بعد الزلزال
قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة في يوليو 2019. فيما بعد قرأت الكثير من كلام الله القدير، وفي كل مرة أقرأه، كنت أشعر أن الله كان يتحدث معي وجهًا لوجه. لقد كان مشبعًا جدًا وقد استمتعت به حقًا. لقد كان شعورًا لم أشعر به من قبل. تعلمت من خلال الشركة أنه بينما نحن على قيد الحياة، يجب أن يكون لدينا إيمان، وأن نقرأ كلام الله، ونقوم بواجب الكائن المخلوق. وعلى الرغم من أن أبي كان يعارض إيماني ويفقد أعصابه معي كثيرًا، ظللت أذهب إلى الاجتماعات، لأنني كنت أعرف أن هذه هي الطريقة الوحيدة لفهم كلام الله بشكل أفضل. كانت حياتي فارغة جدًا قبل أن أتمكن من قراءة كلام الله. كان هذا ما أشبعني وأعطاني التوجيه في الحياة. كنت أعرف كم كانت الاجتماعات وقراءة كلامه مهمة لي للغاية.
لكن سرعان ما واجهت إغواء. طلبت مني جارتي شغل وظيفة مسؤولة مبيعات في المتجر الذي تعمل فيه، وقالت لي إن بإمكاني كسب أكثر من 500 بيزو في اليوم. قالت إنها متأكدة من أنهم سيوظفونني. بدا لي ذلك دخلًا جيدًا. كان بإمكاني شراء الأشياء التي أريدها بهذا المال، ويمكنني مساعدة والديّ أيضًا. لكن إذا قبلت هذه الوظيفة، فربما لن أتمكن من حضور الاجتماعات بشكل طبيعي. ومع ذلك، كنت أرغب في الحصول على المال وكنت مترددة في تضييع فرصتي في الحصول عليه. في النهاية لم أستطع التغلب على الإغراء ووافقت على تولي الوظيفة. وقّعت عقدًا لمدة شهر واحد فقط، وتصورت أنني بعد ذلك يمكنني حضور الاجتماعات بشكل طبيعي وفي غضون ذلك، سأبذل قصارى جهدي لمواصلة حضورها. لكن الأمور لم تسر كما توقعت. كان من المستحيل حضور الاجتماعات كما كنت أتمنى. لم يكن باستطاعتي استخدام هاتفي المحمول في العمل ولم أكن أنتهي قبل السادسة مساءً. كنت أقطع مسافة طويلة، لذلك كنت أصل إلى المنزل متعبة حقًا. أنا فقط لم يكن لديّ الطاقة. إذا لم أصل إلى المنزل في الوقت المحدد، كان يفوت أوان الحضور. بمرور الوقت، شعرت وكأنني أزداد ابتعادًا عن الله، وشعرت بخوف وعدم ارتياح لا يُوصفان. لم أكن أعرف السبب، لكنني كنت أشعر بالحزن حقًا طوال الوقت. احتفظت بابتسامة على وجهي، لكنني كنت أتألم من الداخل. شعرت أن كل النور الذي في حياتي قد اختفى. كنت أحيانًا أشعر بظلام هائل يدفعني إلى البكاء. لقد افتقدت حقًا الذهاب إلى الاجتماعات. عندما لم يكن هناك أي زبائن، كنت أكتب كلام الله الذي يمكنني تذكره في دفتر ملاحظاتي، وأقرأه وأتأمل فيه عندما أستطيع ذلك. استطعت أن أشعر بعون الله وتوجيهاته. كنت أراقب التقويم دائمًا، وأعد الأيام المتبقية في عقدي. كنت أرغب في الانتهاء من هذه الوظيفة والبدء في حضور الاجتماعات مرة أخرى.
ذات يوم دخلت على "فيسبوك" ورأيت مقطعين من كلام الله أرسلهما أحد الإخوة. "ستقع جميع الكوارث واحدةً تلو الأخرى؛ وستتعرض جميع الأمم والأماكن للكوارث: إذ تنتشر أوبئة ومجاعات وفيضانات وجفاف وزلازل في كل مكان. لا تحدث هذه الكوارث في مكان واحد أو مكانين، ولن تنتهي في غضون يوم أو يومين، ولكنها بالأحرى ستمتد على مساحة أكبر وأكبر، وتشتد قوّتها أكثر فأكثر. أثناء هذا الوقت ستظهر على التوالي جميع أنواع الأوبئة التي تنتقل من خلال الحشرات، وسوف تنتشر ظاهرة أكل لحوم البشر في جميع الأماكن. هذه هي دينونتي على جميع الأمم والشعوب" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الخامس والستون). "تجب رحمتي لأولئك الذين يحبونني وينكرون ذواتهم. ويُعد حلول العقوبة على الأشرار على وجه التحديد دليلاً على شخصيتي البارة، بل وأكثر من ذلك، أنها شهادة على غضبي. عندما تحل الكارثة، ستصيب المجاعة والطاعون كل أولئك الذين يعارضونني وسيبكي هؤلاء. إن الذين ارتكبوا كل أنواع الشرور، ولكن اتبعوني لعدة سنوات، لن يفلتوا من دفع ثمن خطاياهم؛ وسيأتون أيضًا للعيش في حالة مستمرة من الذعر والخوف؛ إذ يقعون في كارثة قلما يشاهد مثلها على مر ملايين من السنين. وسوف يبتهج من أتباعي أولئك الذين أظهروا الولاء لي وحدي، وسيهللون لقدرتي، ويشعرون بطمأنينة لا تُوصف ويعيشون في بهجة لم أمنحها أحدًا من البشر من قبل قط؛ لأنني أقدّر الأعمال الصالحة للناس وأكره أعمالهم الشريرة. منذ أن بدأت أول مرة في قيادة البشر، كنت أتطلع بشغف إلى الفوز بمجموعة من الناس لهم أسلوب تفكيري نفسه. لم أنسَ قط أولئك الذين لم يكونوا يحملون أسلوب تفكيري نفسه؛ فقد حملت لهم البغض في قلبي منتظرًا فقط فرصة ليحل عليهم عقابي، الأمر الذي يسرني رؤيته. وأخيرًا جاء يومي اليوم ولم أعد أحتاج إلى الانتظار!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). شعرت بصدق كلام الله، وكنت خائفة حقًا. استطعت أن أرى ما قاله يتحقق. في مينداناو، كان هناك المزيد والمزيد من الكوارث مثل الانفجارات البركانية والأعاصير والزلازل والأوبئة، وكان الأمر نفسه في جميع أنحاء العالم. لكنني قررت أن أجني المال وأبتعد عن الله. كنت أخشى ألا يحميني الله لدى وقوع كارثة، وأن أفقد حياتي. فصليت قائلة: "اغفر لي يا الله أنني فضلت المال عليك. أعلم أنني خالفت مشيئتك، لكنني أريد أن أتوب". قلت لنفسي إنه لم يفت الأوان على التوبة، وكنت لا أزال أملك الفرصة للعودة إلى الاجتماعات. كنت أتطلع إلى إنهاء عقدي قريبًا حتى أتمكن من القيام بواجب مرة أخرى.
أتذكر أنني شعرت بالقلق حقًا في 15 ديسمبر 2019. لم أكن أعرف لماذا، لكن كان لدي هذا الشعور بالخطر. كنت أرغب في العودة إلى المنزل والابتعاد عن المركز التجاري، وألّا أستمر في العمل. ثم طلبت مني إحدى الزميلات أن أذهب معها إلى دورة المياه. بعد بضع دقائق عندما كنا نسير عائدتين إلى المركز التجاري، بدأت الأرض فجأة تهتز. رأيت الناس يركضون خارج المركز التجاري. تسمر البعض من الخوف. كانت الأشياء تتساقط من على الأر فف في كل مكان. لحسن الحظ كنا عند المخرج تمامًا، لذلك خرجنا من المبنى بسرعة. لفرط ارتجافه شعرت بأنني في مهد وكان من الصعب الوصول إلى مكان آمن. عدت بذاكرتي إلى ما حدث، كنت قد خرجت من المركز التجاري للذهاب إلى الحمام قبل أن يبدأ، وكان هناك الكثير من الأشخاص، لذلك اضطررنا إلى الانتظار في الخارج لفترة من الوقت. بدأ الزلزال في اللحظة التي عدت فيها إلى الداخل. كان التوقيت مثاليًا، لذلك كانت حماية الله هي التي أنقذتني من الخطر. لقد تأثرت كثيرًا. ليس لأنني نجوت، لكن لأني رأيت محبة الله وأنه كان معي. لقد أنقذني من ذلك الزلزال. دعوت الله من قلبي مرارًا وتكرارًا، "شكرا لك يا الله القدير، لقد أنقذتني!" كانت الكثير من الأفكار تتسارع في ذهني بينما كنت أقف في الخارج. كنت أعلم أنني ربحت بعض المال، لكنني كنت أشعر بالضيق والكآبة. المال ليس مهمًا. إنه لا يفيد عند حدوث زلزال. المهم هو المجيء أمام الله وقبول خلاصه. كنت أتوق للعودة إلى المنزل والانضمام إلى اجتماع. أردت أن أخبر الإخوة والأخوات كيف قادني الله بعيدًا عن الكارثة، وكيف شهدت محبته وأعماله.
في طريقي إلى المنزل في ذلك اليوم، كنت أتساءل لماذا كان الله لا يزال يحميني حتى بعد أن ابتعدت عنه. فتحت تطبيق الكنيسة ورأيت مقطعًا من كلام الله القدير. "مَحبَّة الله عملية: إذ يتجنَّب الإنسان من خلال نعمة الله كارثةً تلو الأخرى، والله طوال الوقت يُظهر تسامحه حيال ضعف الإنسان مرَّة تلو الأخرى. أمَّا دينونة الله وتوبيخه فيسمحان للناس بالتعرُّف تدريجيًّا على فساد البشر وجوهرهم الشيطانيّ. جميع ما يُوفِّره الله للإنسان وتزويده له بالاستنارة وإرشاده له يسمح للبشر بأن يعرفوا أكثر فأكثر جوهر الحقّ، وبأن يعرفوا على نحوٍ متزايد ما يحتاج إليه الناس، والطريق الذي يجب أن يسلكوه، وما يعيشون من أجله، وقيمة حياتهم ومعناها، وكيفيّة السير في الطريق إلى الأمام. لا تنفصل جميع هذه الأشياء التي يفعلها الله عن هدفه الأصليّ الوحيد. ما هو هذا الهدف إذًا؟ لماذا يستخدم الله هذه الطُرق لتنفيذ عمله على الإنسان؟ ما النتيجة التي يريد تحقيقها؟ أي ماذا يريد أن يرى في الإنسان؟ مال الذي يرد أن يحصل عليه منه؟ ما يريد الله أن يراه هو أن قلب الإنسان يمكن إحياؤه. هذه الطُرق التي يستخدمها الله في العمل على الإنسان ما هي إلا جهد متواصل لإيقاظ قلب الإنسان، ولإيقاظ روح الإنسان، وللسماح للإنسان بأن يعرف من أين جاءوا ومن يُرشِده ومن يدعمهم ومن يرعاهم، ومن الذي سمح لهم بالعيش إلى الآن؛ إنها طرق تَهدُف للسماح للإنسان بأن يعرف الخالق الذي يجب عليهم أن يعبدوه، ويعرف أيّ نوعٍ من الطرق يجب أن يسلكوا، وبأيِّ طريقةٍ يجب على الإنسان أن يأتي أمام الله؛ إنها طرق تُستخدَم لإحياء قلب الإنسان تدريجيًّا حتَّى يعرف قلب الله ويفهم قلب الله، ويستوعب العناية الفائقة والفكر وراء عمل الله لخلاص الإنسان. عند إحياء قلب الإنسان، لا يعود يرغب في أن يعيش بشخصيّةٍ مُنحطّة وفاسدة، بل يرغب بدلًا من ذلك في السعي إلى الحقّ كي يرضي الله. عندما يكون قلب الإنسان قد أوقظ، يكونون عندئذٍ قادرين على نزع أنفسهم انتزاعًا تامًّا من الشيطان، ولا يعودوا يتضرَّرون من الشيطان، ولا يعود الشيطان يسيطر عليهم أو يخدعهم. بدلًا من ذلك، يستطيع الإنسان أن يتعاون في عمل الله وفي كلامه بطريقةٍ إيجابيّة لإرضاء قلب الله، وبالتالي يخاف الله ويحيد عن الشرّ. هذا هو الهدف الأصليّ لعمل الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)). كان هذا مؤثرًا جدًا بالنسبة لي. استطعت أن أرى محبة الله ورحمته. اخترت أن أتخلى عن الاجتماعات وعن واجبي من أجل الملذات الجسدية، لذلك اعتقدت أن الله لن ينجيني. لكنه حماني بأعجوبة خلال ذلك الزلزال، بدلاً من نبذي. أراد الله أن أستيقظ وأتوقف عن اشتهاء المال، وأن أعود أمامه، وأتبع الحق، وأودي أحد الواجبات. شعرت بأنني محظوظة بشكل لا يصدق. لم أستطع أن أضيّع هذه الفرصة التي منحني الله إياها، لكن كان عليّ أن أتوب، وأن أتخلَّى عن متع الجسد وأعود إلى القيام بواجب المخلوق في الكنيسة.
بعد انتهاء عقدي في أواخر ديسمبر، كرست كل وقتي وطاقتي تقريبًا لواجبي. شعرت ببعض الضعف عندما واجهت مشكلات، وتعبت حقًا في بعض الأحيان، ولكن بعد ذلك كنت أفكر دائمًا في كيفية حماية الله لي خلال الزلزال. مهما كان عدد الصعوبات التي واجهتها، كنت أعلم أنني يجب أن أعمل بجد وأقوم بواجبي لأبادل الله محبته. اعتقدت أن هذا هو السبيل الوحيد للهروب من مصاعب الكوارث والحصول على غاية جيدة. ثم ذات يوم، شاهدت شهادة بعنوان من خلال المرض، انكشف دافعي لربح البركات. كان فيديو لأخ مؤمن منذ زمن طويل، أعطى الكثير وعمل بجد وأدى واجبه حتى أصيب بمرض خطير. كان بائسًا، بل وألقى باللوم على الله. لقد شعر أنه قد أعطى الكثير، لذلك لم يكن يجب أن يمرض بشدة هكذا، ولم يفهم لماذا لم يباركه الله ويحفظه. وبعد قراءة كلام الله أدرك أنه لم يكن يقوم بواجبه للسعي إلى الحق وطاعة الله، ولكن ليكون مباركًا ويدخل ملكوت الله. أظهر لي اختباره أن دوافعي في واجبي قد تكون ملوثة أيضًا، لأنني كنت أتمنى دائمًا أن ينقذني الله من الكارثة. كنت أخشى أنني كنت أحاول أن أبرم صفقة مع الله، مثله تمامًا. سألت نفسي في تلك الليلة، هل كان الهدف من واجبي إرضاء الله أم الحصول على نعمة الله؟ فكرت في الحماية التي حصلت عليها أثناء الزلزال والرعب الذي شعرت به بعد الواقعة. كنت خائفة من الوقوع في كارثة في المستقبل. لذلك شوقي للعودة إلى القيام بواجب كان فقط على أمل أن ينقذني الله من الكوارث. كان لديّ نفس الدوافع والتوقعات مثل الأخ في الفيديو. لقد أصيب بالمرض، وأنا تعرضت لزلزال. لم تكن تضحياتي لأخضع لله وأرضيه، لكنها كانت فقط من أجل أن يحميني من الكارثة حتى تكون لديّ غاية جيدة وأدخل ملكوته. كنت مستاءة حقًا تلك الليلة. لم أستطع حقًا قبول أنني كنت أقوم بواجبي فحسب مقابل بركات الله. كنت أرغب كثيرًا في أن أكون صادقة فيه. لكن الحقيقة كانت أن إيماني كان لربحي الخاص. لم يكن لدي قلب يوقّر الله، ولم أطع الله وأعبده بصفته خالقنا.
لقد بحثت عن بعض الحقائق حول هذا لاحقًا، ووجدت مقطعًا من الله. "إن أعمالي أعظم من عدد حبيبات الرمال على الشواطئ، وحكمتي أعظم من جميع أبناء سليمان، ومع ذلك يعتقد الإنسان فقط أنني طبيب قليل الشأن ومعلِّم غير معروف للإنسان! وهكذا لا يؤمن كثيرون بي إلّا لكي أشفيهم، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط لعلني أستخدم قواي لطرد الأرواح النجسة من أجسادهم، وكذلك يؤمن عديدون بي لمجرد أن ينالوا مني السلام والبهجة، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط ليطلبوا مني المزيد من الثّراء الماديّ، وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط ليقضوا هذه الحياة في سلام ويكونوا آمنين وسالمين في العالم الآتي، وكذلك يؤمن كثيرون بي فقط ليتجنبوا عذاب الجحيم وينالوا بركات السماء. وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط من أجل راحة مؤقتة، ولكنهم لا يسعَون لربح أي شيء في العالم الآتي. حين أنزلت غضبي على الإنسان ومنعتُ كل فرح وسلام كانا لديه في الأصل، صار الإنسان متشككًا. حين أنزلت على الإنسان عذاب الجحيم واستعدت بركات السماء، تحوَّل خزي الإنسان إلى غضبٍ. حينما طلب مني الإنسان أن أشفيه، تجاهلته، وأبغضته، حاد الإنسان عني بعيدًا، ليسعى بدلًا من ذلك في طريق الطب الشرير والشعوذة. حين أخذت كل ما طلبه الإنسان مني، اختفى الإنسان بلا أثر. لذلك، أقول إن الإنسان لديه إيمان بي لأني أُعطيه الكثير من النعمة، ويوجد المزيد يمكنه الحصول عليه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). كشف كلام الله حالتي تماما. كان الهدف من إيماني فقط أن أستمتع بنعمته، لينجيني من الكارثة. بعد الزلزال، تخليت عن رغبتي في ربح المال والاستمتاع، وعدت إلى واجبي، ولكن مهما اجتهدت في عملي، كنت أحاول فقط أن أجعل الله ينجيني ويقيني من الكارثة. أردت أن أستغل فرصتي لأقوم بواجب مقابل بركات ملكوت الله. كنت أقوم بواجب فقط لتحقيق ربح خاص بي – كنت أعقد صفقة مع الله. شعرت بالخجل والذنب عندما رأيت دوافعي الأنانية ومنظوراتي الخاطئة. صليت إلى الله: "يا إلهي، أنا فاسدة جدًا. كانت كل جهودي من أجل عقد صفقة. لقد كنت أغشك. يا إلهي، أنا ممتنة لك لأنك كشفت عن فسادي وسمحت لي بمعرفة نفسي. لا أريد أن أقوم بواجبي فقط من أجل البركات بعد الآن. أريد فقط إرضاءك".
أرسلت لي أخت بعض كلام الله بعدها بقليل مما ساعدني على فهم أين أخطأت في سعيي. تقول كلمات الله، "في إيمانك بالله، في أي السبل تسير الآن؟ إن لم تكن، مثل بطرس، تطلب الحياة وفهم ذاتك ومعرفة الله، إذن فأنت لا تسلُك طريق بطرس. في هذه الأيَّام، يكون وضع معظم الناس على هذه الحالة: "لكي أنال البركات ينبغي أن أبذل نفسي لله وأدفع ثمنًا له. لكي أنال البركات، ينبغي أن أتخلى عن كلّ شيءٍ من أجل الله وينبغي أن أكمل ما أوكلني به وأؤدِّي واجبي جيِّدًا". تهيمن على هذا نيَّة نيل البركات، وهذا مثالٌ على بذل الذات بالكامل بهدف الحصول على مكافآت من الله والحصول على إكليلٍ. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم الحقّ في قلوبهم، وبالتأكيد فإن فهمهم لا يتكوَّن سوى من بضع كلماتٍ من التعاليم التي يتباهون بها أينما ذهبوا. فطريقهم هو طريق بولس. إن إيمان أمثال هؤلاء الناس أشبه بالكدح المُستمرّ، إذ يشعرون في أعماقهم بأنه كلَّما ازداد عملهم أثبتوا إخلاصهم لله، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد بالتأكيد رضاه عنهم، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد استحقاق حصولهم على إكليلٍ أمام الله وعظمت البركات التي سيحصلون عليها. يعتقدون أنه إذا استطاعوا تحمُّل المعاناة والوعظ والموت من أجل المسيح، وإذا استطاعوا التضحية بحياتهم، وإذا استطاعوا إكمال جميع الواجبات التي أوكلها الله لهم، فسوف يكونون أولئك الذين ينالون أعظم البركات – ومن المُؤكَّد أنهم سيحصلون على أكاليل. هذا بالضبط ما تصوَّره بولس وما سعى إليه، فقد كان هذا هو الطريق الذي سلكه بالضبط، وكان يعمل لخدمة الله في ظلّ توجيه مثل هذه الأفكار. ألا تنبع تلك الأفكار والمقاصد من طبيعةٍ شيطانيَّة؟" ("كيف تسلك طريق بطرس؟" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "يعيش جميع البشر الفاسدون من أجل أنفسهم. يبحث كُلّ إنسانٍ عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي – وهذا مُلخَّص الطبيعة البشرية. يؤمن الناس بالله لأجل مصالحهم؛ فعندما يتخلوا عن أشياء ويبذلوا ذواتهم من أجل الله، يكون هذا بهدف الحصول على البركة، وعندما يكونون مخلصين له، يكون هذا من أجل الحصول على الثواب. باختصار، يفعلون ما يفعلونه بغرض التبارك والمكافأة والدخول إلى ملكوت السماوات. في المجتمع، يعمل الناس لمصلحتهم، وفي بيت الله يؤدون واجبًا لكي يحصلوا على البركة. ولغرض الحصول على البركات، يترك الناس كُلّ شيءٍ ويمكنهم أن يتحمَّلوا الكثير من المعاناة: لا يوجد دليل أكبر من ذلك على الطبيعة الشيطانية للبشر" ("الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). تعلمت من كلام الله أن الكثير من الناس يمكنهم التخلي عن كل شيء لدفع ثمن من أجل الله، ولكن دون أن يكون قلبهم فيه لإرضاء الله، بل لنيل البركات. إنهم مثل بولس تمامًا. عانى بولس كثيرًا وسافر كثيرًا ليكرز بالإنجيل، لكنه أراد فقط مبادلة هذا العمل والجهد ببركات الله. قال بعد أن قام بالكثير من العمل: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). كل ما فعله بولس كان عبارة عن صفقة. كان هذا كله من أجل البركات والمكافآت والإكليل. لقد كان يهتم فقط بالعمل، وليس ممارسة الحق أو الدخول في واقع كلام الله. لهذا السبب لم تتغير شخصيته. لهذا السبب لم يمنحه الله أبدًا استحسانه، على الرغم من أنه كرز بالإنجيل وربح الكثير من الناس. عندما فكرت في نفسي، رأيت أنني كنت مثل بولس. لقد تركت وظيفتي وكرست كل وقتي وطاقتي إلى حد كبير لواجبي، في بعض الأحيان كنت أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم عندما كنت مشغولة. لكن هذا لم يكن من أجل السعي إلى الحق أو إرضاء الله، بل لنيل بركاته. لم أكن أحاول معرفة نفسي أو علاج فسادي، لكنني أردت فقط أن يرى الله مقدار ما كنت أفعل، لينقذني من الكوارث لأنتهي إلى غاية جيدة وأدخل ملكوته. رأيت كيف أفسدني الشيطان بشدة، وكم كنت أنانية، وكل ما فعلته كان من أجل نفسي. لم يكن لدي إخلاص أو حب حقيقي لله. أحببت نفسي فقط. كانت رؤية هذا مزعجة لي للغاية. صليت قائلة: "يا إلهي، ساعدني في تغيير دوافعي ووجهات نظري الخاطئة في واجبي. أريد أن أؤدي واجبي بالطريقة التي تريدها، وليس من أجل نفسي".
بعد فترة وجيزة، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله كان مؤثرًا حقًا بالنسبة لي. يقول كلام الله: "ليس لديَّ خيار آخر وقد كرّست نفسي لكم بالكلية، ومع ذلك أنتم فاترو الهمة وتُكِنّون نوايا شرّيرة نحوي. هذا هو مقدار واجبكم، وظيفتكم الوحيدة. أليس كذلك؟ ألا تعرفون أنكم لم تتمّموا على الإطلاق واجب المخلوق؟ كيف يمكن اعتباركم كائنات مخلوقة؟ ألا تعرفون جليًا ما تُعَبِّرون عنه وتحيوه؟ لقد أخفقتم في القيام بواجبكم، ومع ذلك تسعون إلى الحصول على سماحة الله ونعمته الجزيلة. لم تُهيَّأ نعمةٌ كهذه لأشخاص أدنياء ولا قيمة لهم مثلكم، إنما لمن لا يطلبون شيئًا ويضحّون بكل سرور. لا يستحق الأشخاص قليلو المقدرة والتافهون الذين هم على منوالكم التمتّع بنعمة السماء على الإطلاق. يجب فقط أن ترافقَ أيامَكم المشقةُ والعقابُ اللامتناهي! إذا لم تستطيعوا أن تكونوا أمناء لي، فستكون المعاناة مصيركم. وإذا لم تستطيعوا أن تكونوا مسؤولين عن كلامي وعملي، فسيكون العقاب من نصيبكم. لا علاقة لكم بأية نعمة وبركاتٍ وحياة رائعة في الملكوت. هذه هي النهاية التي تستحقونها وعاقبة أعمالكم! ولم يقتصر الأمر على عدم محاولة هؤلاء الناس الجهلة والمتعجرفين بذل قصارى جهدهم أو القيام بواجبهم، ولكن بدلاً من ذلك مدّوا أيديهم طالبين النعمة، كما لو أنهم يطلبون ما يستحقونه. وإذا فشلوا في الحصول على ما يطلبونه، يصبحون أقل إيمانًا. كيف يمكن اعتبار هؤلاء الناس عقلاء؟ أنتم ذوو مقدرة ضعيفة ولا عقل لكم، ولا تستطيعون القيام بالواجب الذي عليكم القيام به أثناء عمل التدبير. لقد تدنّت فعلاً قيمتكم تدنيًّا كبيرًا. إن إخفاقكم في الرد بالمثل على استحساني الذي أظهرته لكم هو بالفعل عمل عصيان شديد، يكفي لإدانتكم وإظهار جبنكم، وعدم كفاءتكم، ودناءتكم وعدم أهليتكم. كيف يمكن أن تكونوا مؤهلين لإبقاء أيديكم ممدودة بعد؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). لم أدرك كم كنت جشعة حتى قرأت ذلك. كنت أخصص الكثير من الوقت لواجبي، لكن في هذه الأثناء كنت آخذ البركات من الله وأعقد صفقة معه. لم أكن أقوم بواجبي في الواقع ولم أكن حقًا كائنًا مخلوقًا. كيف كان يحق لي أن أطلب نعمة الله، لأطلب منه أن ينجيني من الكارثة لأدخل ملكوته؟ لولا إعلان كلام الله، لظللت لا أعرف كم كنت متمردة وفاسدة، أو كم كره الله دوافعي الدنيئة لنيل البركات. لم أفكر إلا في نفسي وليس في مشيئة الله. شخص مثلي لا يستحق بركات الله وخلاصه. الله بار وقدوس. ويحب الناس المخلصين له، الذين يمكنهم القيام بواجب بقلب نقي. لكن هل كان لديّ قلب نقي صادق؟ مطلقًا. كنت أشعر بالخجل الشديد من دوافعي الدنيئة ورغباتي المترفة. لم أستحق نعمة الله. أردت أن أغير نفسي ودوافعي الخاطئة، لأكون قادرة على وضع كل ما لديّ في واجبي لإرضاء الله.
في أحد الاجتماعات قرأت مقطعًا من كلام الله ساعدني حقًا. تقول كلمات الله، "لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وبين كونه مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملاً بواجبه. يكون الإنسان مباركًا عندما يُكمَّل ويتمتع ببركات الله بعد اختبار الدينونة. ويكون الإنسان ملعونًا عندما تبقى شخصيته دون تغيير بعد أن يختبر التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لا يختبرون التكميل بل العقوبة. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عمَّا إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو أقل ما يمكن للإنسان الذي يبحث عن الله أن يفعله. يجب ألا تقوم بواجبك لتتبارك فحسب، وعليك ألا ترفض إتمامه خوفًا من أن تُلعَن. اسمحوا لي أن أقول لكم هذا الأمر: إذا كان الإنسان قادرًا على إتمام واجبه، فهذا يعني أنه يقوم بما عليه القيامُ به. وإذا كان الإنسان غير قادر على القيام بواجبه، فهذا عصيانه. ودائمًا من خلال عملية إتمام واجبه يتغيّر الإنسان تدريجيًا، ومن خلال هذه العملية يُظهِرُ إخلاصه. وهكذا، كلما تمكنتَ من القيام بواجبك، حصلتَ على مزيد من الحق، ويصبح تعبيرك كذلك أكثر واقعية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). بعد قراءة كلام الله استطعت أن أرى أنه بما أني كائن مخلوق، فيجب أن أقوم بواجبي – هذه مسؤوليتي. لا ينبغي أن أطلب أجرًا أو بركات من الله، ولا ينبغي أن أفكر فيما إذا كنت سأخلص أو سأُعاقب. كنت بحاجة فقط إلى التفكير في كيفية القيام بواجبي بشكل جيد. كنت أعتقد ان الله لن يعاقبني ما دمت أؤدي واجبًا، ولن أتعرض لكارثة أيضًا. اعتقدت أنه سيعاقب فقط الأشخاص الذين لا يتبعونه أو يؤدون واجبًا، لذلك حاولت استخدام واجبي كورقة مساومة من أجل نيل حماية الله. ثم أدركت أن الواجب هو الحد الأدنى الذي يجب على الكائن المخلوق القيام به. ولا علاقة له بنيل البركات أو اللعنات. سواء خلصت أو عُوقبت في النهاية، فإن الله ينظر إلى ما إذا كنت قد ربحت الحق، وما إذا كنت قد تغيرت. هذا هو بر الله. في الكوارث، حتى لو تأذيت أو مت، لا يزال عليّ الخضوع لحكم الله وألا ألوم الله أبدًا. ويجب ألا أستخدم القيام بواجب لمحاولة النجاة من الكوارث. هذه ليست تأدية لواجب الكائن المخلوق. يجب أن أقدم نفسي لله وأقوم بواجب بلا مقابل، لأنه خلقني. في واجبي بعد ذلك، كنت أفحص نفسي باستمرار وأذكّر نفسي. لم أستطع فعل ذلك من أجل غايات أنانية، ولكن كان علي إرضاء الله وأن أجلب له الفرح.
الحمد لله! استخدم الله هذه المواقف ليكشف عن فسادي ومساعيّ غير الصحيحة، ليجعلني أرى دوافعي الحقيرة للسعي إلى النعم وإجراء بعض التغييرات في مساعيّ غير الصحيحة في الإيمان. الآن أنا لا أؤدي واجب للحصول على المزيد من النعم من الله أو الهروب من الكارثة، لكني أريد فقط أن أسعى وراء الحق وأقوم بواجبي لأبادل الله محبته.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.