13. لم أعد أُعلي من شأني وأتباهى بذاتي

في عام 2021، أصبحت مشرفةً على عمل الإنجيل. وبما أنه كانت لديَّ بعض الخبرة في التبشير بالإنجيل من قبل، وحققت بعض النتائج فيه، ظننت أنني سأكون مناسبةً تمامًا لهذا الواجب. رأيت بعض الإخوة والأخوات قد بدأوا للتوّ في التدريب على التبشير بالإنجيل، فبدأت أرشدهم وأساعدهم. ولدهشتي، بعد أن عقدت شركة حول بعض الحقائق المرتبطة ببعض المفاهيم الدينية، بدأ الإخوة والأخوات يمتدحونني، قائلين إنني أتكلم بأسلوب واضح ومفهوم. فكرت في نفسي: "لم أُفصح إلا عن القليل، ومع ذلك تشعرون أنكم ربحتم الكثير. ولو واصلت مشاركة المزيد معكم، فستنبهرون بي أكثر". لاحقًا، طلبت مني القائدة أيضًا أن أتحدث عن اختباراتي في كيفية التبشير بالإنجيل، بل وقدمَت حتى العظات التي كتبتها عن التبشير بالإنجيل إلى الإخوة والأخوات ليستفيدوا منها. وهذا جعلني أشعر بأنني متميزة أكثر، وبدون أن أدرك، بدأ غروري يتضخم، وبدأت أظن أنني بالفعل أفضل من باقي الإخوة والأخوات. وأحيانًا، لكي أُظهر للإخوة والأخوات أنني أعرف أكثر، كنت أتعمد طرح أسئلة صعبة، وعندما لا يتمكنون من الإجابة، أتابع الشركة معهم، وبهذه الطريقة، ازداد إعجابهم بي أكثر فأكثر.

ذات مرة، أثناء أحد الاجتماعات، قالت الأخت "تشانغ جيه": "بعض الأشخاص من طوائف معينة لديهم مفاهيم كثيرة، ولا أعرف كيف أعقد شركة حولها". وقال أخ آخر: "بعض المتدينين يصدقون الشائعات التي لا أساس لها بشكل أعمى، ومع أننا نستطيع دحض بعضها، إلا أننا لا نزال غير قادرين على عقد شركة عنها بوضوح". وعندما رأيت الإخوة والأخوات يواجهون صعوبة، فكرت في نفسي: "أنتم لا تفهمون شيئًا حقًا. إذا كانت هناك مفاهيم، فما عليكم إلا أن تعقدوا شركة بشأنها، وإذا وُجدت شائعات لا أساس لها، فما عليكم إلا دحضها. ما الصعوبة في ذلك؟ يبدو أنني بحاجة إلى أن أعقد شركة حول اختباراتي في التبشير بالإنجيل لأُريكم كيف تُدار الأمور". فقلت لهم: "مواجهة الصعوبات أثناء التبشير بالإنجيل هي ما يدرّبنا حقًا. فهي لا تُجبرنا فحسب على تجهيز أنفسنا بالحق، بل وتساعدنا أيضًا على تعلّم استخدام الحق لعلاج المفاهيم الدينية المختلفة. وفوق ذلك، يتطلب التبشير بالإنجيل أن تكون لدينا الإرادة لتحمل المعاناة؛ فكيف سننال بركات الله إن لم نعانِ؟ تمامًا كما حدث في مرة كنت أبشر فيها بالإنجيل، فقد عرفت مسبقًا ما المفاهيم التي كانت لدى المستهدفين بالإنجيل، ثم طلبت كلمات الله ذات الصلة وتأملت فيها، ومن خلال المعاناة الفعلية ودفع الثمن، تمكنا في غضون شهر واحد فقط من تغيير قناعات مئات الأشخاص. لقد رأيت حقًا أن هذه كانت بركة من الله، وشعرت بسعادة كبيرة. لقد كنا نعقد اجتماعات وشركات مع المستهدفين بالإنجيل حتى في يوم رأس السنة الجديدة. لاحقًا، عندما بدأ قادة بعض الطوائف في إثارة الاضطرابات في كل مكان، عقدنا شركة حول الحق، وسقينا المستهدفين بالإنجيل وساندناهم. وعندما واجهنا أولئك القادة الطائفيين، لم نخفْ، بل جادلناهم، حتى أنهم في النهاية غادروا يجرون أذيال الخيبة، وازداد يقين المستهدفين بالإنجيل بعمل الله في الأيام الأخيرة". رأيت أن الإخوة والأخوات كانوا ينصتون بانتباه، وعيونهم متسعة، حتى إن بعضهم مدحني، قائلين: "أن تغيري قناعات هذا العدد من الناس في شهر واحد، هذا مذهل!" ولكي أجعل الإخوة والأخوات يضعونني في مقام أعلى وينظرون إليَّ على أنني متميزة حقًّا، بدأت أتباهى مجددًا، وقلت: "حتى أنني تمكنت في إحدى المرات من تغيير قناعة سكرتير عمدة. في البداية، فكرت: مكانته عالية، هل سيستمع إليّ أصلًا؟ لكن عندما بشّرتُه، اكتشفت أنه رغم مكانته العالية، فإنه كان يفتقر إلى الحق، وأُعجب بكل ما قلته له. وفيما بعد، قَبِل هو وعشرات من أعضاء كنيسته الإنجيل!" كان الإخوة والأخوات ينظرون إليّ والاستحسان ظاهر في أعينهم، وقال بعضهم: "أنتِ حقًا رائعة! حتى أنكِ تمكنتِ من تغيير قناعة سكرتير عمدة! نحن لا يمكننا فعل هذا على الإطلاق؛ نحن متأخرون كثيرًا عنكِ!" وقال بعضهم أيضًا: "متى سنتمكن من التبشير بالإنجيل كما تفعلين أنتِ؟" وبعد فترة، لاحظت أن بعض الإخوة والأخوات لم يعودوا يخافون من التبشير بالإنجيل، بل صار لديهم حتى الجرأة على التبشير لمستهدفين بالإنجيل من طوائف مختلفة. شعرت بسعادة كبيرة، وكان لديّ شعور عظيم بالإنجاز.

ومنذ ذلك الحين، متى ما واجه الإخوة والأخوات مشكلات أو صعوبات في التبشير بالإنجيل، كانوا يأتون إليَّ، وكنت أجيبهم واحدًا تلو الآخر. ومع مرور الوقت، أصبح الإخوة والأخوات يعتمدون عليّ اعتمادًا كبيرًا. أتذكر مرة أن الإخوة والأخوات واجهوا واعظًا من إحدى الطوائف، لكن بسبب خوفهم من عدم قدرتهم على علاج مفاهيمه الكثيرة، فقدوا شجاعتهم. بل إن بعضهم قادوا السيارة فحسب ليبحثوا عني ويطلبوا مني أن أذهب معهم. فكرت في نفسي: "لقد قدِموا كل هذه المسافة خصيصًا للبحث عني، يبدو أن مكانتي في قلوبهم عظيمة حقًا. هل هذا أمر جيد أم سيئ؟" شعرت ببعض الانزعاج، وفكرت: "هل يُعقل أنهم يعبدونني وينظرون إليّ بإعجاب؟ إن استمر الأمر على هذا النحو، ألن أكون قد جلبت الإخوة والأخوات إليّ أنا؟ إذا كان الأمر كذلك حقًّا، فعندئذٍ سيُسيء ذلك إلى شخصية الله!" لكن حينها فكرت: "إذا لم أقد الإخوة والأخوات خلال التبشير بالإنجيل، فلن يتمكنوا من القيام به بأنفسهم، أفليس في القيام بذلك منفعة لعمل الإنجيل؟" عندما فكرت بهذه الطريقة، سرعان ما تلاشى الانزعاج الذي كان يساور قلبي. فذهبت مع الإخوة والأخوات لأبشّر بالإنجيل إلى هذا الواعظ. لكن لم نكن نتوقع أنه بعد يوم كامل من القيادة والحركة، لم نعثر على هذا الواعظ على الإطلاق. كنا قد سخّرنا هذا الكم من الجهد والموارد، ولم نجنِ أي نتيجة تُذكَر. وخلال تلك الفترة، لم يُحرز عمل الإنجيل أي نتائج واضحة، وشعرت بمشاعر سلبية للغاية، وكنت قلقة بشأن ما قد يظنه الإخوة والأخوات بي إن استمر الحال على هذا النحو. هل سيقولون إنني كنت مجرد مشرفة بالاسم، دون أي جوهر؟ لكنني لم أكن أعلم ما أصل المشكلة، وأردت أن أجد شخصًا أتحدث معه، لكن حينها فكرت: "أنا مشرفة؛ فكيف ستكون صورتي أمام الإخوة والأخوات إن عقدت شركة معهم عن حالتي؟ ألن يقولوا إنني بلا قامة؟ وإذا أصبحت أنا نفسي سلبية، فكيف سأتابع عملهم؟ لا بأس، من الأفضل ألا أقول شيئًا، سأكتفي بالصلاة إلى الله وأحل المشكلة بنفسي". لذا كبتُّ الكآبة في قلبي، وتظاهرتُ بالشجاعة أمام الإخوة والأخوات، واستمررت في التفاخر بالكلام أمامهم.

وفي أحد الأيام، قالت أخت إنها قابلت مستهدفًا بالإنجيل، وطلبت مني أن أذهب وأبشّره بالإنجيل. وقالت أخت أخرى إن المستهدف بالإنجيل الذي تعرفه مستعد للتحقيق في عمل الله في الأيام الأخيرة، وسألتني متى يمكنني الذهاب للتبشير له. كنت سعيدة جدًا عندما سمعت هذا، وفكرت: إن استطعت أن أُغيّر قناعات جميع هؤلاء المستهدفين بالإنجيل، فسوف يُحرز عمل الإنجيل بعض التقدّم. لكن حين كنت على وشك الانطلاق بقوة، اعتقلت الشرطة فجأة الأخت التي كانت تستضيفني، وكدت أن أقع في قبضتهم أنا أيضًا. في ذلك الوقت، لم يكن لدي خيار سوى أن أحتجب في المنزل ولا أخرج للتبشير بالإنجيل. وفي الليل، كنت أتقلّب على السرير دون أن أستطيع النوم، وقلت في ذهني: "لقد حدث هذا الوضع بسماح من الله؛ فهل أسأت إلى شخصية الله بطريقة ما؟ الآن وقد أصبح جميع الإخوة والأخوات يحترمونني ويعجبون بي، هل جلبتُهم بالفعل إليّ أنا؟" لكن قبل أن يتسنى لي الوقت للتأمل، نُقلت إلى واجب نصي. واستمر الأمر إلى أن قرأت في أحد الأيام وثيقتين عن طرد أضداد المسيح، ورأيت أن الكثير من تصرفاتهم كانت مشابهة جدًا لتصرفاتي، حتى أدركت مدى خطورة المشكلة. فسارعت إلى الوقوف أمام الله في الصلاة، "يا الله، إنَّ طرد هؤلاء الأضداد للمسيح هو تحذير لي، ويجب أن أتأمل في ذاتي بشكل صحيح. أرجوك أن تنيرني وترشدني، حتى أتمكن من معرفة ذاتي حقًا، وأُصلِح الأمور في الوقت المناسب". وبعد أن صليت، بحثتُ عن كلمات الله التي تكشف كيف يُعلي الناس من شأن أنفسهم ويشهدون لها.

يقول الله القدير: "كيف يَرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها عادةً؟ كيف يحققون هدف جعل الناس ينظرون إليهم بإكبار ويعبدونهم؟ يشهدون على مقدار ما فعلوا من عمل، وما كابدوا من معاناة، وما بذلوا من أنفسهم، وما دفعوا من ثمن. إنهم يَرفعون أنفسهم عن طريق التحدث عن رأسمالهم، الذي يمنحهم مكانة أسمى، وأقوى، وأكثر رسوخًا في عقول الناس، حتى يحترمهم عددٌ أكبر من الناس، ويكبرونهم، ويعجبون بهم، بل وحتى يعبدونهم ويتطلعون إليهم، ويتبعونهم. ولكي يحقق الناس هذا الهدف، يفعلون أشياء عدَّة للشهادة لله في الظاهر، لكنهم في الأساس يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها. هل التصرُّف على هذا النحو عاقل؟ إنهم خارج حدود العقلانية، ولا يخجلون: أي أنهم يشهدون دون حياء لما قاموا به من أجل الله، وكم قاسوا في سبيله. إنهم حتى يتباهون بمواهبهم، وملكاتهم، وخبراتهم، ومهاراتهم الخاصة، وأساليبهم الذكية في التعاملات الدنيوية، والوسائل التي يستخدمونها كي يتلاعبوا بالناس، وغير ذلك. إن طريقتهم في رفع أنفسهم والشهادة لها هي التباهي بذواتهم والتقليل من شأن الآخرين. كذلك فإنهم يتقنَّعون ويتظاهرون، فيخفون مواطن ضعفهم، وعيوبهم ونقائصهم عن الناس، بحيث لا يرون سوى ذكائهم. بل إنهم لا يجرؤون على أن يخبروا الناس الآخرين عندما يحدوهم شعور سلبي؛ فهم يفتقرون إلى الشجاعة للمصارحة والشركة معهم، وعندما يرتكبون خطأ، تجدهم يبذلون قصارى جهدهم لإخفائه والتستر عليه. كذلك لا يذكرون مطلقًا الضرر الذي ألحقوه بعمل الكنيسة في معرض قيامهم بواجبهم. لكن عندما يقدمون مساهمة ضئيلة أو يحققون بعض النجاح الضئيل، يسارعون إلى التباهي به، ولا يسعهم الانتظار كي يعرّفوا العالم كله كَمْ أنهم قادرون، وكم هي عظيمة مقدرتهم، وكَمْ هم متميزون، وكَمْ هم أفضل من الناس العاديين. أليست هذه وسيلة لرفع أنفسهم والشهادة لها؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها). "وهناك طريقة أخرى يستخدمها ضد المسيح لتضليل الناس والتحكم فيهم وهي التباهي بنفسه باستمرار وجعل الجميع يتعرفون عليه، وجعل المزيد من الناس يعرفون عن إسهاماته في بيت الله. على سبيل المثال، قد يقول: "لقد توصلت سابقًا إلى بعض الأساليب لنشر الإنجيل، وقد أدى ذلك إلى تحسين فعالية نشر الإنجيل. في الوقت الحاضر، تتبنى بعض الكنائس الأخرى أيضًا هذه الأساليب". في الواقع، تراكم لدى الكنائس المختلفة قدر كبير من الخبرة في نشر الإنجيل، لكن ضد المسيح يتفاخر باستمرار بإنجازاته وقراراته الصحيحة، ويخبر الناس عنها، ويؤكد عليها، ويكررها أينما ذهب حتى يعرفها الجميع. فما غايته؟ غايته هي بناء صورته ومنزلته، وحشد الدعم ونيل الثناء والإعجاب من المزيد من الناس، وجعل الناس يلجأون إليه في كل شيء. ألا يحقق هذا غاية ضد المسيح في تضليل الناس والتحكم فيهم؟ يتصرف معظم أضداد المسيح بهذه الطريقة، حيث يلعبون أدوار تضليل الناس وإيقاعهم في الشراك والتحكم فيهم. وأيًّا كانت الكنيسة أو المجموعة الاجتماعية أو بيئة العمل، فكلما ظهر ضد المسيح، يبدأ معظم الناس دون وعي في عبادته وتبجيله. وكلما واجهوا صعوبات حيث يشعرون بالارتباك والحاجة إلى شخص يقدم لهم التوجيه، خاصة في المواقف الحرجة عندما يتعين اتخاذ قرار، فإنهم يفكرون في ضد المسيح الموهوب. إنهم يفكرون في قلوبهم قائلين: "لو أنه كان هنا فحسب، لكان الأمر على ما يرام. هو وحده يستطيع تقديم النصائح والاقتراحات لمساعدتنا على التغلب على هذه الصعوبة؛ إن لديه أكثر الأفكار والحلول، وتجاربه هي الأثرى، وعقله هو الأذكى". أليست حقيقة أن هؤلاء الناس يستطيعون عبادة ضد المسيح إلى هذه الدرجة أمرًا مرتبطًا بشكل مباشر بطريقته المعتادة في التباهي، والتمثيل، واستعراض نفسه؟ ... وبغض النظر عن ذلك، فإن أضداد المسيح لديهم مجموعة من الأساليب للتحكم في الناس، وهم لا يترددون في استثمار الوقت والطاقة في إدارة مكانتهم وصورتهم في قلوب الناس، وكل ذلك بغاية نهائية هي اكتساب التحكم فيهم. فماذا يفعل ضد المسيح قبل تحقيق هذه الغاية؟ وما موقفه من المكانة؟ إنه ليس ولعًا أو حسدًا عاديًا؛ بل هي خطة طويلة الأجل، ونية متعمدة لكسب المكانة. إنه يعلق أهمية خاصة على السلطة والمكانة ويرى المكانة شرطًا أساسيًا لتحقيق غايته المتمثلة في تضليل الناس والتحكم فيهم. وما إن يحصل على المكانة حتى يصبح التمتع بجميع فوائدها أمرًا مفروغًا منه. لذا فإن قدرة ضد المسيح على تضليل الناس والتحكم فيهم هي نتيجة لإدارة دؤوبة. ليس الأمر على الإطلاق أنه يسلك الطريق بالصدفة؛ فكل ما يفعله مقصود ومدروس ومحسوب بعناية. بالنسبة لأضداد المسيح، فإن كسب السلطة وتحقيق غايتهم المتعلقة بالتحكم في الناس هما الجائزة؛ إنها النتيجة التي يرغبون فيها أكثر من أي شيء آخر. إن سعيهم إلى السلطة والمكانة هو سعي مدفوع بحافز، وهو هادف، ومقصود، ومُدار بكدٍّ؛ أي أنهم عندما يتحدثون أو يتصرفون، يكون لديهم شعور قوي بالغرض والمقصد، وتكون غايتهم محددة للغاية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس: يضللون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم). يكشف الله أن أضداد المسيح يستخدمون وسائل مختلفة ليُعَلّوا من شأن أنفسهم ويشهدوا لأنفسهم كي يجعلوا الناس يعبدونهم ويعجبون بهم، وليُحققوا أهدافهم في تضليل الناس والسيطرة عليهم. وعندما قارنت ذلك بسلوكي، رأيت أنه كان مثل سلوك ضد المسيح. لكي أُرَسّخ سمعتي وصورتي الجيدة بين الإخوة والأخوات، وأجعلهم يُعجبون بي وينظرون إليّ بإكبار، كنت أبحث عن كل فرصة لأتفاخر بإنجازاتي ورصيدي في التبشير بالإنجيل. كنت أريد من الإخوة والأخوات أن يروا كم عانيت في التبشير بالإنجيل، وكم اختُبرتً وكانت لديَّ القدرة على ذلك، وكم أسهمت في عمل الكنيسة. وعندما كنت أجتمع مع الإخوة والأخوات، ولأُظهر لهم مقدار فهمي، كنت أطرح أسئلة صعبة لأمتحنهم، وعندما لا يستطيعون الإجابة، كنت أعقد شركة معهم كي أُبرز فهمي للحق وأجعلهم ينظرون إليّ بإعجاب. وعندما كان الإخوة والأخوات يواجهون صعوبات، كنتُ أتباهى بكيف أنني عانيت وبذلت ثمنًا، وكم عدد الأشخاص الذين بشّرتُهم بالإنجيل وغيّرت قناعاتهم، وكيف ناقشت قادة طوائف مختلفة، بل وتباهيت حتى بالأشخاص المهمين الذين غيّرت قناعاتهم. ومن خلال ذلك، كنت أريد من الإخوة والأخوات أن يشعروا بأنني قدّمت مساهمات كبيرة في عمل الإنجيل، فيُعظِّموني أكثر. كنت أستخدم اختباري لتوجيه الإخوة والأخوات حول ما يجب عليهم فعله، وكان ذلك يجعلهم يأتون إليّ كلما واجهوا مشكلة أو صعوبة. كانوا حتى يسافرون مسافات طويلة لطلبي كي أبشّر بالإنجيل، ويصرون أن أذهب معهم، كما لو أنه بدون وجودي، لا أحد يستطيع أن يبشر بالإنجيل. إذا استمر الحال على هذا المنوال، ألن أكون قد جلبت الناس إلىّ أنا؟ أليس هذا بالضبط ما يفعله أضداد المسيح؟ لا عجب أن عمل الإنجيل لم يكن يؤتي ثماره، فأنا كنت قد سلكت منذ زمن طريقًا خاطئًا ومعاكسًا لله. فكيف يباركني الله أو يرشدني؟ لقد صار الله يبغضني بالفعل! ومع ذلك، حتى في هذه الحالة، لم يخطر ببالي أن أتأمل في نفسي، وحتى عندما شعرت بالسلبية والكبت، لم أكن أمتلك الشجاعة لأفتح قلبي للإخوة والأخوات اتقاء أن أُفسد الصورة الجيدة التي لديهم عني. واصلت إجبار نفسي على التظاهر، ولم أظهر إلا جانبي الجيد وأخفيت جانبي السيئ. كنت مرائية إلى أبعد الحدود! كلما أمعنت التفكير في الأمر، أصبحت أكثر خوفًا. كيف وصلت إلى حد السير في طريق ضد المسيح من دون حتى أن أدرك ذلك؟ ما نوع الشخصية التي قادتني إلى هذا؟ لذا، جئت أمام الله في صلاة، أطلب منه أن ينيرني ويرشدني لأفهم جوهر طبيعتي.

لاحقًا، شاهدت مقطع فيديو لشهادة اختبارية، ومن خلال فقرة من كلمات الله اقتُبِس فيه، حصلت على بعض البصيرة بشأن طبيعتي الفاسدة. يقول الله القدير: "منذ أن أفسد الشيطان البشرية، بدأت طبيعة الناس تتدهور وفقدوا بالتدريج العقل الذي يملكه الناس الطبيعيون، إذ ما عادوا يتصرّفون كبشر في وضع الإنسان، بل تملأهم التطلعات الجامحة، وقد تخطّوا مكانة الإنسانية، ومع ذلك، ما زالوا يتوقون إلى الارتقاء أكثر. إلى ماذا يشير هذا "الارتقاء"؟ إنهم يتمنّون أن يتخطّوا الله، وأن يتخطّوا السماوات، وأن يتخطّوا كل شيء آخر. ما السبب وراء كشف الناس عن مثل هذه الشخصيات؟ في النهاية، طبيعة الإنسان متعجرفة جدًا. ... عندما تزداد طبيعة البشر وجوهرهم تعجرفًا، يمكنهم التمرد على الله ومقاومته كثيرًا، ولا يعيرون كلامه أي اهتمام، ويكوِّنون مفاهيم حوله، ويفعلون أشياء تخونه، وأشياء تمجّدهم وتقدِّم الشهادة لهم. أنت تقول إنّك لست متعجرفًا، لكن فرضًا أنّك أُعطِيتَ كنيسة وسُمح لك بأن تقودها، فرضًا أنّني لم أهذّبك، وأنّه لم ينتقدك أحدٌ من أسرة الله أو يساعدك: بعد قيادتها لبعض الوقت، ستقود الناس إلى الخضوع لك وتجبرهم على إطاعتك، حتى إلى حد الإعجاب بك وتوقيرك. ولماذا تفعل هذا؟ هذا تحدده طبيعتك؛ وهو ليس سوى إعلان طبيعي. أنت لست بحاجة إلى تعلم هذا من الآخرين، وليس عليهم أن يعلِّموك إياه. أنت لست بحاجة إلى أن يعطيك الآخرون تعليمات أو يجبروك لتفعل هذا؛ يأتيك هذا النوع من الأوضاع بشكل طبيعي: كل ما تفعله يتعلق بإجبار الناس على تمجيدك والثناء عليك وعبادتك وطاعتك والإصغاء إليك في كل الأشياء. السماح لك بأن تكون قائدًا يتسبب في حدوث هذا الموقف بشكل طبيعي، ولا يمكن تغيير هذا. وكيف يحدث هذا الموقف؟ هذا تحدّده طبيعة الإنسان المتعجرفة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الطبيعة المتغطرسة هي أصل مقاومة الإنسان لله). من كلمات الله، رأيت أن الناس قادرون على أن يُعَلّوا من شأن أنفسهم والشهادة لها، وعلى القيام بأشياء تُقاوم الله، وأن هذا ينبع من طبيعة متغطرسة. عندما تأملت في أفعالي وسلوكي، رأيت أنني، من خلال اعتمادي على الاختبارات القليلة التي كانت لديّ في التبشير بالإنجيل في الماضي، ومعرفتي الأكثر قليلًا من بعض الإخوة والأخوات بالكتاب المقدس، اكتسبت تصورًا مبالغًا فيه عن قدراتي، وبدأت أظن أنني مميزة، ما جعلني أرغب في التباهي وإظهار نفسي. وبعد أن أحرزت بعض النتائج في التبشير بالإنجيل وربحت بعض الناس، أصبحت متغطرسة إلى درجة أنني فقدت كل إحساس بذاتي، وبدأت أتباهى أمام الجميع، وأرغب في أن يعرف كل من في العالم بإنجازاتي. كيف أمكنني أن أكون متغطرسة وغير عقلانية إلى هذا الحد؟ فالحق يعبر عنه الله، ورغم أنه قد يكون لديّ بعض النور عندما كنت أجتمع وأعقد شركة عن كلمات الله مع الإخوة والأخوات، فإنَّ ذلك النور كان بسبب استنارة الله. حتى لو كان لديَّ بعض الخبرة في التبشير بالإنجيل، فقد كان الله هو الذي رتب لي الظروف لكي أتدرب وأُراكم تلك الخبرة سلفًا. لم يكن ذلك لأنني أمتلك قدرات أو مهارات خاصة. وعلاوة على ذلك، ألم يمنحني الله أيضًا ذكائي وطلاقة لساني؟ لكنني نسبت النتائج المُحقّقة من خلال عمل الله إلى نفسي، وذهبت أتباهى بها في كل مكان، لأجعل الناس يعبدونني وينظرون إليّ بإكبار. لقد كنت عديمة الحياء حقًا، ولا أملك أدنى وعي بذاتي! فكرت في كيف أن نعمة الله قد مكنتني من أن أصبح مشرفة، وكان ذلك لكي أتمكن من مساعدة الإخوة والأخوات على تعلم كيفية عقد الشركة حول الحق لعلاج المفاهيم الدينية، وتعلّم كيفية تقديم الشهادة لعمل الله في الأيام الأخيرة وجلب المزيد من محبي الحق أمام الله. لكنني استخدمت واجبي للإعلاء من شأن نفسي والتباهي، مما جعل الناس يعبدونني وينظرون إليّ بإكبار، وهذا عرقل عمل الإنجيل وأزعجه بشدة. كانت أفعالي وسلوكي يستحقان اللعنة والعقاب من الله بالفعل! لقد طُرد أضداد المسيح لأنهم كانوا يُعَلّون من شأن أنفسهم ويشهدون لها باستمرار، وكانوا يسعون لبناء ممالكهم الخاصة، وأساؤوا إلى شخصية الله بشدة، مما أدى إلى طردهم من الكنيسة. وإن لم أتُب، فسوف أنال نفس النهاية التي نالها أضداد المسيح، إذ أن هذا الطريق كان طريقًا لا رجعة فيه، وطريقًا أدانه الله ولعنه. حين أدركت هذا، بدأت أشعر باشمئزاز متزايد من نفسي، وبدأت أكره ذاتي.

لاحقًا، قرأت فقرة أخرى من كلمات الله: "هوية الله وجوهره وشخصيته سامية وشريفة، لكنه لا يستعرض أبدًا. الله متواضع وخفي، لذلك لا يرى الناس ما قد فعله، ولكن بينما يعمل في مثل هذا الغموض، تتم باستمرار إعالة البشر، وتغذيتهم، وإرشادهم؛ وهذا كله مُرتَّب من قِبَلِ الله. أليس من الخفاء والتواضع ألَّا يُعْلِنَ الله هذه الأشياء أبدًا، ولا يذكرها أبدًا؟ الله متواضع على وجه التحديد لأنه قادر على القيام بهذه الأشياء لكنه لا يذكرها أو يعلنها أبدًا، ولا يجادل فيها مع الناس. بأيِّ حقٍّ تتحدث عن التواضع بينما أنت غير قادر على مثل هذه الأشياء؟ أنت لم تفعل أيًا من هذه الأشياء، ومع ذلك تصر على نسب الفضل إلى نفسك فيها، وهذا ما يسمى وقاحة. يقوم الله بهذا العمل العظيم، من خلال توجيه البشرية، وهو يترأس الكون بأسره. سلطانه وقوّته واسعان للغاية، لكنه لم يقل أبدًا: "قوتي غير عادية". بل يظل مختبئًا بين كل الأشياء، ويترأس كل شيء، ويغذي البشرية ويعولها، ويسمح للبشرية بأسرها بالاستمرار جيلًا بعد جيل. الهواء وأشعة الشمس، على سبيل المثال، أو كل الأشياء المادية الضرورية للوجود البشري على الأرض، كلها تتدفق دون توقف. إن إعالة الله للإنسان أمر لا يقبل الشك. إذا فعل الشيطان شيئًا جيدًا، فهل سيلزم الصمت ويبقى بطلًا غير معروف؟ مستحيل. يشبه الأمر وجود بعض أضداد المسيح في الكنيسة الذين قاموا سابقًا بعمل خطير، وتخلوا عن أشياء وتحمَّلوا المعاناة، والذين ربما ذهبوا إلى السجن؛ هناك أيضًا بعض الذين ساهموا ذات مرة في جانب واحد من عمل بيت الله. إنهم لا ينسون هذه الأشياء أبدًا، ويعتقدون أنهم يستحقون نسب الفضل إليهم مدى الحياة، ويعتقدون أن هذه الأشياء هي محصلة رأس مالهم في الحياة، ما يظهر مدى ضآلة الناس! الناس صغار حقًا والشيطان وقح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع: إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الثاني)]. بعد قراءة كلمات الله، شعرت بخجل شديد. الإله المتجسِّد يُخفي ذاته بتواضع وسط البشر الفاسدين، وينفذ بصمت عمل تخليص البشرية، ويسقينا ويمدّنا بجميع الحقائق التي نحتاجها، ومع ذلك، لا يُعلن الله عن ذلك للبشرية مطلقًا، ولا ينسب لنفسه فضلًا على ما يفعله. أما فيما يخصني، فأنا لا شيء، ومع هذا، بعد أن غيَّرت قناعات بعض الأشخاص من خلال التبشير بالإنجيل، واكتسبت قدرًا من الخبرة في العمل الإنجيلي، وأصبحت قادرة على ترديد بعض الكلمات والتعاليم، بدأت أظن أنني عظيمة، وأردت أن أعتبر هذه الأمور رأس مال وإنجازات لحياتي كلها، وأتباهى بها أينما ذهبت، وأردت أن يعرفها كل من في العالم. لقد كنت غير عقلانية وعديمة الحياء فعلًا!

لاحقًا، تساءلت: "كيف يمكنني أن أتجنب الإعلاء من شأن نفسي وتقديم الشهادة لها؟" خلال عباداتي، قرأت فقرتين من كلمات الله: "إذن، ما هي طريقة التصرف التي لا ترفع النفس وتشهد لها؟ إذا تفاخرت وشهدت لنفسك فيما يتعلق بمسألة معينة، فستُحقق نتيجة تجعل بعض الناس يُعجبون بك ويعبدونك. ولكن إذا كشفت عن نفسك وشاركت معرفتك الذاتية فيما يتعلق بنفس المسألة، فإن طبيعة هذا الأمر مُختلفة. أليس هذا صحيحًا؟ إن كشف الذات للحديث عن معرفة الذات هو شيء ينبغي أن تمتلكه الإنسانية العادية. إنه شيء إيجابي. إذا كنتَ تعرف نفسك حقًا وتتحدث عن حالتك بدقة، وصدق، وإيجاز؛ إذا تحدثت عن معرفة تستند تمامًا إلى كلام الله؛ إذا كان أولئك الذين يستمعون إليك مُستنيرين ويستفيدون منها؛ وإذا كنت تشهد لعمل الله وتمجده، فهذه شهادة لله. أما إذا تحدثت كثيرًا – من خلال كشف ذاتك – عن نقاط قوتك، وكيف عانيت، ودفعت الثمن، وتمسكت بشهادتك، ونتيجة لذلك، كان لدى الناس إعجاب بك وعبدوك، فهذه شهادة لنفسك. يجب أن تكون قادرًا على معرفة الفارق بين هذين السلوكين. على سبيل المثال، إن شرح مدى ضعفك وسلبيتك عند مُواجهة التجارب، وكيف فهمت أخيرًا مقصد الله بعد الصلاة وطلب الحق، واكتسبت الإيمان، وتمسكت بشهادتك، هو رفع الله والشهادة له. إنه بالتأكيد ليس تباهيًا وشهادة لنفسك. لذا، ما إذا كنتَ تتباهى وتشهد لنفسك أم لا يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كنتَ تتحدث عن تجاربك الحقيقية، وما إذا كنتَ تُحقق تأثير الشهادة لله؛ ومن الضروري أيضًا أن تنظر إلى نواياك وأهدافك عندما تتحدث عن شهادتك الاختبارية. سيُسهل ذلك تمييز نوع السلوك الذي تُمارسه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها). "عند الشهادة لله، ينبغي أن تتكلموا بالأساس عن الكيفية التي يدين الله بها الناس ويوبخهم، وأي تجارب يستخدمها لتنقية الناس وتغيير شخصياتهم. وينبغي أن تتكلموا أيضًا عن حجم الفساد الذي كُشف في تجاربكم، وكم عانيتم، وكم فعلتم لمقاومة الله، وكيف أخضعكم الله في نهاية الأمر. تحدثوا حول كم تملكون من معرفة حقيقية بعمل الله وكيف ينبغي لكم أن تشهدوا لله وأن تبادلوه محبته. يجب أن تتكلموا بشكل مبسّط وتعرضوا المعنى، العملي. لا تتحدثوا عن نظريات فارغة. تكلموا بشكل أكثر واقعية، وتكلموا من القلب؛ هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تختبروا بها الأشياء. لا تسلحوا أنفسكم بالنظريات الفارغة التي تبدو عميقة لتتفاخروا بأنفسكم؛ فهذا يبديكم متكبرين وبلا عقل تمامًا. يجب أن تتكلموا أكثر عن أشياء حقيقية من اختباركم الفعلي وتتكلموا أكثر من القلب، فهذا أكثر ما يفيد الآخرين وهو أكثر ما يناسبهم رؤيته" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). من خلال كلمات الله، رأيت أن من أجل الإعلاء من شأن النفس والشهادة لها، يجب على الشخص أن ينفتح أكثر، ويُعلن ذاته الحقيقية أمام الجميع، ويعقد شركة صادقة عن فساده وضعفه المُعلنين، وفهمه لذاته، وفي النهاية كيف يُمارس الحق لعلاج مشكلاته. عليه أن يُقدّم شركة عن كل هذه الأمور بصراحة، وألا يُخفي أي شيء مطلقًا. وبعد أن فهمت هذا، فتحت قلبي للإخوة والأخوات، وقلت: "عندما كنا نقوم بواجباتنا معًا، كنت دائمًا أُعلي من شأن نفسي وأتباهى، وأتحدث عن عدد الأشخاص الذين رَبِحتهم من خلال التبشير بالإنجيل، وما المساهمات التي قد قدمتها لعمل الإنجيل، على أمل أن أجعلكم تعبدونني وتُعجبون بي. والآن أرى أنني لم أكن أقوم بواجبي على الإطلاق؛ بل كنت أفعل الشر! فالحقّ هو ما يعبر عنه الله، وما كنت أفعله هو مجرد عقد شركة حول القليل مما أفهمه واستوعبه، فبِمَ كنت أتباهى إذًا؟ لكنني رغم ذلك جعلت الناس يعظمونني ويعجبون بي. كنتُ مهووسة بالمكانة، ومتكبِّرة بحق!" وعندما سمعت هذا، قالت إحدى الأخوات: "نعم، لقد كنا فعلًا نعظِّمك". وقال أخ كان قد عمل معي سابقًا أيضًا: "كان كثير من الناس يُعجبون بكِ في ذلك الوقت، وكنت أشعر أنني لا شيء". شعرت ببعض الضيق وقلت: "لقد كنتُ مرائية جدًا، لا أُظهر إلا الجوانب الجيدة فيّ، والحقيقة أنه حين لم تكن هناك نتائج في العمل، أصبحت سلبية جدًا، لكني لم أجرؤ على البوح بذلك لأنني كنت أخشى أن تحتقروني". تحدثنا لفترة طويلة، وبعد أن تحدثت، أحسست بشعور من التحرر في قلبي. ومنذ ذلك الحين، كلما تفاعلت مع الإخوة والأخوات، بدأت بالتركيز على فحص نواياي واستعلاناتي، ومتى ما أردت التباهي، كنت سرعان ما أتمرد على ذلك وأصحح نفسي، وأركز على تمجيد الله وتقديم الشهادة له بوعي. وعندما كنت أعقد شركة في الاجتماعات، لم أعد أُخفي شيئًا، بل أكشف عن ذاتي الحقيقية ليراني الجميع على حقيقتي. وعندما كان الإخوة والأخوات يواجهون مشكلات، كنت أركِّز على البحث عن كلمات الله لأعقد شركة، وأشجّعهم على الإكثار من الصلاة إلى الله والاتكال عليه. وعندما مارست بهذه الطريقة، استفاد الإخوة والأخوات ونالوا إشادة، وشعرت بالسلام والاطمئنان في قلبي.

عندما أنظر إلى الماضي الآن، أدرك أنه لولا قراءتي لمواد تتحدث عن طرد أضداد المسيح، لما كنت لأدرك ضرورة التأمل ومعرفة ذاتي. لقد كانت هذه الظروف التي رتّبها الله هي التي أوقفت خطواتي نحو الشر في الوقت المناسب. وفي المستقبل، سأُمارس تمجيد الله وأقدم الشهادة له في كل الأمور، وأركِّز على السعي إلى الحق والتأمل في ذاتي، وأقف بوعي في موقعي بصفتي كائنًا مخلوقًا، وأقوم بواجبي بشكل جيد.

التالي: 20. مواجهة معارضة والديَّ لإيماني

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

13. من أين يأتي هذا الصوت؟

بقلم شيين – الصينوُلِدتُ في عائلة مسيحية، والكثير من أقاربي هم واعظون. وقد آمنت بالرب مع والدَيَّ منذ أن كنتُ صغيرة. وبعد أن كبُرت، صلَّيتُ...

32. الاكتشاف

بقلم فانغ فانغ – الصيننحن جميعًا في عائلتي نؤمن بالرب يسوع، وفي حين أنني كنت مؤمنة عادية في كنيستنا، كان والدي أحد زملاء الكنيسة. في فبراير...

27. لم الشمل مع الله

بقلم جياندنغ – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة كاثوليكية، وعلمتني أمي قراءة الكتاب المقدَّس منذ نعومة أظافري. كان هذا خلال الوقت الذي كان يبني...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب