26. المسؤولية هي مفتاح الوعظ الجيد بالإنجيل

بقلم: ماري؛ ساحل العاج

اعتدتُ ألا آخذ واجباتي على مَحمْل الجد وتراخيت كثيرًا، وفعلت الأشياء بإهمالٍ شديد. كنتُ قد أدعو مُتلَقي الإنجيل المحتملين للاستماع إلى العِظات، لكنني لم أكن على استعداد للتحدث معهم أو السؤال عن شعورهم حيال ما سمعوه. وظننتُ أن دعوة الكثيرين ليأتوا للاستماع كانت تعني أنني كنتُ أؤدي عملي جيدًا. وعلاوة على ذلك، كان هذا أسهل بالنسبة لي. وجدت أنه من الصعب التحدث معهم؛ ليس فقط لأن الأمر يستغرق وقتًا، ولكن لأن الإجابة عن أسئلتهم تطلبت جهدًا أيضًا، لذا لم أرغب في الانخراط معهم. حسبتُ أن موظفي الإنجيل سيتحدثون معهم وسيكون ذلك كافيًا، وأنه لا يهم إن جهلت بوضعهم. قالت القائدة في اجتماع: "عندما ندعوا الناس ليأتوا لسماع العِظات، علينا أن نعرف ما يجري معهم بعدئذ، ونرى ما إن كانوا يأتون إلى الاجتماعات، وما إن كانوا يفهمون ما قيل، وما إن كان لديهم أي مفاهيم. علينا ألا نَدَّخر جهدًا في مساعدتهم بدافع المحبة، وهذه مسؤوليتنا أيضًا". لكنني خِلتُ أن الأمر كان يمثل مجرد جلبة لا داعي لها، لذا لم أُضحِّ بالقدر المطلوب أو أتحمَّل الكثير من المشقة. فسلكتُ الطريق الأسهل، ولم أفكر فيما إذا كنتُ قد حققت نتائج. ذات مرةٍ، قالت القائدة إن هناك بعض الأشخاص الذين دعوا الكثير من المستمعين، لكن القليل منهم سعى أو تحرَّى. كنتُ أعلم أنني إحدى هؤلاء الأشخاص؛ فلم أهتم إلا بالعمل السطحيِّ، ولم أحصل على نتائج حقيقية. عقب ذلك، أتت القائدة لتفحص عملي، وقالت: "كيف تسير الأمور مع أولئك المُتلقين المحتملين للإنجيل الآن؟" شعرت بالإحراج، ولم أدرِ ماذا أقول. فلم أكن على اتصال بالكثيرين منهم، ولم أقدم المساعدة والدعم لبعض الأشخاص الذين لم يأتوا لسماع العِظات. لقد تخليت عنهم بتلك البساطة.

بدأت في التفكُّر بعد التحدث مع القائدة. رأيت أن الله يقول: "إن كل ما يطلب الله من الناس فعله، وجميع أنواع الأعمال المختلفة في بيت الله، تتطلب أشخاصًا للقيام بها، وكلها تُعدُّ واجبات على الناس. مهما يَكُن العمل الذي يقوم به الناس، فهذا هو الواجب الذي يجب عليهم القيام به. تغطي الواجبات نطاقًا واسعًا جدًا، وتشمل العديد من المجالات، ولكن مهما كان الواجب الذي تؤديه، وببساطة، فإن هذا هو التزامك. إنه شيء ينبغي لك القيام به. ومهما كان الواجب الذي تؤديه، ما دمت تجاهِد للقيام به بشكل جيد، فسيمدحك الله، وسيعترف بك كشخص يؤمن بالله حقًا. مهما كانت هويتك، إذا كنت تحاول دائمًا تجنُّب واجبك أو الاختباء منه، فهناك مشكلة: بعبارة معتدلة، أنت كسول للغاية، ومخادع للغاية، وخامل للغاية، وتحب الترفيه وتكره العمل. وبعبارة أكثر جدية، أنت غير راغب في أداء واجبك، وليس لديك التزام، ولا طاعة. إذا كنت لا تستطيع حتى بذل الجهد في هذه المهمة الصغيرة، فماذا يمكنك أن تفعل؟ ما الذي يمكنك القيام به بشكل صحيح؟ إذا كان الشخص مُخلِصًا حقًا ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه واجبه، فما دام الله يطلب ذلك، وما دام بيت الله يحتاج ذلك، فإنه سيفعل أي شيء يطلبانه، دون اختيار. أليس من مبادئ أداء المرء لواجبه القيام بأي شيء يقدر عليه ويجب عليه القيام به وإتمامه؟ (نعم)" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الرابع)). "إذا كنت مطيعًا ومخلصًا، فعندما تقوم بمهمة ما، لا تكون مهملًا وروتينيًا، ولا تبحث عن طرق للتراخي، بل تكرس لها كل إمكانيات جسدك وروحك. إنّ وجود الحالة الخاطئة في الداخل ينتج السلبية؛ مما يجعل الناس يفقدون دافعهم، وبالتالي يصبحون مهملين ومتراخين. الأشخاص الذين يعرفون في قلوبهم جيدًا أن حالتهم ليست صحيحة، ومع ذلك يظلون لا يحاولون إصلاح هذا من خلال طلب الحق: مثل هؤلاء الأشخاص لا يحبون الحق، ولا توجد لديهم سوى رغبة ضعيفة في أداء واجبهم، كما أنهم غير راغبين في بذل أي جهد أو تحمل المشقَّة، ويبحثون دائمًا عن طرق للتراخي. في الواقع، لقد رأى الله كل هذا بالفعل، فلماذا لا يولي اهتمامًا لهؤلاء الناس؟ إن الله ينتظر فقط أن يستيقظ مختاروه ويتعرفوا على حقيقة هؤلاء، ليفضحوهم ويطردوهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الرابع)). في كلمات الله، رأيت أن الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية في واجبهم ليسوا بحاجةٍ إلى إشراف من الآخرين لإتمام العمل؛ إنهم يؤدون واجبهم بتفانٍ وإخلاصٍ. لكن الأشخاص غير الجادين في أداء واجبهم يتظاهرون وينفذون الأمر بطريقة آلية. حتى ولو بدا للناس أنهم قد أنجزوا الكثير من العمل، فليس إلا أمرًا ظاهريًّا، ولا يحقق أي نتائج حقيقية. إنهم يخدعون الناس. لقد كشف كلام الله حالتي. شعرتُ بالسعادة حين دعوتُ مُتلقي الإنجيل المحتملين لحضور العِظات لأنه عندما يرى الجميع عدد الأشخاص الذين دعوتهم سيظنون أنني إنسانة مسؤولة. لكن في الواقع، عندما كنتُ بحاجة إلى معرفة ما كان يجري معهم بعدئذ، لم أكن أرغب في التضحية، أو بذل المزيد من الوقت والجهد. أردت تمرير العمل إلى عاملي الإنجيل فحسب. أحببت أن أسلك الطريق الأسهل. أيًّا كانت الطريقة التي تعني مشقة أقل وكانت أكثر راحة، فهذه هي الطريقة التي تبعتها. سلكتُ طرقًا مختصرة حينما استعصت الأمور. كنتُ أرغب في الاستسلام حينما كان هناك شيء يبدو صعبًا أو كان عليَّ بذل المزيد من الجهد. كم كنتُ متكاسلة! فلم يكن من الممكن أن أشغل نفسي بمعرفة الأسئلة التي كانت تدور في أذهان المتلقين المحتملين للإنجيل بعد استماعهم إلى العِظات، وما إذا كانوا يواصلون حضور الاجتماعات، وإنْ لم يأتوا، فما سبب عدم حضورهم، وما إلى ذلك. كنتُ مستهترة حقًّا في أداء واجبي، ولم أبذل أقصى ما بوسعي، ومع ذلك، أردتُ أن يبدو الأمر وكأنني كنتُ فعالة في واجبي. كنتُ ماكرة ومخادعة جدًّا، ولم أستحق أن أكون موضع ثقة. تذكرت اختبارًا سابقًا آخر لي. عندما كنتُ في المدرسة وحصلت على درجات سيئة، كان عليَّ إعادة الصف مجددًا، ولكن حتى وقتها ظللتُ لا أدرس بجدٍّ. كنتُ دومًا أفضِّل العمل السهل على العمل الشاق، وكنتُ كسولة. إنه جزء من طبيعتي. بعد إدراك هذا، بدأتُ أفكِّر مليًّا في عملي، وتغيير طُرُقي، والتواصل مع أولئك المُتلقين المُحتملين للإنجيل. كما تحدثتُ مع موظفي الإنجيل وسعيت لمساعدتهم. حينما فعلتُ هذا، صِرتُ أكثر فعالية بعض الشيء.

لاحقًا، أوكلتُ بأولئك الذين كانوا على استعدادٍ لقبول الطريق الحق إلى السُّقاة، لكن لم يكن هناك الكثيرون الذين واصلوا حضور الاجتماعات. كانت هناك امرأة كانت مشغولة بالعمل لدرجة تمنعها من حضور الاجتماعات. وأيضًا، كانت والدتها قد تُوفيت للتوِّ. كانت محطَّمة القلب، وانسحبت من العالم. لم أدرِ كيف أقدِّم شركة معها فضْلًا عن إيجاد بعض الكلمات البسيطة لأقولها. وحينما كان بعض الأشخاص يواجهون مشاكل، لم أتمكَّن من إيجاد كلمات الله المناسبة للشركة معهم وحلِّ مشكلاتهم. كان هذا صعبًا بالنسبة لي. فضَّلتُ دعوة الناس ليأتوا للاستماع إلى العِظات، لأنها كانت أسهل. لم أحب حقًّا التحدث معهم؛ فقد كنتُ أخشى أن يطرحوا عليَّ أسئلة لا يمكنني الإجابة عنها، لذا اخترتُ تجنُّبهم أو التخلِّي عنهم. بعد قُرابة ستة أشهر، لم أرَ إلا ستة من أولئك الذين دعوتهم وقد قبلوا عمل الله في الأيام الأخيرة، في حين أن الإخوة والأخوات الآخرين حوَّلوا الكثيرين. شعرتُ بالخِزيِّ، واعتراني الندم. لقد كنتُ مُهملة في واجباتي طوال هذه الستة أشهر. إنْ عاد بي الزمن إلى الوراء، لَمَا أهملتُ. حقيقة أن الآخرين قد جلبوا الكثير من الناس أمام الله أظهرت أن نشر الإنجيل لم يكن صعبًا، وأنه تطلب فقط بعض الاجتهاد، وأن تحقيق النتائج في ذلك الواجب كان ممكنًا. أدركتُ أن كلام الله القدير يقول: "عند الوعظ بالإنجيل، يجب عليكم أن تتمموا مسؤوليتكم، وتتعاملوا بجديّة مع جميع من تنشرونه بينهم. إن الله يخلص الناس إلى أقصى درجة ممكنة، فينبغي عليكم أن تهتمّوا بمشيئة الله، وألا تمروا مرور الكرام على أي شخص يطلب الطريق الحق ويتوخّاه. إضافة إلى ذلك، يجب عليكم عند نشر الإنجيل أن تفهموا المبادئ. ففي الوقت الذي يفكر فيه كل شخص في الطريق الحق، يجب عليكم أن تلاحظوا وتفهموا وتستوعبوا أشياءَ مثل خلفيته الدينية، وحجم مقدرته، ونوعية طبيعته البشرية. إذا وجدت شخصًا متعطشًا إلى الحق، ويمكنه فهم كلام الله، وقبول الحق، فهذا الشخص قد عيّنه الله مسبقًا. يجب أن تحاول بكل قوتك أن تشارك معه الحق وتكسبه – ما لم يكن فقيرًا في إنسانيته وفظيعًا في شخصيته، وكان تعطشه ادعاء، ويستمر في الجدال والتشبث بمفاهيمه. في هذه الحالة، يجب أن تنحيه جانبًا وتتخلّى عنه. إن بعض الناس الذين يفكرون في الطريق القويم قادرون على الفهم ويتمتعون بمقدرة كبيرة، لكنهم متعجرفون ولديهم اعتداد ذاتي بالبر، ويلتزمون بشدة بالمفاهيم الدينية، لذلك يجب شركة الحق معهم للمساعدة على حل هذا الأمر. يجب ألّا تستسلم إلّا إذا لم يقبلوا الحق مهما قدمت لهم من شركة؛ لأنك ستكون قد فعلت كل ما يمكنك عمله وما يجب عليك فعله. باختصار، لا تتخلَّ بسهولة عن أي شخص يمكنه الاعتراف بالحق وقبوله. ما دام أنه على استعداد للتفكير في الطريق الحق وقادر على البحث عن الحق، يجب أن تفعل كل ما في وسعك لقراءة المزيد من كلام الله له وتقديم شركة أكثر له عن الحق، وللشهادة لعمل الله وعلاج مفاهيمه، حتى تتمكن من كسبه وجلبه أمام الله. هذا ما يتماشى مع مبادئ التبشير بالإنجيل. فكيف يمكن كسبه إذًا؟ إن اكتشفت، أثناء المشاركة معه، أن هذا الشخص يتمتع بمقدرة جيدة وطبيعة إنسانية طيبة، فيتعين عليك أن تفعل ما في وسعك لتتميم بمسؤوليتك. وعليك أن تبذل ثمنًا معينًا، وتستخدم طرقًا ووسائل معيّنة، ولا يهم ما هي الطرق والوسائل التي تستخدمها ما دامت لكسبه. باختصار، من أجل كسبه، يجب عليك أن تتمم مسؤوليتك، وتستخدم المحبة، وتفعل كل ما في وسعك. عليك أن تقيم شركة حول جميع الحقائق التي تفهمها، وتفعل كل الأمور التي ينبغي عليك فعلها. وحتى إن لم يُربح هذا الشخص، فسيبقى لديك ضمير نقي. هذا هو فعل كل ما في استطاعتك وما يجب عليك فعله. إن لم تشارك الحق بوضوح، واستمر الشخص في التعلق بمفاهيمه، وإن نفد صبرك وتخليت عن هذا الشخص من تلقاء نفسك، فأنت بذلك تهمل واجباتك، وسيكون هذا وصمة عار عليك. يقول بعض الناس: "هل حمل هذه الوصمة يعني أن الله قد أدانني؟" تتوقف أمور كهذه على ما إذا كان الناس يفعلون هذه الأمور عن قصد وبطريقة اعتيادية. فالله لا يدين الناس على تعديات عابرة، وهم لا يحتاجون سوى إلى أن يتوبوا. أما عندما يرتكبون الخطأ بعمدٍ ويرفضون التوبة، فالله يدينهم. وكيف لا يدينهم الله وهم يعلمون بوضوح الطريق الحق، ومع ذلك يرتكبون الخطايا عمدًا؟ إذا نظرنا إلى هذا الأمر وفقًا لمبادئ الحق، نجده خاليًا من المسؤولية وطائشًا ولا مباليًا. على أقل تقدير، أنت لم تتم مسؤوليتك، وهكذا يدين الله أخطاءك. إن رفضت التوبة، فسوف تُدان. ومن ثمَّ، فإن على الناس أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتتميم مسؤولياتهم، وذلك للحد من الأخطاء أو تجنبها، حيث يسعون بنشاط للتعامل مع جميع المسائل التي تواجه الناس الذين يفكرون في الطريق الحق، وحتمًا لا يؤجلون أو يؤخرون القضايا الحاسمة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. نشر الإنجيل هو الواجب الذي يلتزم به جميع المؤمنين). دفعني كلام الله إلى التفكير حقًّا، وتأثرت بشدة. فإن نشر الإنجيل كان مسؤوليتي ومشيئة الله، وكان ينبغي أن أبذل فيه ما بوسعي، لكنني لم أكن على استعدادٍ لتقديم تضحيات في واجبي لأجلب الناس إلى الله. كنتُ كسولة حقًّا، ومهملة في واجبي. لم أفعل كما قال الله وأوليت اهتمامًا جادًّا لكل مَن يتحرَّى الطريق الحق، أو أوفيت بمسؤولياتي. ظننتُ أنه يكفي فقط دعوة الكثيرين ليأتوا للاستماع، وأن ما يحدث بعد ذلك لم يكن وظيفتي. في نظري، كانت تلك مسؤولية السُّقاة، وسواء أتوا إلى الاجتماعات أم لا لم تكن مشكلتي أو مسؤوليتي. لذلك حينما لم يحضروا الاجتماعات، لم أحاول بذل قصارى جهدي في إيجاد كلمات من الله لمساعدتهم. حسبتُ أن مشاكلهم يستعصي عليَّ حلها، لذا أردتُ التخلِّي عنهم. لكن في واقع الأمر، طالما أنهم يتوافقون مع مبادئ الوعظ بالإنجيل، فعليَّ أن أصغي إليهم بكل اهتمام جِديٍّ، وأنا مَن دعيتهم إلى الحضور للاستماع. في الظروف العادية، كنتُ بحاجة إلى مواصلة التواصل بهم بعدئذ، لكني لم أفعل. لقد أوكلت أمرهم إلى السُّقاة وتركته عند هذا الحد. لم يكن لديَّ أي إحساس بالمسؤولية، ولا مراعاة لمشيئة الله. بمجرد أن أدركتُ مشكلتي، عقدتُ العزم على تغيير سلوكي، لكنني علمت أنه لم يكن بمقدوري فعل ذلك بمفردي. كنتُ بحاجة إلى الصلاة وطلب مساعدة الله. عقب ذلك، حينما قابلتُ المُتلقين المُحتملين للإنجيل، كثيرًا ما صليت لله ليساعدني في جلبهم إليه، وأن يكون لديَّ إرادة للعمل الجاد وأن أقدِّم تضحيات حقيقية، وألا أكون مُتراخية في واجبي كالسابق. كما سألت قائدتي عن كيفية إقناع الناس بقبول عمل الله في الأيام الأخيرة. فشاركتني بعض الطُّرُق، وبدأت أتأمَّل لمعرفة ما لم أفعله بعد. أدركتُ أنني لم أكن أسعى للحق في عملي، ولم أكن أتعلَّم من إخوتي وأخواتي. حينما لم يحضر بعض الأشخاص الاجتماعات، لم أكن أرغب في معرفة السبب، واخترتُ التخلي عنهم فحسب. كان سلوكي تجاه واجبي متراخيًا جدًّا.

بإدراك كل هذه الأمور، تأملت كيف يقول الله: "إن نظرتك إلى إرساليات الله أمرٌ بالغ الأهمية وخطير للغاية! إذا لم تستطع إكمال ما أوكله الله للناس، فأنت لا تصلح للعيش في محضره ويجب معاقبتك. هذا سبق فعيَّنته السماء واعترفت به الأرض، أن البشر ينبغي أن يكملوا ما يوكله الله إليهم؛ فهذا أعلى مسؤوليَّاتهم وهو مهمٌّ قدر أهميَّة حياتهم. إذا لم تأخذ إرساليَّات الله على محمل الجدّ، فأنت تخونه بأكثر الطرق جسامة؛ وهذا أكثر رثاءً من يهوذا وينبغي أن تُلعَن. ينبغي أن يكتسب الناس فهمًا شاملاً لكيفيَّة النظر إلى ما يوكله الله إليهم، وعلى الأقلّ ينبغي أن يفهموا أن الإرساليات التي يوكلها الله للبشر هي رفعةً لهم وفضلٌ خاصّ من الله، وهي أكثر الأشياء المجيدة. يمكن التخلِّي عن كلّ شيءٍ آخر، فحتَّى لو تعيَّن على المرء التضحية بحياته لا يزال ينبغي عليه أن يُؤدِّي إرساليَّة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان). بعد قراءة كلام الله، شعرتُ بالخِزي. بصفتي إحدى مخلوقات الله، يجب أن أؤدي واجبي جيدًا. فهذه مهمتي وسبب وجودي على قيد الحياة. إن لم أتمكَّن من القيام بهذا، حينها سأكون قد فقدت الوظيفة التي خُلقت من أجلها، ولن أكون جديرة بالعيش أمام الله. سيزدريني الله ويستبعدني في نهاية المطاف. إن نشر إنجيل الملكوت هو رغبة الله المُلحة، ويرغب الله منا أن نبذل كل ما بوسعنا في نشر الإنجيل والشهادة له. لا يمكن أن نهمل في أداء هذه الأشياء. تأملت حين أمر الله نوحًا ببناء الفُلْك. ومع أنها كانت مهمة صعبة جدًّا، فإن نوحًا لم يستسلم. لم يسأل الله متى سينتهي بناء الفُلك، أو متى سيأتي الطوفان. لقد اتَّبَع تعليمات الله وبنى الفُلك فحسب. بعد إقراري بهذا، أدركتُ أنه لابد أن أغيِّر سلوكي تجاه واجبي، وأن أقتدي بنوح، وأبذل قصارى جهدي عندما أؤدي واجبي. ذات مرة أثناء اجتماع، كان الآخرون يشاركون اختباراتهم الوعظية، وكيف استخدموا كلام الله لحل مشاكل المتلقين المحتملين للإنجيل. تأثرت بشدة بعد الاستماع إليهم. لم أعد أريد التكاسل أكثر من ذلك. أردت أن أكون مسؤولة وأن أضع كل طاقتي في واجبي.

بعد ذلك، كنتُ ألاحظ باستمرارٍ أيُّ الأشخاص الذين لم يحضروا الاجتماعات، وعلى الفور أهاتف مَن لم يكونوا هناك، وأقدِّم شركة معهم عن كلام الله. حينما تفانيتُ وأخلصت في العناية بكل شخص، حضر معظمهم الاجتماعات بانتظامٍ. أتذكر أن هناك امرأة لم تأتِ لعدة أيام. فأرسلتُ لها رسالة نصية، لكن عندما لم تُجب لبضعة أيام، بدأت أشعر بالقلق. هاتفتُ الأخ ديرلي، وهو ساقٍ، وعلمت أنها واجهت صعوبات في عملها، وأن ديرلي شارك بعضًا من كلام الله معها. بعد سماعي هذا، شعرتُ أن ذلك لم يكن كافيًا، لذا طلبت من الأخ ديرلي الاتصال بها وتقديم شركة معها على الهاتف. ما أدهشني كثيرًا، أنها بعد الشركة، وافقت على حضور الاجتماع في نفس اليوم، واعتذرَتْ عن عدم مجيئها في السابق. وسرعان ما انضمَّتْ إلى الكنيسة. كاد قلبي يطير فرحًا. وكنتُ شاكرة جدًّا لله! أدركتُ أيضًا أن كلام الله يقول: "إن كنت حقًّا تتمتع بضمير وإحساس، عندما تقوم بالأمور، فسوف تضفي عليها مزيدًا من المشاعر، وكذلك المزيد من الإحسان والمسؤولية والمراعاة، وستتمكّن من بذل مجهود أكبر، وعندما تتمكّن من بذل مزيد من الجهد، ستتحسّن نتائج الواجبات التي تؤدّيها. ستكون نتائجك أفضل، وسيرضي هذا الآخرين والله على حدّ سواء" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "يجب أن تحظى بالدخول من جانب الإيجابيَّة، أمَّا إذا بقيتَ تتنتظر بسلبيَّة، فستظل سلبيًا. يجب أن تتحلَّى بروح المبادرة في التعاون معي. اجتهد ولا تتكاسل. كُن في شركة دائمًا معي، واحصل على أُلفةٍ أعمق معي. إذا لم تفهم، فلا تتعجَّل في طلب نتائج سريعة؛ فليس الأمر أنَّني لن أخبرك، بل أريد أن أرى ما إذا كنتَ ستتكل عليَّ عندما تكون في محضري، وما إذا كنت واثقًا في اعتمادك عليَّ. يجب أن تظل قريبًا مني دائمًا، وأن تضع كل الأمور في يدي. لا ترجع خائبًا. بعد أن تظل لاشُعُورِيّاً قريبًا مني لمدةٍ ما، سوف تتكشَّف مقاصدي لك. إذا فهمتها، فسوف تتقابل معي حقًا وجهًا لوجهٍ، وتكون بذلك قد وجدتَ وجهي حقًا. سيكون لديك الكثير من الوضوح والثبات في داخلك، وسيكون لديك شيء تعتمد عليه، وسوف تمتلك عندئذٍ القوة والثقة معًا، وسيكون لديك طريق ممتد أمامك، وسوف يأتيك كل شيء بسهولةٍ ويُسر" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل التاسع). يطلب الله منا أن نكون فعالين في أداء واجباتنا. ولا يمكن أن نكون سلبيين. وعندما نواجه مشكلات أو صعوبات، يجب أن نصلي لله وأن نسعى حتى للمزيد من الحق، وسوف يساعدنا الله ويرشدنا لفهم مبادئ الحق. في السابق، كنتُ سلبية في واجبي وافتقرتُ إلى روح المبادرة. كنت قد أتخلَّى عن متلقي الإنجيل المحتملين بلا مبالاةٍ. أفهمني إرشاد كلام الله أن ما بداخل قلوبنا مهم جدًّا. حينما نعامل الناس بمحبةٍ، ونقدم شركة معهم بصدقٍ، سنرى إرشاد الله. بعد أن فهمتُ هذا، صلَّيتُ لله؛ طالبة منه مساعدتي على أداء واجبي جيدًا، وممارسة كلماته بوعيٍ.

بعدئذ، صرتُ استباقية في التحدث مع هؤلاء المتلقين المحتملين للإنجيل، وسأستمر في معرفة وضعهم والشركة معهم عن كلام الله بصبر إلى أن يقبلوا عمل الله في الأيام الأخيرة. عندما فعلت هذا، شعرت بأن الله يرشدني شيئًا فشيئًا، ويساعدني على فهم كيفية أداء واجبي، وشعرتُ بطمأنينة شديدة في قلبي. الشكر لله!

السابق: 25. ما تعلمته من قمع عائلتي

التالي: 27. ما ربحتُه من تهذيبي والتعامل معي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

37. الله بجانبي

بقلم جوـ زي – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة مسيحية، وعندما كان عمري عامًا واحدًا قبلت أمي العمل الجديد للرب يسوع العائد (الله القدير)، على...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب