سؤال 3: نحن نؤمن بالرب منذ سنواتٍ عديدة، وظللنا نحفظ اسمه. نقرأ الكتاب المقدس ونصلى باستمرار ونعترف بخطايانا للرب؛ نحن متضعون وصبورون ومحبون بعضنا لبعضٍ. نقوم عادةً بأعمالٍ خيرية كثيرة ونضحّي بكلّ شيء آخر لنعمل من أجل الرب ونشر الإنجيل لنشهد له. ألسنا بهذا نطبّق كلام الله ونتبع طريقه؟ كيف تقولين إنه لم يكن لدينا أي إيمان واقعي بالرب أو أنّنا غير مؤمنين! قال "بولس" في الكتاب المقدس، "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ..." (2 تيموثاوس 4: 7-8). لذلك، أرى أنّ إيماننا بالرب سينال رضاه. عندما يجيء الرب، سيختطفنا حتمًا إلى ملكوت السماوات.

الإجابة: يعتقد كثير من المؤمنين أنّهم طالما يحفظون اسم الرب ويقرأون الكتاب المقدس ويكثرون في الصلاة والاجتماع، ويستطيعون التضحية بكل شيء من أجل الرب ويعملون من أجله، فهم إذًا مؤمنون حقيقيون. يعتقدون أنّهم ما داموا يؤمنون بالرب بهذه الطريقة، فسيُرفعون إلى ملكوت السماوات عندما يجيء ثانيةً. هل الإيمان بالرب بالسهولة التي يتصورها الناس؟ إذا آمن الناس بالرب بهذه الطريقة، فهل يمكنهم حقًا نيل موافقة الله؟ ألم يؤمن الفريسيون الذين نبذهم الرب يسوع وأدانهم، بالله بهذه الطريقة ذاتها؟ كانوا يصلون ويجاهدون كثيرًا حتى إنهم كانوا يسافرون إلى أطراف الأرض لنشر الإنجيل. لماذا إذًا عجز إيمانهم عن نيل قبول الرب وتكبّدوا إدانته ولعناته بدلاً من ذلك؟ يفهم من قرأوا الكتاب المقدس من قبل أنه رغم أن الفريسيين قرأوا الكتاب المقدس جيدًا وصلوا كثيرًا ونشروا عمل الله وعانوا بشدة وأحبوا غيرهم فبدوا مؤمنين وأتقياء وصادقين من الخارج، إلا أنّهم في الواقع لم يخصّصوا مكانًا لله داخل قلوبهم، ولم يعظموا الله. لم يركّزوا في إيمانهم على السعي وراء الحق في كلام الله أو فهم مشيئته، بل ولم يطبقوا كلامه أو يتبعوا وصاياه. ركّزوا فقط على نشر المعرفة حول الكتاب المقدس والنظريات اللاهوتية؛ ركّزوا فقط على أداء الطقوس الدينية واتباع القواعد لتمجيد ذواتهم وترسيخ أنفسهم ليعبدهم الآخرون. كانوا يؤمنون بالله بهذه الطريقة لسنواتٍ عديدة ولم تكن لديهم أي معرفة بالله. وحتمًا لم يصيروا مطيعين أو متقين لله. لذا، عندما قام الرب يسوع بعمله، لم يبحثوا عن الحق. بل قيّموا الرب يسوع وحسب وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم. بغض النظر عن عمق عظات الرب يسوع أو مدى سلطانٍ عمله وقوته، فهم لم يبحثوا عنه أو يدرسوه. أصرّوا على مقاومة الرب يسوع وإدانته بكلّ تعصّب، ثم صلبوه. فلُعِنوا وعُوقِبوا. هل يمكن أن ندعو إيمان الفريسيين إيمانًا حقيقيًا بالله؟ هل قبل الله إيمان الفريسيين؟ لم يكتفِ الرب يسوع بعدم قبولهم، بل أدانهم ولعنهم، قائلاً، "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ!" (متَّى 23). أليس هذا صحيحًا؟ لم يثق الفريسيون إلا في مفاهيمهم وتصوراتهم، ولم يؤمنوا إلا بالإله المبهم الساكن في السماء. لم يؤمنوا بالرب يسوع المتجسد الذي عبّر عن الحق. كانوا جميعًا مُضجَرين من الحق ومبغضين له. كانوا يؤمنون بالله، ولكن في الوقت نفسه قاوموه.

لننظر إلى المجتمعات الدينية المعاصرة. كثير من القساوسة والشيوخ يحفظون اسم الرب؛ يصلّون باسم الرب ويقرأون الكتاب المقدس ويتركون كلّ شيءٍ آخر من أجله ويعملون له، لكن عندما يعبّر الله القدير عن الحق للقيام بعمله للدينونة في الأيام الأخيرة، يحدّدون عمل الله تبعًا لمفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. يعتقدون أنّ عمل الله وكلامه موجودون في الكتاب المقدس وأن أي شيء يخرج عن الكتاب المقدس يعد هرطقة. يعرفون جيدًا أنّ كلمات الله القدير هي الحق، ويعرفون أن هذه الكلمات قادرة عل كسب البشر، إلا أنهم لا يبحثون عنها ولا يدرسونها. بل يواصلون نشر كلّ أنواع الشائعات والأكاذيب، ويفترون على الله القدير ويدينونه ويجدفون عليه بكل تعصب. لا شيء يوقفهم عن منع المؤمنين من السعي إلى الطريق الحق. بل هم يتمادون إلى درجة الإبلاغ عمَّن يشهدون لعمل الله في الأيام الأخيرة للشرطة لتقبض عليهم. أخبروني، كيف يختلف هؤلاء القساوسة والشيوخ عن الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع؟ أليس كلاهما بشرٌ يعرفون الطريق الحق ولكنهم يقاومونه على أي حال؟ أليس كلاهما أعداءً لله ومبغضين للحق؟ إذًا، يتضح لنا أنه إذا آمن الناس بالرب ولكنهم حافظوا على اسمه وعملوا من أجله وبدوا أتقياء وحسب، لا يعني هذا أنهم يطبّقون كلام الرب أو يتبعون طريقه. كما لا يعني أنهم مؤمنون حقيقيون يخدمون الرب. لا يعني مظهرهم التقي أنهم قادرين على تعظيم الرب في قلوبهم أو خشيته أو طاعته؛ وقطعًا لا يعني أنهم يفهمون الحق أو يعرفونه. إذا آمن الناس بالرب ولم يسعوا للحق أو يطبقوا فعليًا الحق أو يختبروا كلام الله، فمهما قضى هؤلاء من سنواتٍ في الإيمان بالرب ومهما عملوا من أجله، لا يمكنهم نيل رضاه. ينطبق هذا خصوصًا على القساوسة والشيوخ في المجتمعات الدينية. رغم عملهم من أجل الرب مازالوا يقاومون الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة ويدينونه بكل تعصب. يكفي هذا لإثبات أنهم فاعلو إثم ومقاومون لله. وكشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة كأضداد للمسيح. وحتمًا سيعانون من لعنات الله وعقابه. تمامًا كما قال الرب يسوع: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 22-23). كما أنّ كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة واضحة للغاية. يقول الله القدير، "لا يهمني مدى جدارة عملك الجاد، أو روعة مؤهلاتك، أو قرب تبعيتك لي، أو شهرتك، أو مدى تحسن توجهك؛ فطالما أنك لم تفعل ما طلبته منك، فلن تتمكن أبداً من الفوز بمدحي. أسقطوا كل أفكاركم وحساباتكم هذه في أقرب وقت ممكن، وابدأوا في التعامل مع مطالبي على محمل الجد. وإلا سأحوّل كل الناس إلى رماد من أجل وضع نهاية لعملي، وفي أحسن الأحوال تحويل سنوات عملي ومعاناتي إلى لا شيء، لأنني لا أستطيع أن آتي بأعدائي وبالناس الذين يتلفظون بالشر على مثال الشيطان إلى ملكوتي في العصر الآتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم). كلام الله حقائق لا تتغير. لا يعتمد نيل المؤمنين لرضاه على كميم عملهم أو معاناتهم من أجله؛ بل يعتمد بشكلٍ رئيسي على مدى تطبيقهم كلام الله أو طاعتهم له. ولكن قال "بولس"، "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ..." (2 تيموثاوس 4: 7-8). يمثل هذا الكلام مفاهيم "بولس" وتصوراته الشخصية. فهو لا يتماشى مطلقًا مع كلام الله أو الحق. إنه النقيض التام لكلام الله!

ماذا يعني أن نؤمن بالله إيمانًا حقيقيًا، وكيف ينال إيماننا قبول الله؟ هذا سؤالٌ جوهري. يتعلق هذا مباشرةً بمدى قدرة إيماننا بالله على تحقيق الخلاص لنا والسماح لنا بدخول ملكوته! في السابق، كنّا نركز في إيماننا على العمل من أجل الرب وحسب حتى نتمكن من دخول ملكوته عندما يعود. الآن يدرك الجميع أنّ هذا سبيلٌ خاطئ للإيمان. لا يعرف أحد في المجتمع الديني ما هو الإيمان الحقيقي بالله أو كيف ينبغي أن نؤمن بالله حتى ننال قبوله. لا أحد يفهم الأجوبة على هذه الأسئلة. لقد كشف الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة، كلّ الحقائق والأسرار المتعلّقة بالإيمان بالله. يتحدّث الله القدير عن الأمر بكلّ وضوح: ما هو الإيمان الحقيقي بالله؟ يقول الله القدير، "مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يحتاجون أن يفعلوه لكي يكونوا بحسب قلب الله. ذلك لأنه بالرغم من أنَّ الناس معتادون على كلمة "الله" وعبارات مثل "عمل الله"، إلا أنهم لا يعرفون الله، فضلاً عن أنهم لا يعرفون عمله. لا عجب إذًا أن جميع مَنْ لا يعرفون الله مأسورون بمعتقد مشوش. لا يتخذ الناس الإيمان بالله على محمل الجديّة لأن الإيمان بالله أمر غير معتاد كثيرًا أو غريب عليهم. وبهذه الطريقة لا يلبّون طلبات الله، أو بمعنى آخر إن كان الناس لا يعرفون الله، ولا يعرفون عمله، فإنهم ليسوا مناسبين لأن يستخدمهم الله، ولا يمكنهم تلبية رغبته. إن "الإيمان بالله" يعني الإيمان بوجود إله؛ هذا هو أبسط مفهوم للإيمان بالله. ما زاد على ذلك هو أن الإيمان بوجود إله لا يماثل الإيمان الحقيقي بالله؛ بل بالأحرى هو نوع من أنواع الإيمان البسيط مع وجود دلالات دينية قوية. الإيمان الحقيقي بالله يعني اختبار كلام الله وعمله بناءً على الإيمان بأن الله له السيادة على كل الأشياء. وهكذا سوف تتحرّر من شخصيّتك الفاسدة، وتتمّم مشيئة الله وتتعرف عليه. فقط من خلال هذه الرحلة يُمكن أن يُقال عنك إنك تؤمن بالله. ومع ذلك، كثيرًا ما يرى الناس الإيمان بالله كأمر بسيط وتافه للغاية. إيمان هؤلاء الأشخاص هو إيمان لا معنى له، وعلى الرغم من أنهم ربما يستمروا في الإيمان حتى النهاية، لن ينالوا رضى الله لأنهم يمشون في الطريق الخطأ. اليوم لا يزال هناك مَن يؤمنون بالله إيمانًا حرفيًا، ويؤمنون كذلك بالعقائد الجوفاء، وهم لا يدرون أن إيمانهم بالله بلا جوهر، وأنهم غير قادرين على نيل رضى الله، وما زالوا يُصلّون من أجل السلام ونعمة كافية من الله. يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا: أيمكن أن يكون الإيمان بالله هو حقًّا أسهل شيء على الأرض؟ هل الإيمان بالله لا يعني إلا نيل وافر النعمة منه؟ هل يمكن لمن يؤمنون بالله ولا يعرفونه ويؤمنون بالله ويعارضونه، أن يتمموا حقًّا رغبة الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

"قد تعتقد أن الإيمان بالله يعني المعاناة، أو القيام بكل الأمور من أجله؛ وقد تظن أن الغرض من الإيمان بالله هو أن يَنْعَمَ جسدك بالطمأنينة، أو أن تسير كل الأمور في حياتك على ما يُرام، أو أن تشعر بالراحة والارتياح في كل الأمور؛ لكن لا شيء من هذه الأمور يمثِّل غايات ينبغي أن يربط الناس بها إيمانهم بالله. إن كنت تؤمن لهذه الغايات، فإن وجهة نظرك غير صحيحة وببساطةٍ لا يمكنك أن تصير كاملاً. إن أفعال الله وشخصيّته البارة وحكمته وكلامه وكونه عجيبًا وغير مُدرَك كلّها أمور يجب أن يفهمها الناس. إن كان لديك هذا الفهم، فينبغي أن تستخدمه لتخلِّص قلبك من جميع المطالب والآمال والمفاهيم الشخصية. لا يمكنك أن تفي بالشروط التي يطلبها الله إلَّا بالتخلُّص من هذه الأمور، ولا يمكنك أن تنعم بالحياة وتُرضي الله إلَّا بفعل ذلك. يهدف الإيمان بالله إلى إرضائه وإلى الحياة بحسب الشخصية التي يطلبها، حتى تتجلَّى أفعاله ويظهر مجده من خلال هذه المجموعة من الأشخاص غير الجديرين. هذا هو المنظور الصحيح للإيمان بالله، وهو أيضًا الهدف الذي ينبغي أن تسعى إليه. ينبغي أن يكون لديك وجهة النظر الصحيحة عن الإيمان بالله وأن تسعى إلى الحصول على كلام الله. إنَّكَ بحاجةٍ لأن تأكل كلام الله وتشربه، وأن تكون قادرًا على الحياة بحسب الحق، ويجب أن ترى على وجه الخصوص أفعاله العملية، وأعماله الرائعة في جميع أنحاء الكون، وأيضًا العمل الفعلي الذي يعمله في الجسد. يستطيع الناس من خلال اختباراتهم العمليَّة أن يقدّروا كيف يقوم الله بعمله عليهم وما هي إرادته نحوهم. والهدف من كل هذا هو التخلُّص من شخصيتهم الشيطانية الفاسدة. بعد أن تتخلّص من كل القذارة والشر في داخلك، وتطرح عنك نواياك الخاطئة، وتتمتَّع بإيمان صادق بالله، لا يمكنك محبة الله بصدقٍ إلَّا من خلال الإيمان الحقيقي بالله. لا يمكنك أن تحب الله حبًا صادقًا إلَّا على أساس إيمانك به. هل يمكنك الوصول لمحبة الله دون الإيمان به؟ بما أنك تؤمن بالله، فلا يمكن أن تكون مشوشًا بشأن هذا الأمر. يمتلئ بعض الناس بالحيوية بمجرَّد أن يروا أن الإيمان بالله سيجلب لهم البركات، لكنَّهم بعد ذلك يفقدون كل طاقتهم بمجرَّد أن يروا أنَّه يتعيَّن عليهم أن يعانوا عمليات التنقية. هل هذا هو الإيمان بالله؟ في النهاية، يجب أن تحقق طاعة كاملة ومُطلَقَة أمام الله في إيمانك. أنت تؤمن بالله، لكنك لا تزال لديك مطالب منه، ولديك العديد من المفاهيم الدينية التي لا يمكنك التجرُّد منها، ومصالح شخصية لا يمكنك التخلِّي عنها، ومع ذلك لا تزال تسعى إلى بركات جسديَّة، وتريد من الله أن ينقذ جسدك، وأن يخلّص نفسك – هذه جميعها تصرفات الناس الذين لديهم المنظور الخاطئ. ومع أن الناس الذين لديهم معتقدات دينية يمتلكون إيمانًا بالله، فإنهم لا يسعون إلى تغيير طباعهم، ولا يسعون إلى معرفة الله، بل يسعون بالأحرى وراء مصالح جسدهم فحسب. كثيرون منكم لديهم إيمانيات تندرج تحت فئة المعتقدات الدينية. هذا ليس إيمانًا حقيقيًا بالله. لكي يؤمن الناس بالله يجب عليهم أن يمتلكوا قلبًا على استعداد لأن يعاني من أجله، ورغبةً في التخلّي عن أنفسهم. وما لم يستوفِ الناس هذين الشرطين، فإن إيمانهم بالله باطل، ولن يكونوا قادرين على تحقيق تغيير في شخصيتهم. الأشخاص الذين يسعون إلى الحق بصدقٍ، ويبحثون عن معرفة الله، ويفتّشون عن الحياة هم وحدهم الذين يؤمنون حقًا بالله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية).

لقد كشف الله القدير عن كل الأسرار والحقائق الخاصة بالإيمان بالله. كثيرون يؤمنون بالله ولكنهم مازالوا لا يعرفون ما هو الإيمان الحقيقي بالله، ولا يعرفون الله ولا عمله. إيمانٌ كهذا هو إيمانٌ مشوشٌ، لن ينال رضى الله أبدًا! يحدّد الله القدير ماهية الإيمان الحقيقي بوضوح. "الإيمان الحقيقي بالله يعني اختبار كلام الله وعمله بناءً على الإيمان بأن الله له السيادة على كل الأشياء. وهكذا سوف تتحرّر من شخصيّتك الفاسدة، وتتمّم مشيئة الله وتتعرف عليه. فقط من خلال هذه الرحلة يُمكن أن يُقال عنك إنك تؤمن بالله". يتحدّث الله القدير بكلّ وضوح عن الإيمان الحقيقي! الذين يؤمنون بالله، يؤمنون في الواقع بكلام الله. أي يطبقون كلامه ويختبرون عمله. بهذه الطريقة يفهمون الحق فعلًا ويعرفون الله معرفة حقيقة. هذا هو الإيمان الحقيقي بالله. في المجتمع الديني، لا نتحدث إلا عن كيفية العمل والمعاناة من أجل الرب؛ ولا نتحدث عن كيفية تطبيق كلام الله أو اختباره. لذلك، مهما طالت سنوات إيماننا بالله، لن نفهم الحق، ولن نعرف الله. إذا آمنَّا بالله بهذه الطريقة، فكيف سيعترف الله بنا! يقول الرب يسوع، "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟" (متى 7: 22). ماذا قال الرب يسوع بعد ذلك؟ "فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 23). يوضح هذا أنّنا، كمؤمنين بالرب، نضحي ونعمل من أجله بموجب إرادتنا الخاصة، ولا نطبق كلام الله أو نختبره. لا يعجز مثل هذا الإيمان عن نيل رضى الله وحسب، بل يدينه الله أيضًا. بالرجوع إلى ماضيَّ كمؤمن في المجتمع الديني، لم أركّز على تطبيق كلام الله أو اختبار عمله؛ أنا فقط تُبت له بعدما ارتكبتُ الإثم، وتضرّعت له ليغفر لي. عندما أقع في المشاكل، كنتُ أصلي للرب، وأطلب منه العون. كنت أعتقد أنني ما دُمتُ أحفظ بضع فقراتٍ من الكتاب المقدس وأتمسك بكلام الكتاب المقدس وأتبع القواعد، كنت أؤمن بالرب بهذه الطريقة. كنتُ أعتقد أنني إذا ضحيّتُ بكلّ حماس وعملتُ من أجل الرب، فإن إيماني بالرب حسن. كنتُ أعتقد أنّني أحب الرب وأُخلص له. كنتُ أعتقد أنّه عندما يعود الرب، حتمًا سأدخل إلى ملكوته. استمر الحال على هذا المنوال إلى أن قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وعاينْتُ أقواله، "كثير من أولئك الذين يتبعون الله لا يهتمون إلا بكيفية الحصول على بركات أو تجنب كارثة. ... مثل هؤلاء الناس لديهم هدف واحد بسيط جدًا لاتباع الله: نيل البركة، وهؤلاء الناس لا يمكن إزعاجهم ليلتفتوا لأي شيءٍ آخر لا ينطوي مباشرة على هذا الهدف. ففي نظرهم، يمثل الإيمان بالله لكسب البركات أكثر الأهداف مشروعية والقيمة الأكبر لإيمانهم. إنهم لا يتأثرون بأي شيء لا يمكنه تحقيق هذا الهدف. هذا هو الحال مع معظم الذين يؤمنون بالله اليوم. يبدو هدفهم ودافعهم مشروعيْن؛ لأنهم في الوقت نفسه الذي يؤمنون فيه بالله، يضحّون أيضًا لأجل الله، ويكرِّسون أنفسهم لله، ويؤدون واجبهم. إنهم يتخلون عن شبابهم، ويتركون أسرهم ومهنهم، بل ويقضون سنوات في العمل بعيدًا عن المنزل. ... في هذا، نكتشف مشكلة لم تكن معروفة من قبل: إن علاقة الإنسان بالله هي مجرد علاقة مصلحة ذاتية محضة. إنها العلاقة بين مُتلقي البركات ومانحها. لنقولها صراحةً، إن الأمر يشبه العلاقة بين الموظف وصاحب العمل. يعمل الموظف فقط للحصول على المكافآت التي يمنحها صاحب العمل. في علاقة كهذه، لا توجد عاطفة، بل اتفاق فحسب؛ ليس هناك أن تَحب وتُحب، بل صدقة ورحمة؛ لا يوجد تفاهم، بل سخط مكبوت وخداع؛ ولا توجد مودة، بل هوة لا يمكن سدها. عندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة، مَنْ يستطيع تغيير هذا الاتِّجاه؟ وكم عدد الأشخاص الذين يستطيعون أن يدركوا حقًا كم أصبحت هذه العلاقة بائسة؟ أعتقد أنه عندما يغمر الناس أنفسهم في فرحهم بكونهم مباركين، فلا يمكن لأحد أن يتخيل مدى كون هذه العلاقة مع الله محرجة وقبيحة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 3: لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله). يصيب الله القدير الهدف ويكشف طبيعة البشر الحقيقية: يؤمنون به لأنهم يريدون البركات. يريدون عقد صفقة معه. لقد أدركتُ توًا أنّ دوافعي للإيمان كانت نجسة للغاية. كنت أسعى إلى البركات والنعم والمكافآت والاختطاف إلى ملكوت السماوات. ما دمت سأتمتع ببركات ملكوت السماوات، كنت على استعداد لتحمّل أي معاناة ودفع أي ثمن، ولكنّني لم أركز على تطبيق كلام الرب واختباره، ولم أحاول أن أعرف الله. وكانت النتيجة أن انفصلت حياتي تمامًا عن الحق الذي يشمله كلام الله. آمنت بالرب لعدة سنوات، ولكنّني لم أملك أدنى معرفة بالرب. كنت أعتقد أنّ إيماني قد ينال رضى الرب، وأنه عندما يعود، سأُرفع إلى ملكوت السماوات. كنت بحق وقحًا وجاهلاً! تجسد الله مرتين لتنفيذ عمل فداء البشرية وخلاصها. فعل هذا ليعطي الحق للبشر. سيسمح لهم هذا بقبول كلام الله كحياة لهم، فيحررهم من عبودية الخطيئة وسيطرتها ويجعلهم مطيعين لله. لم أفهم مشيئة الله، لم أسعَ للحق، وقطعًا لم أسعَ لمعرفة الله. سعيت لنيل النعمة والمكافآت حصرًا. حتى لو ضحيتُ بشيءٍ ما، كان هذا لمقايضته ببركات ملكوت السماوات. كيف كنتُ أعتبر نفسي مؤمنًا بالله؟ كيف كنتُ محبًا ومخلصًا لله؟ من الواضح أنّني كنتُ أحاول فقط عقد صفقة مع الله، وأحاول استخدامه وخداعه. في دينونة كلام الله القدير، رأيتُ أخيرًا عمق إفساد الشيطان لي! لقد كنتُ أنانيًا وماكرًا للغاية! افتقرتُ إلى أي صفة تشبه الإنسانية! كنتُ شريرًا وضيعًا، لا أهتم إلا بنفسي. لم أكن مستحقًا أن أحيا أمام الله! الله خالق كلّ شيء. أنا خليقته. يليق بي ويصح أن أؤمن بالله وأضحي بكلّ شيءٍ من أجله. هذا واجبي. هذه مسؤوليتي كأحد مخلوقاته. كنتُ أفتقر للعقل والضمير. عندما كنت أضحّي بأي شيءٍ أو أعاني قليلًا، كان هذا جزءًا من محاولتي لعقد صفقة مع الله، أردته أن يعوّضني، أردت بركاته. كيف لي ألا أثير بغض الله واشمئزازه بمثل هذا الإيمان الذي كنت أخدع به الله، كيف يسمح الله لمخلوقٍ شيطاني مثلي أن يدخل ملكوته؟ هذه المرة، كنتُ أركع أمام الله وأصلي تائبًا. كيفما تعامل الله معي ومهما كانت خاتمتي، سأكون مستعدًا للإذعان لخطة الله. حتى لو كنتُ أقدّم خدمة لله وحسب، سأسعى وراء الحق. وسأقوم بواجبي كأحد مخلوقاته. بعد اختباري دينونة الله القدير وتوبيخه وتنقيته وتجاربه بالكلمة واحدة تلو الأخرى، تغيّرت وجهة نظري فيما يخص إيماني به. بدأتُ أسعى وراء الحق وأمارسه. وتدريجيًا، بدأت أسلك سبيل الإيمان الصحيح الذي يمكنه أن يكسبني الخلاص. هذه هي نتائج اختبار دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة! أشكر الله القدير لخلاصه لي!

بعد اختبار دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة وتوبيخه، رأيتُ أخيرًا أنّ الشيطان قد أفسدني إفسادًا عميقًا للغاية، كنت شديد الغرور وغير منطقي تمامًا! من الخارج كنت أبدو وكأنّني قادرٍ على نشر الإنجيل وإتمام بعض العمل وتحمل المعاناة والتحدث عن كلام الكتاب المقدس وحفظ بعض فقراته. اعتقدتُ أنّني أعرف الله وتصرفتُ بغرور وكأني أكثر قداسة ممن حولي. في الواقع، لم أكن أصلّي لله أو أبحث عن الحق أو المبادئ. بل فعلت فقط أي شيء بشكل أعمى بحسب مفاهيمي الخاصة. وانطبق هذا بشكلٍ خاص على تعاملي مع عودة الرب. إذ حصرتُ الله في الكتاب المقدس استنادًا إلى مفاهيمي وتصوراتي الخاصة. اعتقدتُ أنّ كلّ كلام الله وعمله موجودين في الكتاب المقدس، ولا يوجد له كلام أو أعمال خارجه. كنت أؤمن بعناد بأنه يجب على المؤمنين بالرب أن يحافظوا على الكتاب المقدس، وفكّرت: "كيف يمكن لأي شخصٍ لا يحافظ على الكتاب المقدس أن يؤمن بالرب؟" وكانت النتيجة أنّه عندما لمسني عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، لم أبحث عنه أو أتقصاه. بل اتبعت القساوسة والشيوخ في إنكاره وإدانته. كنتُ مغرورًا وغير منطقي، أمام عيني الله! هل يعدّ سلوكي هذا إيمانًا بالله؟ لا، بل كان شرًا خالصًا. كيف أختلف أذًا عن الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع؟

قرأتُ مقولةً لله القدير نصّها التالي: "بما أنك تؤمن بالله، فعليك أن تثق بكل كلام الله وبكل عمل من أعماله. وهذا يعني أنه بما أنك تؤمن بالله، فيجب عليك طاعته. إذا كنت غير قادر على القيام بهذا، فلا تهم حقيقة ما إذا كنت تؤمن بالله. إذا كنت قد آمنت بالله لعدة سنوات، لكنك لم تطعه أبدًا أو لم تقبل جميع كلامه، بل بالأحرى طلبت من الله أن يخضع لك وأن يتصرَّف وفقًا لأفكارك، فأنت إذًا أكثر الناس تمردًا وتُعد غير مؤمن. كيف يمكن لمثل هذا المرء أن يطيع عمل الله وكلامه الذي لا يتفق مع مفاهيم الإنسان؟ أكثر الناس تمردًا هو ذلك الذي يتحدى الله ويقاومه عمدًا. إنه عدو لله وضد للمسيح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد). "إن أولئك الذين لا يعبأون بمواجهة العمل الجديد للروح القدس، والذين يتسرَّعون في إصدار الأحكام، والذين يطلقون العنان لغريزتهم الطبيعية لإنكار صحة عمل الروح القدس ويحطون من شأنه ويجدِّفون عليه – ألا يجهل مثل هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام عمل الروح القدس؟ علاوة على ذلك، أليسوا أناسًا ذوي غطرسة بالغة وكِبرٍ متأصل ولا سبيل إلى ضبطهم؟ ... هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام، الذين يطلقون العنان لأهوائهم، يتظاهرون بأنّهم يؤمنون بالله، وكلما أكثروا من فعلهم هذا، ازداد احتمال مخالفتهم لمراسيم الله الإدارية. ألا يُعد جميع هؤلاء المتغطرسين، المنفلتين بالفطرة، والذين لم يطيعوا أحدًا قط، أنَّهم سائرون على هذا الدرب؟ ألا يعارضون الله يومًا بعد يومٍ، ذاك الذي هو متجدّد دائمًا ولا يشيخ أبدًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله). ترسخت كلّ جملة من كلام الله القدير في قلبي. كشفت دينونته طبيعتي وجوهري: أؤمن بالله وفي نفس الوقت أقاومه. أحسستُ بغضب الله نازلاً عليَّ. شعرتُ بشخصيته البارة والمهيبة التي لا يمكن إغضابها. ارتعدتُ من الخوف وسرعان ما سجدت على الأرض خجلاً من أفعالي الشريرة. آمنتُ بالرب طوال هذه السنوات، فكيف ظللتُ مغرورًا ومتكبرًا هكذا؟ لمَ أفتقر إلى أي مظهر من مظاهر التقوى لله؟ عندما لم يتماشى عمل الله مع مفاهيمي، كنتُ أدينه وأنكره كما شئت. لم أكن أبحث عن الحق أو أطيع الله مطلقًا. ألستُ بهذا شخصًا مغرورًا يؤمن بالله، وفي نفس الوقت يقاومه؟ أغضي سلوكي شخصية الله منذ وقتٍ طويل. لولا رحمة الله وخلاصه، كُنت سأُرسل إلى الجحيم منذ وقتٍ طويل. كيف تتاح لي فرصة سماع صوت الله وقبول دينونته وتطهيره في الأيام الأخيرة؟! شعرتُ بأن الله خلّصني بالفعل! هذه المرّة، كرهتُ نفسي ولعنتها أكثر من أي وقتٍ سبق. وقررتُ أنه مهما أدانني الله أو وبخني أو هذبني أو تعامل معي أو اختبرني أو نقّاني، سأكون مستعدًا لقبول ذلك وسأطيعه. من خلال قراءة كلام الله القدير باستمرار واختبار دينونته وتوبيخه، صرتُ الآن أفهم عددًا من الحقائق التي لم أفهمها من قبل. أفهم أكثر من ذي قبل طبيعتي الشيطانية المقاومة والخائنة لله. صارت لدي الآن أيضًا معرفة حقيقة عن جوهر الله القدوس وشخصيته البارة التي لا يمكن إغضابها. ومن دون أن أعي، نمت لدي تقوى الله وتعطش للحق. صرتُ أكثر اتضاعًا من ذي قبل. لم أعد مغرورًا أو متكبرًا كما كنت. عندما أواجه أمورًا ما، أختار بوعي أن أنكر ذاتي وأبحث عن الحق وممارسته. تغيّرت شخصية حياتي تدريجيًا. هذه هي نتائج اختبار دينونة كلمة الله القدير وتوبيخها. صرتُ أفهم أخيرًا ما هو الإيمان الحقيقي بالله. أفهم القيمة والمعنى الحقيقيين للإيمان بالله. هذا أمرٌ لم يحقّقه المؤمنون قط في عصر النعمة. خلال عصر النعمة، كان معظم المؤمنين بيننا يركزون على تقليد "بولس". عملنا وعانينا من أجل الرب. لا بل فضّلنا المعاناة في السجن على إنكار اسم الرب. أيمكن لمثل هذا الإيمان بالله تغيير شخصية حياتنا؟ أيمكنه السماح لنا بطاعة الله وحبه حقًا؟ في النهاية، أيسمح لنا هذا الإيمان حقًا بهزيمة الشيطان؟ أيمكنه حقًا إرضاء الله؟ يعبّر الله عن الحق ويقوم بعمله على البشر، طالبًا منهم تطبيق كلامه واختباره. لماذا يفعل هذا؟ يفعل ذلك ليغيّر شخصية حياة البشر ويخلّصهم من تأثير الشيطان؟ في النهاية، يسمح للبشر بمعرفته وطاعته. هذا ما يستطيع الإيمان الحقيقي بالله تحقيقه. ولكن يعتقد معظم المؤمنين بالرب أنّهم طالما يضحّون بكلّ شيء ويعملون جاهدين من أجل الرب، فسيسعون إلى قلب الرب، وأنّه عندما يعود، سيُختطفون إلى ملكوت السماوات. فكّروا جميعًا في هذا: يقوم الله بعمله علينا. هل يقوم بذلك لكيما بعد أن ننشر عمله، ونعاني خلال الأمر، نسأله، "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ"؟ أهذا ما يطلبه الله من البشر؟ أهذه هي مشيئة الله؟ أهكذا نفهم الإيمان بالله، ألسنا نخطئ فهمه؟

الآن بعد أن قلنا كلّ ذلك، هل فهمتم ما هو الإيمان الحقيقي بالله؟ هل مقبولٌ أن نؤمن بالله ولا نختبر دينونته أو تطهيره في الأيام الأخيرة؟ هل يمكن أن نعرف الله إذا آمنَّا به ولم نختبر دينونة كلمته وتوبيخها؟ هل يمكن أن نفهم مشيئة الله ونطيعه ونعبده حقًا إذا آمنَّا به ولم نطبّق كلامه أو نختبر عمله؟ لذلك، إذا أردنا فعلاً معرفة الله وتغيير شخصياتنا، فمن المهمّ جدًّا قبول عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة واختبارها! يقول الله القدير، "إن بقي الناس في عصر النعمة فلن يتحرروا أبدًا من شخصيتهم الفاسدة، ناهيك عن أنَّهم لن يعرفوا الشخصية المتأصّلة لله. إن عاش الناس دائمًا في وافر النعمة ولكنهم بدون طريق الحياة الذي يسمح لهم بمعرفة الله وإرضائه، فلن يحصلوا على الله أبدًا على الرغم من إيمانهم به. يا له من شكل بائس من الإيمان! ... وعندما تكون قد اختبرت كل خطوة من خطوات عمل الله المُتجسّد في عصر الملكوت، ستشعر أن آمال السنين العديدة قد تحقّقت أخيرًا، وستشعر أنك الآن فقط قد عاينت الله وجهًا لوجه، وأنك الآن فقط نظرت إلى وجه الله وسمعت أقواله الشخصية، وقدَّرت حكمة عمل الله وشعرت بمدى قدرة الله وحقيقته. ستشعر أنك قد نلت العديد من الأشياء التي لم يقتنيها أو يراها أبدًا مَنْ عاشوا في الأزمنة الماضية. وقتها ستعرف بوضوح ما هو معنى الإيمان بالله ومعنى أن تكون إنسانًا بحسب قلب الله. بالطبع إن تشبثت بآراء الماضي، ورفضت أو أنكرت حقيقة تجسُّد الله الثاني، ستظل خاوي الوفاض، ولن تكتسب شيئًا، وستكون مذنبًا في النهاية لمعارضتك الله. سيأتي أولئك الذين يطيعون الحق ويخضعون لعمل الله تحت اسم الله المتُجسّد الثاني – القدير. وسيكونون قادرين على قبول إرشاد الله الشخصي، وسيكتسبون المزيد من الحق الأسمى، وينالون حياةً إنسانيّة حقيقية. ..." (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

من سيناريو فيلم الإيمان بالله

السابق: سؤال 2: كمؤمنين بالرب منذ سنينٍ عديدة، شعرنا دائماً بأنه طالما يمكن للمرء أن يتواضع ويتسامح ويحب الإخوة والأخوات، ويحذو حذو بولس من خلال بذل الذات والعمل للرب، فهو يتبع طريق الرب، وسيدخل إلى ملكوت السموات عندما يعود الرب. كما قال بولس، "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). ولكنكم شهدتم أنّه عندما نؤمن بالرب، يجب أن نتلقى عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما نتنقى، يكون عملنا حميدًا عند الله وندخل ملكوت السموات. لديّ سؤال: نحن نؤمن بالرب منذ سنوات عديدة، ونبذل ونعمل من أجله؛ هل يمكننا دخول ملكوت السموات دون دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة؟

التالي: سؤال 6: يقول الكتاب المقدس بوضوح أن بعد معمودية الرب يسوع انفتحت السماء، ونزل الروح القدس على الرب يسوع على هيئة حمامة وقال صوت: "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (متى 3: 17). ونعترف نحن المؤمنون أن الرب يسوع هو المسيح ابن الله، ولكنكما شهدتما بأن المسيح المتجسد هو ظهور الله، وإنه الله ذاته، وأن الرب يسوع هو الله ذاته وأن الله القدير هو كذلك الله ذاته. هذا ويختلف عن مفهومنا السابق. إذًا هل المسيح المتجسد هو الله ذاته أم ابن الله؟ الوضعان يبدوان لنا منطقيان، وكلاهما يتفق مع الكتاب المقدس. إذًا أي المفهومين هو الصحيح؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب