تأملات بعد مرضي خلال الجائحة

2023 فبراير 5

بعد قبولي إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة بفترة وجيزة، تعلمت من كلام الله أنه حين ينتهي الله من عمله في الأيام الأخيرة، ستحل علينا كوارث عظيمة لمكافأة الأخيار ومعاقبة الأشرار. من عملوا الشر وعارضوا الله سيهلكون في الكوارث، بينما من قبلوا دينونة كلام الله وتطهروا سيحميهم الله ويحفظهم خلال الكوارث ويدخلهم ملكوته للتمتع بالبركات الأبدية. اعتقدت آنذاك أن دخول الملكوت وربح الحياة الأبدية سيكونان بركة عظيمة، وكان علي أن أُثمِّن هذه الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر، لأقوم بواجبي جيدًا وأعمل بجد من أجل الله وأكون مؤهلة للبقاء حين ينتهي عمل الله. لذا تركت عملي وبدأت بنشر الإنجيل. برؤية الكوارث تتزايد باستمرار، أردت في مثل هذا الوقت الحرج القيام بالمزيد من الأعمال الصالحة، ومشاركة إنجيل الله في الأيام الأخيرة مع المزيد من الناس للمساهمة في انتشار إنجيل الملكوت. لذلك، بذلت كل جهدي في مشاركة الإنجيل، وانشغلت من وقت مبكر حتى وقت متأخر يوميًّا. تزايدت أعداد من يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة في منطقتي، وأنشأنا كنيسة تلو الأخرى. أشعرتني رؤية هذه النتائج بالرضا عن نفسي. شعرت بأن مساهماتي في عمل الإنجيل لم تكن غير ملحوظة. ومع تفشي الوباء الذي كان يجتاح العالم، وتزايد عدد الإصابات، شعرت بهدوء تام. فكرت أنه طالما أنني عملت بجد من أجل الله في واجبي، فمهما بلغ مدى انتشاره، فلن يؤثر ذلك علي. ومع ذلك، فقد حطمت عدوى غير متوقعة بفيروس الجائحة مفاهيمي وتصوراتي. كان علي التأمل في الدوافع والاتحرافات في إيماني على مر السنين.

ذات يوم في مايو 2021، بدأت فجأة في السعال، ثم أصِبت بالحمى وشعرت بضعف عام. في البداية ظننت أنني أصبت بنزلة برد ولم أهتم حقًا، لكن الأعراض استمرت لمدة أسبوع ولم تختفِ. لاحظت أخت أن أعراضي تشبه إكثيرًا أعراض فيروس كورونا وخشيت أن أكن قد أُصبت به، لذا اقترحَتْ أن أذهب إلى المستشفى لإجراء فحص طبي. لم أهتم للأمر كثيرًا. ظننت أنني عملت أيامًا طويلة، وعانيت ودفعت ثمنًا في واجبي، بالإضافة إلى أنني حصلت على نتائج جيدة فيه. كما أنني لم أفعلْ الشر وأعطلْ عمل الكنيسة، فكيف أصاب بالفيروس؟ لكن نتائج الفحص جاءت مخالفة تمامًا لما كنت أتوقعه. كانت نتيجة الاختبار إيجابية. عدت إلى المنزل في حالة ذهول، وعجزت عن فهم كيف يمكن أن أصاب بالفيروس. كنت أؤدي واجبًا منذ سنوات، فلماذا لم يحمِني الله؟ ماذا سيظن الإخوة والأخوات بي إذا اكتشفوا ذلك؟ هل سيظنون أنني فعلت شيئًا أغضب الله وعوقبت؟ لكنني لا أعتقد أنني فعلت الشر وعطلت عمل الكنيسة. لقد مات بالفعل ملايين الأشخاص في أنحاء العالم منذ اندلاع الجائحة في العام السابق. هل سأموت الآن بعد أن أُصِبتُ أيضًا؟ مع قرب انتهاء عمل الله، إذا مت حينها، ألن تذهب سنوات عملي الشاق هباء؟ ثم لن يكون لي أي دور في أي من البركات في الملكوت المستقبلي. لقد شعرت بالضيق كلما فكرت في الأمر، ولم أكن أعرف كيف أتغلب على هذا الموقف. صليت داعيا الله: "يا الله، لقد سمحت بإصابتي بهذا الفيروس، لا بد بأنها نيتك الحسنة. لا يمكن أن تخطئ، لذا لا بد وأنني قد تمردت عليك وعارضتك بطريقة ما. لكني لا أعرف كيف أغضبتُ شخصيتك. أرجو أن تنيرني لأعرف كيف أخطأت. أنا مستعدة للتوبة". بعدها، فكرت في مقطع من كلام الله. "كيف ينبغي أن نختبر بداية المرض؟ ينبغي أن تأتي أمام الله لتصلّي وتسعى إلى فهم مشيئته، وتفحص أي خطأ ارتكبت، وما أنواع الفساد الموجودة بداخلك ولم تُعالج بعد. لا يمكنك علاج شخصياتك الفاسدة دون ألم. يجب أن يؤدب الألم الناس؛ عندئذ فقط يكفون عن الانحلال ويعيشون أمام الله في كل الأوقات. عندما يواجه الناس المعاناة، سيصلُّون دائمًا. لن يكون هناك تفكير في الطعام أو الملابس أو المتعة؛ سيصلُّون دائمًا في قلوبهم، ويفحصون ما إذا كانوا قد ارتكبوا أي خطأ خلال هذا الوقت. في معظم الأوقات، عندما تُصاب بمرض خطير أو مرض غير عادي، ويسبب لك ألمًا شديدًا، فإن هذه الأشياء لا تحدث من قبيل الصدفة؛ فسواء كنت مريضًا أو معافىً، فإن مشيئة الله وراء كل هذا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. اكتساب الحق هو الأهم في الإيمان بالله). أظهرت لي استنارة كلمات الله في الوقت المناسب أن إصابتي لم تكن عشوائية، إنها حكم الله وترتيباته بالكامل. كان عليّ السعي لمشيئة الله والتأمل في نفسي. لم أستطع أن أشتكي وألوم الله مهما حدث. خلال الأيام العديدة التالية عندما عُزلت في المنزل، صارحت الإخوة والأخوات حول أي فساد كشفته، وتعرفت إلى نفسي، ووجدت مسارًا للممارسة والدخول في كلام الله. بغض النظر عن شعوري الجسدي، ظللت أشارك الإنجيل على الإنترنت. بعد يومين، شعرت بتحسن كبير، ولم أعد أسعل، كانت حرارتي طبيعية، وتحسنت طاقتي وقوتي بشكل جيد. لقد كنت سعيدةً جدًّا حقًّا، واعتقدت أن الله قد رأى طاعتي وتوبتي فكان يرعاني. بهذا التفكير، خف شعوري بالقلق قليلًا. لكن في اليوم التالي شعرت فجأة بضيق وضيق في صدري ولم أستطع التوقف عن السعال. ثم أصبت بحمى شديدة وأصبت بضعف عام. شعرت بموجة من الذعر. منذ أن تم تشخيصي، لم ألُم الله واستمررت في أداء واجبي. كيف يمكن أن تتفاقم حالتي؟ لم يكن هناك أي دواء لعلاجي، لذلك إذا لم ينقذني الله، كنت متأكدة من موتي. كانت فكرة الموت مخيفة حقًا بالنسبة إلي – لم أستطع الاستسلام لها. لقد اتبعت الله لأكثر من 10 سنوات، وتركت منزلي وعملي، وعملت أيامًا طويلة في واجبي. عانيت كثيرًا ودفعت ثمنًا باهظًا. لم يكن الله يتذكر ذلك أبدًا؟ إذا مت، لن أرى جمال الملكوت أبدًا أو أستمتع ببركاته. كلما فكرت في الأمر ازددت اكتئابًا. كنت لا أزال أقوم بواجبي، لكن لم يكن لدي أي دافع داخلي، ونزعجت حقًا عندما كان لدي المزيد لأفعله. كنت أسرع لإنجازه حتى أتمكن من الراحة قليلًا. سابقًا كنت أعمل في واجبي من الصباح حتى الليل، وظننت أن الله يحميني، ولكن بما أن الله لم يفعل ذلك، كان علي أن أفكر في صالحي وأعتني بصحتي. لن يكون التوتر الشديد والتعب مفيدين لشفائي. في الاجتماعات، كان الأخوة والأخوات الآخرون يتمتعون بقدر كبير من الجَلَد ويمكنهم الشركة إلى ما لا نهاية. لكن بالنسبة إلي، بدأت أسعل كلما تحدثت، ولم أستطع التقاط أنفاسي عندما قرأت كلام الله. شعرت بالضيق حقًا ولم أستطع منع نفسي من مناقشة الله: "يا الله، أنا عادة مجتهدة في واجبي، وجاد ومسؤولة. البعض لا يرقون إلى مستواي في واجباتهم. كل من سواي يتمتع بصحة جيدة ويؤدي واجبه، فلماذا أصبت أنا بالفيروس؟ إذا كانت هذه تجربة منك، وهناك آخرون في الكنيسة يسعون إلى الحق أكثر مني، فلماذا لا يواجهون هذا؟ إذا كان هذا هو عقابك، فلم أرتكب أي شر أو أعطل عمل الكنيسة، أو أغضب شخصيتك. يا الله، ما زلت أريد أن أقوم بواجبي وأحبه. لم أفعل الكثير في واجبي، أريد أن أبقى حية وأؤديه. يا الله، أنا أقوم بواجب مهم الآن ولا يزال بإمكاني تقديم الخدمة لك. أرجو أن تحميني لأستمر في العيش وأخدمك". عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، خطر ببالي مقطع من كلام الله بوضوح شديد: "فعلى أيّ أساسٍ تطالب الله أيُّها الكائن المخلوق؟ لا يحقّ للناس مطالبة الله. ولا يوجد شيءٌ غير منطقيٍّ أكثر من مطالبة الله. سوف يفعل الله ما يجب أن يفعله، وشخصيَّته بارَّة. البرّ ليس بأيّ حالٍ من الأحوال عادلًا أو معقولًا؛ فهو ليس مساواة، أو مسألة تخصيص ما تستحقّه وفقًا لمقدار العمل الذي أنجزته، أو الدفع لك مقابل أيّ عملٍ أدَّيته، أو منحك ما تستحقّه وفقًا لأيّ جهدٍ تبذله. فهذا ليس هو البرّ، بل هو مجرد الإنصاف والمعقولية. قلة قليلة من الناس قادرون على معرفة شخصية الله البارة. افترض أن الله أقصى أيُّوب بعد أن شهد له: فهل سيكون هذا بارًّا؟ الواقع أنه كذلك. لماذا يُسمَّى هذا برًّا؟ كيف ينظر الناس إلى البر؟ إن توافق شيءٌ مع مفاهيم الناس، فمن السهل جدًّا عليهم أن يقولوا إن الله بارٌّ؛ أما إن كانوا لا يرون أن ذلك الشيء يتوافق مع مفاهيمهم – إذا كان شيئًا لا يمكنهم فهمه – فسوف يكون من الصعب عليهم القول إن الله بارٌّ. لو كان الله قد أهلك أيُّوب في ذلك الوقت، لما قال الناس إنه بارٌّ. ومع ذلك، سواء كان الناس فاسدين في الواقع أم لا، وسواء كانوا شديدي الفساد أم لا، هل يتعيَّن على الله أن يُبرِّر نفسه عندما يُهلِكهم؟ هل يتعيَّن عليه أن يشرح للناس على أيّ أساسٍ يفعل ذلك؟ هل يتعين على الله أن يخبر الناس بالقواعد التي فرضها؟ لا حاجة إلى ذلك. فالله يرى أن الشخص الفاسد والذي لديه قابلية لمعارضة الله، لا قيمة له، وكيفما تعامل الله معهم سيكون لائقًا، وكلّها ترتيبات الله. إذا كنت تزعج الله، وإذا قال إنك لن تفيده بعد شهادتك وبالتالي أهلكك، فهل سيكون هذا أيضًا برَّه؟ نعم. ... إن كلّ ما يفعله الله بارٌّ. وعلى الرغم من أنه قد يكون غير مفهومٍ للبشر، فيجب عليهم عدم إصدار أحكامٍ كما يشاؤون. إذا بدا للبشر شيءٌ مما يفعله الله على أنه غير منطقيٍّ، أو إذا كانت لديهم أيّ مفاهيم عنه، ودفعهم ذلك إلى القول إنه ليس بارًّا، فهم أشد بعدًا عن المنطقية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بتأمل كلام الله، شعرت بأنه كان يوبخني وجهًا لوجه، واخترقت كل كلمة منه قلبي. ألَمْ ألُم الله على كونه ظالمًا وغير بارّ؟ ألم أفاوض وأختلق الأعذار وأضع الشروط على الله؟ لقد أنجزت بعض الأشياء في سنوات المعاناة وبذلت نفسي في واجبي، لذلك شعرت بأن على الله أن يحميني من الوقوع في كارثة، وسيكون ذلك بره. لكن في الحقيقة كانت تلك هي مفاهيمي وتصوراتي بالكامل، ولم تكن متوافقة أبدًا مع الحق. الله رب الخلق وأنا مخلوق. كل ما أستمتع به يأتي من الله، وحياتي منحني إياها الله أيضًا. كيف يرتب الله مصيري، وكم من الوقت يسمح لي بالعيش كل ذلك متروك له. بصفتي كائنًا مخلوقًا، عليَّ أن أخضع لذلك وأقبله. هل لي حق لي في مجادلة الله واشتراط الشروط؟ لكنني كنت مؤمنةً طوال تلك السنوات، واستمتعت بالكثير من سقاية وقوت الحق من الله، ومع ذلك لم أشعر بالامتنان. الآن بعد أن أصبت بالفيروس وواجهت خطر الموت، كنت أجادل الله وأقاومه وألومه على عدم برِّه. أين كان ضميري وعقلي؟ عندما فكرت في الأمر شعرت بالذنب والخجل أكثر، وركعت أمام الله للصلاة. "يا الله، أنا غير عقلانية! لقد خلقتني، وأنا كائن مخلوق. يجب أن أخضع لجميع تنظيماتك وترتيباتك. هذا صحيح وطبيعي. لقد جعلتني أصاب بهذا الفيروس وأواجه خطر الموت المحتمل. لم أُرِد أن أموت، لم أُرِد أن أخضع، لذا جادلتك، ولمتك على عدم التصرف بشكل صحيح، وطلب منك أن تدعني أواصل العيش. لم يكن لدي أي خضوع أو عقل أبدًا. كنتُ متمردةً جدًّا! يا الله، أريد أن أتأمل في نفسي وأتوب إليك".

خلال الأيام القليلة التالية، شعرت بالسوء حقًا كلما فكرت في شكواي وسوء فهمي لله. بالتفكير خاصة في كيف أنه، عندما ازدادت خطوة حالتي، قاومت الله وجادلته، وأصبحت سلبية وتراخيت، وصرت مشوشة ومتقاعسة في واجبي، شعرت بالقلق وبالذنب أكثر فأكثر. عندما لم أكن مريضة ولم تكن هناك أزمة، كنت أعلن بر الله، وأن الكائنات المخلوقة يجب أن تخضع لترتيبات رب الخليقة. لماذا أظهرت الكثير من التمرد والمقاومة عندما مرضت؟ خلال تعبدي قرأت ما يلي في كلام الله. "إن علاقة الإنسان بالله هي مجرد علاقة مصلحة ذاتية محضة. إنها العلاقة بين مُتلقي البركات ومانحها. لنقلْها صراحةً، إن الأمر يشبه العلاقة بين الموظف وصاحب العمل. يعمل الموظف فقط للحصول على المكافآت التي يمنحها صاحب العمل. في علاقة كهذه، لا توجد عاطفة، بل اتفاق فحسب؛ ليس هناك أن تُحِبَّ وتُحَبّ، بل صدقة ورحمة؛ لا يوجد تفاهم، بل سخط مكبوت وخداع؛ ولا توجد مودة، بل هوة لا يمكن سدها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 3: لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله). "يؤمن أضداد المسيح بأن الناس ينبغي أن ينالوا البركة من الله ما داموا قد تمكَّنوا من أداء الواجب ودفع الثمن وتحمُّل بعض المشقَّة. وبالتالي، بعد أداء العمل الكنسيّ لبعض الوقت، يبدأون في تقييم المهام التي أدُّوها للكنيسة، والإسهامات التي قدَّموها لبيت الله، وما فعلوه للإخوة والأخوات. يحتفظون بهذا كلّه بإحكامٍ في عقولهم، محاولين تخمين النِعم والبركات التي سوف يربحونها نتيجةً لذلك من الله، وذلك حتَّى يتمكَّنوا من تحديد ما إذا كانت توجد أيّ قيمةٍ من عمل مثل هذه الأشياء. لماذا يشغلون أنفسهم بمثل هذه الأشياء؟ وما الذي يسعون وراءه في أعماق قلوبهم؟ ما هدف إيمانهم بالله؟ بدايةً، كان سبب إيمانهم بالله هو سعيهم للبركات. وبصرف النظر عن عدد الأعوام التي استمعوا فيها إلى العظات، وعن عدد كلمات الله التي أكلوها وشربوها، وعن عدد التعاليم التي فهموها، لن يتخلّوا أبدًا عن رغبتهم ودافعهم في نيل البركة. وإذا طلبت من الواحد منهم أن يكون مخلوقًا مطيعًا ويقبل حكم الله وترتيباته، فسوف يقول: "هذا لا علاقة له بي، فهذا ليس ما يجب أن أسعى إليه. فما يجب أن أسعى إليه هو أنه: عندما أكون قد أكملت السعي، وعندما أكون قد بذلت الجهد المطلوب وعانيت المشقَّة المطلوبة، وبمُجرَّد أن أكون قد فعلت كلّ شيءٍ وفقًا لما يطلبه الله، يجب أن يكافئني الله ويسمح لي بالبقاء، وسوف أنال إكليلًا في الملكوت، وسوف أشغل مكانةً أسمى من شعب الله – فعلى الأقلّ سوف أحكم مدينتين أو ثلاث مدنٍ". هذا هو أكثر ما يهتمّ به أضداد المسيح. بصرف النظر عن كيفيَّة شركة بيت الله عن الحقّ، لا يمكن لدوافعهم ورغباتهم أن تتلاشى؛ فهم من النوع نفسه من الأشخاص مثل بولس. ألا يكمن نوعٌ من الشخصيَّة الشرِّيرة الفاسدة في مثل هذه المعاملة المكشوفة؟ يقول بعض المُتديِّنين: "جيلنا يتبع الله على طريق الصليب. وسبب هذا هو أن الله اختارنا، وبالتالي نستحقّ نيل البركة. لقد عانينا ودفعنا الثمن وشربنا النبيذ من الكأس المرّ. والبعض منا تعرَّض حتَّى للاعتقال والحكم عليه بالسجن. وبعد المعاناة من كلّ هذه المشقَّة، وسماع العديد من العظات، وتعلُّم الكثير جدًّا عن الكتاب المُقدَّس، إذا لم ننل البركة يومًا ما فسوف نذهب إلى السماء الثالثة ونتناقش مع الله". هل سبق أن سمعتم شيئًا كهذا؟ يقولون إنهم سوف يذهبون إلى السماء الثالثة للتناقش مع الله – أي وقاحة تلك؟ ألا يخيفكم مُجرَّد سماع هذا؟ من يجرؤ على المحاولة والتناقش مع الله؟ ... أليس هؤلاء الناس رؤساء ملائكة؟ أليسوا هم الشيطان؟ يمكنك التناقش مع أيّ شخصٍ تريده، ولكن ليس مع الله. يجب ألَّا تفعل ذلك، ويجب ألَّا تُفكِّر في مثل هذه الأفكار. فالبركات تأتي من الله ويمكنه أن يمنحها لمن يريد. وحتَّى إن كنت تفي بمُتطلَّبات نيل البركات، فيجب ألَّا تحاول التناقش معه إذا لم يمنحك الله إيَّاها. فالكون بأسره والبشريَّة كلّها في يدي الله، والله له الكلمة الأخيرة، وأنت كائن في منتهى الضآلة – ومع ذلك ما زلت تجرؤ على التناقش مع الله. كيف يمكن أن تكون متغطرسًا إلى هذه الدرجة؟ من الأفضل أن تنظر في المرآة لتعرف نفسك. إذا كنت تجرؤ على التذمُّر على الخالق ومخاصمته، ألا تسعى إلى موتك؟ "إذا لم ننل البركة يومًا ما فسوف نذهب إلى السماء الثالثة ونتناقش مع الله". بهذه الكلمات تتذمَّر علانيةً على الله. وأيّ نوعٍ من الأماكن تكون السماء الثالثة؟ إنها مسكن الله. والتجرؤ على الذهاب إلى السماء الثالثة لمحاولة التناقش مع الله أشبه باقتحام القصر. أليست هذه هي الحالة؟ يقول بعض الناس: "ما مدى صلة هذا الأمر بأضداد المسيح؟" إنه وثيق الصلة للغاية؛ لأن أولئك الذين يرغبون في الذهاب إلى السماء الثالثة للتناقش مع الله هم أضداد المسيح؛ وأضداد المسيح هم وحدهم الذين ينطقون بمثل هذه الكلمات، ومثل هذه الكلمات هي الصوت في أعماق قلوب أضداد المسيح، وهذا هو الشرّ الذي يرتكبه أضداد المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع (الجزء الثاني)). لقد خجلت في وجه إعلان الله ورأيت أن سنوات معاناتي ودفعي ثمنًا في واجبي لم تكن أبدًا لمراعاة مشيئة الله والقيام بواجب الكائن المخلوق لمبادلة الله المحبة. كانت لنيل بركات الله ودخول الملكوت والتمتع بالبركات الأبدية. تعاملت مع القيام بالواجب كوسيلة للهروب من الكارثة ونيل بركات الله، كأداة ورأس مال لعقد صفقة مع الله. لهذا السبب كنت أحسب داخليًا مقدار ما فعلته، كم عدد الأشخاص الذين قمت بتحويلهم، وكيف عانيت، وما الثمن الذي دفعته. كلما عددتُ أكثر، شعرت وكأنني ساهمت في خدمة جديرة بالتقدير، وبأنني مؤهلة لنيل حماية الله وحفظه خلال الكارثة. لم أفكر مطلقًا في أنني سأصاب بالفيروس فجأة. لُمتُ الله وأسأت فهمه، ولم أسعَ لكيفية الخضوع له أثناء مرضي. بدلًا من ذلك، فكرت في ما يمكنني فعله لنيل استحسان الله ليحميني وحينها أتحسن بسرعة. لذلك عندما رأيت حالتي تتدهور بدلًا من ذلك، شعرت بالإحباط من الله. ولمتُهُ على عدم حمايته وظلمه لي. أظهرت الحقائق أنني آمنت وأديت واجبي فقط لأُبارك، ولم أكن صادقةً تجاه الله. كنت أستغله فقط لتحقيق هدفي في نيل البركات، وأعقد الصفقات وأخدع الله. لقد كنت أنانيةً وماكرةً جدًّا! بولس في عصر النعمة سافر إلى جميع أنحاء أوروبا لنشر إنجيل الرب، وعانى كثيرًا ودفع ثمنًا باهظًا، لكن كل ما قدمه كان فقط للدخول إلى ملكوت السماوات والحصول على المكافأة. وقد قال: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). هذا يعني أنه إذا لم يمنحه الله إكليلًا، فالله ليس بارًّا. الناس في العالم الديني متأثرون بعمق بكلام بولس هذا. من يعملون ويتألمون باسم الرب يفعلون كل ذلك ليذهبوا إلى السماء ويتباركوا. وإن لم يُباركوا يتجادلون مع الله. كنت مثلهم تمامًا، أليس كذلك؟ ثم شعرت بالخوف. لم أتخيل أبدًا أنني سأكشف عن هذا النوع من الشخصية. لو لم يكشفني هذا الموقف، لظللت لا أرى أن لدي شخصية ضد المسيح الخطيرة هذه. فكرت في بعض كلام الله: "كانت معاييري للإنسان صارمة طوال الوقت. إذا كان ولاؤك يحمل نوايا وشروطًا، أفضل الاستغناء عن ولاءك المزعوم، لإنني أكره مَنْ يخدعونني بنواياهم ويبتزّونني بشروط. لا أريد من الإنسان سوى أن يكون مخلصًا لي إخلاًصًا مطلقًا، وأن يفعل كل شيء لأجل كلمة واحدة، وهي الإيمان، وأن يبرهن عليها. إنني أحتقر استخدامكم للكلمات المعسولة لتجعلوني أفرح، لأنني أتعامل معكم دائمًا بإخلاص كامل ولذلك أتمنى منكم أيضًا أن تتعاملوا معي بإيمان حقيقي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟). شعرت من كلام الله بأن شخصيته بارة وقدوسة ولا تحتمل أي إثم. يعمل الله ليخلص البشرية، وما يريده هو إخلاص الإنسان وتفانيه. إذا كانت جهود الناس تشتمل على دوافع أو انحرافات أو مساومة أو غش، فلن ينالوا استحسان الله، وسيشعرونه بالاشمئزاز منهم، وسيدينهم. تمامًا مثل بولس، الذي لم يباركه الله في النهاية، وأُرسل للجحيم ليعاقب فيها. وجود انحراف في واجبي ومحاولتي عقد صفقة أثار اشمئزاز الله بالتأكيد. لقد كشف مرضي تمامًا عن شخصية الله البارة والقدوسة. حينها، قبلت المرض وخضعت له تمامًا من قلبي.

لاحقاً، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله: "بوصفك كائن مخلوق، عندما تقف كمخلوق أمام الخالق. هذا هو الشيء المناسب لفعله، والمسؤولية الملقاة على عاتقك. على أساس أداء الكائنات المخلوقة لواجبها فقد قام الخالق بعمل أعظم بين البشر. لقد قام بخطوة أخرى من العمل على البشرية. وما هو هذا العمل؟ إنه يقدم للبشرية الحق، ويسمح لهم بربح الحق منه وهم يؤدون واجباتهم، وبالتالي يتخلَّصون من شخصياتهم الفاسدة ويتطهَّرون. وهكذا، فإنهم يتمكنون من الوفاء بمشيئة الله ويشرعون في المسار الصحيح في الحياة، وفي النهاية، يصبحون قادرين على اتقاء الله والحيدان عن الشر، وتحقيق الخلاص الكامل، ولا يعودون عرضة لآلام الشيطان. هذا هو التأثير الذي كان الله سيجعل البشر يحققونه في النهاية من خلال أداء واجبهم. لذلك، أثناء قيامك بواجبك، لا يكتفي الله بأن يجعلك ترى شيئًا ما بوضوح، وتفهم بعض الحق، كما لا يمكّنك من الاستمتاع بالنعمة والبركات التي تحصل عليها من خلال أداء واجبك كمخلوق فحسب، بل يسمح لك بالتطهُّر والخلاص، وفي النهاية، تتمكن من أن تعيش في نور وجه الخالق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء السابع)). تأثرت حقًا بكلام الله. القيام بالواجب مسؤولية والتزام لا يمكن لكائن مخلوق التنصل منه. وهو طريق لربح الحق وتحقيق التغيير في الشخصية. في واجباتنا، يُعدُّ الله جميع أنواع المواقف لكشف شخصيات الناس الفاسدة، ثم بالدينونة وإعلان كلامه وتأديبه، يُمَكِّننا من فهم فسادنا والتغيُّر، كيلا يعود الشيطان يفسدنا ويؤذينا. هذه هي مشيئة الله الحسنة. طوال سنوات قيامي بواجبي، أظهرت الكثير من الفساد من خلال البيئات التي أعدَّها الله. ربحت بعض الفهم لشخصياتي الفاسدة، ثم بدأت أكره نفسي، وأتوب وأتغير، وأعيش قليلًا حسب الشبه البشري. لقد ربحت الكثير من خلال واجبي، لكنني ما زلت غير ممتنة. بل إنني استخدمت واجبي كورقة مساومة لقاء البركات، والنجاة من الكوارث، وعاملت الله وكأنني أستطيع أن أغشه وأستخدمه. كنت حقيرة! لقد عبر الله عن الكثير من الحقائق، لكنني لم أُثمِّنها، وفكرت فقط في كيفية نيل البركات، والهروب من الكارثة، والدخول إلى الملكوت والمكافأة. كنت شريرة حقًّا. صليت إلى الله وأقسمت له أن أتوقف عن أداء واجبي لأكون مباركة، بل أسعى إلى الحق في واجبي لأبادل الله المحبة. قرأت مقطعًا آخر من كلام الله منحني طريقًا للممارسة. "إذا كنت، في إيمانك بالله وسعيك إلى الحق، تستطيع أن تقول: "مهما كان المرض أو الحدث غير المرغوب به الذي يسمح الله بأن يصيبني، فيجب أن أطيع الله مهما كان ما يفعله، وأن أبقى في موضعي ككائن مخلوق. قبل كل شيء، يجب أن أمارس هذا الجانب من الحق، وهو الطاعة، عليّ أن أطبقه، وأحيا بحسب واقع طاعة الله. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا أطرح جانبًا ما كلفني به الله والواجب الذي ينبغي أن أؤديه، ويجب أن ألتزم بواجبي حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة". أليس هذا تقديم شهادة؟ هل يظل بإمكانك الشكوى من الله عندما يكون لديك هذا النوع من العزم وهذا النوع من الحالات؟ لا، لا يمكنك ذلك. في مثل هذا الوقت، ستفكر قائلًا لنفسك: "يمنحني الله هذه الأنفاس، ولقد أعالني وحماني طوال هذه السنوات، ولقد رفع عني الكثير من الألم، ومنحني الكثير من النعمة، والعديد من الحقائق. لقد فهمت حقائقَ وأسرارًا لم يفهمها الناس منذ أجيال. لقد ربحت الكثير من الله، لذلك يجب أن أقابله بالمثل! كانت قامتي صغيرة جدًا في السابق، ولم أفهم شيئًا، وكل ما فعلته كان يؤذي الله. قد لا تكون لدي فرصة أخرى لمقابلة الله بالمثل في المستقبل. مهما يكن الوقت المتبقي لي من حياتي، فيجب أن أقدم قوتي القليلة التي أمتلكها، وأن أفعل ما بوسعي من أجل الله، حتى يرى الله أن كل هذه السنوات التي قضاها في إعالتي لم تذهب سدى، بل أثمرت. لأجلب التعزية إلى الله، ولا أعود أضره أو أحبطه". ماذا عن التفكير على هذا النحو؟ لا تفكر كيف تخلِّص نفسك أو تهرب وتفكر قائلًا لنفسك: "متى أشفى من هذا المرض؟ عندما يحدث ذلك، سأبذل قصارى جهدي لأداء واجبي وأكون متفانيًا. فكيف يمكنني أن أكون متفانيًا عندما أكون مريضًا؟ كيف يمكنني تأدية واجب الكائن المخلوق؟" ما دام فيك نَفَسٌ واحد، فهل أنت غير قادر على أداء واجبك؟ ما دام فيك نَفَسٌ واحد، فهل يمكنك عدم جلب الخزي لله؟ ما دام فيك نَفَسٌ واحد، وما دام عقلك مستنيرًا، فهل بمقدورك عدم الشكوى من الله؟ (نعم). من السهل أن تقول "نعم" الآن، ولكن لن يكون الأمر بهذه السهولة عندما يحدث لك هذا بالفعل. وهكذا، يجب أن تسعوا إلى الحق، وتعملوا كثيرًا على الحق، وتقضوا المزيد من الوقت في التفكير قائلين لأنفسكم: "كيف يمكنني إرضاء مشيئة الله؟ كيف يمكنني مبادلة الله المحبة؟ كيف يمكنني أداء واجب الكائن المخلوق؟" ما هو الكائن المخلوق؟ هل مسؤولية الكائن المخلوق هي مجرد الإصغاء إلى كلام الله؟ لا، بل هي أن تحيا بحسب كلام الله. لقد أعطاك الله الكثير من الحق، والكثير من الطريق، والكثير من الحياة، حتى تتمكن من الحياة بحسب هذه الأشياء، وتشهد له. هذا ما يجب أن يفعله الكائن المخلوق، وهو مسؤوليتك وواجبك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ليس من طريق للمضيّ قُدُمًا إلّا بتكرار قراءة كلام الله وتأمل الحق). كلام الله مؤثر جدًّا بالنسبة إلي. الله رب الخلق وأنا مخلوق، لذا فإن قدري بين يديه. سمح لهذا المرض بأن يصيبني، فسواء عشت أو مت، يجب أن أخضع لحكم الله وترتيباته. هذا هو العقل الأساسي الذي يجب أن يمتلكه الكائن المخلوق. والواجب شيء يجب أن يؤديه الكائن المخلوق. في أي وقت، وبغض النظر عما يحدث، طالما بقي لدي نَفَس واحد، يجب أن أؤدي واجبي. لقد استمتعت كثيرًا بمحبة الله على مر السنين، لكن لأنني لم أسعَ إلى الحق، فقد تمردت عليه دائمًا وآذيته – وأنا مدينة له بالكثير. ما دمت على قيد الحياة، يجب أن أؤدي واجبي لأبادل الله المحبة. في الأيام التي تلت ذلك، كنت أفكر يوميًّا في كيفية أداء واجبي جيدًا لإرضاء الله. الأخت التي تشاركتُ معها كانت جديدة في الواجب ولم تكن تعرف الكثير من مبادئ مشاركة الإنجيل، لذلك ظهرَت مشاكل عديدة. كنت أساعدها عبر الإنترنت وأرشدها. وكنت غالبًا ما أقرأ كلام الله بهدوء وأغني ترانيم تمدح الله. ظللتُ أسعلُ وأُصِبت بالحمى، لكن المرض لم يعد يعيقني، وتوقفت عن التفكير فيما إذا كنت سأموت. علمت أن مصيري بيد الله، وحكم الله يحدد كم سأعيش. سأحاول أن أؤدي واجبي جيدًا وأبادل الله المحبة إلى آخر يوم يسمح لي فيه بالعيش، وسأخضع ولن أشتكي ثانية إلى اليوم الذي يقرر فيه موتي.

في إحدى الأمسيات لم أستطع التوقف عن السعال، كان حلقي مليئًا بالبلغم، وأصبت أيضًا بحمى شديدة وكان جسدي بأكمله يؤلمني. استلقيت على السرير، ولم أكن مرتاحة وتقلبت كثيرًا، ولم أستطع النوم. تساءلت: "هل أنا على وشك الموت؟ بمجرد أن أنام، هل سأستيقظ مرة أخرى؟" كان التفكير في الموت مزعجًا حقًا بالنسبة إلي، والتفكير في أنه قد لا تتاح لي في المستقبل فرصة قراءة كلام الله بعد الآن جعلتني أبكي دون توقف. نهضت وقمت بتشغيل جهاز الحاسوب الخاص بي، وقرأت هذا المقطع من كلام الله: "لقد قدر الله مدة حياة كل إنسان سلفًا. قد يبدو مرضٌ ما وكأنه مميتٌ من وجهة نظرٍ طبيَّة، ولكن من وجهة نظر الله إذا كان لا بدّ لحياتك أن تستمرّ ولم يحن وقتك بعد فلا يمكن أن تموت حتَّى لو أردت ذلك. إذا أعطاك الله إرساليَّةً ولم تنتهِ مُهمَّتك، فلن تموت حتَّى من مرضٍ يُفترض أن يكون مميتًا – فالله لن يأخذك بعد. وحتَّى إذا كنت لا تُصلِّي ولا تسعى إلى الحق، أو لا تهتم بعلاج مرضك، أو حتى إن أخرت علاجك، فلن تموت. ينطبق هذا بشكلٍ خاصّ على أولئك الذين حصلوا على إرساليَّةٍ من الله: فعندما تكون مُهمَّتهم لم تكتمل بعد، بصرف النظر عن المرض الذي يصيبهم، فإنهم لا يموتون على الفور بل ينبغي أن يعيشوا حتَّى اللحظة الأخيرة لإكمال المُهمَّة. هل تؤمن بهذا؟ ... الواقع أنه بغض النظر عما إن كان الغرض من مساومتك أن يتم علاج مرضك وإبعاد الموت عنك، أو كان لديك قصد أو هدف آخر، فإنه من وجهة نظر الله إذا تمكَّنت من أداء واجبك وكنت لا تزال مفيدًا، إن قرَّر الله أن يتم استخدامك فلن تموت. لن يكون بإمكانك الموت حتَّى لو أردت ذلك. أما إن تسبَّبت في المتاعب، وارتكبت جميع أنواع الشرور، وأسأت إلى شخصيَّة الله، فستموت سريعًا، وستنتهي حياتك. لقد سبق أن حدد الله فترة حياة كلّ إنسانٍ قبل خلق العالم. وإذا تمكَّن الإنسان من طاعة ترتيبات الله وتنظيماته، فبصرف النظر عمَّا إذا كان يعاني من المرض أم لا، أو ما إذا كان في حالةٍ صحيَّة جيِّدة أو رديئة، فإنه سوف يعيش عدد الأعوام التي سبق أن حدَّدها الله. هل تؤمن بهذا؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بقراءة كلام الله، شعرت بمحبته ورحمته، وشعرت بسعادة غامرة حقًا. فهمت مشيئة الله أكثر قليلًا. أن أولد في الأيام الأخيرة، وأؤمن بالله وأؤدي واجبًا هو ما قرره الله وهو أيضًا مهمة كلفني بها. إذا انتهت مهمتي، فسوف أموت حتى لو لم أمرض. وإلا فلن أموت حتى لو أصبت بمرض سيقتلني بالتأكيد. لم أكن أعرف ما الذي كان ينتظرني، لكنني علمت أنني يجب أن أضع حياتي بين يدي الله وأتبع ترتيباته. اعتقدت أنني قد أموت في أي وقت، فأردت التحدث مع الله من القلب ثانية. جثوت على ركبتي وصليت إلى الله، "يا الله! أشكرك على اختيارك لي للمجيء إلى بيتك والسماح لي بسماع صوتك. الحصول على سقاية الكثير من كلامك وقُوتِه سمح لي بتعلم الكثير من الحقائق ومعرفة مبادئ أن أكون إنسانًا. أشعر بأن حياتي لم تذهب سدى. كل ما في الأمر أنني فاسدة للغاية، ودائمًا ما أثور ضدك وأؤذيك. لم أتبع الحق جيدًا أو أؤدِّ واجبي بإخلاص لأبادلك المحبة. كما أنني لم أمنحك قط ذرة من الراحة. أنا مدينة كثيرًا لك. لا أعرف ما إذا كنت سأنال فرصًا أخرى لمبادلتك المحبة. إذا عشت، أريد حقًا السعي إلى الحق وتأدية واجبي لإرضائك..."

في تلك الليلة، غفوت بسرعة كبيرة. بمجرد أن استيقظت في اليوم التالي، شعرت براحة تامة، كما لو أنني لم أمرض أبدًا. كان حالة حلقي جيدة، دون أي بلغم زائد. هرعت لقياس درجة حراري ووجدت أنها عادت إلى طبيعتها. لقد تأثرت حقًا، وعرفت أن هاتان هما رحمة الله وحمايته لي. على الرغم من أنني عندما أصبت بفيروس كورونا أظهرت الكثير من التمرد والمقاومة، لم يعاملني الله بما يتماشى مع تجاوزات، بل ظل يرعاني. لم أستطع كبح دموعي، وشكرت الله وسبَّحته.

مر شهران وظلت حرارتي طبيعية طوال الوقت. لم يعد الفيروس لجسمي، وشفيت تمامًا بسرعة. لقد مات الكثير من الناس في هذا الوباء، وقد نجوت تمامًا بفضل رعاية الله العجيبة وخلاصه لي. إصابتي بهذا الفيروس كشفَتْ الدوافع والانحرافات في إيماني وواجبي، ومكَّنتني من رؤية دافعي الحقير لعقد صفقة مع الله من أجل البركات، واكتسبت بعض الفهم لنفسي والاشمئزاز منها. أيضًا، اكتسبت بعض الخبرة العملية والفهم لشخصية الله القدوسة والبارة، وخضعتُ لحكم الله وترتيباته. اختبرتُ بعض التنقية والألم من خلال هذا الموقف، لكنني ربحت أشياء كثيرة لم أستطع الحصول عليها في وضع مريح. كلما فكرت في ما جنيته من هذا الاختبار، امتلأت بالامتنان والتسبيح لله. أشكر الله على محبته وخلاصه!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ثروات الحياة

بقلم وانج جون – إقليم شاندونج طوال السنوات التي مرت علينا منذ أنّ قَبٍلنا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اجتزتها أنا و زوجتي معًا تحت...

الإبلاغ أو عدم الإبلاغ

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

كيف ترى واجبك؟

يقول الله القدير، "أهم مطلب في إيمان الإنسان بالله أن يكون له قلبٌ أمين، وأن يكرس نفسه بالكلية، وأن يطيع طاعة حقيقية. ليس أصعب على الإنسان...

معركة روحية

يقول الله القدير، "أخفى الناس الكثير من الدوافع الخاطئة من وقت إيمانهم بالله حتى يومنا هذا. عندما لا تمارس الحق تشعر أن جميع دوافعك صحيحة،...