كيف أضرَّني مكري

2022 ديسمبر 16

بمجرد انتهاء عملنا، أشارت إحدى القائدات إلى أن عملنا لم يكن جيدًا في بداية الشهر وطلبت مني أن أشاركهم سبب ذلك. لم أكن أدرك حتى ذلك الوقت أن إنتاجيتنا قد انخفضت. بعد الاجتماع، بحثت في الأمر. فاكتشفت أن إنتاجيتنا قد انخفضت إلى النصف منذ الشهر الماضي. شعرت بالقلق. فإذا استمر هذا الأمر، وواصلنا العمل بشكل سيء، فهل سأُصرف من الخدمة؟ لذا، بدأتُ أحقق في الأمر، لرفع إنتاجيتنا. وتحدثت مع كل أخ وأخت على حدة، وسألت عن المصاعب التي يواجهونها في واجبهم. وقدَّمتُ شركة في الاجتماعات عن هذه المسائل وجعلت الذين يؤدون عملهم بشكل جيد يشاركون خبراتهم. بدأنا في التحسن على مدار الأيام القليلة التالية وتمكنت من الشعور بالارتياح أخيرًا. إذا تابعنا على هذا المنوال، فسيصبح أداؤنا أفضل من الشهر الماضي. وإذا استمررتُ في ذلك، ولم أفعل أي شرٍ، أو أُخل بالنظام، أتوقع ألا تستبعدني الكنيسة. بعد ذلك، هدأ توتُّري. وبالقرب من نهاية الشهر، رأيت أن نتائجنا هي نفس نتائج الشهر السابق. فاعتقدت أنه إذا أدينا عملنا بشكل جيد في ذلك الشهر، فسوف يتعين علينا أن نقدم أداءً أفضل في الشهر التالي حتى يبدو أننا نحرز تقدمًا، ومعنى هذا أنه يجب عليَّ أن أعمل بجهد أكبر. لِمَ أضغط على نفسي كثيرًا؟ فبما أن أداءنا في هذا الشهر كان جيدًا، لن أُستبعد. فشعرت بالاسترخاء التام حين فكرت في الأمر بهذه الطريقة وشعرت بأن العبء الذي أثقل كاهلي قد صار خفيفًا. بدأتُ أشعر بالرضا، وقلَّت متابعتي لعملنا. لم أقدم شركة لحل صراعات الإخوة والأخوات. وهناك أوقات لم أفعل فيها شيئًا حين اكتشفت أن البعض قد انتهكوا المبادئ في واجبهم، ظنًا مني بأنه لا بأس بذلك طالما لم تؤثر تلك المسائل الصغيرة على فعاليتنا. في بعض الأوقات كان الأشخاص يتكاسلون عن أداء واجبهم، ولم يكن لديهم إحساس بالضرورة. وأدركت أن عليَّ أن أعالج هذه المشكلة، لكن لمعرفتي بأن نتائج هذا الشهر كانت جيدة، اعتقدت أن بإمكانهم الراحة، لذا غضضت الطرف. عندما عشت في تلك الحال، شعرت بظلام روحي. لم أربح أية استنارة من كلمات الله. ولم أعثر على مشكلات في عملي. كان النعاس يغالبني أثناء تلخيص عملنا. ولم أشعر بالفزع إلا عندما انخفضت إنتاجيتنا، حينها هرعت لأتحقق من الأمر مع الإخوة والأخوات.

أثناء اجتماع في إحدى المرات، ذكرت إحدى الأخوات أن بعض الأشخاص كانوا يخشون الفصل بسبب نتائج عملهم السيئة، لذا كانوا يعملون بجهد أكبر. وبمجرد تحقق النتائج صاروا يتكالبون على طلب الراحة بنهم، ولا يشعرون بالمسؤولية. قالت إن هذا مكر وعلامة على الخداع. حرك هذا مشاعري، ولم يسعني إلا أن أتأمل في ذاتي: عندما انخفضت إنتاجيتنا، استجمعت طاقتي خوفًا من التعرض للفصل. ورغبت في نتائج أفضل. وعندما حققتُ نتائج أفضل، أو عندما بقيَتَ النتائج عند نفس المستوى، اشتهيت الراحة، ولم أشعر بأية عجلة. واعتقدت أنه من المقبول أن أحقق نتائج متسقة، وألا أُفصل. ألم يكن ذلك مكرًا ومراوغة؟ أدركت أن هذا هو سلوكي باستمرار في هذه المواقف. ودائمًا ما تصرفت بهذه الطريقة. شعرت بالخوف عند تلك النقطة.

فقرأت كلام الله في تعبدي: "لا تُوجد حاليًّا فرص كثيرة لأداء واجب؛ ولذلك فعليك انتهازها عندما يمكنك ذلك. وتحديدًا عندما يواجهك واجب يتطلب منك بذل الجهد؛ أي عندما يتعين عليك تقديم نفسك، وبذل نفسك لأجل الله، وعندما يُطلب منك دفع الثمن. لا تتوانَ عن بذل أي شيء، أو تضمر أي مكائد، أو تترك أي فرصة، أو تسمح لنفسك بالتهرب. فإذا فعلت ذلك، أو كنت تقوم ببعض الحسابات، أو كنت ماكرًا وخائنًا، فمن المحتَّم إذًا أن تقوم بعمل سيّئ. لنفرض أنك قلت: "لم يرَني أحد أتصرف بمكر، كم هذا جميل!" أيّ نوع من التفكير هذا؟ أتظنّ أنك قد نجحت في خداع الناس، وخداع الله أيضًا، لكن في حقيقة الأمر، هل يعلم الله ما فعلته أم لا؟ إنه يعلم. الواقع أن أي امرئ يتعامل معك لفترة من الوقت سيعلم عن فسادك ودناءتك، وعلى الرغم من أنه قد لا يقول ذلك صراحةً فسيضمر تقييمه لك في قلبه. العديد من الأشخاص كُشفوا ونُبذوا؛ لأن كثيرين غيرهم أصبحوا يفهمونهم. ما إن يدرك الجميع جوهرهم حتى يكشفوا حقيقتهم ويطردوهم. ولذلك، سواء كان الناس يسعون إلى الحق أم لا، فعليهم أن يحسنوا أداء واجبهم بقدر استطاعتهم، وأن يوظفوا ضميرهم في القيام بأشياء عملية. قد تكون لديك عيوب، ولكنك إذا أمكنك أن تكون فعّالًا في أداء واجبك فلن يصل بك الأمر إلى حد استبعادك. إن كنت تفكر دومًا بأنك على ما يرام، وأنك لن تُستبعد، ومع ذلك لا تتأمل في نفسك أو تحاول معرفتها، وتتجاهل مهامّك الصحيحة، ويكون شأنك دومًا الإهمال واللامبالاة، فعندئذ عندما يفقد أفراد شعب الله المختار تسامحهم معك بالفعل، سيكشفون حقيقتك، وستُستبعد على الأرجح. ذلك لأن الجميع قد أدركوا حقيقتك، وفقدت كرامتك ونزاهتك. وإذا لم يثق بك أحد فهل يمكن أن يثق الله بك؟ يطّلع الله على صميم قلب الإنسان: إنه لا يمكن مطلقًا أن يثق بمثل هذا الشخص" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). يقول كلام الله إن الناس ينبغي عليهم القيام بواجبهم بتفانٍ، ودفع الثمن، وبذل قصارى جهدهم. وإن كان بإمكانهم الحصول على نتائج طيبة بقليل من الجهد الإضافي لكنهم امتنعوا، ورضوا بتحقيق الحد الأدنى، فإن هذا يُعدُّ ممارسة للألاعيب مع الله، ويُعدُّ مكرًا. وكان بإمكاني أن أرى أنه فيما يتعلق بسلوكي، أنني كنت قانعة بتحقيق القليل للتأكد من عدم فصلي. لم أحل المشاكل والصعاب، التي تواجه الإخوة والأخوات، بل لخصتُ عملنا بشكل سطحي، وعندما رأيت أشخاصًا يخالفون المبادئ في واجبهم، ويتكاسلون، فكرت: "حسنًا، لا يؤثر هذا على النتائج النهائية عمومًا". وغضضت الطرف عن الأمر. كان من الواضح أن بذل المزيد من الجهد، ودفع ثمن أكبر قد يؤدي إلى تحسن نتائجنا، لكنني لم أرغب في الشعور بالتوتر، فصرت ماكرة. كنت أضمر في واجبي مهارة تافهة، كنت أتآمر وأغش الله. كان هذا أمرًا مخادعًا حقًا! يرغب الجميع في العثور على شخص أمين جدير بالثقة في واجبه. يُعتمَد عليه ويريح الناس. لكن إذا وثقت في شخص يضمر دهاء تافهًا، ويمارس الألاعيب، فلن يكمل المهمة، ومن المحتمل أن يفسدها. هذا النوع من الأشخاص ليس لديه ضمير ولا معايير للسلوك. بل إنه ليس أهلًا للثقة. أدركت أنني كنت كذلك. فقد قبلت مهمة، ولم أبذل قصارى جهدي فيها. ومارست الألاعيب مع الله. وبدا الأمر وكأنني كنت أحقق نتائج في واجبي، ولم تكن المشكلات ملحوظة، لكن الله يرى كل شيء، وإذا استمر إهمالي لفترة طويلة، فسوف أُكشف. تأملت كلام الله: "قال الرب يسوع ذات مرة: "فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَٱلَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ" (متى 13: 12). ما معنى هذه الكلمات؟ معنى هذه الكلمات هو أنك إذا لم تنفِّذ حتى واجبك أو وظيفتك أو تكرِّس نفسك لهما، فسيأخذ الله ما كان لك من قبل. ماذا يعني "يؤخذ"؟ كيف يبدو لك ذلك كإنسان؟ قد يكون الأمر أنك تفشل في تحقيق ما كان يمكن أن تسمح لك مقدرتك ومواهبك بأن تحققه، ولا تشعر بشيء، وتبدو كأنك غير مؤمن. ذلك هو معنى أن يأخذ الله كل شيء منك. إذا كنت مقصرًا في واجبك ولم تدفع الثمن ولم تكن صادقًا، فسيأخذ الله ما كان لك من قبل، وسيسحب حقك في أداء واجبك، ولن يمنحك هذا الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يحيا كإنسان حقيقي إلا بالصدق). الله بار. كنت خبيثة ومهملة، لا أفعل ما يتعين عليَّ فعله، وما كنت قادرة على فعله، لذا انتزع الله مني ما كان لديَّ – لم أتمكن من اكتشاف المشكلات التي كنت أراها في السابق، وكان النعاس يغلبني في أداء واجبي. وانخفضت إنتاجيتي كان الله يكشف شخصيته. مثلتُ أمام الله في الصلاة، مستعدة للتوبة إليه، وطلبت منه أن يرشدني لأعرف نفسي بشكل أفضل.

ثم قرأت مقطع من كلام الله أثَّر فيَّ. تقول كلمات الله، "والله يحب الصادقين ويكره المخادعين والماكرين. إذا كنت تتصرف كشخص غدَّار وحاولت ممارسة الألاعيب، ألن يكرهك الله؟ هل سيسمح لك بيت الله ببساطة بأن تنجو دون عقاب؟ عاجلًا أم آجلًا، ستُحاسب؛ فالله يحب الصادقين ويكره الغدَّارين. يجب على الجميع أن يفهموا هذا بوضوح، وأن يتوقَّفوا عن الارتباك وارتكاب حماقات. يمكن تفهم الجهلِ اللحظي، لكن رفض قبول الحق على الإطلاق هو رفض عنيد للتغيير. يستطيع الصادقون تحمُّل المسؤولية؛ فهم لا يضعون مكاسبهم وخسائرهم نُصب أعينهم، بل بالحري يحافظون على عمل بيت الله ومصالحه. لديهم قلوب طيبة وصادقة تشبه وعاءً من الماء الصافي، حيث يمكن للمرء أن يرى قاعه في لمحة، وهناك أيضًا شفافية في أفعالهم. دائمًا ما يمارس الشخص المخادع الألاعيب، ودائمًا ما يخفي الأشياء، ويغطي عليها، ويضع الأقنعة على وجهه بإحكام، بحيث لا يمكن لأحد أن يرى حقيقته. لا يستطيع الناس أن يكشفوا أفكارك الداخلية، لكن الله يستطيع أن يرى أعمق الأشياء في قلبك. إذا رأى الله أنك لست صادقًا، وأنك ماكر، ولا تقبَلُ الحقَّ أبدًا، ودائمًا تحاول خداعه، ولا تسلِّمه قلبك، فإن الله لن يحبك، وسيكرهك ويتخلى عنك. كل الذين ينجحون من غير المؤمنين ‒ أصحاب الألسنة المعسولة وذوي الذكاء ‒ أي نوع من الناس هؤلاء؟ هل هذا واضح لكم؟ ما هو جوهرهم؟ يمكن القول إنهم جميعًا أذكياء فوق العادة، وكلهم ماكرون ومراوغون للغاية، إنهم إبليس الشيطان الحقيقي. هل يمكن أن يخلِّص الله مثل هذا؟ إن الله لا يكره أحدًا أكثر من الشياطين؛ الأناس الماكرين والمخادعين. لن يخلِّص الله هؤلاء الناس على الإطلاق؛ لذا مهما فعلتم، لا تكونوا هذا النوع من الأشخاص. ... ما موقف الله من المخادعين والمراوغين؟ إنه يزدريهم ويهمّشهم ولا يلتفت إليهم، ويعتبرهم من نفس فئة الحيوانات. في نظر الله، هؤلاء الناس لهم هيئة البشر فحسب، أما في الجوهر، فهم من نفس نوع إبليس الشيطان، إنهم جثث تسير على أقدامها، ولن يخلِّصهم الله أبدًا. ما حالة هؤلاء الناس اليوم إذًا؟ توجد ظلمة في قلوبهم، وهم يفتقرون إلى الإيمان الحقيقي، ولا يستنيرون أو يُنارون أبدًا عندما يحدث لهم شيء؛ وفي مواجهة الكوارث والمِحَن، يُصلّون إلى الله، ولكن الله يكون غائبًا، فلا يوجد اتكال حقيقي في قلوبهم. ومن أجل الحصول على البركة، يحاولون التباهي جيدًا لكنهم لا يستطيعون مساعدة أنفسهم لأنهم بلا ضمير أو إحساس. لا يمكن أن يكونوا صالحين حتى لو أرادوا ذلك، ولا يمكنهم التراجع حتى لو أرادوا التوقف عن فعل الأشياء الرديئة، فعليهم فعل هذه الأشياء. هل يمكنهم معرفة أنفسهم بعد طردهم واستبعادهم؟ على الرغم من درايتهم بأنهم يستحقون ذلك، فإن أفواههم لن تعترف بهذا، وعلى الرغم من أنه يبدو أنهم قادرون على أداء قدر من الواجب، فإنهم ما زالوا يحاولون ممارسة الحِيل وبالكاد يكونون مثمرين. ماذا تقولون إذًا: هل يمكن لهؤلاء الناس تقديم توبة صادقة؟ بالطبع لا. إنهم لا يحبون الحق لأنهم لا يمتلكون ضميرًا أو إحساسًا. والله لا يُخلِّص أمثال هؤلاء المخادعين والأشرار. أي رجاء في إيمان أمثال هؤلاء بالله؟ إيمانهم لا أهمية له، وقَدرهم هو ألا يربحوا شيئًا. إذا كان الناس، طوال إيمانهم بالله، لا يتحرَّوْن الحق، فلا يهمّ كم عدد السنوات التي قضوها في الإيمان، ففي النهاية لن يربحوا شيئًا" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). رؤية أن الله ذكر "المخادعين والماكرين"، و"الأذكياء فوق العادة"، "من نفس فئة الحيوانات"، "لن يُخلِّصهم الله أبدًا"، و"قَدرهم هو ألا يربحوا شيئًا"، كانت أمرًا محزنًا. شعرتُ أن الله يكشف نهجي الماكر الذي أتبعه في أداء واجبي. كنت أظن دائمًا أن المرء ينبغي ألا يبالغ في الصراحة، وأن عليه أن يجري الكثير من الحسابات، وأن يخفي حيلًا في جعبته. حاولت أن أستغِل وألا أُستغَل، وأن أُقدِّر ما إذا كنت سأستفيد قبل فعل أي شيء، وتوقعت أعلى عائد مقابل أقل مجهود. ظننت أن هذا ذكاءٌ. احتفظت بتلك الفلسفة بعد ربح إيماني. ظننت أنني لا يمكنني أن أبالغ في الصراحة، وألا أبذل قصارى جهدي في واجبي، كانت هذه حماقة. إذا لم أنل البركة في النهاية، فستكون هذا خسارة جسيمة لي. لم يكن بمقدوري تحمل تلك الخسارة. فقد رغبت في بذل القليل والحصول على بركات عظيمة، كان هذا "ذكاءً". لذا كنت أبذل جهدي في دفقات عند أداء واجبي، وأنتظر وأرى، وأبدأ في إجراء الحسابات. عند ارتفاع الإنتاجية، كنت أستريح. حتى حين رأيت المشكلات، إذا لم تؤثر على فاعليتنا، ولن أتعرض للفصل، لا أغضب، بل كنت أغض الطرف. وإذا كان أداؤنا سيئًا، وسأتحمل العواقب، كنت أعمل بكد، وأبحث عن السبب، وأحل المشكلة. وبمجرد أن أكون منتجة، يهدأ قلقي. وأبدأ في الاستمتاع بوسائل الراحة. كنت ماكرة للغاية! هل كان هذا أداءً للواجب؟ أو عبادة لله؟ ظننت أنني حادة الذكاء، وأمارس الألاعيب مع الله، لكن الله يرى كل شيء. لن يُخلّص الله الأشخاص الذين يمكرون دائمًا في واجبهم. ويحب الله الصادقين – الذين يفتحون قلوبهم لله. ويؤدون واجباتهم بكل إخلاص، ويوفون بمسؤولياتهم، ويبذلون كل ما لديهم، ولا يتآمرون من أجل مستقبلهم، أو من أجل نيل البركات. فالله يبارك هذا النوع من الأشخاص. بصفتي المسؤولة عن عمل الإنجيل، أدى سلوكي الماكر والقذر، وعدم الاهتمام بالتقدم إلى عدم حل الآخرين للمصاعب التي تواجههم، مما نتج عنه انخفاض الإنتاجية. وأضر هذا بالآخرين، بل وعرقل عمل الإنجيل. عندما فكرت في هذا، شعرت بالندم وتأنيب الضمير. صليت إلى الله بتوبة وأقسمت أمامه إنني من تلك اللحظة، سأبذل كل طاقتي في واجبي وأتوقف عن مكري.

ثم قرأت مقطعًا من كلام الله وعلمت معنى أداء الواجبات. تقول كلمات الله، "ومهما كان الواجب الذي يؤديه الإنسان، فهل هناك ما هو أفضل؟ هذا هو أجمل ما في الإنسان والأكثر برًا. يجب أن تؤدي الخليقة واجبها لكي تحظى برضى الخالق. تعيش الكائنات المخلوقة تحت سيادة الخالق، وتقبَل كل ما يقدمه الله وكل ما يأتي من الله؛ لذلك ينبغي لهم الوفاء بمسؤولياتهم والتزاماتهم. هذا أمر تكلِّف به السماء وتقرُّه الأرض. إنه مرسوم الله. من هذا يمكننا رؤية أن أداء الناس لواجب المخلوق هو أكثر بِرًّا وجمالًا ونبلًا من أي شيء آخر يُعمَل أثناء العيش في عالم الإنسان. ما من شيء بين البشر أعظم مغزى أو قيمة، ولا شيء يضفي معنى وقيمة أكبر على حياة الكائن المخلوق، من أداء الكائن المخلوق لواجبه. على الأرض، وحدهم مجموعة الأشخاص الذين يؤدون واجب الكائن المخلوق بصدق وإخلاص هم أولئك الذين يطيعون الخالق. هذه المجموعة لا تتبع توجهات العالم الخارجي، إنهم يطيعون قيادة الله وإرشاده، ولا يستمعون إلا إلى كلام الخالق، ويقبَلون الحقائق التي عبَّر عنها الخالق، ويحيون بحسب كلمات الخالق. هذه هي الشهادة الأصدق والأكثر دويًا، وهي الشهادة الأفضل للإيمان بالله. ذلك أن قدرة المخلوق على أداء واجب المخلوق وقدرته على إرضاء الخالق هو أروع شيء بين البشر، وهو شيء يجب الاحتفاء به فيما بينهم. ويجب أن تقبل الخليقة أي شيء يعهد به الخالق إليهم دون قيد أو شرط. يرى البشر في هذا شيئًا مبارَكًا ومجيدًا، وبالنسبة لأولئك الذين يؤدون واجب الكائن المخلوق، لا يوجد شيء أكثر روعة أو أجدر بالاحتفاء؛ إنه شيء إيجابي. ... يحوّل أضداد المسيح هذا الشيء الجميل والعظيم إلى صفقة، يلتمسون فيها الأكاليل والمكافآت من يد الخالق، وهذه الصفقة تحول الشيء الجميل والصالح إلى شيء في غاية القبح والشر. أليس هذا ما يفعله أضداد المسيح؟ انطلاقًا من هذا، هل أضداد المسيح أشرار؟ إنهم أشرار حقًا! وهذا مجرد مظهر لأحد جوانب شرِّهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء السابع)). كان لقراءة كلام الله تأثير هائل عليَّ. يمنح الله بهدوء كل ما لديه ليُخلِّص البشرية، ويزودنا بما نحتاج إليه ويمكِننا من أداء واجب، حتى نتمكن من السعي إلى الحق وتبديد شخصياتنا الفاسدة، فنخضع لله، ونكرس أنفسنا له، فنربح الخلاص. إن تأدية واجبنا في بيت الله مسؤوليتنا. إن هذا تمكين من الله لنا لنربح الحق وننال الخلاص. إن هذه هي المهمة الأروع التي يمكن للمرء أن يأخذها على عاتقه. إلا أن أضداد المسيح يأخذون هذا الأمر الجميل ويحولونه إلى مجرد صفقة. ويأملون أن ينالوا البركات في إيمانهم وواجبهم. ولكنهم لا يستطيعون أن يؤمنوا إيمانًا حقيقيًا، أو أن يتحملوا ويدفعوا الثمن. فهم انتهازيون وغير مؤمنين على الإطلاق. وبتأمل الطريقة التي تصرفت بها، ألم أكن مثلهم تمامًا؟ فلم أفكر في إرادة الله، بل امتنعت. ورغبت في الكثير مقابل مجهود قليل، ومارست الألاعيب مع الله. ألم أكن أحوِّل واجبي إلى صفقة؟ لم أكن مؤمنة. اعتدتُ أن أظن أنني طالما كنت ناجحة في واجبي ولم أُفصل، يمكنني نيل الخلاص. لكنني أدركت أخيرًا أن تلك الأفكار كانت أفكاري الخاصة التي لا تتماشى مع الله. لم يقل الله أبدًا إن الإنجازات في الواجب، أو عدم فعل الشر أو عدم الفصل يعني أنك ستنال الخلاص. فالله يقرر ما إذا كان الناس سينالون الخلاص أم لا بناءً على ما إذا كانوا يسعون إلى الحق، ويدخلون في الحق في واجبهم، ويبددون شخصياتهم الفاسدة. وليست هناك طرق مختصرة أخرى. يريد الله من الناس التحلي بالصدق. وإذا كان الناس دائمًا ماكرين ومهملين في واجبهم، فحتى إذا أنجزوا بعض الأمور، سيكره الله شخصياتهم. ويكشفهم الله ويستبعدهم. قال الرب يسوع: "هَكَذَا لِأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلَا حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي" (رؤيا 3: 16). لقد كنت أؤدي واجبي بشكل سطحي. ألم يكن هذا السلوك فتورًا؟ ألم يكن الله ليلفظني؟ أرعبتني معرفة شخصية الله. تلوت صلاة: "إلهي، أريد أن أتوب. سأبذل قصارى جهدي في عملي، وأرجو منك أن تؤدبني إذا تخبطتُ".

قرأت مقطعًا من كلام الله أرشدني إلى الطريق. "عندما يؤدي الناس واجبهم، فإنهم في الواقع يفعلون ما يتعيَّن عليهم فعله. إن كنت تفعل ذلك أمام الله، وتؤدي واجبك وخضعت لله بسلوك صادق ومن قلبك، ألن يكون هذا الموقف أكثر صحة بكثير؟ كيف يمكنك إذًا تطبيق هذا الموقف على حياتك اليومية؟ يجب أن تجعل "عبادة الله القلبية وبصدق" واقعك. كلما أردت أن تتصرف بتقاعس وأن تمارس الأمور روتينيًا فحسب دون حماس، وكلما أردت أن تتصرَّف بمراوغة وأن تكون كسولًا، وكلّما تلهّيت أو رغبت في أن تمتع نفسك، ينبغي عليك أن تفكر بهذه الطريقة: "في تصرفي هكذا، هل أكون غير أهل للثقة؟ هل أنا جادّ في القيام بواجباتي؟ ألست عديم الوفاء بفعلي هذا؟ هل أخفق بذلك في الارتقاء إلى مستوى المهمَّة التي ائتمنني الله عليها؟" هكذا أن تتفكّر. إن حدث أنك أدركت أنك مهمل وغير مبالٍ دائمًا في واجبك، وغير وفي، وأنك آذيت الله، فماذا يجب أن تفعل؟ عليك أن تقول: "شعرت في تلك اللحظة أن ثمة خطأً هنا، لكنني لم أعتبرها مشكلة، وهونت من شأنها بلا مبالاة. لم أدرك إلّا الآن أنني كنت مهملًا ولا مباليًا، وأنني لم أكن على مستوى المسؤولية. إنني في الواقع أفتقر إلى الضمير والمنطق!" لقد عثرتَ على المشكلة وتوصلت إلى معرفة شيء عن نفسك؛ ويتعين عليك بالتالي أن تُحدث الآن تغييرًا في نفسك! كان موقفك من أداء واجبك خاطئًا؛ فقد كنت مهملًا فيه، كما لو أنه كان عملًا إضافيًا، ولم تصبّ كل جهدك فيه. فإن عدتَ إلى مثل هذا الإهمال واللامبالاة فيتعين عليك أن تصلي إلى الله وتحظى بالتأديب والتزكية من الله. على المرء أن يتمتع بهذه الإرادة في أداء واجبه، وعندها يمكنه التوبة بصدق. ولا يعود المرء إلى رشده إلّا إذا كان ضميره نقيًّا وتغير سلوكه تجاه أداء واجبه. وحينما يتوب المرء يتعيّن عليه أيضًا أن يكثر من التأمل فيما إذا كان قد بذل كل قلبه وعقله وقوّته في أداء واجبه، وعندها سيعلم ما هي المشكلات التي لا تزال قائمة في أدائه لواجبه، وذلك من خلال استخدامه كلام الله بمثابة مقياس، وتطبيقه على نفسه. أليس لجوء المرء إلى حل المشكلات باستمرار بهذه الطريقة وفقًا لكلمة الله يمكّنه من جعل أدائه واجبه بكل قلبه وعقله وقوّته أمرًا واقعًا؟ ألم يتوصل المرء الذي يؤدي واجبه على هذا النحو إلى أدائه بكل قلبه وعقله وقوّته؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ليس من طريق للمضيّ قُدُمًا إلّا بتكرار قراءة كلام الله وتأمل الحق). لقد منحني كلام الله طريقًا واضحًا للممارسة. يتعين عليَّ استخدام قلبي وأن أكون صادقة، وأن أضحي وأن أكون متيقظة ومسؤولة، وأن أبذل كل طاقتي لكي أستطيع إرضاء الله. أيضًا حين أشعر برغبة في التكاسل والإهمال، ينبغي أن أُصلّي، وأن أتخلى عن الجسد، وأطلب تأديب الله. بهذه الطريقة، لن أتبع الجسد على الأرجح.

اتبعتُ كلام الله بعد ذلك. وفكرت في واجبي وإنتاجيتي. وعلمت أن كل شخص في الفريق لديه نقاط قوة ونقاط ضعف. وفكرت في ترتيب عملهم للسماح لنقاط قوتهم بالازدهار، وساعدتهم في الأجزاء التي احتاجوا فيها للمساعدة. أيضًا، قبل ذلك، ظننت بصفتي مشرفة، أنني إذا كان بإمكاني معالجة العمل وكان أداء الآخرين جيدًا، فإن هذا معناه أن أدائي جيد، لذا يمكنني الاستمتاع ببعض الراحة. ولكني الآن أضع هدفًا للقيام بواجبي بأفضل ما في استطاعتي. أصبح جدولي شديد الازدحام كل يوم، أكثر ازدحامًا من ذي قبل. أشعر بالتعب أحيانًا، لكنني أشعر بالراحة والسلام. الأمر الذي أثار دهشتي، في الشهر التالي، هو أن إنتاجيتنا قد ازدادت. ابتهجت. فالله يريد منا أن نتحلى بالصدق. وبمنظور مختلف وبالتعاون مع الله، تمكنت من رؤية إرشاده. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

التغييرات في الواجب كشفتني

كنت أصنع الفيديوهات في الكنيسة، لكن بسبب عدم وجود الكثير لفعله، نقلني القائد لسقاية المؤمنين الجدد. ثم نُقلت مرة أخرى لتلبية احتياجات...

قصة إلقاء موعظة على قس

ذات مساء في شهر إبريل من هذا العام، أخبرني القائد فجأة أن قسًّا عجوزًا، أمضى ما يزيد على الخمسين عامًا في الإيمان، أراد أن يتحرى عمل الله...