الخروج من الضبابيَّة

2019 سبتمبر 28

بقلم زينشي – إقليم هينان

منذ عشرة أعوام، بدافع من طبيعتي المتكبِّرة، لم أكن أستطيع أبدًا إطاعة ترتيبات الكنيسة. كنت أطيع إذا كان الأمر يناسبني، لكن إن لم يكن كذلك كنت أختار الطاعة أو عدمها. وقد أدى هذا إلى انتهاك خطير لترتيبات العمل أثناء أداء واجبي. كنت أهتم بالأمر الذي يخصني، وأسيء إلى شخص الله، ونتيجةً لذلك فقد تم استبعادي. وبعد عدة سنوات من التأمل في ذاتي، كان لدي إلى حدٍ ما بعض المعرفة عن طبيعتي، ولكن فيما يخص جانب الحق الذي هو جوهر الله، كنت ما زلت لا أملك الكثير من المعرفة. وقد رتبت لي الكنيسة في وقت لاحق أن أكون مسؤولة عن عمل الإنجيل، بدأت بعض الشكوك تنتابني فيما يتعلّق بالله: إنني فاسدة جدًا، وقد أسأت أيضًا إلى شخص الله. لماذا إذًا يستخدمني الله؟ هل يستغلَّني؟ هل سيتم استبعادي بعد استغلالي؟ آه! بما أن الكنيسة قد منحتني فرصة فسوف أُحسِن استخدامها، حتى لو اضطررت أن أكون عاملة خدمات. ومنذ ذلك الحين كنت أُؤدي واجبي على أساس طريقة التفكير هذه، ولكن دون أن أسعى إلى تحقيق هدف أسمى – وهو أن يُكمّلنيِ الله.

في ذات مرة عندما كنت أُمارس الخلوة الروحية، قرأت كلمات الله هذه: "لا يمكنك اليوم الاكتفاء بطريقة إخضاعك فحسب، بل يجب أن تفكر أيضًا في الطريق الذي ستسلكه في المستقبل. يجب أن يكون لديك تطلعات وشجاعة لتصير كاملًا، ويجب ألا تفكر دائمًا في عدم مقدرتك. هل يميل الحق لتفضيل أشخاص بعينهم؟ هل يمكن للحق أن يعارض أُناسًا عمدًا؟ إذا كنت تسعى في أثر الحق، فهل يمكنه أن يغمرك؟ إذا كنت تقف راسخًا من أجل العدالة، فهل ستطرحك أرضًا؟ إذا كان طموحك حقًا هو في السعي للحياة، فهل يمكن للحياة أن تُضللك؟ إذا كنت بدون الحق، فهذا ليس لأن الحق يتجاهلك، بل لأنك تبقى بعيدًا عن الحق؛ إن كنت لا تستطيع التمسك بالعدالة، فهذا ليس لأنه يوجد ما هو خطأ في العدالة، ولكن لأنك تعتقد أنها لا تتوافق مع الحقائق؛ إذا لم تكن قد اقتنيت الحياة بعد أن سعيت في إثرها لسنوات عديدة، فهذا ليس لأن الحياة ليس لها ضمير من نحوك، ولكن لأنك أنت لا تملك ضميرًا نحو الحياة، وقد أقصيت الحياة جانبًا...إن كنت لا تسعى، فلا يمكن إلا أن يُقال إنك نفاية بلا قيمة، وليس لديك شجاعة في حياتك، ولا روح لمقاومة قوى الظلام. إنك ضعيف جدًا! إنك غير قادر على الهروب من قوى الشيطان التي تحاصرك، ولست على استعداد إلا لتحيا هذا النوع من الحياة الآمنة والمؤمَّنة، وتموت في الجهل. ما يجب عليك تحقيقه هو سعيك لتنال الإخضاع؛ فهذا هو واجبك الملزم. إذا كنت مكتفيًا بأن تنال الإخضاع، فستدفع عنك وجود النور" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). وبعد أن أكلت هذا المقطع من كلمة الله وشربته، تأثَّرت جدًا في داخلي. لقد رأيت أن قَصد الله هو السماح لجميع الناس بأن يسعوا إلى الكمال ويتأهّلوا لكي يستخدمهم الله. مهما كانت التعدّيات التي قد ارتكبها الناس في الماضي، طالما إنَّه بإمكانهم أن يتوبوا توبةً صادقةً إلى الله، وأن يسعوا إلى الحق ويضعوا الحق في حيِّز التنفيذ، فإنَّه يكون لديهم فرصة لكي يكمِّلهم الله. بعد ذلك قررت هذا: سوف أتخلَّص من هواجسي ولن أكون سلبية بعد الآن. سوف أؤمن بكلمات الله وأسعى جاهدة لنوال الكمال من الله.

ولكن لأنني كنت ما أزال أجهل جوهر أمانة الله، بدأت تدريجيًا أفقد إيماني بكلمات الله مرة أخرى، وكنت أظن دائمًا أن هذه الكلمات كانت موجهة لشخص آخر، وأنها لا تستطيع أن توفر إلا قدرًا يسيرًا من التعزية والتشجيع لإنسانة مثلي. ظللت أُذكّر نفسي كيف أسأت ذات مرة إلى شخص الله، وأن طبيعتي فاسدة للغاية، لدرجة أنني في بعض الأحيان كنت أكشف عن شخصيتي الفاسدة حتى أثناء قيامي بواجبي، وأنه لا يمكن أبدًا أن أصبح كاملةً مهما سعيت إلى ذلك، وكنت أعتقد أنني ينبغي أن أكون راضيةً بمجرد كوني عاملة خدمات. وبهذه الطريقة، بدأت عن غير قصدٍ أحيا في السلبية من جديد. كان ذلك حتى جاء يومٌ كنت فيه آكل كلمة الله وأشربها، فقرأت كلمات الله التالية: "جوهر الله أمين. فهو يفعل ما يقول، وكلّ ما يفعله يتحقَّق" ("الجانب الثاني من أهميَّة التجسد" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). وقد بدا الأمر في هذه اللحظة وكأن شيء ما قد تحرك فجأةً في داخلي، كما لو أن ضباب كان قد انتشر في كل قلبي، ثم تبدد في لحظةٍ. وقد تلاشت على الفور سنوات من سوء الفهم والهواجس. ثم تذكَّرت مرةً أخرى ذلك المقطع من كلمة الله الذي اعتدت على أكله وشربه: "إذا كان طموحك حقًا هو في السعي للحياة، فهل يمكن للحياة أن تُضللك؟ إذا كنت بدون الحق، فهذا ليس لأن الحق يتجاهلك، بل لأنك تبقى بعيدًا عن الحق؛ إن كنت لا تستطيع التمسك بالعدالة، فهذا ليس لأنه يوجد ما هو خطأ في العدالة، ولكن لأنك تعتقد أنها لا تتوافق مع الحقائق؛ إذا لم تكن قد اقتنيت الحياة بعد أن سعيت في إثرها لسنوات عديدة، فهذا ليس لأن الحياة ليس لها ضمير من نحوك، ولكن لأنك أنت لا تملك ضميرًا نحو الحياة، وقد أقصيت الحياة جانبًا" وقد شعرت في هذه اللحظة بانتقال البِر المُذهل والمحبة اللامحدودة من بين سطور كلمات الله، ورأيت أن الله في غاية النُبل والعظمة، وفي الوقت ذاته رأيت وضاعتي وضيق أفقي وانحطاطي. الله أمين. هذا أمر لا شك فيه وغير قابل للجدل. الله له جوهر أمين، وهو جدير بالثقة، وهو يحاول أن يُخلِّص الإنسان إلى أقصى حدٍ ممكن. طالما أن الإنسان يسعى إلى الحق وإحداث تغييرًا في شخصيته وفقا لمتطلبات الله، فإن الله سيجعل الإنسان كاملاً، لأن ما يقوله الله يفعله، وما يفعله لابد أن يتم! ولكنني، بدلًا من ذلك، شككت في أن الله شأنه شأن الإنسان سوف يتجاهلني بمجرد أن ينتهي من الاستفادة مني. لم أتعامل مع كلمة الله على أنها الحق على الإطلاق، وعلاوة على ذلك، لم أؤمن بالله بصدق وإيجابية؛ بل عشت في الخيال والشكوك التي في ذهني، وكنت أفتقر إلى الشجاعة أمام الحق، وكنت بجبنٍ أخضع لمؤثرات الظلمة، غير قادرة على الدفاع عن العدل. وعندئذٍ قدّرت حقًا مدى ضرورة السعي إلى معرفة جوهر الله. لو كنت قد أوليت اهتمامًا للسعي إلى معرفة شخص الله وجوهره من قَبل، لما كنت قد قضيت سنوات هذا عددها في الخوف، مما أخّر التقدّم في حياتي.

أشكرك يا إلهي القدير! إنك أنت مَن اهتم بي ووهبني الاستنارة وأرشدني للتخلص من القيود التي كانت تسيطر عليّ لسنواتٍ عديدة، مما سمح لي بالخروج من الضباب. لم أكن أعرفك في الماضي، وكثيرًا ما كنت أعيش في سوء فهم، غير قادرة على الثقة في كلمتك، وتعاملت معها فقط كأداةٍ لإراحة الناس وتشجيعهم. لم أكن أتعامل مع كلمتك على أنها الحق والحياة، وعلاوة على ذلك، لم أتعامل معك كإله. ولكنك كنت تتسامح معي، وكنت تصبر عليّ، وقد وهبتني الاستنارة، وسطع نورك عليّ، حتى يكون لي قدرًا يسيرًا من المعرفة عن جوهرك الأمين والبار. هذا هو على وجه التحديد مثال حبك للإنسان. آه يا إلهي! من الآن فصاعدًا سأبذل جهدًا هائلًا في الحق فيما يتعلق بمعرفة الله، وسوف أعيش بحسب ما تتوقعه مني، وسوف أسعى إلى معرفة جوهرك، وسأسعي كذلك إلى تغيير شخصيتي في وقتٍ قريب حتى أستطيع أن أنال الكمال من لدنك!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الدينونةُ نور

بقلم زهاو-زيا – مقاطعة شاندونج اِسمي زهاو زيا. وُلِدتُ في عائلةٍ عاديَّة. وبناءً على تأثير بعض الأقوال المأثورة مثل: "صوت الأوزة البرِّية...

لم أعد أرتعد خوفًا

سمعت أن أختًا اعتُقلت في الثاني من سبتمبر. كنت في طريقي إلى أحد منازل القادة ذلك اليوم، ولكن لم يكن أحد بالمنزل. ورأتني بالصدفة الأخت شياو...

تخفيف وطأة العلاقات المقيّدة

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

لماذا لم أرد دفع ثمن في واجبي؟

كنت أعمل في تصميم الغرافيك، وكلفتني قائدة المجموعة بابتكار نوع جديد من الصور. لم أكن خبيرة جدًّا في ذلك الوقت، لذلك لم أكن أعرف مبادئ...

اترك رد