74. كيفية التعامل مع مساعدة الآخرين ونصائحهم
السبت 31 ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، مشمس،
لقد مر الوقت سريعًا فحسب. مر شهران بالفعل منذ أن صرت مشرفة على عمل الفيديو، ولم ألاحظ حتى ذلك. أشعر أنني قد اكتسبت الكثير في الآونة الأخيرة. سواء كان ذلك في علاج حالات إخوتي وأخواتي، أو في الشركة حول مشكلات العمل، فإنني أشعر بارتياح أكثر فأكثر. يبدو أن لديَّ شيئًا من مستوى القدرات وأنني أهلٌ لهذه المهمة. بالمناسبة، إنه يوم رأس السنة الجديدة غدًا، وعلى لي ران أن تعود إلى المنزل لبضعة أيام للنظر في أمر ما. لقد كانت مشرفة منذ فترة طويلة ودائمًا ما كانت تساعدني. لكن الآن بعد أن كنت أمارس لبضعة أشهر، أشعر أنني قادرة على ترتيب العمل حتى من دونها بجانبي. إنَّ مقاطع الفيديو التي كان يصنعها الإخوة والأخوات مؤخرًا لا ترقى إلى المستوى المطلوب وقد أصبحوا سلبيين. عليَّ أن أكتب لهم في الشركة بأسرع ما يمكنني. آمل أن يتفهموا مقاصد الله ويتخلصوا من حالاتهم السلبية.
الإثنين 2 يناير/كانون الثاني من عام 2023، سماء صافية إلى ملبدة بالغيوم
تلقيت اليوم رسائل من بعض الإخوة والأخوات مفادها أن شركتنا ساعدتهم كثيرًا وأنهم مستعدون للمضي قدمًا لتحسين مهاراتهم والقيام بواجبهم بشكل صحيح. أشعرتني قراءة هذه الرسائل بسعادة بالغة، وفكرت: "أرأيتِ، يمكنني حقًّا حل بعض المشكلات الفعلية". وشجعت نفسي. عادت لي ران هذا المساء. سألتني عن كيفية سير العمل خلال اليومين الماضيين وذكَّرتني: "إنَّ علاج حالات الجميع ليس كافيًا فحسب، بل علينا أيضًا أن نعقد الشركة معهم حول الفنيات والمبادئ، وإلا فلن يتمكنوا من صناعة مقاطع فيديو عالية الجودة". وافقت نوعًا ما على ما قالته، لكن عبوسها ونبرة صوتها المستاءة أشعرتني بعدم الاستقرار، "ألم ترَ أنني قمت للتو بشيء جيد؟ لمَ تواصلين انتقاد هذا الخطأ البسيط؟". بعد سماعي لقولها: "لا يمكنكِ علاج حالات الناس وينتهي الأمر فحسب" عدة مرات، بدأ ينتابني شعور بعدم الارتياح الشديد، كما لو أن القيام بذلك كان يعني أن معدل ذكائي منخفض جدًّا. "إنني أقوم بالأشياء بمراعاة أيضًا. أنتِ تسلطين الضوء على خطأ ارتكبته في لحظة طَيْش. أتحاولين إظهاري بمظهر سيء؟ كما لو أن العمل الذي أنجزته خلال الأيام القليلة الماضية لا قيمة له". كانت لي ران لا تزال تلخص لي المشكلات في عملي، لكنني لم أرغب في مواصلة الاستماع إليها، ورددت عليها بحدة: "حسنًا، إذا كنتِ تفيضين بالأفكار هكذا، فلماذا لا تخرجين فحسب وتخبريني بالضبط كيف أقوم بذلك؟". صُعقت لي ران للحظة، وباتت الأمور محرجة نوعًا ما. أدركتُ أنني أحرجتها بقولي هذا، فقلت صلاة صامتة إلى الله، وطلبت منه أن يساعدني على تهدئة نفسي وعدم التصرف بناءً على عواطفي. بعد انتهاء مناقشتنا، تساءلت: "لم تكن لي ران مخطئة فيما كانت تقوله، لكنني كنت لا أزال أرفض قبوله عندما سمعته. هذا ينمُّ عن شخصية فاسدة، ولكن كيف لي أن أعالج هذا الأمر؟".
الخميس 5 يناير/كانون الثاني من عام 2023، غائم،
سألتني لي ران اليوم عن حالتي مؤخرًا. قلتُ: "بخير، أشعر بانخفاض طاقتي قليلًا وبالنعاس". وفور قولي هذا، أجابتني: "لِمَ أنتِ ناعسة؟ أليس عليكِ أن تتأملي في موقفكِ تجاه واجبكِ؟ تقولين إن حالتكِ بخير، لكن إذا كانت حالتكِ طبيعية، فلماذا لا يحقق العمل الذي أنتِ مسؤولة عنه أي نتائج؟ لم يصدر أحدث فيديو لكِ حتى الآن أيضًا، فما الذي تقضين كل وقتكِ فيه؟". بعد ذلك استندت لي ران إلى اختبارها الخاص لكونها في حالة من اللامبالاة في واجبها لتعقد الشركة معي. شعرتُ بالظلم وكان لديَّ الكثير مما أردت الرد عليه: "أأنا أتصرف بلا مبالاة؟ لا. لقد أدركت بالفعل سلوكي اللامبالي وبدأت في تصحيحه، فلمَ لا تزالين تعتقدين أنني أتصرف على هذا النحو؟ إنَّ السبب في عدم تحقيقي للنتائج ليس لأنني لست منتبهة في واجباتي، إنَّ لديَّ بالفعل إحساس بالإلحاحية فيما أقوم به، وليس الأمر كما لو أن بإمكاني تخطي مرحلة البحث، أليس كذلك؟ أنتِ تواصلين انتقاد مشكلاتي وتضخمين من شأنها. لماذا لا ترين تقدمي؟ أتتوقعين مني أن أكون مثالية؟". بعد شركة لي ران، تحدثت شاشا أيضًا عن كيف أنها كانت لا مبالية ولم تتحمل عبئًا في واجباتها. كانت الحقيقة أنني أبديت بعض السلوكيات التي ذَكَرَتْها، لكنني لم أرغب في الاعتراف بذلك، ورددت بحدة: "أعتقد أنني كنت أقوم بواجبي بشكل جيد في الآونة الأخيرة. لم ألاحظ أنني لا مبالية في واجباتي كما تقولين، لكنني سأذهب للصلاة والتأمل، حسنًا؟". أدركت كم كنت متحدية، وأن هذه الحالة كانت سيئة للغاية، فقلت صلاة صامتة: "يا إلهي، أرجوك أن تحرس قلبي. مهما يكن الأمر، ما داموا يتحدثون بما يتوافق مع الحق، فيجب عليَّ الاستماع. لم أعد أريد أن أقاوم النقد البنَّاء من أخواتي".
الجمعة 6 يناير/كانون الثاني من عام 2023، من غائم إلى مشمس،
لا يزال قلبي مثقلًا حينما أفكر في الحالة التي كشفت عنها الليلة الماضية. " لمَ أنا متهورة هكذا؟ لِمَ لا أطيق سماع الآخرين وهم يلفتون انتباهي إلى مشكلاتي؟ أي نوع من الشخصية هذه؟ متى ما قال أحدهم أي شيء عني، أفقد صوابي. كيف يمكنني القيام بواجبي أو التعاون مع الآخرين هكذا؟". شاهدت هذا الصباح مقطع فيديو اختباري بعنوان "كيفية تحمُّل أن تُهذَّب". لقد احتوى على فقرة من كلمة الله أثرت فيَّ بشدة. يقول الله القدير: "عند تهذيب أحد أضداد المسيح، فإن أول شيء يفعله هو مقاومة ذلك ورفضه في أعماق قلبه. إنه يحاربه. ولِمَ ذلك؟ لأن أضداد المسيح، بحكم جوهر طبيعتهم ذاته، ينفرون من الحق ويكرهونه ولا يقبلونه على الإطلاق. وبطبيعة الحال، فإن جوهر ضِدِّ المسيح وشخصيته يمنعانه من الاعتراف بأخطائه أو الاعتراف بشخصيته الفاسدة. وبناءً على هاتين الحقيقتين، فإن موقف ضد المسيح تجاه التهذيب هو رفضه وتحديه بصفة تامة ومطلقة. إنه يكره ذلك ويقاومه من أعماق قلبه، ولا يكون لديه أدنى تلميح للقبول أو الخضوع، فضلًا عن أن يكون لديه أي تفكير أو توبة صادقين! عندما يُهذَّب أحد أضداد المسيح - بغض النظر عمن يباشر ذلك، وبماذا يتعلق ذلك، وإلى أي درجة يقع عليه اللوم في الأمر، ومدى فداحة خطئه، ومقدار الشر الذي يرتكبه، أو ما العواقب التي يخلقها شرُّه لعمل الكنيسة - فإن ضد المسيح لا يولي اعتبارًا لأيٍّ من ذلك. يرى ضِدُّ المسيح أنَّ من يهذِّبه يترصده، أو يتصيَّد العيوب عمدًا لتعذيبه. بل إن ضد المسيح قد يذهب إلى حد الاعتقاد بأنه يتعرَّض للتنمُّر والإذلال، وأنه لا يُعامل معاملة البشر، وأنه يتعرَّض للاستخفاف والاحتقار. بعد أن يُهذَّب ضد المسيح، لا يفكِّر أبدًا فيما فعله على نحوٍ خاطئ بالفعل، وما الشخصية الفاسدة التي كشف عنها، وما إذا كان قد طلب المبادئ الذي ينبغي عليه الالتزام بها في الأمر الذي يُهذَّب فيه، وما إذا كان قد تصرَّف بما يتوافق مع مبادئ الحق أو تمَّم مسؤولياته فيه. إنه لا يفحص أيًا من هذا أو يتأمل فيه، ولا هو يفكِّر مليًا في هذه القضايا أو يتفكر فيها. وعوضًا عن ذلك، فإنه يتعامل مع التهذيب حسب إرادته وبتهور. متى يُهذَّب ضِد المسيح، سيكون مملوءًا بالغضب والعصيان والاستياء، ولن يستمع لنصيحة أحد. إنه يرفض قبول تهذيبه، ولا يستطيع العودة أمام الله لمعرفة ذاته والتأمل فيها، ومعالجة أفعاله التي تنتهك المبادئ، مثل كونه لا مباليًا أو مهملًا، أو يتصرف بجموح وتهور في واجبه، ولا يستغل هذه الفرصة لمعالجة شخصيته الفاسدة. وعوضًا عن ذلك، يجد أعذارًا للدفاع عن نفسه وتبرئتها، حتى إنه يقول أشياء لإثارة الفتنة وتحريض الآخرين" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون التراجع عند غياب المكانة أو الرجاء في نيل البركات). تقول كلمة الله إنه نظرًا لأن أضداد المسيح ينفرون من الحق، فعندما يُهذَّبون أو حين يلفت الآخرون انتباههم إلى مشكلاتهم، فإنهم يعارضون ذلك بشدة. إنهم غير قادرين أبدًا على التأمل في مشكلاتهم ودائمًا ما يعتمدون على تهورهم في التعامل مع الأشياء، بل وحتى يملؤون قلوبهم بالمغالطات، قائلين إن الآخرين يهذبونهم لأنهم ينظرون إليهم بازدراء ويريدون إذلالهم. إنهم مليئون بالشكاوى تجاه الآخرين. بالمقارنة، كانت سلوكياتي وسلوكيات أضداد المسيح على حد سواء. لفتت لي ران انتباهي إلى أنني كنت أعجز عن فهم النقاط الرئيسية أثناء قيامي بعلاج المشكلات، وأنني لم أتواصل بشكل كافٍ في الأمور المهنية أو الفنية. كانت هذه بالفعل مشكلات تستحق التركيز عليها. كان من الصحيح أن مهارات الأخوة والأخوات المهنية واستيعابهم للمبادئ ناقصًا، مما يعني أنه كان يتعين دائمًا إعادة العمل على مقاطع الفيديو الخاصة بهم، وأن هذه المشكلة نجمت بالفعل عن إهمالي. بعد أن انتهت لي ران من تقديم اقتراحها، كان ينبغي أن أسارع بمناقشة كيفية تصحيح هذا الانحراف، ولكن لأنه لم يكن بإمكاني تحمُّل النبرة التي استخدمتها عند الإشارة إلى مشكلاتي، شعرتُ أنها كانت تحاول إذلالي والتقليل من شأني، لذلك لم أملك سوى التنفيس عن استيائي. لم أكن أرغب في الاستماع إلى أي شيء قالته بعد ذلك أو التعرف على المشكلات التي كانت تلفت انتباهي إليها. ظننتها كانت تنظر إليَّ باحتقار وتحاول إذلالي والتقليل من شأني. ألم يكن ما كنتُ أكشفه هو السلوك المشين نفسه الذي يتصرف به أولئك الذين لا يقبلون الحق ويطرحون على الدوام حججًا سخيفة بشكل غير عقلاني؟ يتحمل الأشخاص الذين يحبون الحق محبة حقيقية ويتحلون بالتعقل أن يُهذَّبوا وأن يُشار إلى مشكلاتهم بموقف القبول. إنهم قادرون على التأمل في الحقيقة وطلبه لعلاج هذه الانحرافات بأسرع ما يمكن. حتى لو لم يتمكنوا من إدراك هذه الأشياء في ذلك الوقت، فإنهم لا يفقدون أعصابهم أو يواصلون طرح حجج سخيفة لمحاولة قلب انتقادات الآخرين. ومع ذلك، عندما تقدمت لي أختي ببعض الاقتراحات التي كانت ستفيد العمل، لم أكن غير متقبلة فحسب، بل اعتقدت أنها كانت تحاول إذلالي والتقليل من شأني. كان فهمي سخيفًا وغير متعقل، ولم أصلِّ إلى الله أو أتمرد على ذاتي. بدلًا من ذلك، كنت أنفِّس عن شكاوي واستيائي لأُحرج أختي. كنت أتصرف بحدة وأرفض السماح لأي شخص بإزعاجي أو الاقتراب مني. هذا ينم عن شخصية تنفر من الحق ومليئة بالخبث. إذا لم أصحح هذا الأمر، فإن الله حتمًا سيزدريني ويستبعدني!
تذكرت فقرة من كلمة الله كنت قد قرأتها: "على الرغم من أن العديد من الناس يؤدون واجبًا اليوم، فإن قلة قليلة فقط تطلب الحق. نادرًا ما يطلب الناس الحق ويدخلون إلى حقيقة الحق أثناء أداء واجبهم. يرى معظم الناس أنه لا توجد حتى الآن مبادئ للطريقة التي يؤدون بها الأشياء، فهم إلى الآن ليسوا أناسًا يطيعون الله حقًّا. تقول أفواههم فقط إنهم يحبون الحق، وإنهم مستعدون لطلب الحق ومستعدون للجهاد من أجل الحق، ومع ذلك لا يزال من غير المعروف إلى متى ستستمر عزيمتهم. إن الناس الذين لا يطلبون الحق عُرضةٌ لتدفقات الشخصية الفاسدة في أي وقت أو مكان. والناس الذين لا يطلبون الحق يخلون من أي شعور بالمسؤولية تجاه واجبهم، وغالبًا ما يكونون روتينيين ولا مبالين، ويتصرفون كما يحلو لهم، بل ويكونون غير قادرين على قبول التهذيب والتعامل. وبمجرد أن يصبح الناس الذين لا يطلبون الحق سلبيين وضعفاء، فإنهم يكونون عُرضةً للاستسلام. وهذا يحدث غالبًا، بل هو الأمر الأكثر شيوعًا. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها جميع من لا يطلبون الحق. وهكذا، عندما لا يكون الناس قد ربحوا الحق بعد، فإنهم غير موثوقين وغير جديرين بالثقة. ما معنى أنهم غير جديرين بالثقة؟ يعني أنه عندما يواجهون صعوبات أو انتكاسات، من المحتمل أن يسقطوا ويصبحوا سلبيين وضعفاء. هل الشخص الذي غالبًا ما يكون سلبيًّا وضعيفًا هو شخص جدير بالثقة؟ بالطبع لا. لكن الناس الذين يفهمون الحق مختلفون. فالناس الذين يفهمون الحق بالفعل لديهم قلب يتقي الله ويطيعه، والناس الذين لديهم قلب يتقي الله يكونون وحدهم جديرين بالثقة؛ والناس الذين بلا قلب يتقي الله ليسوا جديرين بالثقة. كيف يمكن التعامل مع الناس الذين بلا قلب يتقي الله؟ يجب بالطبع منحهم المساعدة والدعم بمحبة. ويجب فحصهم أكثر أثناء أدائهم لواجبهم، وتقديم المزيد من المساعدة والإرشاد لهم؛ وعندها فقط يمكن ضمان أدائهم لواجبهم بفعالية. وما الهدف من فعل هذا؟ الهدف الرئيسي هو دعم عمل بيت الله، والهدف الثانوي هو تحديد المشكلات بسرعة، وإعالتهم بسرعة، والتعامل معهم، وتهذيبهم، وتصحيح انحرافاتهم، وتعويض عيوبهم ونقائصهم. هذا مفيد للناس ولا ينطوي على شيء خبيث" [الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين. مسؤوليات القادة والعاملين (7)]. جعلني التفكير في كلمة الله أدرك أن الإخوة والأخوات لا يلفتون الانتباه إلى المشكلات والانحرافات لأنهم حاقدون أو يحاولون السخرية من الناس والتقليل من شأنهم بكشف أوجه القصور لديهم، ولكن لأنهم مسؤولون عن عمل الكنيسة، ولأن الجميع لديهم شخصية فاسدة، وغير موثوق بها، وهي قادرة على ارتكاب الشر لا إراديًّا، وانتهاك المبادئ بالتصرف بناءً على رغبات شخصية، والتصرف بلا مبالاة في الواجبات، وتأخير العمل الكنسي وتعطيله، الأمر الذي يتسبب في عواقب وخيمة. لقد قيل: "عندما يضيع الناس، يخافون ألا يرشدهم أحد". حينما يحيط بالناس من يقدم لهم المساعدة أو يهذبهم في واجباتهم، فإن ذلك يُعدُّ عونًا وحماية كبيرة لهم. في العادة، عندما أتابع بندًا واحدًا من بنود العمل وأرى إغفالات أو انحرافات، فإنني ألفت انتباههم إليها، وأنبه الأشخاص إلى خطورتها وعواقبها. أفعل ذلك لأنني أريد أن يقوم الناس بواجباتهم بشكل جيد وأن يتجنبوا الانحرافات والتأخيرات في العمل. كانت لي ران تلفت انتباهي إلى مشكلاتي للأسباب نفسها. وحدث ذلك جزئيًّا لتساعدني في إحراز نتائج جيدة، لكنها فعلت ذلك بدافع الحب والإحساس بالعبء ومن أجل مصلحتي. لم يكن ينبغي أن أقاوم أو أغضب، ولم يكن ينبغي أن أرد عليها بحدة. تمامًا مثلما حدث في البداية حينما لم تكن مقاطع الفيديو ترقى إلى المستوى المطلوب، كان هذا في الأساس بسبب عدم استيعاب الأشخاص للمبادئ الفنية. كنت غافلة عن هذه المشكلة، وحين أشارت إلى ذلك، كان عليَّ أن أرشد الجميع إلى تلخيص هذه الانحرافات ليتعلموا بعض المهارات، لكنني لم أتأمل في ذاتي قط، ولم ألخص مشكلاتي، بل اكتفيت بالرد عليها بحدة. بأي طريقة ممكنة كنت أتصرف بتعقُّل؟ قلت لنفسي إنه للمضي قدمًا، يجب أن أكون متقبلة عندما يلفت الآخرون انتباهي إلى مشكلاتي وألا أعود إلى الاعتراض.
السبت 7 يناير/كانون الثاني من عام 2023، مشمس،
حضر اليوم أحد القادة اجتماعنا واكتشف بعض الانحرافات التي قد ظهرت خلال عملنا. على سبيل المثال، نشب خلاف بين بعض الإخوة والأخوات حول أحد مقاطع الفيديو، ولم نحل هذه المشكلة، وقدمنا بعض الاقتراحات فحسب، وأفسحنا لهم المجال للمضي قدمًا بدلًا من ذلك، ما أدى إلى عدم ارتقاء الفيديو إلى المستوى المطلوب، الأمر الذي تسبب في تأخير العمل. فضحنا القائد أيضًا وانتقدنا لعدم قيامنا بعمل حقيقي. أشعرني الاستماع إلى كل هذه المشكلات التي كانت تُطرح واحدة تلو الأخرى بعدم الارتياح الشديد، وأدركت كم أصبحت مخدَّرة. إنَّ المشكلات التي كان هذا القائد يلفت الانتباه إليها هي نفس المشكلات التي سبق وأن لفتت انتباهي إليها لي ران. ولكن لأنني لم أكن أرغب في الاستماع إليها ولم آخذها على محمل الجد، فقد بقيت دون حل. لو كنت قد قبلت تحذيراتها، ثم ناقشت الأشياء معها بالتفصيل وطلبت منها طريق الحل، لربما كان من الممكن حل هذه المشكلات وتعديلها بعض الشيء، أو على أقل تقدير، لم يكن العمل ليصل إلى هذه الحالة المزرية.
الثلاثاء 14 مارس/آذار من عام 2023، غائم جدًّا إلى مشمس،
خلال إحدى عباداتي، قرأتُ بعضًا من كلام الله فيما يختص بشخصيتي التي تنفر من الحق، وصرت على وعي أكبر بخطورة هذه المشكلة. يقول الله القدير: "بين الكنائس، ثمة من يظنّون أنّ الكدح قليلًا أو القيام بشيء خطير يعنيان أنّهم راكموا الحسنات، وبحسب أفعالهم، هم فعلًا يستحقّون الثناء. لكنّ طبعهم وسلوكهم تجاه الحق كريهان، فلا يحبّون الحق، وهذا وحده يجعلهم بغيضين. ... لا يكره الله مقدرة الناس الضعيفة، ولا يكره حماقتهم، ولا يكره امتلاكهم لطباع فاسدة. ما الذي يمقته الله أشد المقت في الناس؟ أن يسأم الناس من الحق. إن سئمت من الحق، فلذلك السبب وحده لن يُسَرَّ الله منك أبدًا. هذا أمر لا يتغيّر. إن كنت تسأم من الحق ولا تحبّ الحق، وإن كان موقفك من الحق موقف عدم الاكتراث والاستهانة والتكبر، وحتى الاشمئزاز والمقاومة والرفض، إن كانت لديك هذه السلوكيات، فإن الله يحتقرك تمامًا، وستكون فاشلًا، ولن تحظى بالخلاص. إذا كنت تحب الحق في قلبك فعليًّا، ومع ذلك مقدرتك قليلة إلى حد ما وتفتقر إلى البصيرة، ولديك القليل من الحماقة؛ وإذا كنت ترتكب أخطاء أحيانًا، لكنك لا تنوي فعل الشر، وقمت ببساطة ببعض الأشياء الحمقاء، وإذا كنت على استعداد لسماع شركة الله عن الحق، وتشتاق في قلبك إلى الحق، وإذا كان التوجُّه الذي تتخذه في معاملتك للحق وكلام الله هو موقف صدق واشتياق، ويمكنك أن تقدر كلام الله وتعتز به - فهذا يكفي. يحب الله مثل هؤلاء الناس. مع أنك قد تكون أحمق بعض الشيء في بعض الأحيان، إلا أن الله لا يزال يحبك؛ فالله يحب قلبك الذي يشتاق إلى الحق، ويحب توجُّهك الصادق نحو الحق. لذلك، يرحمك الله ويظهر الود لك. إنه لا يضع ضعف مقدرتك أو حماقتك في حسبانه، ولا يلتفت لتجاوزاتك. نظرًا لأن موقفك تجاه الحق مخلص ومتلهف، وقلبك صادق، فبما أن قلبك وموقفك هو ما يقدره الله، فسيكون دائمًا رحيمًا معك، والروح القدس سيعمل فيك، ويكون لك رجاء في الخلاص. من ناحية أخرى، إن كنت قاسي القلب ومنغمسًا في الملذات، وإن كنت تسأم من الحق ولا تكترث مطلقًا بكلام الله وبكل ما ينطوي على الحق، وإن كنت عدائيًّا ومحتقِرًا من أعماق قلبك، فما هو سلوك الله تجاهك؟ التقزز والاشمئزاز والغضب الدائم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. فهم الحق بالغ الأهمية لأداء المرء واجبه جيدًا). بعد قراءة كلمة الله، شعرت أن شخصية الله بارة وقدوسة. إنَّ الله لا يحتقر الناس لكونهم حمقى أو لأنه ينقصهم مستوى القدرات، بل ينظر إلى موقفهم تجاه الحق. إذا كان الشخص يتمتع بمواهب ومستوى قدرات كبيرة وقادرًا على القيام بالعمل، لكنه كثيرًا ما يكشف عن شخصية تنفر من الحق في واجباته، وعادةً ما يكون عاجزًا عن قبول الحق أو التأمل، فإن الله لن يحب هذا الشخص، مهما كان مستوى قدراته كبيرًا. إنَّ الله يحب الأشخاص الذين هم على استعداد لقبول الحق، حتى لو كان ينقصهم مستوى القدرات ولا يمكنهم القيام بعمل عظيم. عند رؤية المعيار الذي يقيِّم الله به الناس، ومقارنته بسلوكي، شعرت أنني في خطر كبير. لقد كنت أعتمد على ذكائي ومستوى قدراتي، وبصفتي مشرفة، كنت قادرة على القيام ببعض العمل وعلاج بعض الصعوبات التي كانت تواجه أعضاء فريقي في دخول الحياة، مما أشعرني بأنني أعرف ما كنت أفعله. لكن عندما لفت الآخرون انتباهي إلى مشكلاتي، سيطر عليَّ كبريائي، وشعرت كما لو كانوا يحاولون التقليل من شأني وإذلالي. لقد كان موقفي تجاه اقتراحات الآخرين والأشياء الإيجابية والحق يتسم بالازدراء والتكبر، وقد أثرت اشمئزاز الله. كنت قد تعديتُ بالفعل في واجباتي، وإذا واصلت التصرف على هذا النحو غير العقلاني وغير التائب، فإن الله حتمًا سيخرجني ويستبعدني. لقد أفزعني هذا الأمر بحق! قلت صلاة صامتة وجادة إلى الله: "يا إلهي، أرغب في التوبة. أريد أن أقوم بواجباتي بشكل صحيح مع إخوتي وأخواتي، لكن شخصيتي الفاسدة خطيرة جدًّا. أرجوك أدِّبني أكثر وخلِّصني من قيود شخصيتي الفاسدة".
الثلاثاء 21 مارس/آذار من عام 2023، مشمس،
قرأت اليوم فقرة من كلمة الله منحتني طريقًا للممارسة. يقول الله: "يجب عليك أولًا أن تجتاز جميع العثرات داخل نفسك بالاعتماد على الله. ضع حدًا لشخصيتك الفاسدة وكن قادرًا حقًا على الفهم الحقيقي لحالك ومعرفة كيف يجب عليك أن تتصرف. استمر في الشركة حول أي شيء لا تفهمه. من غير المقبول ألا يعرف الشخص نفسه. عالج مرضك أولًا، وبتناول كلامي والارتواء منه أكثر، وإعمال الفكر فيه، عش حياتك وقم بأفعالك اعتمادًا على كلامي. وسواء كنت في البيت أو في مكان آخر، عليك أن تدعَ الله يدبر القوة في داخلك. انبذ الجسد والبداهة الطبيعية. دع كلام الله دومًا يسود في داخلك. لا داعي للقلق من أن حياتك لا تتغير؛ فمع مرور الوقت ستشعر أن شخصيتك قد تغيرت تغيرًا كبيرًا. قبل الآن، كنت حريصًا على أن تكون محط الأنظار، فلم تطع أحدًا أو كنت طموحًا أو بارًا في عين نفسك أو متفاخرًا، وستنبذ تدريجيًا هذه الأشياء. إذا رغبت في نبذها الآن، فذلك غير ممكن! وهذا لأن نفسك القديمة لن تسمح للآخرين بالتأثير فيها؛ فهي متجذرة فيك. لذلك يجب عليك بذل جهد ذاتي، والخضوع لعمل الروح القدس خضوعًا إيجابيًا وفعالًا، واستخدام إرادتك في التعاون مع الله والاستعداد للعمل بكلامي. ... لا تكن بارًا في عين نفسك؛ خذ نقاط القوة لدى الآخرين لتعويض أوجه القصور لديك، وراقب كيف يحيا الآخرون حسب كلام الله، واعرف ما إذا كانت حياتهم وأفعالهم وحديثهم جديرة بالاقتداء بها. إذا نظرت إلى الآخرين على أنهم أقل منك، فأنت بارٌ في عين نفسك، مغرورٌ، ولست نافعًا لأحدٍ. والأمر الحيوي الآن هو التركيز على الحياة، وتناول كلامي والارتواء منه أكثر، واختبار كلامي، ومعرفة كلامي، وجعل كلامي يصير حياتك حقًا – هذه هي الأمور الرئيسية. إن كان شخصٌ لا يستطيع الحياة حسب كلام الله فهل يمكن أن تنضج حياته؟ لا، لا يمكن ذلك. يجب أن تحيا دومًا حسب كلامي، وأن تجعل كلامي هو معيار السلوك في الحياة؛ بحيث تشعر بأن التصرف وفقًا لذلك المعيار هو ما يُسَرُّ الله به، وأن التصرف خلافًا لذلك هو ما يكرهه الله، وسوف تسير على الطريق الصحيح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني والعشرون). يقول الله: "من غير المقبول ألا يعرف الشخص نفسه. عالج مرضك أولًا". كانت الحقيقة أن الله قد بيَّن بالفعل طريق الممارسة بوضوح شديد. حينما تواجهنا أشياء، ينبغي علينا دائمًا أن نأتي أمام الله لنتأمل، ونعرف ذواتنا، ونطلب الحق لحل مشكلاتنا. عندما كان يلفت الآخرون انتباهي في الماضي إلى مشكلاتي كنت سرعان ما أصبح متهورة وغير راغبة في التأمل، وكنت أفكر: "ما تقوله ليس موضوعيًّا، وليس الأمر كما هو عليه"، وإلا، "ربما تكون قد أشرت إلى مشكلتي، لكنك لست بالضرورة أفضل مني". كنت أرد على من يجادلني وأتحداه، ولا أنظر إلى الموقف على أنه من عند الله فأضع نفسي في مواجهة الآخرين وينتهي بي الأمر إلى عدم ربح شيء. والحقيقة أنه على الرغم من أن الشخص الذي يلفت انتباهي إلى مشكلتي قد يكشف عن فساد، وقد يقول أحيانًا أشياء ليست دقيقة تمامًا، ما دامت تتماشى جزئيًّا مع الحقائق فيما يصحح لي بشأنه، فيجب أن أقبله وأتأمل في ذاتي وأطلب الحق المتعلق بحل هذه المشكلة. هذا هو موقف قبول الحق. فقط من خلال الممارسة على هذا النحو يمكن علاج شخصيتي المتكبرة التي تنفر من الحق شيئًا فشيئًا.
الإثنين 10 أبريل/نيسان من عام 2023، مشمس،
كتب لي القائد اليوم عن بطء تقدمنا في صناعة مقاطع الفيديو، قائلًا إننا كنا نؤدي عملنا دون حماسة ولا ننتبه إلى متابعة سير هذا العمل، وأننا لم نتحقق من الأسباب الكامنة وراء هذا البطء، وأننا كنا نهمل واجباتنا بقيامنا بذلك. كان رد فعلي الأول هو الرد بالجدال، وفكرت: "نحن نعمل على علاج هذه المشكلة، فهي مسألة وقت ليس إلا. بالإضافة إلى أن من يقومون بصناعة مقاطع الفيديو يواجهون صعوبات فعلية في الفنيات، فهل يمكنك حقًّا لومنا؟". شعرتُ بالظلم، لكنني أدركت أنني كنت بدأت في المقاومة وعدم قبول الاقتراحات مجددًا، فظللت أصلي إلى الله، "يا إلهي، إنني متمردة جدًّا! لا أزال غير عقلانية ولا أستطيع أن أطلب الحق لأتعلم الدروس. يا إلهي، أرجوك أن تحرس قلبي، حتى أتمكن من قبول إرشاد القائد ومساعدته". بعد ذلك، راجعنا مشكلة بطء إنتاج الفيديو معًا ووجدنا في النهاية أن كفاءتنا كانت منخفضة للغاية وأننا كنا نُسَوِّف أكثر من اللازم. عادةً ما كنت أكتفي بإغراقهم بالكلمات الجوفاء لحثهم على العمل، لكنني لم أفهم قط في الواقع أي الأجزاء التي كانوا يبطئون فيها، وأي الأقسام يمكن إغفالها، وأي الأجزاء كانت معرضة للتوقف ومضيعة للوقت، أو كيفية تصحيح موقف التراخي الذي كان لدى بعض الأشخاص في واجباتهم. من خلال التقصِّي الفعلي لمبادئ الحق وطلبها لعلاج هذه المشكلات، كان بإمكان العمل أن يتقدم بسرعة مضاعفة على الأقل. كدت أن أرفض اقتراحات الآخرين مجددًا، ولو كنت قد رفضت بالفعل، لظلت هذه المشكلات دون حل، ولاستمر العمل في التأخير. كلما اختبرت أشياءً أكثر، زاد شعوري بمدى ضرورة قبول نصيحة الآخرين والتأمل عندما تحدث الأمور!
عندما أستعيد ذكريات اختباري الخاص، تملؤني الكثير من المشاعر وأرى مدى حكمة الله! لو لم تلفت لي ران الانتباه إلى مشكلتي، لما أدركت أبدًا مدى خطورة شخصيتي في نفورها من الحق، ولولا إعلان الله وكلمات الكشف، لما كنت قد عرفت كيفية التأمل في ذاتي أيضًا. كنت سأواصل التمادي في سلوك الطريق الخاطئ، ولكان رفضني إخوتي وأخواتي في النهاية، ولكان الله استبعدني. لقد كان عمل الله الرائع هو الذي كشف عن فسادي وقبحي، وكانت كلمات الله الشديدة في الدينونة هي التي كشفت شخصيتي الفاسدة، ومكنتني من رؤية شخصيتي الشيطانية التي كانت تنفر من الحق، وأن أستفيق وأتغير إلى الأفضل. كانت هذه كلها محبة الله! على الرغم من أنني لا أزال لم أتغير كثيرًا، فإنني مستعدة لقبول دينونة كلمة الله وتوبيخه في المستقبل حتى يتسنَّى لي أن أتغير شيئًا فشيئًا.