لم أعد أنظر بازدراءٍ تجاه شريكي

2023 أغسطس 13

أدير أمور الكتب والمواد الكنسية. عادةً ما أتحقق ما إذا كانت المواد المختلفة مُنظّمة وموضوعة جانبًا، وما إذا كانت مُرتّبة بعنايةٍ، وما إذا كانت سِجلات الدخول والخروج واضحة. أخشى أن تتسبب الفوضى في أمور إنْ كنتُ مُقَصِّرًا. كان الأخ تشنغ الذي عَمِل معي، مُتراخيًا بعض الشيء ولم يُرّكز على النظافة. أحيانًا، كان يُلقي بالأشياء على الأرض أو يضعها في كومةٍ، لذا ساورني القلق دائمًا بشأنه، وكان عليَّ دومًا التحقق من عمله. في كل مرة رأيت فيها الأخ تشنغ يضع الأشياء في غير موضعها أو رأيتُ أن سجلات الدخول والخروج للأشياء مُبهمة، انتابني القلق الشديد لدرجة أنني فقدت أعصابي، ولم أقدّم له شركة لمساعدته. في البداية، كنتُ أراعي مشاعر أخي وأتوخّ الحذر في نَبْرة صوتي وصياغتي للكلام، لكن بمُضيّ الوقت، لم آبه لهذه الأمور، وفي كل مناسبة، أخبره أن هذا أو ذاك كان خطأً. وأحيانًا، كنتُ أستشيط غضبًا وأوبِّخه، قائلاً: "لِمَ تضع الأشياء في غير موضعها مجددًا؟ تضع شيئًا هنا وشيئًا هناك. ألا يمكنك إعادة الأشياء حيث وجدتها؟ لن يستغرق الأمر منك سوى لحظة لتنظيف فوضاك، لكن لا يسعك إلا أن تترك شيئًا غير مُنتهٍ، ولا تنظفه قطّ بعدئذ..." وازداد سلوكي سوءًا أكثر فأكثر إزاء أخي تشنغ. أحيانًا، كنتُ أستخدم نبرة آمِرة؛ لأخبره أن يُنظّف الفوضى.

أتذكر ذات مرة، حينما كنتُ أراجع سجلات الدخول والخروج، وجدتُ أنه صحَّح بعضها بشكل سيئ للغاية لدرجة أنها كانت غير مقروءةٍ. اسْتَشَطْتُ غضبًا على الفور، وفكّرتُ: "ليس بإمكاني حتى تخمين ما دوَّنه هنا!" توجَّهتُ مباشرةً إلى الأخ تشنغ. ومثل مُعلِّم يُوبِّخ طالبًا، أمسكتُ بالسجلات وسألته عن كل سجل على حِدة. قلتُ: "أتعرف ما أريد فعله الآن؟ أريد أن آخذ هذه السجلات إلى القائدة، حتى ترى كيف تؤدي واجبك، وكم أنت مُهمل!" ارتسمت نظرة مُذنبة على وجه الأخ تشنغ، وقال إنه سيُعير اهتمامًا للأمر في المستقبل. قال إنّ هذه المرة لم يكن الأمر مقصودًا. وبينما كان يُسجِّل، هاتفه أحدهم للتعامل مع مسألة عاجلة، لذا فقد نَسِي الأمر. لكنني لم أمنحه الفرصة للتوضيح، وقلت بغضبٍ: "إنْ حدث شيء كهذا مجددُا، سأعطي صحيفة السِّجل للقائدة مباشرةً وأدعها تتعامل مع الأمر!" وسرعان ما رأيتُ أن إحدى صحائف سجل الأخ تشنغ بها تشويه غير واضح مجددًا. هذه المرة، صِرتُ أكثر غضبًا، فذهبت إلى الأخ تشنغ لاستجوابه: "لقد أخبرتك بالفعل، إنْ ارتكبتَ خطأً، فلتعد تدوينه في موضع آخر، ولا تكتب عليه فحسب. انظر إلى تصحيحك. مَن يدري ماذا دوَّنتَ؟ إذا لم يكن بوسعي رؤيته بوضوح، عليَّ أن آتي وأسألك. ألا تظن أن هذا أمر مزعج؟ حتى وإنْ كنتَ لا تظنه مزعجًا، فهو يزعجني!" وعندما رآني في حالة غضب مجددًا، التقط صحيفة السجل وقال: "إذًا سأصحِّحها مرة أخرى". صرختُ فيه بغضبٍ: "لا تُكلِّف نفسك العَناء! هذا لن يُصلحه!" غادرت بعد أن قلتُ ذلك، تاركًا أخي يجلس هناك بمفرده مع صحيفة السِّجل في حَيْرةٍ من أمره. في تلك اللحظة، أدركتُ أنني تماديتُ قليلاً. لكنني لم أُعِر ذلك اهتمامًا، ومرّت المسألة. بعد أيام قلائل، غضبتُ من الأخ تشنغ مجددًا بسبب مسألة تافهة. وغَضِبَ مني أيضًا، ودخلنا في جِدال. وجدت القائدة أننا لا نستطيع العمل معًا بتآلفٍ، لذا قدَّمَتْ لي شركة وقرأت لي مقطعًا من كلمة الله: "مهما يكن الواجب الذي يؤديه ضِدُّ المسيح، وأيًّا كان من يتعاون معه، فدائمًا ما توجد صراعات وخلافات. إنه يريد دائمًا أن يحاضر الآخرين وأن يولوه الاهتمام. مع من يمكن أن يتعاون مثل هذا الشخص؟ لا أحد – فشخصيته الفاسدة صارمة للغاية. ولا يقتصر الأمر على أنه لا يمكنه التعاون مع أي شخص، ولكنه دائمًا ما يحاضر الآخرين متعاليًا عليهم ويعيقهم، ودائمًا ما يرغب في الجلوس بارتياح على نير الناس وإجبارهم على الطاعة. وهذه ليست مجرد مشكلة من مشكلات الشخصية – إذ يوجد أيضًا خطأ خطير في إنسانيته؛ وهو أنه لا يملك الضمير أو المنطق. ... ولكي يتواصل الناس بشكل طبيعي ينبغي تلبية شرط واحد: ينبغي أن يكون لديهم على الأقل الضمير والمنطق والصبر والتسامح قبل أن يتمكنوا من التعاون. ويتطلب التمكن من التعاون في أداء الواجب أن يكون الناس متحدين في التفكير، وأن يتمكنوا من تعويض نقاط ضعفهم بنقاط قوة الآخر، وأن يكونوا صبورين ومتسامحين، وأن يكون لديهم أساس مرجعي في السلوك. لا يمكنهم التعايش بشكل ودي إلا بهذه الطريقة. وعلى الرغم من النزاعات والخلافات التي قد تنشأ أحيانًا، يمكنهم مواصلة التعاون؛ إذ لن تظهر عداوة بينهم على أقل تقدير. وكل من يفتقر إلى الإنسانية هو إنسان شرير. أما أولئك الذين يتمتعون بطبيعة بشرية سليمة فهم وحدهم الذين يتعاونون بسهولة مع الآخرين، ويكونون متسامحين وصبورين مع غيرهم، وهم وحدهم الذين يستمعون إلى آراء الآخرين ويتلطفون عند العمل للنقاش معهم. لديهم أيضًا شخصيات فاسدة ورغبة دائمة في انتباه الآخرين لهم. ولديهم أيضًا ذلك القصد – ولكن نظرًا لأن لديهم ضميرًا وعقلًا، ويمكنهم طلب الحق، ويعرفون أنفسهم، ونظرًا لأنهم يشعرون أن مثل هذا السلوك سيكون غير لائق، ويشعرون بالتبكيت من القلب، ويمكنهم ضبط النفس، فإنهم بالتالي قادرون على التعاون مع الآخرين. إنه مجرد فيض من الشخصية الفاسدة. إنهم ليسوا أشرارًا، وليس لديهم جوهرُ ضِدِّ المسيح، ويمكنهم التعاون مع الآخرين. فلو كانوا أشرارًا أو أضدادًا للمسيح، لما كانت لديهم أي وسيلة للتعاون مع الآخرين. وهذا هو ما يحدث مع جميع الأشرار وأضداد المسيح الذين يُطردون من بيت الله؛ إذ لا يمكنهم التعاون في وئام مع أي شخص؛ ولذلك فإنهم جميعًا ينكشفون ويُستبعَدون" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). بعد قراءتها لكلمة الله، ذكّرتني القائدة: "لكي ننسجم مع الناس، فنحن بحاجة إلى احترامهم على الأقل. إنْ صرختَ في وجه الأخ تشنغ هكذا وعنَّفته طوال الوقت، فأنت تفتقر إلى أبسط المبادئ الأساسية للاحترام. أليس هذا سلوكًا مُتعجرفًا منك بإفراطٍ؟ تزدريه في كل شيء يفعله، وتراقبه كالصقر طوال اليوم، ولا تدع المشاكل تمرّ أبدًا. أهذا لائق؟ إنّ الأخ تشنغ مُنشغِل بالعمل، ويعاني من ضعف الذاكرة. وبعض المشاكل لا مفرّ منها. ألا يجب أن تعامله كما ينبغي وتمدّ له يد العون أكثر؟ فَضْلاً عن ذلك، فهو يتحسّن باستمرارٍ. لكن ماذا بشأنك؟ إنك تعاني من مشكلة في شخصيتك وإنسانيتك. إنّ الصراخ في الناس دون انقطاع هو شخصية فاسدة. ألستَ ترى القذى الذي في عين أخيك فحسب، لكنك تتعامى عن الخشبة التي في عينك؟"

ثم قرأت لي قائدتي مقطعًا آخر من كلمة الله: "ماذا تقولون: هل يصعب التعاون مع الآخرين؟ إنه ليس كذلك في الواقع. ويمكنك حتى القول بأنه سهل. لكن لماذا لا يزال الناس يشعرون بأن هذا صعب؟ لأن لديهم شخصيات فاسدة. وبالنسبة إلى أولئك الذين يملكون الإنسانية والضمير والحس، فإن التعاون مع الآخرين سهل نسبيًا، ومن المرجح أن يشعروا أنه شيء بهيج. ونظرًا لأنه ليس من السهل على أي شخص إنجاز الأشياء بمفرده، بصرف النظر عن المجال الذي يشارك فيه أو ما يفعله، فمن الجيد دائمًا وجود شخص يبين الأمور ويقدم المساعدة؛ فهذا أسهل بكثير من أن يعملوا ذلك بأنفسهم. وأيضًا، ثمة حدود لما يمكن لقدرات الناس أن تحققه، أو ما يستطيعون هم أنفسهم أن يختبروه. لا يمكن لأحد أن يتقن كل المهن؛ إذ يستحيل على شخص واحد أن يعرف كل شيء، وأن يتعلم كل شيء، وأن ينجز كل شيء؛ فذلك مستحيل، وينبغي أن يمتلك الجميع مثل هذا المنطق. إذًا، مهما كان ما تفعله، سواء كان مهمًا أم لا، يجب أن يكون معك دائمًا أشخاص يساعدونك ويعطونك إرشادات ونصائح ويعاونونك في الأمور. بهذه الطريقة، ستؤدي الأمور بشكل أصحّ، وستزداد صعوبة اقتراف الأخطاء، وسيقلّ احتمال انحرافك، وكل هذا للأفضل" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). بعد قراءتها لكلام الله، قدّمت القائدة المزيد من الشركة معي، وأخيرًا سألتني: "إذا كنتَ تُدير المواد بمفردك، هل بإمكانك القيام بذلك دون ارتكاب أي أخطاء؟" فقلتُ بِخزيّ: "لا". قالت القائدة: "هذا صحيح. ما من أحد يعرف كل شيء، والجميع بحاجةٍ إلى شريك لأداء واجباتهم. إذا كنت لا تستطيع التعاون بانسجامٍ، فكيف يمكنك أداء واجبك على أكمل وجه؟ عليك أن تتأمل في هذا وتتفكّر في مشاكلك".

وعندما عُدتُ، تملّكني شعور بالحزن الشديد. كيف يمكن أن أكون غافلاً عن المشكلة الكبيرة التي أعاني منها؟ اعتدتُ التفكير أنني أمتلك إنسانية رائعة وأن بوسعي التعايش مع إخوتي وأخواتي، لكن منذ التعاون مع أخي تشنغ في واجبي، كنتُ دائمًا شاعرًا ببر ذاتي، معتقدًا أن أفكاري وأفعالي صائبة. فرضت إرادتي عليه وجعلته يفعل ما أريده. لم أساعده بالشركة معه عن الحقّ، تملّكني الغضب فحسب، واتهمته، ووبَّخته. لم يكن لدي إنسانية أو عقل. لطالما رادوني شعور بأنني أفضل من أخي، لذا نظرتُ إليه بازدراءٍ. وجدته مزعجًا، لذا لم أتمكّن من التعامل مع نقاط قوته وضعفه بشكل صحيح. تفاخرتُ في كل مناسبة وحَطَطْتُ من قَدْرِه. في الأصل، كنت والأخ تشنغ مسؤوليْن عن إدارة المواد الكنسية معًا، لكنني لم أناقشه في أي شيء. لطالما كنتُ أنانيًّا، وكان لي القول الفصل، وكنت أعطي الأوامر إلى أخي تشنغ. كثيرًا ما كنتُ أوبّخه مثل طفل، وأحاول تلقينه دروسًا. كانت شخصيتي متعجرفة للغاية، ولقد كرهها الله!

عَلِمتُ أنني كنتُ متعجرفًا ودائمًا ما أجبرت الآخرين على الإصغاء إليَّ، لكن لم أدرِ كيفية حلّ هذه المشكلة. صلّيتُ إلى الله، وبحثتُ عن الأجزاء ذات الصلة من كلمة الله. وذات يومٍ، قرأتُ في كلمة الله: "لدى أضداد المسيح طموح مستمر ورغبة في السيطرة على الآخرين وإخضاعهم. ففي تعاملاتهم مع الناس، يرغبون دائمًا في معرفة كيف يُنظَر إليهم، وما إذا كانت لهم مكانة في قلوب الناس، وما إذا كانوا يحظون بإعجاب الناس وعبادتهم. يشعر ضِدُّ المسيح بالسعادة خصيصًا عندما يقابل المنافقين، أي الناس الذين يداهنونه ويتملقونه؛ فيبدأ في محاضرة ذلك الشخص متعاليًا، ويتمادى في الكلام الفارغ، ويُلقِّن ذلك الشخص القواعد والأساليب والتعاليم والمفاهيم ليقبلها على أنها الحق، بل وسوف يمجد هذا بالقول: "إذا كنت تستطيع قبول هذه الأشياء، فستكون شخصًا يحب الحق ويطلبه". سوف يعتقد غير المتبصرين أن ما يقوله ضد المسيح مبرر، على الرغم من أنهم يجدونه غامضًا، ولا يعرفون ما إذا كان يتوافق مع الحق. لن يشعروا سوى أن ما يقوله ضد المسيح ليس خاطئًا، ولا يمكن القول بأنه ينتهك الحق. وبهذه الطريقة يخضعون لضد المسيح. وإذا تحقق شخص ما من ضد المسيح واستطاع كشفه، فإن هذا سيثير غضبه. سوف يكيل ضد المسيح لذلك الشخص الاتهامات والإدانات والتهديدات دون تكلف ويستعرض قوته. وسوف يُخضَع غير المتبصرين تمامًا فيطرحون أنفسهم أرضًا تعبيرًا عن الإعجاب؛ سوف يبجلون ضد المسيح، ويتكلون عليه، بل ويخافونه. سوف ينتاب هؤلاء الناس شعور بأنهم مستعبدون، وكأنهم بدون قيادة ضد المسيح وبدون تعامل ضد المسيح معهم وتهذيبه إياهم سيكونون على غير هدى في قلوبهم، وكأن الله لا يريدهم إذا فقدوا هذه الأشياء. ولا يكون لديهم شعور بالأمان. عندما يحدث هذا، يتعلم الناس تلقي إشارات من تعابير وجه ضد المسيح قبل أن يتصرفوا خوفًا من انزعاجه. فجميعهم يرغبون بالتودد إليه؛ وجميعهم عقدوا العزم على اتباع ضد المسيح. وفي العمل كله الذي يعمله ضد المسيح، فإنه يقدم كلام التعاليم. إنه يجيد توجيه الناس للالتزام بالقواعد، لكنه لا يخبرهم أبدًا بمبادئ الحق التي يجب عليهم مراعاتها، أو لماذا يجب عليهم فعل شيء ما، أو ماهية مشيئة الله، أو كيفية ترتيب بيت الله عمله. إنه لا يقول أبدًا ما العمل الأكثر جوهرية وأهمية، أو ما العمل الرئيسي الذي يجب فعله جيدًا. لا يقول ضد المسيح شيئًا على الإطلاق عن هذه الأشياء المهمة. وأثناء أداء العمل وترتيبه، لا يشارك أبدًا عن الحق، لأنه لا يفهم مبادئ الحق. وبالتالي، فإن كل ما يمكنه فعله هو توجيه الناس للالتزام بقواعد وتعاليم معينة – وإذا انتهك شخص ما مزاعمه وقواعده فسوف يواجه اللوم والتوبيخ. غالبًا ما يحمل ضد المسيح راية بيت الله أثناء أداء عمله، ويحاضر الآخرين متعاليًا. ويوجد حتى البعض ممن غرقوا تمامًا في محاضراته لدرجة أنهم يشعرون أنه سيكون من دواعي تقصير الله ألا يفعل ما يطلبه ضدُّ المسيح. وهذا النوع من الأشخاص أصبح تحت سيطرة ضدِّ المسيح. أي نوع من السلوك هذا الذي يصدر عن ضد المسيح؟ إنه الاستعباد" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). كان ما وصفه الله يُجسد حالتي بدقةٍ. عندما عملتُ مع الأخ تشنغ، وجدته هادئًا. إنْ سار شيء على نحو خاطئ في العمل، كان يقبله حينما أنتقده ولم يحاول دَحْضه. حسبتُ أنه ليّن ومن السهل التحكم به، لذا كنتُ أتعجرف عليه، وكانت لي الكلمة الأخيرة في كل شيء. في كثير من الأحيان، عندما ناقشتُ معه الأمور، كنت أؤدي شكليًا فحسب. في النهاية، اتخذتُ قراري. أيضًا، بعض الإجراءات الوقائية التي صِغتها لإدارة المواد بدا وكأنها لا تشوبها شائبة وتساعد على إدارة المواد، لكنني لم أصِغْ هذه الإجراءات الوقائية استنادًا على المبادئ ذات الصِّلة. لقد اختلقتها للتعامل مع مشاكل الأخ تشنغ. يمكنك القول إنها صُمِّمت خصيصًا من أجله. كلما فشل في اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية، كان لدي ذريعة لاتهامه وتوبيخه، ولم يكن لديه أي وسيلة للاحتجاج. وتمامًا مثل المرة الفائتة، عندما لم يُصحِّح صحيفة السِّجل كما أمرته، عنَّفته دون تردد وأرغمته على فعل ما أريد. تذكرتُ ما قاله لي في ذلك اليوم: "حالما أراك تنظف الأشياء، أحاول الاختباء. أخشى أنك ستنتقدني مجددًا؛ إنْ لم أفعل ذلك بالشكل الصحيح". أشعرتني هذه الفكرة بالتعاسة. لقد ألقت الشخصية الشيطانية التي كشفتها بظلالها على قلب أخي وقيّدته. تمامًا كما تكشف كلمة الله: "إذا انتهك شخص ما مزاعمه وقواعده فسوف يواجه اللوم والتوبيخ. غالبًا ما يحمل ضد المسيح راية بيت الله أثناء أداء عمله، ويحاضر الآخرين متعاليًا. ويوجد حتى البعض ممن غرقوا تمامًا في محاضراته لدرجة أنهم يشعرون أنه سيكون من دواعي تقصير الله ألا يفعل ما يطلبه ضدُّ المسيح. وهذا النوع من الأشخاص أصبح تحت سيطرة ضدِّ المسيح". أدركتُ أخيرًا أن مشكلتي كانت خطيرة. منذ شراكتي مع الأخ تشنغ، كُشِفَت شخصية ضد المسيح بداخلي. لم يكن لدي مكانة في هذه الآونة، لكن إنْ حظيتُ بمكانةٍ، فسيكون من الأسهل تقييد الناس والسيطرة عليهم. في تلك اللحظة، ألن أكون ضد المسيح؟ لم أركّز عادةً على السعي إلى الحقّ أو التفكّر في نفسي. وكثيرًا ما أظهرتُ شخصية فاسدة دون أن أكون مُدركًا لذلك. كنتُ مُخدَّرًا بشكل لا يُصدّق.

فكَّرتُ في كلام الله القائل: "إذا كنت عضوًا في بيت الله، ومع ذلك دائمًا ما تندفع في أفعالك، ودائمًا ما تكشف ما هو طبيعي فيك، ودائمًا ما تكشف شخصيتك الفاسدة؛ حيث تتصرف بوسائل بشرية وبشخصية شيطانية فاسدة، فسوف تكون العاقبة النهائية أن تفعل الشر وتقاوم الله. وإذا بقيت دون توبة طوال الوقت، ولم تتمكن من السير على طريق طلب الحق، فسوف تنكشف وتُستبعَد" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن معالجة الشخصية الفاسدة إلّا بقبول الحقّ). تذكرتُ الآن كيف عاملتُ الأخ تشنغ. ولأنفِّس عن استيائي وفي سبيل المتعة اللحظيّة، غَضَضْتُ الطَّرف تمامًا عن مشاعر أخي. عندما اعتراني الغضب لأن صحيفة السجل كانت غير مقروءةٍ، حاضرتُ الأخ تشنغ وكأنه طفل ارتكب خطأً. وجلس هناك فحسب دون أن يتفوَّه بكلمة واحدة، وعندما اعترف بخطئه، رفضت عرضه ببرودٍ. كانت تلك الصورة مثبّتة في مُخيّلتي، ومن المستحيل أن أنساها. وعندما فكّرت في الأمر، لم أتمكّن من التعبير عن الذنب والألم اللذان يعتصران قلبي. سألت نفسي: "كيف يمكنك معاملة أخيك هكذا؟ لم تقدّم معه شركة أبدًا أو تساعده، فما الذي يؤهلك لتوبيخه؟ وكيف تواتيك الجرأة لتدعوه بأخيك؟" تركني كل سؤال مَعْقُود اللسان. في الماضي، خِلتُ دائمًا أن الأخ تشنغ هو المُلام، وأنه تشوبه عيوب كثيرة وتسبّب لي في الكثير من المتاعب. الآن أدركتُ كنتُ أنا الذي عانى من المشكلة الحقيقية. كنتُ أنا الذي لم يتغيّر، وكنتُ أنا الذي كان مُتعجرفًا للغاية وهَمَجيًّا. شعرتُ بوَخْز ضمير شديد، لذا صلّيت إلى الله بهدوءٍ، وقلتُ إنني أريد التوبة.

سعيتُ إلى كيفية التعامل مع إخوتي وأخواتي حسب المبادئ. قرأت في كلمة الله: "ينبغي أن توجد مبادئ لكيفية تواصل الإخوة والأخوات. لا تركز دائمًا على أخطاء الآخرين، بل تأمل في نفسك كثيرًا، وسارع بعد ذلك إلى الاعتراف لشخص آخر بما فعلته وبما يشكل تدخلًا في شؤونه أو ضررًا له، وتعلم كيفية الانفتاح والشركة؛ فسوف يسمح هذا بالتفاهم المتبادل. والأهم من ذلك، بصرف النظر عما يحدث للناس، فإنهم يجب أن ينظروا إلى الأشياء بناءً على كلام الله. فإذا تمكنوا من فهم مبادئ الحق وإيجاد طريق للممارسة، فسوف يصبح لهم قلب واحد وعقل واحد، وسوف تكون العلاقة بين الإخوة والأخوات طبيعية، ولن يكونوا بمثل جمود غير المؤمنين وجفائهم وقساوتهم؛ وبالتالي سوف يتخلصون من عقلية الشك والحذر فيما بينهم. وسوف يصبح الإخوة والأخوات أكثر ودًا بعضهم مع بعض؛ وسوف يتمكنون من تبادل الدعم والمحبة فيما بينهم، وستنطوي قلوبهم على حسن النية، كما سيتمكنون من التسامح والرحمة والدعم والمساعدة من بعضهم تجاه البعض الآخر، بدلًا من التنافر والغيرة فيما بينهم، ومقارنة أنفسهم بالبعض الآخر، والتنافس والتحدي في الخفاء فيما بينهم. كيف يمكن للناس أداء واجبهم جيدًا إذا كانوا مثل غير المؤمنين؟ لن يؤثر هذا فقط في دخولهم إلى الحياة، بل سيضر بالآخرين ويؤثر فيهم أيضًا. ... فعندما يعيش الناس وفقًا لشخصياتهم الفاسدة يصعب عليهم للغاية أن يكونوا في سلام أمام الله، ويصعب عليهم جدًا ممارسة الحق والعيش وفقًا لكلام الله. لكي تعيش أمام الله، ينبغي عليك أولًا أن تتعلم كيفية التأمل في نفسك ومعرفتها، وأن تصلي إلى الله بصدق، وبعد ذلك ينبغي أن تتعلم كيفية التعامل مع الإخوة والأخوات. ينبغي أن تكونوا متسامحين فيما بينكم، حلماء بعضكم ببعض، وأن يتمكن بعضكم من رؤية ما هو استثنائي في البعض الآخر، وكذلك نقاط القوة لدى الآخرين. ينبغي أن تتعلم تقبل آراء الآخرين والأشياء الصحيحة. لا تدلل نفسك، ولا تملك رغبات جامحة، ولا تعتقد دائمًا أنك أفضل من الآخرين، ثم تفكر في نفسك كشخصية رائعة، مجبرًا الآخرين على فعل ما تقوله وطاعتك وتبجيلك وتعظيمك – فهذا انحراف. ... كيف يعامل الله الناس إذًا؟ لا يهتم الله بمظهر الناس، وبما إذا كانوا من طوال القامة أو قصار القامة. وبدلًا من ذلك، ينظر الله إلى ما إذا كانت قلوبهم طيبة، وما إذا كانوا يحبون الحق، وما إذا كانوا يحبون الله ويطيعونه. هذا هو ما يؤسس الله عليه سلوكه تجاه الناس. إذا استطاع الناس أيضًا فعل ذلك، فسيكون بإمكانهم معاملة الآخرين بإنصافٍ، وبالتالي سيكونون وفقًا لمبادئ الحق. ينبغي عليك أولًا فهم مشيئة الله. فعندما نعرف كيفية تصرف الله تجاه الناس، يكون لدينا أيضًا مبدأ ومسار لكيفية التصرف تجاه الناس" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. مبادئ ممارسة الدخول في واقع الحق). نعم. حينما نتفاعل مع بعضنا بعضًا في واجباتنا، فيجب على الأقل أن نعيش إنسانية عادية لشبه الإنسان الحقيقي، وندعم ونساعد بعضنا بعضًا، ونتسامح ونتحلّى بالصبر، ونعتني ببعضنا بعضًا، ونقدّم شركة عن الحقّ عندما يخالف الناس المبادئ، وفي الحالات الخطيرة، يمكننا كشفهم، وتهذيبهم، والتعامل معهم. هذا هو السبيل الوحيد للقيام بالأمور بما يتماشى مع المبادئ. يأتي الإخوة والأخوات من أماكن مختلفة، وتختلف الظروف المعيشية لكل شخصٍ، وخبرته، وعمره ومقدرته. أيًّا كانت نقائصهم أو أوجه القصور لديهم، يجب أن نعاملهم كما ينبغي، وألا نحمِّلهم فوق طاقتهم أبدًا، ونراعي شعورهم ونتسامح معهم. كان الأخ تشنغ بارعًا في الصيانة، وكان مشغولاً عادةً. وفوق ذلك، لم يكن بارعًا في إدارة سجلات دخول وخروج المواد. كان يجب أن أحمل على عاتقي المزيد من المسؤولية وأن أكون أكثر تفهُّمًا، وكان يجب ألا أرغمه على فعل الأمور بطريقتي. لقد كنتُ عديم الإنسانية تمامًا. كان أخي بارعًا في الصيانة، وذو ضمير حيّ في أعمال الإصلاح، ولم يخش من المعاناة في واجبه. في هذا الصَّدد، كان يفوقني بكثير. لكنني لم أنظر إلى نقاط قوة أخي. لقد ركّزتُ على أوجه القصور لديه، واتهمته، ووبَّخته. كنت في غاية العَجْرفة والغباء.

لاحقًا، غيّرتُ حالتي بوعي ومارستُ حسب المبادئ. وحينما وقعت أمور مجددًا، كنتُ أكثر هدوءً، وكنتُ أيضًا أكثر تفهُّمًا للأخ تشنغ. ذات مرة، خرجتُ في مهمةٍ، وبَقِي الأخ تشنغ لإدارة الأمور بمفرده. بعد فترةٍ، هاتفتُ الأخ تشنغ لسؤاله عن كيفية سير العملية. قال بهدوء وبحذرٍ: "ما ظنّك؟ تسير الأمور بالطريقة التي تظنّها تمامًا". بعد سماعي هذا، انتابني شعور بالحزن الشديد. لِمَ يقول أخي شيئًا كهذا؟ ألم يكن ذلك لأن الطريقة التي عاملته بها في الماضي انبثقت من شخصيتي الفاسدة، وأشعرته دائمًا أنه لا شيء ولا يمكنه القيام بأي شيء على أكمل وجه؟ كلما فكّرت مليًّا في الأمر، أحسستُ بمزيد من الألم، لكنه عزَّز إصراري على ممارسة الحقّ والتغيير من نفسي. أرَحْتُ تشنغ، قائلاً: "ألقِ نظرة فحسب على ما هو في غير موضعه وخذ وقتك في الترتيب. عادةً أنت مُنشغل بأمور أخرى، لذا فإنّ القليل من الفوضى أمر حَتميّ. إنْ لم يُتح لك الوقت للتنظيف، فبوسعنا القيام به معًا عند عودتي". بعد المكالمة الهاتفية، ظننتُ أن الأخ تشنغ لن يتمكّن من تولي الأمر بنفسه، لذا طلبتُ من أختٍ أن تقدّم له يد العون. حينما وقعت أمور متشابهة في الماضي، لطالما عنَّفته ووبَّخته على أخطائه. والآن، عندما يحدث هذا، فإني قادر على الشركة معه ومساعدته، مما يُشعرني بالسلام والراحة. أشعر بالامتنان الشديد لله. الآن، لدي بعض الفهم عن شخصيتي المتعجرفة، وبإمكاني أن أكْبَح جماح نفسي بعض الشيء. كل هذا نتيجة قراءة كلمة الله. ومع أنه تغيير طفيف، ولا يَرْقى إلى تغيير أساسي في شخصيتي الفاسدة، فإنني سعيد، لأنني أظن أنها بداية طيبة. أعتقد إنْ مارستُ ودخلت بكلام الله، سأتمكّن من التخلص من شخصيتي الفاسدة. شكرًا لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

حَجَبَتْ العاطفة قلبي

في مايو 2017، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما رأى زوجي كيف تعافيت من المرض واستمتعت بنعمة الله بعد إيماني بالله، فقَبِلَ...

بلاغ خاطئ

لأكثر من عام، قدّم الله شركة حول الحقائق المتعلقة بتمييز القادة الكذبة. في الاجتماعات، كنت أشارك غالبًا من خلال فهمي ومعرفتي لهذا الموضوع،...

عواقب السعي إلى حفظ الذات

تمّ نقل الأخت غوان شين للاضطلاع بمتابعة عمل كنيستنا في 2019. التقيت بها قبل عامين، وعند الاختلاط بها مجددًا، تبيّن لي أنها ما زالت كما...