كيفية السعي إلى الحق (10)

سنواصل اليوم الشركة حول محتوى اجتماعنا الأخير. عمَّ كانت شركة اجتماعنا الأخير؟ (في المرة الماضية، قدم الله شركة بشكل أساسي حول موضوعين. أولًا، قدم الله شركة حول السؤال الذي يطرحه الناس: "لو لم يكن البشر قد سعوا وراء تطلعاتهم ورغباتهم، فهل كان العالم سيتطور لما أصبح عليه في الحاضر؟" بعد ذلك، قدم الله شركة حول بعض منظورات الناس ووجهات نظرهم الخاطئة حول الزواج، ثم قدم شركة حول المفهوم والتعريف الصحيحين للزواج). لقد عقدتُ الشركة في المرة الماضية حول موضوع واسع جدًا: الزواج. الزواج موضوع واسع يمس البشرية جمعاء ويتخلل تاريخ التطور البشري. يمس هذا الموضوع حياة الناس اليومية، وهو مهم للجميع. لقد قدمنا شركة في المرة الماضية حول بعض المحتويات التي تمس هذا الموضوع، بالأساس حول أصل الزواج وتشكُّله، وكذلك تعليمات الله لكلا الطرفين في الزواج وتعيينه لهما، والمسؤوليات والالتزامات التي يجب أن يأخذها طرفا الزواج على عاتقهما. علام استند هذا المحتوى في المقام الأول؟ (السجل الكتابي). استندت هذه الشركة إلى الكلمات والآيات المسجلة في الكتاب المقدس، والتي يرد فيها أنه بعد أن خلق الله البشر، عيَّن لهم الزواج، أليس كذلك؟ (صحيح). من خلال شركتنا الأخيرة، ومن خلال القراءة عن بعض أقوال الله وأفعاله فيما يتعلق بزواج البشر كما هو مدون في الكتاب المقدس، هل أصبح لديكم الآن تعريف دقيق للزواج؟ يقول البعض: "نحن صغار السن، وليس لدينا أي مفهوم للزواج، وليس لدينا أي اختبار. تعريف الزواج أمر صعب علينا". هل هو صعب؟ (لا). إنه ليس صعبًا. إذن كيف يجب أن نعرِّف الزواج؟ استنادًا إلى أقوال الله وأفعاله فيما يتعلق بزواج البشر، ألا ينبغي أن يكون لديكم تعريف دقيق للزواج؟ (ينبغي علينا ذلك). فيما يتعلق بالزواج، سواء كنت أنت نفسك متزوجًا أم لا، يجب أن تكون لديك معرفة دقيقة بكلمات شركتي الآن. هذا جانب من جوانب الحق الذي يجب أن تفهمه. من هذا المنظور، سواء أكان لديك أي اختبار للزواج أم لا، وسواء أكان لديك أي اهتمام بالزواج أم لا، وأيًا كانت الحسابات والخطط التي ربما كانت لديك في الماضي فيما يتعلق بالزواج، فيجب أن تكون على معرفة به ما دام هذا الأمر يمس سعيك إلى الحق. هذا أيضًا أمر يجب عليك أن تراه بوضوح، لأنه يمس الحق، ويمس أفكار البشر ووجهات نظرهم، ويمس سعي الناس إلى الحق، ويمس مبادئك وطريقة ممارستك في مسار سعيك إلى الحق. لذا، سواء كنت قد اختبرت الزواج من قبل أم لا، وسواء كنت مهتمًا بالزواج أم لا، أو أيًا كان وضعك في الزواج، إذا كنت تريد أن تسعى إلى الحق وتنال الخلاص، فأنت بحاجة إلى أن تكون لديك معرفة دقيقة وأفكار ووجهات نظر صحيحة فيما يتعلق بالزواج، تمامًا مثلما كنت لتفعل مع أي أمور تمس الحق؛ لا ينبغي أن تقاومه في قلبك، أو أن ترتدي نظارة ملونة وتكون لك مفاهيم حوله، أو تتعامل معه بناءً على خلفيتك وظروفك الخاصة، أو تتخذ أي خيارات بشأنه. هذه كلها وجهات نظر غير صحيحة. الزواج، مثل أي مسألة أخرى، يمس وجهات نظر الناس ومواقفهم ومنظوراتهم. إذا أردت أن تكون لك أفكار ووجهات نظر ومواقف ومنظورات صحيحة ومتماشية مع الحق في مسألة الزواج، فيجب أن تكون لديك معرفة وتعريف دقيقين للمسألة، وكلها تمس الحق. لذا، عندما يتعلق الأمر بالزواج، ينبغي أن تكون لديك معرفة صحيحة وفهم للحق الذي يريد الله للناس أن يفهموه في هذا الأمر. فقط من خلال فهم الحق هنا يمكنك أن يكون لديك الأفكار ووجهات النظر الصحيحة لمواجهة الزواج عندما تتزوج، أو عندما تطرأ أمور في حياتك تمس مسألة الزواج؛ وعندها فقط يمكنك أن يكون لديك مواقف ومنظورات صحيحة حوله، وبالطبع، يكون لديك طريق دقيق لحل المشكلات المتعلقة بالزواج. بعض الناس يقولون "لن أتزوج أبدًا". ربما لن تتزوج أبدًا، لكن سيكون لديك حتمًا بعض الأفكار ووجهات النظر حول الزواج، كبيرة كانت أم صغيرة، وصحيحة أم خاطئة. إضافةً إلى ذلك، ستواجه في حياتك حتمًا بعض الأشخاص أو الأشياء التي تطرح مشكلات تتعلق بمسألة الزواج، فكيف سترى هذه المشكلات وتحلها؟ عندما تظهر هذه المشكلات التي تمس الزواج، ما الذي تحتاج إلى فعله ليكون لديك ما هو دقيق من الأفكار ووجهات النظر والمواقف ومبادئ الممارسة؟ كيف يتعين عليك التصرف لتتماشى مع مقاصد الله؟ هذا شيء يجب أن تفهمه، وشيء يجب أن تسعى إليه من الآن فصاعدًا. ماذا أعني عندما أقول ذلك؟ أعني أن هناك بعض الناس الذين قد يعتقدون أن الزواج لا علاقة له بهم، لذلك يستمعون بعدم انتباه. هل هذه هي وجهة النظر الصحيحة؟ (لا). لا، مهما كان الموضوع الذي أقدم حوله شركة، ما دام يمس الحق، ويمس أساس ومعايير رؤية الناس والأشياء، والتصرف والفعل، فعليك أن تقبله وتستمع بجدية وإمعان، لأن هذا ليس سليقة، ولا معرفة، وهو ليس فهمًا مهنيًا بالطبع؛ إنه الحق.

دعونا نعود ونستمر في الشركة حول موضوع الزواج. ماذا ينبغي أن يكون تعريف الزواج؟ استنادًا إلى تعيين الله وترتيباته فيما يتعلق بالزواج، وكذلك مواعظه وتعليماته لكلا الزوجين التي قدمت حولها شركة في المرة السابقة، يجب ألا يكون مفهومكم وتعريفكم للزواج مشوشًا، بل يجب أن يكون واضحًا لا لبس فيه، فالزواج يجب أن يكون اتحاد رجل واحد وامرأة واحدة بموجب تعيين الله وترتيباته. هذا هو تكوين الزواج الذي له شروط مسبقة. بموجب تعيين الله وترتيباته، فإن اتحاد رجل واحد وامرأة واحدة يشكل زواجًا. أليس هذا هو الحال؟ (إنه كذلك). أليس هذا التعريف للزواج دقيق من الناحية النظرية؟ (إنه كذلك). لماذا تقولون إنه دقيق؟ كيف يمكنكم أن تكونوا متأكدين من دقته؟ لأنه يستند إلى السجل الكتابي، وله دلائل يمكن اتباعها. يشرح السجل الكتابي بوضوح أصل الزواج. هذا هو تعريف الزواج. على أساس هذا التعريف الواضح للزواج، دعونا ننظر ما هي الواجبات التي يأخذها كل طرف في الزواج على عاتقه. ألم تسجل مقاطع الكتاب المقدس التي قرأناها في الاجتماع الأخير هذا بوضوح؟ (لقد فعلت). إن أبسط الواجبات التي يأخذها كل طرف في الزواج على عاتقه هي مرافقة ومساعدة أحدهما الآخر. إذن، ماذا كانت تعليمات الله للمرأة؟ (قال الله للمرأة: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْك" (تكوين 3: 16)). هذه هي الطريقة الأصلية للتحدث في الكتاب المقدس. باستخدام كلماتنا الحديثة، كانت تعليمات الله للمرأة هي واجبها. ماذا كان هذا الواجب؟ أن تنجب الأطفال وتربيهم وتعتني بزوجها وتعشقه. كانت هذه هي تعليمات الله للمرأة. إذن ما هو الواجب الذي وجه الله الرجل إلى عمله؟ يجب على الرجل، بصفته رب البيت، أن يتحمل عبء الحياة الأسرية ويعول الأسرة بعرق جبينه. يجب عليه أيضًا أن يتحمل عبء إدارة أفراد الأسرة وزوجته وحياته الخاصة. هذا هو تقسيم الله للواجبات بين النساء والرجال. يجب أن تعرف واجبات الرجل والمرأة بشكل واضح ومحدد. هذا هو تعريف الزواج وتكوينه، وكذلك المسؤوليات التي يجب أن يأخذها الطرفان على عاتقهما والالتزامات التي يجب أن يتِمَّاها. هذا هو الزواج نفسه والمضمون الحقيقي له. هل هناك أي أمور سلبية في المضمون الذي ناقشناه فيما يتعلق بالزواج؟ (لا). لا توجد أمور سلبية فيه. كلها نقية إلى أقصى حد، وتتماشى مع الحق، وتتماشى مع الحقائق، وتتماشى مع أساس كلام الله. مع وجود سجلات الكتاب المقدس بوصفها الأساس، تصبح مسألة الزواج محددة وواضحة جدًا للناس في العصر الحديث؛ لا نحتاج إلى وضع الكثير من الشروط المسبقة أو استخدام الكثير من الكلمات للحديث عن أصل الزواج. هذا ليس ضروريًا. فتعريف الزواج واضح، والواجبات التي يجب أن يأخذها طرفا الزواج على عاتقهما، والالتزامات التي يجب أن يتممها كل منهما واضحة ومحددة. ومتى كانت رؤية المرء لهذه الأمور واضحة ومحددة، فما تأثير ذلك في سعيه إلى الحق؟ ما هو المعنى الكامن وراء فهم تعريف الزواج وتكوينه وواجبات كلا الطرفين؟ أي: ما النتائج التي تخلفها الشركة حول هذا المضمون في الناس، وما الآثار التي تترتب عليها؟ بتعبيرٍ بسيط، ما الفائدة التي تعود عليكم من الاستماع إلى هذا المضمون؟ (إنه يتيح لنا أن تكون لدينا وجهة نظر صحيحة ومتماشية مع الحق في النظر إلى الأمور عندما نواجه الزواج، أو عندما ننظر إلى الزواج، لن نتأثر بالاتجاهات الشريرة أو الأفكار التي يغرسها الشيطان أو نُضلَّل بها). هذا أحد الآثار الإيجابية. هل تسمح الشركة حول تعريف الزواج وتكوينه وواجبات الطرفين بأن يكون لدى الناس أفكار ووجهات نظر صحيحة عن الزواج؟ (نعم). عندما يكون لدى الشخص أفكار ووجهات نظر صحيحة، هل تسمح له الفوائد والآثار الإيجابية لهذا بتأسيس نظرة صحيحة للزواج في وعيه؟ عندما يكون لدى الشخص رؤية صحيحة للزواج وأفكار ووجهات نظر صحيحة، هل تكون لديه مقاومة ومناعة معينة ضد الأفكار ووجهات النظر السلبية المعارضة التي تنتمي إلى الاتجاهات الشريرة؟ (نعم، تكون لديه). إلام تشير هذه المقاومة والمناعة؟ إنها تعني، على أقل تقدير، أنَّ لديك تمييز فيما يتعلق ببعض الأفكار ووجهات النظر الشريرة المتعلقة بالزواج التي تأتي من العالم والمجتمع. بمجرد أن يكون لديك تمييز، لن تعود تنظر إلى الزواج بناءً على الأفكار ووجهات النظر التي تأتي من الاتجاهات الشريرة في العالم، ولن تقبل تلك الأفكار ووجهات النظر. إذن ما هي الفائدة التي تعود عليك من عدم قبول تلك الأفكار ووجهات النظر؟ الفائدة هي أن تلك الأفكار ووجهات النظر لن تتحكم في منظورك وتصرفاتك فيما يتعلق بالزواج، ولن تعود تفسدك، ولن تزرع فيك تلك الأفكار ووجهات النظر الشريرة؛ لذلك لن تنظر إلى الزواج باتباع الاتجاهات الشريرة في العالم، ولن تجرفك تلك الاتجاهات الشريرة، لذلك ستكون قادرًا على التمسك بشهادتك فيما يخص مسألة الزواج. إذن، هل ستكون من ناحية ما قد تخليت بالفعل عن بعض تلك الأفكار والآراء ووجهات النظر والمنظورات الشيطانية والدنيوية فيما يتعلق بالزواج؟ (نعم). بعد أن يصبح لدى الناس تعريف دقيق للزواج، سيقدرون على التخلي عن بعض مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالزواج، ولكن هل يكفي أن يتوقفوا عند هذا الحد؟ هل هم قادرون على التخلي تمامًا عن مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالزواج؟ إنه ليس كافيًا إطلاقًا. ليس لديهم أكثر من تعريف ومفهوم دقيقين للزواج، مجرد مفهوم ومعرفة أوليين وأساسيين للزواج في أفكارهم. على الرغم من ذلك، ستظل مختلف الأفكار ووجهات النظر والموضوعات التي ينشرها العالم والمجتمع فيما يتعلق بالزواج تؤثر في أفكارك ووجهات نظرك، وفي منظوراتك – وحتى في تصرفاتك – فيما يتعلق بالزواج. لذا لا يزال الناس حتى الوقت الحاضر، وبعد الحصول على تعريف دقيق للزواج، غير قادرين على التخلي تمامًا وبشكل كامل عن مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالزواج. لذا، ألا ينبغي لنا تاليًا أن نقدم شركة حول مختلف المساعي والتطلعات والرغبات التي تنشأ في الناس فيما يتعلق بالزواج؟ (نعم ينبغي لنا ذلك).

سأختتم هذه الشركة حول تعريف الزواج. وفيما يلي، سنعقد الشركة حول كيفية التخلي عن مختلف المساعي والتطلعات والرغبات التي تنشأ بسبب الزواج. أولًا، دعونا نقدم شركة حول مختلف تخيلات الناس بشأن الزواج. عندما أذكر التخيلات، أعني الصور التي يتخيلها الناس في رؤوسهم. هذه الصور لم تصبح واقعية بعد؛ إنها مجرد تخيلات تثيرها حياة الناس اليومية أو الظروف التي يواجهونها. وتشكل هذه التخيلات صورًا وأوهامًا في رؤوس الناس، حتى إنها تصبح مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالزواج. لذا، ولكي تتخلى عن مساعيك وتطلعاتك ورغباتك فيما يتعلق بالزواج، ينبغي عليك أولًا أن تتخلى عن التخيلات المختلفة التي كانت في ذهنك وفي أعماق قلبك أو كانت ذات وقت مغروسة فيهما. هذا هو أول شيء عليك أن تفعله لتتخلى عن مساعيك وتطلعاتك ورغباتك فيما يتعلق بالزواج؛ وهو أن تتخلى عن مختلف تخيلاتك بشأن الزواج. لذا دعونا نتحدث أولًا عن تخيلات الناس عن الزواج. إن مختلف آراء الناس القدامى عن الزواج منذ المئات أو الآلاف من السنين بعيدة جدًا عن الحاضر، لذلك لن نخوض فيها. سنتحدث عوضًا عن ذلك عن آراء وتصرفات الناس المعاصرين الجديدة والرائجة والعصرية والسائدة فيما يتعلق بالزواج؛ هذه الأشياء تؤثر فيكم، وتتسبب في أن تنشأ باستمرار في أعماق قلوبكم أو في عقولكم كل أنواع التخيلات فيما يتعلق بالزواج. أولًا تصبح بعض الآراء المتعلقة بالزواج رائجة في المجتمع، ثم تحمل مختلف الأعمال الأدبية المختلفة أفكار المؤلفين وآرائهم فيما يتعلق بالزواج، وعندما تتحول هذه الأعمال الأدبية إلى برامج تليفزيونية وأفلام للشاشة، فإنها تشرح بشكل أكثر وضوحًا آراء الناس المختلفة حول الزواج، ومختلف مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم بخصوصه. هذه الأمور تُغرس فيكم باستمرار، سواء كان ذلك بدرجة أكبر أو أقل، أو كان على نحو ظاهر أم خفي. وقبل أن يكون لديكم أي مفهوم دقيق عن الزواج، فإن هذه الآراء والرسائل المجتمعية عن الزواج تخلق فيكم تصورات مسبقة عن الزواج، وأنتم تقبلونها، ثم تبدؤون في أن يكون لديكم تخيلات بشأن كيف سيكون زواجكم، وكيف سيكون نصفكم الآخر. سواء كنت تتقبل هذه الرسائل من خلال البرامج التلفزيونية والأفلام والروايات، أو من خلال دوائرك الاجتماعية والأشخاص الموجودين في حياتك؛ أيًا كان المصدر، فإن هذه الرسائل تأتي من البشر والمجتمع والعالم، أو بعبارة أدق، فهي تتطور وتتشكل من الاتجاهات الشريرة. بالطبع، إذا أردنا التحدث بدقة أكبر، فهي تأتي من الشيطان. أليس هذا هو الحال؟ (إنه كذلك). في هذه العملية، أيًا كان نوع الأفكار ووجهات النظر التي قبلتموها حول الزواج، فالحقيقة هي أنكم بينما تقبلون مختلف الأفكار ووجهات النظر عن الزواج، تكون لديكم باستمرار تخيلات في أفكاركم عن الزواج. هذه التخيلات كلها تدور حول شيء واحد. هل تعرفون ما هو؟ (الحب الرومانسي). الرسالة الأكثر رواجًا أو السائدة في المجتمع الآن، تدور حول الحديث عن الزواج من حيث الحب الرومانسي؛ فالسعادة في الزواج تعتمد على وجود الحب الرومانسي، وما إذا كان الزوج والزوجة مغرم أحدهما بالآخر أم لا. آراء المجتمع هذه فيما يتعلق بالزواج – هذه الأمور التي تتخلل أفكار الناس وأعماق نفوسهم – تتعلق في المقام الأول بالحب الرومانسي. هذه الآراء مغروسة في نفوس الناس، مما يجعلهم يتخيلون كل أنواع التخيلات حول الزواج. على سبيل المثال، لديهم تخيلات بشأن من سيكون الشخص الذي يحبونه، وأي نوع من الأشخاص سيكون، وما هي متطلباتهم من شريك الزواج. توجد على وجه الخصوص رسائل متعددة الأوجه تأتي من المجتمع، تقول إنهم يحتاجون بالتأكيد إلى أن يحبوا هذا الشخص وإلى أن يبادلهم هذا الشخص الحب، وأن هذا وحده هو الحب الرومانسي الحقيقي، وأن الحب الرومانسي الحقيقي وحده هو الذي يمكن أن يؤدي إلى الزواج، وأن الزواج المبني على الحب الرومانسي وحده هو الجيد والسعيد وأن الزواج بدون حب رومانسي أمر غير أخلاقي. لذا، قبل أن يعثر الجميع على الشخص الذي سيحبونه، يستعدون للعثور على الحب الرومانسي، ويقومون بترتيبات مسبقة للزواج، ويستعدون لليوم الذي يلتقون فيه بالشخص الذي يحبونه حتى يتمكنوا من السعي وراء حبهم بتهور، ويحققوا حبهم. أليس كذلك؟ (صحيح). لم يتحدث الناس في الماضي عن الحب الرومانسي، ولم يتحدثوا عما يسمى بحرية الزواج، أو أن الحب خالٍ من الذنب، وأن الحب أسمى من كل شيء. كان الناس في ذلك الوقت يشعرون بالخجل من الحديث عن الزواج والحب والرومانسية، خاصةً عندما كان الأمر يتعلق بالجنس الآخر، كان الناس يشعرون بالحرج، ويحمرون خجلًا وتتسارع دقات قلوبهم، أو يجدون صعوبة في الحديث. أما اليوم، فقد تغيرت مواقف الناس. عندما يرون الآخرين يناقشون الرومانسية والزواج بهدوء وثقة، فإنهم يريدون أيضًا أن يكونوا مثل هذا الشخص، يناقشون الرومانسية والزواج بحرية وانفتاح، دون أن تحمر وجوههم أو تتسارع نبضات قلوبهم. علاوةً على ذلك، يريدون أن يكونوا قادرين على البوح بمشاعرهم بصراحة عندما يقابلون الشخص الذي يرغبون في السعي إليه، وأن يفصحوا بمكنون قلوبهم، بل إنهم يتخيلون كل أنواع المشاهد التي يغازلهم فيها شخص ما أو يغازلون هم فيها شخصًا، وعلاوةً على ذلك يتخيلون أي نوع من الأشخاص سيكون الشخص الذي سيحبونه ويسعون إليه. تتخيل النساء أن الشخص الذي يسعين إليه سيكون أمير الأحلام، طوله 1.8 مترًا على الأقل، متحدثًا بارعًا، مهذبًا، مثقفًا، ذا خلفية عائلية جيدة، والأفضل من ذلك، أنه سيكون لديه سيارة ومنزل، ومكانة اجتماعية، وقدرًا معينًا من الثروة، وما إلى ذلك. وبالنسبة إلى الرجال، فإنهم يتخيلون أن نصفهم الآخر سيكون امرأة جميلة بيضاء، وامرأة خارقة تستطيع التألق في التجمعات الاجتماعية وكذلك في المطبخ، بل يتخيلون أن نصفهم الآخر ستكون امرأة جميلة وثرية، وسيكون من الأفضل بكثير إذا كانت ذات خلفية عائلية قوية. عندئذ سيقول الناس إنَّ ارتباطهما معًا مثل روميو وجولييت، مثل زوجين مثاليين أو أنهما زوجين من الجنة، زوجين يحسدهما المحيطين بهما، لا يتجادلان أبدًا ولا يغضبان من أحدهما الآخر، ولا يتشاجران أبدًا لأي سبب، يحبان أحدهما الآخر بعمق، مثل الأزواج في الأفلام الذين يقسمون على أن يحب أحدهما الآخر حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، وأن يشيخا معًا، وألا يكره أحدهما الآخر أو يتجنبه، وألا يتخلى أحدهما عن الآخر أبدًا، وألا يترك أحدهما الآخر أبدًا. تتخيل النساء أنهن سيدخلن يومًا ما إلى قاعة الزواج مع من يحببن، ثم بمباركة الكاهن يتبادلان خاتمي الزواج ويتبادلان العهود ويتعهدان بالحب، ويتعهدان بأن يعيشا هذه الحياة أحدهما مع الآخر وألا يترك أحدهما الآخر أو يتخلى عنه مهما كان ما يصيبه من مرض أو فقر. يتخيل الرجل أيضًا أنه سيدخل يومًا ما إلى قاعة الزواج مع المرأة التي يحبها، وبمباركة الكاهن يتبادلان خاتمي الزواج ويتبادلان العهود، ويقسمان على أنه مهما كبرت عروسه الجديدة أو قبحت، فلن يتركها أو يتخلى عنها، وأنه سيمنحها أروع زواج سعيد ويجعلها أسعد امرأة على وجه الأرض. الرجال والنساء جميعًا يتخيلون على هذا النحو، ويسعون إلى الأشياء على هذا النحو، وفي حياتهم الواقعية يتعلمون باستمرار كل أنواع المساعي والتطلعات والرغبات عن الزواج. وفي الوقت نفسه، يكررون أيضًا هذه التخيلات في أعماق قلوبهم بلا نهاية آملين أن تتحقق تخيلاتهم يومًا ما في حياتهم الواقعية، فلا تعود نوعًا من التطلعات أو الرغبة، بل شيئًا حقيقيًا. وتحت تأثير الحياة العصرية وتكييف كل أنواع الرسائل والمعلومات المجتمعية، تتمنى كل امرأة أن ترتدي فستان الزفاف الأبيض وتصبح أجمل عروس في العالم، وأسعد امرأة في العالم، كما تتمنى أن ترتدي خاتمها الماسي، والذي يجب أن يتجاوز قيراطًا بالتأكيد، ويجب أن يكون من أجود الأنواع نقاءً. لا يمكن أن يكون به أي عيب، ويجب أن يضعه رجلها المحبوب في إصبعها. هذا هو خيال المرأة في الزواج. فمن ناحية، لديها بعض التخيلات فيما يتعلق بشكل الزواج؛ ومن ناحية أخرى، لديها أيضًا كل أنواع التخيلات عن الحياة الزوجية، وتتمنى ألا يعجز الرجل الذي تحبه عن أن يرقى إلى مستوى توقعاتها، وأن يحبها في الزواج بالعمق نفسه الذي أحبها به في أول وقوعهما في الحب، وألا يحب امرأة أخرى، وأن يمنحها حياة سعيدة، وأن يفي بتعهده، وأنهما سيبقيان معًا في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب. والأمر الآخر أن لديها أيضًا كل أنواع التخيلات والمتطلبات فيما يتعلق بالشخص الذي تقع في حبه. فعلى أقل تقدير، يجب أن يكون أمير الأحلام، إن لم يكن على حصان أبيض، فعلى حصان أسود. إنه بالطبع هذا المستوى من الصفات الشبيهة بصفات الأمير هو ما تضعه المرأة في ذهنها بالنسبة لرجلها المثالي؛ كم سيكون هذا رومانسيًا وعظيمًا، وكم ستصبح حياتها سعيدة. يأتي أساس هذه التخيلات التي يشكِّلها الناس فيما يتعلق بالزواج من المجتمع أو من فئاتهم الاجتماعية أو من جميع أنواع الرسائل، ومن جميع أنواع الكتب والأعمال الأدبية والأفلام، أضف إلى ذلك بعض تلك العناصر البرجوازية قليلًا الموجودة في قلوبهم والتي تتفق مع تفضيلاتهم الخاصة، وهكذا يتخيلون جميع أنواع الأشخاص الذين يمكن أن يقعوا في غرامهم، وجميع أنواع العشاق، وجميع أنواع أشكال الزواج والحياة الزوجية. باختصار، تستند كل خيالات الناس المختلفة إلى فهم المجتمع للزواج، وتفسيره للزواج، وآرائه المختلفة حول الزواج. النساء على هذه الشاكلة، والرجال أيضًا. إن مساعي الرجال المختلفة للزواج لا تقل عن مساعي النساء. الرجل أيضًا يتمنى أن يجد الفتاة التي يحبها، فتاة فاضلة ورقيقة وصالحة ومراعية، تعامله باهتمام ومودة، وتعتمد عليه كطائر صغير، والتي تخلص له إخلاصًا لا يشوبه شائبة، والتي لا تحتقر شيئًا من عيوبه أو نقائصه، بل تتقبل كل نقائصه وعيوبه، والتي إذا شعر بالإحباط أو اليأس، وإن أخفق، تمد له يد العون والمساندة، ثم تقول له: "لا يهم يا عزيزي، أنا هنا. لا يوجد شيء لا يمكننا تجاوزه معًا. لا تخف. مهما حدث، سأكون دائمًا بجانبك". النساء لديهن كل أنواع المتطلبات من الرجال، وبالمثل، فإن الرجال لديهم كل أنواع المتطلبات من النساء؛ الرجال والنساء سواءً، يبحثون عن نصفهم الآخر بين الناس، وأساس بحثهم عن نصفهم الآخر هو تخيلاتهم المختلفة فيما يتعلق بالزواج. وبطبيعة الحال، فإن الرجل غالبًا ما سيتخيل بدرجة أكبر أن يكون له موطئ قدم راسخ في المجتمع، وأن يؤسس حياة مهنية ويجمع قدرًا معينًا من الثروة، ويجمع مستوى معينًا من رأس المال، ويمكنه بعد ذلك البحث عن نصف آخر أفضل يساويه في المكانة والهوية والذوق والتفضيلات. وما دامت تروق له وتتماشى مع متطلباته، فسيكون مستعدًا لفعل أي شيء من أجلها، وأن يمشي حتى فوق الجمر المشتعل من أجلها. وبالطبع، إذا تحدثنا بواقعية أكثر، فإنه سيشتري لها بعض الأشياء الجميلة ويلبي احتياجاتها المادية، ويشتري لها سيارة ومنزل وخاتمًا ماسيًا وحقيبة يد من علامة تجارية شهيرة وملابس. وإذا كانت لديه الإمكانيات، فإنه سيشتري يختًا خاصًا وطائرة خاصة، وسيصطحب حبيبته إلى البحر هما الاثنان فقط، أو سيأخذها لرؤية العالم، للسفر إلى أشهر جبال العالم وأراضيه وأماكنه الخلابة. كم ستكون هذه الحياة رائعة. تدفع النساء كل أنواع الأثمان من أجل مختلف خيالاتهن بشأن الزواج، وبالطريقة نفسها يكدح الرجال ويعملون من أجل مختلف خيالاتهم بشأن الزواج. أيًا كان نوع التخيل الذي لديك بشأن الزواج، ما دام يأتيك من العالم، أو من فهم البشرية الفاسدة والآراء التي لديها عن الزواج، أو من المعلومات المتعلقة بالزواج التي يغرسها العالم والبشرية الفاسدة فيك، فإنَّ هذه الأفكار ووجهات النظر ستؤثر إلى حد ما وبدرجة ما على حياتك وإيمانك، وستؤثر في نظرتك للحياة والطريق الذي تسلكه في الحياة. هذا لأن الزواج أمر لا يمكن لأي شخص بالغ أن يتجنبه، وهو أيضًا موضوع لا يمكن تجنبه. حتى لو اخترت البقاء أعزبًا طوال حياتك، وألا تتزوج أبدًا، ستظل تخيلاتك عن الزواج موجودة. قد تختار البقاء أعزبًا، لكن منذ اللحظة التي تكوِّن فيها لديك مفهومك البدائي للغاية وأفكارك عن الزواج، كانت لديك كل أنواع التخيلات حول الزواج. هذه التخيلات لا تشغل أفكارك فحسب، بل تغمر حياتك اليومية وتؤثر في أفكارك ووجهات نظرك وخياراتك بينما تتعامل مع كل أنواع الأمور. ببساطة، إذا كان لدى المرأة معيار لمن تقع في حبه، فبغض النظر عن مدى نضج هذا المعيار أو سلامته، فإنها ستستخدمه لتقييم مدى صلاح أو فساد إنسانية أفراد الجنس الآخر وطباعهم الشخصية، وكذلك لتقييم ما إذا كان أولئك الأفراد من النوع الذي ترغب في قضاء الوقت معه أم لا. لا يمكن فصل هذا المعيار عن المعيار الذي تختار به شريك الزواج. على سبيل المثال، لنفترض أن نوع الرجل الذي تحبه يتمتع بملامح جريئة ووجه كبير ومربع وبشرة صافية، ويتحدث بأناقة وقدر من الثقافة، ويتسم بالأدب إلى حد ما. في نظرتها للحب، يكون لديها شعور جيد بشأن هذا النوع من الرجال، وتميل أكثر إلى هذا النوع من الرجال. لذلك في حياتها، سواء كان هذا الشخص هو الشخص الذي تقع في حبه أم لا، من المؤكد أنه سيكون لديها شعور جيد بشأنه. أعني أنها عندما تقابل مثل هذا الشخص، سواء كانت إنسانيته جيدة أم سيئة، ومهما كانت طباعه الشخصية، سواء كان شخصًا غادرًا أو شريرًا، فهذه كلها أمور ثانوية؛ فهي ليست المعيار الذي تستخدمه لرؤية أفراد الجنس الآخر. ما هو معيارها؟ إنه المعيار الذي تختار به الزوج. إذا كان نظيرها يتماشى مع معيارها في اختيار الزوج، فحتى لو لم يكن هو الشخص الذي تختاره بالفعل زوجًا لها، فإنه يظل شخصًا ترغب في قضاء بعض الوقت معه. ما الذي توضحه هذه المسألة؟ إنَّ رؤيتها للحب – وعلى نحو أكثر تحديدًا، معيارها فيما يتعلق بشريكها في الحب أو الزواج – يؤثر بدرجة كبيرة في رؤيتها لجميع أفراد الجنس الآخر. فعندما تقابل رجلًا يستوفي معيارها في اختيار الزوج، تجد أنَّ كل ما فيه يسر العين، وأنَّ سماع صوته ممتعًا، ومتابعة كلماته وأفعاله مريحًا. حتى لو لم يكن هو الشخص الذي تنوي الوقوع في حبه والسعي إليه، فإنها لا تزال تجده سارًا للعين. هذا السرور هو مصدر المشكلة. أيًا كان ما يقوله، لا تميزين ما إذا كان صوابًا أم خطأ، بل تجدين كل شيء بشأنه جيدًا وصحيحًا، وتعتقدين أنه يفعل كل شيء بشكل جيد. ومن هذه المشاعر الجيدة التي تكنينها له، تبدئين تدريجيًا في الإعجاب به وعبادته. من أين يأتي هذا الإعجاب والعبادة؟ المصدر هو المعيار الذي تستخدمينه لاختيار شريك الحب والزواج. وعلى مستوى معين، فإن هذا المعيار يضلل رؤيتك للآخرين؛ وبشكل أدق، فإنه يطمس المعايير والأسس التي تستخدمينها لرؤية أفراد الجنس الآخر. مظهره الخارجي يتطابق مع معاييرك الجمالية، لذا أيًا كان نوع طباعه الشخصية، وما إذا كانت أفعاله تتماشى مع المبادئ أم لا، وما إذا كان لديه مبادئ الحق أم لا، وما إذا كان يسعى إلى الحق أم لا، وما إذا كان لديه إيمان حقيقي وخضوع لله أم لا؛ تصبح هذه الأمور غير واضحة تمامًا بالنسبة إليك، ومن المحتمل أن تتأثري عاطفيًا في رؤيتك إلى هذا الشخص. لأنك تكنّين مشاعر طيبة تجاه هذا الشخص، ولأنه يرضي معيارك على المستوى العاطفي، فإنك ترين أنَّ كل ما يفعله جيد ولا بأس به إطلاقًا، وتحمينه وتعبدينه، لدرجة أنه عندما يفعل شيئًا شريرًا لا تميزينه ولا تكشفينه ولا تتخلين عنه. ما السبب في ذلك؟ السبب أن مشاعرك مؤثرة، وهي تأسر قلبك. بمجرد أن تنشط مشاعرك، هل يكون من السهل عليك أن تفعلي الأشياء وفقًا للمبادئ؟ مشاعرك لها الأفضلية، لذلك لا يصبح لديك مبادئ. لذا، فإن العواقب المترتبة على هذا الأمر خطيرة للغاية. فعلى الرغم من أنه ليس الشخص الذي تحبينه، أو ليس الشخص الذي ترغبين في الزواج منه، فإنه لا يزال يتماشى مع قيمك الجمالية واحتياجاتكِ العاطفية، وفي ظل هذا الشرط المسبق، فإنَّ مشاعركِ تؤثر فيك وتتحكم بكِ على نحو لا يمكن تجنبه، ويصعب جدًا عليكِ أن تري هذا الشخص، وأن تتعاملي مع المشكلات التي تظهر في هذا الشخص ومع مشكلاتكِ الخاصة، بناءً على كلام الله. بمجرد أن تسيطر المشاعر عليك، وتصبح القوة المهيمنة عليك، يكون من الصعب جدًا أن تتحرري من الأغلال العاطفية التي تكبلك، لتدخلي في واقع ممارسة الحق. إذن ماذا أعني بكل هذا؟ أعني أن كل شخص لديه كل أنواع التخيلات حول الزواج. هذا لأنك لا تعيش في فراغ أو في كوكب آخر، وبالطبع أنت لست قاصرًا أو ضعيف العقل أو أحمق؛ أنت بالغ ولديك أفكار البالغين. وفي الوقت نفسه، قد قبلت أيضًا بشكل لا إرادي آراء المجتمع المختلفة عن الزواج، بما أنك قبلت المعلومات التي تأتي من المجتمع ومن البشر الأشرار عن الزواج. وبعد تقبلك لهذه الأشياء، تكون لديك لا إراديًا تخيلات بشأن من سيكون شريكك العاطفي. إلى ماذا يشير التخيل؟ إنه يعني الانشغال بأفكار فارغة وغير واقعية. استنادًا إلى ما قدمنا حوله شركة الآن وكشفناه، فإنه موجه بشكل أساسي إلى مختلف الآراء المتعلقة بالزواج التي تأتي من المجتمع ومن البشرية الشريرة. لأنك لا تملك عن الزواج نظرة صحيحة وتتماشى مع الحق، فإنك تتأثر لا محالة بمختلف الآراء المتعلقة بالزواج التي تأتي من المجتمع ومن البشرية الشريرة، وهي تجعلك تتآكل وتفسدك، لكنك لا تعلم ولست واعيًا بذلك. لا يمكنك أن تشعر أن هذا تآكل وفساد. وبدون قصد، تتلقى هذا التأثير، وبدون قصد، تبدأ في الاعتقاد بأن هذا كله عادل ومعقول تمامًا، وتعتبر أنه أمر طبيعي، معتقدًا أن هذه كلها أفكار يجب أن تكون لدى البالغين، وبشكل طبيعي تمامًا، ستحوِّل هذا إلى متطلباتك المناسبة واحتياجاتك المناسبة، أي الأفكار المناسبة التي يجب أن تكون لدى الشخص البالغ. لذا، منذ أن تبدأ في تلقي هذه الرسائل، ستتصاعد تخيلاتك عن الزواج أكثر فأكثر وتصبح أكثر عمقًا. وفي الوقت نفسه، سيتضاءل شعورك بالخجل من الزواج باستمرار، أو يمكن القول إنك ستشعر أكثر فأكثر بعدم الرغبة في رفض هذه التخيلات عن الزواج بشكل استباقي. وبعبارة أخرى، ستصبح تخيلاتك المتعلقة بشريكك في الحب أو مختلف المشاهد والأمور المتعلقة بالزواج لا إرادية وجريئة أكثر فأكثر. أليس هذا هو الحال؟ (إنه كذلك). فكلما زاد تقبل الناس لآراء ومعلومات حول الزواج من المجتمع ومن البشر الأشرار، أصبحوا أكثر جرأة وجموحًا في تخيل زواجهم، وفي البحث عن شريك في الحب، والسعي وراء هذا الشريك. وفي الوقت نفسه، يأملون أن يكون حبيبهم مثل شخصية موصوفة في رواية رومانسية أو مسلسل تلفزيوني أو فيلم رومانسي؛ أنه سيحبهم دون قيد أو شرط، حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، ويظل مخلصًا حتى الممات. وفيما يتعلق بهم، فهم أيضًا سيحبون شركاءهم حبًا عميقًا تمامًا كما تصور الدراما التلفزيونية والروايات الرومانسية حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، وسيظلون مخلصين حتى الممات. باختصار، هذه التخيلات منفصلة عن احتياجات العالم الحقيقي للإنسانية والحياة، وبالطبع، هي أيضًا منفصلة عن جوهر الإنسانية؛ فهي لا تتوافق إطلاقًا مع الحياة الواقعية. تمامًا كما هو الحال مع أي شيء يعتقد الناس أنه جيد، فهي مجرد أفكار مبهجة أنتجتها مخيلة الناس. نظرًا لأن هذه الأفكار لا تتماشى مع تعريف الله للزواج وترتيباته له، يجب على الناس أن يتخلوا عن هذه الأفكار ووجهات النظر التي لا تتماشى مطلقًا مع الحقائق، والتي لا ينبغي أن يسعوا إليها في المقام الأول.

كيف يجب أن يتخلى الناس عن هذه التخيلات غير الواقعية بشأن الزواج؟ يجب عليهم تصحيح أفكارهم وآرائهم حول الرومانسية والزواج. أولًا، يجب على الناس أن يتخلوا عما يُسمَّى بنظرتهم عن الحب، وأن يتخلوا عن الأشياء والأقوال الوهمية مثل حب شخص ما حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، والحب الذي لا يتزعزع حتى الممات، والحب الذي يدوم من حياة إلى حياة. لا يعرف الناس ما إن كانوا سيحظون بهذا الحب طوال حياتهم، فضلًا عما إن كان سيستمر في الحيوات المستقبلية أو حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب. كم سنة سيستغرقها جفاف البحار وتحول الصخور إلى تراب؟ ألن يكون الناس وحوشًا إذا استطاعوا أن يعيشوا كل هذه المدة؟ يكفي أن تعيش هذه الحياة بشكل جيد، وأن تعيشها بوعي ووضوح. يكفي فقط أن تؤدي دورك جيدًا في الزواج، وأن تفعل ما يجب أن يفعله الرجل أو المرأة، وأن تؤدي الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يؤديها الرجل أو المرأة، وأن تتمِّما مسؤولياتكما المتبادلة، وأن يدعم كل منكما الآخر، ويساعد كل منكما الآخر، وأن يلازم كل منكما الآخر مدى الحياة. هذا هو الزواج المثالي والسليم، وكل تلك الأمور الأخرى، ما يسمى بالحب، وما يسمى بتعهدات الحب الرسمية، والحب الذي يدوم من حياة إلى حياة – هذه كلها أمور لا فائدة منها، ولا علاقة لها بالزواج الذي عيّنه الله، ولا علاقة لها بتعليمات الله ومواعظه للرجل والمرأة. هذا لأنه بغض النظر عن مقدمة أي زواج، وبغض النظر عن الظروف الفردية للزوج أو الزوجة، سواء أكانا فقيرين أم غنيين، أو ما هي مواهبهما أو وضعهما الاجتماعي وخلفيتهما الاجتماعية، أو ما إذا كانا متناسبين تمامًا أو زوجين مثاليين، بغض النظر عما إذا كان الزواج قد تم بسبب حب من النظرة الأولى أو ما إذا كان بترتيب من الوالدين، سواء حدث هذا الزواج بالصدفة أو عن طريق الحب من خلال الارتباط الطويل – أيًا كان نوع هذا الزواج، مادام الشخصان قد تزوجا ودخلا في الزواج، فلا بد أن يعود هذا الزواج بالضرورة إلى أرض الواقع، إلى الحياة الواقعية للضرورات اليومية. لا يمكن لأحد أن يهرب من الحياة الواقعية، وكل زواج، سواء كان يتضمن حبًا أم لا، لا بد أن يعود في النهاية إلى الحياة اليومية. على سبيل المثال، ينبغي دفع فواتير المرافق وتشتكي الزوجة: "يا إلهي، لقد ارتفعت الفواتير مرة أخرى. كل شيء يرتفع، كل شيء ما عدا الأجور. كيف يمكن للناس أن يعيشوا وأسعار الأشياء ترتفع بهذا الشكل؟" ولكن على الرغم من شكواها، فإنها لا تزال مضطرة إلى استخدام الماء والكهرباء، فليس لديها خيار آخر. لذا فهي تسدد الفواتير، وبمجرد سدادها عليها أن تدخر من مال الطعام والنفقات، وتحاول توفير المال الذي اضطُرت إلى دفعه مقابل فرق ارتفاع الفواتير. عندما يرى الزوج أن ثمة خضروات مخفَّضة في السوق، يقول: "الفاصوليا اليوم معروضة للبيع بتخفيض. اشترِي المزيد، اشتريِ ما يكفي لأسبوعين". تقول الزوجة: "كم يجب أن نشتري؟ إذا اشترينا الكثير ولم نتمكن من أكله كله، فستفسد. وإذا اشترينا هذه الكمية الكبيرة، فلن نتمكن من وضعها كلها في المجمِد!" فيرد الزوج: "إذا لم نتمكن من وضعها كلها في المجمد، ألا يمكننا أن نأكل منها أكثر؟ يمكننا تناول الفاصوليا مرتين في اليوم. لا تقلقي دائمًا بشأن شراء أشياء باهظة الثمن لنأكلها!" يتلقى الزوج راتبه ويقول: "لقد حصلت على علاوة مرة أخرى هذا الشهر. إذا حصلت على علاوة كبيرة في نهاية العام، فيمكننا الذهاب في عطلة. الجميع يذهبون في عطلة إلى جزر المالديف أو بالي. سآخذك إلى هناك في عطلة أيضًا، كي يتسنى لك أن تقضي وقتًا طيبًا". تثمر أشجار الفاكهة حول منزلهما محصولًا وفيرًا من الفاكهة، ويتناقش الزوج والزوجة: "لم نحصل على محصول جيد العام الماضي. ثمار هذا العام ضخمة، لذا يمكننا بيع بعضها وجني بعض المال. وبمجرد أن نجني بعض المال، ربما يمكننا تجديد منزلنا؟ يمكننا تركيب نوافذ أكبر مصنوعة من الألومنيوم وتركيب باب حديدي جديد كبير". عندما يأتي طقس الشتاء البارد، تقول الزوجة: "أنا أرتدي هذه السترة القطنية منذ سبع سنوات أو ثمانٍ، وهي تغدو أرقَّ فأرقَّ. عندما تحصل على راتبك، يمكنك أن تنفق أقل قليلًا وتخصص لي المال لشراء سترة شتوية. يتراوح سعر السترة المبطَّنة بين ثلاثمائة إلى أربعمائة يوان على الأقل، أو ربما بين خمسمائة إلى ستمائة يوان". يقول الزوج: "حسنًا. سأدخر بعض المال وأشتري لك سترة جيدة وثقيلة محشوَّة بريش البط". فتقول الزوجة: "أنت تريد أن تشتري لي واحدة، لكن أنت أيضًا لا تملك واحدة. اشترِ واحدة لنفسك أيضًا". يرد الزوج: "إذا كان لدي ما يكفي من المال، فسأشتريها. وإذا لم يكن لدي، فسأتدبر أمري بسترتي لعام آخر". يقول زوج آخر لزوجته: "سمعت أن هناك مطعمًا كبيرًا افتُتح بالقرب من هنا يقدم جميع أنواع المأكولات البحرية. هل نذهب؟" تقول الزوجة: "لنذهب. لدينا ما يكفي من المال، يمكننا تحمل التكلفة". يذهبان لتناول المأكولات البحرية ويعودان إلى المنزل مبتهجين ويشعران بسعادة كبيرة. تفكر الزوجة: "انظروا كم أصبحت حياتي مريحة الآن. لقد تزوجت الرجل المناسب. يمكنني تناول المأكولات البحرية الطازجة. جيراننا لا يملكون تكلفة تناول المأكولات البحرية الطازجة. لدي حياة رائعة!" أليست هذه هي الحياة الزوجية؟ (بلى). يقضيان حياتهما في الحساب والجدال. إنهما يعملان كل يوم من الفجر حتى الغسق، ويذهبان إلى العمل في الساعة الثامنة فيُضطران إلى الاستيقاظ في الخامسة صباحًا. عندما يدق المنبه، يفكران: "أواه، أنا حقًا لا أريد الاستيقاظ، لكن ليس لدي خيار آخر. يجب أن أستيقظ لكي أوفر احتياجاتنا الأساسية ولكي نعيش"، ولذا فهما يكافحان من أجل النهوض من الفراش. "لحسن الحظ أنني لم أتأخر اليوم، لذا لن يقللوا من مكافأتي". ينتهيان من العمل ويعودان إلى المنزل، ويقولان: "يا له من يوم شاق، صعب للغاية! متى لن أُضطر إلى العمل؟" عليهما أن يظلا مشغولان للغاية لكسب الراتب وتوفير الطعام، عليهما أن يعيشا هكذا من أجل أن يعيشا حياة جيدة، أو حتى يحافظا على حياة شخصين في إطار الزواج، أو حتى يتمكنا من الحصول على حياة مستقرة. يقضيان حياتهما على هذا المنوال إلى أن يتقدم بهما العمر ويصلان إلى سن متقدمة، فتقول الزوجة العجوز: "يا إلهي، انظر يا زوجي، لقد شاب شعري! لقد أصبح لديَّ تجاعيد حول عينيَّ وظهرت خطوط حول فمي. هل أنا الآن عجوز؟ هل ستكره أنني أبدو عجوزًا وتذهب للبحث عن امرأة أخرى؟" يرد زوجها: "مستحيل أيتها العجوز السخيفة. لقد قضيت حياتي كلها معك ولا زلت لا تعرفينني. هل تعتقدين حقًا أنني من هذا النوع من الرجال؟" تشعر زوجته بالقلق المستمر من أنه لن يحبها بعد أن كبرت في السن، وتخشى ألا يعود راغبًا فيها. تلح عليه أكثر فأكثر، ويقل حديث زوجها أكثر فأكثر، ويقل حديثهما أحدهما مع الآخر، ويشاهدان برامجهما الخاصة على التلفزيون، ولا يعير أحدهما الآخر أي اهتمام. ذات يوم، تقول الزوجة: "يا زوجي، لقد تجادلنا كثيرًا في حياتنا. لقد كان من الصعب جدًا العيش معك طوال هذه السنوات. لن أقضي حياتي القادمة مع رجل مثلك. أنت لا تعرض عليَّ أبدًا مساعدتي في التنظيف بعد تناول الطعام، بل تجلس فحسب ولا تفعل شيئًا. أنت لم تعالج عيبك هذا طوال حياتك. عندما تغيِّر ملابسك، فإنك لا تغسلها بنفسك أبدًا، بل أُضطر دائمًا إلى غسلها وترتيبها لك. إذا متُّ، فمن سيساعدك حينها؟" يقول زوجها: "حسنًا، هل سأكون عاجزًا عن العيش بدونك؟ ثمة الكثير من الشابات تلاحقنني حتى إنني لا أستطيع التخلص منهن". ترد زوجته: "يا له من كلام فارغ! انظر كم يبدو مظهرك مهمَلًا. أنت لا يمكن أن تكون مع أحد غيري". يقول زوجها: "اغضبي إن شئت، لكن ثمة الكثير من الناس الذين يحبونني. أنتِ الوحيدة التي تنظر إليَّ بازدراء ولا تأخذني على محمل الجد". أي نوع من الزواج زواجهما؟ تقول الزوجة: "على الرغم من أنه ليس لديَّ ما يسعدني ولا ذكريات مفرحة بعد عمرٍ طويلٍ معك، فإنني الآن وقد كبرت في السن أفكر: إذا لم تكن معي، فسأشعر بأنني أفتقد شيئًا ما. إذا رحلت قبلي، فسأحزن ولن يكون لديَّ أحد لألح عليه. لا أريد أن أكون وحيدة. يجب أن أموت قبلك حتى تعيش الحياة وحيدًا ولا تجد من يغسل لك ملابسك أو يطبخ لك طعامك، ولا أحد يعتني بحياتك اليومية، كي تتذكر طيبتي. ألم تقل إن الكثير من النساء الشابات تلاحقنك؟ عندما أموت يمكنك أن تذهب وتحصل على واحدة على الفور". يقول زوجها: "اهدأي، سأحرص على أن تموتي قبلي. عندما تموتين، سأجد بالتأكيد شريكة حياة أفضل منك". لكن ما الذي يعتقده حقًا في قلبه؟ "ارحلي أنت أولًا، وعندما ترحلين، سأتحمل الوحدة. أفضِّل أن أتحمل هذه المشقة والمعاناة هكذا على أن تعانيها أنتِ". أما الزوجة العجوز، فهي دائمة الشكوى من زوجها، وأنه يفعل هذا الخطأ وذاك الخطأ، ولديه هذا العيب أو ذاك العيب، ورغم أن زوجها لا يصحح عيوبه فإنهما يستمران في العيش بهذه الطريقة، ومع مرور الوقت تعتاد على ذلك. في النهاية، تتقبل المرأة لذلك، ويتحمل الرجل ذلك، وبهذه الطريقة يعيشان معًا طوال حياتهما. هذه هي الحياة الزوجية.

على الرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي لا تعجب المرء في الزواج، وهناك الكثير من الشجار، ويختبر الزوجان المرض والفقر والصعوبات المالية في الحياة، ويواجهان أيضًا أحداثًا مفرحة للغاية وأخرى وحزينة للغاية، وأحداثًا أخرى من هذا القبيل، فإنهما يجتازان كل أنواع العقبات معًا، ويكون شريك الحياة شخصًا لا يمكن تركه أبدًا، شخصًا لا يمكن التخلي عنه أبدًا قبل أن يغمضا عينيهما للمرة الأخيرة. ما هو شريك الحياة؟ إنه الزوج أو الزوجة. الرجل يتمِّم تجاه المرأة مسؤوليات مدى الحياة، وبالمثل تتمِّم المرأة تجاه الرجل مسؤوليات مدى الحياة؛ فالمرأة تؤنس الرجل في حياته، والرجل يؤنس المرأة في حياتها. لا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما أكثر ونسًا للآخر، كما لا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما أكثر إسهامًا أو أيهما أكثر أخطاءً أو أيهما أكثر عيوبًا؛ ولا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما هو المعيل الأساسي أو مصدر الدخل لحياتهما معًا، لا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح من هو رب الأسرة أو من هو المسؤول ومن هو المساعد؛ لا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح أيهما غير قادر على ترك الآخر، ما إذا كان الرجل هو الذي لا يستطيع ترك المرأة، أو ما إذا كانت المرأة هي التي لا تستطيع ترك الرجل؛ ولا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح من على حق ومن مخطئ عندما يتجادلان: هذه هي الحياة، هذه هي الحياة الطبيعية للرجل والمرأة في إطار الزواج، وهو الوضع المعيشي الأكثر طبيعية وشيوعًا بين البشر. هكذا هي الحياة، لا يمكن فصلها عن كل أنواع الأخطاء والتحيزات الإنسانية، وعلاوةً على ذلك، لا يمكن فصلها عن كل أنواع الاحتياجات البشرية، ولا يمكن بالطبع فصلها عن كل اختيارات البشرية التي تُتخَّذ بموجب سلطان الضمير والعقل، صحيحة أم خاطئة، وعقلانية أم غير عقلانية. هذه هي الحياة، هذه هي الحياة الأكثر طبيعية. لا دخل فيها للصواب والخطأ، إنها محض وضع معيشي ملائم وتقليدي نسبيًا، وهي واقعية الحياة. والآن، ما الحقيقة التي توضحها للناس واقعية الحياة والوضع المعيشي في إطار الزواج؟ إنها أن على الناس أن يتخلوا عن جميع مختلف تخيلاتهم غير الواقعية بشأن الزواج، وأن يتخلوا عن كل الأفكار التي لا علاقة لها بالتعريف الصحيح للزواج وتعيين الله وترتيباته. هذه كلها أمور يجب على الناس أن يتخلوا عنها لأنها لا علاقة لها بالحياة الإنسانية الطبيعية ولا بالالتزامات والمسؤوليات التي يتمِّمها الإنسان الطبيعي في الحياة. لذلك يجب على الناس أن يتخلوا عن تلك التعريفات والأقوال المختلفة عن الزواج التي تأتي من المجتمع ومن البشر الأشرار، وخاصة ما يسمى بالحب الذي لا علاقة له على الإطلاق بالحياة الزوجية الحقيقية. الزواج ليس التزامًا مدى الحياة، ولا هو تعهد رسمي بالحب مدى الحياة، وهو بالتأكيد ليس وفاءً بالعهود مدى الحياة، بل هو الحياة الحقيقية للرجل والمرأة في الزواج، هو ما يحتاجان إليه في الحياة الحقيقية وتعبيرهما في الحياة الحقيقية. يقول البعض: "إن كنت تقدم شركة حول موضوع الزواج ولا تتكلم عن الحب، ولا تتكلم عن التعهدات الرسمية بالحب، أو الحب الذي يدوم حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، أو العهود التي يقطعها المتزوجون بعضهم إلى بعض، فعن أي شيء تتكلم إذن؟" أنا أتكلم عن الإنسانية، وعن المسؤولية، وعن القيام بما يجب أن يقوم به الرجل والمرأة وفقًا لمواعظ الله وتعليماته، وعن تتميم الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الرجل والمرأة، عن تحمل الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يتحملها الرجل والمرأة؛ بهذه الطريقة ستُتَّمم التزاماتك أو مسؤولياتك، أو إرساليتك. على أي حال، ما هي الطريقة الصحيحة للممارسة فيما يتعلق بالتخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج التي نحتاج إلى تقديم شركة حولها؟ هي أنه يجب ألا تبني أفكارك أو تصرفاتك على مختلف الأفكار التي تأتي من البشر الأشرار والاتجاهات الشريرة، بل يجب أن تبنيها على كلام الله. كيفما تحدث الله عن مسألة الزواج، فيجب أن تستندوا في أفكاركم وأفعالكم على كلام الله. هذا المبدأ صحيح، أليس كذلك؟ (بلى). هل انتهينا الآن إلى حد كبير من الشركة حول موضوع التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج؟ هل الأمر واضح الآن بشكل أساسي بالنسبة إليكم؟ (نعم، إنه واضح الآن).

لقد قدمنا شركة للتو حول التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج، وقال بعض الناس: "إذا كنت لا أريد أن أكون أعزب وأخطط لمواعدة شخص ما والعثور على شخص للزواج، فكيف إذن يجب أن أمارس كلام الله حتى أتمكن من التخلي عن مختلف تخيلاتي بشأن الزواج؟ كيف ينبغي لي أن أمارس هذا المبدأ؟" ألا يرتبط هذا بالمبادئ المتعلقة باختيار الزوج أو الزوجة، المبادئ المتعلقة باختيار شريك الحياة؟ ما هي المبادئ المتعلقة باختيار الزوج أو الزوجة التي غرسها العالم فيك؟ أمير الأحلام، الجميلة بيضاء البشرة، الرجل الوسيم والثري، والمرأة الجميلة والغنية، والأفضل أن يكونوا من الجيل الثاني لعائلة ثرية. بزواجك من شخص كهذا، تختصر 20 عامًا من الكفاح من حياتك. لا بد أن يكون الرجل شخصًا يستطيع تحمل تكاليف خاتم من الماس وفستان زفاف وحفل زفاف فاخرًا لكِ. يجب أن يكون شخصًا لديه طموح مهني، أو شخصًا يستطيع تكوين ثروة، أو شخصًا يمتلك بالفعل قدرًا معينًا من الثروة. أليست هذه هي الأفكار والآراء التي غرسها العالم فيك؟ (بلى). يوجد أيضًا من يقول: "يجب أن يكون شريك حياتي شخصًا أحبه". وثمة من يقول: "هذا ليس صحيحًا. فالشخص الذي تحبه ليس بالضرورة أن يحبك. يجب أن يكون الحب متبادلًا؛ فالشخص الذي تحبه يجب أن يحبك أيضًا. إذا كان يحبك فلن يختار أبدًا أن ينبذك أو يتخلى عنك. إذا لم يكن الشخص الذي تحبه يحبك، فسيأتي يوم وينبذك". هل هذه الآراء صحيحة؟ (لا). إذن أخبروني ما المبدأ الذي يستند إلى كلام الله ويتخذ الحق معيارًا له ويجب أن تتبعوه عند اختيار الزوج أو الزوجة؟ تحدثوا عن هذا الموضوع وفقًا للأفكار والآراء الصحيحة التي تمتلكونها الآن. (إذا أردت أن أجد شريكًا لي، فيجب أن يكون على الأقل شخصًا يؤمن بالله، وشخصًا يستطيع أن يسعى إلى الحق، وشخصًا له نفس مساعيَّ في الحياة، وله طريقة تفكيري نفسها، ويتبع نفس الطريق الذي أتبعه). شخص يشاركك طريقة تفكيرك ويتبع الطريق نفسه الذي تتبعه ويؤمن بالله؛ أنت تذكر بعض المعايير المحددة لاختيار الزوج. من يود التحدث أيضًا؟ (يجب أن ننظر أيضًا إلى ما إذا كان شخصًا ذا إنسانية وما إذا كان قادرًا على تتميم مسؤولياته والتزاماته في الأسرة الزوجية. ثمة شيء آخر أيضًا: ليس الحال أن الشخص سيجد حتمًا شريكًا للزواج لمجرد أنه يريد الآن أن يجد شريكًا. إنَّ ترتيب ذلك يرجع إلى الله، وعلى المرء أن يخضع وينتظر). توجد ممارسة محددة ويوجد أيضًا أساس محدد من الفكر والنظرية. عليك أن تخضع وتنتظر، وأن تأتمن الله على هذا الأمر وتدعه يرتبه لك، وفي الوقت نفسه عليك أيضًا أن تتعامل مع هذا الأمر بمبادئ. من أيضًا يريد أن يتكلم؟ (يا الله، إن وجهة نظري هي نفسها وجهة نظرهم، وهي أنه يجب على المرء أن يجد شخصًا يشاركه طريقة التفكير نفسها ويسير على نفس الطريق، شخصًا يتمتع بالإنسانية ويستطيع تحمل المسؤولية. على المرء أن يتخلى عن الآراء الخاطئة التي يغرسها الشيطان في نفسه عن الزواج، وأن يقوم بواجبه من قلبه بإخلاص، وأن يخضع لسيادة الله وينتظر ترتيبات الله). إذا كان لا يستطيع أن يشتري لك خاتمًا من الماس، فهل ستظلين موافقةً على أن تتزوجيه؟ (لو كان رجلًا ذا إنسانية لقبلت به حتى لو لم يستطع أن يشتري لي خاتمًا ماسيًا). لنفترض أنه يملك بعض المال وكان بإمكانه أن يشتري لكِ خاتمًا ماسيًا من قيراط واحد، لكنه بدلًا من ذلك اشترى لكِ خاتمًا ماسيًا حجمه 0.3 قيراط فقط، فهل ستكونين على استعداد للزواج منه عندئذٍ؟ (ما كنت لأطلب منه مثل هذا الشيء). لا بأس بعدم طلب مثل هذا الشيء. من خلال ادخار المال، يمكنك بعد ذلك إنفاقه مع مرور الوقت، وهذا تبنٍ لنظرة طويلة الأجل. قبل حتى أن تعثري على شريك، لديكِ بالفعل عقلية للعيش بشكل جيد؛ ذلك واقعي إلى حد كبير! من أيضًا؟ (يا الله، أعتقد أنه يجب أولًا وقبل كل شيء أن أتخلى عن تلك المعايير الدنيوية لاختيار الزوج. أي إنني لا يجب أن أتخيل دائمًا أن أجد أمير الأحلام، أو رجلًا وسيمًا وثريًا، أو شخصًا رومانسيًا. بمجرد أن أتخلى عن هذه الأمور، يجب أن أتعامل مع الزواج بالمنظور الصحيح، ثم أخضع وأنتظر توقيت الله. حتى لو ظهر شخص كهذا، يجب أن يكون شخصًا يشاركني طريقة تفكيري نفسها ويتبع طريقي نفسه. لا يجب أن أعتمد على آرائي الدنيوية المتمثلة في أن أطالب الرجل بأن يكون مراعيًا لي. الأهم هو أن يكون قادرًا على السعي إلى الحق وأن يكون مراعيًا لمقاصد الله). إذا كان يسعى إلى الحق، ويراعي مقاصد الله، ويخرج لأداء واجبه بحيث لا يكون في المنزل أبدًا وتُضطرين إلى تحمل أعباء الحياة الأسرية وحدك، وتنفد أسطوانة الغاز فتُضطرين إلى حملها وحدك إلى أعلى، فماذا ستفعلين إذن؟ (سأحملها بنفسي فحسب). وإذا لم تستطيعي حملها بمفردك، فيمكنك استئجار شخص ما للمساعدة. (أو يمكنني العثور على أخ أو أخت للمساعدة). نعم، هذه كلها طرق للتعامل مع هذا الوضع. إذن، هل ستغضبين إذا غاب سنة أو سنتين، أو ثلاث سنوات أو خمس سنوات؟ "أليس هذا مثل العيش كأرملة؟ ماذا كنت فائدة الزواج منه؟ أليس الأمر كما كنت أعيش بمفردي قبل الزواج؟ يجب أن أتعامل مع كل شيء بمفردي. كم هو مؤسف أنني تزوجته!" ألن تفكري هكذا؟ (لا، لا ينبغي أن أفكر هكذا، لأنه سيكون يؤدي واجبه ويعمل من أجل قضية عادلة. لا ينبغي أن أغضب من هذا). هذه أفكار ممتازة، لكن هل ستتمكنين من التغلب على كل هذا في الحياة الواقعية؟ إذا كان هذا الرجل الذي عثرت عليه مستقيمًا بشكل استثنائي، متحفظًا في كلامه وأسلوبه عادةً، وليس رومانسيًا، ولم يشترِ لكِ ملابس لائقة قط، ولم يهدكِ زهورًا أبدًا، وهو على وجه التحديد، لم يقل لكِ "أحبك" أو أي شيء من هذا القبيل قط، بحيث لم يكن لديكِ في قلبكِ أي فكرة عما إذا كان يحبكِ أم لا، ورغم ذلك كان رجلًا طيبًا حقًا، وكان يراعيك ويعتني بكِ في الحياة، لكنه لم يقل لكِ مثل هذه الأشياء ولم يفعل أي شيء رومانسي، وهو لا يحاول حتى أن يتودد إليك أو يسترضيك عندما تكونين في مزاج سيئ؛ ألن تحملي في قلبك أي استياء تجاهه؟ (من المرجح أنني كنت سأشعر بالاستياء إن كنت لا أؤمن بالله ولا أفهم الحق، لكن بعد الاستماع إلى شركة الله، أعلم أنه لن يهم ما إذا كان يقول تلك الأشياء ويفعل تلك الأمور الرومانسية أم لا. هذه آراء الناس الدنيويين وليست ما يجب أن يسعى إليه الناس ذوو الإنسانية الطبيعية. يجب أن أتخلى عن هذه الأشياء، وعندها لن أتذمر). لا ينبغي أن تتذمري، أليس كذلك؟ (صحيح). في الوقت الحالي، أنت لست في هذا الوضع، ولا تعرفين كيف سيكون شعورك في هذا الظرف، أو كيف ستجيش حالتك المزاجية وتتغير. على الرغم من ذلك، في الوقت الحالي، فإنكن جميعًا تعرفن من الناحية النظرية أنه بما أنكن تؤمنَّ بالله، فلا ينبغي أن تطلبن من شركائكن مثل هذه المطالب غير المعقولة، ولا ينبغي أن تتذمرن منهم عندما تحدث هذه الأشياء، لأن هذه ليست الأشياء التي ترغبن فيها. لديكن هذه الأفكار الآن، لكن هل أنتن قادرات على تحقيقها؟ هل من السهل تحقيقها؟ (لا بد أن نتمرد على تفضيلاتنا وآرائنا الدنيوية؛ ومن ثم ينبغي أن يكون من السهل نسبيًا أن نتخلى عن هذه الأشياء). سأخبرك كيف تتعاملين مع هذا الأمر. سيواجه الرجال والنساء جميعًا هذه المشكلات وستراودهم جميعًا هذه الأفكار والحالات المزاجية في الحياة الزوجية وسيكون لديهم جميعًا هذه الاحتياجات. على الرغم من ذلك، فإن النقطة الأساسية التي يجب أن تفهميها هي أنه إذا كان الشريك الذي اخترته هو ما يرغبه قلبك – بخلاف حقيقة أن هذا كان بترتيب من الله – وهو من اختيارك وترضين عن كل شيء فيه، وهو على وجه الخصوص، يشاركك طريقة التفكير نفسها ويسلك الطريق نفسه الذي تسلكينه، ويمكنه أن يؤدي واجبه في بيت الله، وكل ما يفعله عادل، فعليك أن تتخذي نهجًا عقلانيًا وتسمحي له بعمل ذلك، وتسمحي له بتجاهل مشاعرك، وتسمحي له حتى بتجاهل وجودك؛ نظريًا، هذا شيء يجب أن تحققيه. علاوة على ذلك، إذا طرأ عليك احتياج أو نشأت فيك حالة مزاجية بفعل وضع خاص أو حدث معين، فيجب أن تأتي أمام الله للصلاة. هل ستكونين قادرة على التخلي عن هذه الأشياء تمامًا بعد أن تصلي؟ مستحيل. فالناس يعيشون في إطار إنسانيتهم الطبيعية على الرغم من كل شيء، ولهم عقول، وعقولهم ستثير فيهم كل أنواع الحالات المزاجية. لن نناقش الآن ما إذا كانت هذه الحالات المزاجية صحيحة أم خاطئة. في الوقت الراهن، المشكلة الأكثر عملية هي أنكن تجدن صعوبة في التخلي عن هذه الحالات المزاجية. حتى لو تخليت عنها هذه المرة، فقد تظهر مرة أخرى في موقف موضوعي ما. إذن، ماذا يجب أن تفعلي؟ ليس عليكِ أن تزعجي نفسك بها، لأنك من الناحية النظرية، ومن حيث الشكل والعقلانية، فقد تخليت بالفعل عن هذا السعي أو الحاجة. كل ما في الأمر أن الناس من مختلف الأعمار – بسبب إنسانيتهم – ستكون لديهم هذه الاحتياجات وسيختبرون هذه الحالات المزاجية بدرجات متفاوتة وبمقدار أكبر أو أقل. أنتِ على دراية بهذه المواقف الحقيقية وقد صليت إلى الله، وتجاوزتِ هذه الحالة المزاجية هذه المرة، أو أن الحالة المزاجية التي تختبرينها بها ليست شديدة ولا تأخذينها على محمل الجد. رغم ذلك، من المؤكد أنك ستختبرين هذه الحالة المزاجية مجددًا في المرة القادمة. فما هي ممارستك المحددة حينئذٍ؟ هي أنه ليس عليكِ أن تعيري هذا الأمر أي اهتمام أو تأخذيه على محمل الجد، قائلة: "أواه، هذا الجانب من شخصيتي لم يتغير بعد". ليس هذا بأي نوع من الشخصيات؛ بل محض حالة مزاجية مؤقت ليس له علاقة بشخصياتك. وليس عليكِ أن تضخمي الأمر قائلة: "أواه، لماذا لا أزال هكذا؟ ألست أسعى إلى الحق؟ لماذا أتصرف بهذه الطريقة؟ هذا فظيع!" لا داعي لتضخيم الأمر؛ إنه مجرد تعبير عن حالة مزاجية تنتمي إلى المشاعر المختلفة لإنسانيتك الطبيعية. لا تعيريها اهتمامًا. هذا موقف يتعلق بالتعامل مع الحالات المزاجية. وعلاوة على ذلك، ما دامت لا تؤثر في نظام حياتك الطبيعية، أو حياتك الروحية، أو أداءك لواجبك، ولا تؤثر في انتظام ذلك، فلا بأس. على سبيل المثال، لأن زوجك (أو زوجتك) مشغول بأداء واجبه، فقد مر وقت طويل منذ أن رأيتما أحدكما الآخر، وليس لديكما وقت للتحدث معًا. وذات يوم ترين فجأة إحدى الأخوات مع زوجها يتحدثان معًا، فتنشأ في قلبك حالة مزاجية، وتفكرين: "انظري، يمكنها أن تؤدي واجبها مع زوجها. إنهما سعيدان ومبتهجان للغاية. لماذا زوجي عديم الشعور؟ لماذا لا يسألني: "كيف حالك مؤخرًا؟ هل أنتِ بخير؟" لماذا لا يهتم بي؟ لماذا لا يعزني أو يحبني؟". تختبرين هذا النوع من الحالة المزاجية، وبعد فترة من الوقت تفكرين: "أواه، ليس من الجيد أن أتجهم". أنتِ تعلمين أنه ليس من الجيد أن تشعري بهذا الشعور، لكنك ما زلتِ تشعرين بالغضب قليلًا وتتجادلين مع نفسك قائلة: "لن أهتم به، سأنتظر فحسب أن يبادر بالاهتمام بي. إذا لم يفعل، فسأغضب منه. نحن متزوجان منذ كل هذه السنوات، ولم نرَ بعضنا بعضًا طوال هذه المدة ولم يقل لي إنه يفتقدني. هل يفتقدني أم لا؟ إنه لا يهتم بي، لذا لن أهتم به!" أنت تتجادلين مع نفسك وتعيشين في هذه الحالة المزاجية. للحظة واحدة تنشأ موجة من الغضب والمزاج المتقلب. ما دام بإمكانك النوم والأكل بشكل طبيعي، وقراءة كلام الله، وحضور الاجتماعات، وأداء واجبك بشكل طبيعي، والتعايش مع إخوتك وأخواتك بشكل طبيعي، فلا داعي للقلق بشأن مثل هذه الحالات المزاجية، ويمكنك أن تفكري في كل ما تريدين في قلبك. أيًا كان ما تفكرين فيه، ما دام حسك العقلي طبيعي وتؤدين واجبك بشكل طبيعي، فلا بأس بذلك. لا تحتاجين إلى قمعه بالقوة، ولا تحتاجين إلى أن تصلي إلى الله قسرًا وتطلبي منه أن يؤدبك أو يؤنبك أو أن تشعري بأنك آثمة. لا داعي لتضخيم الأمر، لأن هذه الحالة المزاجية سرعان ما ستزول. إذا كنتِ تفتقدين زوجك إلى هذا الحد، فيمكنك الاتصال به والسؤال عن حاله، ويمكنكما أن تفتحا قلبيكما أحدكما إلى الآخر وتتحدثا، ألن تزول عندئذ تلك الحالات المزاجية المؤقتة وسوء التفاهم؟ في الواقع، أنتِ لست بحاجة إلى أن يفعل أي شيء. في بعض الأحيان قد ينتابك شعور لحظي وتريدين سماع صوته، أو قد تشعرين بوحدة مؤقتة، أو تشعرين بالسخط لفترة قصيرة، أو قد تشعرين بالتعاسة ثم تتصلين به وتسمعينه يتحدث. ستدركين حينئذ أنه بخير، وأنه يحبك بشدة كما كان يحبك من قبل، وأنك في فكره. كل ما في الأمر أنه مشغول بالعمل، أو لأن الرجال قد يكونون مهملين بعض الشيء في التفاصيل الدقيقة وهو مشغول بواجبه ولا يظن أنه قد مر وقت طويل، ولهذا لم يتصل بكِ. أليس من الجيد أنه مشغول ويؤدي واجبه بشكل طبيعي؟ أليس هذا ما أردته؟ إذا كان يرتكب الشر ويسبب الإزعاج والاضطرابات، وتم إخراجه، ألم تكوني لتقلقي عليه؟ كل شيء طبيعي معه الآن، وكل شيء كما كان من قبل؛ ألا يطمئن بالك حينئذٍ؟ ماذا تريدين أكثر من ذلك؟ أليس هذا هو الحال؟ (بلى، إنه كذلك). الاتصال بهذه الطريقة وقول بعض الكلمات لأحدكما الآخر يخفف من الوحشة في القلب ومشاعر الاشتياق كما يقول غير المؤمنين، ألم تُحل هذه المشكلة إذن؟ هل هناك أي صعوبة؟ اتصالك بزوجك وإظهار الاهتمام أحدكما بالآخر – أخبريني، هل الله يدين مثل هذا الأمر؟ (لا). أنتما زوج وزوجة بحكم القانون، واتصالك به وحديثكما وتعبير كل منكما عن شوقه للآخر، كلها أمور لائقة، وهو شعور إنساني طبيعي، وهو أمر يجب أن تفعلاه في نطاق الإنسانية. علاوةً على ذلك، هذا من ضمن ما عيَّنه الله للبشرية في الزواج: أن يرافق كل منكما الآخر، وأن يواسي كل منكما الآخر، وأن يعين كل منكما الآخر. إذا لم يتمم هذه المسؤوليات، ألا يمكنكِ فحسب أن تساعديه في تتميمها؟ هذه مسألة بسيطة للغاية ويسهل التعامل معها. ألم تُحل هذه المشكلة بالممارسة بهذه الطريقة؟ هل من الضروري أن تنشأ كل أنواع الحالات المزاجية في قلبك؟ لا، ليس من الضروري. من السهل تطبيق ذلك.

دعونا نعود إلى السؤال الذي طرحته للتو: "كيف يجب للناس أن يتخلوا عن مختلف تخيلاتهم بشأن الزواج؟" لقد قلتم جميعًا بعض الأفكار ردًا على هذا السؤال. إذا أراد الناس أن يتخلوا عن مختلف تخيلاتهم بشأن الزواج، فعليهم أولًا أن يتحلوا بالإيمان ويخضعوا لترتيبات الله وتعيينه. لا ينبغي أن يكون لديك أي تخيلات ذاتية أو غير واقعية عن الزواج، أو عمن هو شريكك أو عن أي نوع من الأشخاص يكون شريكك؛ يجب أن يكون لديك موقف الخضوع لله، يجب أن تخضع لترتيبات الله وتعيينه، وتثق بأن الله سيهيئ لك الشخص الأنسب. أليس من الضروري أن يكون لديك موقف الخضوع؟ (بلى). ثانيًا: يجب أن تتخلى عن معايير اختيار الشريك التي غرستها فيك الاتجاهات الشريرة في المجتمع، ثم تؤسس المعايير الصحيحة لاختيار الشريك، وهي أنه – على أقل تقدير – يجب أن يكون شريكك شخصًا يؤمن بالله كما تؤمن أنت، ويسير على نفس طريقك؛ هذا من منظور عام. وعلاوةً على ذلك، يجب أن يكون شريكك قادرًا على الوفاء بمسؤوليات الرجل أو المرأة في الزواج؛ يجب أن يكون قادرًا على الوفاء بمسؤوليات شريك الحياة. كيف يمكنك الحكم على هذا الجانب؟ يجب أن تنظر إلى جودة إنسانيته، وما إذا كان لديه إحساس بالمسؤولية، وما إذا كان لديه ضمير. وكيف تحكم على ما إذا كان شخص ما لديه ضمير وإنسانية؟ ما من طريقة لديك لمعرفة ماهية إنسانيته إذا لم تخالطه، وحتى إذا خالطته، فقد لا تتمكن من اكتشاف ما هو عليه إن كان ذلك لفترة قصيرة فقط. فكيف تحكم إذن على ما إذا كان شخص ما يتمتع بالإنسانية؟ تنظر إلى ما إذا كان يتحمل المسؤولية عن واجبه وعن إرسالية الله وعن عمل بيت الله، وتنظر ما إذا كان قادرًا على الحفاظ على مصالح بيت الله وما إذا كان أمينًا على واجبه؛ فهذه هي الطريقة الأفضل للحكم على جودة إنسانية شخص ما. لنفترض أن شخصية هذا الشخص مستقيمة جدًا، وعندما يتعلق الأمر بالعمل الذي يفوضه إليه بيت الله، فهو شخص متفانٍ للغاية ومسؤول وجاد ومخلص، ودقيق للغاية، ولا يتغافل على الإطلاق، ولا يهمل أبدًا، ويسعى إلى الحق، ويصغي بعناية وضمير لكل ما يقوله الله؛ وحالما يصبح واضحًا له ويفهمه، يطبقه على الفور. على الرغم من أن مثل هذا الشخص قد لا يكون مستوى قدراته عاليًا، لكنه على الأقل ليس بشخص لا مبالٍ تجاه واجبه وعمل الكنيسة، ويمكنه تحمل المسؤولية بجدية. إذا كان يقظ الضمير ويتحمل المسؤولية تجاه واجبه، فمن المؤكد أنه سيعيش حياته بكل إخلاص معك، وسيتحمل المسؤولية تجاهك حتى النهاية؛ فشخصية مثل هذا الشخص يمكنها أن تصمد أمام الامتحانات. حتى لو مرضت أو كبرتِ في السن، أو أصبحت قبيحة، أو كان لك عيوب ونقائص، فإن هذا الشخص سيعاملك دائمًا معاملة حسنة ويتحملك وسيبذل قصارى جهده دائمًا ليحافظ عليك وعلى أسرتك ويحميك ويمنحك حياة مستقرة لتعيشي في راحة بال. هذا هو أسعد شيء في الحياة الزوجية لرجل أو امرأة. لن يستطيع بالضرورة أن يوفر لك حياة ثرية أو مترفة أو رومانسية، ولن يستطيع بالضرورة أن يقدم لك أي شيء مختلف من حيث العاطفة أو أي جانب آخر، لكنه على أقل تقدير، سيجعلك تشعرين بالراحة وأن حياتك ستكون مستقرة معه، ولن يكون ثمة خطر أو شعور بعدم الارتياح. عندما تنظرين إلى هذا الشخص، ستتمكنين من رؤية كيف ستكون حياته بعد عشرين عامًا من الآن أو ثلاثين وحتى في سن الشيخوخة. يجب أن يكون هذا النوع من الأشخاص هو معيارك لاختيار الشريك. وبالطبع، هذا المعيار لاختيار الشريك مرتفع بعض الشيء، وليس من السهل العثور على شخص كهذا بين البشر المعاصرين، أليس كذلك؟ للحكم على شخصية شخص ما وما إذا كان قادرًا على الوفاء بمسؤولياته في الزواج، يجب أن تنظري إلى موقفه تجاه واجباته؛ هذا أحد الجوانب. ثمة جانب آخر يتمثل في أنه يجب أن تنظري إلى ما إذا كان لديه قلب يتقي الله، وإن كان لديه، فإنه على أقل تقدير لن يفعل أي شيء غير إنساني أو غير أخلاقي، ومن ثمَّ سيعاملك معاملة حسنة بالتأكيد. أما إذا لم يكن لديه قلب يتقي الله، وكان وقحًا أو عنيدًا أو كانت إنسانيته شريرة ومخادعة ومتغطرسة؛ إذا لم يكن الله في قلبه وكان يعتبر نفسه أسمى من الآخرين، وإن كان يتعامل مع العمل والواجبات وحتى إرسالية الله وأي أمر كبير من أمور بيت الله باستهتار وفقًا لإرادته، ويتصرف بتهور، ولا يتوخى الحذر أبدًا، ولا يطلب المبادئ، ولاسيما عند التعامل مع التقدمات، يأخذها بطيش ويسيء استخدامها، ولا يخشى شيئًا، فيجب ألا تبحثي عن شخص كهذا مطلقًا. فبدون قلب يتقي الله، هو قادر على عمل أي شيء. الآن، ربما يتحدث إليك مثل هذا الرجل بكلام معسول ويتعهد بحبه الأبدي، لكن عندما يأتي اليوم الذي لا يكون فيه سعيدًا، عندما لا تكونين قادرة على إشباع احتياجاته ولا تعودين حبيبته، عندها سيقول إنه لا يحبك وإنه لم يعد يكن لك أي مشاعر، وسيقوم ويتركك متى شاء. حتى لو لم تُطلقا بعد، فإنه سيبحث عن أخرى رغم ذلك؛ كل هذا ممكن. يمكنه أن ينبذك في أي وقت وفي أي مكان، وهو قادر على فعل أي شيء. مثل هؤلاء الرجال خطيرون للغاية ولا يستحقون أن تأتمنيهم على حياتك بأكملها. إذا وجدت رجلًا كهذا ليكون حبيبك، ومعشوقك، وشريكك الذي اخترته، فستكونين في ورطة. حتى لو كان طويل القامة وغنيًا ووسيمًا وموهوبًا بشكل لا يصدق، ويعتني بك ويراعيك جيدًا، ومن الناحية الظاهرية يملك بشكل خاص المواصفات المطلوبة سواء ليكون حبيبك أو زوجك، لكنه لا يملك قلبًا يتقي الله، فلا يمكن لهذا الشخص أن يكون شريكك المختار. إذا افتتنت به وبدأتِ في مواعدته ثم تزوجتما، فسيكون كابوسًا وكارثة لك طوال حياتك. أنت تقولين: "أنا لست خائفة، أنا أسعى إلى الحق". لقد وقعت بين يدي إبليس، وهو يكره الله ويتحدى الله ويستخدم جميع الطرق ليربك إيمانك بالله، فهل أنت قادرة على التغلب على هذا؟ لا يمكن لقامتك القليلة وإيمانك أن تتحملا عذابه، وبعد بضعة أيام ستتعذبين لدرجة أنك ستتوسلين منه الرحمة وتكونين غير قادرة على الاستمرار في الثقة بالله. تفقدين ثقتك بالله ويمتلئ عقلك بهذا التناحر ذهابًا وإيابًا. الأمر أشبه ما يكون بإلقائك في مفرمة لحم وتمزيقك إلى أشلاء، بلا شبه الإنسان، وستكونين غارقة في ذلك تمامًا، حتى ينتهي بك الأمر في النهاية إلى نفس مصير ذلك الإبليس الذي تزوجته، وستنتهي حياتك.

لقد قدمنا للتو شركة حول معيارين يتعلقان بكيفية الحكم على ما إذا كان شخص ما قادرًا على الوفاء بمسؤولياته في الزواج. هل يمكنكم تذكر ما هما؟ (نعم). يتعلق هذان المعياران بمدى جودة إنسانية الناس. المعيار الأول هو النظر إلى ما إذا كانوا يؤدون واجبهم بضمير ومسؤولية، وما إذا كانوا قادرين على الحفاظ على عمل الكنيسة ومصالح بيت الله. ربما لا تكون قادرًا على الحكم على بعض الناس بوضوح بمجرد النظر إليهم؛ فقد يكونون قادرين على أداء واجبهم والحفاظ على عمل الكنيسة سعيًا وراء المكانة أو عندما تكون لهم مكانة، لكن ما سيكونون عليه عندما لا تعود لهم مكانة هو أمر لم تريه بوضوح بعد. لا توجد طريقة يمكنك بها في هذا الوقت إصدار حكم دقيق عليهم. ومع ذلك، عندما ترينهم يفتعلون موقفًا، ويلعنون الله ويجدفون عليه عندما يفقدون مكانتهم، ويقولون إن الله ليس بارًا، حينئذٍ سيكون لديك تمييز لهم، وستفكرين: "هذا الرجل ليس لديه قلب يتقي الله على الإطلاق. لحسن الحظ أنه ظهر على حقيقته في الوقت المناسب. لو لم يفعل، لاخترته ليكون شريك حياتي". كما ترين، المعيار الآخر لاختيار الشريك – ما إذا كان لديه قلب يتقي الله – هو أيضًا معيار أساسي. إذا كنت تحكمين على الناس وتقيمينهم باستخدام هذا المعيار فسوف ينقذك من زواج كالكابوس. هل هذان المعياران لاختيار الشريك مهمان؟ (نعم). هل تفهمينهما؟ (نعم). كما ترين، بعض النساء يعشقن المال كثيرًا. عندما يبدأن في مواعدة رجل، يظهرن بمظهر لطيف ومتعقل للغاية، ويفكر الرجل: "هذه المرأة رائعة! إنها مثل العصفور الصغير، تحتضنني طوال اليوم وتلتصق بي مثل الغراء. إنها بالضبط نوع المرأة التي يحلم بها الرجل ويسعى إليها. الرجل يحتاج إلى امرأة كهذه، امرأة تتحدث بلطف، وتعتمد على رجلها، وتشعره حقًا بأنها بحاجة إليه. ستكون الحياة سعيدة للغاية مع امرأة مثلها ملتصقة بي وإلى جانبي". ومن ثم يتزوجان، ولكنه يرى أنها تؤمن بالله ولكنها لا تحاول جاهدةً أن تسعى إلى الحق. ومتى ما ذكر لها أداء واجبها تقول إنه ليس لديها وقت، ودائمًا ما تجد أعذارًا وتقول إنها متعبة، ولا تريد أن تعاني أي شيء. لا تطهو أو تنظف في المنزل، بل تشاهد التلفاز طوال الوقت؛ وعندما ترى أن إحداهن اشترت حقيبة من تصميم أحد المصممين أو أن أسرة إحداهن تعيش في قصر فخم واشتروا سيارة باهظة الثمن، تعلق على مدى قدرة الرجل في تلك الأسرة؛ عادة ما تنفق بإسراف، وكلما ذهبت إلى متجر ذهب أو محل مجوهرات أو محل سلع فاخرة، تريد دائمًا إنفاق المال وشراء أشياء جميلة. أنت لا تفهم الأمر وتفكر: "لقد كانت رائعة للغاية. كيف تحولت إلى هذا النوع من النساء؟" أترى؟ لقد تغيرت، أليس كذلك؟ عندما كنتما تتواعدان من قبل، كانت قادرة على أداء واجبها والمعاناة قليلًا، لكن هذا كله كان ظاهريًا. الآن بعد أن تزوجتما، لم تعد كذلك. فهي ترى أنك غير قادر على تلبية مطالبها المادية وتبدأ في لومك قائلة: "لماذا لا تخرج لتكسب المال؟ ما فائدة الإيمان بالله وأداء واجبك؟ هل يمكن للإيمان بالله أن يوفّر لنا الطعام؟ هل يمكن أن يجعلك الإيمان بالله غنيًا؟" هي حتى تقول أشياء يقولها غير المؤمن؛ فهل هذه المرأة تؤمن بالله حقًا؟ (لا). إنها لا تريد أن تؤدي واجبها أبدًا، ولا تقدّر الإيمان بالله، أو السعي إلى الحق، أو السعي إلى نيل الخلاص، حتى إنها في النهاية تقول أشياء متمردة للغاية ولا يكون لديها قلب يتقي الله على الإطلاق. إذن، ما الذي تفكر فيه هذه المرأة طوال الوقت؟ (الطعام والملابس والمتعة). كل ما تفكر فيه هو المال والملذات الجسدية، هذا كل ما يشغل فكرها. إنها من محبي المال في الدنيا. إذا تزوجتها وعرقلت إيمانك بالله وشجعتك على ترك الواجب والسعي وراء الأمور الدنيوية فماذا ستفعل؟ أنت لا تزال ترغب في السعي إلى الحق ونيل الخلاص، لكنك إذا اتبعتها فلن تتمكن من نيل الخلاص، وإن لم تتبعها ستتشاجر معك وتطلقك. وبعد طلاقك، ستعيش بمفردك بلا شريك؛ فهل ستتمكن من التغلب على هذا؟ لو أنه لم يكن لديك شريكة حياة على الإطلاق، لكان الأمر على ما يرام، لكنك الآن كنت مع شريكة حياتك لسنوات عديدة واعتدت على العيش معها. وفجأة تجد نفسك مطلقًا ولم يعد لك شريكة حياة؛ هل يمكنك التغلب على هذا الأمر؟ ليس من السهل التغلب على هذا، أليس كذلك؟ بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق باحتياجاتك الحياتية أو احتياجاتك العاطفية أو عالمك الروحاني الداخلي، لا يمكنك التغلب على ذلك. لقد تغيرت الطريقة التي تعيش بها حياتك مما كانت عليه من قبل إلى طريقة أخرى، وتغير نمط الحياة الذي كنت تعيشه من قبل وإيقاعها وطريقتها إلى فوضى عارمة. أي نوع من الزواج كان لديك؟ ما الذي جلبه هذا الزواج لك؟ السعادة أم كارثة؟ (كارثة). لقد جلب كارثة. لذلك، إذا كنت لا تعرف كيف تحكم على الناس وتقيس الناس دون أن تستند إلى مبادئ صحيحة وكلام الله، فعليك أن تبذل قصارى جهدك ألا تنخرط في المواعدة العابرة أو تفكر في أي أفكار أو أن يكون لديك أي خطط للمواعدة أو الزواج أو الدخول في زواج، ذلك لأن إغراء اتجاهات هذا العالم الشريرة للناس في الوقت الحاضر كبير جدًا، وكل شخص يواجه الكثير من المغريات ويواجه جميع أنواعها في الحياة، ولا أحد قادر على التغلب عليها، وحتى لو سعيت إلى الحق ستظل تجد صعوبة في التغلب عليها. إذا سعيت إلى الحق ونلت فهم الحق وربحت الحق، فستتمكن من التغلب عليها. لكن قبل أن تكون قد فهمت الحق وربحته، سيظل الإغراء مغريًا لك وسيشكِّل خطرًا عليك دائمًا. علاوة على ذلك، هناك مشكلة حرجة بالنسبة إليكم، وهي أنكم لا تعرفون كيف تحكمون على الناس وأنتم غير قادرين على رؤية جوهر الناس بوضوح؛ وهذه هي المشكلة الأكبر. ما الشيء الوحيد الذي تعرفون كيف تحكمون عليه؟ الرجال يعرفون فقط كيف يحكمون على ما إذا كانت المرأة جميلة، وما إذا كانت قد التحقت بالجامعة، وما إذا كانت عائلتها غنية، وما إذا كانت تستطيع أن ترتدي ملابس أنيقة، وما إذا كانت تعرف كيف تكون رومانسية، وما إذا كانت تستطيع أن تكون حنونة. وبمزيد من التفصيل، يمكن للرجال معرفة ما إذا كانت المرأة ستكون زوجة وأم جيدة، وما إذا كانت تستطيع تعليم أطفالهما بشكل جيد في المستقبل، وما إذا كانت تستطيع إدارة المنزل. هذه – على الأكثر – هي الأشياء التي يعرف الرجال كيف يحكمون عليها. وما الذي تستطيع المرأة الحكم عليه فيما يخص الرجل؟ يمكنها الحكم على ما إذا كان الرجل يعرف كيف يكون رومانسيًا، وما إذا كان مقتدرًا، وما إذا كان يستطيع إعالة الأسرة، وما إذا كان مقدرًا له أن يكون غنيًا أو فقيرًا، وما إذا كان لديه أي حيل تساعده على التعايش في العالم. وعلى مستوى أفضل، يمكن للمرأة أن تحكم على ما إذا كان الرجل قادرًا على المعاناة، وما إن كان يستطيع أن يدير الأسرة بشكل جيد، وإن كانت ستستطيع أن تأكل وتلبس جيدًا إذا ارتبطت به، وما هي خلفيته العائلية، وما إن كانت أسرته ميسورة الحال، وما إن كانوا يملكون منزلًا وسيارة وتجارة، وما إن كانوا يعملون في التجارة أو مزارعين أو عمالًا، وما الظروف الاقتصادية الحالية لأسرته، وما إن كان والداه قد ادخرا له المال ليتزوج. هذه – على أقصى تقدير – هي الأمور التي تتمكن المرأة من معرفتها. أما بخصوص ماهية جوهر إنسانية الخاطب المحتمل، أو ما الخيار الذي سيتخذه فيما يتعلق بطريق الإيمان بالله، فهل أنتِ قادرة على رؤية هذه الأشياء بوضوح؟ (لا). لنكون أكثر دقةً، هل هذا الشخص قادر على اتباع طريق ضد المسيح؟ هل هو شرير؟ إذا حكمنا على ذلك من خلال ملخص ما يفيض به ويعبر عنه من جهة جودة إنسانيته، فهل هو شخص يتبع الحق أم هو ينفر من الحق؟ هل هو قادر على اتباع الطريق سعيًا إلى الحق؟ هل هو قادر على نيل الخلاص؟ وإن تزوجته، فهل ستتمكنان كلاكما من دخول الملكوت كزوج وزوجة؟ لا يمكنك رؤية هذه الأمور بوضوح، أليس كذلك؟ يقول البعض: "لماذا نحتاج إلى رؤية هذه الأمور بوضوح؟ هناك الكثير من المتزوجين في العالم؛ وهم أيضًا لا يستطيعون رؤية هذه الأشياء بوضوح، لكنهم لا يزالون يواصلون حياتهم، أليس كذلك؟" كثير من الناس لا يرون الزواج بشكل واضح. إذا صادفت شخصًا صالحًا يعيش بشكل لائق ويمكنك أن تقضي معه حياتك دون مشاكل كبيرة أو تقلبات بارزة، ولا توجد معه معاناة شديدة، فيمكن اعتبار ذلك حياة جيدة وزواجًا جيدًا. رغم ذلك، بعض الناس لا يرون الآخرين بوضوح ولا يركزون سوى على شكل الشخص الآخر ومكانته. ينطلي عليهم الكلام المعسول، ولا يكتشفون أن شريكهم شخص شرير وإبليس وأن كل يوم يقضونه مع هذا النوع من الأشخاص يمر كسنة، إلا بعد الزواج منه. غالبًا ما تذرف النساء الدموع، في حين أن الرجال أيضًا يُخدعون ويقعون ضحية بشكل كبير، مما يؤدي إلى الطلاق بعد بضع سنوات. بعض المتزوجين ينفصلون عندما يكون أطفالهم في الثالثة أو الرابعة من عمرهم أو في سن المراهقة، والبعض حتى يكون لهم أحفاد عندما يجدان أنهما لم يعودا قادرين على العيش معًا، فيتطلقان. ماذا يقول هؤلاء الناس في النهاية؟ "الزواج قبر"، و"الزواج محرقة". إذن، هل كان الخطأ الذي أدى إلى هذه النتيجة من جانب النساء أم الرجال؟ كلاهما أخطأ، وكلاهما لم يكن جيدًا. إنهما لا يعرفان طبيعة الزواج أو الحياة الزوجية. إن طبيعة الزواج هي أن يتحمل كل منهما مسؤولية الآخر، وأن يدخل كل منهما في الحياة الحقيقية ويدعم كل منهما الآخر. وهذا يعتمد على الإنسانية الطبيعية(أ) لكلا الشريكين حتى يستطيعا أن يعيشا بسعادة واستقرار حتى الشيخوخة والبقاء معًا حتى النهاية. وما طبيعة الحياة الزوجية؟ إنها تعتمد أيضًا على الإنسانية الطبيعية(ب) لكلا الشريكين، وبهذه الطريقة وحدها يمكنهما العيش بسلام واستقرار وسعادة. يجب أن يتحمل كلا الشريكين المسؤولية تجاه أحدهما الآخر، وعندها فقط يمكنهما في النهاية أن يعيشا معًا يدًا في يد وصولًا إلى الشيخوخة ونهاية العمر. غير أنَّ هذا ليس بدخول الملكوت؛ ليس من السهل على الزوجين أن يدخلا الملكوت معًا. وحتى إذا لم يكن من الممكن أن يدخلا الملكوت معًا، فلكي يتمكن زوجان من العيش معًا أخيرًا حتى الشيخوخة، يجب على أقل تقدير أن يكون لديهما ضمير وعقل، مع إنسانية ترقى إلى المعيار. أليس هذا صحيحًا؟ (إنه كذلك). هل عقد الشركة على هذا النحو يجعل لديكم إيمان أكبر بالزواج أم أقل، أم أنها تجعلكم تتحلون بالموقف والرأي الصحيحين؟ (إنها تجعلنا نتحلى بالموقف والرأي الصحيحين). لا علاقة للشركة بهذه الطريقة بأن يكون لديك إيمان أكبر أو أقل، أليس كذلك؟ أنا لا أتحدث عن التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج، لكي أجعلك تتخلى عن الزواج أو ترفضه، بل لكي تتخذ النهج الصحيح والعقلاني في هذا الأمر. بتعبير أدق، حتى تتمكن من التفكير في هذه المسألة والتعامل معها وعلاجها وفقًا لكلام الله. ليس الهدف أن تتوقف تمامًا عن التفكير في الزواج؛ فعدم التفكير ليس هو نفسه التخلي. التخلي الحقيقي يعني أن يكون لديك الأفكار والآراء الصحيحة والدقيقة. والآن، من خلال الشركة بهذه الطريقة، ألم تتخلوا بالفعل عن بعض تخيلاتكم المختلفة بشأن الزواج؟ (بلى). هل أنتم الآن تخشون الزواج أكثر، أم تتوقون إليه أكثر؟ لا هذا ولا ذاك، في الواقع. ما من حاجة لخشيته كثيرًا ولا للتوق إليه. إذا كنت الآن أعزب وتقول: "أريد أن أسعى إلى الحق وأبذل نفسي لله. أنا لا أفكر في الزواج في الوقت الحالي وليس لدي أي خطط للزواج، لذلك سأترك مسألة الزواج مساحة فارغة في قلبي، سأدعها صفحة بيضاء"، فهل هذا الرأي صحيح؟ (كلا، إن الله يقدم لنا شركة حول هذا الحق لأننا بحاجة إلى أن نتسلح به ونفهمه ونطبقه. ينبغي لنا أيضًا أن نتصرف وفقًا لما يقوله الله، وأن نرى الناس والأشياء، ونتصرف ونفعل، وفقًا لكلام الله تمامًا، بحيث يكون الحق معيارًا لنا. وسواء كنا نفكر في الزواج الآن أم لا، لا يزال علينا أن نفهم هذا الحق، وعندها فقط سنتجنب الوقوع في خطأ). هل هذا الفهم صحيح؟ (نعم).

أثمة مَن يقول الآن: "نحن عزاب وعالم غير المؤمنين يقول إن العزوبية شيء نبيل، لذا ألا يمكننا القول إن العزاب في بيت الله مقدسون والمتزوجون دنسون؟" أثمة من يقول مثل هذه الأشياء؟ يوجد بعض المتزوجين الذين يكون لديهم دائمًا مفهوم خاطئ بشأن فهمهم للزواج، فهم يعتقدون أن أفكارهم بعد الزواج لا تكون نقية أو بسيطة أو طاهرة كما كانت قبل الزواج، وأن أفكارهم تتعقد بعد الزواج، ولا سيما أن المتزوجين يقيمون علاقات مع الجنس الآخر ولا يعودون مقدسين. ولهذا، بعد قبولهم عمل الله، يقول الواحد منهم لشريك حياته بحزم: "لقد قبلت عمل الله، ومن هذا اليوم فصاعدًا يجب أن أسعى إلى القداسة. لا يمكنني ممارسة الجنس معك بعد الآن. يجب أن تنام بمفردك، ويجب أن أنام في غرفة أخرى". ومن ذلك الحين فصاعدًا، ينامان منفصلين وينام شريك الحياة بمفرده، لكنهما يستمران في العيش معًا. ما الذي يسعى إليه مثل هؤلاء الناس؟ إنهم يسعون إلى نوع من قداسة الجسد. أليس هذا سوء فهم للزواج؟ (بلى). هل من السهل علاج سوء الفهم هذا؟ يوجد بعض الأشخاص المتزوجين الذين يعتقدون أنهم لم يعودوا مقدسين بعد إقامة علاقة مع الجنس الآخر. المعنى الكامن هنا هو أنهم إذا لم يقيموا علاقات مع الجنس الآخر، إذا تركوا زواجهم وتطلقوا، فسيصبحون مقدسين. إذا كانت هذه هي الطريقة التي يصبح بها الشخص مقدسًا، ألا يعني ذلك أن غير المتزوجين أكثر قداسة؟ مع مثل هذه الأشكال المحرَّفة من الفهم، فإن الخيارات أو الأفعال التي يقوم بها الناس تجعل شركاءهم يشعرون بالحيرة والغضب. وبعض الأزواج غير المؤمنين أو الزوجات يسيئون فهم الإيمان وينشأ لديهم نفور منه، بل إن هناك من يتكلمون عن الله تجديفًا. قل لي، هل ما يفعله هؤلاء الناس في سعيهم إلى "القداسة" صحيح؟ (لا، ليس صحيحًا). لماذا؟ بدايةً، ثمة مشكلة في تفكيرهم. ما هذه المشكلة؟ (إنهم يسيئون فهم كلام الله). أولًا، وجهات نظرهم عن الزواج محرفة؛ وثانيًا، تعريفاتهم وفهمهم للقداسة والنجاسة محرفة. إنهم يعتقدون أن عدم إقامة علاقة مع الجنس الآخر يجعل المرء مقدسًا، فما النجاسة إذن؟ وما القداسة؟ هل القداسة تعني أن يكون المرء بلا شخصيات فاسدة؟ عندما يربح شخص ما الحق وتتغير شخصيته، لا تعود لديه شخصيات فاسدة. هل الشخص الذي لم يقم علاقات مع الجنس الآخر ليس لديه شخصيات فاسدة؟ هل شخصيات الناس الفاسدة تنشأ فقط عندما يقيمون علاقات مع الجنس الآخر؟ (لا). من الواضح أن هذا الفهم خاطئ. إنَّ شخصياتك الفاسدة لا تزداد سوءًا بمجرد أن تتزوج وتقيم علاقات مع الجنس الآخر، إنما تظل مثلما كانت عليه من قبل. إذا كنت غير متزوج ولم تقم علاقات مع الجنس الآخر، فهل لديك أي شخصيات فاسدة؟ لديك الكثير منها. لذا، سواء كان الشخص رجلًا أو امرأة، فإنَّ وجود شخصيات فاسدة لديه لا يُقاس بناءً على حالته الزوجية، أو بناءً على ما إذا كان متزوجًا أو عما إذا كانت له علاقات مع الجنس الآخر. لماذا يكون لدى الأشخاص الذين يفكرون ويتصرفون بهذه الطريقة هذا النوع من المفاهيم الخاطئة عن الزواج؟ لماذا يتصرفون بهذه الطريقة؟ أليست هذه مشكلة يجب حلها؟ (إنها كذلك). هل يمكنكم حلها؟ لا يلزم سوى أن يكون للشخص اتصال بالجنس الآخر وإقامة علاقة معه ليصبح نجسًا وفاسدًا تمامًا؛ هل الأمر كذلك؟ (لا). لو كان الأمر كذلك، لكان تعيين الله باتحاد الرجل والمرأة خطأ. كيف يمكننا إذن حل هذه المشكلة؟ ما مصدر هذه المشكلة؟ يمكن حل هذه المشكلة بتشريح مصدرها وفهمه. أليس لديكم هذا الرأي أيضًا؟ أليس لدى الجميع هذا الرأي في الزواج، سواء كانوا متزوجين أو غير متزوجين؟ (بلى). أعلم أنه لا يمكنكم الفكاك من هذه المشكلة. ما مصدر هذا الرأي إذن؟ (الناس لا يفهمون بوضوح ما القداسة وما النجاسة). وما مصدر عدم معرفة الناس بماهية القداسة وماهية النجاسة؟ (الناس غير قادرين على استيعاب كلام الله استيعابًا خالصًا أو فهم الحقّ). أيٌ من جوانب كلام الله لا يستطيعون استيعابه استيعابًا خالصًا؟ (الزواج شيء يجب أن يختبره الناس بصورة طبيعية في حياتهم، وهو أيضًا معيّن من الله، ورغم ذلك يربط الناس بين الزواج وإقامة علاقات مع الجنس الآخر وبين ما إذا كانوا مقدسين أم لا، في حين أن القداسة الحقيقية تعني أن يكون الشخص بلا شخصيات فاسدة، ولا علاقة لها بكونه متزوجًا أم لا. خذ راهبات الكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال، إن لم يقبلن عمل الله في الأيام الأخيرة ولم يفهمن الحق، فحتى لو قضوا حياتهن كلها بلا زواج، لا يمكن أن يُقال عنهن إنهن مقدسات، لأن شخصياتهن الفاسدة لم تُعالَج). هل هذا يفسر الأمر بوضوح؟ هل يكمن التمييز بين القداسة والنجاسة في كون الشخص متزوجًا أم لا؟ (لا). لا، الأمر ليس كذلك، وهناك أدلة كثيرة تثبت هذا. على سبيل المثال، المعاقون ذهنيًا والمعتوهون والمختلون عقليًا والراهبات الكاثوليكيات والراهبات البوذيات والرهبان البوذيون كلهم غير متزوجين، لكن هل هم مقدسون؟ (لا). المعاقون ذهنيًا والمعتوهون والمختلون عقليًا لا يملكون الإدراك الطبيعي؛ ولا يستطيعون الزواج؛ لا يجد الرجل منهم زوجة، ولا تجد المرأة منهم زوجًا، وليسوا مقدسين. الراهبات الكاثوليكيات والراهبات البوذيات والرهبان البوذيون وبعض المجموعات الخاصة الأخرى لا يتزوجون، وهم أيضًا ليسوا مقدسين. ما معنى "غير مقدسين"؟ أعني أنهم غير طاهرين. ماذا تعني "غير طاهرين"؟ (أن لديهم شخصيات فاسدة). صحيح، يعني أن لديهم شخصيات فاسدة. كل هؤلاء الناس غير المتزوجين لديهم شخصيات فاسدة ولا أحد منهم مقدس. إذن، ماذا عن المتزوجين؟ هل هناك أي فرق في الجوهر بين المتزوجين وهؤلاء غير المتزوجين؟ (لا). من حيث الجوهر، لا يوجد فرق بينهما. ماذا أعني بقولي ألا فرق بينهما؟ (لقد أفسدهم الشيطان جميعًا وكلهم لديهم شخصيات فاسدة). هذا صحيح، لقد أفسدهم الشيطان جميعًا وكلهم لديهم شخصيات فاسدة. إنهم غير قادرين على الخضوع لله أو للحق، ولا يمكنهم اتباع طريق اتقاء الله والحيد عن الشر. الله لا يثني عليهم، وهم ليسوا مخلّصين، وكلهم نجسين. لذا، لا يمكن قياس ما إذا كان شخص ما مقدسًا أو نجسًا بما إذا كان متزوجًا أم لا. لماذا إذن يكون لدى الناس هذا النوع من المفاهيم الخاطئة عن الزواج، معتقدين أن الأشخاص الذين يتزوجون ليسوا مقدسين، وأنهم نجسين؟ ما محور هذا المفهوم الخاطئ؟ (آراؤهم عن الزواج محرفة). هل السبب أن آراءهم عن الزواج والحياة الزوجية محرفة، أم أن آراءهم عن شيء آخر محرفة؟ هل يمكن لأحد أن يشرح ذلك بوضوح؟ كما قلنا من قبل، أي زواج سيعود في النهاية إلى الحياة الواقعية. إذن، هل هذه الحياة الزوجية هي مصدر ما يعتقد الناس أنه نجس؟ (لا). إنه ليس مصدر ما يعتقد الناس أنه نجس. المصدر في أفكار الناس عما يعتقدون أنه نجس معروف لهم بالفعل في عقولهم وفي أعماق قلوبهم: إنها رغبتهم الجنسية، وهنا يكمن الاعتقاد الخاطئ. إن تعريف الشخص على أنه مقدس أو غير مقدس وتمييزه بناءً على ما إذا كان متزوجًا أو غير متزوج هو سوء فهم ومفهوم خاطئين، ومصدر ذلك هو الفهم المغلوط والخاطئ الذي يوجد لدى الناس تجاه شهوة الجسد الجنسية. لماذا أقول إن هذا الفهم مغلوط؟ لأن الناس يعتقدون أنه حالما يشعرون بالرغبة الجنسية ويتزوجون فإنه تكون لهم علاقة مع الجنس الآخر، وأنه حالما تكون لديهم علاقة مع الجنس الآخر يبدأون بعد ذلك في عيش ما يسمى بحياة الرغبة الجنسية للجسد، ومن ثم يصبحون نجسين. أليس هذا ما يؤمنون به؟ (بلى، هو كذلك).

لذا، دعونا نناقش ما هي الشهوة الجنسية تحديدًا. ما دمت تفهمها فهمًا صحيحًا ولديك تجاهها فهم واستيعاب دقيقين وصحيحين وموضوعيين، فإنك ستحل هذه المشكلة وهذا المفهوم الخاطئ للنجاسة والقداسة. أليس كذلك؟ عندما يتزوّج الناس يُشبعون رغباتهم الجنسية ويعبّرون عن رغباتهم الجنسية والجسدية، فيعتقدون: "نحن المتزوجين لسنا مقدسين، نحن نجسون. هؤلاء الشباب والشابات العازبون مقدسون". هذا الفهم محرف بالطبع، ويأتي من عدم معرفة ما هي الرغبة الجنسية تحديدًا. لننظر الآن إلى الإنسان الأول: هل كانت لآدم رغبة جنسية؟ إن الجنس البشري الذي خلقه الله يمتلك الفكر واللغة والإدراك الحسي، إضافة إلى الإرادة الحرة والاحتياجات العاطفية. ماذا تعني "الاحتياجات العاطفية"؟ إنها تعني أن الناس يحتاجون إلى شريك يؤنسهم ويدعمهم، وأن يكون لديهم شريك يتحدثون معه، وشخص يعتني بهم ويرعاهم ويعتز بهم؛ هذه احتياجات عاطفية. وثمة جانب آخر هو أن الناس أيضًا لديهم رغبة جنسية. ما هو أساس قول هذا؟ الأساس هو أنه بعد أن خلق الله آدم، قال الله إنه يحتاج إلى شريكة، شريكة لحاجاته الحياتية واحتياجاته العاطفية فقط. ولكن كان هناك احتياج آخر أيضًا تحدث عنه الله. ماذا قال الله؟ سفر التكوين، الإصحاح 2، العدد 24: "لِذَلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا". معنى هذه الكلمات واضح جدًا؛ لا نحتاج إلى تفسيرها تفسيرًا صريحًا. أنتم تفهمون هذه الكلمات، أليس كذلك؟ من الواضح أنه عندما خلق الله آدم، سلف البشرية، كان لآدم هذا الاحتياج. بالطبع، هذا تفسير موضوعي. والأهم من ذلك أنه عندما خلقه الله، كان لديه هذا العضو الحسي، وكانت لديه هذه الظروف والخصائص الفسيولوجية؛ كان هذا هو الوضع الفعلي لآدم، أول سلف للبشر خلقه الله، الذي كان أول إنسان من الجسد. كان يملك اللغة، وكان يستطيع أن يسمع، ويستطيع أن يرى، ويستطيع أن يتذوق، وكانت لديه أعضاء حسية، واحتياجات عاطفية، ورغبة جنسية، واحتياجات فسيولوجية، وبالطبع كانت لديه إرادة حرة، كما قلنا للتو. هذه الأشياء مجتمعة تشكّل الإنسان الذي خلقه الله. أليس هذا هو الوضع الفعلي؟ (إنه كذلك). هذا هو التركيب الفسيولوجي للرجال. ماذا عن النساء؟ خلق الله للمرأة بنية فسيولوجية مختلفة عن بنية الرجل، وبالطبع خلق لها نفس الرغبة الجنسية التي لدى الرجل. ما هو أساس قول هذا؟ في سفر التكوين، الإصحاح 3، العدد 16، قال الله: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا". من أين يأتي الأطفال المذكورون في "تلدين أولادًا"؟ لنفترض أن هناك امرأة لا تمتلك هذا النوع من الاحتياج الفسيولوجي، أو بمعنى أدق لا تمتلك احتياجات الرغبة الجنسية الأنثوية؛ هل ستتمكن من الإنجاب؟ لا، وهذا واضح جدًا. إذن، بالنظر الآن إلى هذين السطرين من الله، فإنَّ للرجل والمرأة اللذين خلقهما الله بنية فسيولوجية مختلفة، لكنهما يشتركان في الخاصية الفسيولوجية المتمثلة في الرغبة الجنسية. وهذا ما تؤكده هذه الأعمال التي قام بها الله والرسالة المبطنة بين سطور التعليمات التي أُعطيت للبشر. يمتلك البشر الذين خلقهم الله بنى فسيولوجية ويمتلكون أيضًا احتياجات بناهم الفسيولوجية. إذن، كيف يجب أن ننظر إلى هذه المسألة الآن؟ هذا الشيء المسمى بالرغبة الجنسية هو جزء من الجسد، كالعضو البشري. على سبيل المثال، أنت تتناول فطورك في السادسة صباحًا، وبحلول منتصف النهار يكون هذا الطعام كله تقريبًا قد هُضم، وتكون معدتك فارغة. تنقل المعدة هذه المعلومة إلى الدماغ، ويقول لك الدماغ: "معدتك فارغة؛ حان وقت تناول الطعام". ما هذا الشعور في المعدة؟ إنه شعور بالفراغ وعدم الارتياح، وأنت تريد أن تأكل شيئًا ما. وكيف ينشأ هذا الشعور بالرغبة في تناول شيء ما؟ إنه نتيجة لعمل الجهاز العصبي بأكمله وأعضائك وعملية الأيض؛ الأمر بهذه البساطة. للرغبة الجنسية الطبيعة نفسها التي لدى أي عضو آخر من أعضاء الجسم؛ فكل عضو مرتبط بالجهاز العصبي الذي يرسل الأوامر إلى أعضائك المختلفة. على سبيل المثال، يشم أنفك الروائح، وعندما يشم أنفك رائحة كريهة تدخل هذه الرائحة إلى جهازك العصبي، ويقول الجهاز العصبي لدماغك: "هذه الرائحة كريهة، إنها ليست رائحة طيبة". ويمرر هذه المعلومة إليك، ثم تقوم على الفور بتغطية أنفك أو تلوح بيدك أمام أنفك؛ هذه السلسلة من الحركات موجودة. كما ترى، هذه السلسلة من الحركات والأفعال، وهذا النوع من الشعور والوعي كلها تأتمر بأعضاء معينة وبالجهاز العصبي في جسمك. على سبيل المثال، تسمع صوتًا عاليًا خارقًا للأذن، وبعد أن تستقبل أذناك هذه المعلومات، تشعر بالضيق أو النفور، فتغطي أذنيك. في الواقع، كل ما استقبلته أذناك هو صوت، أو معلومة، لكن الدماغ يميز ما إذا كان هذا الصوت مفيدًا لك أم لا. إذا لم يكن له تأثير كبير عليك، فإنك تسمعه وتميزه فحسب، ثم يذهب دون أن تعيره اهتمامًا كبيرًا، أما إذا كان له تأثير سلبي على قلبك أو جسدك، فإن دماغك يميز ذلك ويخبرك بعد ذلك بتغطية أذنيك أو فتح فمك على آخره؛ ثمة سلسلة من الأفعال والأفكار مثل هذه سوف تحدث. الرغبة الجنسية البشرية هي كذلك تمامًا، ولها أعضاء مقابلة ذات أحكام وتفسيرات مختلفة تحت سيطرة أعصاب مقابلة. ليست الرغبة الجنسية البشرية سوى شيء بسيط على هذا النحو. هذا الشيء في نفس مستوى أي عضو آخر في جسم الإنسان ومساوٍ له، لكن له خصوصيته، ولهذا السبب سيكون للناس دائمًا مختلف الأفكار والآراء والخواطر بشأنه. إذن، من خلال الشركة بهذه الطريقة، ألا ينبغي أن يكون لديكم الآن الفهم الصحيح؟ (بلى). الرغبة الجنسية البشرية ليست شيئًا غامضًا؛ فقد خلقها الله وهي موجودة منذ بدء الخليقة. ولأن الله عينها وخلقها، فلا يجوز أن تصبح شيئًا سلبيًا أو شيئًا نجسًا لمجرد أن الناس لديهم بشأنها كل أنواع سوء الفهم والمفاهيم. إنها تمامًا مثل أي عضو حسي بشري آخر؛ إنها موجودة داخل جسم الإنسان، وإذا كانت ضمن زواج سليم رتبه الله وعينه فهي شيء معقول. ورغم ذلك، إذا انغمس الناس فيها أو أساءوا استخدامها، فإنها تصبح شيئًا سلبيًا. ليست الرغبة الجنسية سيئة في حد ذاتها بالطبع، لكن الأشخاص الذين يستخدمونها أو تلك الأفكار هي السلبية. على سبيل المثال، ثلاثيات الحب، والإباحية الجنسية، وزنا المحارم، وكذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي وما إلى ذلك؛ هذه الأشياء المتعلقة بالرغبة الجنسية هي أشياء سلبية ولا علاقة لها بالرغبة الجنسية الأصلية للجسد البشري. الرغبة الجنسية للجسد هي نفسها كعضو جسدي: لقد خلقها الله. على الرغم من ذلك، فبسبب شرور البشر وفسادهم، تحدث كل أنواع الأشياء الشريرة المتعلقة بالرغبة الجنسية، ومن ثم لا علاقة لها بالرغبة الجنسية السليمة والطبيعية، فهاتان مسألتان من طبيعتين مختلفتين. أليس كذلك؟ (بلى). ثلاثيات الحب، والعلاقات الغرامية خارج إطار الزواج، وكذلك زنا المحارم والاعتداء الجنسي؛ هذه كلها أمور شريرة مرتبطة بالرغبة الجنسية تحدث بين البشر الفاسدين. هذه الأشياء لا علاقة لها بالرغبة الجنسية السليمة والزواج؛ إنها أمور نجسة وغير لائقة، وليست أشياء إيجابية. هل ترون هذا الآن بوضوح؟ (نعم).

من خلال الشركة بهذه الطريقة، هل يمكنكم الآن أن تستوعبوا بوضوح تلك المفاهيم والتصرفات المحرفة للمتزوجين وتمييز الصواب والخطأ فيها؟ (نعم). عندما تقابل شخصًا جديدًا على الإيمان يقول: "لقد قبلنا عمل الله، فهل علينا كزوجين أن نعيش منفصلين؟" ماذا ستقول؟ (سنقول لا). يمكنك تسألهما: "لماذا تحتاجان إلى العيش منفصلين؟ هل تشاجرتما؟ هل غطيط أحدكما عالٍ جدًا لدرجة أن الآخر لا يستطيع النوم؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذه مشكلتكما ويمكنكما العيش منفصلين. إذا كان ذلك لسبب آخر، فلا داعي لذلك". يقول شخص آخر: "أواه، لقد عشنا معًا كزوجين لمدة أربعين عامًا تقريبًا. لقد كبرنا وكبر أطفالنا، فهل يجب أن ينام كل منا في سرير منفصل؟ يجب ألا ننام معًا بعد الآن، سيضحك أطفالنا علينا. يجب أن نحافظ على نزاهتنا في سن الشيخوخة". هل هذا القول يمكن الدفاع عنه؟ (لا). لا، لا يمكن ذلك. يريدان الحفاظ على نزاهتهما في الشيخوخة؛ أي نزاهة تلك؟ ماذا كانا يفعلان في شبابهما؟ أليسا يتظاهران فحسب؟ أليس مثل هؤلاء الناس مثيرين للاشمئزاز؟ (بلى). عندما تصادفون مثل هؤلاء الناس، قولوا لهم: "نحن لا نقول مثل هذا الكلام في إيماننا بالله، ولا يوجد في بيت الله مثل هذه المتطلبات أو القواعد. ستتعلمون هذا في الوقت المناسب. يمكنكم أن تعيشوا كيفما شئتم، فهذا شأنكم، ولا علاقة له بالإيمان بالله أو السعي إلى الحق، ولا علاقة له بنيل الخلاص. إنك لا تحتاج إلى السؤال عن هذه الأشياء، ولا تحتاج إلى التضحية بأي شيء من أجلها". ألا تُحل المسألة آنذاك؟ (بلى). عندئذٍ تُحل مشكلة الرغبة الجنسية البشرية في الزواج؛ تكون الصعوبة الأكبر قد جرى التغلب عليها. هل تفهمون جميعًا الأمر بوضوح بعد تقديم شركة عنه بهذه الطريقة؟ هل ما تزالون تعتقدون أن الرغبة الجنسية غامضة؟ (لا). هل ما تزالون تعتقدون أن الرغبة الجنسية نجسة أو قذرة؟ (لا). فيما يتعلق بالرغبة الجنسية، فهي ليست نجسة وليست قذرة؛ إنها شيء لائق. ومع ذلك، إذا تلاعب بها الناس، فإنها لا تعود لائقة وتصبح شيئًا مختلفًا تمامًا. على أي حال، بعد الشركة بهذه الطريقة، ألم تُعالَج مختلف تخيلات الناس الواقعية وغير الواقعية حول الزواج؟ (بلى). بعد عقد الشركة حول تعريفات الزواج ومفاهيمه، فإنكم قد تخليتم إلى حد ما في أذهانكم عن مساعيكم وتطلعاتكم ورغباتكم المعوجّة والمحرفة فيما يتعلق بالزواج. أما ما تبقى منها فسيتطلب منكم أن تتعرفوا عليه تدريجيًا في أنفسكم وتواصلوا الاختبار والتعلم تدريجيًا من خلال ممارستكم الشخصية في الحياة الواقعية. الشيء الأهم على الإطلاق بالطبع أن يكون لدى الناس الفهم والمنظور الصحيحين للزواج نفسه؛ وهذا أمر مهم للغاية. سواء كنت تخطط للزواج في المستقبل أم لا، فإن موقفك تجاه الزواج ومنظورك له سيؤثر في سعيك إلى الحق، ولهذا السبب يجب أن تقرأ كلام الله حول الموضوع بالتفصيل، وأن تتوصل في النهاية إلى المنظور والفهم الصحيحين للزواج، والذي يجب على أقل تقدير أن يتوافق مع الحق. ألن تتسع معرفتك بمجرد انتهائنا من الشركة حول هذا الأمر؟ (بلى). لن تعود طفوليًا وضيق الأفق بعد الآن، أليس كذلك؟ عندما تناقش هذا الأمر مع الناس في المستقبل، سيرون أنك تبدو صغيرًا في السن ولكنك تفهم الأمر، وسيسألونك: "منذ متى وأنت متزوج؟" ستجيبهم: "لم أتزوج بعد". فسيقولون: "إذن كيف لك أن تفهم الزواج بهذا الشكل الناضج، وكأن فهمك للزواج أكثر نضجًا حتى من فهم البالغين؟" فتجيب: "أنا أفهم الحق، وهناك أساس لهذه الحقائق التي أفهمها. إذا كنتم لا تصدقونني، فسأحضر كتابي المقدس وأريكم الموقف عندما خلق الله آدم، وسترون ما إذا كان ما أقوله صحيحًا أم لا". في النهاية، يقتنعون بكلماتك تمامًا، وذلك لأن كل ما تقوله نابع من فهمك واستيعابك الخالصين، دون أي غش سببه تصورات البشرية أو مفاهيمها أو أي آراء بشرية محرَّفة، فكل ما تقوله يتفق مع الحق ومع كلام الله.

الآن وقد انتهينا من عقد الشركة حول مشكلة المفاهيم والممارسات المحرفة لدى المتزوجين، دعونا نقدم شركة حول موضوع "السعي إلى السعادة الزوجية ليس رسالتك". إنَّ تخلي الناس عن مختلف التخيلات بشأن الزواج لا يعني سوى أنهم يتوصلوا إلى بعض المفاهيم والأفكار الصحيحة التي تتفق نسبيًا مع الحق من حيث مفهوم الزواج وتعريفه، لكن هذا لا يعني أنهم قادرون تمامًا على التخلي عن مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم المتعلقة بالزواج. أما الذين دخلوا في الزواج، فكيف يحافظون على سعادتهم الزوجية؟ يمكن القول إن الكثير من الناس غير قادرين على مقاربة السعادة الزوجية مقاربة صحيحة، أو إنهم غير قادرين على مقاربة العلاقة بين السعادة الزوجية ورسالة الإنسان بالطريقة الصحيحة. أليست هذه مشكلة أيضًا؟ (بلى، إنها كذلك). دائمًا ما ينظر المتزوجون إلى الزواج باعتباره حدثًا رئيسيًا في الحياة ويولون الزواج اهتمامًا كبيرًا، ولذلك فهم يعهدون بكل سعادتهم في الحياة إلى حياتهم الزوجية وإلى شركائهم، معتقدين أن السعي إلى السعادة الزوجية هو الهدف الوحيد الذي يجب السعي إليه في هذه الحياة. لهذا السبب يبذل الكثيرون جهدًا كبيرًا، ويدفعون ثمنًا باهظًا، ويبذلون تضحيات كبيرة من أجل السعادة الزوجية. على سبيل المثال، يتزوج الشخص، ولكي يجذب شريكه ويحافظ على زواجهما وحبهما "يانعًا"، يقوم بأشياء كثيرة. تقول بعض النساء: "الطريق إلى قلب الرجل معدته"، ومن ثمَّ تتعلم المرأة من أمها أو من الكبار كيف تطهو، وكيف تصنع المأكولات والمعجنات الفاخرة، وتصنع كل ما يحب زوجها أن يأكله وتسعى جاهدة لتقديم طعام شهي ومقبول له. وعندما يجوع زوجها، يفكر في طهيها الفاخر، ثم يفكر في البيت، ثم يفكر فيها، ثم يسرع إلى البيت. وهي بهذه الطريقة لا تبقى وحدها في المنزل في كثير من الأحيان بل غالبًا ما يكون زوجها إلى جانبها، لذا فهي تشعر أن تعلمها إعداد بعض الأطباق الشهية التي تجعلها تصل إلى زوجها من خلال معدته أمر مهم جداً. ولأن هذه إحدى وسائل الحفاظ على السعادة الزوجية، ولأنه الثمن الذي يجب أن تدفعه المرأة والمسؤولية التي يجب أن تتممها من أجل سعادتها الزوجية، فإنها تعمل جاهدة على الحفاظ على زواجها بهذه الطريقة. توجد أيضًا بعض النساء اللاتي تشعرن بعدم الأمان في زواجهن، وغالباً ما يلجأن إلى طرق مختلفة لإرضاء أزواجهن وجذبهم وتحفيزهم. على سبيل المثال، غالباً ما ستسأل مثل هذه المرأة زوجها إذا كان يتذكر متى كان أول موعد غرامي لهما، ومتى التقيا لأول مرة، ومتى تحين الذكرى السنوية لزواجهما، وتسأله عن غير ذلك من التواريخ. إذا تذكر زوجها، فإنها تشعر أنه يحبها، وأنها في قلبه. وإذا لم يتذكر، فإنها تنزعج وتتذمر قائلة: "لا يمكنك حتى تذكر تاريخ مهم كهذا. ألم تعد تحبني". كما ترى، في محاولة مستمرة لجذب الشريك ولفت انتباهه والحفاظ على السعادة الزوجية، يستخدم كل من الرجل والمرأة طرقًا دنيوية لحث الشريك، وكلهم يفعلون أشياء لا معنى لها وصبيانية. توجد أيضًا بعض النساء اللاتي يدفعن أي ثمن للقيام بأشياء تضر بصحتهن. على سبيل المثال، بعض النساء اللاتي تجاوزن سن الثلاثين تلجأن إلى إجراء عملية شد للوجه أو الحقن بحمض الهيالورونيك، إذ ترين أن بشرتهن لم تعد جميلة ونضرة ووجوههن لم تعد مشرقة وجميلة. ثمة نساء أيضًا تخضعن لجراحة الجفن المزدوج، لكي يبدين أكثر جمالاً، ويرسمن حواجبهن بالوشم، وغالبًا ما يرتدين ملابس جميلة ومثيرة بشكل خاص لجذب أزواجهن، بل ويتعلمن القيام بالأشياء الرومانسية التي يقوم بها الآخرون من أجل سعادتهن الزوجية. على سبيل المثال، في يوم خاص، قد تقوم امرأة كهذه بإعداد عشاء فاخر مع الشموع والنبيذ الأحمر، ثم تطفئ الأنوار، وعندما يعود زوجها إلى المنزل، تجعله يغمض عينيه وتسأله: "أي يوم هذا اليوم؟" يحاول زوجها التخمين لفترة طويلة ولكنه لا يستطيع أن يخمن ما هو اليوم. تضيء الشموع وعندما يفتح زوجها عينيه وينظر، يتبين أنه عيد ميلاده ويقول: "ما أروع هذا! أحبك كثيرًا! لم أتذكر حتى عيد ميلادي. أنت تذكرت عيد ميلادي، أنت بديعة للغاية!" عندها تشعر المرأة بالسعادة والسرور. بهذه الكلمات القليلة فقط من زوجها، تشعر بالرضا والراحة. كل من الرجل والمرأة على حد سواء يمعنان التفكير في طرق للحفاظ على سعادتهما الزوجية؛ فالزوجة تقوم بتغييرات وتضحيات كبيرة، وتبذل الكثير من الوقت والجهد، والزوج يفعل الشيء نفسه، فيعمل بجد واجتهاد ويكسب المال في الدنيا ويملأ حافظة نقوده ويجلب المزيد والمزيد من المال إلى البيت، ويجعل حياة زوجته أفضل وأفضل لتنعم بها. ولكي يحافظ على سعادته الزوجية، عليه أيضًا أن يتعلم مما يفعله الآخرون فيشتري الورود وهدايا أعياد الميلاد وهدايا الكريسماس والشوكولا في عيد الحب وما إلى ذلك، ويمعن التفكير في طرق يحاول بها إسعاد زوجته، ويفعل كل ما بوسعه لفعل هذه الأشياء التي لا طائل من ورائها. بعد ذلك يفقد وظيفته ذات يوم ولا يجرؤ على إخبار زوجته، خوفًا من أن تطلقه أو ألا يصبح زواجهما سعيدًا كما كان. لهذا يستمر في التظاهر بالذهاب إلى العمل وإنهاء العمل في الوقت المحدد كل يوم، وفي الوقت نفسه يذهب إلى كل مكان للتقديم على وظائف، باحثًا عن عمل. ماذا يفعل عندما يأتي يوم الحصول على الراتب ولا يحصل على أي مال؟ يقترض من الجميع لإسعاد زوجته، ويقول لها: "انظري، لقد حصلت على مكافأة قدرها 2000 يوان هذا الشهر. اشتري لنفسك شيئًا لطيفًا". لا تدري زوجته أي شيء عما يحدث فعليًا، وتذهب بالفعل وتشتري بعض الأشياء الفاخرة، فيصبح ذهنه مشحونًا بالقلق ويشعر بأنه لا يوجد مكان يلجأ إليه، ويزداد قلقه. وسواء كان الشخص رجلًا أو امرأة، فكلهم يتخذون الكثير من الإجراءات ويبذلون الكثير من الوقت والجهد للحفاظ على سعادتهم الزوجية، حتى إنهم يذهبون إلى حد القيام بأشياء ضد تفكيرهم السليم. وعلى الرغم من إهدار الأشخاص المعنيين لكثير من الوقت والجهد، فإنهم لا يزالون يجهلون كيفية مواجهة هذه الأمور أو التعامل معها بشكل صحيح، حتى إنهم يمعنون التفكير للتعلم من الآخرين ودراستهم واستشارتهم من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية. يوجد حتى بعض الناس الذين – بعد أن صاروا يؤمنون بالله – يتقبلون واجبهم والإرسالية التي كلفهم بها بيت الله، ولكنهم يقصرون كثيرًا فيما يتعلق بأداء واجبهم في سبيل الحفاظ على سعادتهم ورضاهم الزوجي. كان من المفترض بهم أصلًا أن يذهبوا إلى مكان بعيد للتبشير بالإنجيل، ويعودوا إلى البيت مرة كل أسبوع أو مرة كل فترة طويلة، أو أن يتركوا البيت ويؤدوا واجبهم بدوام كامل حسب مستويات قدراتهم وظروفهم المختلفة، لكنهم يخشون أن يسخط شريك حياتهم عليهم، أو ألا يكون زواجهم سعيدًا، أو أن يخسروا زواجهم تمامًا، ومن أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية يتخلون عن الكثير من الوقت الذي يجب قضاؤه في أداء واجبهم. ولا سيما عندما يسمعون شريك حياتهم يشكو أو يبدو عليه الاستياء أو يتذمر، يصبحون أكثر حذرًا في الحفاظ على زواجهم. إنهم يبذلون كل ما في وسعهم لإرضاء شريك حياتهم ويعملون جاهدين على أن يكون زواجهم سعيدًا حتى لا ينهار. والأدهى من هذا بالطبع أن بعض الناس يرفضون نداء بيت الله ويرفضون أداء واجبهم من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية. عندما يجب عليهم أن يتركوا البيت لأداء واجبهم، فلأنهم لا يتحملون فراق أزواجهم أو لأن والديَّ أزواجهم يعارضون إيمانهم بالله ويعارضون تركهم لوظيفتهم وتركهم للبيت لأداء واجبهم، فإنهم يقدمون تنازلات وينبذون واجبهم، ويختارون بدلاً من ذلك الحفاظ على سعادتهم الزوجية وسلامة زواجهم. ولكي يحافظوا على سعادتهم الزوجية وسلامة زواجهم، ولكيلا يفشل زواجهم وينتهي، يختارون فقط الوفاء بمسؤولياتهم والتزاماتهم في الحياة الزوجية وينبذون مهمة الكائن المخلوق. أنت لا تدرك أنه أيًا كان دورك في الأسرة أو في المجتمع – سواء كان دور الزوجة أو الزوج أو الابن أو الابنة أو الوالد أو الوالدة أو الموظف أو أي شيء آخر – وأيًا كان دورك في الحياة الزوجية، سواء كان دورًا مهمًا أم لا؛ فأنت لديك هوية واحدة فقط أمام الله وهي أنك كائن مخلوق. ليست لك هوية ثانية أمام الله، ولهذا؛ عندما يستدعيك بيت الله، فذلك هو الوقت الذي يجب أن تتمِّم فيه مهمتك. معنى هذا أنك – بوصفك كائنًا مخلوقًا – لا ينبغي لك أن تؤدي رسالتك فقط عندما يتحقق شرط الحفاظ على سعادتك الزوجية وسلامة زواجك، بل إنك ما دمت كائنًا مخلوقًا فيجب أن تؤدي الرسالة التي منحك الله إياها وائتمنك عليها، وذلك دون قيد أو شرط، وأنه مهما كانت الظروف، فيجب عليك دائمًا أن تعطي الأولوية للرسالة التي ائتمنك الله عليها، بينما تكون الرسالة والمسؤوليات التي يمنحها إليك الزواج ثانوية. الرسالة التي يجب أن تتممها بوصفك كائنًا مخلوقًا والتي ائتمنك الله عليها، يجب أن تكون هي الأولوية القصوى دائمًا تحت أي ظرف من الظروف وفي كل الأوضاع. لذا، بغض النظر عن مدى رغبتك في الحفاظ على سعادة زواجك، أو أيًا كان وضعك في الزواج، أو مهما كان الثمن الذي يدفعه شريكك من أجل زواجكما عظيمًا، فإن أيًا من هذه الأمور لا يعد سببًا لرفض الرسالة التي ائتمنك الله عليها. وهذا يعني أنه مهما كان زواجك سعيدًا أو مهما كانت قوته، فإن هويتك ككائن مخلوق لا تتغير، وبالتالي فإن الرسالة التي ائتمنك الله عليها هي الواجب الذي أنت ملزم بتتميمه أولًا وقبل كل شيء، وهذا ليس مشروطًا. لذا، عندما يتئمنك الله على رسالتك، وعندما تضطلع بواجب الكائن المخلوق ورسالته، عليك أن تتخلى عن سعيك إلى الزواج السعيد، وتنبذ سعيك إلى الحفاظ على زواجك، وتجعل الله والرسالة التي ائتمنك بيت الله عليها أولويتك الأولى، وألا تتصرف بحماقة. إن الحفاظ على السعادة الزوجية هي مجرد مسؤولية تتحملها كزوج – أو تتحملينها كزوجة – في إطار الزواج، وليست مسؤولية أو رسالة الكائن المخلوق أمام الخالق، ومن ثم لا ينبغي لك أن تنبذ المهمة التي ائتمنك الخالق عليها من أجل الحفاظ على سعادتك الزوجية، ولا ينبغي لك أن تقوم بالكثير من الحماقات والأمور الصبيانية والطفولية التي لا علاقة لها بمسؤولياتك كزوجة أو زوج. كل ما عليك فعله هو الوفاء بمسؤولياتك والتزاماتك كزوجة أو زوج وفقًا لكلام الله ومتطلبات الله – أي وفقًا لتعليمات الله الأولى. على أقل تقدير، يجب أن تفي بمسؤوليات الزوجة أو الزوج بضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، وهذا يكفي. أما ما يسمى "الطريق إلى قلب الرجل معدته"، أو الرومانسية، أو الاحتفال بجميع أنواع المناسبات السنوية باستمرار، أو عالم الفردين، أو السعي إلى "تشابك أيادينا والوصول إلى الشيخوخة معًا"، أو "سأحبك إلى الأبد كما أحبك اليوم"، وغيرها من هذه الأشياء التي لا معنى لها، فهذه ليست مسؤوليات الرجل والمرأة الطبيعيين. بالطبع، ولكي نكون أكثر دقة، فإن هذه الأمور ليست هي مسؤوليات الزواج والتزاماته بالنسبة إلى شخص يسعى إلى الحق. هذه الأساليب في العيش ومساعي الحياة ليست هي ما يجب أن ينخرط فيه من يسعى إلى الحق، ولذا يجب عليك أولاً وقبل كل شيء أن تتخلى من أعماق عقلك عن هذه الأقوال ووجهات النظر والممارسات التافهة والحمقاء والطفولية والسطحية والمثيرة للغثيان والمقرفة. لا تدع زواجك يتدهور، ولا تدع سعيك إلى السعادة الزوجية يقيّد يديك وقدميك وأفكارك وخطواتك، فيجعلك طفوليًا وأحمق ومبتذلًا وحتى شريرًا. إن هذه المساعي الدنيوية لزواج سعيد ليست هي الالتزامات التي يجب أن يفي بها الشخص ذو العقل الطبيعي، إنما قد تطورت من هذا العالم الشرير والإنسانية الفاسدة بشكل بحت، ولها تأثير تآكل على إنسانية جميع الناس وأفكارهم. سوف تتسبب في تدهور عقلك، وتحريف إنسانيتك، وسوف تتسبب في أن تصبح أفكارك شريرة ومعقدة وفوضوية وحتى متطرفة. على سبيل المثال، ترى بعض النساء أن بعض الرجال يتصرفون برومانسية مع زوجاتهم، فيقدمون الورود لزوجاتهم في ذكرى زواجهم، أو يصطحبون زوجاتهم للتسوق أو يحتضنونهن أو يقدمون لهن هدايا خاصة عندما يغضبن أو يحزنّ، أو حتى يفاجئونهن في محاولة لإسعادهن، وما إلى ذلك. حالما تقبل هذه المقولات والممارسات في داخلك، سترغب أنت أيضًا في أن يقوم شريكك بتلك الأمور، وسترغب أنت أيضًا في هذا النوع من الحياة وتلك الأنواع من المعاملات، وبالتالي سيصبح حس العقل لديك غير طبيعي وسيكون مضطربًا ومتآكلًا بفعل هذه المقولات والأفكار والممارسات. إذا كان شريك حياتك لا يشتري لك الورود، أو لا يحاول إسعادك، أو لا يفعل أي شيء رومانسي من أجلك، فحينئذٍ ستشعرين بالغضب والاستياء وعدم الرضا – ستشعرين بجميع أنواع الأشياء المختلفة. عندما تمتلئ حياتك بهذه الأمور، فإن الالتزامات التي يجب عليك أن تقومي بها كامرأة والواجبات والمسؤوليات التي يجب أن تتمميها في بيت الله بوصفك كائنًا مخلوقًا ستصبح كلها في حالة من الفوضى. ستعيشين في حالة من عدم الرضا، وسترتبك حياتك الطبيعية وروتينك بسبب مشاعر وأفكار عدم الرضا هذه. لذلك، ستؤثر مساعيك على التفكير المنطقي لإنسانيتك الطبيعية، وحكمك الطبيعي، وكذلك بالطبع المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن تفي بها كشخص طبيعي. إذا كنت تسعين وراء الأمور الدنيوية والسعادة الزوجية، فإنك ستصبحين "علمانية" لا محالة. إذا كنتِ تسعين إلى السعادة الزوجية فقط، فأنتِ بالتأكيد ستحتاجين دائمًا إلى أن يقول زوجك أشياء مثل "أحبك"، وإذا كان زوجك لا يقول "أحبك" أبدًا، فستفكرين: "أواه، زواجي تعيس جدًا. زوجي فاقد الحس كاللوح الخشبي، مثل الأحمق. أكثر ما يفعله أنه يجلب القليل من المال إلى المنزل، ويبذل بعض الجهد، ويقوم ببعض الأعمال اليدوية. في أوقات الطعام يقول: "هيا نأكل"، وعندما يحين وقت النوم يقول: "حان وقت النوم، أحلام سعيدة، طابت ليلتك"، وهذا كل شيء. لماذا لا يمكنه أبدًا أن يقول "أحبك"؟ ألا يمكنه حتى أن يقول هذا الشيء الرومانسي الوحيد؟" هل يمكنكِ أن تكوني شخصًا طبيعيًا عندما يمتلئ قلبك بمثل هذه الأشياء؟ ألستِ دائمًا في حالة غير طبيعية وعاطفية؟ (بلى). بعض الناس ليس لديهم أي تمييز لاتجاهات العالم الشريرة هذه؛ ليس لديهم أي مقاومة أو مناعة. وامرأة كهذه تعتبر هذا الأمر، أي ظاهرة قول الأشياء الرومانسية هذه، علامة من علامات السعادة الزوجية، وتريد بعد ذلك أن تسعى إليها وتقلدها وتنالها، وعندما لا تستطيع نيلها ستغضب، وكثيراً ما ستسأل زوجها: "أخبرني هل تحبني أم لا؟" وبسبب أنها سألت زوجها مرات كثيرة، فإنه يغضب، ويحمرّ وجهه، ويندفع قائلًا: "أحبك يا حبيبتي". فتقول: "فلتقلها مرة أخرى". فيتمالك زوجها نفسه لدرجة أن وجهه ورقبته يحمران احمرارًا شديدًا، ثم يقول لها وهو يفكر: "حبيبتي، أنا أحبك". مثلما ترى، هذا الرجل المحترم يقول هذا الكلام المقزز، ولكنه لا ينبع من قلبه، ولذلك يشعر بعدم الارتياح. وعندما تسمعه زوجته وهو يقول هذا الكلام، تشعر بسعادة غامرة، وتقول: "هذا يكفيني!" وماذا يقول زوجها؟ "انظري إليك الآن. هل أنت سعيدة الآن؟ أنت فقط تبحثين عن المتاعب". أخبرني، عندما تعيش المرأة والرجل هذا النوع من الحياة الزوجية، هل هذه سعادة؟ (لا). هل تكونين سعيدة عندما تسمعين عبارة "أحبك"؟ هل هذا يفسر السعادة الزوجية؟ هل الأمر بهذه البساطة؟ (لا). بعض النساء يسألن أزواجهن دائماً: "أخبرني، هل تعتقد أنني أبدو كبيرة في السن؟" زوجها صادق، ولذا يقول لها بصراحة: "نعم، قليلاً. مَن لا يبدو كذلك بعد بلوغه الأربعين؟" فترد عليه: "أواه، ألا تحبني؟ لماذا لا تقول إنني أبدو شابة؟ هل تكره حقيقة أنني كبرت؟ هل تريد أن تجد عشيقة؟" فيقول زوجها: "يا له من أمر مزعج! لا أستطيع حتى أن أقول لكِ أي شيء بصدق. ما خطبك؟ كنت فقط أتحدث بصراحة. من ذا الذي لا يكبر؟ هل تريدين أن تكوني وحشاً ما؟" مثل هذا النوع من النساء غير عقلانيات. ماذا نسمي الأشخاص الذين يسعون وراء هذا النوع من السعادة الزوجية المزعومة؟ إذا تحدثنا بصيغة مبتذلة، فسنقول إنهم حثالة. وماذا يمكن أن نطلق عليهم إذا لم نكن مبتذلين؟ إنهم مختلين عقليًا. ما الذي أقصده بـ"مختلين عقلياً"؟ أعني أنهم فاقدون لتفكير الإنسانية الطبيعية. إنهم في سن الأربعين أو الخمسين يقتربون من سن الشيخوخة، ولا يزالون غير قادرين على رؤية ماهية الحياة بوضوح، وماهية الزواج، ويحبون دائمًا القيام بأشياء لا طائل منها ومثيرة للغثيان. إنهم يعتقدون أن هذه هي السعادة الزوجية، وأن هذه هي حريتهم وحقهم، وأنه من المفترض أن يسعوا بهذه الطريقة، ويعيشوا بهذه الطريقة، ويتعاملوا مع الزواج بهذه الطريقة. أليسوا هكذا لا يتصرفون بشكل صحيح؟ (بلى). هل هناك الكثير من الناس الذين لا يتصرفون بشكل صحيح؟ (نعم). يوجد كثيرون في عالم غير المؤمنين، لكن هل يوجد منهم في بيت الله؟ هل يوجد منهم الكثير؟ إن الرومانسية والهدايا والأحضان والمفاجآت وكلمة "أحبك" وما نحوها كلها من علامات السعادة الزوجية التي يسعون إليها، وهي ما يهدفون إليه من سعيهم إلى السعادة الزوجية. الذين لا يؤمنون بالله هم على هذه الشاكلة، وهناك حتماً كثيرون ممن يؤمنون بالله ينخرطون الآن في مثل هذا السعي ولهم مثل هذه الآراء. إذن، هناك الكثيرون ممن يؤمنون بالله منذ عشر سنوات أو أكثر، وقد استمعوا إلى بعض العظات وفهموا بعض الحق، ولكنهم، من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية ومرافقة الزوج، والوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم فيما يتعلق بزواجهم وهدف السعادة الزوجية الذي تعهدوا بالسعي إليه، لم يتمموا قط مسؤولياتهم وواجباتهم أمام الخالق. وبدلًا من ذلك، لا يضعون أقدامهم خارج بيوتهم، ولا يتركون البيت مهما ازداد عمل بيت الله، ولا يتخلون عن أزواجهم أو زوجاتهم من أجل أداء الواجب، بل يعتبرون السعي إلى السعادة الزوجية والحفاظ عليها هدفًا حياتيًا يجاهدون من أجله ويبذلون في سبيله جهودًا لا تنقطع. هل هم بالانخراط في سعيهم هذا يسعون إلى الحق؟ بالطبع لا. لأنهم في أذهانهم، وفي أعماق قلوبهم، وحتى في تصرفاتهم، لم يتخلوا عن السعي إلى السعادة الزوجية ولا عن الفكرة والرأي ومنظور الحياة المتمثل في أن "السعي إلى السعادة الزوجية هي مهمة المرء في الحياة"، ولذلك فهم غير قادرين إطلاقًا على ربح الحق. أنتم لم تتزوجوا بعد ولم تدخلوا في الزواج بعد. إذا كنتم لا تزالون تحتفظون بهذا الرأي عندما تدخلون في الزواج، فأنتم أيضًا لن تتمكنوا من ربح الحق. حالما تكون قد ربحت السعادة الزوجية، فلن تكون قادرًا على ربح الحق. لأنك تعتبر السعي إلى السعادة الزوجية مهمتك في الحياة، فإنك ستتنازل حتمًا عن فرصة أداء رسالتك أمام الخالق وتتخلى عنها. إذا تخليت عن الفرصة والحق في تتميم رسالة الكائن المخلوق أمام الخالق، فإنك تتخلى عن السعي إلى الحق، وتتخلى أيضًا بالطبع عن نيل الخلاص، وهذا اختيارك.

لسنا نقدم شركة حول التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لكي تتخلى عن شكل الزواج، ولا لكي نشجعك على الطلاق، وإنما لكي تتخلى عن تلك المساعي المتعلقة بالسعادة الزوجية. أولًا وقبل كل شيء، ينبغي لك أن تتخلى عن تلك الآراء التي تسيطر عليك في سعيك إلى السعادة الزوجية، ومن ثم ينبغي لك أن تتخلى عن ممارسة السعي إلى السعادة الزوجية وتكرس معظم وقتك وطاقتك لأداء واجب الكائن المخلوق والسعي إلى الحق. وبالنسبة إلى الزواج، ما دام أنه لا يتعارض أو يتصادم مع سعيك إلى الحق، فإنَّ الالتزامات التي يجب أن تتممها والرسالة التي يجب أن تنجزها والدور الذي يجب أن تلعبه في إطار الزواج، لن تتغير. لذلك، فإن طلب التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لا يعني أن أطلب منك نبذ الزواج أو الطلاق شكليًا، بل يعني أن أطلب منك أن تتمِّم رسالتك ككائن مخلوق وأن تؤدي الواجب الذي يجب أن تؤديه بشكل سليم مع افتراض الوفاء بالمسؤوليات التي يجب أن تؤديها في الزواج. وبالطبع، إذا كان سعيك للسعادة الزوجية يؤثر في أدائك لواجبك ككائن مخلوق أو يعيقه أو حتى يفسده، فيجب عليك نبذ سعيك للسعادة الزوجية، إضافةً إلى زواجك بأكمله أيضًا. ما هو الغرض النهائي والمعنى النهائي من تقديم شركة حول هذه الأمور؟ ألا تعيق السعادة الزوجية خطاك، وتقيّد يديك، وتعمي بصيرتك، وتشوّه رؤيتك، وتزعج بالك وتشغله، وحتى لا يشغل السعي إلى السعادة الزوجية طريق حياتك، ويملأ حياتك، وحتى تتعامل بشكل صحيح تجاه المسؤوليات والالتزامات التي ينبغي لك تتميمها في الزواج، وأن تختار الاختيارات الصحيحة فيما يتعلق بالمسؤوليات والالتزامات التي عليك الوفاء بها. ثمة طريقة أفضل للممارسة تتمثل في تكريس المزيد من الوقت والطاقة لواجبك، وأداء الواجب الذي ينبغي عليك أداؤه، وإنجاز الرسالة التي ائتمنك الله عليها. يجب ألا تنسى أبدًا أنك كائن مخلوق، وأن الله هو الذي قادك في الحياة إلى هذه اللحظة، وأن الله هو الذي منحك الزواج، وهو الذي منحك الأسرة، وأن الله هو الذي أنعم عليك بالمسؤوليات التي يجب أن تتممها في إطار الزواج، وأنك لست من اخترت الزواج، وأنك لم تتزوج من فراغ، وأنك تستطيع الحفاظ على سعادتك الزوجية بالاعتماد على قدراتك وقوتك. هل شرحت هذا الأمر بوضوح الآن؟ (نعم). هل تفهم ما يجب عليك فعله؟ هل الطريق واضح لك الآن؟ (نعم). إذا لم يكن هناك تعارض أو تناقض بين المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن تتممها في الزواج وبين واجبك ورسالتك ككائن مخلوق، ففي مثل هذه الظروف يجب أن تتمم مسؤولياتك في إطار الزواج كيفما يكن، ويجب أن تتمم مسؤولياتك على خير وجه، وأن تتحمل المسؤوليات التي يجب أن تتحملها، ولا تحاول التنصل منها. يجب أن تتحمل مسؤولياتك تجاه شريك حياتك، ويجب أن تتحمل مسؤولية شريك حياتك ومسؤولية حياته ومشاعره وكل ما يتعلق به. لكن عندما يوجد تعارض بين المسؤوليات والالتزامات التي تتحملها في إطار الزواج وبين رسالتك وواجبك ككائن مخلوق، فإن ما يجب أن تتخلى عنه ليس واجبك أو رسالتك بل مسؤولياتك في إطار الزواج. هذا هو ما يتوقعه الله منك، إنها إرسالية الله لك، وهذا بالطبع ما يطلبه الله من أي رجل أو امرأة. لن تكون قادرًا على السعي إلى الحق واتباع الله إلا عندما تكون قادرًا على ذلك. إذا لم تكن قادرًا على ذلك ولا يمكنك الممارسة بهذه الطريقة، فلست سوى مؤمن صوري، ولا تتبع الله بقلب صادق، ولست ساعيًا إلى الحق. لديك الآن الفرصة والظروف لمغادرة الصين لأداء واجبك، وبعض الناس يقولون: "إذا غادرت الصين لأداء واجبي، فسوف أضطر إلى ترك زوجتي أو زوجي في المنزل. ألن يرى أحدنا الآخر مرة أخرى؟ ألن يكون علينا أن نعيش منفصلين؟ ألن يكون لدينا زواج بعد الآن؟". يفكر بعض الأشخاص: "أواه، كيف سيعيش شريك حياتي بدوني؟ ألن ينهار زواجنا إذا لم أكن موجودًا؟ هل سينتهي زواجنا؟ ماذا سأفعل في المستقبل؟" هل يجب عليك التفكير في المستقبل؟ ما أكثر ما يجب أن تفكر فيه؟ إذا كنت تريد أن تكون شخصًا يسعى إلى الحق، فإن أكثر ما يجب أن تفكر فيه هو كيفية التخلي عما يطلب منك الله أن تتخلي عنه، وكيفية إنجاز ما يطلب منك الله أن تنجزه. إذا كنت ستصبح بدون زواج وبدون وجود شريك حياتك إلى جانبك في المستقبل، في الأيام القادمة، فسيمكنك أن تعيش حتى الشيخوخة وتعيش جيدًا كما في الزواج تمامًا. أما إذا تخليت عن هذه الفرصة، فهذا بمثابة تخليك عن واجبك والمهمة التي ائتمنك الله عليها. لن تكون عندئذٍ في نظر الله شخصًا يسعى إلى الحق، أو شخصًا يريد الله حقًا، أو شخصًا يسعى إلى الخلاص. إذا رغبت بنشاط في نبذ فرصتك وحقك في نيل الخلاص ورسالتك واخترت بدلًا من ذلك الزواج، واخترت البقاء متحدين كزوج وزوجة، واخترت أن تبقى مع شريك حياتك وأن ترضيه، واخترت الحفاظ على زواجك، فستكسب في النهاية بعض الأشياء وتخسر بعض الأشياء. أنت تفهم ماذا ستخسر، أليس كذلك؟ فالزواج ليس كل شيء، ولا السعادة الزوجية كذلك؛ فهي لا يمكن أن تقرر قدَرَك، ولا يمكنها أن تقرر مستقبلك، وبالتأكيد لا يمكنها أن تقرر غايتك. إذن، أي الخيارات يجب على الناس أن يتخذوها، وما إذا كان عليهم أن يتخلوا عن السعي إلى السعادة الزوجية وأداء واجب المخلوق أم لا، فهذا أمر متروك لهم ليقرروه. هل قدمنا شركة واضحة الآن حول موضوع "السعي إلى السعادة الزوجية ليس رسالتك"؟ (نعم). هل هناك أي مسألة تجدونها صعبة ومقلقة ولا تعرفون بعد الاستماع إلى شركتي كيف تمارسونها؟ (لا). بعد الاستماع إلى هذه الشركة، هل تشعرون الآن أنَّ لديكم قدرًا أكبر من الوضوح، وأن لديكم طريقًا دقيقًا للممارسة، وأن لديكم هدفًا صحيحًا تمارسون في اتجاهه؟ هل تعرفون الآن كيف يجب أن تمارسوا من الآن فصاعدًا؟ (نعم). إذن دعونا ننهي هذه الشركة هنا. إلى اللقاء!

14 يناير 2023

الحواشي:

(أ) لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "طبيعية".

(ب) لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "طبيعية".

السابق: كيفية السعي إلى الحق (9)

التالي: كيفية السعي إلى الحق (11)

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب