تَذَوُّق حَلاوة ممارسة الحقّ
في مارس 2021، رتبت لي قائدتي تولِّي مسؤولية العمل الإنجيليّ في كنيسة. بعد سماعي بالأنباء، قلتُ لنفسي: "لطالما كان العمل الإنجيليّ في هذه الكنيسة ضعيفًا. لقد حاول العديد من المشرفين هناك، لكن العمل لم يُنجَز قطّ بشكل جيد. تريدني القائدة، وأنا هاوية، لم أكن مسؤولة قطّ عن العمل الإنجيليّ، بأن أتولى المسؤولية. ألن يجعل هذا الأمور أسوأ؟ إنْ قبلتُ هذه الوظيفة ولم أقم بها بشكل جيد، فلن يظهر أنني عاجزة عن العمل فحسب، بل قد يقول الآخرون أيضًا إنني أفتقر إلى الوعي الذاتي وليس لديّ معرفة بالذات. ربما يكون من المُسْتَحْسَن ألا أقبل الوظيفة". بعد التفكير في هذا، رفضتُ ترتيبات القائدة.
لاحقًا، جاءت قائدتي للشركة معي، قائلة إنه لم يكن هناك مُرّشح مناسب، وأنها أمِلَتْ أن أكون مراعية لمشيئة الله وأتحمّل هذا العبء. عندما سمعتُ القائدة تقول هذا، أدركتُ أن رفضي لهذا الواجب لم تكن مشيئة الله. فكرتُ في كلمة الله: "فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ ... هل بوسعك أن تسمح لمقاصدي بأن تتحقق فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يفعل مشيئتي؟ سل نفسك هذه الأسئلة وفكِّر فيها كثيرًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). في مواجهة أسئلة الله، شعرتُ بالخجل الشديد. كنا نعاني من صعوبات في العمل الإنجيليّ، في هذه اللحظة الحَرِجة، كان عليَّ أن أكون مراعية لمشيئة الله. لكنني كنتُ أخشى أن أُكشَفَ ويُنْظَرُ إليَّ بازدراءٍ، لذا فقد رفضتُ الواجب وتهرَّبتُ من المسؤولية. كنتُ أنانية وعديمة الجَدوى للغاية! تذكّرتُ أن الله قال أيضًا: "في الطريق إلى أورشليم، شعر يسوع بألم شديد، كما لو أن سكينًا قد غُرست في قلبه، ومع ذلك لم تكن لديه أدنى نية للرجوع عن كلمته؛ فقد وُجدت دائمًا قوة قوية تدفعه إلى الأمام إلى حيث سيُصلَب، وفي نهاية المطاف، سُمّر على الصليب وصار في شبه جسد الخطية، مكمَّلاً ذلك العمل لفداء البشر، ومرتفعًا فوق أغلال الموت والهاوية. فأمامه فقد الموت والجحيم والهاوية قواها، وهزمها. لقد عاش ثلاث وثلاثين عامًا، وبذل طوال هذه السنين كل ما بوسعه لتتميم إرادة الله وفقًا لعمل الله في ذلك الوقت، ولم يكن يفكر قط في مكسبه أو خسارته الشخصية، وإنما كان يفكر دائمًا في إرادة الله الآب. ولذا، بعد أن تعمَّد، قال الله: "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". بسبب خدمته بين يديّ الله التي كانت تتفق مع إرادة الله، وضع الله العبء الثقيل لفداء البشرية كلها على كتفيه (أي كتفي يسوع) وجعله يخرج لتتميمه، وكان مؤهلاً ومستحقًا لإكمال هذا الواجب المهم. لقد تحمَّل طوال حياته معاناة لا حد لها من أجل الله، وكان الشيطان يجرّبه مرات لا تُحصى، لكنه لم يثبّط من عزيمته قط. كلّفه الله بهذه المهمة لأنه وثق به وأحبه، وهكذا قال الله شخصيًا: "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف تخدم في انسجام مع إرادة الله). "إذا كنتم، مثل يسوع، قادرين على أن تولوا كل اهتمامكم لتكليف الله، وتديروا ظهوركم لجسدكم، فسيعهد الله بمهامه المهمة إليكم، حتى تستوفوا شروط خدمة الله. فقط في مثل هذه الظروف، ستجرؤون على القول بأنكم تفعلون مشيئة الله وتكملون إرساليته، وعندها فقط ستجرؤون على القول بأنكم تخدمون الله حقًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف تخدم في انسجام مع إرادة الله). عندما فكّرت في كلام الله، تأثرتُ بشدّة. لقد جاء الرب يسوع مُتَجسِّدًا؛ ليعمل على الأرض؛ ويبذل كل ما في وسعه من أجل مشيئة الأب. يواجه ألم الصَّلب، ورُغم أنه شَعُر بالضعف، لم يكن لديه نيّة الانسحاب أو التراجع، ولم يفكر قطّ في أرباحه الشخصية وخسائره، وأكمل في النهاية عمل الفداء للبشرية جمعاء. وبصفتي شخص أفسده الشيطان، تمكنتُ من المشاركة في العمل الإنجيليّ وكان شرفًا لي. إنْ رفضتُ هذا الواجب بسبب خوفي من أن أُكْشَفَ، سيكون أمرًا مُفجِعًا لله! بعد التفكير في هذا، شعرتُ بالإلهام بوجه خاص. كان دوري هو قبول هذا الواجب دون ترددٍ، والقيام بأمور بكلّ ما أوتيتُ من قدرتي، ولقد وَثِقتُ أن الله سيقودني. لذا، قبلتُ ترتيبات القائدة، وبدأت في الإشراف على العمل الإنجيليّ. حينذاك، كنتُ أجهل كيفية القيام بالعمل على أكمل وجه، لذا كثيرًا ما أتيتُ أمام الله؛ لأصلّي؛ وأصرخ إلى الله. لابد أن يكون هناك العديد من الصالحين الذين يعملون معًا، للقيام بعمل جيد. لذا وجدتُ بعض الإخوة والأخوات الذين بإمكانهم تحمُّل عبء ولديهم مقدرة جيدة لتولّي المهمة، وكثيرًا ما أرشدتنا قائدتنا أيضًا في عملنا. علاوة على ذلك، شارك إخوتنا وأخواتنا من الكنائس الأخرى أيضًا في كيفية قيامهم بالعمل الإنجيليّ. بحلول سبتمبر، كان العمل الإنجيليّ في الكنيسة التي أشرفتُ عليها أكثر فعالية بعشرة أضعاف تقريبًا! كما أثنت عليَّ قائدتي: "كان العمل الإنجيليّ في الكنيسة التي تشرفين عليها فعَّالاً للغاية مؤخرًا". وقال مشرف آخر: "لا تفكري في نفسكِ على أنكِ هاوية بعد اليوم". كنتُ راضية كل الرِّضا، بعد سماعهم يقولون هذه الأشياء. لقد حظيتُ أخيرًا باستحسان إخوتي وأخواتي كمشرفة مُؤَهَّلة. في المستقبل، طالما كنتُ راسخة في واجبي وتأكدتُ أن العمل الإنجيليّ كان فعّالاً، فلا يجب أن أقلق بشأن نقلي او إقالتي.
وسرعان ما رَتبتْ القائدة قدوم بعض الموظفين الإنجيليين إلى كنيستنا. عندما سمعتُ هذا، فوجئتُ بعض الشيء، وشعرتُ ببعض المقاومة: "تنقل القائدة الكثيرين. ألن يعني هذا أن عملنا الإنجيليّ يجب أن يصبح أكثر فعالية عدّة مرات؟ هذا أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي. لقد وعَظَ هؤلاء الإخوة والأخوات بالإنجيل جيدًا في كنائسهم السابقة. إذا كانت نتائج عملهم الإنجيليّ ليست جيدة في الكنيسة المسؤولة عنها، ألن يبدو وكأن لدي قدرات عمل متواضعة وأنني أدنى منزلة من الآخرين؟ قد أُطْرَدُ، إنْ لم تتحسن فعالية عملنا. وسيعرف الإخوة والأخوات مقياسي الحقيقيّ، وسيخيب أمل القائدة بي قطعًا، ولن أتَرَقى قطّ أو أُنَمَّى مجددًا! الآن، أنا على درايةٍ بالوضع في الكنيسة. أعلم أن بوسعي القيام بعمل جيد، ونُحرز المزيد من التقدّم كل شهر، ومكانتي كقائدة آمنة. لكن الآن، ومع وجود الكثير من الناس، ماذا لو لم تنجح الأمور في المستقبل؟ سيكون من المُسْتَحْسن الإبقاء على الوضع الراهن. وإنْ لم أقبل بهذه الترتيبات، سأقوم بعرقلة العمل الإنجيليّ، وستُقيلني القائدة قطعًا. لكنني لستُ راضية تمامًا عن قبول هذه الترتيبات". جلستُ أمام حاسوبي، أنظرُ إلى قائمة الأشخاص الذين كانوا على وشك إرسالهم، وتملّكني شعور بالإحباط الشديد. تذكَّرتُ ما أخبرتُ به القائدة مسبقًا: "إنْ كان لدينا المزيد من الموظفين في الكنيسة؛ فسيكون العمل الإنجيلي أكثر فعالية"، وندمتُ على ذلك. لابد أن القائدة قد سمعت ما قلتُه قبل أن تقرر إرسال المزيد من الموظفين. إذا لم نتمكّن من تحقيق نتائج، فهل ستُخْضِعني القائدة للمُسَاءلة؟ ومع أخذ هذا في الحُسْبان، كنتُ بطيئة في تنظيم العمل لهؤلاء الموظفين الجُدُد. رأت القائدة حالتي، ولفتت نظري إلى أنني كنتُ أحمي نفسي. وأرسلت لي أيضًا مقطعًا من كلمة الله: "إذا كنت تشعر أنه يمكنك أداء واجب معين ولكنك في الوقت نفسه تخشى أيضًا ارتكاب خطأ وتخشى استبعادك، وبالتالي فأنت هيَّاب وفاتر ولا يمكنك إحراز تقدم، فهل هذا موقف خضوع؟ مثال ذلك، إذا اختارك إخوتك وأخواتك قائدًا لهم، فقد تشعر أنك ملزم بأداء هذا الواجب لأنك تم اختيارك، لكنك لا تنظر إلى هذا الواجب بموقف استباقي. لماذا لا تكون استباقيًا؟ لأن لديك أفكار عنه، وتشعر هكذا "أن أكون قائدًا ليس بالأمر الجيد على الإطلاق. إنه مثل العيش في خطر محدق أو التعرض للمتاعب. إذا أديت عملًا جيدًا، فلن توجد مكافأة خاصة، ولكن إذا أديت عملًا رديئًا، فسوف أتعرض للتعامل والتهذيب. والتعامل معي ليس حتى الأسوأ على الإطلاق. فماذا لو تم استبدالي أو استبعادي؟ إذا حدث ذلك، ألم ينتهِ أمري؟" في تلك المرحلة، تبدأ في الشعور بالتضارب. ما هذا الموقف؟ إنه الاحتراس وسوء الفهم. ليس هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الناس تجاه واجبهم. فهو موقف محبَط وسلبي. ... كيف يمكنك إذًا حل هذه المشكلة بالفعل؟ يجب أن تطلب الحق بنشاط وأن تنتهج موقف الخضوع والتعاون. فهذا يمكنه أن يحل المشكلة تمامًا. لا فائدة من التهيُّب والخوف والقلق. هل توجد أي علاقة بين ما إذا كنت ستنكشف وتُستبعَد وبين كونك قائدًا؟ إذا لم تكن قائدًا، فهل ستختفي شخصيتك الفاسدة؟ عاجلًا أم آجلًا، ينبغي أن تحِل مشكلة شخصيتك الفاسدة. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تكن قائدًا، فلن تكون لديك المزيد من الفرص للممارسة وسوف تحرز تقدمًا بطيئًا في الحياة مع وجود فرص قليلة للكمال. وعلى الرغم من وجود معاناة أكبر قليلًا في كونك قائدًا أو عاملًا، توجد أيضًا العديد من المكافآت، وإذا تمكنت من السير في طريق طلب الحق، فيمكنك أن تصير كاملًا. يا لها من بَركة عظيمة! ولذلك، يجب أن تخضع وتتعاون بنشاط. هذا هو واجبك وهذه هي مسؤوليتك. ومهما كان الطريق أمامك، يجب أن يكون قلبك مطيعًا. هذا هو الموقف الذي يجب أن تتعامل به مع واجبك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟). كشفت كلمة الله حالتي. بعد زيادة عدد الموظفين الإنجيليين، كان اعتباري الأول هما مستقبلي ومصيري. لقد خشيتُ بعد أن أضافت القائدة الكثيرين في آنٍ واحدٍ، إذا لم يصبح العمل الإنجيليّ أكثر فعالية، سأُكْشَفُ وأُطْرَدُ، وسيعرف الإخوة والأخوات جميعًا مقياسي الحقيقيّ، وسترى القائدة ما بداخلي، ثم لن تُرقِّيني أبدًا أو تُنَمِّيني مجددًا. وهذا ما جعلني أتخوّف، لذا صِرتُ دفاعية، وعانيتُ من سوء الفهم، وأردتُ الهروب من هذه البيئة. وجدتُ طريقًا للممارسة في كلام الله. يجب أن أطيع دائمًا ترتيبات الله في واجبي. كانت هذه مسؤوليتي وسلوكي اللذان يجب أن أتخذهما تجاه واجبي. بعد تفكّري في كلام الله، هدَّأتُ من رَوْعي شيئًا فشيئًا. قدَّمتُ صلاة طاعة إلى الله، وطلبت منه أن يرشدني في هذه البيئة. بعد صلاتي، فكّرتُ في سطرٍ من كلمة الله: "إن سلطان الله وحقيقة سيادته على مصير الإنسان مستقلّان عن الإرادة البشريّة، ولا يتغيّران وفقًا لتفضيلات الإنسان وخياراته" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). كان كلام الله تذكيرًا في الوقت المناسب. بالضبط عندما ينتشر الإنجيل في مكان بعينه فهذا متروك تمامًا لسيادة الله. وأن قبول الكثيرين في منطقتي بعمل الله في الأيام الأخيرة في نصف العام الفائت كان دليلاً على أن الروح القُدُس كان يعمل بشكلٍ مُكَثفٍ فيما بينهم. أراد الله أن يربح المزيد من الناس بينهم، وكانت مشيئة الله وراء هذا. وبالنظر إلى ذلك، فإنّ مطالبة المزيد من الأخوة والأخوات بالعمل معًا لنشر إنجيل الله على نطاقٍ أوسع كان اتجاهًا حتميًّا وترتيبًا معقولاً للغاية. لقد انتشر إنجيل الملكوت في هذه المنطقة قطعًا. ومع أخذ هذا في الحُسْبان، كان لديّ بعض الثقة في قلبي. لم أتمكّن من ترك دفاعيتي وسوء فهمي تعيقان العمل الإنجيليّ. كان عليَّ الخضوع لترتيبات الله، وتولِّي العمل الإنجيليّ كما يجب، والقيام بواجبي. لذا، في الصباح الباكر التالي، كلّفتُ جميع الإخوة والأخوات الجُدُد بواجباتٍ.
بعدئذ، تفكّرتُ في سبب خوفي الدائم من تحمُّل المسؤولية، وسبب قلقي الشديد الدائم بشأن سُمْعتي ومكانتي. بعد قراءة كلام الله، ربحتُ القليل من الفهم عن نفسي، تقول كلمات الله، "أضداد المسيح نوع ماكر، أليس كذلك؟ عند أي شيء يفعلونه، يتسترون ويحسبونه ثماني أو عشر مرَّات، أو حتى أكثر من ذلك. عقولهم ملأى بالأفكار حول كيفية جعل أنفسهم يتمتعون بمناصب أكثر استقرارًا في جمهور ما، وكيفية الحصول على سُمعة أفضل ومكانة أعلى، وكيفية تملق الأعلى، وكيفية جعل الإخوة والأخوات يدعمونهم ويحبونهم ويحترمونهم، كما أنهم يفعلون كل ما يلزم للحصول على هذه النتائج. ما المسار الذي يسلكونه؟ إنه يعتبرون أن مصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة، وعمل بيت الله ليست هي شأنهم الأساسي، فضلًا عن أن تكون أشياء يهتمون بها. ماذا يعتقدون؟ "هذه الأشياء لا علاقة لي بها. فكل واحد يبحث عن مصلحته، وكل شخص مسؤول عن نفسه. ينبغي على الناس أن يعيشوا لأنفسهم ومن أجل سُمعتهم ومكانتهم. ذلك هو الهدف الأسمى. إذا كان شخص ما لا يعرف أنه يجب أن يعيش لنفسه وأن يحمي نفسه، فهو غبي. إذا طُلبت مني الممارسة وفقًا لمبادئ الحق والخضوع لله ولترتيبات بيته، فسوف يعتمد ذلك على ما إذا كانت ستوجد أي منفعة لي من هذا أم لا، وما إذا كانت توجد أي مزايا عند فعل ذلك. إذا كان عدم الخضوع لترتيبات بيت الله يمكن أن يؤدي إلى طردي وخسارة فرصة لربح البركات، فسوف أخضع". وبالتالي، غالبًا ما يختار أضداد المسيح تقديم بعض التنازلات لحماية سُمعتهم ومكانتهم. يمكنك القول إن أضداد المسيح يمكنهم تحمُّل أي نوع من المعاناة من أجل المكانة، ويمكنهم دفع أي نوع من الثمن من أجل الحصول على سُمعة طيبة. يبدو القول: "الرجل العظيم يعرف متى يخضع ومتى لا يخضع" صحيحًا معهم. هذا هو منطق الشيطان، أليس كذلك؟ هذه هي فلسفة الشيطان للعيش في العالم، وهذا أيضًا هو مبدأ البقاء عند الشيطان. إنه بغيض تمامًا!" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثاني)). يكشف الله أن أضداد المسيح ماكرون بشكل خاص. أيًّا كان ما يفعلون، فإنّ لديهم خطة في قلوبهم. لطالما يفكرون عمّا إذا كان ما يفعلونه لصالح هَيْبتهم ومكانتهم وكيفية اكتساب سُمْعة ومكانة أعلى في الحشد، لكن عمل بيت الله لا وزن له في قلوب أضداد المسيح. إنهم لا يأخذونه بعين الاعتبار إطلاقًا. ألم يكن سلوكي مثل ضد المسيح؟ عندما نصَّبتني القائدة مشرفةً، كان اعتباري الأول أنني لا أصلح لهذا الواجب، وأنه كان في غاية الصعوبة، وإذا لم أؤده على أكمل وجه، فمن المُحتمل أن أُكْشَف لعدم مقدرتي أو قدرتي على العمل، وكيف سيكون الأمر محرجًا أن أُطْرَد بسبب ذلك، لذا شعرتُ أنه لا يمكنني قبول مثل هذا الواجب غير المشكور. وحينما أمدَّت القائدة كنيستنا بالمزيد من الموظفين، شعرتُ أن المزيد من الأشخاص يعني المزيد من الضغط، وأنني سأحمل على عاتقي مسؤولية أكبر، وإنْ لم يكن العمل الإنجيليّ فعالاً كما هو متوقع بعد نقل هؤلاء الموظفين، سيُكشَف مقياسي الحقيقيّ، وقد ينتهي بي الأمر إلى فقدان منصبي، مما سيكون أمرًا في غاية الإحراج. ولأحافظ على هيْبتني ومكانتي، كنتُ على استعدادٍ لتأخير عمل الكنيسة بدلاً من زيادة عدد الموظفين. كنت أنانية وحقيرة للغاية! ألم يكن ما كنتُ أفعله مثل ضد المسيح؟ عندما تفكّرتُ في هذا، بدأت أشعر بالخوف مما أظهرته في سلوكي، ولا سيَّما، عندما رأيتُ الله يكشف أن أضداد المسيح يمكن أن يبدوا ظاهريًّا مطيعين، لكن في الواقع، كان ذلك لحماية هيبتهم ومكانتهم؛ إنهم يطيعون كحلِّ وَسْط لخداع الآخرين. فكرتُ كيف أمدَّت القائدة كنيستنا بالمزيد من الموظفين الإنجيليين، كان بداخلي بعضًا من هذا الحل الوسط. عَلِمتُ أنها كانت نتيجة مفروغ منها، لذا إنْ لم أقبل الترتيبات؛ فسيُعيق العمل الإنجيليّ. في أحسن الأحوال، ستُشوِّه صورتي في قلوب الناس. وإنْ ساءت الأمور على نحو خطيرٍ، سأُنْقَلُ أو أُطْرَدُ. من أجل هذه الأسباب، كان عليَّ أن أطيع. ألم يكن ما أظهرته وفعلته مثل أضداد المسيح الذين كشفهم الله؟ يمكنني أن أعاني أي شيء في سبيل هيَبْتي ومكانتي، وفكّرتُ في هذا: "الرجل العظيم يعرف متى يخضع ومتى يتقدَّم". كان نوع الطاعة الذي تملّكني مثيرًا للاشمئزاز وبغيضًا إلى الله.
بعدئذ، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله: "إن قال شخص ما إنه يحب الحق وإنه يسعى إليه، بينما الهدف الذي يسعى إليه، في حقيقة الأمر، هو تمييز نفسه والتباهي وجعل الناس يحترمونه، وتحقيق مصالحه الخاصة، وأداء واجبه، ليس طاعة لله أو إرضاءه، بل لتحقيق الوجاهة والمكانة، فإن مسعاه غير مشروع. في هذه الحالة، عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة، هل تشكل أفعاله عقبة أمام العمل، أم أنها تساعد في دفعه إلى الأمام؟ من الواضح أنها تشكل عقبة، وليس دفعة للأمام. يلوح بعض الناس بلافتة القيام بعمل الكنيسة بينما يسعون من أجل وجاهته ومكانته الشخصية، ويديرون شؤونهم الخاصة، ويوجِد مجموعة صغيرة خاصة بهم، ومملكتهم الصغيرة – هل يؤدي هذا النوع من الأشخاص واجبهم؟ كل ما يقومون به من أعمال يعطل بشكل رئيسي عمل الكنيسة ويشتته ويضعفه. ما هي نتيجة سعيهم وراء المكانة والوجاهة؟ أولاً، يؤثر هذا في كيفية أكل شعب الله المختار وشربهم لكلمة الله وفهمهم للحق، ويعيق دخولهم إلى الحياة، ويمنعهم من الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، ويقودهم إلى الطريق الخطأ؛ مما يضر بالمختارين، ويؤدي بهم إلى الخراب. وماذا يفعل في النهاية لعمل الكنيسة؟ إنه التفكك والتعطيل والضعف. هذه هي النتيجة التي أحدثها سعي الناس وراء الشهرة والمكانة. عندما يؤدون واجبهم على هذا النحو، ألا يمكن تعريف هذا على أنه سلوك طريق أضداد المسيح؟ عندما يطلب الله أن يتخلى الناس عن المكانة والوجاهة، فليس معنى ذلك أنه يحرم الناس من حق الاختيار؛ بل لأن الناس – في الوقت الذي يسعون فيه وراء الوجاهة والمكانة – يعطلون عمل الكنيسة ويربكونه؛ كما يعطلون دخول شعب الله المختار إلى الحياة، ويمكن أن يكون لهم تأثير في أكل الآخرين وشربهم لكلام الله وفي فهمهم للحق، وبالتالي في نيل خلاص الله. هذه حقيقة لا مراء فيها. حين يسعى الناس وراء وجاهتهم ومكانتهم، من المؤكد أنهم لن يطلبوا الحق، ولن يؤدوا واجبهم بإخلاص، بل سيتكلمون ويتصرفون من أجل الجاه والمكانة، وكل العمل الذي يفعلونه هو، بلا استثناء، لأجل هذه الأمور. لا ريب في أن السلوك والتصرُّف على هذا النحو يعني السير في طريق أضداد المسيح؛ وهو بمثابة تعطيل وعرقلة لعمل الله، كما أن تبعاته جميعًا تعيق انتشار إنجيل الملكوت وانسيابية مشيئة الله داخل الكنيسة. لذلك قد يقول قائل جازمًا إن الطريق الذي سلكه أولئك الذين يسعون وراء الجاه والمكانة هو طريق مقاومة الله. إنها مقاومة مقصودة ضده ومعارضة له؛ إنها تعاون مع الشيطان في مقاومة الله، والوقوف ضده. وهذه طبيعة سعي الناس وراء المكانة والوجاهة. تتمثل المشكلة مع الأشخاص الساعين وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أهداف الشيطان؛ إنها أغراض شريرة وجائرة. عندما يسعى الناس وراء مصالحهم الشخصية، كالوجاهة والمكانة، فإنهم يغدون دون أن يشعروا أداةً للشيطان وقناةً له، وفوق ذلك يصبحون تجسيدًا للشيطان. إنهم يلعبون دورًا سلبيًا في الكنيسة، بالنسبة لعمل الكنيسة، ولحياة الكنيسة الطبيعية، وللسعي الطبيعي لشعب الله المختار، فتأثيرهم هو الإزعاج والإضعاف؛ إن لهم تأثير سلبي" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)). عندما زادت القائدة من عدد الموظفين الإنجيليين، أيقنتُ أن لدينا عدد قليل جدًا من الموظفين الإنجيليين، وبالتأكيد لم نكن ننشر الإنجيل بنفس السرعة التي سننشرها لو لدينا المزيد من الناس. لكن فيما يتعلَّق بعملي حينذاك، كنتُ على درايةٍ به. لقد أحرزت بعض التقدم بعد فترةٍ، وكنتُ فعّالة في واجبي، وحَمَل لي إخوتي وأخواتي تقديرًا كبيرًا. ولكيلا أفقد مكانتي آنذاك، فضَّلتُ أن يكون التوسّع في العمل الإنجيليّ أبطأ؛ لزيادة عدد الموظفين الإنجيليين. ألم أكن أعرقل عمل الكنيسة؟ كنت أنانية وحقيرة للغاية! بعد التفكير في هذا، شعرتُ بالخوف بوجهٍ خاصٍ، وندمتُ على ما فعلته. لقد أردتُ أن أتوب وأتغيّر، وما كانت بي رغبة في مواصلة السعي هكذا. لاحقًا، قرأتُ في كلمة الله كيف تعامل نوح مع إرسالية الله، وشعرتُ بالتشجيع الشديد. تقول كلمات الله، "بعد قبول هذه الإرسالية، وقراءة المعنى الكامن في كلام الله، والحكم بناءً على كل ما قاله الله، عرف نوح أن هذا لم يكن أمرًا بسيطًا ولا مهمة سهلة. ... على الرغم من أن نوح أدرك الصعوبة الكبيرة لما ائتمنه الله عليه وفهمها، ومدى عِظَم المحن التي واجهته، فإنه لم تكن لديه نية للرفض، بل كان يشعر بامتنان عميق ليهوه الله. لماذا كان نوح ممتنًا؟ لأن الله ائتمنه فجأةً على شيء في منتهى الأهمية، وأخبره شخصيًا بجميع التفاصيل وشرحها. والأهم من ذلك، أخبر الله نوحًا أيضًا بالقصة الكاملة، من البداية إلى النهاية، عن سبب بناء الفلك. كانت هذه مسألة ترتبط بخطة تدبير الله، وكانت من اختصاص الله. وبما أن الله قد أخبر نوحًا بهذا الأمر، فقد شعر نوح بأهميته. وباختصار، بالحكم من خلال هذه العلامات المختلفة، وبالحكم من خلال نبرة كلام الله، والجوانب المتنوعة لما أعطاه الله لنوح، استطاع نوح أن يشعر بأهمية تكليف الله له ببناء الفلك، وتمكن من تقدير ذلك في قلبه، ولم يجرؤ على التعامل مع الأمر باستخفاف، ولم يجرؤ على التغاضي عن أي جزئية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الثالث: كيف استمع نوح وإبراهيم إلى كلام الله وأطاعاه (الجزء الثاني)). "رغم كل الصعوبات والمشاق والتحديات التي واجهت نوحًا فإنه لم يتراجع. عندما كانت تفشل بعض مهامه الهندسية الأكثر صعوبة وتتعرض للضرر في كثير من الأحيان، على الرغم من أنه كان يشعر بالاضطراب والقلق في قلبه، وعندما كان يفكر في كلام الله، ويتذكر كل كلمة أمره الله بها ورفْعَ الله لشأنه، غالبًا ما كان يشعر بالحماسة البالغة: "لا يمكن أن أستسلم، ولا يمكن أن أتنصل مما أمرني الله به وائتمنني عليه؛ هذه هي إرسالية الله، وبما أنني قبلتها وسمعت الكلام الذي تكلم به الله وصوت الله، وبما أنني قبلت هذا من الله، فيجب أن أطيع طاعةً مطلقة، وهذا هو ما يجب أن يناله الإنسان". ولذلك، مهما كان نوع الصعوبات التي واجهها، ومهما كان نوع السخرية أو التشهير الذي واجهه، ومهما كان مدى إنهاكه البدني ومدى ضعفه، فإنه لم يتخلَّ عما ائتمنه الله عليه، بل ظل يتذكر دائمًا كل كلمة قالها الله وأمر بها. بصرف النظر عن كيفية تغير بيئته المحيطة، ومدى الصعوبة التي واجهها، فقد كان يثق في أنه لن يستمر أي من هذا إلى الأبد، وأن كلام الله وحده لن يزول أبدًا، وأنه لا ينبغي أن يتحقق إلا ما أمر الله بفعله. كان نوح يحمل في داخله إيمانًا حقيقيًا بالله والطاعة التي يجب أن يتمتع بها، واستمر في بناء الفلك الذي طلب منه الله أن يبنيه. ويومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، كان نوح يكبر لكن إيمانه لم يتضاءل، ولم يطرأ تغيير على موقفه وعزمه على إتمام إرسالية الله. على الرغم من أنه كانت توجد أوقات شعر فيها جسده بالتعب والضعف، وعلى الرغم من مرضه وضعف قلبه، فإن تصميمه ومثابرته على إتمام إرسالية الله وطاعة كلام الله لم يضعفا. فخلال الأعوام التي بنى فيها نوح الفلك، كان يمارس الاستماع إلى كلام الله وطاعته، وكان يمارس إحدى الحقائق المهمة لأحد خليقة الله، وإتمام الشخص العادي لإرسالية الله" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الثالث: كيف استمع نوح وإبراهيم إلى كلام الله وأطاعاه (الجزء الثاني)). تفكّرت في كلام الله ورأيتُ أن نوحًا كان في غاية الامتنان لإرسالية الله. لقد شكر الله على تمجيده وثقته. نوح كان يعلم أن بناء الفُلْك مشروعًا ضخمًا، وأنه سيستغرق وقتًا طويلاً، وأنه سيواجه صعوبات لا تُحصى في المستقبل. وعلى الرغم من هذا، لم يتردد نوح في قبول إرسالية الله، ولم يتراخى حتى ولو للحظةٍ. لقد بدأ ببساطةٍ في إعداد المواد والأشياء المختلفة اللازمة لبناء الفُلْك. أثناء هذه الفترة، كان عليه مواجهة كل أنواع الصعوبات، وسوء فهم أسرته وافتراء أقاربه وأصدقائه. كان الضغط العاطفيّ الذي واجهه هائلاً، ولابد أن العملية كانت صعبة بشكل لا يمكن تصوّره، لكن أيًّا كانت الصعوبات التي واجهها، لم يستسلم نوح أبدًا، وبإيمان حقيقي وطاعة لله، واصل بناء الفُلْك. يقول الله، "كان نوح يمارس الاستماع والطاعة للكلام الذي قاله الله، وكان يمارس إحدى الحقائق المهمة لأحد خليقة الله، وإتمام الشخص العادي لإرسالية الله". لقد أخجلني وألهمني سلوك نوح تجاه إرسالية الله. لقد أكلتُ وشربتُ المزيد من كلمة الله أكثر من نوح، ومع ذلك، عندما تطلّب التوسّع في العمل الإنجيلي تعاوني، أردتُ حماية هَيْبتي ومكانتي فحسب، ولم أكن مراعية لمشيئة الله إطلاقًا. كنتُ أنانية وحقيرة للغاية، وكنتُ مدينة لله بالكثير! إنّ نشر إنجيل الملكوت هو رغبة الله العاجلة، وأيًّا كانت الصعوبات التي واجهناها، ستقودنا مشيئة الله وترشدنا. والأكثر من ذلك، هناك الكثير من الإخوة والأخوات الذين يمكننا التواصل معهم. وكثيرًا ما تُقدِّم لنا قائدتنا شركة وإرشاد أيضًا. لقد فكّرتُ بتَأنٍّ وأدركتُ أن صعوباتي لم تكن شيئًا مقارنة بصعوبات نوح. عَلمِتُ أنه يجب أن أقتدي بنوح؛ بتأدية واجبي على أكمل وجه بإيمانٍ وطاعةٍ لله والاتِّكال على الله للتوسّع في نشر العمل الإنجيليّ محليًّا. لاحقًا، وجدتُ الإخوة والأخوات الذين أشرفوا على العمل الإنجيليّ في كنائس أخرى، وتناقشتُ معهم في كيفية جعل العمل الإنجيليّ أكثر فعالية. ولقد أعطوني بعض النصائح والأفكار، وشيئًا فشيئًا، وضعت هذه الاقتراحات موضع التنفيذ.
وبعد مُضيّ بعض الوقت، استقبلنا عددًا كبيرًا من الناس الذين كانوا يبحثون عن الطريق القويم. وفي كل يوم، قَبِلَ الكثيرون عمل الله في الأيام الأخيرة. ومع ذلك، كنا لا نزال نعاني من نقص موظفي السِّقاية. إنْ لم يتمكّن أولئك الوافدون الجُدُد من إرساء الطريق القويم بسبب نقص السقاية؛ فقد تُزعجهم قوى الشر الموالية لأضداد المسيح. أشعرتني هذه الفكرة بالذنب الشديد، وأنني مدينة بالكثير لأولئك الوافدين الجُدُد. آنذاك، لم أدْرِ ماذا أفعل. انتابني قلق بالغ لدرجة أنني بدأت في البكاء، ولكن كما شعرتُ بالعجز، فكّرتُ في مقطع لكلام الله. يقول كلام الله: "عندما تحدث الأشياء، يجب على الجميع أن يُصلّوا معًا أكثر وأن يتقوا الله في قلوبهم. يجب ألا يتكل الناس مطلقًا على أفكارهم الخاصة للتصرف تعسفيًا. طالما كان للناس عقل واحد وقلب واحد في الصلاة إلى الله وطلب الحق، سوف يمكنهم الحصول على استنارة وإضاءة عمل الروح القدس، وسوف يمكنهم نيل بركات الله. ماذا قال الرب يسوع؟ ("إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" [مت 18: 19-20]). ما الموضوع الذي يوضحه هذا؟ يوضح أن الإنسان لا يستطيع أن يبتعد عن الله، وينبغي أن يتكل على الله، ولا يستطيع أن يعتمد على نفسه، وأن تصرف المرء بطريقته أمر غير مقبول. ما المقصود بقولنا إن الإنسان لا يستطيع أن يعتمد على نفسه؟ يعني أنه ينبغي أن تتعاونوا بانسجام، وتعملوا الأشياء بقلب واحد وعقل واحد، ويكون لديكم هدف مشترك. وببساطة، يمكن القول بأن "الاتحاد قوة". كيف يمكنك إذًا تحقيق الاتحاد؟ ينبغي أن تكون على توافق، وحينئذٍ سوف يعمل الروح القدس" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لقد منحتني كلمة الله الطريق والاتجاه. لذا أخذت هذه الصعوبة، وناقشتها مع مشرفي كل مجموعة، وسعينا إلى إيجاد حلول معًا. كان عبئًا تقاسمناه جميعًا، وتطوّعنا لإرسال بعض الإخوة والأخوات من مجموعتنا لسقاية الوافدين الجُدُد، مما خفَّفَ من حِدّة المشكلة في الكنائس. بحلول نهاية ديسمبر، كانت نتائج العمل الإنجيليّ في كنيستنا عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل نصف عام. آنذاك، كان إخوتي وأخواتي في غاية الحماس لدرجة أنهم بكوا، ولقد ملأني الحماس الشديد أيضًا. أشكر الله من صميم قلبي على إرشاده! إنّ عمل الله يُنجزه الله بنفسه، ويتعاون البشر فحسب. رادوني أيضًا شعور بالذنب الشديد والخِزي؛ بسبب رغبتي في الحفاظ على هَيْبتي ومكانتي وكدتُ أعيق العمل الإنجيليّ.
وبعد فترةٍ، رأيتُ أن أختي الشريكة التي أشرفت على عمل الكنيسة، كانت مشغولة بعض الشيء. أردتُ المساعدة في تخفيف بعض من عبئها، ووافقتْ بكلِ سرورٍ. لكن بعد أن شَرَعْتُ في القيام بالعمل، اكتشفتُ أن الأمر كان أكثر تعقيدًا مما تخيّلتُ. لقد افتقرتُ إلى الخبرة العملية، ولم أكن بارعة في استخدام الحقّ لحل المشكلات. وكنتُ قلقة بشأن ما سيظنه الآخرون بي؛ إنْ لم أؤدِ العمل على أكمل وجه. هل سيشعرون أنني لم أملك حقائق الحقّ، وأنني لا أرقى إلى لا شيء؟ بهذه الطريقة، بصفتي المشرفة، لن أتمكّن من إثبات نفسي بينهم. كلما فكّرت مليًّا في الأمر، شعرتُ أن هذه الوظيفة محفوفة بالمخاطر، وأنه لم يجدر بي أن أقبلها. لقد ندمتُ على التفكير في أمور بهذه الطريقة البسيطة، وأردتُ إيجاد عُذرٍ لحَمْل أختي الشريكة على القيام بمتابعة العمل. هذا عندما تذكرتُ تجربة فشلي منذ وقت مضى. أدركتُ أنني كنتُ أدافع عن سُمْعتي مجددًا، وتذكّرتُ مقطعًا من كلمة الله: "لأن كل من يؤدي واجبه، بغض النظر عن مدى عمق فهمه للحق أو ضحالته، فإن أبسط طريقة للممارسة للدخول في واقع الحق هي التفكير في مصالح بيت الله في كل شيء، والتخلِّي عن الرغبات الأنانية، والنوايا الفردية، والدوافع، والتكبر، والمكانة. ضع مصالح بيت الله أولًا – هذا أقل ما يجب أن يفعله المرء. إذا كان الشخص الذي يقوم بواجبه لا يستطيع حتى القيام بهذا، فكيف يمكن أن يُقال إنه يؤدي واجبه؟ هذا لا يعني أداء الشخص لواجبه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). كانت كلمة الله تذكيرًا في الوقت المناسب وأنني يجب أن أتخلّى عن مكانتي، وأعطي الأولوية لعمل الكنيسة. كان لدى الكنيسة الكثير من العمل للقيام به، وكانت أختي الشريكة مشغولة للغاية، لكن لا يزال لديّ بعض الوقت والطاقة، لذا يجب أن أشارك العبء. إنْ حاولتُ أن أجعل شريكتي تقوم بهذا العمل لأحافظ على سُمْعتي، سيكون أمرًا أنانيًّا وحقيرًا فحسب. لذا، فقد تخلّيتُ عن الفكرة. أردتُ أن أبذل قصارى جهدي في القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
وأنني متحررة من قبضة الهَيْبة والمكانة، وبمقدوري أن أفكر في عبء الله بقلب صادقٍ، وأؤدي واجبي بكل ما أوتيتُ من قدرتي وهي نتائج حققها كلام الله بالكامل. شكرًا لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.