ما زال كبار السن قادرين على الشهادة لله

2023 فبراير 5

آمنت بالرب في سن الثانية والستين. وجعلتني المعرفة بأن الرب وعد أتباعه بدخول ملكوته والحياة الأبدية أشعر بأن لديّ أمل في هذه الحياة، وجعلت فكرة تلقي بركة عظيمة كهذه قلبي فرحًا. بدأت أبذل جهدًا، عاملةً بجد من أجل الرب وكانت لديّ طاقة لا حدود لها كل يوم. بعد ثلاث سنوات، حالفني الحظ لأقبل عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. لقد تحمست حقًا لأنني رحبت بالرب وتمنيت الخلاص الكامل ودخول ملكوته. لذلك بدأت أعمل باجتهاد أكثر في سعيي وتضحياتي، وأشارك الإنجيل بنشاط وأؤدي واجبي. لم آخذ راحة طوال الأسبوع تقريبًا، بل كنت أخرج لمشاركة الإنجيل في المساء. ولاحقًا انتخبني الإخوة والأخوات قائدًا للكنيسة ثم واعظًا. لقد أشعرني الحصول على فرصة للقيام بمثل هذه الواجبات المهمة في عمري المتقدم بسعادة حقيقية. رأيت أنني الأكبر سناً في الاجتماعات، لكن ما زلت أستطيع رئاسة الاجتماعات ومساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم. جعلني هذا أشعر بالفخر حقًا. لقد استنتجت أنني طالما اجتهدت في سعيي، فمن المؤكد أنني سأخلص مثل الأشخاص الأصغر سنًا، لذلك كان لديّ دافع لا يكل للقيام بواجبي.

مرت سبع أو ثماني سنوات سريعًا، ولم تعد صحتي وطاقتي كما كانتا من قبل. ثم أصبت باحتشاء دماغي عندما كان عمري 73 عامًا. ولكن بعد أن خضعت للتقطير الوريدي لبضعة أيام، اختفت الأعراض فعليًا. لم يكن لدي أي آثار متبقية. شعرت أن الله لا بد وأن رأى أنني كنت صادقًا في إيماني، وأنني أخدم بسعادة وبكل قلبي، لذلك باركني. شعرت بامتنان حقيقي وواصلت القيام بواجبي. لكن مع أخذ صحتي في الاعتبار، جعلني القائد أعمل كمضيف في المنزل. وعندما رأيت أن هناك واجبات كثيرة لن أقوم بها بعد الآن، لكنني سأستضيف في المنزل فحسب شعرت بالحزن. وعند رؤية الاخوة والاخوات الصغار تحديدًا المفعمين بالحيوية منشغلين بكل أنواع الواجبات، شعرت بالحسد. اعتقدت أنه منذ أن تقدمت في السن وتدهورت صحتي، لم يعد بإمكاني الانشغال بالكثير من المهام أو القيام بها، لا بد أني عديم القيمة. تمنيت حقًا لو أعود بالزمن 10 أو 20 عامًا وأقوم بجميع أنواع الواجبات المختلفة مثلهم تمامًا، عندها ستزداد فرصتي في الخلاص. لا أستطيع المقارنة مع الشباب الآن بعد أن تقدمت في العمر. لقد استنزفني هذا الفكر، وسرعان ما شعرت بالاكتئاب. أيضًا، كنت أعرف أن السكتات الدماغية أشياء يحتمل تكرارها، لذلك إن أُصبت بأخرى يوما ما، فستكون نهايتي ولن أرى يوم مجد الله. إذن كيف سأخلص؟ عندما لم أستطع أن أبذل نفسي من أجل الله، شعرت أنه ليس لدي فرصة للخلاص، فماذا كان الهدف من الإيمان بالله؟ كان هذا الفكر كئيب ومحبط بالنسبة لي. توقفت لفترة من الوقت حتى عن قراءة كلام الله أو سماع الترانيم. في بؤسي صليت إلى الله قائلًا: "يا الله! أشعر أنه لم يعد لي أمل في الخلاص. أنا مُحبط للغاية، أشعر بأن حياتي استُنزفت. يا الله، لا أريد الابتعاد عنك. أعلم أنني لست في الحالة الصحيحة، لكنني لا أعرف كيف أصلح ذلك. رجاءً أخرجني من هذه الحالة غير الصحيحة".

قرأت هذا في كلام الله ذات يوم: "إن رغبة الله هي أن يكون كل إنسان كاملاً، وأن يربحه في النهاية، وأن يطهّره تمامًا، وأن يصبح الشخص الذي يحبّه الله. لا يهم ما إذا كنت أقول إنك متخلف أو من ذوي المقدرة الضعيفة – هذه كلها حقيقة. قولي هذا لا يثبت أنني أعتزم التخلي عنك، وأنني فقدت الأمل فيكم، ولا حتى أنني غير راغب في خلاصكم. لقد جئتُ اليوم لأعمل عمل خلاصكم، وهذا يعني أن العمل الذي أقوم به هو استمرار لعمل الخلاص. كل شخص أمامه الفرصة ليصبح كاملاً: في النهاية ستتمكن من تحقيق هذه النتيجة، ولن يتم التخلي عن أحد منكم بشرط أن تكون مستعدًا، وبشرط أن تسعى. إذا كنت من ذوي المقدرة الضعيفة، فسوف تتوافق متطلباتي منك مع مقدرتك الضعيفة. إذا كنت من ذوي المقدرة الرفيع، فسوف تتوافق متطلباتي منك مع مقدرتك الرفيعة. إذا كنت جاهلاً وأميًّا، فسوف تتوافق متطلّباتي منك مع أميتك؛ وإذا كنت متعلمًا، فسوف تتوافق متطلباتي منك مع كونك ملمًّا بالقراءة والكتابة؛ وإذا كنت مسنًا، فسوف تتوافق متطلباتي منك مع عمرك؛ وإذا كنت قادرًا على تقديم واجب الضيافة، فسوف تتوافق متطلباتي منك مع هذه المقدرة؛ وإذا قلت إنه لا يمكنك تقديم واجب الضيافة، ولا يمكن أن تؤدي سوى مهمة معينة، سواء أكانت نشر الإنجيل، أو الاعتناء بالكنيسة، أو حضور الشؤون العامة الأخرى، فسوف يكون تكميلي لك متوافقًا مع الدور الذي تؤديه. ما يجب عليك إنجازه هو أن تكون مُخْلْصًا، ومطيعًا حتى النهاية، وساعيًا لتحقيق المحبة الأسمى تجاه الله. هذا ما عليك تحقيقه. ولا توجد ممارسات أفضل من هذه الأشياء الثلاثة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة). أوضح لي كلام الله الأمور في الحال. لا يحدد الله آخرة الناس بناءً على ما إذا استطاعوا بذل أنفسهم، أو عمرهم، أو على عدد الواجبات التي يمكنهم القيام بها. طالما أنهم مخلصون لواجبهم ويمكنهم الخضوع لحكم الله وترتيباته، ويسعون لإرضاء الله، فبوسعهم أن يخلصوا. لكنني لم أفهم مشيئة الله ولم أعرف من يخلّص. لطالما اعتقدت خطأً أنه لا بد أن أبذل جهدًا وأن أقوم بعمل كثير لأخلص. منذ أن شخت ولم أستطع الاجتهاد في العمل مثل الشباب، حصرت نفسي على اعتبار أنه ليس لديّ فرصة للخلاص. وصرت غارقًا في السلبية وسوء الفهم، وفكرت حتى في خيانة الله. كنت متمردًا جدًا! على الرغم من أنني تقدمت في السن ولم أستطع القيام بالمهام نفسها التي يقوم بها الشباب، لم يطلب الله مني المتطلبات نفسها. ولم يحرمني حقًا من فرص السعي وراء الحق والقيام بواجب. كان عقلي وصوابي سليمين ويمكنني قراءة كلام الله وفعل كل ما استطعت القيام به في واجبي. ولكن بدون طلب مشيئة الله، حددت نفسي كعجوز وعديم الفائدة، كأنني أصبحت مرذولًا من الله، وفكرت في خيانة الله. ألم يكن هذا شكًا في الله بسبب شخصية ماكرة؟ لم يقل الله أبدًا إن القيام بالكثير من الواجبات يمكن أن يخلّص الإنسان أو أنه بمجرد أن يتقدم شخص ما في السن، سيستبعده الله، ولن يخلّصه بعد الآن. لقد كان في الواقع واضحًا للغاية بشأن الطريقة التي يجب أن يواصل بها شخص ما واجباته ويتعامل معها عندما يشيخ. طالما كنت مخلصًا ومطيعًا حتى النهاية، ويمكنني السعي وراء محبة الله، كان لديّ أمل في الخلاص. كان عدم النظر إلى الأشياء بناءً على كلام الله حماقة مني. لقد تعاملت مع مفاهيمي وتصوراتي على أنها الحقيقة، مسيئًا فهم مشيئة الله طيلة الوقت. لقد شعرت حقًا بتأنيب الضمير، ووقفت أمام الله في الصلاة، "يا إلهي! يجب أن أتوقف عن كوني سلبيًا ومقاومًا بسبب آرائي الخاطئة. طالما مازلت أتنفس، ولدي يوم آخر أعيشه، يوم آخر لأقوم بواجبي، سأستمر في السعي للمضي قدمًا والدخول إلى الحق". أعطتني الصلاة وإرشاد كلام الله بعض الراحة – ولم أشعر بالضيق الشديد. اعتقدت أنه طالما كان لدي سلامة العقل والقدرة على الحركة، سأتكل على الله لأصير مضيفًا جيدة وأبذل قصارى جهدي في تقديم خدمتي من كل قلبي إلى الله.

لكن ما يزال هناك شيء لم أفهمه. لمَ أصبت بالاكتئاب عندما رأيت أنني غير قادر مثل الشباب، لدرجة التفكير في خيانة الله؟ ما هو أصل ذلك؟ في سعيي، قرأت هذا في كلام الله: "يؤمن الناس بالله لينالوا البركات والمكافآت والأكاليل. ألا يوجد هذا في قلوب الجميع؟ في الواقع، نعم. رغم أن الناس لا يتحدثون في كثير من الأحيان عن ذلك، حتى إنهم يتسترون على دوافعهم ورغبتهم في الحصول على البركات، فإن هذه الرغبة والدافع كانا دومًا راسخين في صميم قلوب الناس. مهما يكن مدى فهم الناس للنظرية الروحية، والاختبار أو المعرفة التي لديهم، أو الواجب الذي يمكنهم القيام به، أو حجم المعاناة التي يتحملونها، أو مقدار الثمن الذي يدفعونه، فإنهم لا يتخلون مطلقًا عن الدافع الكامن في أعماق قلوبهم لنيل البركات، ودائمًا ما يعملون بصمت في خدمة ذاك الدافع. أليس هذا هو الشيء المدفون في أعماق قلوب الناس؟ كيف سيكون شعوركم بدون هذا الدافع لتلقي البركات؟ كيف سيكون سلوككم في تأدية واجبكم؟ ماذا سيحدث إذا تخلَّص الناس من هذا الدافع المخفي في قلوبهم لنوال البركات؟ ربما سيصبح كثير من الناس سلبيين، في حين تضعف عزيمة البعض في أداء واجبهم. سيفقدون الاهتمام بإيمانهم بالله، كما لو أن نفوسهم قد تلاشت، وسيبدون وكأنما قلوبهم قد انتُزعت. لهذا أقول إن الدافع لنيل البركات هو شيء مخفي بعمق في قلوب الناس" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ستَّة مُؤشِّرات لنمو الحياة). "لا يؤمن أضداد المسيح بالله إلا من أجل الربح، ويحاولون عقد صفقات مع الله؛ حيث تطغى عليهم نيتهم ورغبتهم في ربح البركات والمكافآت، وهم يتمسكون بهما ولا يتخلَّزن عنهما. يقول الله الكثير، لكنهم لا يقبلون شيئًا منه، معتقدين طوال الوقت أن: "ربح البركات هو هدف الإيمان بالله؛ والهدف منه هو ربح غاية جيدة. هذا هو المبدأ الأسمى، ولا شيء يمكن أن يكون أعلى منه. إن لم يهدف الإيمان بالله إلى ربح البركات، فيجب ألا يؤمن الناس؛ وإن لم يكن لأجل ربح البركات، فلن يكون للإيمان بالله أهمية أو قيمة، بل ستضيع الأهمية والقيمة". هل يوجد من يغرس هذه الأفكار في ضد المسيح؟ هل تأتي من نفوذ أو تأثير شخص ما؟ لا، فهذه الأفكار تقررها الطبيعة الفطرية لضد المسيح وجوهره. ولا أحد يستطيع تغييرها. الله المتجسد يقول الكثير اليوم، ولا يقبل أضداد المسيح أيًا من ذلك على الإطلاق، بل يقاومون الله ويدينونه. فطبيعتهم المتمثلة في سأمهم من الحق وكرههم له لا تتبدل إلى الأبد. وما الذي يُظهِره عدم التبدل هذا؟ يُظهِر أنهم أشرار بطبيعتهم. ليست المسألة ما إذا كانوا يطلبون الحق أم لا؛ فشخصيتهم شريرة. إنهم يتذمرون بوقاحة ضد الله ويعارضونه؛ فهذه هي طبيعتهم وجوهرهم، وهذا هو وجههم الحقيقي" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع (الجزء الثاني)). "يعامل أضداد المسيح أداء الواجب كصفقة تجارية. فهم يؤدون واجبهم باعتباره صفقة تجارية، في مطاردة لربح البركات. يؤمنون بأن ربح البركات هو ما يستهدفه الإيمان بالله، وأنه من اللائق أن تنال البركة مقابل أداء واجب. إنهم يشوهون الشيء الإيجابي الذي هو أداء الواجب، ويقللون من قيمة وأهمية أداء الكائن المخلوق للواجب، ويقللون من شرعية أداء الكائن المخلوق للواجب. يأخذون الواجب الصحيح والملائم لأن يؤديه الكائن المخلوق ويحولونه إلى صفقة تجارية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء السابع)). رأيت من كلام الله أن أعداء المسيح يؤمنون لينالوا البركات فحسب، ولا تتغير عقلية المعاملات التجارية لديهم، ولن يستسلموا مهما كان الأمر صعبًا أو بائسًا. إذا فقدوا الأمل في أن ينالوا بركة، يبدو الأمر كما لو كان نهاية حياتهم. إنهم يشعرون أن الاستمرار في الإيمان عبث، ويحاربون الله ويقاومونه. رأيت أنني أتصرف تمامًا كضد للمسيح. عندما آمنت بالرب، شعرت بسعادة غامرة عند سماعي أن إيماني يمكن أن يدخلني ملكوت الله. شعرت أنه لربح بركات الله ونعمته في هذه الحياة، ثم الحياة الأبدية في الآخرة، فإن أي معاناة تستحق المشقة. لقد أصبح هدفي في الإيمان نوال البركة ودخول ملكوت الله واعتقدت أنه كلما ضحيت أكثر، زادت بركاتي في المستقبل. بعد قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، زاد شعوري بأن حلمي في نوال البركة سيتحقق، وأصبح لديّ دافع أكبر لواجبي. كان عمري 66 عامًا في ذلك الوقت، لكنني لم أر نفسي متقدمًا في العمر على الإطلاق. لم يشغل ذهني أي مخاوف، لكنني عملت بجد في واجبي. ركبت دراجتي إلى كل مكان من أجل الاجتماعات وحتى لو أصبت بسكتة دماغية لاحقًا، فلا أكترث لذلك. أردت أن أبذل قصارى جهدي لأداء واجبي فحسب، مستخدمًا عرق جبيني ومعاناتي كرأس مال لي لأبدلهما بالنعم. لكنني رأيت أنني تقدمت في السن ولم أستطع القيام بهذا العدد من الواجبات بسبب حالتي. كنت أرغب في الاستمرار في التجوال ولكن لم أتمكن من ذلك، وأصبحت تدريجيًا غير قادر على فعل أي شيء. شعرت أن آمالي في أن أكون مباركًا قد تضاءلت ولم أرغب في قبول ذلك. لم أقل شيئًا، لكن قلبي لم يرغب في قبول حكم الله، فأُحبطت وقاومت. وظننت بشكل غير منطقي أن جعلي أخدم كمضيف يعني عدم تقديري، حتى أنني فكرت في خيانة الله والتخلي عن إيماني. كان دافعي في إيماني هو نوال البركة، وأن أعقد صفقة مع الله. أليست هذه نظرة خاطئة لضد المسيح تجاه الإيمان؟ لقد حرّفت شيئًا إيجابيًا ورائعًا كالقيام بواجب. لقد عرفت تسخير أداء واجبي والتجوّل كطريقة لعقد صفقات مع الله مقابل بركات الملكوت، بذلك تعاملت مع واجبي كأداة لإشباع رغباتي الجامحة. لقد أصابتني آمالي في نوال بركة بالدوار. لم أستطع التفكير سوى في دخول ملكوت السماوات. اكترثت بما إذا كنت سأصبح مباركًا فحسب، وبكيف ستصير آخرتي وغايتي. لم أفكر في رد محبة الله أو فهم مشيئته الصادقة. لم يكن لدي ضمير إطلاقًا. لقد منحني الله نسمة الحياة وفرصة لأقوم بواجب. هذه نعمة عظيمة منه. لكن من أجل البركات، كنت دائمًا أطلب من الله طلبات غير معقولة، وأجادل الله، وأشكو، وأتسم بالسلبية والمقاومة. كنت متمردًا ومتناقضًا للغاية، إلى جانب شخصية شريرة. لو أخذ الله حياتي، لكان ذلك برًا. عندما أدركت مدى خطورة مشكلتي، صليت إلى الله في قلبي، طالبًا منه أن يرشدني للتخلي عن دوافعي للبركات، والخضوع لحكمه. ثم فكرت في جزء من كلام الله: "إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). ساعدني كلام الله في استعادة رشدي. أدركت أنه عندما يحدد الله آخرتنا وغايتنا، فلا علاقة لذلك بكم ما ضحينا به من أجله، وكم عملنا أو عانينا. إنه يعتمد على ما إذا كنا قد ربحنا الحق كما اختبرنا عمل الله، إذا تطهرت شخصياتنا الفاسدة، وإذا تغيرت. أدركت أيضًا، أن القيام بواجبات كثيرة لا يضاهي امتلاك الحق أو تغيير الشخصية. مهما كان عدد الواجبات التي أقوم بها، ما يهم هو ما إذا كنت على طريق السعي وراء الحق. آنفًا، قمت بواجبات كثيرة وسافرت في كل مكان، لكنني لم أسعَ وراء الحق مطلقًا. كنت أرغب في استخدام جهودي السطحية مقابل غاية جيدة. لم أرَ عقلية التعامل والخصومة التي كانت كامنة بداخلي تجاه الله. في النهاية عندما تحطمت رغبتي في أن أكون مباركًا، جادلت الله وعارضته. ورأيت أنه بغض النظر عن كم الواجبات التي قمت بها، إذا كان بوسعي الانشغال بالأعمال و الاجتهاد دون السعي وراء الحق، فلن يقع أي تغيير في الشخصية، لكنني سأصبح أكثر أنانية وغطرسة. سينتهي بي الأمر بمجادلة الله والتشاجر معه بشأن العمل الذي قمت به، فأزداد شرًا أكثر فأكثر. تمامًا مثل بولس – فقد قام بعمل كثير وأدى عملًا رائعًا، لكن عمله كان مقابل إكليل. كانت دائمًا صفقة مع الله. لم يتب حتى عندما كان على أعتاب الموت، وانتهى به الأمر مُعاقبًا من الله. ولم يقم بطرس بعمل كثير، لكنه في إيمانه سعى وراء الحق، وفي كل شيء سعى إلى مشيئة الله وسعى إلى طاعته. لم تكن لديه شروط ولم يفكر فيما إذا كان سينال بركة. لقد حقق محبة الله السامية، وربح قبول الله، وكمَّله الله. كانا كلاهما مؤمنين، لكن اختلفت دوافعهما ووجهات نظرهما في السعي، وكذلك كانت آخرتهما. إن الله بار، وإذا سعينا وراء الحق وتغيير الشخصية، عندئذ فقط يمكننا تحقيق مشيئة الله. كان ما سعيت وراءه والطريق الذي سلكته عبثيين وخاطئين كبولس، ولن تختلف آخرتي بالتأكيد عنه. أظهرت لي استنارة كلام الله مشيئته وأي منظور يجب أن أتخذه في الإيمان. كنت بحاجة إلى تعلم طاعة حكم الله وترتيباته، لأصير مخلوقًا عاقلًا. ألم يكن ذلك محبة الله وخلاصه؟ تحسنت حالتي كثيرًا بعد أن فهمت مشيئة الله، وشعرت بامتنان عظيم لله. عندما جاء الإخوة والأخوات للاجتماع بعد ذلك، قدمت لهم واجب الضيافة. وعندما لم يأتوا، قرأت كلام الله بهدوء وبحثت عن الحق وفقًا لحالتي.

قرأت مقطعًا من كلام الله ذات يوم. "لا يكتفي الله بدفع ثمن لكل شخص خلال عشرات الأعوام من ولادته إلى الوقت الحاضر. يرى الله أنك أتيت إلى هذا العالم مرَّات لا تُحصى، وتجسدت مرَّات لا تُعد. من المسؤول عن هذا؟ الله هو المسؤول عن هذا. ولا مجال لك لمعرفة هذه الأشياء. في كل مرَّة تأتي فيها إلى هذا العالم، فإن الله يُجري ترتيبات بنفسه: إنه يرتب عدد الأعوام التي ستعيشها، ونوع العائلة التي ستولد فيها، والوقت الذي سوف تستقر فيه وتُكوّن نفسك، وكذلك ما يجب أن تفعله في هذا العالم وما يجب أن تفعله للعيش. يرتب الله لك طريقة للخروج من الحياة حتى تتمكن من إنجاز مهمتك في هذه الحياة دون عوائق. وبخصوص ما يجب عليك عمله في تجسدك القادم، يرتب الله تلك الحياة وينتجها وفقًا لما يجب أن تتمتع به وما يجب أن يُعطى لك. ... بعد إجراء مثل هذه الترتيبات لك مهما كان عدد المرَّات، تكون قد وُلدت أخيرًا في عصر الأيام الأخيرة، في عائلتك الحالية. يرتِّب الله لك بيئة تؤمن به فيها. يجعلك تسمع صوته وتعود للمثول أمامه وتتمكن من اتباعه وأداء واجب في بيته. فأنت لم تعش إلى يومنا هذا إلا بمثل هذا الإرشاد من الله. وأنت لا تعرف عدد المرَّات التي أتيت فيها إلى العالم، ولا عدد المرَّات التي تغيَّر فيها شكلك، ولا عدد العائلات التي مررت بها، ولا عدد العصور وفترات الحُكم التي رأيتها. ولكن من خلال هذا كله، كانت يد الله تساندك، وكان الله يحرسك. فكم يكدح الله من أجل الإنسان! يقول بعض الناس: "عمري ستون عامًا. كان الله يحرسني ويحميني لمدة ستين عامًا. ولمدة ستين عامًا، كان يتحكم في مصيري. عندما أتقدم في السن، إذا لم أتمكن من أداء واجب ولا يمكنني فعل أي شيء، فهل سيظل الله يهتم بي؟" أليس هذا شيئًا سخيفًا أن تقوله؟ إن سيادة الله على مصير الإنسان، ورعايته للإنسان وحمايته، ليست مجرد مسألة حياة واحدة. إذا كان الأمر يرتبط فقط بحياة واحدة، وبعُمر واحد، فلا يمكن إثبات أن الله قدير ويسود على كل شيء. فالعمل الذي يصنعه الله والثمن الذي يدفعه عن الإنسان، ليس فقط لترتيب ما يفعله الإنسان في هذه الحياة، ولكن لترتيب عدد لا يُحصى من الأعمار له. يتحمل الله المسؤولية كاملةً عن كل نفس تتجسد كشخص. إنه يعمل بانتباه، وحياته هي الثمن الذي يدفعه، لإرشاد كل شخص وترتيب حياة كل واحد وأيامه. يكدح الله كثيرًا جدًّا ويدفع مثل هذا الثمن من أجل الإنسان، ويمنح الإنسان هذه الحقائق كلها وهذه الحياة. إذا لم يؤدِّ الإنسان واجب الكائن المخلوق في هذه المرحلة النهائية ولم يرجع أمام الخالق، وإذا كان في النهاية لا يؤدي واجبه جيدًا ولم يُلبِّ مطالب الله ‒ مهما كانت الأرواح والأجيال التي مر بها ‒ أفلا يكون دَين الإنسان لله هائلًا جدًّا؟ ألن يكون الإنسان غير مستحق لكل ما بذله الله؟ سوف يكون قاسي القلب لدرجة أنه لن يستحق أن يُدعى إنسانًا، وذلك لأن دَينه تجاه الله سيكون هائلًا جدًّا. ... إن لطف الله مع الإنسان، ومحبته للإنسان، ورحمته للإنسان ليست مجرد موقف، بل حقيقة أيضًا. ما حقيقة ذلك؟ حقيقة أن الله يضع كلامه فيك حتى تستنير في داخلك، وتتمكن من رؤية ما هو جميل فيه، وتتمكن من رؤية مغزى العالم، وحتى يمتلئ قلبك بالنور مما يسمح لك بفهم كلامه والحق. وبهذه الطريقة، سوف تربح الحق دون أن تدري. يعمل الله فيك كثيرًا جدًّا بطريقة حقيقية تمامًا، مما يتيح لك ربح الحق. عندما تكون قد ربحت الحق، وعندما تكون قد ربحت الشيء الأثمن وهو الحياة الأبدية، تكون مشيئة الله قد تحققت. عندما يرى الله الإنسان يطلب الحق ويرغب في التعاون معه، سوف يكون مسرورًا وراضيًا. وبالتالي، فإن الله صاحب موقف، وبينما هو على ذلك الموقف، فإنه ينطلق إلى العمل ويثني على الإنسان ويباركه. إنه يقول: "سوف أكافئك. هذه هي البركة التي تستحقها". وبعد ذلك تكون قد ربحت الحق والحياة. عندما تكون لديك معرفة بالخالق وتحصل على تقدير منه، هل ستظل تشعر بالفراغ في قلبك؟ لن تشعر به؛ فسوف تحقق الإشباع وتشعر بالمسرة. أليس هذا هو العيش بقيمة؟ إنه أكثر أنواع الحياة قيمةً وأهمية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. دفع الثمن لكسب الحق عظيم الأهمية). أثر فيّ كلام الله حقًا، ومنحني راحة حقيقية. بغض النظر عن عمري أو حالتي الصحية، طالما كنت أحب الحق وأسعى وراءه، فلن يتخلى الله عني. لكنني أسأت فهم مشيئة الله. اعتقدت أنه منذ أن كبرت في السن ولم أعد نافعًا، لم أستطع القيام بالعديد من الواجبات. قد أصاب بمرض خطير وأموت يوما ما، عندئذ لن يكون لي أمل في الخلاص. شعرت أنه لن يحمل الإيمان أي معنى، ولم أرغب في الاستمرار في السعي. رأيت أنني قد تأثرت بآراء خاطئة وكنت أسيء فهم مشيئة الله. لقد غرقت في الضعف والسلبية، وصرت لعبة في يد الشيطان. سابقًا، لم أعرف أني لا بد أن أخضع لله وأرضيه بصفتي مخلوقًا. لم يكن لدي هذا المنطق. امتلكت الإيمان من أجل البركات الجسدية فحسب – كنت أعقد صفقة مع الله. الآن أستطيع أن أرى ذلك من خلال هذا السعي، حتى لو عشت حتى 800 عامٍ، فلن تحمل أي معنى أو قيمة فيها. عندما واجه أيوب كارثة وتجرد من ممتلكاته، لم يفكر أبدًا فيما ربحه أو خسره. عندما انتشرت فيه الدمامل وصارت الحياة لا تُطاق، عندما أصبح لديه أمل ضئيل في الحياة، لم يلم الله أبدًا. بل خضع لحكم الله وترتيباته من خلال إيمانه الحقيقي بالله. لقد قدم شهادة مدوية لله أمام الشيطان، مما أراح قلب الله. في النهاية باركه الله، وظهر له الله. في إيمان بطرس، مهما رتب الله، طلب بطرس مشيئة الله وخضع لله، وركز على ممارسة كلام الرب. وفي النهاية، صُلب منكّسًا من أجل طاعته لله، مؤديًا واجب مخلوق، وعاش حياة ذات معنى. الآن عرفت كمؤمن، أن محاولة الخضوع لله وإرضاء الله، والقيام بواجب المخلوق، والتعلم، واكتساب الحق في أثناء أداء واجبي، والخضوع لله، ومحبته، هو السبيل لكيلا تحيا حياة فارغة، لتحيا حياة ذات معنى. هذا ما سيوافق عليه الله. محاولة عقد صفقات مع الله دائمًا، باستخدام العمل الجاد وبذل النفس في مقابل بركات الملكوت وضيعة جدًا، وليس لحياتهم معنى أو قيمة. لم أستطع الاستمرار في التفكير فيما إذا كنت سأصبح مباركًا في المستقبل أم لا. كنت أرغب في السعي وراء الحق في كل يوم أحيا فيه، وأبذل قصارى جهدي لأداء واجبي من خلال الاتكال على الله، ومحاولًا الخضوع لله وإرضاءه، والسعي لتغيير شخصيتي أثناء القيام بواجبي. حتى لو مرضت يومًا ما بمرض خطير وواجهت الموت، ولم يعد لديّ فرصة لأداء واجب، سأخضع لحكم الله أيضًا. ما ينبغي أن أركز عليه الآن هو بذل قصارى جهدي لأداء واجبي في هذا العمر. مهما كانت آخرتي، سواء كانت الحياة أو الموت، فإن ذلك يعود إلى حكم الله. ليس هذا شيئًا يجب أن أفكر فيه، بصفتي مخلوق. شعرت براحة أكبر عندما فكرت في الأمر على هذا النحو. بعد ذلك، قرأت كلام الله واستمعت إلى الترانيم على نحو طبيعي كل يوم. عندما أظهرت الفساد، صليت، وسعيت إلى الحق، وعرفت شخصياتي الشيطانية، وانفتحت في شركة مع الإخوة والأخوات. لقد حققت بعض المكاسب تدريجيًا. بشكل عام عندما احتجت إلى أداء واجبي، انخرطت فيه بنشاط، وحاولت جاهدة مشاركة الإنجيل مع من حولي. عندما رأيت الإخوة والأخوات يكتبون مقالات شهادة، أردت أيضًا أن أكتب مقالات تشهد لله. شعرت أن هذا النوع من السعي سيشعرني بالرضا والسلام. ذات يوم سمعت هذه الترنيمة لكلام الله، "يجب أن يكون المخلوق في رحمة الله". لقد تأثرت حقًا بها. ترك المقطع الثاني الذي يذكر اختبار بطرس أثرًا خاصًا فيّ.

2 في الماضي، صُلب بطرس ورأسه لأسفل من أجل الله، لكن ينبغي عليك إرضاء الله في النهاية، وبذل كل طاقتك من أجله. ما الذي يمكن أن يفعله مخلوق نيابة عن الله؟ لذلك ينبغي أن تسلّم أمرك لله عاجلاً وليس آجلاً، ليصرّفك كيف يشاء. فما دام ذلك يجعل الله سعيداً وراضياً، دعه يفعل ما يشاء بك. فأي حق يملكه البشر لينطقوا بكلمات الشكوى؟ فأي حق يملكه البشر لينطقوا بكلمات الشكوى؟

– اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة

لقد استمعت إليها مرارًا وتكرارًا، ولم أستطع الاكتفاء منها. كان كل سطر فيها مصدر إلهام ومؤثر بالنسبة لي، ولم أستطع منع دموعي من النزول. كنت مخلوقًا أفسده الشيطان وعاش حتى سن متقدمة، ومع ذلك توفرت لي الفرصة لاتباع الله واختبار عمله، والشهادة لله والعيش من أجله. يا لها من نعمة عظيمة! كان أكل كلام الله وشربه، ومعرفة فسادي، وتغيير دوافعي الأنانية والوضيعة لنيل البركات بالفعل نعمة من الله. سأحمد الله حتى النهاية حتى لو لم يعطني شيئًا. ستستحق حياتي ذلك! أريد أن أسعى لكي أصير مخلوقًا عاقلًا وخاضعًا لله. مهما كانت صحتي أو آخرتي، أريد الخضوع لترتيبات الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ألم لا مناص منه

في سن السابعة والأربعين، أخذ بصري يتدهور بوتيرة متسارعة. قال الطبيب إنني سأفقد البصر تدريجيًّا. لذا كان عليّ ملازمة المنزل والخلود إلى...

بعد أن ترقى الجميع عداي

في يناير 2021 كان المشروع الذي كنت مسؤولة عنه على وشك الانتهاء. نُقِلَ إخوتي وأخواتي تدريجيًا إلى واجبات أخرى، إلى أن تُركَ لي وقليل من...

عدم مخافة الله هو مسار مخيف

ابتداءً من العام الماضي، توليت مسؤولية أعمال السقاية في كنيسة. ذات مرة في أحد الاجتماعات، قدم لي الأخ وانغ، المشرف على عمل الإنجيل، بعض...

اترك رد