحكون في أنفسهم: "إذا لم أتحدّث، فلنرَ هل يستطيع أيُّ شخصٍ شرحَ هذه المسألة بوضوح! حتى لو قُلتُ شيئًا، فلن أقول كلَّ شيء. سأكشف القليل اليوم، والقليل غدًا، ولا أزال لا أُخبركم بالحق. سأدعكم تُفكّرون فيه بأنفسكم. ليس من السهل جدًّا الحصول على شيءٍ منّي! إذا أخبرتكم بكلِّ ما أفهمه، وجعلتكم تفهمونه، فلن يتبقّى لي شيء، وستكونون أفضلَ منّي. كيف ستنظرون إليّ حينئذٍ؟" أيُّ نوعٍ من المخلوقات من شأنه أن يُفكِّر بهذه الطريقة؟ هذا الشخص خبيث! ليس فيه أي شيء صالح. هل هو شخصٌ صادق؟ (كلا). هل فعل أيٌّ منكم هذا؟ (لقد فعلتُ. خاصةً بعد أن نشرتُ الإنجيل لفترةٍ أطول وحصلتُ على بعض النتائج، شعرتُ أن لديّ بعضَ الأصول ورأس المال. عندما سألني أشخاصٌ آخرون ما إذا كنتُ أعرف أيَّة طرقٍ جيّدة أو كانت لديّ أيّ اختبار جيّد لأُشاركه، رفضتُ. لقد عشتُ بمقولة الشيطان السامّة: "بمجرد أن يعرف الطالب كل ما يعرفه المُعلّم، سيفقد المُعلّم مصدر رزقه". كنتُ أخشى أن يتفوّق عليّ الآخرون، ومِن ثمّ أفقد مكانتي). إن الخوفَ من أن يسرق الآخرون منك الأضواء ليس أمرًا يسهل التغلّب عليه. إن السمعةَ والمصلحةَ الذاتية هما هدفان يُناضل الناسُ طوال حياتهم من أجلهما، لكنهما أيضًا خنجران في القلب – إذ سيكلّفانك حياتك!
بعضُ الناس ممّن قاموا بأشياء تُفيد عملَ الكنيسة، والإخوة والأخوات يعتقدون أنهم قدّموا مساهمةً وأنّ لهم مكانةً ما داخل الكنيسة. في كلِّ مرّةٍ يكونون فيها أمام الآخرين، يذكرون تلك الأشياء الجيّدة التي فعلوها، حتى يكون لدى الجميع تصوّرٌ وفهمٌ جديدان تمامًا لهم – فهمٌ لرأس مالهم ومكانتهم، وفهمٌ لسمعتهم ووضعهم داخل الكنيسة. لماذا يفعلون هذا؟ (للتباهي والتفاخر بذلك). وما الهدف من التباهي بذلك؟ لتثبيت أقدامهم. وماذا يمكنهم أن يفعلوا بتثبيت أقدامهم؟ (أن يجعلوا الآخرين ينظرون إليهم باحترام). أن يجعلوا الناس ينظرون إليهم باحترام، ويتحدّثون عنهم بثناء، ويُبجّلونهم. بعد الحصول على هذه الأشياء، كيف يشعرون في داخلهم؟ (إنهم يستمتعون بذلك). إنهم يستمتعون بمنافع المكانة. هل تسعون أنتم أيضًا إلى هذه الأشياء؟ ما الذي يُسبّب هذه الأفكار والخواطر وطرق التفكير التي يمتلكها الناس؟ ما الذي يُفضي إليها؟ ما مصدرها؟ مصدرها هو شخصية الإنسان الفاسدة. إنَّ شخصية الإنسان الفاسدة هي التي تدفع الناس إلى الكشف عن أنفسهم بهذه الطريقة، وتفضي إلى هذه الأنواع من المساعي. إن بعض الناس يشعرون في كثير من الأحيان بالأفضلية في بيت الله. فبأيّ الطرق يفعلون ذلك؟ ما الذي يجعلهم يشعرون بالأفضلية بهذه الطرق؟ على سبيل المثال، يستطيع بعض الناس التحدث بلغةً أجنبية، ويعتقدون أن هذا يعني أنهم يتمتّعون بموهبة ومهارة، وأنّه إذا يكونوا موجودين في بيت الله، فعلى الأرجح سيكون من الصعب جدًّا عليه توسيع نطاق عمله. نتيجةً لذلك، يُريدون أن يجعلوا الناس ينظرون إليهم باحترام أينما ذهبوا. ما الطريقة التي يستخدمها هذا النوع من الأشخاص عندما يلتقون بالآخرين؟ في قلوبهم، يُصنِّفون الناس الذين يؤدون واجبات مختلفة في بيت الله إلى جميع أنواع المراتب المختلفة. القادة في القمّة، والأشخاص الذين لديهم مواهب خاصّة يأتون في المرتبة الثانية، ثم يأتي الأشخاص الذين لديهم مواهبُ متوسّطة، وفي الأسفل أولئك الذين يؤدّون جميع أنواع الواجبات المُسانِدة. يتعامل بعض الناس مع القدرة على أداء الواجبات المُهمة والخاصّة على أنها رأس مال، ويتعاملون معها كامتلاك وقائع الحق. ما المُشكلة هنا؟ أليس هذا سخيفًا؟ أداء بعض الواجبات الخاصّة يجعلهم متغطرسين ومُتعجرفين، وينظرون إلى الجميع بازدراء. عندما يُقابلون شخصًا ما، فإن أوّل ما يفعلونه دائمًا هو السؤال عن الواجب الذي يؤدّيه. إذا كان الشخص يؤدّي واجبًا عاديًّا، فإنهم ينظرون إليه بازدراء ويعتقدون أنّه لا يستحقّ اهتمامهم. عندما يُريد هذا الشخص أن يعقد شركةً معهم، يُوافقون على ذلك ظاهريًّا، لكنّهم يُفكّرون في داخلهم: "أتريد عقد شركة معي؟ أنت مجرّد نكرة. انظر إلى الواجب الذي تؤدّيه – كيف لك أن تكون جديرًا بالتحدُّث معي؟" وإذا كان الواجب الذي يؤدّيه الشخص أهمَّ من واجبهم، فإنهم يجاملونه ويحسدونه. عندما يرون القادة أو العاملين، فإنهم يتذلّلون لهم ويُجامِلونهم. هل يتعاملون مع الناس على أساس المبادئ؟ (كلا، إنّهم يُعاملون الناس وفقًا للواجب الذي يؤدّونه، ووفقًا للمراتب المختلفة التي يُصنّفوهم حسبها). إنّهم يُصنّفون الناس وفقًا لخبراتهم وأقدميّتهم، ووفقًا لمواهبهم وهباتهم. ما الحقيقة التي يكشفها تصنيفُهم للناس بهذه الطريقة؟ إنّه يكشف مساعي الشخص، ودخوله الحياة، وجوهر طبيعته، ونوعيّة إنسانيّته. عندما يرى بعض الناس قائدًا رفيع المستوى، يُومئون برأسهم وينحنون قليلًا ويكونون مُهذَّبين. وعندما يرون شخصًا لديه بعض القدرات، أو موهوبًا، أو بارعًا في التحدّث، أو أدّى واجباتٍ مهمّة في بيت الله أو مَنْ رقَّاه الأعلى وينظر إليه باعتباره مُهمًّا، فإنّهم يتحدّثون بطريقةٍ مُهذَّبة بشكلٍ خاص. عندما يرون شخصًا ذا مستوى قدراتٍ ضعيف أو يؤدّي واجبًا عاديًّا، ينظرون إليه بازدراء ويعاملونه كما لو كان غير مرئيّ – إذ تختلف طريقة تعاملهم معه. ماذا يُفكّرون في داخلهم؟ "شخص مثلك لا يزال من الطبقة الدنيا على الرغم من أنّك تؤمن بالله، ومع ذلك ما زلت ترغب في التحدّث كما لو كنت في نفس مستواي، وتعقد شركةً معي عن دخول الحياة وعن كونك إنسانًا صادقًا. أنت لست أهلًا للقيام بذلك!" ما هذه الشخصية؟ إنها الغطرسة والشرّ والخبث. هل يوجد الكثير من الناس من هذا النوع في الكنيسة؟ (بلى). هل أنتم من هذا النوع من الأشخاص؟ (نعم). مُعاملة الناس بشكلٍ مُختلف بناءً على هويّتهم – ليس أيٌّ من هذه الأشياء من مظاهر الأشخاص الذين يسعون إلى الحق. ما الذي يسعون إليه؟ (إنّهم يسعون إلى المكانة). يُمكن لسلوك الناس وما يكشفونه ومظاهرهم المعتادة أن تُبيّن جميع الأفكار والآراء والنوايا والمساعي التي لديهم، بالإضافة إلى الطريق الذي يسلكونه. إن ما تكشفه، وما تُظهِره بانتظام هو ما تسعى إليه – سعيك مكشوف. على الرغم من أنَّ الناس من هذا النوع لديهم فهمٌ روحيّ، ويُمكنهم فهم كلام الله، وإقامة الروابط مع كلامه، ومقارنة كلامه بحالاتهم الخاصّة، فإنّهم لا يطلبون الحق مهما يحدث، ولا يتعاملون معه باتّخاذ حقيقة كلام الله كمبادئ لهم. بل يتعاملون معه ويتصرّفون بناءً على مفاهيمهم وتصوّراتهم ونواياهم وأهدافهم ورغباتهم الخاصة، بالإضافة إلى تفضيلاتهم الخاصّة. هل يُمكن لمثل هؤلاء الناس الدخول في وقائع الحق؟ (كلا). لا تزال قلوبهم تُضمِر مبادئ وطرق الأشخاص الذين لا يؤمنون في التعامل مع العالم؛ ما زالوا يُصنِّفون الناس وفقًا لخبراتهم وأقدميّتهم، ويُخصّصون جميع أنواع المراتب المختلفة للأشخاص في بيت الله. إنّهم لا يستخدمون الحق لتقييم الناس، بل يُقيّمون الناس باستخدام آراء ومعايير أولئك الذين لا يؤمنون. هل هذا هو السعي إلى الحق؟ (كلا). على الرغم من أنّهم يبدون وكأنّهم يفهمون الحق عندما يتحدّثون ويبشِّرون، فهل يُمكن رؤية أيّ جزءٍ من واقع الحق في طريقة أدائهم لواجباتهم؟ (كلا). إذًا، هل هؤلاء هم الأشخاص الذين يدخلون الحياة؟ (كلا). ثمّة أشياء فاسدة كثيرة جدًّا في داخلهم، وهم قاصرون جدًّا فيما يتعلّق بإتمام مُتطلّبات الخلاص. إذا كانوا يعاملون هذه الأشياء دائمًا على أنها رأس مال، فكم من كلام الله الذي يفهمونه يُمكنهم تطبيقه؟ هل يحتوي قلبهم حقًا على الحق أو كلام الله؟ بالنسبة إليهم، ما ثِقل دخول الحياة وتغيير شخصيّتهم؟ ما الذي ترسّخ تحديدًا في قلوبهم؟ من المؤكّد أنّها كلّها فلسفاتٌ شيطانية وأشياء موروثة من الإنسان، بالإضافة إلى مفاهيمهم وتصوّراتهم عن الإيمان بالله. إذا ترسّخت هذه الأشياء بعمقٍ شديد في قلوب الناس، فسيكون من الصعب جدًّا عليهم قبول الحق. إنّهم يُفكّرون دائمًا في نظرة الأعلى إليهم، وما إذا كان الأعلى يُقدّرهم، وما إذا كانوا في قلب الله، وما إذا كان الله يعرفهم. إنّهم ينظرون إلى الآخرين بالطريقة نفسها: فهم ينظرون إلى ما إذا كان الأعلى يُقدّرهم، وما إذا كان الله راضيًا عنهم – إنّهم يُعاملون الناس بشكلٍ مُختلف بناءً على هويّاتهم. عندما تُولِي قلوبُهم دائمًا أهميةً لهذه الأشياء، فما مدى التأثير الذي يمكن أن يحدِثه الحق فيهم؟ ما الذي يسعى إليه حقًّا الأشخاص الذين يعيشون دائمًا في هذه الحالات ويعيشون بهذه الفلسفات فيما يخصّ التعاملات الدنيوية؟ هل يُمكنهم الدخول في وقائع الحق؟ (كلا). ما الذي يعيشون حياتهم وفقًا له إذًا؟ (إنّهم يعيشون وفقًا لفلسفاتٍ شيطانية فيما يخصّ التعاملات الدنيوية). إنّهم يعيشون وفقًا للفلسفات الشيطانية، ومع ذلك يعتقدون أن لديهم معرفةً وأنّهم مُتعلِّمون وحكماء، ويشعرون بقدرٍ كبيرٍ من المتعة في داخلهم. كيف يرون بيت الله؟ (كمُجتمع). إنّهم يرونه كمُجتمع. لم يتخلّوا بعد عن هذه النظرة. كيف يحلّون هذه المشكلات إذًا؟ الأمر لا يتعلّق فقط بقراءة الناس لكلام الله وقدرتهم على الإقرار بالحقائق التي كشفها الله. بل يجب أن يختبروا التهذيب والتجارب والتنقية أيضًا. إنهم يحتاجون أيضًا إلى معرفة جوهر طبيعتهم، ورؤية جوهر رأس المال والمواهب والمعرفة والمؤهّلات بوضوح، والتخلّي عن هذه الأشياء، وقبول الحقائق في كلام الله، والعيش وفقًا للحق. عندها فقط يُمكن حل مُشكلة الطبيعة الفاسدة.
إن السعي إلى الحق ليس بالأمر السهل. يجب على الناس أن يتعلموا رؤية الأشياء وفقًا لكلام الله. في الماضي، كان لدى الناس الكثير من وجهات النظر الخاطئة. إن لم يطلبوا الحق، فلن يُدركوها، وسيستمرّون كما كانوا من قبل، مُعتقدين أنهم على صواب، متغطرسين وبارّين في أعين أنفسهم، حتى لو هذّبتهم فلن يعترفوا بخطئهم. من الصعب جدًّا تغيير منظور الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق في رؤية الأشياء. على سبيل المثال، عندما يرى بعض الناس أن هناك شخصًا في الكنيسة اعتاد أن يقود شركةً، تنشأ في قلوبهم مشاعر الاحترام والإعجاب. إنهم يحسدون مثل هؤلاء الناس ويُعجبون بهم وينظرون إليهم باحترامٍ، حتى أنهم يُبجّلونهم. هذا الشخص يحظى بمكانةٍ في قلوبهم. ما الذي ينبغي فعله في هذا الموقف؟ ينبغي لك تمييز هذا الشخص والتعامل معه وفقًا لمبادئ الحق، ومعرفة ما إذا كان شخصًا يُحبّ الحق ويسعى إليه، وما إذا كان شخصًا جديرًا بالاحترام. إذا اكتشفت، بعد التفاعل معه وتمييزه، أنه ليس من هذا النوع من الأشخاص، فلن تنظر إلى هذا الشخص بإجلال في قلبك بعد الآن، ولن تكنّ له احترامًا كبيرًا. وينبغي لك أن تتعامل وتتفاعل معه بطريقةٍ عادية. ماذا يعني التعامل معه بطريقةٍ عادية؟ يعني أن تكون قادرًا على مُعاملته بالشكل الصحيح. قلوب الناس مليئة بتفضيلاتهم ورغباتهم ومساعيهم، وتكشف قيمُهم نفسها في العديد من السلوكيات الدقيقة. فإذا كان هناك شخص يُبجلّونه، فعندما يتحدّثون عنه، ستكون كلماتهم لبقة ومهذّبة بشكل خاص، وسيُشيرون إليه بطريقةٍ تُظهر الاحترام بشكلٍ خاص. إلى ماذا يُشير هذا؟ إلى أن هذا الشخص له مكانةٌ في قلوبهم، وأنهم ينظرون إليه بإجلال. إلى جانب ذلك، هناك أشياء أُخرى يقولونها. فغالبًا ما يقولون: "لقد كان هذا الشخص مسؤولًا في الماضي. إذا جاء إلى بيت الله وعُومِل كشخص عادي، فلن يكون ذلك لائقًا". إنّهم يعتقدون في أذهانهم أن بيت الله لا يُولِي أهميّة للأفراد الموهوبين. لقد استطاع مثل هذا الشخص النُخبويّ أن يتواضع ويأتي إلى بيت الله، وأن يكون مؤمنًا ويؤدّي واجبًا، ومع ذلك لم ينظر إليه أحد بإجلال ولم يترقَّ، ولم يُقدّمه الأعلى بشكلٍ خاصّ للإخوة والأخوات. تسألهم كيف تسير واجبات هذا الشخص، فيقولون: "لقد كان هذا الشخص يمتلك شركةً في السابق، وكان لديه آلاف الأشخاص تحت إمرته. إن القيام بمثل هذا العمل الضئيل لا يُمثّل شيئًا بالنسبة إليه. لا يوجد أحدٌ في بيت الله أعلى منه في مستوى القدرات. إنه من النُخبة. لا يوجد أشخاص من النُخبة في بيت الله". ما نوع هذا الكلام؟ إنهم يعتقدون أن العالم العلماني يضمّ أشخاصًا نُخبويين، بينما بيت الله لا يوجد به أيّ شخص من النخبة. لدى الناس في بيت الله الحق – فهل لدى الناس في العالم العلماني الحق؟ تقول إنّ العالم العلماني به نُخب، فلماذا لا تؤمن بالنُخب؟ لماذا أتيت إلى هنا لكي تؤمن بالله؟ لديك مفاهيم عن الله، وينبغي أن تُسرع بالعودة إلى العالم العلماني. ألا يعني كونهم قادرين على قول مثل هذا الكلام أنّ هذا هو صوت الشيطان؟ إنه صوت الشيطان. إنهم يؤمنون بالله ويأتون إلى بيت الله، لكنهم يُمجدون الشيطان. لقد كادوا أن يقولوا: "إن آمن شخصٌ مشهور مُعيّن بالله، فسيكون صاحب أعلى مستوى قدرات. إذا لم يُمكن إكماله، فلا أمل لبقيتنا. نحن لا شيء في نظرهم". في قلوبهم وفي نظرهم، ليس الأشخاص الذين يؤمنون بالله جيدين بقدر الأشخاص المشهورين ورجال الأعمال والمسؤولين في العالم العلماني. هؤلاء الأشخاص فقط هم النُّخب، وهم مَنّ يتمتّعون بثقل. عندما تقرأ ما بين سطور ما يقولونه، هل هم أشخاص يسعون إلى الحق؟ (كلا). مهما كان عدد العظات التي سمعوها، فإن وجهات نظرهم وأفكارهم وآراءهم عن العالم، وآراءهم ووجهات نظرهم عن الأشخاص المشهورين والنُّخب، لا تتغيّر. هل ربحوا الحق؟ هل دخلوا الحياة؟ (كلا). ما هذا الشخص؟ (شخصٌ عديم الإيمان). إنه شخصٌ عديم الإيمان. إنه يهوذا وخائن! في ذهنه، الله ليس هو الأكثر علوًا والحق ليس هو الأكثر علوًا. بل القوّة الدنيوية والهيبة والشهرة والمكاسب هي الأكثر علوًا. هذا الشخص خائن. هذه هي أفكار يهوذا ووجهات نظره. إنها أفكار الشيطان ومنطقه. على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص يُمكنهم أن يفهموا الحق، فإن أفكارهم ووجهات نظرهم لن تتغيّر. ما يسعون إليه هو السمعة والمكانة والسلطة. عندما تكون بجوار شخصٍ كهذا، يكون تعبيره عندما يتحدّث إليك ليس صحيحًا، ويُعطيك شعورًا مُعيّنًا: أن هذا الشخص يصعب الاقتراب منه، وأنّ الشخص العاديّ غير مرئي بالنسبة إليه. لهذا السبب هم قادرون على أن يكون لديهم الكثير من المفاهيم عن الله. مهما كان عدد الحقائق التي يستطيع الله أن يعبّر عنها، فهناك دائمًا حاجزٌ في قلوبهم بينهم وبين الله. إنهم يعتقدون أن الإنسانية الطبيعية لله المُتجسّد عادية، وليست عظيمةً أو قديرة على الإطلاق. لهذا السبب فهم قادرون على تبجيل المعرفة والمواهب، وتأليه الشخصيات العظيمة. عندما يرى أناس مُتغطرسون ومُغرورون ومُتعجرفون كهؤلاء، مِمَنْ يمتلئون بشخصيّة شيطانية، المسيح الذي له إنسانية طبيعية ومليء بالحقّ، كيف يُمكنهم أن يسجدوا له ويعبدوه؟ يُفكّرون في داخلهم: "أنت الله. ليس لديك إلا الحق. ليس لديك معرفة. أنا أمتلك مواهب؛ معرفتي أكثر تطورًا من معرفتك؛ مواهبي أكثر تطورًا من مواهبك؛ قدرتي على التعامل مع الأمور أقوى من قدرتك، وأنا أفضل منك في التحدّث إلى العالم الخارجيّ". عندما يقومون ببعض الأعمال في الكنيسة أو يكون لديهم بعض رأس المال أو يُقدّمون مساهمةً ما، فإنّهم حتى يقللون من قدر الله على نحوٍ أكبر. هل هذا شخص يسعى إلى الحق؟ (كلا). يُظهر الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحقّ سلوكياتٍ قبيحةً لا تُحصى، وليس لديهم ذرّةٌ من العقل. لذلك ينشغل هؤلاء الأشخاص غالبًا بالمظاهر الخارجية للأشخاص والأحداث والأشياء – في لحظةٍ ما يعتقدون أن الله على حقّ، وفي لحظةٍ أُخرى يعتقدون أنه على خطأ؛ في لحظةٍ ما يعتقدون أن هناك إلهًا، وفي لحظةٍ أُخرى يعتقدون أنه لا يوجد إله؛ في لحظةٍ ما يعتقدون أن الله وحده هو مَنّ له السيادة على السماوات والأرض وكل الأشياء، وفي لحظةٍ أُخرى يشكّكون في أن الله هو مَنّ له السيادة على السماوات والأرض وكل الأشياء. قلوبُهم دائمًا في صراعٍ وعِراك. على الرغم من أن النوع الثاني من الأشخاص لديه فهمٌ روحيّ ويفهم الحقّ بأكثر معانيه سطحيةً – أي مجرّد كلمات وتعليم، وهو ما زال يُعدُّ امتلاكًا لبعض قدرات الفهم – فبينما يستطيعون فهم بعض الحقائق، فإنّهم لا يُطبّقونها أبدًا. ما مظاهرهم؟ السعيُ إلى العمل، السعي إلى الحصول على البركة، السعيُ إلى إرضاء إيمانهم الغامض وقوتهم الروحيّ، والسعيُ إلى السمعة والمكانة. هذا هو النوع الثاني من الأشخاص.
النوع الثالث هم الأشخاص الذين لديهم فهمٌ روحيٌ ويسعون إلى الحق. يستطيع الأشخاص الذين لديهم فهم روحي أن يفهموا ما يقوله كلام الله، وأن يأخذوا الحالات المختلفة التي كشف عنها كلام الله ويُجروا مقارنات مع أنفسهم، وأن يدركوا ما هو إشكالي في حالتهم. ومع ذلك، فإن القدرة على إجراء المقارنات لا تعني أنك شخصٌ يسعى إلى الحق. إذا مارستَ ودخلتَ، بعد إجراء المقارنات مع نفسك، فعندئذٍ فقط تكون شخصًا يسعى إلى الحق. إذا استطاع الناس فهم كلام الله، واستخدموا مبادئ كلام الله التي يفهمونها كأساس يدخلون من خلاله حقًا، فكيف يُظهِر مثل هؤلاء الأشخاص أنفسهم من حيث السعي إلى الحق؟ من ناحية، يمكنهم قبول إرسالية الله وأداء واجبهم جيدًا. ومن ناحية أخرى، يمكنهم طلب الحق عند مواجهة الظروف التي رتَّبها الله، وتحقيق الخضوع. وهناك جانبٌ آخر وهو أنهم يولون أهمية لفحص كل جانب من جوانب حالاتهم وما يكشفونه في حياتهم اليومية، ومن ثم يكونون قادرين على إجراء مقارنات مع أنفسهم وفقًا لكلام الله، وحلّ المشكلات، ويكونون قادرين على الوصول إلى النقطة التي يتبعون فيها المبادئ في الطريقة التي يتعاملون بها مع كل نوعٍ من الأمور، ويكون لديهم طريق للممارسة في كل نوعٍ من الأمور. على سبيل المثال، في المرة الأخيرة التي قدَّمت شركة فيها وشرَّحتُ خطايا بولس السبع الكبرى، يجب أن تكونوا قادرين على إجراء مقارنات مع أنفسكم وفهمها حقًا وممارستها والدخول فيها. ترتبط المقارنة ودخول الحياة ارتباطًا وثيقًا ببعضهما. فالقدرة على إجراء مقارناتٍ مع نفسك هي البوابة لدخول الحياة. تعتمد كيفية دخولك بعد المرور عبر البوابة على ما إذا كنت تفهم هذا الجانب من الحق. عندما تفهم جانبًا من الحق، يمكنك الدخول إلى جانب من الواقع، وعندما تفهم جانبين من الحق، يمكنك الدخول إلى جانبين من الواقع. إذا فهمت التعليم فقط ولم تكن لديك مبادئ الدخول، فلن تتمكَّن من الدخول إلى الواقع. لذلك، من المهم أن تفهم أولًا الكثير من الحقائق. كيف يمكنك فهمها؟ يجب أن تقرأ الكثير من كلام الله وتتأمل في كلامه، وتربط بينه وبين حياتك الحقيقية والواجبات التي تؤدّيها، وتعثر على مبادئ الممارسة، وتجد طريق للممارسة. عندها، سيكون من السهل الدخول إلى الواقع. إذا كانت هناك بعض المشكلات الحقيقية، فيجب أن تُقارنها بمقاطع ذات صلة من كلام الله، وأن تحلَّها. إذا كانت لديك مفاهيم أو تفسيرات خاطئة عن الله، فهذا يزيد من ضرورة أن تجري مقارنات مع كلام الله، وأن تكون قادرًا على تمييز الطريقة التي تكون بها هذه المفاهيم أو التفسيرات غير الصحيحة خطأ في الواقع، وما طبيعة المشكلات التي تُمثِّلها. يجب أن تكون قادرًا على تشريح هذه المشكلات، ثم طلب الحقائق المقابلة لحلّها. هذا هو طريق دخول الحياة. لقد قام بولس بالكثير من العمل، ولكن هل كان لديه طريق لدخول الحياة؟ بالطبع لا. ما أولى الخطايا السبع الكبرى لبولس؟ لقد تعامل مع السعي وراء الإكليل والسعي وراء البركات كأهداف مناسبة. بأيّ طريقةٍ يُعتبر التعامل مع السعي وراء البركات هدفًا خطأً؟ إنه يتعارض تمامًا مع الحق، ولا يتوافق مع مقصد الله لخلاص الناس. بما أن الحصول على البركة ليس هدفًا ملاءمًا ليسعى إليه الناس، فما الهدف الملاءم يا تُرَى؟ السعي وراء الحق، والسعي لإحداث تغييرات في الشخصية، والقدرة على الخضوع لجميع تنظيمات وترتيبات الله: هذه هي الأهداف التي يجب على الناس السعي وراءها. لنقُل، مثلًا، إن تهذيبك يجعلك تحمل مفاهيمًا وتفسيرات خطأ، وتصبح غير قادر على الخضوع. لماذا لا يمكنك الخضوع؟ لأنك تشعر أن غايتك أو حلمك في أن تكون مباركًا قد واجه تحديًا؛ فتصبح سلبيًّا ومنزعجًا، وتحاول التهرب من أداء واجبك. ما السبب وراء ذلك؟ ثمَّة مشكلة في سعيك. إذن، كيف يمكن حل هذا الأمر؟ من الضروري أن تتخلى فورًا عن هذه الأفكار الخاطئة، وأن تبحث فورًا عن الحقيقة لحل مشكلة شخصيتك الفاسدة. عليك أن تقول لنفسك، "يجب ألّا أستسلم، يجب أن أستمر في القيام بالواجب الذي ينبغي أن يقوم به الكائن المخلوق جيدًا، وأن أضع رغبتي في أن أكون مباركًا جانبًا". عندما تتخلى عن الرغبة في أن تكون مباركًا، وتسير في طريق السعي إلى الحق، يتم رفع ثقل عن كاهلك. وهل ستظل قادرًا على أن تكون سلبيًا؟ على الرغم من أنه لا تزال هناك أوقات تكون فيها سلبيًا، فأنت لا تدع هذا يُقيِّدك، وفي قلبك، بل تستمر في الصلاة والاجتهاد، وتغير هدف سعيك من السعي وراء الحصول على البركة وأن تكون لك غاية، إلى السعي وراء الحق، وتفكر في نفسك: "السعي وراء الحق هو واجب الكائن المخلوق. لفهم بعض الحقائق اليوم – ليس هناك حصاد أعظم، فهذه أعظم نعمة على الإطلاق. حتى لو كان الله لا يريدني، وإن لم تكن لدي غاية جيدة، وتحطمت آمالي في أن أكون مباركًا، سأظل أقوم بواجبي كما يجب، فأنا ملزم بذلك. مهما كان السبب، لن يؤثر ذلك على أداء واجبي، ولن يؤثر على إنجازي لتكليف الله؛ هذا هو المبدأ الذي أتصرف بمقتضاه". بفعلك هذا، ألا تكون قد تخطيتَ قيود الجسد؟ قد يقول البعض: "ماذا لو كنت لا أزال سلبيًا؟" إذن، فاطلب الحق مرَّة أخرى لحل المشكلة. مهما يكن عدد مرات وقوعك في السلبية، إذا فقط واصلت طلب الحق لحل هذه المشكلة وواصلت السعي وراء الحق، فسوف تخرج ببطء من سلبيتك. ويومًا ما، سوف تشعر أنك لا ترغب في ربح البركات، وأنك غير مقيَّد بغايتك وعاقبتك، وأنك تعيش حياةً أسهل وأكثر حرية دون هذه الأشياء. سوف تشعر أن حياتك الماضية التي عشت كل يوم فيها بهدف ربح البركات وتحقيق غايتك كانت حياة مرهقة. ففي كل يوم تتكلم وتعمل وتجهد عقلك بالتفكير بهدف ربح البركات – ماذا كنت ستكسب من ذلك في النهاية؟ ما قيمة مثل هذه الحياة؟ أنت لم تطلب الحق، ولكنك أضعت أفضل أيامك كلها على أشياء تافهة. وفي النهاية، لم تربح أي حق، ولم تتمكن من التحدث عن أي شهادة اختبارية. لقد جعلت نفسك شخصًا أحمق، وفي خزي وإخفاق مُطْبِقَيْن. وما سبب هذا حقًا؟ السبب هو أن نيتك في ربح البركات كانت أقوى من غيرها، وأن آخرتك وغايتك قد شغلتا قلبك وقيدتاك بإحكام. ومع ذلك، فعندما يأتي اليوم الذي تخرج فيه من عبودية توقعاتك ومصيرك، سوف تتمكن من ترك كل شيء وراءك واتباع الله. متى ستتمكن من التخلي عن تلك الأشياء تمامًا؟ فيما يتعمق دخولك إلى الحياة بلا توقف، سوف تحرز تغييرًا في شخصيتك، وعندئذٍ سوف تتمكن من التخلي عنها تمامًا. يقول البعض: "يمكنني التخلي عن تلك الأشياء كلما أردت". هل يتوافق هذا مع القانون الطبيعي؟ (لا). يقول آخرون: "لقد عرفت هذا كله بين عشية وضحاها. أنا شخص بسيط، ولست معقدًا أو هشًا مثل بقيتكم. إن طموحاتكم ورغباتكم عظيمة للغاية، وهذا يبيّن أنكم أكثر فسادًا مني". هل ذلك هو الحل؟ لا؛ فالجنس البشري كله له الطبيعة الفاسدة نفسها، وهي غير متمايزة في العمق. يكمن الاختلاف الوحيد بينهم فيما إذا كانت لديهم إنسانية أم لا، وأي نوع من الأشخاص هم. أولئك الذين يحبون الحق ويقبلونه يمكنهم الوصول إلى معرفة عميقة وواضحة نسبيًا بشخصيتهم الفاسدة، ويعتقد آخرون خطأً أن مثل هؤلاء الأشخاص فاسدون بشكل عميق. أولئك الذين لا يحبون الحق ولا يقبلونه يعتقدون دائمًا أنهم يخلون من الفساد، وأنهم من خلال وجود القليل من السلوكيات الجيدة سيكونون قديسين. من الواضح أن وجهة النظر هذه باطلة. ليس الحال، في الواقع، أن فسادهم ضحل، بل هم لا يفهمون الحق وليست لديهم معرفة واضحة بجوهر فسادهم وحقيقته. وباختصار، يجب على المرء كي يؤمن بالله أن يقبل الحق، ويمارس الحق، ويدخل إلى الواقع، وأن يُحدِث تغييرات في شخصيته الحياتية قبل أن يتمكن من تغيير الاتجاه والمسار غير الصحيحين لسعيه، وقبل أن يتمكن نهائيًا من حل مشكلة السعي وراء البركات والسير في طريق أضداد المسيح. وبهذه الطريقة، يمكن أن يُخلِّص الله المرء ويُكمِّله. إن جميع الحقائق التي يُعبِّر الله عنها لدينونة الإنسان وتنقيته تعمل لتحقيق هذه الغاية.
الآن، هل بينكم مَنْ لا يزال لديه الرغبة في أن يكون الله؟ (لا). هل السبب في عدم وجود هذه الرغبة هو أنكم لا تجرؤون على ذلك، أم لأنكم لا تملكون الأمل أو الخلفية والبيئة المناسبة؟ من الصعب الجزم. أولًا، من المُؤكَّد أنّه لا يوجد أحد يرغب في السعي بنشاط لأن يكون الله. ومع ذلك، إذا كان هناك، في ظروف خاصة، أشخاصٌ يُوقِّرونك، ويُبجِّلونك، ويكيلون لك المديح والثناء في كثيرٍ من الأحيان، وكانت لك مكانة في قلوبهم، ووضعوك، دون وعيٍ منهم، في صورةٍ مثالية وقوية – على الرغم من أنهم لم يشهدوا بأنك الله، وكانوا يعرفون أنك إنسان، وظلوا يُبجِّلونك، ويطيعونك، ويعاملونك كما لو كنتَ الله – فكيف ستشعر في داخلك؟ ألن تشعر بمتعةٍ ورضا استثنائيين؟ (بلى). هذا يكفي لإثبات أنك لا يزال لديك هذه الرغبة. كل مَن لديه شخصيةٌ فاسدةٌ لديه الرغبة في أن يكون الله. إنما، عندما لا يعاملك أحد كالله، تشعر بأنك لستَ مؤهلًا. وعندما تشعر بأنك مؤهل، وتكون البيئة مناسبة، والظروف كافية، ستُرقِّي نفسك إلى تلك المكانة. أو ربما لن تُرقِّي نفسك، ولكن عندما يُرقِّيك الآخرون بعزيمةٍ راسخة، فهل ستظل متواضعًا؟ ستقبل الترقية "دون تحفظ". ما الذي يحدث هنا؟ لقد رسَّخت طبيعة الشيطان نفسها في أعماق الناس، وما زالت بلا علاج – فالناس لا يرغبون أبدًا في أن يكونوا بشرًا، إنهم يرغبون دائمًا في أن يكونوا آلهةً. هل يمكن لأي شخص أن يكون الله بمجرد رغبته في ذلك؟ لقد أراد الشيطان دائمًا أن يكون الله، فماذا حدث له؟ طُرِدَ من السماء إلى الأرض. كان هذا مصير الشيطان لأنّه أراد أن يكون الله. أخبروني، ما شعوري حيال هويتي ومكانتي وجوهري؟ أنتم بالتأكيد لا تعرفون. لا أشعر بأيّ شيء؛ فكل شيء طبيعي للغاية. الله المتجسد عملي وطبيعي للغاية. لا يوجد شيء خارق للطبيعة فيه، وليس لديه مشاعر خاصّة. أنت تعرف ما تفكر فيه؛ أنت تعرف ما تُحبّ؛ أنت تعرف في أيّ عائلةٍ وُلِدْتَ، وكم عمرك، ومقدار التعليم الذي تلقيته؛ أنت تعرف كيف تبدو. ولكن، هل من الطبيعي أن تعرف ماهية جوهرك الداخلي، أم أن من الطبيعي ألا تعرف؟ (من الطبيعي عدم المعرفة). من الطبيعي ألا يكون لديك أي مشاعر حيال هذا الأمر. إن امتلاك مشاعر حيال هذا الأمر سيكون خارقًا للطبيعة. لن يكون من الجسد، ولن يكون إنسانية طبيعية. إنّ الخارقٌ للطبيعة هو أمرٌ غير طبيعي. أولئك الذين يُعبِّرون عن أنفسهم دائمًا بطُرقٍ غير طبيعية ولديهم مشاعر غير طبيعية هم أرواح شريرة، وليسوا كائنات فانية. يسألني بعض الناس عما إذا كنتُ أعرف مَنْ أنا. أخبروني، هل أعرف؟ هل ينبغي أن أعرف؟ لديَّ المنطق وطرق تفكير الإنسانية الطبيعية. ولديَّ أفكار طبيعية، وحياة جسدية روتينية طبيعية. ولديَّ ضمير، وعقلانية، ودينونة الإنسانية الطبيعية، ولديَّ مبادئ ضبط النفس، والتعامل مع الأمور، والتفاعل مع الآخرين ذوو الإنسانية الطبيعية. كل هذه الأمور واضحة. أما بالنسبة إلى كيفية القيام بالأمور، وكيفية معاملة الأشخاص المختلفين، وكيفية مساعدة الناس، وأيّ من الناس ينبغي مساعدتهم، فلديَّ كل هذه المبادئ. إن العيش بالإنسانية الطبيعية والقيام بالأشياء التي ينبغي لي القيام بها هو إنسانية طبيعية. لا يوجد شيء خارق للطبيعة في هذا الأمر. الله لا يقوم بأشياء خارقة للطبيعة. من الطبيعي ألا أعرف. لو كنتُ أعرف، لكان ذلك سببًا في المتاعب. لماذا سيكون سببًا في المتاعب؟ لو كنتُ أعرف، لكان لديَّ عِبء، ولكانت هناك الكثير من الأمور المتأثرة، وكانت هذه الأمور لتتعارض مع بعضها، لأن الجزء الذي عرفته لن يكون من الجسد أو العالم المادي، بل سيكون خارقًا للطبيعة، وسيكون متعارضًا مع أمور هذا العالم. تمامًا كما يستطيع بعض الناس رؤية أشياء تحدث في العالم الروحي. إنهم يعيشون في الجسد وفي العالم المادي، ومع ذلك يرون عالمًا غير إنساني وغير مادي. إنهم يستطيعون رؤية عالمين، ويستطيعون قول بعض الأشياء الغريبة. هذا ليس طبيعيًا. وهذا سيؤثر في أفكار الآخرين وعملهم. بصرف النظر عن هذا، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يؤمنون بالله ويسعون إلى الحق، لا يزال من الضروري بالنسبة إليهم أن يعرفوا شيئًا ما عن أمور العالم الروحي. ثمة أشياء كثيرة لا يستطيع الناس معرفتها، ولكن عدم المعرفة ليس خسارة في الواقع؛ فالمعرفة وعدم المعرفة كلاهما أمران جيدان. لقد وضع الله بالفعل حدودًا لنطاق الأشياء التي يمكن للكائنات الفانية أن تفهمها وتعرفها وتشعر بها. الله لا يتحدَّث بجملةٍ واحدةٍ أقلّ مما تحتاج إلى معرفته – إنه يُخبرك بكلّ شيء، ولا يترك معرفتك ناقصة. ومع ذلك، فإنه يُخفي تمامًا ما لا تحتاج إلى معرفته. إنه لن يُخبرك، ولن يزعزع أفكارك وعقلك. جانب آخر هو أنه بالنسبة إلى الكائنات الفانية، فإن أمور العالم الروحي هي نوع من الغموض، والظواهر الغريبة، أو أمور عالم مختلف. يرغب الناس، في قلوبهم، في معرفة القليل عنها، ولكن ماذا يمكنك أن تفعل بهذه المعرفة؟ هل يمكنك التحقُّق منها؟ هل يمكنك أن تكون جزءًا منها؟ الكثير من أمور العالم الروحي سرية، ولا يمكن الكشف عنها قبل أوانها، وهذا أمر لا يمكن لأحد أن يتشارك فيه – فمعرفة قدرٍ محدودٍ منها يكفي. إن الله له السيادة على هذا العالم وعلى هذا الجنس البشري، وهناك الكثير من الأسرار. ما ينبغي لنا أن نفهمه هو كلمات الله وحقائقه، ومقاصده؛ ينبغي لنا أن ندخل في وقائع الحق، ونحقق الخضوع لكل سيادة الله التي يستطيع الناس الوصول إليها، وفهمها والتعرُّف عليها، ثم نصبح قادرين على أن نتّقي الله، والاعتراف بالله بوصفه الخالق لنا، والاعتراف بحقيقة أن الله له السيادة على كلّ شيء، وفي النهاية نصبح قادرين على قول تلك الكلمات التي قالها أيوب: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). ما الذي يجب أن يختبره الناس لتحقيق هذه النتيجة؟ يجب أن يختبروا الدينونة والتوبيخ، وأن يُهذَّبوا، ويُمتحَنوا، ويُنقّوا، وأن يختبروا جميع أنواع الظروف التي يرتبها الله، والتي من خلالها يعرفون أعمال الله، ويعرفون شخصيته، ويفهمون جوهر الخالق، ويكونون قادرين على إجراء مقارنات بين أنفسهم وكلمات الله التي قرأوها أو العظات التي سمعوها. في النهاية، مهما كانت الطريقة التي يتعامل بها الله معهم، سواء أخذ أو أعطى، فإنهم يصلون إلى فهمٍ عادلٍ ودقيقٍ لأعمال الله، ويخضعون لها ويتقبلونها بطريقة تتناسب مع عقلانية الكائنات المخلوقة. وهذا هو ما يهدف الله إلى تحقيقه.
لنعُد إلى موضوع شركتنا لهذا اليوم. إن مظاهر الأشخاص الذين يسعون إلى الحق، ومظاهر الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق هي في الأساس هذه الأنواع الثلاثة. لقد أجريتُ تمييزًا تفصيليًا بين هذه الأنواع الثلاثة من الناس: النوع الأول هم الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي؛ والنوع الثاني هم الأشخاص الذين لديهم فهم روحي لكنهم لا يسعون إلى الحق؛ والنوع الثالث هم الأشخاص الذين لديهم فهم روحي ويسعون إلى الحق. من بين هذه الأنواع الثلاثة من الناس، أيٌّ منها لديه أملٌ في دخول وقائع الحق ويمكنه تحقيق الخلاص؟ (النوع الثالث). أيٌّ من أنواع الأشخاص لديه أملٌ في دخول وقائع الحق، بمعنى أنّهم يستطيعون التطور والتغيُّر إلى شخصٍ لديه وقائع الحق؟ (النوع الثاني). في هذه الحالة، هل حُكِمَ على النوع الأول من الأشخاص بالإعدام فعليًا؟ هل يمكن للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي أن يتحوّلوا إلى أشخاصٍ لديهم فهم روحي، أو إلى أشخاصٍ لديهم نصف فهم؟ لدى أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي القليل من الأمل؛ فهم أفضل نوعًا ما من أولئك الذين ليس لديهم أي فهم روحي على الإطلاق. من بين هذه الأنواع الثلاثة من الناس، أيٌّ منها لديه أملٌ أكبر في الخلاص؟ (النوع الثالث). ماذا عن النوع الثاني من الأشخاص؟ (يعتمد ذلك على سعيهم الشخصي. إذا كانوا قادرين حقًا على تغيير الأمور، والتوبة، والسعي إلى الحق، فيمكنهم عندئذٍ أن يكون لديهم أملٌ في الخلاص). دعوني أكون صريحًا معكم. أنتم ما زلتم غير واضحين تمامًا بشأن النوع الثاني من الأشخاص. على الرغم من أن النوع الثاني من الأشخاص لديه فهم روحي، فإنهم جميعًا أشخاص لا يسعون إلى الحق، وهذا أمرٌ بالغ الخطورة. بغض النظر عما إذا كان لديهم فهم روحي أم لا، ما دام أنهم لا يسعون إلى الحق، فلا يمكنهم إطلاقًا تحقيق الخلاص. إن الشيء الذي أريد التأكيد عليه هنا هو النوع الأول من الأشخاص، أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي. لنفترض أنهم ليس لديهم فهم روحي، لكن لديهم إنسانية جيدة، ويبذلون أنفسهم من أجل الله عن طيب خاطر، ويهتمون بكل ما يقوله الله، ولديهم قلب خاضع – إنما ليس لديهم قدرة على الاستيعاب عندما يتعلق الأمر بالحق – لكنهم يستطيعون فهم بعض كلمات الله ويفحصون أنفسهم مقابل تلك الكلمات، ثم يمارسونها ويدخلون فيها. إن مثل هؤلاء الأشخاص لديهم أمل في الخلاص. ويمكنهم أن يكتسبوا تدريجيًا فهمًا روحيًا من خلال المرور بمثل هذا الاختبار لفترة من الزمن. كلما قرأوا كلمات الله بإمعانٍ أكبر، أنارهم الروح القدس أكثر؛ إنهم قادرون على مقارنة ما يفهمونه من كلمات الله بحالاتهم الخاصة، وقبول تهذيب الله، ودينونته، وتوبيخه، وتجاربه، وتنقيته، ودفع الثمن مقابل ذلك، وفي النهاية تحقيق بعض التغييرات المقابلة في شخصياتهم. ويُعتَبَر مثل هؤلاء الأشخاص أيضًا من بين أولئك الذين يسعون إلى الحق. وبما أنهم يُعتَبَرون من بين أولئك الذين يسعون إلى الحق، فهل لديهم إذًا أملٌ في الخلاص؟ (بلى). لديهم بالفعل – وبالتالي، لا يمكن الحكم على هؤلاء الناس بالإعدام. على العكس من ذلك، من الصعب قول ما ستكون عليه العاقبة بالنسبة إلى نوع الأشخاص الذين يمكنهم فهم الحق ومقارنة أنفسهم به، ومع ذلك لا يدخلون فيه أبدًا. ما أصل هذه المشكلة؟ (موقفهم من الحق). إنه موقفهم من الحق، وهو موقف ينمُّ عن عدم احترام وازدراء. ماذا تعني كلمة "ازدراء"؟ إنها تعني عدم قبول الحق؛ وتعني احتقار الحق. إنها تعني عدم الاعتراف بكلمات الله بوصفها الحق، وعدم أخذها على محمل الجد. مهما كان مدى فهمهم لما يسمعونه، فإنهم لا يمارسون الحق؛ ومهما بلغ مدى مقارنة أنفسهم به، حتى لو كانوا يعرفون أي نوع من الناس هم، فإنهم ما زالوا لا يتوبون. على الرغم من أنهم يعرفون أن أهم جانب من جوانب الإيمان بالله هو ممارسة الحق، فإن كلمة "ممارسة" ليس لها علاقة بمثل هؤلاء الأشخاص. إن مثل هؤلاء الأشخاص لا يخلَّصون بسهولة.
الآن، كيف ينبغي لنا أن نُعرِّف السعي إلى الحق؟ ماذا يكون السعي إلى الحق بالضبط؟ مَنْ يستطيع أن يُخبرني؟ (أن يكون المرء قادرًا على قبول كلمات الله، واستخدام كلمات الله للتأمُّل في نفسه وإجراء مقارنات مع نفسه، وأن يكون لديه أيضًا دخول الحياة. هذا فقط يُعدُّ سعيًا إلى الحق). هذا صحيح. فقط من خلال القدرة على قبول الحق وممارسته يكون المرء شخصًا يسعى إلى الحق. إذا لم يقبل كلمات الله ولم يستطع التأمل في نفسه، فلن يكون لديه دخول الحياة، ولن يكون شخصًا يسعى إلى الحق. لذلك، هناك علاقة مباشرة بين السعي إلى الحق ودخول الحياة. إذا كان الشخص قادرًا على التحدُّث بالكثير من الكلمات والتعاليم، ولكنه لم يمارس الحق قط، وليس لديه إيمان حقيقي بالله، وحتى لو كان يعرف بوضوح أن شيئًا ما يُمثل سيادة الله وترتيباته، ويأتي من الله، فإنه لا يخضع، ويقاوم، ويدين، ويستمر في التمرُّد، ويظل يعيش وفقًا للفلسفات الشيطانية، ويقوم بالأشياء وفقًا لتفضيلاته الخاصة، فهو ليس شخصًا يسعى إلى الحق. بعض الناس لديهم فهم روحي ويمكنهم فهم كلمات الله، لكنهم لا يُحبون الحق، لذا فهم لا يمارسون الحق – هؤلاء الناس ليسوا الذين يسعون إلى الحق. بعض الناس لديهم نية السعي إلى الحق، ولكن مستوى قدراتهم ضعيف للغاية، ولا يمكنهم الوصول إلى الحق. ونتيجة لذلك، يؤمنون بالله لسنواتٍ عديدةٍ، لكنهم لا يستطيعون فهم الحق. هل مثل هؤلاء الناس هم الذين يسعون إلى الحق؟ كلا. ما المظاهر الأساسية للأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق؟ المظاهر الأساسية هي أنهم لا يقرأون كلمات الله، وليست لديهم النية للصلاة لله، ناهيك عن تقديم شركة عن الحق، بل إنهم غير راغبين في حضور الاجتماعات أو الاستماع إلى العظات. عندما يستمعون إلى العظات، يشعرون كما لو أنّ كل كلمة مُوجَّهة إليهم، وتكشفهم، ما يجعلهم يشعرون بالحرج وعدم الارتياح. لذا، كلما حان وقت الاستماع إلى عظة، فإنهم يريدون فقط النوم أو الانخراط في حديث فارغ. ثمة عدد كبير من الناس مثل هؤلاء. إنهم يؤمنون بالله فقط من أجل البركات، وليس من أجل قبول الحق، واكتساب الحق، والتخلص من فسادهم، والعيش بحسب شبه الإنسان، أو الحصول على الخلاص من الله. إن أصل المشكلة في المقام الأول هو أنهم لا يُحبون الحق، وليسوا مهتمين بالحق. إنهم يؤمنون بالله فقط ليكتسبوا البركات. هذا هو محور شوقهم الوحيد. من أجل الحصول على البركات، يمكنهم العمل والتخلِّي عن الأشياء، لكنهم لا يستطيعون قبول الحق، وليسوا مهتمين بالحق. إنهم يعتقدون أنه يكفي أن يفهموا التعاليم، وأن فعل عدد أقل من الأعمال الشريرة يعني أنهم قد تغيَّروا، وأن العمل، والتخلي عن الأشياء، والمعاناة علاوة على ذلك يؤهلهم للحصول على البركات. هذه هي نظرتهم إلى الإيمان بالله. لذلك، مهما كان عدد السنوات التي يؤمنون فيها، ومهما كان مقدار التعليم الذي يفهمونه ويمكنهم الوعظ به، ومهما كان عدد الكلمات التي تتوافق مع الحق والتي تخرج من أفواههم، فإنهم غير قادرين أبدًا على ممارسة الحق، والشخصيات التي يكشفون عنها تظل عنيدة، ومتساهلة، وغير مُقيّدة، ويحمون كبريائهم ومصالحهم الخاصة في كل منعطف، وهم أنانيون وحقيرون للغاية، وحتى عندما يُوَبَّخون أو يُهذَّبون، لا يستطيعون قبول ذلك، وليس لديهم ذرة من الخضوع. مثل هؤلاء الناس يفعلون ما يحلو لهم؛ فهم لا يتشاورون مع الآخرين قبل اتخاذ أي إجراء، وحتى إذا تشاوروا مع الآخرين، يكون ذلك فقط عندما لا يكون لديهم خيار آخر وفقط من أجل الشكليات – إنهم يتحدّثون بشكلٍ غير مباشر، ويتجنَّبون الموضوع الرئيسي، وفي النهاية، ما زالوا يجعلون الآخرين يفعلون ما يقولونه. ما الشخصية التي تُكشف في هذه الطريقة في القيام بالأشياء؟ (الخداع). هذا ليس خداعًا فحسب؛ ثمة شيء أكثر خطورة. مهما بدت كلماتهم لطيفة عند نصح الآخرين، وشرح أن هذه هي ترتيبات بيت الله وجعل الآخرين يخضعون، فعندما يتعلق الأمر بأنفسهم، فإن هذا لا يكون أدائهم. بل يكونوا متصلبو الرأي ومتمردون، ولا يخضعون، وغير قادرين على الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. بصرف النظر عن هذا، كيف يُظهرون أنفسهم عند التفاعل مع الآخرين؟ إنهم يتصرّفون وفقًا لفلسفات التعاملات الدنيوية، ويبحثون عن ميزة في كل منعطف، ويحمون علاقاتهم الشخصية. الأشخاص من هذا النوع يتمتّعون بشخصيةٍ مُخادِعة إلى أقصى حد. إلى ماذا يتلخَّص هذا الخداع؟ إنّه يتلخَّص في الشر. عادةً ما يكون من الصعب على الناس التعرف على الشخصيات الشريرة. عندما يتحدث الأشخاص ذوو الشخصيات الشريرة مع الآخرين، يكون هناك دائمًا عنصر من عناصر الاختبار واستقصاء المعلومات. إنهم لا يقولون الأشياء بشكل مباشر، وحتى لو أصبحوا منفتحين، فإن هدفهم هو جعلك تتحدَّث عما في قلبك فحسب – إنهم لا يكشفون أبدًا عن أي شيء حقيقي عن أنفسهم. يقول بعض الناس: "كيف تقول إنهم لا يكشفون أبدًا عن أي شيء حقيقي عن أنفسهم؟ إنهم دائمًا يقدمون شركة مع الناس عن الشخصية الفاسدة التي يكشفون عنها". ماذا قيمة تلك الشركة القليلة؟ إنهم لا يُخبرون أحدًا بما يفكرون فيه حقًا في داخلهم. ويستخدمون أيضًا جميع أنواع الأساليب والطرق، أو جميع أنواع العبارات لتغطية هويتهم وإخفاءها بقوة، وتقديم صورة زائفة للناس. إذا تعرَّف بعض الناس على ما هم عليه حقًا، وعرفوا الأشياء السيئة التي فعلوها، فإنهم يتظاهرون فقط ويقولون بضع كلمات من الندم، ويتبعون أساليب مُضلِّلة لجعل الناس يعتقدون أنهم قد تابوا وتغيّروا. إذا فعلوا شيئًا سيئًا مرة أخرى وكشفوا عن أفعالهم السيئة، وأظهروا للناس أنهم في الواقع أشرار، فسوف يُرهِقون عقولهم بالتفكير في كلّ طريقةٍ ممكنة للتغطية على هذه الحقيقة وجعل الناس يظلّون يعاملونهم كأخ أو أخت. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية شريرة. ليس الأمر أن الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الشخصية الشريرة لا يقبلون الحق بأي شكل من الأشكال، بل أنهم ماهرون أيضًا في التظاهر، ودائمًا ما يأتون بدفاعٍ أو تبرير ذكي لأنفسهم. إنهم فريسيون مُنافقون. أكثر ما يخشاه هذا النوع من الأشخاص هو أن يعقد الناس شركة عن الحق، أو أن يفتح الناس قلوبهم لمعرفة أنفسهم وتشريحها، أو أن يكشف الناس الحقائق الحقيقية لمسألة ما، وبالتالي يكشفونهم. كلما قدّم أحدهم شركةً عن الحق، ينزعجون للغاية ولا يريدون الاستماع؛ وتقاوم قلوبهم ذلك، وتنفر منه. وهذا يكشف تمامًا عن جانبهم القبيح المتمثل في النفور من الحق. وبالإضافة إلى فهم الحق ولكن عدم ممارسته، فإن هذا النوع من الأشخاص لديه مشكلة أخرى، وهي أنهم يتخذون موقف المقاومة والازدراء تجاه الأشياء الإيجابية والآراء الصحيحة، وخاصة تجاه الكلمات التي تتوافق مع الحق. عندما يتعلق الأمر بأي شيء إيجابي أو أي كلمات تتوافق مع الحق، ما دام أنّه ليس ما يعتبرونه جيدًا أو لم يتحدَّثوا به بل تحدّث به شخصٌ آخر، فلن يقبلوه. ما هذه الشخصية؟ إنها الحماقة، والعناد، والغباء. كيف يمكنك تقييم ما إذا كان الشخص يسعى إلى الحق؟ الشيء الأساسي الذي يجب النظر إليه هو ما يعلنُ عنه ويُظهرُه في أدائه العادي لواجباته وأفعاله. من هذا، يمكنك أن تعرف شخصية الشخص. ومن شخصيته، يمكنك معرفة ما إذا كان قد حقَّق أي تغيير أو رَبِحَ أي دخول في الحياة. إذا لم يعلن شخص ما سوى شخصيات فاسدة عندما يتصرف، ولم يكن لديه أي من وقائع الحق على الإطلاق، فهو بالتأكيد ليس شخصًا يسعى إلى الحق. هل لأولئك الذين لا يسعُون وراء الحق دخول إلى الحياة؟ كلا بالتأكيد. الأشياء التي يفعلونها كل يوم، وسَعيهم وبذلهم، ومعاناتهم، والثمن الذي يدفعونه – مهما كان ما يفعلونه، كل ذلك مجرد عمل، وهم عمال. مهما كان عدد السنوات التي آمن فيها الشخص بالله، فإن الأهم هو ما إذا كان يحب الحق. يمكن رؤية ما يحبه الشخص ويسعى إليه من خلال ما يحب القيام به أكثر من غيره. إذا كانت معظم الأشياء التي يقوم بها الشخص تتوافق مع مبادئ الحق ومتطلبات الله، فإنه شخص يحب الحق ويسعى إليه. إذا تمكّن من ممارسة الحق، والأشياء التي يقوم بها كل يوم هي أداء لواجبه، فعندئذ يكون لديه دخول للحياة، ويمتلك وقائع الحق. قد تكون أفعاله غير مناسبة في بعض الأمور، أو قد لا يفهم مبادئ الحق بدقة، أو قد يكون لديه تحيز عنيد في هذا الأمر، أو في بعض الأحيان قد يكون متعجرفًا ولديه برٌّ ذاتي، ويصرُّ على طُرقه الخاصة، ولا يقبل الحق، لكن إذا كان قادرًا على التوبة لاحقًا وممارسة الحق، فهذا يثبت بلا شك أن لديه دخول للحياة ويسعى إلى الحق. إذا كان ما يُعلنه شخص ما في أثناء أداء واجبه ليس سوى شخصيات فاسدة، وفم مليء بالأكاذيب، وكبرياء، وتسيُّب، وعجرفة شديدة، إلى درجة أنه يتجاهل القواعد، ويفعل ما يحلو له، وهلم جرا، ومهما كان عدد السنوات التي آمن فيها بالله أو عدد العظات التي سمعها، إن لم يحدث أدنى تغيير في هذه الشخصيات الفاسدة في النهاية، فهذا بالتأكيد إذًا ليس شخصًا يسعى وراء الحق. هناك الكثير من الناس الذين آمنوا بالله لسنوات عديدة، وليسوا أشرارًا في الظاهر، بل تكون لديهم بعض السلوكيات الصالحة. إنهم يؤمنون بالله بشغف شديد، لكن شخصياتهم الحياتية حياتهم لا تتغير على الإطلاق، وليس لديهم حتى شهادة اختبارية بسيطة لمشاركتها. ألا يستحق مثل هؤلاء الناس الرثاء؟ بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله، لا يستطيعون التحدث بأدنى شهادة اختبارية. إنهم ليسوا سوى عمال. وإنهم يستحقون الرثاء حقًا! باختصار، لتقييم إن كان الشخص يسعى إلى الحق ولديه دخول الحياة، يجب أن تنظر إلى شخصيته وجوهره كما يتكشَّفان ويُعبَّر عنهما، وأن ترى ما إذا كان هناك أيّ تغيير في شخصيته أم لا. إن التحدث دائمًا بالكلمات والتعاليم، والانخراط في التنكر والخداع، لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. إنهم لا يؤذون إلا أنفسهم، من دون خداع الآخرين. أولئك الذين لا يقبلون الحق ولا يسعون إليه سيكشفهم الله ويستبعدهم عاجلًا أم آجلًا. فقط أولئك الذين يقبلون الحق ويمارسونه يمكنهم ربح دخول الحياة وامتلاك تغيير في الشخصية.
لقد انتهيتُ من عقد الشركة حول ماهية الدخول في الحياة، وماهية السعي إلى الحق، وجميع المظاهر المختلفة للأشخاص الذين يسعون إلى الحق. ينبغي للناس أن يضعوا هذه الأشياء موضع المقارنة مع أنفسهم، وعندما يفهمون الحق، فإنهم يحتاجون إلى تطبيقه. ما الصعوبة الأكبر التي تواجه غالبية الناس الذين يؤمنون بالله؟ إنها تتمَّثل في أنهم يفهمون الحق، لكنهم لا يمارسونه. على الرغم من أنهم يستطيعون مقارنة أنفسهم بكلمات الله بعد قراءتها، وأنهم قادرون على اكتساب بعض المعرفة عن أنفسهم، فلماذا لا يستطيعون تطبيق الحق؟ غالبية الناس لا يستطيعون العثور على السبب. على سبيل المثال، جميع الناس لديهم شخصيات مُتغطرسة – إنهم جميعًا متغطرسون وبارون في عيون أنفسهم للغاية. غالبية الناس قادرون على إدراك ذلك، لكن هل يمكنهم تجنب الكشف عن غطرستهم؟ هذا ليس من السهل تحقيقه. على الرغم من أنهم قادرون على مقارنة أنفسهم بكلمات الله عندما يقرأونها، ويُقِرُّون بأن لديهم شخصية متغطرسة، ولديهم طريق للممارسة، فإن الشيء الصعب هو أنه كلما فعلوا شيئًا ما، فإنهم غالبًا ما تكون لديهم تفضيلاتهم، ونواياهم، وأهدافهم الخاصة، ولا يستطيعون أن يروا أن كلّ هذه الأشياء مرتبطة بشخصيتهم الفاسدة. إنهم بحاجة إلى أن يتعلَّموا تمييز هذه الأشياء، ويجب أن يفهموا الحق، وأن يُصْلِحوا ما ينبغي إصلاحه، وأن يتخلّوا عما ينبغي التخلّي عنه. أي أنهم لم يعد ينبغي لهم أن يفعلوا الأشياء من أجل نواياهم، ورغباتهم، وكبريائهم، ومكانتهم، ومصالحهم. ينبغي لهم أن يتوقفوا عن أعمالهم الشريرة، ويمتنعوا عن قول جملة أخرى أو القيام بعمل آخر من أجل مصالحهم الخاصة. إذا فعلتَ هذا، فستكون قد اكتسبتَ بالفعل قلبًا توّابًا، وستكون قد بدأتَ في التحول على جانبك السلبي. وإذا أخذتَ زمام المبادرة أكثر، بصرف النظر عن عدم التحدُّث من أجل مصلحتك الخاصة، فتكون قادرًا أيضًا على تشريح نفسك، تاركًا الإخوة والأخوات يرون مظهر شخصيتك المتغطرسة حتى يتمكَّنوا من التعلُّم منها، واكتساب بعض الدروس، والاستفادة منها، وإيجاد طريق الممارسة، سيكون هذا أفضل. ما الشيء الصعب؟ الشيء الصعب هو التخلي عن جميع نواياك، وأهدافك، وطموحاتك، ورغباتك، ومصالحك، وعدم القيام بالأشياء من أجل مصلحتك الخاصة، وعدم إشغال نفسك بمصلحتك الخاصة أو الاندفاع من أجلها. قال بولس إنه قد أكمل سعيه. لمَن كان يسعى في هذا المسعى؟ (لقد سعى فيه حتى ينال البركات ويحصل على إكليل). لكن بولس افتقر إلى هذا الفهم. ربما كان لا يزال يعتقد أنه كان يسعى في هذا المسعى من أجل الله ولإكمال إرسالية الله، وبالتأكيد ليس من أجل مصلحته الخاصة. لهذا السبب تجرأ على التباهي والشهادة لنفسه بهذه الطريقة المُتفاخرة والسافرة. من الواضح أنه كان يُدافِع عن نفسه ويُفسِّرها. وفي الوقت نفسه، هذا أيضًا أفضل دليل على أنه كان يشهد أن الحياة، بالنسبة إليه، هي المسيح. لقد كان يشهد لنفسه صراحةً ويُقاوِم الحق؛ لقد كان يُجدِّف على الحق. هناك الكثير من الناس الآن الذين يُبجِّلون بولس، مِمنْ امتلأت قلوبهم بالطموحات والرغبات، والذين يريدون جميعًا أن يشهدوا لأنفسهم: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). من خلال القيام بذلك، ألا يُطلقون العنان لرغباتهم وطموحاتهم، ويتركونها تتضخم باستمرار، ويكشفون عنها في كل موقف لكي تتحقق؟ إذا لم تستطع التغلُّب على رغباتك، فستكون تلك هي النهاية تمامًا بالنسبة إليك؛ ولن تتمكّن من دخول وقائع الحق. ما أساس هذه المسألة؟ (يجب أن نتمرد على نوايانا). التمرد على نواياك هو طريقة سلبية للممارسة. يجب أن تكون قادرًا أيضًا على كشفها بنشاط، تمامًا مثل كشف الآخرين. إذا قلتَ شيئًا مثل: "سأخبركم الحقيقة عن نفسي: لديَّ طموحاتٌ مُفرطة للغاية، وأرغب في كسبكم إلى جانبي. الآن أنا أفتح قلبي لكم جميعًا. أنا على استعداد للتمرُّد على الجسد؛ ولن أكون شريكًا للشيطان. هدفي من كشف نفسي بهذه الطريقة هو أن أترككم ترون وجهي الحقيقي بوضوح، حتى لا تُبجِّلونني" – ما تأثير طريقة الممارسة هذه؟ من المُوكَّد أن الجميع سيُعجب بك. ألن يكون هذا أفضل بكثير من التبجيل والتقدير الكبير الذي ستحصل عليهما مقابل استخدام جميع أنواع الأساليب الخسيسة؟ (بلى). على الأقل هذا أمر إيجابي. على الرغم من أن الجميع سيُعجب بك إلى حد ما، فهل سيرفعونك إلى مكانةٍ عالية؟ ربما يفعل البعض ذلك، لكن يجب أن تجد طرقًا لجعلهم ينبذون هذا السلوك. اكشف عن نفسك دائمًا، قائلًا: "أنا أيضًا مُتمرِّد، وتمرُّدي أشد من تمرُّدكم. أنا أيضًا مخادع وشرير. عندما تحدَّثتُ في ذلك الوقت، كان لديَّ هدف في ذهني، وهو أن أجعلكم ترفعوني إلى مكانية عالية، ولا تستخفُّوا بي". بعد أن يسمع الجميع هذا، فليس فقط أنهم لن يستخفُّوا بك في قلوبهم، بل سيحترمونك أكثر. هذه طريقة للممارسة في العلن. فقط الأشخاص الذين يُحبون الحق سيفعلون ذلك؛ والأشخاص الذين لا يُحبون الحق غير قادرين على فعل ذلك مهما حدث. إذا كنتَ تعتقد في قلبك أن القيام بذلك هو أمرٌ جيّدٌ حقًا وامتياز كبير، وأنه يُرضِي الله، وتطمح إلى التصرُّف بهذه الطريقة؛ وإذا كانت لديك رغبة قوية في قلبك، مُعتقدًا أنه ينبغي لك القيام بذلك، وأن هذا هو نوع الشخص الذي ينبغي أن تكونه – شخص صريح، وصادق، ولا يمكن أن يتضمن ما يقوله أي كذب، شخص يتمرَّد تمامًا على شخصيته الفاسدة وعلى الشيطان – فعندئذٍ فقط ستكون نوع الشخص الذي يعيش حقًا في النور. وإذا كنتَ منجذبًا إلى أن تكون هذا النوع من الأشخاص وتُحب أن تكون كذلك، فستتمكَّن من محبة الحق، ودخول الحق، والتخلِّي عن تلك الأشياء التي هي من الشيطان. لكن إذا كنتَ ما تزال مهتمًا بنواياك، وأهدافك، وطموحاتك، ورغباتك، ومصالحك، وما زلتَ تملك ولعًا ثابتًا بالسعي وراء المعرفة، والشهرة، والمكسب، والمكانة، فإن هذه الأشياء ما تزال لديها مكانٌ في قلبك. أنت تقول: "دعني آخذ الأمر ببساطة حتى أحصل على القامة المناسبة، ثم سنرى". هذا يُسمَّى أن تُمتِع نفسك، وأن تكون غير قادر على التمرُّد على نفسك تمامًا. ومن خلال الانغماس في إمتاع نفسك بهذه الطريقة، يتباطأ دخولك الحياة، ولا تُعالَج مشاكلك المتعلِّقة باشتهاء الملذات الجسدية ومنافع المكانة فحسب، بل إنها تصبح أكثر رسوخًا. فهل يمكن تطهير الأشياء التي في قلبك تمامًا والتي تنتمي إلى الشيطان؟ هل يمكن أن تتعمَّق اختباراتك الحياتية، وتستمر حياتك في النمو؟ هل يظل بإمكانك تحقيق الكمال من قِبَل الله؟ لقد سقطتَ بالفعل في الملذات الجسدية، ومنافع المكانة قد قيّدتك بإحكام – هل يظل بإمكانك التحرُّر منها؟ أنت لا تريد أن تتحرَّر؛ وببطءٍ، تصبح شخصًا يُضلِّل الناس. سيكون هذا أمرًا مزعجًا، وستكون خطيئتك جسيمة. لماذا انتهت الأمور على هذا النحو بالنسبة إلى بولس؟ لأنه لم يسعَ إلى الحق على الإطلاق. لقد سعى دائمًا وراء مُثُله العليا وتطلُّعاته، وأراد السيطرة على شعب الله المختار حتى يتبعوه جميعًا، ويفعلوا كما فعل. لقد أراد أيضًا استخدام العمل الشاق ودفع الثمن كوسيلة ضغط لإبرام صفقة مع الله، والحصول على مكافآت وإكليل. في النهاية، عاقبه الله. إذا كان الطريق الذي يتبعه شخص ما هو نفسه طريق بولس تمامًا، فلا أمل يُرتجى منه ويكون منتهيًا تمامًا. أي شخص من نوع بولس نفسه هو ضد المسيح ولن يتوب مهما حدث. إذا كانت لديك بعض حالات بولس فقط، لكن الهدف الذي تسعى إليه مختلف قليلًا عن هدف بولس، فيجب عليك التوبة على الفور، وربما ستنجح في الوقت المناسب. إذا فعلتَ كما فعل بولس، وكنتَ تُبجِّله، وأنتَ مثله تمامًا، فأنت لستَ عديم الإيمان فحسب، بل تريد أن تكون الله وأن تكون المسيح. أليس هذا رغبة في أن تكون على قدم المساواة مع الله؟ في قلبك، تعبد إلهًا غامضًا في السماء؛ تريد أن تكون على قدم المساواة مع المسيح، بل وتتعامل مع مواهبك ومعرفتك بوصفها الحياة، وتتعامل مع السعي غير اللائق على أنه سعي لائق. إن الأهداف التي تسعى إليها، وطريقة سعيك تقترب أكثر فأكثر مما كان عليه سعي بولس، وتتوافق مع سعي بولس بشكل أكثر كمالًا باضطراد. هذا يُنذِر بالمتاعب بالنسبة إليك؛ فأنت بلا أمل تمامًا، ولا يمكن تخليصك. يجب أن تفعل كما فعل بطرس وأن تتبع طريق السعي إلى الحق، وأن تتمرَّد تمامًا على الجسد، وأن تتمرَّد على تلك الأشياء التي هي من الشيطان، وعندئذٍ فقط سيكون لديك أمل في الخلاص. هل لديكم طريق لاستقبال الخلاص الآن؟ (كشف أنفسنا باستمرار وترك أنفسنا). أولًا، يجب أن تتخلَّوا عن نواياكم، وأهدافكم، وطموحاتكم، ورغباتكم الشخصية. بغض النظر عما إذا كنتَ تسعى بنشاطٍ، أو تسعى بطريقةٍ سلبية وكسولة، يجب أن تتخلَّى عن هذه الأشياء وتتعلَّم الخضوع. هذا هو الأمر الأكثر أهمية. إذا قررتَ أن تتصرَّف بطريقةٍ مُعينةٍ عندما يحدث لك شيء ما، فيجب عليك أولًا تقييم سبب تصرفك بهذه الطريقة. إذا كان ذلك من أجل الكبرياء والمكانة، فتوقَّف عند هذا الحد، وأبطئ الخطوات التي تتخذها نحو العمل. يجب أن تُصلِّي: "يا الله، لستُ راغبًا في القيام بهذا. أريد التمرُّد على ذلك، لكنني أفتقر إلى القوة. من فضلك امنحني القوة، واحمِني، وأوقِف شروري في مسارها". حينئذ، وبدون أن تُدرِك ذلك، ستملك القوة. في بعض الأحيان، تأتي قدرة الناس على التغلُّب على الخطية، والتمرُّد على الجسد، والتمرُّد على شخصيتهم الفاسدة من رغبتهم وإرادتهم، وتطلُّعهم إلى حب الحق. وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر عمل الله، ويتطلب الاعتماد على الله – لا يمكن للناس أن يتركوا الله. في بعض الأحيان تفهم الحق، ويكون لديك طريق لتتبعه، وتعتقد أنك تستطيع العيش بشكلٍ مُستقلٍ، ولكن عندما تواجه ظروفًا جديدة، لا تعرف كيف تمارس – يجب أن تُصلي إلى الله وتعتمد عليه. حياة الناس مليئة بأوقات السراء والضراء. يمكن القول إن الناس لا يستطيعون أبدًا أن يعيشوا بدون الله. مهما كان عدد الحقائق التي يفهمونها، فلا يمكنهم تركه. مهما كان عدد لحظات السلبية التي يمرون بها، أو عدد لحظات الخمول، فإنهم في النهاية لا يستطيعون ترك قيادة الله وإرشاده. كلما ازداد عدد المرات التي تخضع فيها لله، سوف تزداد وقائع الحق لديك. ومع ازدياد وقائع الحق لديك، فهذا يعني أن دخولك في الحياة يصبح أعمق وأعمق. ومع تعمُّق دخولك في الحياة، فهذا يعني أن شخصيتك تتغيّر أكثر فأكثر. عندما تتغيَّر شخصيتك كثيرًا، فهذا يعني أنك قد اكتسبتَ قامة. إن قامتك تُمثِّل دخولك الحياة. عندما يكون لديك قامة، يمكنك التغلُّب على السيطرة والتقييد اللذين تفرضهما عليك شخصيتك الفاسدة، وستصبح قدرتك على التغلُّب على الخطية أقوى، وسيكتسب قلبك قوةً. لن يكون لديك مجرد رغبة عاطفية، وأمل، وطموح؛ ولن تبقى عند هذا المستوى. بل ستصعد، وتنمو لتصبح شخصًا بالغًا، وتصبح شخصًا لديه الحق والإنسانية. هذا هو طريق السعي إلى الحق، وهو أيضًا نتيجة السعي إلى الحق. هل يمكنكم رؤية الاتجاه؟ هل ترون الأمل؟ (نعم). هذا شيء جيّد.
إن دخول الحياة عملية لا تنتهي أبدًا. ويجب أن تختبر حياةً كاملةً لكي تكتسب منها وتتغيّر. حتى لو سلكتَ طريق السعي إلى الحق، فإذا كنتَ ما تزال تشتهي الملذات الجسدية ومنافع المكانة، فسوف تتعثَّر وتفشل على أيّ حال. الآن أصبح طريقك صحيحًا، وقد عثرتَ على اتجاهك. لقد ميزتَ بوضوح تلك الأشياء غير الصحيحة، وغير المفيدة، والمُخالفة، والسلبية. هناك حدٌّ فاصل بينك وبين هذه الأشياء. أما بالنسبة إلى الأشياء الإيجابية، فقد فهمتها أيضًا واكتسبتَ الكثير منها، ويمكنك بالفعل استيعاب الكثير منها وقبوله. ما يتبقَّى بعد اكتساب التمييز لهذه الأشياء والأفعال الخطأ، والشريرة، والسلبية هو إبعاد هذه الأشياء تمامًا من قلبك، والتخلِّي عنها تمامًا، والتمرُّد عليها، ثم الممارسة وفقًا لمبادئ الحق. بهذه الطريقة، سيكون لديك دخول الحياة. دخول الحياة ليس شاقًا في الواقع؛ إنه يعتمد فقط على ما إذا كنتَ حقًا تُحب الحق. إذا كنتَ تُحب الحق حقًا، فلن تتمكن هذه الأشياء السلبية من هزيمتك. قد تكون سلبيًا وضعيفًا لبعض الوقت، ولكن ستظل قادرًا على الاستمرار في المضي قدمًا. إذا كنتَ لا تُحب الحق، أو لا تُحبه بتلك القوة، وتُركِّز فقط على الشكليات الخارجية، وتبذل القليل من نفسك وتُعطي القليل من نفسك، وتستطيع الاستيقاظ مبكرًا والنوم متأخرًا لأداء واجبك؛ وإذا كنت تتباطأ في مرحلة العمل، ولا تريد الحصول على فهم الحق أو دخول الواقع، وتكتفي فقط ببذل نفسك من أجل الله وعدم ارتكاب أي تجاوزات كبيرة، وركدتَ ولم تُحرز تقدمًا، فما عواقب كلّ هذا؟ لن تنال بالتأكيد استحسان الله. إذا كنتَ تريد أن يكون سعيك إلى الحق ناجحًا، وتريد حقًا اكتساب الحياة، فهذا ليس بالأمر السهل. يجب أن تتخلّى عن مصالحك الخاصة وأن تنبذ جميع المساعي غير اللائقة، مثل السعي وراء الشهرة، والمكسب، والمكانة، أو السعي وراء البركات، أو السعي وراء إكليل أو مكافآت. يجب التخلي عن كل هذه الأشياء. إذا كنتَ حقًا تُحب الحق وتستمتع بالتأمُّل في كلام الله، فلن يكون دخول الحياة أمرًا صعبًا بالنسبة إليك. ما دُمتَ تفهم الحق، فسيكون لديك بطبيعة الحال طريقٌ، ولن تواجه صعوبةً كبيرة.
10 يونيو 2018