90. لقد اختبرت متعة كوني صادقةً
في مارس 2023، كنت مسؤولةً عن عمل الإنجيل في كنيسة ما. وكانت نتائج العمل في هذه الكنيسة سيئة للغاية. عملت بجد لفترة من الوقت، لكن لم يكن هناك أي تحسّن، وشعرت بالقلق الشديد. ذات يوم، سمعت أن القادة سيجتمعون لتفحص العمل، وشعرت بعدم ارتياح شديد، إذ فكرت: "آخر مرة قد جاء فيها القادة، قدموا الشركة معنا عن مسألة تنمية الناس، ولكنني لم أجد مرشحاً مناسباً بعد. عندما يرى القادة أنني أمارس منذ فترة طويلة، لكنني لا أزال غير قادرة على القيام بالعمل جيدًا، هل سيعتقدون أنني أفتقر إلى قدرات العمل؟ إذا حدث ذلك، فإنهم سيفقدون انطباعهم الجيد عني تماماً!" بينما كنت أحاول النوم تلك الليلة، كنت كلما فكرت في القادة الذين سيأتون لتفحص العمل، لم أستطع تهدئة قلبي وشعرت بالقلق الشديد.
وفي اليوم التالي، عندما جاء القادة لتفحص العمل، كنت خائفةً من أن يروا النتائج السيئة ويعتقدوا أنني لا أستطيع القيام بعمل حقيقي، لذلك قبل أن يتمكنوا من طرح أي أسئلة، شرحت بسرعة كيف أنني قمت بإعادة تعيين عمّال الإنجيل، وكيف قمت بمتابعة عمل الإنجيل. سألوا شريكتي الأخت شياو لين بعض الأسئلة، وكنت متى سمعت شياو لين تغفل بعض النقاط، تدخلت بسرعة لتعويض ما أغفلته، أردت أن أظهر للقادة أنني أمتلك بعض القدرات في العمل وأنني قادرة على القيام ببعض العمل الحقيقي. بعد هذا الحوار، لم يقل القادة أي شيء، وتنفست الصعداء. وبعد فترة من الوقت، سألنا القادة عن الانحرافات والصعوبات الأخيرة التي واجهتنا في التبشير بالإنجيل. فكّرت، "في الآونة الأخيرة، لم يكن العمل الذي أتحمل مسؤوليته مثمراً، لذا ربما يكون من الجيد أن أعلمهم بالوضع حتّى يتمكنوا من المساعدة في معرفة سبب ذلك؟" لكني بعد ذلك فكرت، "إذا طرحت هذه المشكلات، واكتشفوا مشكلات أخرى في واجباتي، ألن يصبح واضحًا بدرجة أكبر أنني أفتقر إلى قدرات العمل؟ ألن ينتهي الأمر بإذلال نفسي إذا قلت ذلك؟" بوضع ذلك في الاعتبار، ابتلعت الكلمات التي كانت على طرف لساني. وفي فترة ما بعد الظهر، صحّح لي القادة وهذبوني قائلين: "تقولين إنك قمت بهذه المهمة وتلك المهمة، ما يجعل الأمر يبدو وكأنه لا توجد أي مشكلات أو نواقص، لكن العمل لم يسفر عن أي نتائج حتى الآن. ينبغي أن تتأملي في أسباب ذلك". بعد أن غادر القادة، شعرت بأنني غير مرتاحة تمامًا، وشعرت بالذنب الشديد لعدم الكشف عن حقيقة سير الأمور في العمل. فكرت في كلمات الله: "قد يفضل الكثيرون أن يُحكم عليهم بالجحيم على أن يتكلموا ويعملوا بصدق. ليس من العجيب أن يكون لدي معاملة أخرى لأولئك المخادعين" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). من الواضح أنّي كنت أواجه صعوبات في أداء واجبي، ولكن عندما جاء القادة إلى الاجتماع، خشيت من كشف افتقاري إلى قدرات العمل وخسارة ماء الوجه، لذلك لم أتحدث. وقد أدى ذلك إلى عدم حل الصعوبات والتأثير على العمل. شعرتُ أن هذه الطبيعة خطيرةٌ جداً. كنتُ أخدعُ الناسَ والله. شعرت وكأن قلبي يحترق من عدم الراحة.
وبعد ذلك قرأت كلمات الله هذه: "أضداد المسيح خبثاء بطبيعتهم؛ إنهم لا يمتلكون قلبًا صادقًا، أو محبًا للحق، أو محبًا للأمور الإيجابية. غالبًا ما يعيشون في زوايا مظلمة؛ إنهم لا يتصرفون بموقف الصدق، ولا يتحدثون بصدق، وقلوبهم خبيثة ومخادعة تجاه الآخرين وتجاه الله. إنهم يريدون خداع الآخرين، وخداع الله أيضًا. إنهم لن يقبلوا إشراف الآخرين، فضلًا عن تمحيص الله. وعندما يكونون بين الآخرين، لا يريدون أبدًا أن يعرف أي شخص ما يفكرون فيه ويخططون له في أعماقهم، أو أي نوع من الأشخاص هم، وما الموقف الذي يضمرونه تجاه الحق، وما إلى ذلك؛ إنهم لا يريدون أن يعرف الآخرون أي شيء من هذا، كما أنهم يريدون أن يخدعوا الله، وأن يبقوه في الظلام. ولهذا السبب، عندما لا يتمتع ضِدّ المسيح بالمكانة، وعندما لا تتاح له الفرص للتلاعب بالموقف في مجموعة من الناس، فلا يمكن إذن لأحد أن يعرف بحق ما يكمن وراء كلامه وأفعاله. سيتساءل الناس: "ما الذي يفكر فيه كل يوم؟ هل هناك أي نوايا تكمن وراء أدائه لواجبه؟ هل يُظهر الفساد؟ هل يشعر بأي غيرة أو كراهية تجاه الآخرين؟ هل لديه أي تحيُّزات ضد الآخرين؟ ما آراؤه بشأن ما يقوله الآخرون؟ كيف يفكر عندما يواجه أشياء معينة؟" أضداد المسيح لا يسمحون أبدًا للآخرين بمعرفة ما يحدث معهم في الحقيقة. حتى لو عبَّروا عن رأيهم في شيء ما بكلمات قليلة، فسيكونون غامضين ومبهمين، وتدور أحاديثهم في دوائر مفرغة ومربكة بحيث لا يستطيع الآخرون معرفة ما يحاولون توصيله، ولا يعرفون ما يريدون قوله، أو ما يحاولون التعبير عنه، ما يترك الجميع في حيرة من أمرهم. بعد أن يكتسب شخص مثل ذلك مكانة، يصبح أكثر كتمانًا في سلوكه مع الآخرين. إنه يريد حماية طموحاته، وسمعته، وصورته، واسمه، ومكانته، وكرامته، وما إلى ذلك. لهذا السبب لا يريد أن يكون صريحًا بشأن كيفية قيامه بالأشياء أو دوافعه وراء القيام بها. وحتى عندما يرتكب خطأً، أو يكشف عن شخصية فاسدة، أو عندما تكون الدوافع والنوايا وراء أفعاله خاطئة، فإنه لا يريد الانفتاح والسماح للآخرين بمعرفة ذلك، وغالبًا ما يتظاهر بالبراءة والكمال لكي يخدع الإخوة والأخوات. ومع الأعلى ومع الله، لا يقول إلا أشياء تبدو لطيفة، وغالبًا ما يستخدم أكاذيب وأساليب خادعة للحفاظ على علاقته بالأعلى. عندما يقدم تقريرًا إلى الأعلى عن عمله، ويتحدث إلى الأعلى، فإنه لا يقول أبدًا أي شيء غير سار، حتى لا يتمكن أحد من اكتشاف أيٍّ من نقاط ضعفه. لن يذكر أبدًا ما فعله في الأسفل، أو أيًا من المشكلات التي نشأت في الكنيسة، أو المشكلات أو العيوب في عمله، أو الأشياء التي لا يمكنه فهمها أو رؤيتها بوضوح. إنه لا يسأل أو يطلب مع الأعلى بشأن هذه الأشياء، وبدلًا من ذلك يقدِّم صورة ومظهرًا يعكسان الكفاءة في عمله، وكونه قادرًا على تحمل عمله بالكامل. إنه لا يبلِّغ عن أي من المشكلات الموجودة في الكنيسة إلى الأعلى، وبغض النظر عن مدى فوضوية الأشياء التي قد تكون في الكنيسة، أو حجم العيوب التي ظهرت في عمله، أو ما كان يفعله في الأسفل بالضبط، فإنه يخفي كل ذلك مرارًا وتكرارًا، ويحاول ألا يسمح أبدًا للأعلى بالاطلاع على أي أخبار عن هذه الأشياء أو سماعها، حتى أنه يتمادى إلى حدِّ نقل الأشخاص المرتبطين بهذه الأمور أو الذين يعرفون حقيقته إلى أماكن بعيدة في محاولة لإخفاء ما يحدث حقًا. ما نوع هذه الممارسات؟ ما نوع هذا السلوك؟ هل هذا نوع المظهر الذي ينبغي أن يبديه شخص يسعى إلى الحق؟ من الواضح جدًا أنه ليس كذلك. إنه سلوك إبليس. سيبذل أضداد المسيح قصارى جهدهم لإخفاء أي شيء يمكن أن يؤثِّر على مكانتهم أو سمعتهم وستره، وإخفاء هذه الأشياء عن الآخرين وعن الله. هذا خداع لمن هم أعلى منهم ومن هم أدنى منهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الحادي عشر). من كلمات الله، رأيت أن أضداد المسيح أشرار ومخادعون بطبيعتهم. من أجل حماية ماء وجوههم ومكانتهم، متى ما واجهوا أي مشكلات أو صعوبات في أداء واجباتهم، أو مهما بلغت الخسارة التي يتسبّبون فيها لواجباتهم، فإنهم يخدعون الآخرين لإخفاء هذه الأمور ويتظاهرون بالكفاءة في عملهم. هذا السلوك عمل إبليسي، وهو محاولة من المرء لخداع رؤسائه ومرؤوسيه. بالتأمل في نفسي، أدركت جيداً أن فعالية العمل الذي كنت مسؤولةً عنه سيئة، وأنني كنت أواجه صعوبات في تنمية الناس، وعندما جاء القادة إلى الاجتماع، كان ينبغي لي أن أذكر هذا الأمر وأسمح لهم بالمساعدة في حلّه. لكنني خشيت من أن يظنّوا أنني أفتقر إلى قدرات العمل وأن أفقد صورتي الجيدة في أعينهم. دون أن أنتظر منهم أن يتفحصوا العمل، سارعت بذكر كيف أنني كنت أبذل جهدًا في متابعة العمل، إذ أردتُ أن أجعلهم يرون أنني أمتلك قدرات العمل وأنني قادرة على حل المشكلات الفعلية، ومن ثمَّ أجعل الأمر يبدو وكأن النتائج السيئة لم تكن مسؤوليتي. عندما جاء القادة لتفحص سير عمل الإنجيل، كنت أدرك جيدًا أنه كان ينبغي لي أن أذكر الصعوبات وأسعى إلى إيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن، لكنني خشيت من كشف انحرافاتي وثغراتي في واجباتي، وفقدان ماء وجهي ومكانتي، لذلك أبقيت فمي مغلقًا. كانت قدرات العمل الموجودة لديَّ، وكانت هناك مشكلات كثيرة في واجباتي، وقد تكبد عمل الكنيسة خسائر بالفعل، لكن حفاظًا على ماء وجهي ومكانتي، حاولت أن أعطي الآخرين الانطباع بأنني كفؤة في عملي. أضداد المسيح، مهما ارتكبوا من أخطاء وشرور، سيمضون إلى أي مدى للإخفاء والخداع من أجل حماية سمعتهم ومكانتهم، دون مراعاة لمصالح بيت الله. لقد كنت أكذب وأخدع لإخفاء حقيقة أنني لا أستطيع أداء عمل حقيقي، فأي فرق كان بيني وبين ضدّ للمسيح؟ التفكير في هذا جعلني أشعر بالندم الشديد، لذا أسرعتُ بالكتابة إلى القادة بشأن حالتي مؤخرًا وعدم تحقيق النتائج في أداء واجباتي. وبعد أن فهم القادة هذا، رغم أنهم هذبوني على غشي، فقد أرشدوني إلى التأمل في نفسي، وساعدوني في معرفة أسباب هذا الافتقار إلى الفعالية في عملي. لقد وجدوا أنني كنت فقط أردّد الشعارات في عملي، وأنني لم أقدم الشركة بحلول لتناول الصعوبات الفعلية التي يواجهها إخوتي وأخواتي، وأنني فشلت في توفير مسار عملي للمضي قدمًا. حالما تعرفت على مشكلاتي، أصبح قلبي أكثر إشراقا.
بعد ذلك، مارست بوعي كوني إنسانةً صادقةً، لكنني أحيانًا كنت أجد نفسي مقيّدة بشخصيتي الفاسدة. في إحدى المرات، عندما حضر القادة إلى اجتماع، تذكرت أنه كان هناك عامل إنجيل يتمتع بمستوى قدرات جيد جدًا، لكنه كان يعمل وفقًا لأفكاره الخاصة به ولم يهتم بالدخول في المبادئ. عقدت الشركة معه عدة مرات لكنني لم أرَ أي تحسن، لذا فكرت أنه ينبغي لي عرض هذا الأمر على القادة وطلب كيفية علاجه. لكن بعد ذلك فكرت: "إذا اكتشف القادة نقائصي، فهل سيقولون إن قدرات العمل لديَّ ناقصة؟ سيكون ذلك مهيناً! ربما يجب علي أن ألتزم الصمت." ولكن بعد ذلك تذكرت الدرس الذي تعلمته من فشلي الأخير، وفكرت في فقرة من كلمات الله: "إذا كنتم قادة أو عاملين، فهل تخافون من أن يستفسر بيت الله عن عملكم ويشرف عليه؟ وهل تخشون أن يكتشف بيت الله زلاتٍ وانحرافات في عملكم فيهذبكم؟ هل تخشون أنه بعدَ أن يعرفَ الأعلى مستوى قدراتكم الحقيقي وقامتكم الحقيقية، فإنه سينظر إليكم نظرةً مختلفةً ولن يضعكم في الاعتبار للترقية؟ إذا كانت لديك هذه المخاوف، فهذا يثبت أن دوافعك ليست من أجل عمل الكنيسة؛ أنت تعمل من أجل السمعة والمكانة، وهو ما يثبت أن لديك شخصية ضد المسيح. إذا كانت لديك شخصية ضد المسيح، فأنتَ عُرضةٌ للسير في طريق أضداد المسيح، وارتكاب كل الشرور التي يرتكبها أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحق ولا لله (الجزء الثاني)]. عند تأمّلي في كلمات الله، أدركت أنني أوليت أهمية كبرى لماء وجهي ومكانتي، وأن هذا قادني إلى التصرف بخداع والقيام بأشياء تضرّ بمصالح بيت الله. في هذا، كنت أسير على طريق ضدّ المسيح. بعد ذلك، تحدثت عن المشكلات التي أردت طلب المساعدة بشأنها. اكتشف القادة أنني لم أكن أعقد شركة عن الحق لحل المشكلات، وأنني بدلاً من ذلك كنت أستغل منصبي لإلقاء المحاضرات على الآخرين. وكان هذا يقيّد الناس، ويتركهم بلا طريق في أداء واجباتهم. عندما أشار القادة إلى هذه المشكلات، شعرت أن وجهي يحترق بشدة، وقلت لنفسي: "ماذا سيظنّون بي الآن؟ هل سيظنون أنني أفتقر إلى الإنسانية؟ هذا مهين تماما!" بدأت أشعر بالندم لقول الحقيقة. لكني بعد ذلك فكرت: "أليس الهدف من الإفصاح هو تحديد هذه الأسباب وحل المشكلات؟ إذا كنت مكبّلةً بماء وجهي وغير راغبة في قبول هذه الأشياء، فكيف يمكن حل المشكلات؟" لذلك دعوت الله أن يساعدني على التمرد على نفسي، وعلى القبول والخضوع. وتذكرت أيضًا أنني لم أظهر مثل هذا السلوك تجاه عامل الإنجيل هذا فحسب، بل تجاه آخرين أيضًا. عندما كنت أرى أن فعاليتهم في واجباتهم ضعيفة، لم أتأمل بشأن أي من مهامي لم أقم بها بشكل جيد، أو أنظر في صعوباتهم، بدلاً من ذلك، كنت أشعر أن ماء وجهي ومكانتي قد تضرّرا وأقوم بتوبيخهم. وليس الأمر فحسب أنَّ هذا لم يساعدهم، بل قيّدهم أيضًا. لاحقاً، اعتذرت بسرعة لإخوتي وأخواتي، وفتحت قلبي لعقد الشركة بشأن حالتي. تحسنت حالة العاملين في الإنجيل قليلًا، وبدأوا يدركون نقائصهم، وأصبحوا على استعداد للسعي إلى التحسُّن. عند متابعة العمل بعد ذلك، أوليت اهتمامًا أكبر لمبادئ عقد الشركة، وتوفير المزيد من مسارات الممارسة الجيّدة. في ذلك الوقت، ورغم أن ممارسة أن أكون إنسانة صادقة وأن أنفتح على القادة كانت أمرًا محرجاً إلى حدٍ ما، فقد سمح لي بأن أدرك مشكلاتي وأجري التعديلات في الوقت المناسب، وكان هذا مفيداً لدخولي في الحياة ولواجباتي.
وبعد ذلك، فكّرت أيضاً: "أنا أعلم يوضوح أن ممارسة أن أكون إنسانةً صادقة هو ما يطلبه الله، لكن لماذا أشعر دائمًا بالخوف من أن يزدريني الآخرون، ولست مستعدة لأن أمارس كوني إنسانةً صادقة؟" صلّيت إلى الله طلبًا للإرشاد، وتذكّرت شركة الله التي شرَّحت قولًا غرسته فينا عائلتنا، وهو "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها". لذا بحثت عنها لأقرأها. يقول الله القدير: "عندما يكثر كبار العائلة من أن يقولوا لك: "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها"، فإنهم يفعلون ذلك ليجعلوك تولي أهمية لأن تكون لك سمعة طيبة، وأن تعيش حياة أبية وألا تفعل أشياء تجلب لك العار. فهل هذه المقولة ترشد الناس بطريقة إيجابية أم سلبية؟ هل يمكنها أن تقودك إلى الحق؟ هل يمكنها أن تقودك إلى فهم الحق؟ (لا، لا يمكنها ذلك). يمكنك أن تقول بكل تأكيد: "لا، لا يمكنها ذلك!" فكر في الأمر – يقول الله إن الناس يجب أن يتصرفوا بوصفهم أناسًا أمناء. عندما تذنب أو تخطئ في شيء، أو عندما تفعل شيئًا يتمرد على الله ويخالف الحق، فعليك أن تعترف بخطئك، وأن تفهم نفسك، وتواصل تشريح نفسك من أجل تحقيق التوبة الحقيقية، ثم تتصرف بعد ذلك وفقًا لكلام الله. إذن، إذا كان على الناس أن يتصرفوا بوصفهم أناسًا أمناء، فهل يتعارض ذلك مع مقولة "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها"؟ (نعم). كيف يتعارض؟ إن مقولة "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها" تهدف إلى جعل الناس يولون أهمية لعيش جانبهم المشرق والملون والإكثار من فعل الأشياء التي تجعلهم يبدون بمظهر جيد – بدلاً من فعل الأشياء السيئة أو المشينة، أو الكشف عن جانبهم القبيح – ومنعهم من العيش بدون كبرياء أو كرامة. من أجل سمعة المرء، ومن أجل كبريائه وشرفه، لا يمكن له أن يستنكر كل شيء يخصه، ناهيك عن إخبار الآخرين عن جانبه المظلم وجوانبه المخزية، لأن عليه أن يعيش بكبرياء وكرامة. ولكي يعيش المرء بكرامة يحتاج إلى سمعة طيبة، ولكي تكون للمرء سمعة طيبة يحتاج إلى التظاهر والتزين. ألا يتعارض هذا مع أن يتصرف المرء بوصفه شخصًا أمينًا؟ (بلى). عندما تتصرف بوصفك شخصًا أمينًا، فإن ما تفعله يتعارض تمامًا مع مقولة "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها". إذا أردت أن تتصرف بوصفك شخصًا أمينًا، فلا تعلق أهمية على الكبرياء؛ فكبرياء الإنسان لا يساوي شيئًا. يجب على المرء عند مواجهة الحق أن يكشف عن نفسه، لا أن يتظاهر أو يخلق صورة زائفة لنفسه. يجب على المرء أن يكشف لله أفكاره الحقيقية، والأخطاء التي ارتكبها، والجوانب التي تخالف مبادئ الحق، وما إلى ذلك، وأن يكشف هذه الأشياء أيضًا لإخوته وأخواته. ليست المسألة مسألة أن يعيش المرء من أجل سمعته، بل هي مسألة أن يعيش المرء من أجل التصرف بوصفه شخصًا أمينًا، وأن يعيش من أجل السعي إلى الحق، وأن يعيش من أجل أن يكون كائنًا مخلوقًا حقيقيًا، ومن أجل إرضاء الله وأن يخلُص. ولكن عندما لا تفهم هذا الحق، ولا تفهم مقاصد الله، غالبًا ما تهيمن عليك الأشياء التي كيفتك عائلتك عليها. لذلك عندما ترتكب خطأ ما، تتستر عليه وتتظاهر وتفكر: "لا يمكنني قول أي شيء عن هذا الأمر، ولن أسمح أيضًا لأي شخص آخر يعرف عن هذا الأمر أن يقول أي شيء. إذا قال أي منكم أي شيء، فلن أتهاون معك. سمعتي تأتي في المقام الأول. لا قيمة للحياة إن لم تكن من أجل سمعة المرء، لأنها أهم من أي شيء آخر. إذا فقد الإنسان سمعته، يفقد كل كرامته. لذلك لا يمكنك أن تقول الحق كما هو، بل عليك أن تتظاهر، وعليك أن تتستر على الأمور، وإلا ستفقد سمعتك وكرامتك، وستكون حياتك بلا قيمة. إذا لم يحترمك أحد، فأنت مجرد حثالة رخيصة عديمة القيمة". هل من الممكن أن تتصرف بوصفك شخصًا أمينًا من خلال الممارسة بهذه الطريقة؟ هل من الممكن أن تكون منفتحًا تمامًا وتشرّح نفسك؟ (لا، هذا ليس ممكنًا). من الواضح أنك بفعلك هذا تلتزم بمقولة "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها" التي كيفتك عائلتك عليها. رغم ذلك، إذا تخليت عن هذه المقولة من أجل السعي إلى الحق وممارسته، فستكف عن التأثير عليك، وستكف عن أن تكون شعارك أو مبدأك في القيام بالأشياء، وبدلاً من ذلك سيكون ما تفعله العكس تمامًا من مقولة "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها". لن تعيش من أجل سمعتك، ولا من أجل كرامتك، بل ستعيش من أجل السعي إلى الحق، والتصرف بوصفك شخصًا أمينًا والسعي إلى إرضاء الله والعيش ككائن مخلوق حقيقي. إذا التزمت بهذا المبدأ، فستكون قد تخلّيت عن التأثيرات التكييفية التي تمارسها عائلتك عليك" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (12)]. من كلمات الله، اكتشفت السبب وراء كوني مقيّدةً دائمًا بمخاوفي بشأن كرامتي، وعاجزةً عن أن أكون إنسانةً صادقة. كان هذا كلّه نتيجة أنني تأثرت منذ الطفولة بسمّ الشيطان المتمثل في القول: "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها". كنت قد وصلت إلى أنني أضع كرمتي ومكانتي فوقق كل شيء، معتقدةً أن الحفاظ على ماء الوجه والمكانة بين الآخرين هو ما يجلب حياةً مجيدة تتسم بالكرامة والاستقامة. لو كشفت عن نقائصي، لشعرت بأنّ الآخرين يقلّلون من قيمتي وينظرون إليّ باحتقار، مما كان سيجعلني أشعر وكأنني أفقد حياتي، وكان ذلك مؤلمًا للغاية. لكن في الواقع، فإن الإفصاح عن المشكلات الموجودة في واجباتي لطلب الإرشاد، قد يتيح لي التعرف على نقائصي وإيجاد سُبل لحلّها، مما يتيح لي القيام بواجباتي على نحوٍ جيّد. لكن عندما ظهرت المشكلات في واجباتي، لم أطلب حلّها، بل تصرّفت بخداع لأحفظ ماء وجهي ومكانتي. حتّى عندما أضرت تصرّفاتي بالعمل، أخفيت هذه المشكلات الموجودة في واجباتي، بينما كنت أتحدّث باستمرار عن العمل الذي أنجزته، ممّا جعل القادة يظنّون أنني لا أواجه أي صعوبات في واجباتي ما أعاق معالجة المشكلات في وقتها. لقد كذبت لأحفظ ماء وجهي، وحاولت أن أخدع كلّاً من القادة والله، حتّى وإن كانت تكلفة ذلك هي إلحاق الضرر بمصالح الكنيسة. أين كانت كرامتي واستقامتي في ذلك؟ كنت أعيش شبه الإبليس. الكرامة والاستقامةلا تُصانان بتجميل الصورة أو بحماية ماء الوجه. فقط عندما يكون الإنسان قادراً على ممارسة كونه شخصاً صادقاً، ويمتلك الشجاعة ليعترف بأي نقائص أو أخطاء، ويقبل الحقّ ويمارسه واضعًا مصالح بيت الله في المقام الأول– يمكن اعتباره شخصاً يتحلّى بالاستقامة والكرامة. العيش وفقًا للسموم الشيطانية لا يفعل سوى أن يجعل الناس خبثاء ومخادعين على نحو متزايد، ويرتكبون المزيد والمزيد من الأعمال الشرّيرة، وفي نهاية المطاف يبغضهم الله ويستبعدهم.
فكّرت حينئذٍ في فقرة من كلمات الله: "وما أصل السعي إلى المصالح الذاتية؟ هو أن الناس يعتبرون مصالحهم الخاصة أهم من كل شيء آخر. ينخرطون في الخداع في سبيل تحقيق الفائدة لأنفسهم، وبذلك تنكشف شخصيتهم المخادعة. كيف ينبغي حل هذه المشكلة؟ أولًا، عليك تمييز المصالح ومعرفة ماهيَّتها، وما الذي تجلبه للناس تحديدًا، وما تبعات السعي وراءها. إذا لم تتمكن من اكتشاف ذلك، عندها سوف يصبح التخلي عنها أمرًا يسهل قوله ويصعب فعله. إذا لم يفهم الناس الحق، فلن يكون هناك ما هو أصعب عليهم من تخليهم عن مصالحهم الشخصية. وهذا لأن فلسفات حياتهم هي: "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط"، و"الإنسان يموت سعيًا للثروة كما تموت الطيور سعيًا للطعام". من الواضح أنهم يعيشون من أجل مصالحهم. يظن الناس أنه بدون مصالحهم – بمعنى إن كانوا سيخسرون مصالحهم – لن يكونوا قادرين على البقاء. وكأن بقاءهم لا ينفصل عن مصالحهم الشخصية، ولذلك لا يرى أغلبُ الناس إلَّا مصالحهم. يعتبرون مصالحهم الخاصة أهم من أي شيء آخر، ويعيشون من أجل مصالحهم الخاصة، ودفعهم إلى التخلي عن مصالحهم الخاصة يشبه أن يُطلب منهم التخلي عن حياتهم. إذن ما الذي يجب عمله في ظروف كهذه؟ يجب أن يقبل الناس الحق. ما لم يفهموا الحق، لن يستطيعوا رؤية جوهر مصالحهم الخاصة وعندها فقط يمكنهم أن يبدأوا في التنازل عنها والتمرد عليها، ويتمكنوا من تحمل ألم التخلي عما يحبونه بشدّة. وعندما تستطيع القيام بذلك، وتتخلّى عن مصالحك الخاصة، ستشعر بمزيد من الراحة والسلام في قلبك، وبفعلك ذلك ستكون قد تغلبت على الجسد. إذا تشبثت بمصالحك ورفضت التخلي عنها، وإن كنت لا تقبل الحق بأي شكل من الأشكال، ربما تقول في قلبك: "ما الخطأ في محاولتي أن أنتفع ورفضي تحمل أي خسائر؟ لم يعاقبني الله، فماذا بإمكان الناس أن يفعلوا بي؟" لا أحد يستطيع أن يفعل بك أي شيء، لكن مع هذا الإيمان بالله، ستفشل في النهاية في ربح الحق والحياة. ستكون تلك خسارة كبرى لك؛ إذْ لن تتمكن من نيل الخلاص. هل هناك ندمٌ أعظم من هذا؟ هذا ما يأتي في النهاية من السعي وراء مصالحك الخاصة. إذا سعى الناس إلى الشهرة والربح والمكانة فحسب، وإذا سعوا وراء مصالحهم الخاصة فحسب، فعندها لن يربحوا الحق والحياة أبدًا، وفي النهاية سيكونون هم الخاسرون" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة شخصية المرء هي أساس تغييرها). ذكّرتني كلمات الله أنني لا أستطيع بلوغ الحقّ ونيل خلاص الله إلا بالتخلّي عن مصالحي وبممارسة كوني إنسانة صادقة. الحفاظ على ماء الوجه وكسب المكانة قد يرضيان الغرور مؤقّتًا، لكنّهما لا يمكن أن يؤدّيا إلى الخلاص. فكَّرت في إفصاحي بالحديث عن الحقّ في تلكما المناسبتين. رغم أن ذلك بدا محرجاً قليلاً في حينه، فمن خلال إرشاد القادة ومساعدتهم، أدركت أنني، إذ عملت لأجل ماء وجهي ومكانتي، قد سلكت المسار الخاطئ، ورأيت الانحرافات التي تنطوي عليها واجباتي ووجدت المبادئ والمسارات التي أحلّ بها تلك المشكلات. ما قيمة فقدان ماء الوجه قليلًا مقارنةً بذلك؟ لقد كان القادة يدركون ضعف قدراتي في العمل، وعليّ أن أواجه ذلك بشجاعة وأتعامل معه بشكل صحيح، وأن أعبِّر بصدق عن أي مشكلات أو صعوبات، وطلب الحق لإيجاد حلول لها لن أكون قادرةً على إحراز تقدّم إلا من خلال القيام بواجبي بهذه الطريقة. على العكس، إذا حاولت حماية نفسي بكوني مخادعة، فلن يقتصر الأمر على أنني سأعجز عن فهم مشكلاتي الخاصة بي، بل إنَّ ذلك سيؤثر أيضاً في فعالية واجباتي، وسأخلِّف ورائي تعديات. أما كانت تلك لتصبح حماقة منّي؟ بإدراكي لذلك، عزمت على ممارسة كوني إنسانة صادقة والسير في طريق الخلاص.
بعد ذلك، واصلتُ الطلب، وأدركتُ أنني – بشكل أساسي – دائمًا ما كنت أخشى أن يقوم القادة بالإشراف على عملي وتفحّصه، لأنني لم أفهم مغزى إشراف القادة على العمل. كان الشيطان قد أفسدني بشدّة، وكان من الممكن أتصرّف في واجباتي بناءً على شخصيتي الفاسدة في أي لحظة. لذلك، كنتُ بحاجة إلى أن يُشرف القادة والعاملون بشكل متكرّر على العمل وأن يستفسروا عنه باستمرار حتى إذا وُجدت مشكلات، أمكنهم أن يقدموا شركة على الفور ويساعدوا في تصحيحها. كان من شأن هذا أيضًا أن يساعدني على لا أرتكب أي شرور تُعطّل عمل الكنيسة وتربكه. كان ذلك حفظًا لي! إضافةً إلى ذلك، كنت أولي أهمية كبرى لماء وجهي ومكانتي، وغالبًا ما كنت أطلب نتائج فورية وأنتهك المبادئ في واجباتي، بينما أظنّ أن لدي إحساسًا قويًا بالعبء تجاه واجباتي. حتّى عندما كانت نتائج العمل سيئة، فشلت في مراجعة التأمل في نفسي ومعرفتها وتحديد أسباب حدوث هذا. بعد أن تفحّص القادة هذا، رغم أنّهم قاموا بكشفي وتهذيبي، فمن خلال إرشادهم وشركتهم، استطعت التعرّف على مشكلاتي، وأدركتُ أن قبول إشراف القادة كان أساسيًا. بعد ذلك، مارست بوعي كوني إنسانةً صادقةً، وسواء كنت أتفاعل مع القادة أو مع إخوتي وأخواتي، مارست التحدّث بصدق في بعض الأحيان، عندما كنت أواجه مشكلات في واجباتي ولا أعرف كيف أحلّها، رغم أنني كنت أرغب في أن أكون منفتحة، كنت ما أزال أخشى أن يحتقرني الآخرون، ولهذا كنت أتمرد على ذاتي بسرعة، ومن خلال الانفتاح وطلب الشركة، كنت – دون دراية مني – أجد طريقًا لحلّ المشكلات التي أواجهها. لقد أدركت أن كوني إنسانةً صادقة أمر مفيد جدًا لواجباتي ولدخولي إلى الحياة. من خلال هذا الاختبار، توصّلت إلى فهم أهمية أن أكون إنسانة صادقة، واكتسبت بعض المعرفة حول شخصيتي المخادعة. يمكنني أن أنسب هذه المكاسب إلى إرشاد كلمات الله. الحمد لله!