كلمات حول كيفية اختبار الإخفاقات والسقطات والتجارب والتنقية

اقتباس 61

ارتكب الجميع ذنوبًا بدرجات متفاوتة. وعندما لا تعرف أن أمرًا ما يُعدّ ذنبًا، ستنظر إليه بحالة ذهنية ضبابيَّة، وربما ستظل تتشبث بأرائك وممارساتك، وطرائق فَهمك له – ولكنك، في يومٍ ما، سواء من خلال قراءة كلام الله، أو الشركة مع إخوتك وأخواتك، أو بإعلان من الله، ستعرف أن هذا الشيء ذنب وإساءة ضد الله. كيف سيكون موقفك حينئذٍ؟ هل ستشعر حينها حقًّا بالندم، أم ستبرر وتجادل، متشبِّثًا بأفكارك، مؤمنًا أنَّه رغم عدم اتساق ما فعلت مع الحق، فهو أيضًا ليس بتلك المشكلة الكبيرة؟ هذا متعلق بالموقف الذي تتخذه تجاه الله. ماذا كان موقف داود تجاه ذنبه؟ (الندم). الندم – الأمر الذي يعني أنه كرِه نفسه في قلبه، وأنه لن يرتكب ذاك الذنب مرة أخرى. إذن، ماذا فعل؟ صلى طالبًا من الله أن يُعاقبه، وقال: "إذا ارتكبت هذا الخطأ مرة أخرى، فليعاقبني الله، ويُمِتني!". هكذا كانت عزيمته؛ وكان ذلك ندمًا حقيقيًّا. هل يُمكن للناس العاديين تحقيق هذا؟ بالنسبة إلى الناس العاديين، إن لم يحاولوا التبرير، أو كان بإمكانهم الاعتراف ضمنيًّا بالخطأ، فذلك جيد تمامًا بالفعل. هل عدم الرغبة في إثارة المسألة مرة أخرى حفظًا لماء الوجه ندم حقيقي؟ إنه ضيق وحزن بسبب إراقة ماء الوجه وليس ندمًا. فالندم الحقيقي هو أن يكره المرءُ نفسَه بسبب فعله شرًّا، وشعوره بالألم وعدم الارتياح لقدرته على فعل الشر، ولومه نفسَه، بل ولعنها. إنه القُدرة على التعهُّد بعد ذلك بعدم عمل مثل هذا الشر مرة أخرى، والاستعداد لقبول عقوبة الله، ومعاناة موتٍ بائس إن كرر المرء عمل الشر مرة أخرى. هذا هو الندم الحقيقيّ. إن كان المرء يشعر دائمًا في قلبه أنه لم يعمل شرًا، وأن أفعاله ببساطة لم تتسق مع المبادئ، أو أنها نتاج الافتقار إلى الحِكمة، واعتقد أنه لو تصرف في الخفاء فلن تحدث أي مشكلة، فهل يمكنه أن يشعر بالندم الحقيقي إن فكَّر بهذه الطريقة؟ قطعًا لا؛ لأنه لا يعرف جوهر فعله الشرِّ. وحتى لو مقت نفسه قليلًا، فسيكره نفسه فقط لأنه لم يكن حكيمًا، ولم يتعامل مع الموقف كما ينبغي. فهو لا يُدرك في الواقع أن سبب قُدرته على عمل الشر يعود إلى مشكلة في جوهر طبيعته، وهي افتقاره إلى الإنسانية، وشخصيته السيئة، وفساد أخلاقه. فمثل هؤلاء الناس لن يندموا أبدًا ندمًا حقيقيًّا. لماذا يحتاج الناس إلى التفكّر في أنفسهم في حضرة الله بعد أن يرتكبوا خطأ أو ذنوبًا؟ هذا لأن معرفة المرء لجوهر طبيعته ليس أمرًا يسيرًا. إنَّ اعتراف المرء باقتراف خطأ ما، ومعرفة مكمن الخطأ، هو أمرٌ يسهل فعله. ولكن، ليس سهلًا معرفة مصدر أخطاء المرء، وما نوع الشخصية التي كُشفت تحديدًا. ولذلك، عندما يفعل معظم الناس أمرًا خطأ، يكتفون بالاعتراف بأنهم مُخطئون فقط، ولكنهم لا يشعرون بالندم في قلوبهم، ولا يكرهون أنفسهم، وبهذه الطريقة، يفتقرون إلى التوبة الصادقة. لتحقيق التوبة الصادقة، على المرء أن يتخلى عن الشر الذي عَمِله، وأن يكون قادرًا على ضمان عدم تكرار هذا الخطأ مُطلقًا. حينها فقط تتحقق التوبة الصادقة. إذا تعاملت مع الأمور دائمًا بحسب مفاهيمك وتصوراتك، ولم تتأمل مُطلقًا في نفسك أو تعرفها، وقمت بالعمل من دون اهتمام بطريقة سطحيَّة وغير مُبالية، فأنت لم تَتُب حقًّا، ولم تتغير بحقّ على الإطلاق. إن أراد الله أن يكشِفَ عنك، فكيف ينبغي لك التعامُل مع ذلك؟ ماذا سيكون موقفك؟ (سأقبل عقوبة الله). قبول عقوبة الله، هذا هو الموقف الذي عليك اتخاذه. وفي الوقت ذاته، يجب أن تقبل تمحيص الله. من الأفضل أن يكون الأمر بهذه الطريقة، لكي تستطيع معرفة نفسك بحق والتوبة بصدق. إذا لم يندم شخص ندمًا حقيقيًّا، سيستحيل عليه التوقف عن عمل الشر. وسيكون قادرًا، في أي مكان وفي أي زمان، على الرجوع إلى طرائقه القديمة، بالعيش بحسب شخصيته الشيطانية، وحتى بارتكاب الأخطاء نفسها مُجددًا مرارًا وتكرارًا. وبذلك، لا يكون شخصًا تاب بصدق. وبهذه الطريقة، ينكشف بالكامل. إذن، ما الذي يستطيع الناس عمله لكي يُحرِروا أنفسهم من الذنوب؟ يجب عليهم أن يطلبوا الحق لحل المُشكلات، ويجب عليهم أيضًا أن يكونوا قادرين على ممارسة الحق. هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يتحلَّى به الناس تجاه الحق. كيف ينبغي للناس أن يُمارسوا الحق إذن؟ أيًّا كانت الغوايات أو التجارب التي تواجهها يجب عليك أن تُصلي بصدق إلى الله في قلبك، وأن تخضع لترتيبات الله. تُعدّ بعض التجارب غوايات أيضًا، لماذا يسمح الله لك بمواجهة أمورٍ كهذه؟ إن سماح الله بحدوث مثل هذه الأشياء لك ليس من قبيل الصدفة أو من الأمور العَرَضيَّة. إنها اختبار الله وفحصه لك. إذا لم تقبل هذا الفحص، وإذا لم تُلقِ بالًا لهذا الأمر، ألا يُكشَف عن موقفك تجاه الله حينها؟ ما موقفك تجاه الله؟ إذا كان موقفك غير مُكترث أو مزدريًا تجاه البيئات التي يُعِدّها الله لأجلك، والتجارب التي يمنحها الله لك، وأنت لا تُصلي أولا تسعَى ولا تبحث عن طريق للممارسة من خلاله، فهذا يكشف أنه ليس لديك موقف الخضوع تجاه الله. كيف يُخلّص الله شخصًا كهذا؟ هل يُمكن أن يجعله الله كاملًا؟ قطعًا لا. وهذا لأنك لا تتحلَّى بموقف الخضوع تجاه الله، وحتى لو أعدّ الله بيئة لأجلك، فلن تختبرها، ولن تتعاون معها. وهذا يدل على ازدرائك لله، وعدم اتخاذك عمل الله على محمل الجِدّ، وحتى على قابليتك تنحية كلمات الله وحقائقه جانبًا، مما يعني أنك لا تختبر عمل الله. وفي تلك الحالة، كيف يُمكنك أن تنال الخلاص؟ إن الذين لا يُحبون الحق لا يُمكنهم اختبار عمل الله. ولا توجد طريقة لنيل الخلاص في حال الإيمان بالله بهذا الأسلوب. وهذا يعني أن موقف المرء تجاه الله والحق له أهمِّيَّة كبيرة، وأنه مرتبطٌ مباشرة بما إذا كان يمكن للمرء أن يخلُص. والناس الذين لا يلقون بالًا لهذا حمقى وجاهلون.

اقتباس 36

بعض الناس كثيرًا ما يُصابون بالأمراض، ولكن مهما كانت كثرة صلاتهم لله، فإن حالتهم لا تتحسن. ومهما بلغت رغبتهم في التخلص من مرضهم، فإنهم يعجزون عن ذلك. في بعض الأحيان، قد يتعرضون لحالات مرضية تهدد الحياة، ويضطرون لمواجهتها بشكل مُباشر. في حقيقة الأمر، إذا كان لدى المرء حقًا إيمان بالله في قلبه، فينبغي أن يُدرك أولًا أن عُمر الإنسان بيد الله. إن توقيت ميلاد المرء وموته هو أمر قدره الله مُسبقًا. عندما يعطي الله الناس المرض، يكون ثمة سبب وراء ذلك؛ يكون له معنى. يبدو الأمر بالنسبة لهم وكأنه مرض، لكن في حقيقة الأمر، ما اُعطى لهم هو نعمة، وليس مرضًا. يتعين على الناس أولًا وقبل كل شيء أن يُدركوا هذه الحقيقة ويتيقنوا منها، وأن يأخذوها بجدية. حين يُعاني الناس من المرض، يُمكنهم أن يأتوا كثيرًا أمام الله، ويحرصوا على القيام بما يتوجب عليهم فعله بتعقُل وحذر، ويتعاملوا مع واجبهم بعناية واجتهاد أكثر من الآخرين. هذا الأمر بالنسبة للناس بمثابة وقاية وليس قيودًا. إنها الطريقة السلبية في التعامل مع الأمور. إضافة إلى ذلك، لقد قدر الله مدة حياة كل إنسان سلفًا. قد يبدو مرضٌ ما وكأنه مميتٌ من وجهة نظرٍ طبيَّة، ولكن من وجهة نظر الله، إذا كان لا بدّ لحياتك أن تستمرّ ولم يحن وقتك بعد فلا يمكن أن تموت حتَّى لو أردت ذلك. إذا أعطاك الله إرساليَّةً ولم تنتهِ مُهمَّتك، فلن تموت حتَّى من مرضٍ يُفترض أن يكون مميتًا – فالله لن يأخذك بعد. وحتَّى إذا كنت لا تُصلِّي ولا تسعى إلى الحق، أو لا تهتم بعلاج مرضك، أو حتى إن أخرت علاجك، فلن تموت. ينطبق هذا بشكلٍ خاصّ على أولئك الذين حصلوا على إرساليَّةٍ من الله: فعندما تكون مُهمَّتهم لم تكتمل بعد، بصرف النظر عن المرض الذي يصيبهم، فإنهم لا يموتون على الفور بل ينبغي أن يعيشوا حتَّى اللحظة الأخيرة لإكمال المُهمَّة. هل لديك هذا الإيمان؟ إذا كنت لا تؤمن بذلك، فإنك لن تؤدي سوى بعض الصلوات السطحية لله، قائلًا: "إلهي! يتعين عليَّ إكمال الإرسالية التي أوكلتها إليّ. أريد أن أقضي أيامي الأخيرة بإخلاص لك، لكي لا أخلف ورائي أي شعور بالندم. لا بُد أن تحميني!" وعلى الرغم من صلاتك على هذا النحو، فإن لم تُبادر إلى طلب الحق، فلن تتحلى بالإرادة والقوة لممارسة الإخلاص. ونظرًا لعدم استعدادك لدفع الثمن الحقيقي، فإنك عادة ما تلجأ إلى هذا النوع من الحجج وهذه الطريقة للصلاة لله ومساومته؛ فهل يكون هذا شخصًا يسعى إلى الحق؟ إذا شُفيت من مرضك، فهل ستتمكن حقًا من أداء واجبك بشكل جيد؟ ليس بالضرورة. الحقيقة أنه بغض النظر عما إذا كان الغرض من مساومتك هو علاج مرضك وإبعاد الموت عنك، أو كانت لديك نية أخرى أو هدفًا آخر، فمن وجهة نظر الله، إذا كنت تستطيع القيام بواجبك وكنت لا تزال مفيدًا، فإذا قرَّر الله استخدامك فلن تموت. لن يكون بإمكانك الموت حتَّى لو أردت ذلك. أما إن تسبَّبت في المتاعب، وارتكبت جميع أنواع الأفعال الشريرة، وأسأت إلى شخصيَّة الله، فستموت سريعًا، وستنتهي حياتك. لقد سبق أن حدد الله فترة حياة كلّ إنسانٍ قبل خلق العالم. وإذا تمكَّن الإنسان من طاعة ترتيبات الله وتنظيماته، فبصرف النظر عمَّا إذا كان يعاني من المرض أم لا، وما إذا كان في حالةٍ صحيَّة جيِّدة أو رديئة، فإنه سوف يعيش عدد الأعوام التي سبق أن حدَّدها الله. هل لديك هذا الإيمان؟ إذا كنت فقط تُقر بذلك بناءً على التعاليم، فأنت لا تتحلّى بإيمان حقيقي، ولا جدوى من ترديد الكلمات العذبة؛ أمّا إذا كنت مُوقنًا من صميم قلبك أن الله سيفعل ذلك، فإنّ أسلوبك ونمط ممارستك سيتغيران بشكل طبيعي. وبطبيعة الحال، ينبغي على الناس أن يتحلّوا بالفطرة السليمة فيما يخص الحفاظ على صحتهم خلال حياتهم بغض النظر عما إذا مرضوا أم لا. هذه هي الفطرة التي منحها الله للإنسان. ذلك هو العقل والفطرة السليمة التي يجب أن يتحلى بها المرء بمقتضى الإرادة الحرة التي منحها الله له. فعندما تُصاب بالمرض، يجب أن تتحلى ببعض الفطرة السليمة فيما يتعلق بالرعاية الصحية والعلاج للتعامل مع هذا المرض؛ هذا ما يتعين عليك فعله. ومع ذلك، فلا يعني علاج مرضك بهذه الطريقة أن تتحدى العُمر الذي قدّره الله لك، ولا أن تضمن لنفسك أن تستوفي العُمر الذي قدّره لك. ماذا يعني هذا؟ يمكن توضيح الأمر على النحو التالي: بشكل غير مُباشر، إذا لم تأخذ مرضك على محمل الجد، وإذا قمت بواجبك على أتم وجه، ونلت قِسطًا من الراحة أكثر من غيرك، وإذا لم تؤجل واجبك، فلن يشتد عليك المرض، ولن يتسبب في موتك. كل شيء يعتمد على ما يفعله الله. وبعبارة أخرى، إذا كان عمرك المُقدَّر لك، وفقًا لتقديرات الله، لم يبلغ الأجل المقدَّر له بعد، فحتى لو أصابك المرض، فلن يأذن الله بموتك. وفي حال لم تكُن مصابًا بمرض مُميت ولكن حان أجلك، فإن الله سيأخذك متى شاء. أليس الأمر كله خاضعًا تمامًا لرحمة مشيئة الله؟ إنه خاضع لرحمة قدره المُسبق! هكذا ينبغي أن تنظر إلى هذا الأمر. قد تقوم بدورك وتتوجه إلى الطبيب، وتأخذ بعض الأدوية، وتعتني بصحك، وتمارس الرياضة، ولكن يجب عليك أن تُدرك في أعماق قلبك أن حياة الإنسان بيد الله، وأن عُمر الإنسان مُقدر سلفًا من الله، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز ما قدّره الله سلفًا. إذا لم تكن تتحلّ حتى بهذا القدر الضئيل من الفهم، فأنت لا تتحلى فعليًا بالإيمان، ولا تؤمن بالله حقًا.

بعض الناس يفعلون كل ما بوسعهم، مُستخدمين طرقًا مختلفة لعلاج مرضهم، لكن أيًا يكن العلاج المُستخدم، فإنهم لا يُشفون. وكلما خضعوا للعلاج أكثر، ازدادت خطورة المرض. وبدلًا من الصلاة لله ليتبينوا ما يجري تحديدًا بشأن المرض، والبحث عن السبب الجذري له، فإنهم يتولون الأمر بأنفسهم. وينتهي بهم الحال إلى اللجوء إلى الكثير من الأساليب وإنفاق الكثير من الأموال، لكن يظل مرضهم لا يزول. ومن ثم، ما إن يفقدوا الأمل في العلاج، يُشفي مرضهم بشكل مُفاجئ من تلقاء نفسه بعد مرور بعض الوقت، ولا يعرفون كيف حدث ذلك. يُصاب البعض بمرض بسيط ولا يكترثون حقًا للأمر، ولكن تسوء حالتهم يومًا ما ويموتون بشكل مفاجئ. ما الخطب هنا؟ يعجز الناس عن استيعاب ذلك؛ في الواقع، من وجهة نظر الله، يرجع ذلك إلى أن مهمة ذلك الشخص في هذا العالم قد اكتملت؛ لذا أخذه الله. كثيرًا ما يُردد الناس: "لا يموت الناس إذا لم يكونوا مرضى". هل الحال كذلك بالفعل؟ لقد كان هناك أشخاص تبين بعد خضوعهم للفحوصات في المستشفى أنهم لا يعانون من أي مرض. لقد كانوا يتمتعون بصحة ممتازة، ولكن انتهى بهم الحال إلى الموت في غضون أيام قليلة. يُسمى هذا بالموت دون مرض. هناك العديد من هؤلاء الأشخاص. يعني هذا أن الشخص قد بلغ نهاية حياته، وانتقل إلى العالم الروحي. لقد نجا البعض من مرض السرطان ومرض السل وعاشوا حتى بلوغ سن السبعين أو الثمانين. هناك عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص. يتوقف كل هذا على ترتيبات الله. إن امتلاك هذا الفهم يمثل الإيمان الحقيقي بالله. إذا أصابك مرض جسدي وكنت تحتاج إلى تناول دواء ما للتعامل مع حالتك، فيتعين عليك تناول الدواء أو ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، والاسترخاء والتعامل مع الأمر بهدوء. أي نوع من المواقف هذا؟ هذا موقف إيمان حقيقي بالله. فلنفترض أنك لا تتناول الأدوية الخاصة بك، ولا تأخذ الحُقن، ولا تُمارس التمارين الرياضية، ولا تعتني بحالتك الصحية، ثم تظل قلقًا إلى حد الموت، وتصلي باستمرار: "يا إلهي، يجب أن أؤدي واجباتي بشكل صحيح، فمُهمتي لم تُستكمل، ولستُ مُستعدًا للموت. أرغب في إتمام واجباتي وإكمال إرساليتك. إذا مُت، فلن يمكنني إكمال إرساليتك. لا أُريد أن أخلف ورائي أي ندم. إلهي، أرجوك أن تستمتع إلى صلواتي؛ واسمح لي أن أعيش حتى أتمكن من تتميم واجباتي وإكمال إرساليتك. أتمنى أن أسبِّحك إلى الأبد وأن أشهد يوم مجدك في أقرب وقت ممكن". وفقًا لجميع المظاهر الخارجية، أنت لا تأخذ الأدوية أو أي حُقن، وتبدو وكأنك قوي جدًا ومليء بالإيمان بالله. وفي حقيقة الأمر، إيمانك أصغر من حبة خردل. أنت خائف إلى أبعد حد، وليس لديك إيمان بالله. كيف أنه ليس لديك إيمان بالله؟ كيف حدث هذا؟ البشر ببساطة لا يفهمون موقف الخالق، ومبادئه، وطرق تعامله مع كائناته المخلوقة، لذا فهم يستخدمون منظورهم المحدود، ومفاهيمهم وتصوَراتهم المحدودة ليخمنوا ما سيفعله الله. إنهم يرغبون في المقامرة مع الله ليتبينوا ما إذا كان الله سيشفيهم ويسمح لهم بأن يحظوا بحياة مديدة أم لا. أليست هذه حماقة؟ إذا سمح لك الله بالحياة، فلن تموت بصرف النظر عن شدة مرضك. وإذا لم يسمح لك الله بالحياة، فحتى وإن لم تكُن مريضًا، فإنك ستموت إذا كان هذا ما يجب أن يحدُث. إن مدة حياتك قدرها الله مُسبقًا. وإدراك هذا الأمر هو المعرفة الحقيقية والإيمان الحقيقي. إذن، هل يجعل الله الناس يصابون بالمرض بشكل عشوائي؟ لا يحدُث ذلك عشوائيًا؛ بل هو وسيلة لتنقية إيمانهم. إنها معاناة لا بد للناس أن يتحملوها. إن جعلك الله تُصاب بالمرض فلا تحاول الفكاك منه، وإن لم يجعلك تُصاب به فلا تطلبه. كل شيء بيد الخالق، ويتعين على الناس أن يتعلموا أن يَدعوا الطبيعة تأخذ مجراها. وما هي الطبيعة؟ لا شيء في الطبيعة عشوائي؛ كل شيء يأتي من الله. هذا صحيح. فمن بين الذين يعانون من نفس المرض، يموت البعض ويعيش آخرون؛ كل هذا كان قد قدره الله مُسبقًا. إذا كان بإمكانك أن تحيا، فهذا يُبرهن على أنك لم تُكمل بعد المهمة التي أعطاك الله إياها. يجب أن تعمل بجدٍ لإكمالها، وأن تعتز بهذا الوقت؛ لا تهدره. هذا هو الأمر. إن كُنت مريضًا فلا تحاول الفكاك من المرض، وإن لم تكُن مريضًا فلا تطلبه. ففي أي أمر من الأمور، لا يُمكنك أن تحصُل على ما تُريده بمجرد أن تطلبه، ولا يُمكنك الفكاك من أي شيء لمجرد أنك تُريد ذلك. لا يُمكن لأحد أن يُغير ما قرر الله أن يفعله.

قام الرب يسوع بأداء صلاة قبل أن يُصلب. فماذا كانت صيغتها بالضبط؟ ("إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسُ، وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ". (متى 26 :39)). يتعين على الناس كأفراد من البشرية المخلوقة أن يجتازوا جميعًا عملية البحث هذه، لأنهم لا يفهمون مقاصد الله. هذه عملية طبيعية. إلا أنه بصرف النظر عن كيفية البحث، ومهما طالت عملية البحث أو كانت شاقة أوعسيرة، فلا شيء قد عزم الله على فعله قد تغير منذ البداية، كما أن الله لم يُقرر أبدًا تغيير شيء. بإمكان الناس البحث والانتظار، وقد يُجيز الله لهم عملية يكتسبون من خلالها الفهم، والمعرفة، والوضوح بشأن ما هو الحق بالفعل، إلا أنه لم يكن ليُغير قرارًا واحدًا على الإطلاق. وعليه، يجب ألا تشعر أن الأمور تحدث لك بشكل عشوائي، أو أنه عندما تنجو بصورة ما من كارثة وموت مُحقق فإن ذلك من قبيل الحظ العبثي والمصادفة. الأمر ليس كذلك. الله لديه خطة مُعدة مُسبقًا وترتيبات مُحددة لكل كائن مخلوق، من أكبر الكائنات إلى أصغرها، من المخلوقات العيانية الكبير – الكواكب والكون – وصولًا إلى البشر المخلوقين، وحتى الكائنات الحية المُتناهية الصغر. هذه هي قدرة الله القدير. بعض الناس الذين يُصابون بالمرض يزعمون أن مرضهم سببه الإرهاق الناتج عن نشاط ما، أو بسبب تناولهم طعامًا فاسدًا بشكل عارض. لا تفتش عن مثل هذه الأسباب؛ فكلها عبارة عن مواقف سلبية ومقاومة لله. يجب عليك التعامل بشكل إيجابي مع البيئات، والأشخاص، والأحداث، والأشياء التي أعدها الله لك. لا تفتش عن الأسباب الموضوعية؛ بل يجب أن تبحث عن مقصد الله وموقفه من تعريضك لهذا الأمر، وما هو الموقف الذي يجب أن يكون لديك بوصفك كائنًا مخلوقًا عند التعامل معه؛ هذا هو المسار الذي يجب أن تتبعه. عندما ينجو الإنسان، فإن نجاته لا تكون عشوائية أبدًا، ولا تكون حتمية كذلك؛ فترتيبات الخالق، ورغباته، وسلطانه موجودة دائمًا. لا يوجد شيء فارغ. هل تعتقد أن كلام الله، ومقاصده، والحق هي أشياء فارغة؟ إنها ليست فارغة! عندما لا يستوعب الناس مقاصد الله، فإنهم ينساقون وراء مفاهيم وتصورات مُعينة، ويشعرون وكأن تلك المفاهيم والتصورات صحيحة تمامًا، وأنها بالتأكيد تتوافق مع رغبات الله. لا يعلم الناس ما هي رغبات الله، لذلك يشعرون بشيء من قبيل: "تفكيري بهذه الطريقة صحيح. إنني أمتلك إيمانًا حقيقيًا. أنا أتقي الله وأخضع له، أنا شخص مُحبٌ لله". وفي حقيقة الأمر، الله يبغض مفاهيمك وتصوراتك تمامًا. وبينما تعتقد أنك على حق تمامًا، فإنك في الواقع لا تفهم الحق على الإطلاق، ولم تربح الحق. حينما يأتي يوم ترى فيه كل هذه الأمور بوضوح وتُدرك أن كل هذه المسائل هي في نهاية المطاف محكومة، ومُرتبة، ومُقدرة بواسطة الخالق، ستكون قد تعلمت دروسك من جميع الأشخاص، والأحداث، والأشياء التي مررت بها، وستكون قد حققت النتائج المطلوب منك تحقيقها. حينها فقط سوف تفهم حقًا مقاصد الله وتُدرك أن كل شيء يفعله الله هو لخلاص البشر، وأن نية الله الصالحة وجهوده الجادة متضَمنة فيه. وحين يكون لديك هذا الفهم، ينبغي عليك أن تشكر الله وتُسبِّحه، وألا تشعُر أبدًا بشيء من قبيل: "لقد قدر الله لي أن أؤدي هذا الواجب، لذا لا بُد أنَّ لي أهمية كبيرة في قلب الله. لا يمكن أن ينبذني الله ولن يتركني أموت". هذا خطأ. الله يفعل كل شيء وفقًا لمنهج. ماذا يعني ذلك؟ الله يُقدر متى يُولد الإنسان، ومتى يموت، وعدد المهام التي سيُكلف بها في هذه الحياة. لقد قدَر الله عُمرك. لن يُنهي عُمرك مُبكرًا بسبب أدائك السيء في هذه الحياة، ولن يُطيل عُمرك عدة سنوات بفضل أداءك الجيد في هذه الحياة. هذا هو ما يُسمى وجود منهج. وفيما يتعلق بأولئك الأشرار الذين يقترفون كل أنواع الأفعال الشريرة في الدنيا، والذين ألحقوا ضررًا كبيرًا بالعالم، وارتكبوا الكثير من الأعمال الضارة التي عرضت الآخرين للخطر في خلال فترة معينة من الزمن، فبعض الناس يقولون: "الله أعمى. لماذا لا يُهلك مثل هؤلاء الناس؟". هل تعرف ما هو السبب وراء ذلك؟ ما هو السبب الجذري وراء ذلك؟ السبب الجذري هو التالي: الشخصيات الإيجابية تلعب دورًا إيجابيًا، والشخصيات السلبية تلعب دورًا سلبيًا. كل شخص لديه مهمة، وكل شخص لديه دور، وحياة كل شخص وموته مُقدَران منذ زمن طويل؛ والله لن يُخل بهذا أبدًا. حين وُلدت أنت، جئت إلى هذا العالم في الوقت المُحدد، ولم تتأخر دقيقة واحدة أو ثانية واحدة عن الموعد المُحدد؛ وحين تموت وتغادر نفسك، لن يتأخر ذلك أيضًا دقيقة واحدة أو ثانية واحدة عن الموعد المُحدد. الله لن يُغير العُمر الذي كان قُدِّر لشخص ما في البداية بفضل إسهامه العظيم للبشرية، فيسمح له بأن يحيا عشرين أو ثلاثين سنة إضافية. الله لم يفعل هذا قط ولن يفعل هذا أبدًا في المستقبل. وكذلك لن يتسبب في موت شخص ما قبل الموعد المُحدد له لمجرد أنه يُلحق ضررًا كبيرًا بالبشرية. الله لن يفعل ذلك أبدًا. هذا هو حكم السماء وقانونها، والله لن ينتهكه أبدًا. ما الذي لاحظتموه من خلال هذا الأمر؟ (لا يُمكن لأحد أن يُغير الأشياء التي قدرها الله). الله ذاته لن يُخل أبدًا بالأشياء التي قدرها أو خطط لها ولن يُغيرها. هذه حقيقة؛ وعلاوة على ذلك، نرى من خلال هذا الأمر قدرة الله وحكمته. لقد خطط الله بالفعل بشكل كامل تكوين جميع الكائنات المخلوقة، وظهورها، وعمرها، ونهايتها، بالإضافة إلى رسالة حياتها والدور الذي تلعبه في البشرية بأسرها. لا يمكن لأحد تغيير هذه الأمور؛ هذا هو سلطان الخالق. ظهور كل كائن مخلوق، ورسالة حياته، ومتى ستنتهي مدة حياته؛ كل هذه القوانين قدرها الله منذ زمن بعيد، تمامًا كما رسم الله مدار كل جرم سماوي؛ أي مدار تتبعه هذه الأجرام السماوية، ولأي عدد من السنوات، وكيف تدور، وما القوانين التي تتبعها؛ كل هذا كان الله سبق ورتَّبه منذ زمن بعيد، ولم يتغير لآلاف، ومئات الآلاف من السنين. هذا ما رتَّبه الله وهذا سلطانه. وماذا عن الإنسان إذن؛ ذلك الكائن الصغير المخلوق؟ فلندع الإنسان جانبًا ونتحدث أولًا عن الكلاب. لقد قدَر الله أن تعيش الكلاب لمدة عشر سنوات تقريبًا، وعند بلوغها هذا العُمر يجب أن تموت. هل يُمكن تغيير هذه الفترة الزمنية؟ (كلا). لن نتطرق إلى حالات خاصة. إن عُمر حيوان صغير – لا يستطيع البشر حتى تغييره – قدَره الله مُسبقًا؛ فكيف لا يكون الأمر كذلك بالنسبة للإنسان؟ لذا، أيًا كان ما يطالب به الناس، فإن آخر ما يجب أن يطالبوا به هو تمديد أعمارهم. إن النعم والمِحن التي يمر بها الإنسان في حياته، ومتى سيموت الإنسان؛ كل هذه الأمور قدرها الله مُسبقًا. لا يُمكن لأحد أن يُغيرها، ولن يكون هناك أي تأثير لأي قدر من المطالبات. يمكنك أن تطلب من الله أن يوضح لك بعض الأشياء، مثل الأمور التي تمر بها، وما تُميزه، وما تستطيع اكتسابه من بيئة ما. يعني هذا أنه بإمكانك طلب الحق والصلاة لله لدخول الحياة وإحداث تغيير في شخصيتك الحياتية. إذا تمكن إخلاصك من التأثير في الله، فستتمكن من ربح عمل الروح القدس. هذا هو ما يريد الله أن يفعله. لكن يجب أن تكون عقلانيًا. لا يمكنك أن تطلب من الله طول العمر أو الخلود، لأن الله قدَر عُمرك. لا يمكن للناس تغييره، ولن يُحدث أي قدر من المطالبات فارقًا. فما دام الله قد قدره لك، فلن يغيره. إذا كنت تُقر بأن الله هو الخالق، وأن الله هو سيدك، وإلهك، وربك، فيجب ألا تطلب هذه الأشياء أبدًا. ما الذي يأمر الله الناس أن يطلبوه؟ ما هو نص الصلاة الربانية؟ "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ" (متى 6 :10). أي شيء آخر يتعين عليك طلبه؟ هل تعلم؟ يجب أن تؤدي واجباتك بوصفك كائنًا مخلوقًا ضمن عمل تدبير الله. ينبغي عليك أن تُكمل الإرساليات التي أوكلها الله إليك، وأن تتمم مهمتك على أكمل وجه، وأن تتجنب الفشل في مهمتك، وأن تكون جديرًا بالحياة التي وهبك الله إياها وبوجودك، وألا تسمح لهذه الحياة أن تضيع أو تُهدر سُدى. في هذه الحياة، يجب أن تتعرف على الخالق، وتعيش شبهًا يليق بكونك كائنًا مخلوقًا، وتُلبي رغبات الخالق؛ هذه هي الأشياء التي يجب أن تطلبها. ما يجب أن تطلبه وما يجب ألا تطلبه، وأي الأشياء التي تطلبها تتماشى مع مقاصد الله وأي الأشياء لا تتماشى مع مقاصده، وما إذا كان ما ترغب في طلبه يمكن أن يُمنح لك أم لا؛ يجب أن تتضح هذه الأمور في قلبك أولًا. لا تتصرف بحماقة. إذا كان ما تطلبه قد قدره الله بالفعل، فإن صلواتك تصبح بلا طائل. أليس من الحماقة أن تُصلى من أجل ذلك حينها؟ ألا يُعد ذلك صراعًا مع الله؟ الله كتب لك أن تعيش حتى تبلُغ سن الثمانين، لكنك تطلب أن تعيش حنى تبلُغ المائة عام، الله كتب لك أن تعيش حتى تبُغ سن الثلاثين، لكنك تطلب أن تبلغ الستين عامًا. ألا يُعد هذا تمردًا؟ ألا يُعد هذا مقاومةً لله؟ يجب أن يكون الناس عقلانيين ولا يُقدموا على فعل الحماقات.

السابق: كلمات حول كيفية معالجة الشخصيات الفاسدة

التالي: الفروق بين النطق بكلمات وعبارات التعليم وحقيقة الحق

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

يُرجى إدخال كلمة للبحث في خانة البحث.

المحتويات
إعدادات
الكتب
بحث
فيديوهات