68. لا ينبغي أن أؤدي واجبي من أجل الشهرة والمكانة
ذات يوم في أكتوبر من عام 2023، رتبت لي القائدة أن أصمم صورة خلفية. عندما رأيت أن متطلبات الصورة كانت عالية، قلقت من ألا أتقنها وأتسبب في تعطيل العمل، لذا لم أجرؤ على التهاون أثناء تصميمها. راجعت المبادئ ذات الصلة بعناية، وكنت أصلي إلى الله كلما واجهت صعوبات. بعد أسبوع، اكتملت الخلفية. وبعد أن فحصتها القائدة، لم تعلِّق إلا على تفصيلتين صغيرين، وقالت إن الصورة جيدة جدًا. كنت سعيدة جدًا، وفكرتُ في أنني لم أتوقع أن أنتهي من تصميم بهذه الصعوبة بهذه السرعة، وفي أن القائدة سترى بلا شك أنني أمتلك مهارات فنية جيدة، وأنني مسؤولة وأتحمل عبئًا في واجبي، وأنني أستطيع إنجاز المهام الموكلة إليَّ على نحو واقعي. بعد ذلك، طلبت مني القائدة تصميم صورتي خلفية إضافيتين، وقد أنجزتهما أيضًا في الوقت المحدد. واتضح أنهما جيدتان هما أيضًا. بدأت أصبح معجبة بنفسي، وفكرت: "في الشهر الماضي، لم تكن نتائج واجبي جيدة جدًا، ولكن بعد أن عقدت القائدة شركة معي، تحسنت جودة صوري على الفور، وزادت كفاءتي، لذا ينبغي أن يكون لدى القائدة الآن انطباع أفضل عني". بعد فترة وجيزة، اختيرت أيضًا مقالة الشهادة الاختبارية وعظة الإنجيل اللتان كتبتهما. غمرتني السعادة، وفكرت: "يبدو أن الأمر لا يقتصر على أنني أحقق نتائج جيدة في تصميم الصور، بل لديَّ أيضًا بعض من واقع الحق. إذا علم الإخوة والأخوات الذين يعرفونني، فمن المؤكد أنهم سينظرون إليَّ نظرة مختلفة. وكذلك سيتحسن تقييم القائدة لي كثيرًا". مع أنه لم يبدُ أنني أتباهى بأي شكل واضح، كان في داخلي شعور مستمر بالتفوق، وشعرت أن قيمتي قد ارتفعت فجأة.
ذات مرة، قالت أخت كنت أتعاون معها: "في ظل ما لديك من قدرات على العمل، ينبغي ترقيتك، لكن العمل هنا يحتاج إليكِ أكثر، والواجب الذي تقومين به ليس شيئًا يمكن لأي شخص أن يحلَّ محلكِ فيه ببساطة". سُررت لسماع هذا، وشعرت وكأن هالة تحيط بي، وفكرت: "على الرغم من أنني لست قائدة، لا يزال لي قدرٌ في قلوب الإخوة والأخوات". وبينما كنت أستمتع بهذا الشعور بالتفوق، فكرت فجأة: "إذا لم تُختر صورتي التالية، فهل سيظل الإخوة والأخوات ينظرون إليَّ بإعجاب؟" شعرت بقلق لا يوصف، وفكرت أن نتائج واجبي يجب أن تتحسن دائمًا وألا تتراجع، لأنه إذا تراجعت، فستختفي هالتي. قلت لنفسي: "عليَّ أن أواصل العمل بجد، يجب أن تُختار صورة هذا الشهر، وعليَّ أن أستمر في كتابة شهادات اختبارية قيّمة. بهذه الطريقة، يمكنني الحفاظ على هالتي الحالية". بعد ذلك، وفي كل ما كنت أفعله، ظللت أفكر في كيفية إرضاء القائدة ونيل التقدير الكبير من الإخوة والأخوات. ذات مرة، راسلتني القائدة للاستفسار عن تقدم العمل وأداء الإخوة والأخوات لواجباتهم، وعندما أدركت أنني لست على دراية بعملهم، تركت واجبي على الفور لأتعرف على الوضع، حتى ترى القائدة أنني أتحمل عبئًا وأنني إنسانة مسؤولة. سألتني القائدة عن سبب عدم كتابتي أي عظات مؤخرًا، ففكرت: "يجدر بي أن أجد وقتًا لأكتب شيئًا، وبسرعة. إن لم أفعل، فهل ستظن القائدة أنه لم يعد لدي إحساس بالعبء مثلما كان لدي في السابق؟ ألن يفسد ذلك صورتي الحسنة في نظرها؟" خلال تلك الفترة، كنت أشعر دائمًا أن الوقت لا يكفيني، وكنت قلقة باستمرار من أنني إذا لم أنفذ طلبات القائدة في الوقت المحدد، فسيكون لديها انطباع سيء عني. كنت مشغولة يوميًا، وأصبحت عباداتي الروحية غير منتظمة، وأحيانًا، بعد يوم حافل، لم أكن ألاحظ حتى إظهارات الفساد الموجودة لدي، أو أعرف ما الدروس التي ينبغي أن أتعلمها. وفي أثناء تصميم الصور، كنت قلقة بشأن ما سأفعله إذا لم تكن الصورة الحالية بجودة سابقاتها. أحيانًا، ومن أجل تحقيق نتائج أفضل، كنت أجد نفسي في غاية الارتباك، وأظل أتأمل طويلًا دون أن أتمكن من اتخاذ قرار. بمرور الوقت، أصبح تفكيري أقل وضوحًا عند تصميم الصور، وكنت أشعر بالحيرة، وأتساءل عن السبب في أنَّ القيام بواجبي صار صعبًا للغاية. لماذا لم يعد ذهني متوقدًا كما كان من قبل؟
وبعد أحد الاجتماعات، تحدثت مع إحدى الأخوات عن حالتي. بفضل تذكير الأخت، تأملتُ وأدركت أنني خلال هذه الفترة، كنت خائفة دائمًا من أن تتراجع فعالية واجبي، قلقةً من أن صورتي الحسنة في قلوب الإخوة والأخوات ستتلاشى، لذا ظللت أحاول الحفاظ على هالتي. تذكرت أن الله قد كشف مثل هذه الحالات، فبحثت عن كلمات الله لأقرأها. يقول الله: "إن العديد من الناس الذين يحققون بعض النجاح في مجال معين في العالم الدنيوي ويصبحون مشهورين تُعمي رؤوسهم الشهرة والثروة، ويبدؤون بالاعتداد بأنفسهم. والواقع أن الإعجاب والثناء والتأييد والتقدير الذي يبديه الآخرون ليس سوى شرف مؤقت؛ فهو لا يمثل الحياة، ولا يعني مطلقًا أن المرء يسير في المسار الصحيح، وهو ليس سوى شرف وأمجاد مؤقتة. ماهي هذه الأمجاد؟ هل هي حقيقية أم فارغة؟ (فارغة). إنها شبيهة بالشهب التي تومض ثم تختفي. بعد أن يحصل أناس على مثل هذه الأمجاد والتكريم والتصفيق والأكاليل والثناء، لا يزال عليهم العودة إلى الحياة الواقعية والعيش كما ينبغي أن يعيشوا. يعجز بعض الناس عن رؤية هذا ويتمنون لو تبقى معهم هذه الأمور إلى الأبد، وهذا غير واقعي. يتمنى الناس أن يعيشوا في هذا النوع من البيئات والأجواء بسبب الشعور الذي تمنحهم إياه، ويريدون الاستمتاع بهذا الشعور إلى الأبد. وإن عجزوا عن الاستمتاع به فإنهم يبدؤون بسلوك المسار الخطأ. يستخدم بعضهم طرقًا مختلفة؛ مثل شرب المسكرات وتعاطي المخدرات لتخدير أنفسهم: هذه هي الطريقة التي يتعامل فيها الناس الذين يعيشون في عالم الشيطان مع الشهرة والثروة. فبمجرد أن ينال المرء الشهرة ويحظى ببعض المجد، يغدو عرضة لفقدان اتجاهه، ولا يعرف كيف ينبغي أن يتصرف، ولا ما يجب أن يفعل. يشمخ برأسه إلى عنان السماء ولا يمكنه التنازل؛ وهذا أمر خطير. هل حدث مرة أن كنتم في مثل هذه الحالة أو ظهر منكم مثل هذا التصرف؟ (أجل). ما الذي يسبب هذا؟ ذلك لأن الناس يمتلكون شخصيات فاسدة: إنهم شديدو الغرور والعجرفة، ولا يستطيعون مقاومة الغواية أو الثناء، ولا يسعون وراء الحق أو يفهمونه؛ إذ يعتقدون أنهم متميزون، وذلك ببساطة بسبب إنجاز صغير أو مجد حازوا عليه، ويعتقدون أنهم قد أصبحوا شخصية عظيمة أو بطلًا خارقًا. يظنون أن عدم إعلاء شأنهم مقابل كل هذه الشهرة والثروة والمجد يعدّ جريمة، فالأشخاص الذين لا يفهمون الحق يكونون عرضة للاعتداد بأنفسهم في أي زمان أو مكان، وعندما يبدؤون بالاعتداد بأنفسهم، فهل يَسْهُل عليهم التنازل من جديد؟ (كلا). إن الأشخاص ذوي العقل الضعيف لا يعتدّون بأنفسهم بدون مبرر. فهم عندما لا يحققون أي إنجاز، ولا يكون لديهم ما يقدمونه، ولا يلقون اهتمامًا من أي شخص في المجموعة، لا يمكنهم الاعتداد بأنفسهم حتى إن أرادوا ذلك. قد يكونون مغرورين ونرجسيين قليلًا، أو قد يشعرون بأنهم موهوبون نوعًا ما، وأنهم أفضل من الآخرين، غير أنهم ليس لديهم قابلية للاعتداد بأنفسهم. في ظل أي ظروف يعتدّ الناس بأنفسهم؟ ذلك عندما يمتدحهم الآخرون على إنجاز ما؛ فهم يظنون أنهم أفضل من غيرهم، وأن الأشخاص الآخرين عاديون وغير مرموقين، وأنهم هم وحدهم من يتمتعون بالمكانة، وأنهم لا ينتمون إلى الطبقة نفسها أو المستوى نفسه الذي ينتمي إليه الآخرون، وأنهم أرقى منهم. هذه هي الكيفية التي يرفعون بها من أنفسهم" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن توجّه السلوك الذاتي للمرء). بعد قراءة هذه الفقرة من كلمات الله، شعرت باقتناع عميق بأنها كانت تصف حالتي. يقول الله إن الناس عندما يحققون بعض النجاح أو يكتسبون بعض الشهرة، يبدأون في الاستمتاع بالشرف والهالة، بل إنهم يرغبون في التمسك بهما والتلذذ دائمًا بشعور أن ينظر إليهم الآخرون بإعجاب. هكذا ينظر الناس، بعد أن أفسدهم الشيطان، إلى الشهرة والمكانة. جعلني هذا أفكر في العديد من المشاهير في عالم غير المؤمنين، الذين بعد أن يصبحوا مشهورين، يفعلون كل ما في وسعهم لصقل صورتهم وتنميقها، كل ذلك لكسب المزيد من إعجاب الآخرين وثنائهم. ألم يكن هذا بالضبط ما كنت عليه؟ منذ أن اختيرت الصور التي صممتها والمقالات التي كتبتها، وأثنت عليَّ القائدة والإخوة والأخوات من حولي، بدأت أشعر بالزهو، وبأن قيمتي قد ازدادت فجأة، كما لو أنني أصبحت من المشاهير، متميزةً عن الآخرين، وبدأت أستمتع بهذا المديح والإعجاب من الإخوة والأخوات. أنا حتى كنت قلقة من أنني إذا لم أواصل القيام بواجبي بإتقان، فإن صورتي الحسنة في نظر الإخوة والأخوات ستتلاشى. وللحفاظ على هذا الشرف وهذه الهالة، كنت أفكر باستمرار في كيفية كسب ثناء القائدة في واجباتي. لقد كنت أسعى بصورة كلية إلى الشهرة والمكانة وأسلك طريق مقاومة الله. لم يكن من المستغرب أنني لم أتمكن من نيل إرشاد الله، وأن ذهني لم يكن صافيًا، فقد تبين أنني كنت على الطريق الخطأ. لقد انجرف قلبي بعيدًا عن الله منذ زمن بعيد، مما جعل الله يمقتني ويحجب وجهه عني.
بعد ذلك، واصلت التأمل في مشكلاتي. قرأت بعض كلمات الله: "يستخدم الشيطان الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. "يستخدم الشيطان طريقةً لطيفةً جدًّا، وهي طريقةٌ تتماشى إلى حد كبير مع مفاهيم الناس، وليست عدائية جدًا، لكي يجعل الناس يقبلون – دون وعي منهم – وسائله وقواعده للبقاء، ولكي يشكلوا أهداف الحياة واتجاهاتها، ولتصبح لديهم تطلعات في الحياة. مهما بدت أوصاف الناس لتطلعاتهم الحياتية منمقة، فهذه التطلعات تدور دائمًا حول الشهرة والربح. كل شيء يطارده أيّ شخصٍ عظيم أو مشهور في حياته – أو في الواقع أي شخص – يتعلَّق بكلمتين فقط: "الشهرة" و"الربح". يعتقد الناس أنه بمُجرَّد حصولهم على الشهرة والربح، يصبح لديهم رأس مال للتمتع بالمكانة العالية والثروة الكبيرة والاستمتاع بالحياة. يعتقدون أنهم فور أن يحصلوا على الشهرة والربح، يكون لديهم رأس مال للبحث عن اللذة والانخراط في المتعة الجسدية الطائشة. يسلِّم الناس عن طيب خاطرٍ ودون درايةٍ، أجسادهم وقلوبهم، وحتى كلّ ما لديهم بما في ذلك آفاقهم وأقدارهم إلى الشيطان لتحقيق الشهرة والربح اللذين يرغبون فيهما. يفعلون هذا فعلًا دون تحفظ، ودون شكٍ للحظةٍ واحدة، ودون أن يعرفوا على الإطلاق أن يستعيدوا كلّ ما كان لديهم من قبل. هل يمكن للناس أن يحتفظوا بأي سيطرة على أنفسهم بعد أن سلَّموها إلى الشيطان وأصبحوا مخلصين له بهذه الطريقة؟ لا بالتأكيد. فالشيطان يتحكَّم بهم تمامًا وبمعنى الكلمة. كما أنهم قد غرقوا تمامًا وبمعنى الكلمة في مستنقعٍ، وهم عاجزون عن تحرير أنفسهم. بمُجرَّد أن يتورَّط شخصٌ ما في الشهرة والربح، فإنه لا يعود يبحث عمّا هو مُشرِقٌ أو ما هو عادل أو تلك الأشياء الجميلة والصالحة. يعود السبب في هذا إلى أن إغراء الشهرة والربح للناس هائلٌ للغاية؛ هذه أشياء يمكن للناس السعي إليها لا نهاية طيلة حياتهم وحتَّى إلى الأبد. أليس هذا هو الوضع الفعلي؟" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. بالتأمل في كلمات الله، بدأت أخيرًا أميز الطرق التي يستخدمها الشيطان لإفساد الناس بالشهرة والربح. يستخدم الشيطان أساليب تتوافق مع مفاهيم الإنسان ليغوي الناس ويفسدهم، مما يدفعهم إلى تبني وجهات نظر خاطئة عن الحياة والسير تدريجيًا في طريق الخبث. إن أفكارًا مثل "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها"، و"الإنسان يُكافح للصعود؛ والماء يتدفَّق للنزول"، و"الإنسان يترك اسمه وراءه أينما كان مثلما تصيح الإوزة أينما حلقت"، هي أفكار يغرسها الشيطان في الناس، مما يجعلهم يسعون ليصبحوا أناسًا متفوقين، وموضع تقدير وإعجاب من الآخرين. بالنسبة إلى البشر، يبدو هذا متوافقًا مع مفاهيمهم، لأنه بالهيبة والمكانة، يمكن للمرء أن يكسب إعجاب الآخرين واحترامهم، وأن يحظى بالدعم والاستحسان أينما ذهب، وهي أمور تشبع غرور المرء بشكل كبير. ولتحقيق هذا الهدف، يعمل الناس بجد ويكافحون، ويتنافسون على الشهرة والربح، ويخادعون ويدبرون المكائد، ويقاتلون بكل ما أوتوا من قوة. يستخدم الشيطان الشهرة والربح لإفساد الناس، ويستدرجهم إلى هاوية الخطيئة خطوة بخطوة. تأملت في سلوكي. منذ أن أظهر عملي بعض النتائج مؤخرًا وتلقيت الثناء من القائدة والإخوة والأخوات، ظننت أنني أتحمل عبئًا ولديَّ وقائع الحق، وبدأت أستمتع بتقدير الآخرين ومديحهم، آملةً أن يدوم هذا الشرف وهذه الهالة إلى الأبد. وفي الوقت نفسه، كنت أخشى أنه إذا تراجعت فعالية واجبي يومًا ما، فسيختفي هذا الشرف وهذه الهالة، لذا بدأت أقوم بواجباتي ليراني الناس. لم يعد في قلبي مكان لله منذ زمن بعيد، ولم أكن أفكر إلا في كيفية جعل الآخرين ينظرون إليَّ بإعجاب. سواء في تعلم التقنيات أو تصميم الصور، كان كل ما فعلته من أجل أن أظهر للإخوة والأخوات أنني مسؤولة وأتحمل عبئًا في واجباتي، وبالتالي أحافظ على مكانتي في قلوبهم. قرأت بعض كلمات الله: "إن كنت لا تزال تركز في قلبك على الجاه والمكانة، وتنشغل بالتباهي وكسب إعجاب الآخرين، فأنت إذًا امرؤٌ لا يسعى إلى الحق، بل إنك تسلك الطريق الخطأ. ما تسعى إليه ليس هو الحق، ولا هو الحياة، بل هو الأمور التي تهواها، إنه الشهرة والربح والمكانة؛ وفي هذه الحالة، لا يمتّ أي شيء تفعله إلى الحق، بل يُعتبر كله فعلًا شريرًا وعملًا. إذا كنت تحب الحق في قلبك، وتسعى دائمًا من أجله، وإذا كنت تسعى إلى تغيير شخصيتك، وكنت قادرًا على تحقيق خضوع حقيقي لله، ويمكنك أن تتقي الله وتحيد عن الشر، وإذا كنت منضبطًا في كل ما تفعله، وقادرًا على قبول تمحيص الله، فستستمر حالتك في التحسن، وستكون شخصًا يعيش أمام الله" (الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يدل السلوك الحسن على تغير الشخصية). إن السعي وراء الشهرة والمكانة لنيل إعجاب الآخرين هو طريق الشيطان. أما السعي إلى الحق، والعيش أمام الله، وتتميم واجب الكائن المخلوق، فهو السبيل لعيش حياة ذات قيمة ومعنى. تأملت في المرة الأولى التي صممت فيها صور الخلفية الصعبة تلك؛ لقد ركزت على القيام بواجبي بشكل جيد وصليت إلى الله عندما واجهت صعوبات، وشعرت أن قلبي كان قريبًا جدًا من الله. ولكن منذ أن بدأت أعمل من أجل الشهرة والمكانة، انجرف قلبي بعيدًا عن الله أكثر فأكثر، وطوال اليوم، لم تكن أفكاري تدور حول كيفية القيام بواجبي بشكل جيد لإرضاء الله، بل حول كيفية جعل الآخرين يعجبون بي وكيفية الحفاظ على مكانتي من التراجع. ونتيجة لذلك، ازداد تشوش أفكاري، ولم يقتصر الأمر على أنني فشلت في القيام بواجبي بإتقان، بل تضررت حياتي أيضًا. إن الشهرة والربح هما أداتان يستخدمهما الشيطان لإيذاء الناس وإبعادهم عن الله، ولن يقوداني إلا إلى طريق مقاومة الله.
لاحقًا، واصلت الطلب، وقرأت كلمات الله هذه: "لماذا تُقدِّر المكانة إلى هذه الدرجة؟ ما الفوائد التي يمكنك جنيها من المكانة؟ إن جلبت عليك المكانة كارثة وصعوبات وإحراجًا وألمًا، فهل ستظلّ تُقدِّرها؟ (كلا). توجد فوائد كثيرة للغاية تأتي من امتلاك المكانة؛ أشياء مثل غيرة الآخرين، واحترامهم، وتقديرهم، وإطرائهم، بالإضافة إلى إعجابهم وتبجيلهم. ويوجد أيضًا الشعور بالتفوُّق والامتياز الذي تجلبه لك مكانتك، وهو ما يمنحك الفخر وإحساسًا بقيمة الذات. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا التمتُّع بأشياء لا يتمتَّع بها الآخرون؛ مثل منافع المكانة والمعاملة الخاصَّة. هذه هي الأشياء التي لا تجرؤ حتَّى على التفكير فيها؛ وهي ما كنت تتوق إليه في أحلامك. هل تُقدر هذه الأشياء؟ إذا كانت المكانة جوفاء وبلا معنى حقيقيّ، وكان الدفاع عنها بلا هدف حقيقيّ، أليس من الحماقة أن تقدرها؟ إذا كان بإمكانك التخلِّي عن أشياء مثل اهتمامات الجسد ومتعه، فلن تعود الشهرة والربح والمكانة تقيدك. إذن، ما الذي ينبغي معالجته أولًا من أجل حلّ المشكلات المرتبطة بتقدير المكانة والسعي إليها؟ أوَّلًا، انظر إلى طبيعة مشكلة فعل الشرّ والانخراط في الخداع والكتمان والتستُّر، بالإضافة إلى رفض إشراف بيت الله واستفساراته وتحقيقه، من أجل الاستمتاع بمنافع المكانة. أليست هذه مقاومة صارخة ومعارضة لله؟ إذا تمكَّنت من رؤية طبيعة وعواقب اشتهاء منافع المكانة، فسوف تُحلّ مشكلة السعي وراء المكانة" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحق ولا لله (الجزء الثاني)]. بالتأمل في كلمات الله، فهمت سبب سعيي إلى الشهرة والمكانة. كان السبب الحقيقي وراء قيامي بذلك هو التمتع بمنافع المكانة، ولأنني اعتقدت أنني سأحظى باحترام الآخرين وتقديرهم من خلال الشهرة والربح، وأن الإخوة والأخوات سيعاملونني باهتمام أينما ذهبت. منذ أن وقع الاختيار على صوري ومقالاتي تباعًا، ورأيت الإعجاب والحسد في عيون الإخوة والأخوات، شعرت أنني مسرورة للغاية بهذا الشعور، وخشيت أنه إذا تراجعت فعاليتي، فلن أعود أستمتع بهذه الأمور. بصفتي كائنًا مخلوقًا، فإن قدرتي على القيام بواجبي في بيت الله هي نعمة من الله، لكنني أردت استخدام ذلك للتمتع بمنافع المكانة. كم كانت هذه وقاحة مني حقًا! أدركت أن فعالية عملي في تصميم الصور كانت بفضل استنارة الله، وأن هذه المهارة كانت موهبة من الله، وأن هذه النتائج كانت بفضل إرشاد مبادئ بيت الله ومساعدة الإخوة والأخوات، ورأيت أن كل هذه الأمور لا تنفصل عن إرشاد الله. لم يكن لدي ما أتباهى به أو ما يستحق الإعجاب. لمجرد أنني حققت بعض الفعالية في واجبي لا يعني أن قيمتي قد ازدادت، ولا يعني أنني خالية من الفساد أو النقائص. كنت لا أزال كما أنا، مجرد إنسانة عادية لديها العديد من أوجه القصور، وكان عليّ أن أنظر إلى هذا على نحو صحيح. إذا كانت في واجبي مشكلات، فيجب أن أتأمل في نفسي، وألخص الانحرافات، وأتعلم منها. لا ينبغي أن أخشى كشف نقائصي أو أتهرب منها، وبالتأكيد لا ينبغي أن أستخدم أساليب بشرية للتستر عليها. ما يجب أن أفعله هو أن أسلك بحسب وضعي، وأن أبذل قصارى جهدي في تتميم مسؤولياتي في واجباتي. بعد فهم هذه الأمور، اجتاحني شعور بالراحة والتحرر، ولم أعد أقلق بشأن نظرة الإخوة والأخوات إليّ. ثم صليت إلى الله: "يا الله، أشكرك لأنك كشفتني من خلال هذه البيئة، وإلا لما كنت قد أدركت مشكلاتي. أنا الآن على استعداد للتوبة، والتوقف عن التركيز على نظرة الآخرين إليّ، والعيش أمامك، والقيام بواجبي بشكل جيد. إذا سعيت إلى الشهرة والمكانة مرة أخرى، فليحل عليّ تأديبك، حتى أعود إلى صوابي في الوقت المناسب".
في أوائل يناير من عام 2024، رتبت لي القائدة تنقيح صورة. كانت صورة غير مكتملة من إعداد إخوة وأخوات آخرين لأراجعها، وشعرت ببعض التوتر، وفكرت: "بما أن القائدة تثق بي في هذا الترتيب، فيجب أن أبذل قصارى جهدي وألا أخيب أملها". كنت آمل أن أنجزها على نحو صحيح من المرة الأولى، لأُظهر للقائدة أنني ما زلت أمتلك بعض القدرة. في هذه اللحظة، أدركت أن حالتي كانت خاطئة، وأنني ما زلت أسعى إلى الشهرة والمكانة، فصليت إلى الله لأتمرد على نيتي الخاطئة، طالبةً من الله أن يحمي قلبي ويساعدني على تتميم مسؤولياتي. تذكرت فقرة من كلمات الله: "الله يراقب فقط ما إذا كنت تتصرف بطريقة تليق بمقامك، وما إذا كنت شخصًا يقوم بواجبات الكائن المخلوق جيدًا. يراقب ما إذا كنت، في أداء واجبك، تبذل كل ما في قلبك وقوتك في ظل الظروف الفطرية التي أعطاك إياها الله، وما إذا كنت تتصرف وفقًا للمبادئ وتحقق النتائج التي يرغبها الله. إذا كنت تستطيع إنجاز كل هذه الأشياء، فإن الله يعطيك علامات كاملة. لنفترض أنك لا تقوم بالأشياء وفقًا لمتطلبات الله، وحتى إذا حاولت جاهدًا وبذلت جهدًا، فإن كل ما تفعله هو مجرد التباهي والتفاخر، ولا تتصرف وفقًا لمبادئ الحق ولا تبذل كل ما في قلبك وقوتك لإرضاء الله في أداء واجبك. في هذه الحالة، فإن مظاهرك وسلوكك مبغوضان عند الله. لماذا يبغضهما الله؟ يقول الله إنك لا تركز على المهام الصحيحة، ولم تبذل كل ما في قلبك، وقوتك، وعقلك في أداء واجبك، ولا تسير على الطريق الصحيح" [الكلمة، ج. 7. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. بعد قراءة كلمات الله، فهمت أنه يجب أن أبذل قصارى جهدي وفقًا للمبادئ التي أفهمها. إذا بذلت قصارى جهدي وما زالت توجد انحرافات، فإن إشارة القائدة إلى نقائصي هي طريقتها في تكميلي، ويجب أن أعدلها. باستحضار هذه الأمور، لم أعد أشعر بالتوتر، وفكرت بعناية في كيفية تحقيق أفضل تأثير للصورة، وصليت إلى الله وبحثت عن المعلومات كلما طرأ شيء لا أفهمه، وبعد فترة وجيزة، اكتملت الصورة. بعد بضعة أيام، علمت أن الصورة قد اختيرت، وشكرت الله من صميم قلبي. هذا التغيير الذي طرأ عليَّ كان نتيجة لإرشاد كلمات الله.