79. من تسبب في خراب عائلتي؟
في سنواتي الأولى، ولأنني كنت أعمل موظفة مدنية في الحكومة، وكان زوجي معلمًا في المدرسة الثانوية، وكانت ابنتنا فتاة صغيرة لطيفة وذكية تحصل على درجات جيدة، فقد كان الجميع يحسدنا على أنَّ لدينا مثل هذه الأسرة التي تبدو مثالية ومتآلفة. وبعد ذلك، قرب انتهاء عام 2005، حالفني الحظ بقبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وتوصلتُ إلى معرفة أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، وأنه يعبر عن الحق للقيام بعمل الدينونة لتطهير الإنسان وخلاصه وإدخاله إلى ملكوت الله. وقد نقلت هذه الأخبار الرائعة إلى زوجي وحماتي، وسرعان ما قبلت حماتي أيضًا عمل الله في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من عدم قبول زوجي نفسه لإيماننا، فإنه لم يعترض عليه. وخلال تلك الفترة، كنت أقرأ كلام الله كل يوم، وأعقد الشركة عن الحق مع إخوتي وأخواتي، وأقوم بواجبي؛ كانت تلك أيامًا غنية ومجزية وسعيدة. لم أتصور قط أن تلك الأيام ستنقضي سريعًا بسبب اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني.
وفي ظهيرة أحد الأيام من عام 2006، وبعد أن عدت للتو إلى المنزل من أحد الاجتماعات، قال لي زوجي بغضب: "كنت أعتقد أن الإيمان بالله أمر جيد، لكنني رأيت للتو على الإنترنت أن الحكومة تُضيِِّق الخناق على المؤمنين تضييقًا شديدًا. إن كنيسة الله القدير هي هدف رئيسي لحملة القمع التي تشنها الحكومة، ولو اعتُقلتِ، فستُعدين مجرمة خطيرة وسيُحكم عليكِ بالسجن. فأي موظف مدني يوجد من أفراد عائلته مَن يؤمنون بالله القدير سيُعاقب بشدة، وسيُجرَّد من وظيفته، وستُلغى رعايته الاجتماعية، ولن يتمكن أبناؤه من التقدم إلى الجامعة أو الخدمة في الجيش أو التقدم لوظائف الخدمة المدنية. ابتداءً من اليوم، لم يعد مسموحًا لكِ أن تؤمني بالله القدير!". وبعد أن أنهى خطبته اللاذعة، غادر المنزل غاضبًا. غضبتُ بشدة وقلت لنفسي: "كل ما نفعله في إيماننا هو أننا نأكل ونشرب كلام الله ونسعى إلى الحق ونسلك الطريق القويم، ولا نفعل شيئًا غير مشروع. لكن، على الرغم من ذلك، لا يزال الحزب الشيوعي الصيني يهدف إلى اعتقالنا وقمعنا؛ كم هم أشرار! مهما بلغ اضطهادهم لي، فسأواصل اتباع الله القدير!".
في اليوم التالي، بعد أن أنهيت واجبي وعدت إلى المنزل، استجوبتني حماتي ذات الوجه الصارم متسائلة: "لماذا تعودين إلى المنزل في هذا الوقت المتأخر؟ هل ستستمرين حقًّا في الإيمان رغم مدى خطورة ذلك الآن؟ لقد قرأت على الإنترنت اليوم أنك قد تُعتقلين بسبب إيمانكِ بالله، ويُحكم عليكِ بالسجن، ولن يتمكن أبناؤكِ من التقدم للجامعة، وستُعفَيْن أنتِ وزوجكِ من منصبيكما بوصفكما موظفين حكوميين. وحرصًا على مستقبل حفيدتي فقد قررت التوقف عن الإيمان بالله". قال زوجي وهو يبتسم ابتسامة خبيثة: "كما ترين، تتمتع أمي بنوع من الفطنة! حالما سمعت أنَّ المرء يمكن أن يُعتقَل بسبب ممارسة الإيمان، توقفت على الفور– أنتِ أيضًا يجب أن تتوقفي عن الإيمان! إذا اعتُقلتِ وأنتِ مؤمنة، فإن عائلتنا بأكملها ستُجرَّ إلى هذه المحنة، وسيكون كل ذلك بسببكِ. من الأفضل أن تفكري مليًّا في هذا الأمر!". وعندما سمعت ذلك، انتابني القلق بعض الشيء وقلت لنفسي: "إذا واصلت ممارسة الإيمان والقيام بواجبي وقُبض عليَّ واعتُقلت، فسيُفصل زوجي من عمله وستتأثر ابنتي سلبًا أيضًا. ولو حدث ذلك، فسيكرهني كلاهما بالتأكيد بسبب ذلك. ربما يمكنني تجنب الذهاب إلى الاجتماعات لبعض الوقت لأتجنب توريط أسرتي في المتاعب". ولكن عندما راودتني هذه الفكرة، شعرت باضطراب شديد في قرارة نفسي. فكرت: "إذا لم أذهب إلى الاجتماعات، ولم أقم بواجبي لكي أتجنب اعتقال الحزب الشيوعي الصيني، فهل سأظل مؤهلة لأكون مؤمنة؟ وهل سأظل قادرة على بلوغ الحق؟". أسرعت بالتوجه إلى الله. وحينها تمامًا، فكرت في كلمات الله التي تقول: "لا يوجد في كل ما يحدث في الكون شيءٌ لا تكون لي فيه الكلمة الفصل. هل يوجد أي شيء خارج سيطرتي؟ كل ما أقوله نافذ، ومَنْ مِن البشر بوسعه أن يُغيِّر رأيي؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الأول). وعندما تفكرت في كلمات الله، اكتسبت فهمًا أوضح. إن مصائرنا بوصفنا بشرًا كلها بيد الله. لقد قدر الله سلفًا ما إذا كنت أنا وزوجي سنُطرد من وظائفنا أم لا، وما سيؤول إليه مستقبل ابنتي. لم تكن تلك أمور يمكن أن يقررها البشر العاديون. وإذ أدركت ذلك، قلت لهما: "إن الله هو صاحب الكلمة الفصل فيما إذا كنت سأُعتقل وما إذا كان مستقبل ابنتنا سيتأثر بذلك. إن الإنسان هو خليقة الله، ومن الطبيعي والمبرر تمامًا أن نؤمن بالله ونعبده. إني أعلم أن هذا هو ما يجب أن أفعله، لذلك لن أسايركما في نبذ الطريق القويم". فاستشاط زوجي غضبًا وبدأ في الانتقاص من شأني وتوجيه الإهانات اللفظية لي: "كوني واقعية! لقد عملنا في نظام الحزب الشيوعي الصيني لسنوات عديدة ولا تزالين لا تفهمين سياساتهم؟ من المستحيل أن تتمتع الصين بحرية دينية حقيقية. في الصين، لا يمكنكِ أن تؤمني إلا بالحزب. ومهما يكن قرار الحزب، فذلك القانون ولا يمكنكِ مخالفته. خذي حادثة ساحة تيانانمن على سبيل المثال: لم يكن أولئك الطلاب يفعلون شيئًا سوى محاولة تحقيق الديمقراطية والحرية، لكن الحزب الشيوعي الصيني قمعهم بوحشية، بل إنه اتهمهم زورًا بالتحريض على الشغب والثورة، وقد اعتُقل العديد منهم وسُجِن بسبب ذلك. وكان هناك حتى بعض الطلاب الذين دهستهم الدبابات. إن مجرد التفكير في ذلك يصيبني بالقشعريرة. فكري في الأمر: إذا كان بإمكانهم التصرف بهذه الوحشية تجاه الطلاب، فهل تعتقدين حقًّا أنهم سيتساهلون معكم أيها المؤمنون؟ عليكِ أن تستشعري نذر الخطر، فأنتِ مواطنة صينية، وبالتالي لا يمكنكِ أن تؤمني إلا بالحزب الشيوعي الصيني ولا يمكنكِ أن تؤمني بالله إطلاقًا". عندما سمعت حجة زوجي، قلت لنفسي: "إن الحزب الشيوعي الصيني وحشي للغاية وشرس وإبليسي حقًّا. إذا أصررت على الإيمان بالله وقُبض عليَّ، فمن المؤكد أنهم سيبرحونني ضربًا حتى الموت". ولم يسعني إلا أن أشعر بشيء من الخوف. عندها فقط تذكرت كلمات الرب يسوع التي تقول: "وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (متى 10: 28). لقد ملأتني كلمات الله بالإيمان – فكل الأحداث والأِشياء بيد الله، وبدون إذن الله ليس بمقدور الحزب الشيوعي الصيني أن يمسني بأي سوء. وحتى لو اعتُقلت في النهاية وضُربت حتى الموت أو أُصبت بإعاقة، فسيكون ذلك كله بإذن الله. لو استطعت أن أتمسك بشهادتي وأذل الشيطان، فلن أكون قد عشت حياتي سُدى. لم يكن بإمكاني أن أتقيد بما قاله زوجي لتوِّه، وأن أعيش حياة مهينة تحت سلطة الشيطان مثله. كان عليَّ أن أتكل على الله لأتمسك بشهادتي.
وبعد أن رأى زوجي أنني ما زلت لم أنبذ إيماني، كان كثيرًا ما يتصيَّد عيوبي ويقلل من شأني ويوبخني، وكان حتى ينتقدني أمام ابنتي لعدم قيامي بالعمل الذي كان يجب أن أقوم به. بدأت حماتي أيضًا ترمقني بنظرات قذرة وتعنِّفني، قائلة إن لدي متسع كبير من وقت الفراغ لأن أهدر وقتي في أشياء عديمة النفع، وأهمل مستقبل ابنتي وأسرتي لصالح إيماني. وباستثناء ابنتي، لم يكن أحد يخاطبني – وبدا الأمر وكأنه لم يعد لي مكان في العائلة. وبمرور الوقت، بدأت أشعر بالضعف بعض الشيء، فأتيت أمام الله في صلاة وطلب، ورأيت هذه الفقرة من كلمات الله: "إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ الناس في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد بسبب إيمانهم بالله...إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ ينفذ الله عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يقوم من خلال هذه الصعوبة بأحد مراحل عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). من خلال كلمات الله تعلمت أن نظام الحزب الشيوعي الصيني هو نظام الشيطان. إن الحزب الشيوعي الصيني يكره الله والحق بعمق، ولذلك فإن أولئك الذين يؤمنون بالله في الصين يخضعون جميعًا لا محالة لقمع الحزب الشيوعي الصيني. ومع ذلك، فإن حكمة الله تُمارس على أساس مخططات الشيطان، ويستخدم الله البيئات الصعبة التي أوجدتها اعتقالات الحزب الشيوعي الصيني وقمعه لتكميل إيماننا. لقد كان زوجي يساير الحزب الشيوعي الصيني في اضطهاده لي، ورفضتني عائلتي؛ وكنت أعاني، وشعرت ببعض الإذلال، لكن هذه هي المعاناة المصاحبة للسعي إلى الحق والسير في الطريق القويم، ولذا كان الأمر يستحق العناء. لا ينبغي أن أغرق في السلبية والضعف، وهو ما كان مؤلمًا لله. كان عليَّ أن أتمسك بشهادتي له! عندما أدركت ذلك، لم أعد أشعر بالحزن الشديد واكتسبت إيمانًا متجددًا.
بعد ذلك، كان زوجي وحماتي يتناوبان على مراقبتي، وكانا لا يدعاني أجتمع أو أقرأ كلام الله. ومع ذلك، لم أسمح لهم بتقييدي، وكنت أنسلُّ خفيةً في غفلة منهم لحضور الاجتماعات وقراءة كلام الله ليلًا تحت الأغطية باستخدام مصباح يدوي. لكن بعد ذلك، عندما كنت ذاهبة ذات يوم إلى أحد الاجتماعات، أمسكت بي حماتي، وبينما الدموع في عينيها، قالت: "أرجوكِ يا ابنتي، أرجوكِ توقفي عن الإيمان بالله. إذا قُبض عليكِ، فماذا سيحل بعائلتنا؟ لقد قال ابني إنكِ لو واصلتِ على هذا المنوال، فسيُطلقكِ. أنتِ زوجة ابن صالحة، ولا أريد أن أخسركِ ولا أستطيع تحمُّل رؤية عائلتنا وهي تتفكك". كان من الصعب حقًّا رؤية حماتي هكذا والدموع تبلل وجنتيها. في الماضي، كانت تعاملني دائمًا مثل ابنتها، ولم أستطع أن أحتمل رؤيتها تعاني هكذا، لذلك عقدت الشركة معها: "أماه، لقد قرأتِ بنفسكِ كلام الله، لذا فأنتِ تعلمين أن الله خلق البشر والسماوات والأرض وكل شيء. إن حياتنا وكل ما نتمتع به مستمد منه. والإيمان بالله وعبادته أمر طبيعي ومبرر تمامًا. لقد عبر الله القدير في الأيام الأخيرة عن العديد من الحقائق ليخلِّصنا من الخطيئة. إذا تخلينا عن إيماننا لأننا خائفون من الاعتقال، فسنفقد فرصتنا في أن نُخلَّص. وأيضًا، إني أسلك طريق الحياة القويم في إيماني بالله، فإذا انهارت عائلتنا، ألا يقع الخطأ على عاتق الحزب الشيوعي الصيني؟ إن الحزب الشيوعي الصيني هو الشرير الحقيقي هنا. يجب أن نتمسك بشهادتنا طوال هذه المحنة ولا نخون الله". فأجابت حماتي بغضب: "أعلم أنه من الجيد أن أؤمن بالله، ولكن كيف يمكنني أن أجرؤ على مواصلة الإيمان الآن بعد قيام الحزب الشيوعي الصيني بشنِّ اعتقالات؟ إذا أصررتِ على الإيمان بالله، فلن يكون أمامي خيار سوى الوقوف إلى جانب ابني من أجل عائلتنا". كل ما أمكنني فعله هو أن أقول لها: "إذا كنتِ تريدين التخلي عن إيمانكِ، فهذا اختياركِ، لكن أرجوكِ لا تسايري الحزب الشيوعي الصيني في عرقلتي واضطهادي لإيماني بالله. لتعلمين أنني أؤمن بالإله الحقيقي وأتبع الطريق الحق. وحتى لو اعتُقلت وزُجَّ بي في السجن، فسأواصل إيماني بالله حتى النهاية". عندما سمعت ذلك، غادرت غاضبة وعادت إلى غرفة نومها حانقة، وصفقت الباب في طريقها للخروج.
وعندما عاد زوجي إلى المنزل وسمع أنني كنت في الخارج في أحد الاجتماعات، استجوبني بغضب قائلًا: "هل تتمنين الموت أو شيء من هذا القبيل؟ أتعتقدين أن ما يقولونه على الإنترنت مجرد مزحة؟ لقد ورد ذلك من الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للأمن العام. أتعلمين أن العديد من المؤمنين بالله القدير قد اعتُقلوا بالفعل، وحُكم على بعضهم بالسجن أو الضرب حتى الموت أو الإصابة بالعجز؟ فلا تدعي إيمانكِ يتسبب في إتعاس عائلتنا!". وفي نوبة غضب عارمة، راح يفتش في غرفة نومنا بحثًا عن كتبي التي تحتوي على كلام الله وألقى بمصباحي اليدوي، الذي كنت أستخدمه للقراءة، على الأرض وهو يصرخ: "إذا لم تتخلي عن إيمانكِ، وأصررتِ على مواصلة الإيمان بالله، فلن تعودي جزءًا من هذه العائلة! أشعر بالخوف والتوتر كل يوم من جرَّاء إيمانكِ بالله. أتعلمين أننا قد نفقد وظيفتينا إذا اعتُقلتِ؟ إن زوجة زميلي دائمًا ما تثير مسألة إيمانكِ معي، وقد أصبح الأمر محرجًا للغاية بالنسبة لي في العمل. لقد أفقدتِني ماء وجهي تمامًا! يلزمني جواب منكِ اليوم: هل تختارين إيمانكِ أم عائلتنا؟ إذا اخترتِ عائلتنا، فعليكِ أن تعيشي حياة طبيعية بشكل صحيح في البيت، ولن تقع عليكِ أي التزامات، وسأعطيكِ مالًا كل شهر لتلعبي الماهجونغ. سأعطيكِ كل ما تحتاجينه. وإن أصررتِ على مواصلة الإيمان بالله، فسأُطلّقكِ، ولن تحصلي على أي نصيب في ممتلكاتنا ولن يُسمح لكِ برؤية ابنتنا". لقد صُدمت عندما رأيت كيف صار زوجي قاسيًا بلا قلب، وانهمرت الدموع من عينيَّ وشعرت بألم شديد. كنت قد عملت بجد لأجني المال لأسرتنا، وكنا قد رممنا المنزل للتو، والآن كان زوجي على وشك أن يتركني أرحل بعد أكثر من عشر سنوات من الزواج السعيد فقط لحفظ ماء وجهه وتطلعاته المستقبلية. وعندئذ، اتضح أن زواجنا لم يكن موجودًا إلا بالاسم فحسب. فأجبته قائلة: "حتى لو تركتني صفر اليدين بعد طلاقنا، فسأظل أختار اتباع الله". وبصوتٍ خبيث بغيض أجاب: "إذا كنتِ ستختارين اتباع الله، فلن أسهِّل عليكِ الأمر. سأرسلكِ إلى مكتب الأمن العام، وسيعرفون كيفية التعامل معكِ!". وبذلك، أطلعني على رسالة كان قد طبعها ورد فيها: "إن زوجتي تؤمن بالله القدير وهي الآن يتعذر إنقاذها. لقد حاولت كل ما بوسعي لكنها لا تصغي إليَّ فحسب، لذلك ليس لدي خيار سوى أن أطلب من مكتب الأمن العام مساعدتي في التعامل مع زوجتي. وإذا تطلب الأمر أي مساعدة، فسأمتثل للأمر بالكامل". وعندما رأيت تلك الرسالة، استشطت غضبًا، وقلت لنفسي: "أي نوع من الأزواج هو؟ إنه ليس سوى إبليس! من الواضح أنه على علمٍ بمدى وحشية معاملة الحزب الشيوعي الصيني للمؤمنين بالله، لكنه لا يزال على استعداد لإرسالي إلى مكتب الأمن العام. أليس يرسلني فعليًّا إلى حتفي فحسب؟". كان مقلقًا لي للغاية أن أرى زوجي وقد فقد إنسانيته تمامًا، وأصبح الآن قادرًا على فعل أي شيء. "إذا اقتادني حقًّا إلى مكتب الأمن العام، فماذا سأفعل حينها؟ إنهم متخصصون في الإيذاء بل وقتل المؤمنين هناك". وكلما فكرت في الأمر، ازداد خوفي، ولذلك كنت أصلي إلى الله باستمرار، سائلةً إياه أن يمنحني الإيمان والقوة. بعد الصلاة، تذكرت فقرة من كلمات الله كنت قد قرأتها أثناء عباداتي: "يجب ألا تخاف من هذا وذاك؛ فمهما كانت المصاعب والأخطار التي ربما تواجهها، فأنت قادر على أن تظل ثابتًا أمامي، ولا يعرقلك أي عائق، حتى تُنفَّذ مشيئتي دون أي عرقلة. هذا واجبك...لا تخف؛ فَمَنْ ذا الذي يستطيع أن يسد هذا الطريق إذا كان دعمي موجودًا؟ تذكَّر هذا! لا تنسه!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). لقد ملأني كلام الله بالقوة والإيمان – إن الله هو درعي، لذا لا يوجد ما أخاف منه. وبإيمان راسخ قلت لزوجي: "حتى لو سلمتني إلى مكتب الأمن العام، فسأظل أؤمن بالله. يجب أن تعرف أن الحزب الشيوعي الصيني لا يمكنه إلا أن يعذب جسدي بوحشية، لكنهم لن يدمروا إرادتي في اتباع الله أبدًا. مهما اضطهدوني، فسأواصل الإيمان بالله حتى لو كان ذلك يعني موتي!". وبعد أن رأى زوجي مدى إصراري على إيماني، هزَّ رأسه باستسلام وقال: "آه، لا، لقد تجاوزتْ مرحلة الإنقاذ!". وإذ رأيت كيف أنَّ زوجي قد نفدت افكاره، شكرت الله من صميم قلبي على منحي الإيمان لأثبت على موقفي.
بعد العشاء، جلستُ على سريري وتأملت في كل ما حدث في ذلك اليوم وأدركت أنني لا أستطيع مواصلة العيش في ذلك المنزل. وبينما كنت أفكر في ذلك، بدأت أشعر ببعض الحزن وعدم الرغبة في الفراق وانهمرت الدموع من عينيَّ. عندما رآني زوجي أبكي، حاول إغرائي مرة أخرى، قائلًا: "إذا وعدتني ألا تؤمني بالله، فلن أُطلِّقكِ ولن أرسلكِ إلى مكتب الأمن العام. وعندها يمكن لعائلتنا أن تواصل العيش في وئام كما كانت من قبل". فأجبته: "لقد عبر الله القدير عن الحقائق ليقوم بعمل الدينونة وتطهير البشرية. يجب علينا جميعًا أن نقبل الحق ونأتي أمام الله في توبة لكي يُخلِّصنا. هذا هو مخرجنا الوحيد. تقع الكوارث في هذه الأيام بمقدار أكبر من أي وقت مضى – إذا استمررتَ في مجاراة الحزب الشيوعي الصيني في عرقلة إيماني بالله واضطهاده، فستقع ضحية هذه الكوارث وستُعاقب!". لم يتقبل زوجي ما كنت أقوله وردَّ بغضب: "لا تثيري موضوع إيمانكِ أمامي. وحتى لو كان الله القدير حقًّا هو الإله الحق، فسأظل لا أؤمن به. إذا كنتِ لا تزالين تصرين على الإيمان بالله، فسوف يكون اقتيادك إلى مكتب الأمن العام هو أول ما أفعله غدًا!". وعندما رأى أنني لم أكن أصغي إليه، استشاط غضبًا، وأمسك بي على السرير، وصفعني على وجهي وبدأ بخنقي وهو يقول: "لم يضر إيمانكِ بعائلتنا فحسب، بل يشعرني بالتعاسة أيضًا. سنرى إذا كنتِ لا تزالين تؤمنين بالله بعد أن أوسعكِ ضربًا حتى الموت!". وبينما كنت أقاوم بشدة لتحرير نفسي، سمعت حماتي الضجة ودخلت إلى غرفة نومنا. فوبختني قائلة: "لقد مزق إيمانكِ أواصر هذه العائلة والآن يُتعس ابني أيضًا". أثار هذا غضبي، وقلت لنفسي: "السبب الحقيقي وراء وقوع عائلتنا في حالة من عدم التوافق هو أنكما صدقتما شائعات الحزب الشيوعي الصيني وبدأتما في اضطهادي بسبب ممارستي الدينية. إنه ببساطة أمر غير معقول تمامًا أنكما تقولان إنَّ ذلك كله خطأي، بدلًا من أن تكرها الحزب الشيوعي الصيني. لا يمكنني مواصلة العيش هكذا". كنت في أشد حالات الغضب لدرجة أنني ركضت نحو النافذة واستعددت للقفز منها وإنهاء حياتي. وبينما كنت على وشك القفز من النافذة، أشارت إليَّ حماتي وقالت: "هيا اقفزي. اقفزي من النافذة، لن يضحي أحد بحياته من أجلكِ!". عندما قالت ذلك، عدت فجأة إلى رُشدي وتذكرت كلمات الله التي تقول: "أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا مخلصين لله، وخاضعين لترتيبه. فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). وبينما كنت أتفكر في كلمات الله، لم أستطع كبح دموعي من الانهمار على وجهي. على الرغم من أن عائلتي لم تفهمني، بل إنها اضطهدتني، استمر الله في إنارتي وإرشادي، ليُظهر لي ما كان مقصده. في مثل هذه البيئات، علمت أنه يجب أن أتكل على الله وأتمسك بإيماني به وأتمسك بشهادتي لأذل الشيطان. ومع ذلك لم أطلب مقصد الله وأردت أن أهرب من خلال الموت عندما واجهت شيئًا من الاضطهاد. ألم أقع في مكيدة الشيطان فحسب؟ لقد كنت في غاية الحماقة وفشلت في أن أقدم الشهادة. لم أستطع الاستمرار في السماح للشيطان بخداعي، فقد توجب عليَّ مواصلة العيش والإيمان بالله والقيام بواجبي مهما اضطهدتني عائلتي.
وعندما أدرك زوجي أنه لا يستطيع منعي من ذلك، استدعى عمه. قال لي العم: "سمعت أنكِ تصرين على مواصلة الإيمان بالله. وكما تعلمين، إذا قُبض عليكِ، فسيؤثر ذلك على العائلة بأكملها وسيُطلّقكِ ابن أخي. إذا كتبتِ الليلة تعهدًا ينص على أنكِ لن تؤمني بالله، فسيمكن لهذه العائلة البقاء معًا". وحينئذٍ ناولني زوجي قلمًا وورقة وطلب مني كتابة التعهد. تسارعت الأفكار في رأسي: "إن نتطلق حقًّا، فماذا سيحل بابنتنا؟ إنها لا تزال صغيرة، ولولا اعتنائي بها قد تتعرض لمضايقات الآخرين. لو تزوج زوجي ثانية، فهل ستسيء زوجة الأب معاملتها؟ هل ستنمو بصحة جيدة؟ إذا وافقتُ في الظاهر على كتابة التعهد وأبقيت إيماني سرًّا، فستبقى العائلة متماسكة ويمكنني مواصلة الإيمان. ألا يمنحني ذلك أفضل ما في الأمرين؟". لكن التفكير في القيام بذلك أشعرني بعدم الارتياح، لذا صليت إلى الله طالبةً منه كيفية التصرف بما يتماشى مع مقصده. بعد الصلاة، خطر لي أن كتابة التعهد ستعدّ خيانة لله. أدركت أنني كدت أُخدَع مرة أخرى بحيل الشيطان. إذا كتبت هذا التعهد، فإنني بذلك أخون الله وأفشل في أن أقدم الشهادة، لذلك لم أستطع كتابته إطلاقًا. وعندما لم أكن قد بدأت بعد في كتابة التعهد، صرَّ عم زوجي أسنانه وقال: "هل سيقتلكِ حقًّا أن تتوقفي عن الإيمان بالله؟ لو تصرفت زوجتي مثلكِ، لكنت قد كسرت ذراعيها وساقيها. لنرى حينئذٍ ما إذا كانت لا تزال قادرة على ممارسة الإيمان!". أصابتني كلماته بالغثيان وتساءلت كيف يمكن لأي إنسان أن يتلفظ بمثل هذه القذارة. ألم يكن يتحدث مثل إبليس؟ فرددت بغضب: "لن أكتب هذا التعهد!". حالما قلت ذلك، انتزع زوجي بغضب عقد الطلاق الذي كان قد كتبه، ووقَّع باسمه دون تردد. وقد نص العقد على أن المنزل وابنتنا سيؤولان إليه جميعًا، بينما لن أحصل على أي ممتلكات أو حقوق زيارة لابنتنا. وعلى الرغم من أنني كنت قد هيأت نفسي ذهنيًا للطلاق قبلًا، كنت ما أزال أشعر بشيء من الضعف عندما وقع أخيرًا في الحياة الواقعية. لقد عملت جاهدةً لأصل بعائلتنا إلى ما وصلنا إليه، والآن سأُترك من دون منزلنا ومن دون إمكانية الوصول إلى ابنتنا. لم أستطع تحمل ترك هذه العائلة وترك ابنتي، لكن زوجي كان يمارس الضغط عليَّ ولم أستطع أن أتخذ قراري فحسب. عندئذٍ، تذكرت فقرة من كلمات الله. يقول الله القدير: "يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تربح المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد حياة من الكرامة والنزاهة من أجل متعة لحظية. يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). بعد قراءة كلمات الله، أدركت أن المعاناة من أجل الوصول إلى الحق ذات قيمة ومغزى. وحدها الحياة التي يقضيها المرء في السعي إلى الحق في إيمانه هي التي ذات معنى. وإذا انتهى بي الأمر بأنني عشت نمط حياة هانئ لأنني سعيت إلى حياة عائلية متآلفة وإلى ملذات الجسد، لكنني خسرت فرصة الحصول على خلاص الله، فسأندم على ذلك لبقية حياتي. وبالنسبة إلى مستقبل ابنتي وما كانت ستتحمله من معاناة، فقد قدَّر الله كل ذلك سلفًا بالفعل. حتى لو بقيت إلى جانبها، لما استطعت أن أضمن لها أن تعيش كل يوم في صحة جيدة، ناهيك عن أن يمكنني تغيير مصيرها. كان يتوجب عليَّ أن أترك مصيرها لله وأخضع لترتيباته وتدابيره. وبمجرد أن فهمت مقصد الله، شعرت أن لديَّ طريقًا للمضي قُدمًا ولم أشعر بضيق شديد. وبعد ذلك، تذكرت فقرة أخرى من كلمات الله تقول: "أي شخص لا يعترف بالله هو عدو؛ بمعنى أن أي شخص لا يعترف بالله المُتجسِّد – سواء كان ضمن هذا التيار أو خارجه – هو ضد المسيح! مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الشياطين، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟" "لا ينسجم المؤمنون وغير المؤمنين، بل بالأحرى يعارضون بعضهم بعضًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). وبينما كنت أتفكر في كلمات الله، عدت بذاكرتي إلى الوراء عندما سمع زوجي أن الحزب الشيوعي الصيني سيعتقل المؤمنين بالله ويضطهدهم، وبدأ هو في اضطهادي، ولم يسمح لي بقراءة كلام الله، ومنعني من الاجتماع بالإخوة والأخوات، واستخدم أي وسيلة ضرورية لعرقلة ممارستي للإيمان، بل ذهب إلى حد التهديد بإرسالي إلى مكتب الأمن العام حيث كنت سأواجه خطرًا مُحتّمًا. والآن كان يجبرني على كتابة تعهد بعدم ممارسة الإيمان، ويتوعدني بأن يُطلّقني ويطردني ويتركني صفر اليدين إن لم أكتبه. أدركت أن زوجي لم يكن سوى إبليس مقاوم لله وكاره للحق. وبالنظر إلى أنه كان يتبع الحزب الشيوعي الصيني في مقاومة الله بينما طلبتُ أن أتبع الله وأسلك الطريق القويم، فمن الواضح أننا كنا نسير في مسارين مختلفين ولم نكن لنعاني إلا إذا بقينا معًا. وإذ أدركت ذلك، صرتُ قادرة على مواجهة الموقف الحالي بهدوء، وعزمت على التوقيع باسمي على أوراق الطلاق.
من خلال اختبار هذه المحنة، أدركت طبيعة الحزب الشيوعي الصيني البشعة والبغيضة والمقاوِمة لله. كما تقول كلمات الله: "الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية! ... لماذا تضع مثل هذه العقبة المنيعة أمام عمل الله؟ لماذا تستخدم مختلف الحيل لخداع شعب الله؟ أين هي الحرية الحقيقية والحقوق والمصالح المشروعة؟ أين العدل؟ أين الراحة؟ أين المودّة؟ لماذا تستخدم حيلًا مختلفة لتخدع شعب الله؟ لماذا تستخدم القوّة لتعيق مجيء الله؟ لماذا لا تسمح لله أن يجول بحرية في الأرض التي خلقها؟ لماذا تطارد الله حتى لا يجد مكانًا يسند فيه رأسه؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)]. إن حكم الحزب الشيوعي الصيني هو حكم الشيطان نفسه. ولتعزيز استقرار حكمهم الاستبدادي، يقاوم الحزب الشيوعي الصيني الله بوحشية ويبذل كل ما في وسعه لإرباك عمل الله في خلاص البشرية وتدميره. إنهم يستخدمون وسائل الإعلام للتشهير والافتراء على الله وإدانته والتجديف عليه، وهم يتبنون أيضًا كل أنواع الاستراتيجيات لاعتقال المسيحيين وقمعهم، ويضللون عائلات المسيحيين ويحرضونهم على اضطهادهم والاعتداء عليهم، مما يتسبب في تفكك أُسرهم. ورغم ذلك فإنهم يقلبون الحق رأسًا على عقب ويزعمون أن المؤمنين ينبذون عائلاتهم؛ يا لدناءتهم وشرهم! من خلال اختبار هذا الاضطهاد، اكتسبت تمييزًا للطبيعة الحقيقية لكراهية زوجي للحق. توصلت أيضًا إلى فهم أن الله هو الوحيد الذي يمكنني الاتكال عليه حقًّا. عندما كنتُ في أضعف حالاتي وأشدها بؤسًا، أنارني كلام الله وأرشدني المرة تلو الأخرى، وغرس فيَّ الإيمان والقوة وأتاح لي بأن أدرك حقيقة مكائد الشيطان الشريرة حتى تمكنت من الصمود في وجه الظلم. من الآن فصاعدًا، سأواصل السعي إلى الحق وأتمم واجبي بشكل جيد لأردَّ الجميل لله.