68. معاناة التعذيب خلف القضبان
ذهبت ذات صباح في شهر نوفمبر من العام 2004 إلى منزل أخت كبرى لحضور اجتماع. وعندما كنت على وشك طرق الباب، انفتح الباب فجأةً وأمسكتني يدان وسحبتاني إلى الداخل. حدق بي رجل، وتكلم بصوت عميق مُدوِّ، وهددني قائلًا: "إياك أن تتكلم!" أمسكني رجل آخر من حلقي وركلني في قصبة ساقي بينما كان يسألني عما أفعله هناك وكم عدد الناس الذين سيأتون. أدركت أن هذين الرجلين كانا من الشرطة، وشعرت بالقلق قليلًا، وقلت: "أنا هنا لتوصيل المياه وتحصيل فاتورة المياه". فقال أحدهما: "أنت تشين هاو، أليس كذلك؟" شعرت بالصدمة، فكيف عرفا اسمي؟ قبل أن يتاح لي الوقت لرد الفعل، بدآ بتفتيشي وصادرا مفكرة وأكثر من 600 يوان صيني من جيوبي، ثم قيدا يديَّ بالأصفاد. سمعت شخص ما يقول: "لم تكن مراقبة هذا المكان لمدة شهر مضيعة على كل حال". أدركت أنهم كانوا يراقبون المنزل لبعض الوقت. وبعد حوالي خمس دقائق، وصل ثلاثة رجال شرطة بثياب مدنية. نظر إليَّ أحدهم بدهشة وقال: "ماذا تفعل هنا؟ ماذا تفعل باختلاطك مع هؤلاء الناس؟" كان هذا الرجل يُدعى ليو وكانت أخته الصغيرة زميلتي في العمل عندما آمنت بالرب يسوع. كان قاسيًا وشريرًا على وجه الخصوص وطلب من مرؤوسيه أن يأخذوني. شعرت بالخوف الشديد عندما فكرت في أنه عند اعتقال إخوة وأخوات آخرين في الماضي، تعرضوا غالبًا لشتى صنوف التعذيب، بل وإن بعضهم ضُرب حتى الموت. لم أعرف ما إذا كانت الشرطة ستعذبني أو تقتلني، ولذلك صلَّيت إلى الله وطلبت منه أن يحميني وأن يمنحني الإيمان والقوة للتمسك بشهادتي له. ثم فكرت في قول الرب يسوع: "وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (متى 10: 28). هذا صحيح، فالشرطة يمكنها قمعي جسديًا ولا يمكنها أن تسلب روحي. شعرت بخوف أقل مع إرشاد كلام الله.
نقلوني بعد ذلك إلى مركز الشرطة المحلي. قال الرجل الذي يُدعى ليو لرجال الشرطة الذين أحضروني متصنعًا نبرة صادقة: "لا تعاملوه بمنتهى القسوة. إنه شخص أمين ونعرف أحدنا الآخر منذ فترة طويلة". ثم قال لي بجدية زائفة: "أخبرنا فقط بما تعرفه. فالقليل من الممارسة الدينية ليس مشكلة كبيرة. إن اعترفت يمكنك العودة إلى المنزل. لقد مر أكثر من عام منذ أن كنت في المنزل، أليس كذلك؟ تمعن في الأمر. عندما يحين الوقت، أخبرنا فقط بما نريد أن نعرفه وأنا أضمن لك أنك ستكون على ما يرام". عندما سمعته يقول ذلك، تعثرت قليلًا وقلت لنفسي: "نظرًا لأننا نعرف أحدنا الآخر ونظرًا لأنه رئيس فريق التحقيق الخاص، ربما إذا كشفت بعض المعلومات الأقل أهمية وفزت بثقته، فسوف يطلق سراحي". وبينما كنت أفكر في هذا، فكرت فجأةً في كلام الله: "في كل وقت يجب أن يحترس شعبي من خطط الشيطان الماكرة …بحيث تتفادوا السقوط في فخ الشيطان، الذي لو حدث سيكون قد فات أوان الندم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الثالث). أدركت أنني كدت أنخدع بحيلة الشيطان الماكرة. كان هذا الضابط ليو شخصًا ماكرًا ومتواطئًا – فكيف كان لي أن أصدق ما قاله؟ أراد فحسب أن يحصل على معلومات مني عن الكنيسة ويجعلني أخون الله. أغلقت فمي بعد أن توصلت إلى هذا الإدراك. ثم سألني ضابط آخر: "أين كنت تُبشِّر؟ مع من كنت تجتمع؟ من قائدك؟ أين تحتفظ الكنيسة بأموالها؟" ولكن مهما استجوبني لم أنطق بكلمة واحدة.
نقلوني إلى معتقل المقاطعة في حوالي الساعة الثالثة مساءاليوم نفسه. أخذني ضابط هناك إلى غرفة وأمرني بخلع ملابسي كلها ورفع ذراعيَّ ثم الدوران حول نفسي. عندما لم أبدأ بالدوران، ركلني ركلةً سريعة ثم طلب مني الجلوس القرفصاء بمستوى منخفض ثلاث مرَّات. شعرت بالغضب والإذلال. نُقلت بعد ذلك إلى زنزانة سجن مكتظة بأكثر من ثلاثين سجينًا في مساحة تقل عن 20 مترًا مربعًا. وبمجرد دخولي إلى الزنزانة، لوى سجينان ذراعيَّ خلف ظهري، وتناوبا على سحبي ودفعي إلى الأمام في عرض استهزائي بي حول الغرفة قبل أن يركلاني على الأرض. صُدمت جبهتي بالأرض وبدأت تنزف. ضحك السجناء وقال أحدهم: "يبدو أن الطائرة لم تضغط على الفرامل". وقال آخر: "لدينا الكثير لنُعلِّمك إياه. سوف تتعلم في الوقت المناسب". قلت لنفسي: "لقد وصلت للتو وهم يعذبونني بالفعل هكذا. فكيف سأبقى على قيد الحياة هنا؟ هل سأقدر على تحمُّل هذا؟" صلَّيت في قلبي إلى الله متوسلًا إياه أن يحفظ قلبي لأتمكن من التمسك بشهادتي. وعندئذٍ فكرت في كلام الله الذي يقول: "إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ يقوم الله بتنفيذ عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمَ من خلال هذه المعاناة مرحلةً واحدةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس. ويقوم الله بعمله في التطهير والإخضاع من خلال معاناة الناس ومقدرتهم، ومن خلال كل الشخصيات الشيطانية التي لدى الناس في هذه الأرض النجسة، لينال المجد من هذا الأمر ويكسب أولئك الذين يشهدون لأعماله. هذا هو المغزى الكامل لكل التضحيات التي قدمها الله لهذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). عند التفكير في كلام الله، أدركت أن الله يستخدم هذه البيئة لتكميل إيماننا. فقد اعتقلتني الشرطة وعذبتني بسماح من الله. وقد كان يأمل أن أتمسك بشهادتي له لإذلال الشيطان. كان من دواعي شرفي بالفعل أن تتاح لي الفرصة للشهادة لله. فكرت في كيفية صلب الرب يسوع لفداء البشر وكيف أنه بعد أن تجسد الله في الأيام الأخيرة ليُخلِّصنا، تعرَّض لملاحقة الحزب الحاكم واضطهاده، وتعرَّض لتشهير العالم الديني ورفضه، وعانى جميع أنواع المشقة والإذلال. ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال الله يُعبِّر عن الحق ويعولنا. فماذا كانت هذه المعاناة الضئيلة مقارنةً بفرصة اتباع الله، وطلب الحق، ونيل خلاص الله؟ عندما أدركت ذلك، شعرت بأنني أقوى نوعًا ما وقلت لنفسي: "مهما عذبوني، يجب ألا أكشف أي معلومات عن الكنيسة أو أخون الله".
جاء رجال الشرطة لاستجوابي مرَّة أخرى في صباح اليوم الرابع. استجوبوني بشأن تفاصيل متنوعة ترتبط بالكنيسة وأظهروا لي عدة صور لأناس وطلبوا مني تحديد هويتهم، قائلين إن هؤلاء الناس قد حددوا هويتي بالفعل. كنت أعرف أن هذه حيلة أخرى من حيلهم الماكرة، إذ أرادوا خداعي للوشاية بإخوتي وأخواتي، ولذلك تجاهلتهم. في نهاية المطاف، بعد أن أدركوا أنني لن أقول أي شيء، أعادوني ووضعوني في زنزانة مختلفة. عندما دخلت سمعت الضابط يقول للسجناء في الزنزانة: "هذا الشخص مؤمن. تأكدوا من "الاعتناء به جيدًا". ثم تقدم إليَّ سجين شاب وقال إنه سوف "ينظف أذنيَّ". شدَّ هو وسجين آخر أذنيَّ في اتجاهين متعاكسين. بدأت أحاول دفعهما بعيدًا، لكنهما تركا أذنيّ فجأةً فسقطت على الأرض. وبمجرد أن كنت على وشك النهوض، أمسكني أحدهم من كتفيَّ ومنعني من الوقوف على قدميَّ. ثم جاء إليَّ سجين آخر قائلًا إنه سوف "يزيل اللحاء من الشجرة". ضغط بيد واحدة على ساقي بشدة، ولفَّ بنطالي إلى الأعلى ثم بدأ باليد الأخرى يفرك قصبة ساقي بقوة باستخدام كيس منظف للغسيل. لم يمضِ وقت طويل حتى تحولت ساقي إلى لون الدم وبدأت أتلوى من الألم. أما السجين الآخر الذي كان يمسكني فظل يفرك أذني. عذباني هكذا لأكثر من عشرين دقيقة. كان الألم يخترق أذني وكانت قصبة ساقي مصابة بكدمات شديدة ويسيل منها الدم. وبعد ذلك، ركلني السجين الشاب ركلة قوية على ظهري جعلتني أترنح إلى الأمام. ثم ركلني في بطني بشدة لدرجة أن ظهري كان يتلوى ألمًا. شعرت أن أعضائي الداخلية سوف تنفتح. جاء سجين آخر وركلني على ظهري، مما جعلني أتمايل على الأرض، وبعد ذلك ألقوا بطانية على رأسي وبدأوا يركلونني ويلكمونني. كان جسمي كله يتلوى ألمًا. كان يوجد جرح في جبهتي، وكان الدم يسيل من أنفي. فركوا شعري بمنظف الغسيل وأجبروني على خلع ملابسي كلها والاستحمام بماء بارد. كان ذلك في شهر ديسمبر وكان الثلج يتساقط في الخارج. كان ماء الزنزانة هو من جليد أبراج المياه الذائب وكان شديد البرودة. كنت أتجمد من الماء البارد وجسمي كله يرتجف. وبعد ذلك، أخذ سجين نصف كوب من منظف الغسيل مذابًا في الماء وقال: "يبدو أنك تتجمد. احتفظنا لك بنصف كأس من "البيرة". هيا اشربها". وعندما لم أشربها، قال: "ماذا؟ ألا تكفيك؟" ثم سكب المزيد من الماء البارد في الكأس. كانت الرغوة من المنظف تسيل على جوانب الكأس. عندما رأى أنني ما زلت أرفض الشرب من الكأس، قال: "إذا لم تشربها، فكيف يُفترض بنا أن نجعلك "تطلق مفرقعات نارية؟" بعد ذلك ثبتني سجينان على فراش وأغلقا أنفي وسكبا سائل التنظيف عبر حلقي. كان ما يقصدانه بعبارة "إطلاق مفرقعات نارية" هو إجبار الشخص على شرب سائل التنظيف ثم ضربه لإجباره على تقيؤه مرَّة أخرى. قاومت بشراسة وصرخت: "هل تحاولان قتلي؟ ألا ينطبق القانون هنا؟" سمعني أحد رجال الشرطة الواقفين للحراسة أصرخ فصاح قائلًا: "ما الذي تصرخ بشأنه؟ إنهما يساعدانك على الاستحمام – وهذا لن يقتلك! إذا صرخت مرَّة أخرى، فسوف تُصعق بالعصا الكهربائية غدًا! امتلأت غضبًا بسبب كلامه. كان جسمي كله يرتجف بسبب الماء المثلج، وكانت تورمات صغيرة تظهر على جلدي بسبب البرد. بينما كنت أمد يدي المرتجفة لألتقط ملابسي وأرتديها، ركلني سجين وطرحني أرضًا. وبما أن ظهري كان يتلوى ألمًا، حاولت النهوض للوقوف على قدميَّ، ولكن ثبتني سجينان آخران على الجدار فورًا، وبعدها هرع 13 سجينًا تجاهي وبدأوا بضربي وكأنني كيس ملاكمة. نادى سجين حُكم عليه بالإعدام قائلًا: "حسنًا، ليلكمه كل واحد منكم عشر مرَّات". ثم وقف جانبًا وكان يعد عدد اللكمات التي يضربني إياها كل سجين. شعرت بعذاب رهيب لدرجة أن ظهري كان يتقوس، وكان صدري ومعدتي يتلويان من الألم المبرح وبالكاد كنت أستطيع التنفس. بعد ذلك، جاء سجين آخر وضربني بشدة على قفاي مرَّتين بأصفاده. أُصبت بالدوار والغثيان، وبدأت أشعر بالدوخة في الغرفة، وبدأت أذناي بالطنين ثم بدأت أتقيأ لفترة طويلة. وفي النهاية، كنت أتقيأ ماءً ضاربًا إلى الصفرة فقط. وضعت يدي على صدري ولم أجرؤ على التنفس بعمق، فحتى التنفس أصبح مؤلمًا. وفي النهاية، بدأت أسعل دمًا وشعرت أن جسمي صار في حالة يُرثى لها. قلت لنفسي: "سوف يضربني هؤلاء السجناء حتى الموت، ولا يعلم إخوتي وأخواتي ولا عائلتي أنني قد اُعتُقلت أو إلى أين نُقلت. إن قتلوني حقًا وتخلصت الشرطة من جثتي في مكان مجهول، لن يعرف أحد بما حدث". عندما أدركت هذا، شعرت بالخوف والضعف الشديدين، ولذلك صلَّيت إلى الله: "يا إلهي! لا يمكنني تحمُّل هذا لوقت أطول. إن استمر هذا، سوف يعذبونني حتى الموت. أطلب حمايتك لأتحمَّل هذا الألم والعذاب". وعندئذٍ فكرت في كلام الله الذي يقول: "لقد قدَّمَ إبراهيم اسحق، فما الذي قدمتموه أنتم؟ وقدَّم أيّوب كل شيء، فما الذي قدّمتموه أنتم؟ قدّم أشخاص كثيرون حيواتهم، وضحّوا بأرواحهم، وسفكوا دمائهم من أجل السعي وراء الطريق الصحيح. هل دفعتم هذا الثمن؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب). شعرت بالخجل عند مواجهة هذه الأسئلة. فكرت في القديسين على مر العصور. فنظرًا لأنهم نشروا الإنجيل وشهدوا لله، رُجم بعضهم حتى الموت، وقُطِّع بعضهم إلى أشلاء، وسُحِلَ بعضهم حتى الموت بواسطة الأحصنة. لقد قدموا حياتهم الثمينة تمسكًا بشهادتهم لله. ولكن بعد اعتقالي وضربي وتعذيبي وتهديد حياتي، أصبحت ضعيفًا وسلبيًا وتشبثت بالحياة في جُبن خوفًا من الموت. كم كنت جبانًا! فكرت في مدى انعدام ضميري عند إخفاقي في التمسك بشهادتي لله في هذه اللحظة الحاسمة، على الرغم من تمتعي بالكثير من السقاية والإعالة من كلام الله. شعرت بأنني متهم بشدة، وتعهدت بعدم الاستسلام أبدًا للشيطان مهما كان العذاب الذي ينتظرني. توقف السجناء أخيرًا عن ضربي بعد أن رأوني مستلقيًا على الأرض بلا حراك.
بعد حوالي أسبوع أو نحو ذلك، جاء الضابط ليو لاستجوابي من جديد. قال لي مستخدمًا نبرة صدق كاذبة: "صديقي القديم، لقد بحثنا في سجلاتك وليس لديك أي تاريخ من السلوك المخالف للقانون. والداك يكبران سنًا وطفلك يحتاج إليك بشدة. إنهم يأملون جميعًا في أن تعود إلى المنزل لاحتفالات رأس السنة الجديدة. تمعن في الأمر أكثر من ذلك. إذا أخبرتنا بما نريد معرفته عن الكنيسة، فسوف نطلق سراحك فورًا". عندما لم أجب، غيَّر طريقته وقال: "كما تعلم، حتى لو لم تقل كلمة واحدة لنا، فإنه لا يزال بإمكاننا الحكم عليك بالسجن من 3 إلى 5 أعوام. عليك أن تدرك أن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور – فلا تكن عنيدًا جدًا". عندما واصلت تجاهله، أعادني إلى الزنزانة لأتمعن في عرضه. عند عودتي إلى الزنزانة، فكرت في سن والدتي وكيف أنها لم تكن بصحة جيدة. لو حُكِمَ عليَّ فعلًا بالسجن من 3 إلى 5 أعوام، وحتى لو مُتُّ داخل السجن، من سيعتني بوالدتي؟ كلما فكرت في الأمر شعرت بالسوء. وفي النهاية، بدأت أفكر في أنه ربما يمكنني الكشف عن شيء غير مهم يمكن أن يمنعهم من سجني. وعندئذٍ فكرت في كلام الله الذي يقول: "لن أمنح مزيدًا من الرحمة لأولئك الذين لم يظهروا لي أي ذرة من الولاء في أوقات الشدة، لأن رحمتي تسع هذا فحسب. علاوة على ذلك، ليس لديَّ أي ود لأي أحد سبق وأن خانني، ولا أحب مطلقاً أن أخالط الذين يخونون مصالح أصدقائهم. هذه هي شخصيتي، بغض النظر عمّن يكون الشخص" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). رأيت من كلام الله أن شخصية الله البارة لا تحتمل الإثم. فالله يمقت تمامًا أولئك الذين أصبحوا مثل يهوذا، والذين يخونون الكنيسة ويخونون الله، ولن يغفر لهؤلاء الناس أبدًا. فهمت بوضوح أن الضابط ليو كان رجلًا خبيثًا وماكرًا، وأنه لو كشفت حتى عن القليل من المعلومات، سوف يجد طريقة لإجباري على الكشف عن المزيد. ومع ذلك، كنت قد صدَّقت أكاذيبه بالفعل. كم كنت أحمق! كنت أفكر في خيانة الله بسبب قلقي على عائلتي. رأيت أن إيماني بالله كان ضعيفًا حقًا. وجميع مصائرنا بين يديّ الله. سوف تكون الكلمة الأخيرة لله فيما لو تعرضت للتعذيب حتى الموت وما سيحدث لعائلتي. ينبغي أن أعهد بكل شيء بين يديّ الله وأتكل عليه لتجاوز هذه المحنة. عندما أصبحت على استعداد للخضوع، توقف سجناء الزنزانة رقم 8 عن ضربي. وبعد أن رأى الضباط أن السجناء غيَّروا موقفهم تجاهي، نقلوني إلى الزنزانة رقم 10.
ضربني السجناء في الزنزانة رقم 10 مثلما ضربني أولئك في الزنزانة رقم 8. وقبل أن تتاح لي الفرصة لرد الفعل، غطوني ببطانية وبدأوا يركلونني ويلكمونني، وقد أطلقوا على هذا اسم "صنع الزلابية". كلما كان السجناء في حالة مزاجية سيئة، كانوا يُنفِّسون عن غضبهم فيَّ. عانيت كثيرًا وشعرت بالكبت الشديد في تلك البيئة. كان مجرد أن أقضي كل يوم يُمثِّل صراعًا، ولذلك صلَّيت إلى الله طالبًا منه أن يرشدني ويمنحني الإيمان. وبعد أسبوع، قال لي سجين محكوم عليه بالإعدام: "أخبرني عن إيمانك بالرب ورتل ترانيمك لي. إن لم تفعل ما أخبرك به، سوف أضربك على رأسك بهذه الأصفاد. إياك أن تتوقف، فمهمتك الآن هي مجرد التكلم والترتيل". ولذلك، رتلت كل ما خطر ببالي، ودون حتى تفكير بدأت أرتل ترنيمة من كلام الله: "مَنْ منكم هو أيوب؟ مَنْ منكم بطرس؟ لماذا ذكرت أيوب مرارًا وتكرارًا؟ ولماذا أشرت إلى بطرس مرات عديدة؟ هل سبق وأدركتم ما آمل به لكم؟ عليكم أن تقضوا مزيدًا من الوقت في التأمّل في مثل هذه الأمور" (من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، هل شعرتم بآمال الله لكم؟). أصبحت أكثر حماسةً بينما كنت أرتل. فكرت في كيف استمر أيوب في التسبيح باسم الله حتى بعد أن فقد جميع ممتلكاته وامتلأ جسمه كله بالقروح. فكرت في بطرس الذي أمضى حياته كلها ساعيًا وراء محبة الله، وخضع لتنقيات ومشاق لا حصر لها، وفي النهاية صُلِبَ منكس الرأس على الصليب. أحب الله إلى المنتهى وخضع له حتى الموت. قدَّم كلاهما شهادة جميلة لله ونالا رضاه. يقول الله، "مَنْ منكم هو أيوب؟ مَنْ منكم بطرس؟" ربحت من كلام الله إحساسًا بتوقعاته. قلت لنفسي: "يجب أن أكون مثل أيوب وبطرس وأشهد لله". منحني ترتيل تلك الترنيمة جرعة جديدة من التحفيز. شعرت أن الله يقف بجانبي وشعرت بعزم متجدد على تحمُّل المعاناة كلها والتمسك بشهادتي. وبعد ذلك، أخبرت السجين عن كيف يسود الله على الجميع، وكيف يعاقب أولئك الذين يفعلون الشر ويكافئ أولئك الذين يفعلون الخير، وبذلك شهدت لشخصية الله البارة. أخبرته أيضًا بقصة لعازر والرجل الغني. أخبرته أن أولئك الذين يفعلون الشر سوف يعانون من الانتقام وسوف يُطرحون في الجحيم لينالوا العقاب بعد الموت. لقد جاء الله بالفعل للتعبير عن الحق والقيام بعمل خلاص البشر، ويجب على الناس قبول الحق لتحرير أنفسهم من الخطية لكي يتطهروا ويدخلوا ملكوت السماوات. بعد سماع كل ذلك، تنهد السجين وقال: "لقد فات الأوان الآن! لو كنت قد قابلت شخصًا مثلك في وقت سابق، لما وصلت إلى هذا المستوى على الإطلاق". وقال سجين آخر كان معلمًا متقاعدًا باستحسان: "لقد قابلت مؤمنين مثلك من قبل. لم أسمع قط عن ارتكابهم أي شيء غير قانوني". ثم علَّق بغضب: "في الصين لا يوجد شيء اسمه العدالة أو سيادة القانون". وبعد ذلك، توقف السجناء في تلك الزنزانة عن ضربي. عرفت أن هذه كانت علامة على رحمة الله وأنه كان يشفق عليَّ في ضعفي. تضاعف إيماني عندما رأيت سيادة الله القدير بصورة عملية.
أدانني الحزب الشيوعي الصيني في شهر ديسمبر من العام 2004 بتهمة "التبشير غير القانوني الذي يتسبب في زعزعة النظام الاجتماعي"، وحكم عليَّ بثلاثة أعوام من إعادة التأهيل مع الشغل. استشطت غضبًا عندما سمعت النطق بحكمي. كمؤمن، كنت أسير في الطريق الصحيح ولم أفعل أي شيء غير قانوني قط، لكن الحزب الشيوعي الصيني أصدر عليَّ حكمًا بالسجن ثلاثة أعوام. إنهم أشرار حقًا! وفي وقت لاحق، خطر على بالي مقطع من كلام الله: "في مجتمع مظلم مثل هذا، فيه الشياطين قساةٌ ومتوحشون، كيف يمكن لملك الشياطين، الذي يقتل الناس دون أن يطرف له جفن، أن يتسامح مع وجود إله جميل وطيب وأيضًا قدوس؟ كيف يمكنه أن يهتف ويبتهج بوصول الله؟ هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، وقد بدأوا يعاملون الله كعدو منذ وقت طويل، ويسيئون إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، ولا يظهرون أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، وليس لهم ضمير على الإطلاق، ويخالفون كل ما يمليه الضمير، ويغرون البريئين بالحماقة. الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يعارضون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). يزعم الحزب الشيوعي الصيني أنه يدعم الحرية الدينية بينما يقمع المسيحيين ويضطهدهم خلسةً، كما يضرب المؤمنين بالله ويُعذِّبهم ويسجنهم. إنهم يسعون إلى الشهرة بالخداع، وهم أشرار حتى النخاع! من خلال تجربة الاعتقال والاضطهاد شخصيًا من الحزب الشيوعي الصيني، تمكنت من التعرف إلى جوهره الشيطاني المقاوم لله. وقد قوَّى هذا أكثر من عزيمتي على اتباع الله إلى النهاية.
نُقلت في شهر يناير من العام 2005 إلى معسكر شغل وكُلفت بورشة الطباعة. كان علينا العمل حوالي 15 ساعة في اليوم، وكنا نحصل غالبًا على حوالي 3-4 ساعات فقط من الراحة يوميًا. كان علينا في كل شهر أن نعمل ساعات عمل إضافية من 10 إلى 15 يومًا، وأحيانًا كان علينا العمل طوال الليل. وبمرور الوقت، زادت حصة الطباعة لدينا من 3,000 إلى أكثر من 15,000 صفحة. ولهذا السبب، كان عليَّ أن أحمل ألواح الطباعة ذهابًا وإيابًا طوال اليوم وكنت غالبًا أقطع مسافة من 10 إلى 15 كيلومترًا يوميًا. كنت أمسك الأصباغ بيدي اليسرى بينما ألصق بيدي اليمنى باستمرار. أصابتني رائحة الأصباغ بالدوار، وأصيبت عيناي باللسع، وتشوش بصري، وأصبحت أتنفس بصعوبة. كنت أتعامل طوال اليوم مع ألم مستمر لا يطاق في ذراعيَّ وساقيَّ وكتفيَّ، وكنت من شدة تعبي أغفو وأنا واقف. أتذكر أنه ذات مرَّة أصبت بنزلة برد وبالحمى، فشعرت بدوار شديد لدرجة أنني كدت أن أسقط. عندما رأى المشرف الإداري هذا، قال إنني كنت أحاول أن أتراخى، وقال: "سوف تعمل بوتيرة مسرعة إذا ضربتك بهراوتي الصاعقة". فكرت في صبي يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا صُعِقَ لعدم قدرته على أداء العمل الشاق. أصيب بعدة حروق في أذنيه وتحولت عدة بقع من الجلد إلى اللون الأسود بسبب حروق أخرى. وفي النهاية، كان الأمر أكثر مما يستطيع تحمله، وحاول الانتحار بالتهام المسامير، لكنه لم يمت وحُكِمَ عليه بشهر إضافي من الشغل. كنت أعلم أن هؤلاء الناس شياطين يمكنهم أن يقتلونا دون أن يطرف لهم جفن وأنهم لن يتركونا نرتاح أبدًا، ولذلك لم يكن أمامي إلا تحمُّل الأمر على مضض ومواصلة العمل. بسبب عبء العمل المفرط، تشوهت أصابعي وأصبت بتكيسات في مرفقيَّ تورمت حتى أصبحت بحجم صفار البيض. كما أُصبت بالتهاب حاد في الأنف وكنت أشعر غالبًا بالدوار وضيق التنفس. وقد تسبب الجمع بين الإفراط في العمل وقلة النوم في دوار شديد لدرجة أنني كنت أترنح عند المشي وأشعر وكأنني قد أسقط في أي لحظة. بصرف النظر عن عملنا، اضطررنا أيضًا إلى المشاركة في جلسات غسيل دماغ برعاية الحزب الشيوعي الصيني مرَّتين في الشهر. وجدت أن مغالطات الحزب الشيوعي الصيني وأفكاره الهرطقية بغيضة، ولم أرغب في الاستماع. عانيت كثيرًا في معسكر الشغل هذا وافتقدت أيام الاجتماع وقراءة كلام الله مع إخوتي وأخواتي. كنت أرغب في الخروج من هذا الوضع الجهنمي واللاإنساني في أسرع وقت ممكن. صلَّيت إلى الله وطلبت منه أن يمنحني القوة ويساعدني في التغلب على تلك البيئة. وفي وقت لاحق، خطرت على بالي ترنيمة من كلام الله: "عندما تواجه المعاناة، يجب أن تكون قادرًا على التخلِّي عن الاهتمام بالجسد وعدم التذمّر من الله. عندما يحجب الله نفسه عنك، يجب أن تكون قادرًا على أن يكون لديك الإيمان لتتبعه، وأن تحتفظ بمحبتك السابقة دون أن تسمح لها بأن تتعثَّر أو تتبدَّد. مهما كان ما يفعله الله، يجب أن تخضع لتخطيطه، وتكون مستعدًا للعن جسدك بدلاً من التذمر من الله. عندما تواجهك التجارب، يجب عليك إرضاء الله حتى إن بكيت بمرارةٍ أو شعرت بالتردّد في التخلّي عن شيء تحبه. هذا وحده هو الحب والإيمان الحقيقيان" (من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، كيف تُكَمَّلُ). بينما كنت أرتل تلك الترنيمة، فهمت مشيئة الله وشعرت بالتشجيع العميق والرغبة في الخضوع لهذا الوضع الصعب والاتكال على الله وإيماني لتجاوزه. في خلال أكثر من عامين في معسكر الشغل، أصبت بالتهاب الأنف والتهاب الشُعب الهوائية والتهاب المفاصل الروماتويدي والفتق ومتاعب في المعدة. وذات مرَّة، عندما بدأ الفتق ينشط وأخذني أحد ضباط معسكر الشغل إلى العيادة الطبية، رأيت الطبيب المعالج يكسر إبرة في مؤخرة سجين ثم يستخدم ملقطًا لوقف تدفق الدم لاستخراجها. ارتعدت عندما رأيت ذلك ولم أجرؤ على العودة إلى تلك العيادة. خلال ذلك الوقت، كنت لا أستطيع السير أكثر من بضع خطوات قبل أن أشعر بالألم أسفل البطن. وكنت عندما أحاول المضي قُدمًا وأداء بعض العمل، أشعر أنني سأختنق. شعر ضباط السجن بالقلق من تحميلهم المسؤولية لو مُتُّ، ولذلك نقلوني إلى المستشفى في معسكر الشغل بالمدينة لإجراء فحص طبي أشمل. بعد إتمام الفحص الطبي، قال الطبيب متفاجئًا: "لماذا لا تزال تؤدي عملًا يدويًا؟ كيف انتظرت حتى الآن للحصول على رعاية طبية؟! سوف يتطلب فتقك عملية جراحية. كما أن كبدك ورئتاك تضخموا قليلًا، ولذلك لم تعد مناسبًا للعمل اليدوي. سوف تموت إذا واصلت العمل". ومع ذلك، أخذ الضباط بعض الأدوية لي ونقلوني مرَّة أخرى إلى معسكر الشغل. كنت قلقًا للغاية في ذلك الوقت لأنني عرفت أنه لا يزال لديَّ عام متبق في عقوبتي، ولم أكن متأكدًا مما إذا كنت سأتمكن من النجاة. وبعد ذلك، قلت لنفسي: "في غضون عامين من السجن، عُذبت من الشرطة وكدت أن أُضرب حتى الموت من السجناء، ولكن على الرغم من كل ما عانيته، لم أخن الله قط. ولذلك، كيف أصبت بمرض خطير كهذا؟ هل يمكن أن يكون مصيري حقًا هو الموت في معسكر الشغل هذا؟" صلَّيت إلى الله في خضم معاناتي: "يا إلهي! ماذا أفعل الآن؟ أرجو أن ترشدني". وبعد فترة، خطر في ذهني مقطع من كلام الله. "يجب أن تعرف ما إذا كان لك إيمان حقيقي وإخلاص حقيقي في داخلك، وما إذا كان لديك سجل من المعاناة من أجل الله، وما إذا كنت قد خضعت خضوعًا كاملاً لله. إذا كنت تفتقر إلى كل هذا، فسيبقى في داخلك عصيان وخداع وطمع وتذمر. بما أن قلبك بعيد عن الصدق، فأنت لم تتلقَّ قط تقديرًا إيجابيًا من الله ولم تحيا قط في النور" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). فيما تأملت في كلام الله، تفكرت في نفسي. عندما واجهت المرض والألم، أصبحت سلبيًا وضعيفًا، وحاولت حتى مجادلة الله. تركت قَسَمي وكنت أشكو وأتمرد. أين كان خضوعي؟ أين كانت شهادتي؟ تذكرت أنه عندما كان الحزب الشيوعي الصيني يضطهدني ويعذبني، وعندما كنت متألمًا وضعيفًا، كان كلام الله يرشدني ويمنحني الإيمان والقوة. كان الله يعمل أيضًا من خلال الناس والمواقف والأشياء ليهيئ لي طريقًا. لقد كان دائمًا بجانبي، يعتني بي ويحميني. كانت محبته لي عظيمة جدًا وعلمت أنني يجب أن أتوقف عن سوء فهمه والشكوى. مهما كان التعذيب أو المعاناة اللذين ينتظرانني، وبصرف النظر عما إذا كنت سأعيش أو أموت، كان عليَّ الاتكال على الله للمضي قُدمًا!
كلفتني الشرطة بعد شهر بمهمة مختلفة لم أضطر فيها إلى المشي بذات القدر، فتحسنت صحتي بدرجة كبيرة. شكرت الله من أعماق قلبي على محبته. أثناء وجودي في معسكر الشغل، كنت غالبًا أرتل ترانيم لنفسي بصمت. وكان لهذه الترنيمة تأثير عميق عليَّ بشكل خاص: "لقد قدَّمَ إبراهيم اسحق، فما الذي قدمتموه أنتم؟ وقدَّم أيّوب كل شيء، فما الذي قدّمتموه أنتم؟ قدّم أشخاص كثيرون حيواتهم، وضحّوا بأرواحهم، وسفكوا دمائهم من أجل السعي وراء الطريق الصحيح. هل دفعتم هذا الثمن؟ على سبيل المقارنة، أنتم لستم مؤهلين على الإطلاق للتمتع بمثل هذه النعمة العظيمة، لا تتفاخروا كثيرًا فليس لديكم شيء تتفاخرون به. يُمنح لكم هذا الخلاص والنعمة العظيمان مجانًا، فأنتم لم تضحوا بشيء، ومع ذلك تتمتعون بالنعمة مجانًا. ألا تشعرون بالخجل؟" (من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، ما الذي خصّصتموه لله؟). كلما انتهيت من ترتيل هذه الترنيمة شعرت بمنتهى الامتنان. كانت محنتي لا تُقارن بمحنة القديسين على مر العصور. فمن خلال اختبارهم لعمل الله، شهدوا جميعًا شهادة جميلة لله ونالوا رضاه. كان الله يمنحني الآن فرصة مماثلة للشهادة – وكانت هذه محبته لي! كان كلام الله يشجعني باستمرار ويرشدني طوال فترة السجن الطويلة والصعبة تلك في معسكر الشغل. ولم يكن بإمكاني فعل ذلك لولا إرشاد كلام الله في مثل هذه الظروف العصيبة.
أكملت فترة عقوبتي في شهر سبتمبر من العام 2007 وأُطلق سراحي من معسكر الشغل. وفي طريقي للخروج، أمروني بالذهاب إلى مركز الشرطة المحلي بعد العودة إلى المنزل، وإلا فسوف يُلغى تسجيلي السكني. كما هددوني قائلين إنه إذا اُعتقلت مرَّة أخرى، فسوف يُحكم عليَّ بعقوبة أشد بكثير. بعد إطلاق سراحي، ابتعدت عن منزلي لأستمر في الإيمان بالله وأداء واجبي. من خلال اعتقالي واضطهادي من الحزب الشيوعي الصيني، أدركت بوضوح جوهره الشيطاني المقاوم لله. فكلما اضطهدوني أصبحت أكثر عزمًا على اتباع الله والوفاء بمسؤوليتي ككائن مخلوق وأداء واجبي لرد محبة الله. شكرًا لله!