32. تحررت روحي

"إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان" (من "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان " في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). ذكرني هذا المقطع من كلمات الله باختبار اختبرته منذ بضع سنوات.

في أكتوبر 2016، وُضِعَ على الإنترنت فيديو موسيقي يحوي غناء ورقص، كنتُ قد ساعدت في تصميم رقصاته. أحبه الإخوة والأخوات حقًا، وأوصوا بأن أدير فريق الرقص بالكنيسة. كنت متحمسة حقًا وصليت صلاة صامتة لله متعهدة بأن أقوم بهذا الواجب كما يجب وأن أنتج المزيد من الفيديوهات لأشهد له. وسرعان ما تزايد عمل فريق الرقص. أجلّني الإخوة والأخوات حقًا، وطلبوا مساعدتي في أي صعوبات تتعلق بالرقص كانت لديهم. أرضى هذا غروري حقًا، وشعرت كما لو كنت موهبة لا غنى عنها في الكنيسة. وسرعان ما رتبتْ قائدة الكنيسة مجيء الأخت يي للعمل معي. كنت سعيدة حقًا بهذا الأمر، وفكرت، "للأخت يي خبرة احترافية في الرقص أيضًا، وهي تمتاز في أنماط رقص تختلف عما أفعله. يمكن أن تعوض إحدانا ما تفتقر إليه الأخرى. سنقوم بواجبنا بصورة جيدة بالتأكيد". بعد مرور بعض الوقت، كنا نستعد لتصوير فيديو موسيقي، وكانت أفكار الأخت يي حول تصميم الرقصات أكثر تقدمًا وتبصرًا من أفكاري. أحبها جميع الإخوة والأخوات. لم أكن سعيدة للغاية بهذا الأمر، وتساءلتُ، "ماذا سيكون رأي الآخرين فيَّ؟ هل يعتقدون أنني لا أضاهي الأخت يي؟ إذا تفوقت عليَّ، فهل سأظل قادرة على لعب دور هام في الفريق؟" انزعجت تحديدًا حين رأيت الآخرين يذهبون للتحدث مع الأخت يي كلما واجهتم مشكلة. كنت المسؤولة، لكنهم كانوا يلجأون لها كلما واجهتهم مشاكل. ألم يعني هذا أنها كانت أفضل مني؟ شعرت أنه ينبغي ألا أدعها تتفوق عليَّ، وأنه كان عليَّ أن أصمم عرضًا جيدًا حقًا في برنامجنا التالي حتى يرى الجميع أنني جيدة مثلها.

بعد ذلك قسّمنا أنا والأخت يي مهامنا حتى نستوعب احتياجات العمل. كنت مسؤولة عن فيديو موسيقي، بينما كانت هي مسؤولة عن إنتاج مسرحي. سُررت سرًا. عندما عملنا معًا فيما سبق، شعرت أنها حجبتني. لذا شعرت أنه كان عليَّ أن أنتهز الفرصة لأُري الجميع أنني كنت أكثر قدرة منها. عملت لساعات إضافية في البحث وتصميم الرقص حتى أتمكن من القيام بعمل رائع في الفيديو الموسيقي، لكن حين رأيت أن الأخت يي كانت على وشك الانتهاء من إنتاجها المسرحي بينما لم أكن قد انتهيت حتى من تصميم رقصاتي، قلقت إلى أقصى حد. في محاولة لإسراع الوتيرة وتحسين الجودة، صرِتُ متطلبة جدًا مع الإخوة والأخوات في التدريبات. وبختُ مرة أخًا بنبرة تعنيفية عندما رأيته يخطئ في بضع حركات رقص، خشية ألا يرقص جيدًا؛ فيؤثر هذا على البرنامج، ومن ثم يحول دون تقدمي على الأخت يي. أشار أخ قبل التصوير إلى أنه لم يكن هناك رقص كاف في المقدمة. رأيت أنه على حق، لكنني لم أتمكن من التفكير فيما أضيفه في تلك اللحظة، لذا اقترح أن أذهب وأناقش الأمر مع الأخت يي. لم أسعد حقًا بسماع هذا. ألم يكن الذهاب للتحدث إليها في هذه المرحلة الحاسمة ليجعلني أبدو أقل قدرة منها؟ إذا أشركتُ معي الأخت يي، فمن سينال الفضل الأخير؟ لقد بذلت الكثير من الوقت والمجهود في هذا الأمر، وكنت على وشك الانتهاء من المنتَج النهائي. كان من المستحيل أن أذهب وأسألها. قلت، "دعنا لا نتعثر في هذه التفاصيل الصغيرة الآن. بمجرد تصويره يمكننا أن نلقي نظرة على ما ستؤول إليه الأمور في المجمل". شاهدت القائدة فيما بعد الفيديو الموسيقي الخاص بنا وقالت إنه لا يرتقي إلى المستوى اللازم للشهادة لله، وإنه كان من الضروري أن يُعاد. انزعجتُ جدًا لسماع هذا، كان الأمر كما لو أن سكينًا قد غُرس في قلبي. فكرت، "لقد أُهنت حقًا. سيراني الآخرين على حقيقتي. سيظنون أنني لست جيدة كالأخت يي بالتأكيد، وأنني لست كفؤة في عملي. كيف سأحتفظ بموطئ قدم في الفريق من الآن فصاعدًا؟" خلال تلك الأيام القليلة، لم أتمكن من التفكير في أي شيء سوى واجهتي ومركزي. لم أتمكن من النوم ليلًا، وغلبني النعاس في الاجتماعات، ولم أبذل قصارى جهدي في واجبي.

في يوم، جاءت قائدتي لتشارك معي. عندما رأت أنني افتقرت تمامًا إلى فهم ذاتي، كشفت عن ذلك وتعاملت معي، قائلةً إنني أصبحت غيورة من موهبة شخص آخر لحماية صيتي ومنصبي، وأنني لم آخذ في اعتباري عمل الكنيسة على الإطلاق، وكنت أنانية وخسيسة. طلبتْ مني أن أراجع نفسي حقًا، وقرأتْ لي هذا المقطع من كلمات الله: "حالما تتعلّق هذه الموهبة بالمنصب أو الصيت أو السمعة، تقفز قلوب الجميع تلهفًا، ويريد كلّ منكم دائمًا أن يبرز ويشتهر ويتلقّى التقدير. لا أحد مستعد للإذعان، بل يتمنّون دائمًا المزاحمة – مع أنّ المزاحمة محرجة وغير مسموح بها في بيت الله. لكن من دون مزاحمة، ما زلتَ غير راضٍ. عندما ترى شخصًا يَبرُز، تشعر بالغيرة والكراهية وبأنّ ما حصل غير عادل. "لماذا لا أستطيع أن أَبرز؟ لماذا هذا الشخص دائمًا هو من يبرز ولا يحين دوري أنا أبدًا؟" ثم تشعر ببعض الامتعاض. تحاول كبته، لكنّك تعجز، فتصلّي لله وتشعر بتحسن لبعض الوقت، لكنك حالما تصادف هذا النوع من المواقف بعد ذلك من جديد، تعجز عن التغلب عليها. ألا يكشف هذا عن قامة غير ناضجة؟ أليس سقوط شخص في حالات كهذه فخًا؟ هذه هي قيود طبيعة الشيطان الفاسدة التي تأسر البشر. ... فكلّما أمعنتَ في الكفاح، سيحيط بك المزيد من الظلام، وستشعر بالمزيد من الغيرة والكراهية، وستزداد رغبتك في كسب الأشياء. كلّما زادت رغبتك في كسب الأشياء، قلّت قدرتك على كسبها، وحينما تكسب أشياء أقلّ، ستزداد كراهيتك، وحين تزداد كراهيتك، ستصبح داكنًا أكثر من داخلك، وكلّما أصبحت داكنًا أكثر من داخلك، ستؤدّي واجبك بشكل أكثر رداءة، وكلّما أدّيت واجبك بشكل أشد رداءة، قلّت فائدتك. هذه حلقة مفرغة مترابطة. إذا كان لا يمكنك تأدية واجبك جيدًا، سيتمّ استبعادك تدريجيًا" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كانت كلمات الله هذه ضربة حقيقية لي. كان ما كشفه الله يصف حالتي بدقة. كنت أشعر بغيرة مستمرة من قدرات الأخت يي، أكافح فقط من أجل الصيت والربح. كان هذا مقيتًا جدًا في عيني الله. تأملت كيف كنت غيورة منذ انضمام الأخت يي إلى الفريق رأيْتُ كم كانت ماهرة. كنت أخشى أن يجلّها الآخرون ويزدرونني، وأن يتهدد منصبي. بدأت أحرض نفسي عليها سرًا، محاوِلة أن أفكر في طرق لإثبات نفسي. عندما رأيت أن تصميم الرقصات في برنامجها الراقص كان يتقدم بسرعة أكبر من تصميمي، صرت أغالي في متطلباتي من الإخوة والأخوات حتى لا أتخلف عنها. أصبح من الواضح جدًا أن هناك أشياءً كان عليَّ مناقشتها مع الأخت يي، لكنني وجدت أعذارًا لإبقائها خارج الأمر، خشية أن تسرق كل الفضل. نتيجة لهذا، لم يتم التعامل مع بعض المسائل في الوقت المناسب، وحتى بعد أن بذل الإخوة والأخوات كل هذا الوقت والجهد، تبين أنه ليس جيدًا بما يكفي ليكون شهادة لله. عندما رتبتْ قائدة الكنيسة عمل الأخت يي معي في واجبي، كان هذا حتى نتمكن من المساهمة بمواطن قوى مختلفة ونصمم رقصات جيدة للشهادة لله، لكنني لم أهتم بمشيئة الله على الإطلاق. تنافستُ باستمرار من أجل الصيت والربح وعرقلتُ عمل الكنيسة. لم أفعل شيئًا سوى الشر وعارضتُ الله. أفزعتني تلك الفكرة بعض الشيء وملأني الندم. صليت إلى الله، ولم أعد أرغب في الغيرة من نجاح الآخرين، أو التنافس من أجل الصيت والربح. رغبت في التوبة إلى الله، والعمل بصورة جيدة مع الأخت يي، وتأدية واجبنا بنفس واحدة.

في تصميمات الرقصات التي تعاوننا فيها بعد ذلك، تحسن سلوكي بعض الشيء. في بعض الأحيان كنت لا أزال أشعر بالغيرة منها، لكنني عرفت أن عليَّ أن أعضد عمل الكنيسة، وليس مصالحي الشخصية. أهملت الجسد عن وعي ونحيت ذاتي جانبًا، وفكرت في كيفية العمل مع أختي لتحسين البرنامج. كثيرًا ما شاركنا معًا، عندما واجهتنا مشاكل أو صعوبات، وتصارحنا على الفور حول أي فساد أظهرناه، ملتَمِستين الحق معًا لحله. بعد هذا، رأيت إرشاد الله وبركاته؛ كان تصميم الرقصات يكتمل بسرعة واضحة. اختبرتُ أيضًا إحساس الراحة والتحرر النابع من ممارسة الحق.

بعد بضعة أشهر كنت أعمل مع الأخت يي مرة أخرى لتخطيط أداء مسرحي. سارت الأمور بسرعة كبيرة في البداية، وراق للآخرين الطريقة التي نصمم بها الرقصات. كنت راضية عن نفسي حقًا. في أحد الأيام، سألتني القائدة عن كيفية سير الأمور في تصميم الرقصات، أجبت بسعادة، "نحرز تقدمًا كبيرًا". ثم قاطعتنا أخت، "الأخت يي لديها أفكار رائعة، والإطار العام أيضًا جيد جدًا". فكرت وأنا أشعر بالضيق، "لماذا تقولين هذا؟ الآن يعرف الجميع أن أفكار الرقصات مصدرها الأخت يي، وسيعتقدون أنني لست جيدة مثلها. عليَّ أن أفكر في طريقة لأحقق إنجازًا بنفسي، وإلا ما الذي ستظنه القائدة والإخوة والأخوات فيَّ؟" مرة، أثناء تصميم الرقصات، فكرت في حركة بهلوانية جديدة. فكرت بحماس، "أنا متميزة في الحركات البهلوانية. طالما نتدرب عليها جيدًا، فستضيف نقطة مضيئة إلى الرقصة، بل وسيرى الجميع مواطن قوتي. ثم يجلني الجميع". لكن في اليوم التالي حين كنت أعلم الإخوة والأخوات تلك الحركة، علّقوا بأن الوتيرة سريعة جدًا، وأنها شديدة الصعوبة. حذرتني أخت ذلك المساء، "من السهل أن يلحق بالراقصين إصابات عند أداء هذه الحركة. لا أعتقد أن علينا التدرب عليها". كنت متخوفة حقًا من أنهم قد يستبدلونها بحركة أخرى، ومن ثم فكيف أُقارَن بالأخت يي عندما يحين الوقت؟ شجَّعتُ الجميع على التدرب عليها بضع مرات أخرى، لم أستسلم إلا عندما تعرضت عدة أخوات للإصابة بعد سقوطهن. انزعجت وشعرت بالذنب، لذا اعتذرت للفريق وعدّلت الحركة، لكنني رغم ذلك لم أراجع نفسي في ضوء ما حدث. وفي برهة من الوقت، صار التصوير على وشك البدء. شاركنا أنا والأخت يي في الأداء. أثناء التصوير شعرت أنني لم أرقص جيدًا وقت اللقطة، لذا طلبت من المخرج إعادة عدة لقطات. رأيت فيما بعد أن تقريبًا كل اللقطات التي ظهرت فيها الأخت يي كانت أمامية، لكن لقطتي القريبة الوحيدة كانت من الجانب. أصابني الإحباط. في جلسات التصوير التالية، لم أتمكن من رسم ابتسامة وكان رقصي بلا حياة. كنت مهووسة فقط بكيفية الرقص بطريقة أفضل من الأخت يي. لم يطاوعني قلبي على مشاهدة مشاهد الرقص التي كان عليَّ التحقق منها، ولم أهتم بما إذا كان الأداء يشهد لله أم لا. ولهذا، عندما صدر الفيديو، قال الجميع إن الرقص كان متيبسًا ومكبوحًا للغاية، ولم يكن جيدًا بما يكفي ليشهد لله، بل كان مخزيًا لله. فيما بعد قالت القائدة إنني قد علقتُ في حالة من المنافسة على الصيت والربح، ولم أنجز شيئًا في واجبي، لذا صرفتني من موقع مسؤوليتي. انزعجت جدًا. في البداية، رغبت فقط في تأدية واجبي كما يجب والشهادة لله، لكن لأنني كنت أعمل من أجل غاياتي الشخصية الأنانية، لم يمكن للبرامج التي نسقتها أن تشهد للرب، بل وكانت مخزية له. كان هذا تعديًا. فقدت فرصتي في تأدية واجبي من خلال الرقص. بكيت بكاءً كثيرًا حقًا.

بعدها، ظللت أفكر مرارًا وتكرًا، "أعلم جيدًا أن الكفاح من أجل الصيت والربح ليس أمرًا صحيحًا، لماذا إذًا لا يمكنني أن أمنع نفسي من السعي وراء هذه الأشياء، مرة تلو الأخرى؟ ما هو السبب الحقيقي؟" قرأت مرة كلمات الله هذه عندما كنت أؤدي العبادات: "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان. بالنظر الآن إلى أعمال الشيطان، أليست دوافعه الشرّيرة مقيتة؟ ربّما ما زال لا يمكنكم اليوم أن تروا بوضوحٍ دوافع الشيطان الشرّيرة؛ لأنكم تعتقدون أنه لا توجد حياةٌ دون الشهرة والربح. تعتقدون أنه إذا ترك الناس الشهرة والربح وراءهم فلن يكونوا قادرين فيما بعد على رؤية الطريق أمامهم ولن يعودوا قادرين على رؤية أهدافهم ويصبح مستقبلهم مُظلِمًا وقاتمًا ومعتمًا. ولكنكم سوف تعترفون جميعًا وببطءٍ يومًا ما أن الشهرة والربح أغلالٌ شنيعة يستخدمها الشيطان ليربط الإنسان. وحين يحين اليوم الذي تُدرِك فيه هذا، سوف تقاوم تمامًا تحكُّم الشيطان وتقاوم تمامًا الأغلال التي يستخدمها الشيطان ليربطك بها. عندما يحين الوقت الذي ترغب فيه في التخلُّص من جميع الأشياء التي غرسها الشيطان فيك، سوف تنزع نفسك من الشيطان انتزاعًا تامًّا وسوف تكره حقًّا جميع ما جلبه لك الشيطان. وعندها فقط سوف تصبح لدى البشرية مَحبَّةٌ حقيقيّة لله وحنينٌ إليه" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. كشفت كلمات الله خطط الشيطان ونواياه الشريرة لإفساد البشرية. يستخدم الشهرة والربح لإفساد البشر والتحكم فيهم حتى يزدادوا انحرافًا وفسادًا، فيفعلون الشر ويعارضون الله. رباني الشيطان وأثر عليَّ منذ صغري. "يجب على المرء أن يجلب الشرف لأسلافه"، و"يترك الإنسان اسمه خلفه أينما يمكث، تمامًا مثلما تُطلِق الإوزة صيحتها أينما تطير". هذه الفلسفات الشيطانية كانت مغروسة بعمق في داخلي. بغض النظر عن المجموعة التي كنت فيها، رغبت في أن أكون استثنائية، وأن أكون محل إعجاب وإشادة. كانت رؤية أحدهم يتميز تشعرني بالغيرة وحاولت أن أفكر في كل شيء لأتقدم، كنت في كفاح مستمر من أجل الصيت والربح، وجعلتني حيل الشيطان بائسة. أيضًا ازدادت شخصيتي غرورًا وأنانية. حين أعيد التفكير في تصميم الرقصات، أرى أنني قد رغبت في التفوق على الأخت يي بمهاراتي الفنية، لكنني لم أهتم إذا ما كان المؤدون قادرين بدنيًا على تأديته، وهو ما انتهي إلى إصابة العديد من الأخوات أثناء التدريبات. أثناء التصوير، رغبت في استخدام لقطتي القريبة الوحيدة لإظهار أنني كنت أفضل من الأخت يي، لذا حين لم تبدُ لي حركات رقصي في اللقطة مثالية بما يكفي، جعلتُ المخرج يعيد المشهد عدة مرات، معطلة بذلك العمل. وأخيرًا، عندما رأيت أن الفيلم لم يظهر فيه سوى جانب وجهي بينما كانت كل لقطات الأخت يي تقريبًا من الأمام، ملأني الاستياء وعشت في حالة من السلبية والمقاومة، ولم يطاوعني قلبي على الرقص جيدًا لأشهد لله. نتيجة لهذا خزى رقصي الله. لم يكن تصميم رقصاتي للشهادة لله، بل للتفاخر الشخصي. عرقَلَتْ معركتي من أجل الصيت والربح عمل الكنيسة بصورة جسيمة. وأضرّت إخوتي وأخواتي. كان سلوكي مقززًا جدًا، وبغيضًا جدًا تجاه لله! ثم تبادرت إلى ذهني كلمات الله هذه: "لا تُشير "الطريق الرديئة" هذه إلى مقدار ضئيل من الأفعال الشريرة، بل إلى مصدر الشر وراء سلوك الناس" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)]. ساعدتني كلمات الله على إدراك أنني لم أُستبعد من واجبي بسبب ارتكابي بضعة أمور سيئة. لقد حدث هذا لأن أصل أفعالي ونقطة بدايتها والمسار الذي اتخذْته كانوا شرًا كلهم. منذ أن بدأت الأخت يي العمل معي كنت غيورة منها، أصارع من أجل مصالحي. كنت أنفذ مشروعي الشخصي. كنت ببساطة أفعل شرًا وأُعارض الله. ملأني الفزع. رأيت أن السعي وراء الصيت والمركز كان مسارًا معارضًا الله، وأنني إذا لم أتب، فسأُقصى وأعاقب في النهاية. شعرت بندم فظيع. بكيت بمرارة وصليت لله: "يا الله! لقد صُرفت من واجبي. هذه هي شخصيتك البارة تنكشف لي وهذه هي حمايتك لي. أشكرك لترتيب هذا الموقف لتوقفني عن مساراتي الشريرة في الوقت المناسب. أريد أن أتوب إليك".

في الأيام التالية، وعظت بالإنجيل في الكنيسة، بينما كنت أؤدي أيضًا عبادات وتأمل ذاتي. كل مرة فكرت فيها في سلوكي الغريب في واجبي فقط من أجل الصيت والربح، لم أشعر بشيء سوى الندم. كرهت نفسي لعدم تقديري الفرصة التي منحني الله إياها في فريق الرقص. عندما شاهدتُ تلك الفيديوهات الموسيقية، رغبتُ بشدة في العودة والبدء من الصفر، لكنني علمتُ أن هذا كان مستحيلًا. كل ما كان بوسعي أن أفعله هو التعاون بجدٍ مع الله في واجب الإنجيل الخاص بي للتعويض عن تعدياتي الماضية. فوجئتُ أن قائدة الكنيسة أعادتني إلى فريق الرقص بعد شهر واحد فقط. تأثرت للغاية بهذه الأخبار حتى أنني لم أتمكن من وقف دموعي، وعزمت على أن أقدِّر هذه الفرصة حقًا، وأن أتوقف عن السعي وراء الصيت والربح، وأن أباشر العمل مع الإخوة والأخوات بسلاسة، وأن أؤدي واجبي أداءً حسنًا لأوفي الله محبته.

بعد انضمامي إلى الفريق مرة أخرى، وفي أحد تدريباتنا، ذكرتْ الأخت يي أن حركة رقص كنت قد علمتها للإخوة والأخوات لم تكن قياسية. شعرت بالخجل حقًا في تلك اللحظة، وفكرت، "كيف أمكنك أن تنتقديني أمام الآخرين بهذه الطريقة؟ سيظنون الآن بالتأكيد أنني لست في مستواك. لا أقبل أن يزدرونني. أنا محترفة أيضًا، كما تعرفين، وقد لاحظت أن حركات رقصك ليست مثالية أيضًا". أردت نبذ الحركات التي صمّمَتْها. ثم أدركت أنني كنت أفكر في صيتي وربحي مرة أخرى، لذا صليت إلى الله في قلبي. فكرت في كلمات الله هذه بعد صلاتي: "إن كان الأمر أنه كلما اشتدت أهمية اللحظة، ازدادت قدرة الناس على الخضوع والتخلي عن مصالحهم الشخصية وعن الغرور والكِبْرياء، وأدّوا واجباتهم بشكل مناسب، فعندها فقط يذكرهم الله. كل تلك أفعال صالحة! بغضّ النظر عمّا يفعله الناس، أيّهما هو الأهم، غرورهم وكبرياؤهم أم مجد الله؟ (مجد الله.) أيّ من هذه هي الأهم، مسؤولياتك أم مصالحك الخاصة؟ إتمام مسؤولياتك هو الأهم، وأنت مُلزَم بها. ... ستعطي الأولوية القصوى لواجبك ولمشيئة الله والشهادة له ومسؤولياتك. هذه طريقة عظيمة للشهادة وهي تُنزِل العار بالشيطان!" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). سطع ضوء في داخلي. ألم يكن الله يختبرني في هذا الموقف؟ كلما يكون هناك نزاع بين مصالحي الشخصية ومصالح بيت الله، ينبغي أن أركز على تحقيق مشيئة الله وممارسة الحق لإذلال الشيطان. بمجرد أن هدأت وفكرت في الأمر، رأيت أنني بالفعل لم أعلمهم الحركة بطريقة صحيحة. كانت الأخت يي صريحةً بعض الشيء وكان هذا محرجًا لي، لكنها كانت محقة، وعرفت أن عليَّ أن أقبل اقتراحها. بعد تنحية ذاتي جانبًا وتصحيح دوافعي، انتهينا أنا والأخت يي من تصميم الرقصات معًا بمنتهى السرعة. خالجني أيضًا شعورٌ بالراحة والسلام بتأدية واجبي بهذه الطريقة.

بين لي هذا الاختبار حقًا أن دينونة الله وتوبيخه هما حبه وخلاصه لي. أيقظتني دينونة الله وتوبيخه وجعلتني أرى جوهر التبعات الخطيرة للسعي وراء الصيت والربح. صحح هذا منظوراتي الخاطئة، وبدأت أسعى وراء الحق وأؤدي واجبي بأقدامٍ ثابتة على الأرض، لأحيا بحسب الصورة البشرية. شكرًا لله!

السابق: 31. الالتزام بواجبي

التالي: 33. أغلال الشهرة والكسب

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

33. الحظ والبَليّة

بقلم دوجوان – اليابانولدتُ لأسرة فقيرة في قرية بمنطقة ريفية في الصين. وبسبب صعوبات أسرتي الاقتصادية كنت أضطر للخروج أحيانًا دون أن أتناول...

12. كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيالقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

36. عودة الابن الضال

بقلم روث – الولايات المتحدة الأمريكيةوُلدت في بلدة صغيرة في جنوب الصين، لعائلة من المؤمنين يعود تاريخها إلى جيل جدة أبي. كانت قصص الكتاب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب