رأيت بوضوح مكانتي الحقيقية

2019 سبتمبر 28

بقلم دينج زيانج - مدينة تنغزو - إقليم شاندونج

في أحد اجتماعات قادة الكنيسة التي حضرتها يومًا، قالت إحدى القائدات التيأُنتُخِبَت حديثًا: "ليست لدي الاستحقاق الكافي، أشعر أنني غير جديرة بأداء هذه المهمة. أشعر أن أمورًا كثيرة تضغطني إلى درجة أنني لم أتمكن من النوم لعدة أيام وليالٍ متصلة...". كنت في ذلك الوقت أحمل أعباءًا في سعيي نحو الله، لذلك تواصلت معها قائلةً: "الله يجري جميع الأعمال، والإنسان ببساطة يتعاون قليلًا. إن شعرنا بالإجهاد، فالوقوف أمام الله أكثر والاعتماد عليه سيمكناننا بالتأكيد من رؤية قدرة الله الفائقة وحكمته. الشعور بالمسؤولية تجاه العمل شيء جيد، ولكن إن تحولت هذه المسؤولية إلى ضيق، سيصبح هذا عائقًا، وسيؤدي إلى السلبية، ويمكن أن يصل إلى سوء فهم تجاه الله". شعرت بإرشاد من الله أن محادثاتي معها كان منيرةً لها على نحو استثنائي. كما أدركت الأخت أنها كانت في موقف حيث لم يكن لله مكانًا في قلبها، وأنها كانت تقوم بالعمل بنفسها بدلًا من الاعتماد على الله، ومن ثم وجدت الطريق للدخول. سعدت كثيرًا في ذلك الوقت لأنني ظننت أنني استطعت حل مشكلة الأخت، وقد أثبتّ أنني كنت أقتني حقيقة هذا الجانب من جوانب الحق.

بعد مرور شهرين، أسندت لي الكنيسة مهمة جديدة لجمع بعض المستندات. عند انخراطي في هذا العمل في بادئ الأمر، وبسبب عدم إدراكي للمبادئ المتعلّقة به، لم يسعني سوى السقوط في حالةٍ من السلبية والصراع عندما رأيت كل المستندات التي كانت تحتاج إلى تجميع. لم أكن أفهم أي شيء، ومع ذلك لم يكن علىّ أداء هذه المهمة فحسب، بل أيضًا كان عليّ تحديد مواضع القصور في المستندات. كان الأمر يتطلب ما يفوق قدراتي . ببساطة، شعرت بضغط كبير وكان من الصعب أن أهدأ، كما أنني لم أكن أعلم كيف أعتمد على الله. كنت قلقًا للغاية حتى أنني لم أتمكن من النوم لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ متصلة. كنت مرتبكًا جدًا في مواجهة وضعي. عندما ساعدت تلك القائدة الجديدة للكنيسة على حل مشكلتها، شعرت وكأنني كنت أفهم هذا الجانب من الحق فهمًا تامًا، ولكنني لا أفهم كيف وأنا في مثل هذه المشكلة الآن، لا أعرف كيف أتعامل مع هذا الاختبار؟ وقفت أمام الله بكل اضطرابي وحيرتي.

وقرأت لاحقًا كلمات الله في "العمل والدخول (2)" "حين يعمل الإنسان ويتحدَّث، وأثناء صلاته في تكريساته الروحيَّة، يصير الحقّ فجأة واضحًا أمامه. لكن الواقع أن ما يراه الإنسان ليس سوى استنارة من خلال الروح القدس (بالطبع، يرتبط هذا بتعاون الإنسان) وليس من خلال قامته الحقيقيَّة. وبعد فترةٍ من الاختبار يواجه فيها الإنسان العديد من المصاعب الحقيقيَّة، تصير قامة الإنسان الحقيقيَّة واضحة تحت هذه الظروف. ... وبعد دوراتٍ مُتعدِّدة فقط من مثل هذا الاختبار سيدرك كثيرون ممَّن تيقَّظوا بداخل أرواحهم أن هذا لم يكن واقعهم الخاصّ في الماضي، بل هو تنويرٌ لحظيّ من الروح القدس، وأن الإنسان لم يستقبل سوى النور. وحين ينير الروح القدس الإنسان ليفهم الحقّ، عادةً ما يكون هذا بأسلوبٍ واضح ومُميَّز، وبلا سياقٍ. وهذا يعني أنه لا يدمج صعوبات الإنسان في هذا الإعلان، بل يكشف الحقّ مباشرةً. وحين يواجه الإنسان الصعوبات في الدخول، فإنه يدمج استنارة الروح القدس، ويصبح هذا اختبار الإنسان الفعليّ" ("الكلمة يظهر في الجسد"). فأدركت أثناء تأملي في هذه الفقرة أن الحق الذي كنت أفهمه عندما ساعدت الأخت على حل مشكلتها كان قد حلَّ باستنارة من الله. وكان ذلك بسبب تعاوني في الوقت الذي استقبلت فيه استنارة الروح القدس. ولكنه لم يكن نظير مكانتي الحقيقية، ولم يبرهن أيضًا على استقبالي لذلك الجانب من الحق. أنارني الروح القدس لفهم الحق في ذلك الوقت لأنه كان ضروري لعملي، ومن خلال تعاوني ساعدني على حل المشاكل والصعوبات التي واجهتها في عملي. ولكن قبل أن يكون لدي خبرة حقيقية في هذا الشأن، كانت قامتي ضئيلة جدًا. لذلك عندما أواجه مصاعب في الدخول، لن يصبح الحق حياتي إلّا من خلال الاتّحاد باستنارة الروح القدس.

وفي ضوء استنارة كلمة الله وإرشادها، هدّأت قلبي ليطلب الله ويتّكل عليه، ومن خلال المقارنة الدقيقة، وأخذ المباديء المتعلّقة بتجميع المستندات بعين الاعتبار، وهبني الله دون أن أدري استنارته وإرشاده، ليمكِّنني بالتدريج من اكتشاف المشاكل في المستندات، ولكي أتمتع بقدرٍ أكبر من صفاء الذهن أثناء قيامي بتعديل المستندات، تمكّنت أيضًا من الخروج بالتدريج من حالة السلبية وسوء الفهم التي أصابتني.

الفضل كله يرجع لله، إذ تمكنت من خلال هذا الاختبار أن أرى بوضوح مكانتي الحقيقية ، وأن أتجنَّب الانحرافات في فهمي. وقد جعلني أُدرِك أن فهمي للحق باستنارة الروح القدس لم يكن يعني أنني أقتنيت حقيقة هذا الجانب من الحق. إنني، من الآن فصاعدًا، أكثر استعداد من ذي قبل لتطبيق استنارة الروح القدس في الحياة الواقعية لممارستها والدخول إليها، حتى تصبح هذه الحقائق فعلًا واقع حياتي.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

وهبتُ قلبي لله

في يونيو 2018، انضممتُ إلى تدريبات لأداء كورال نشيد الملكوت. فكرت أنني سأصعد على المسرح وأرنم الترنيمة لأسبح الله وأشهد له. تشرفت بذلك جدًا...

اترك رد